تجديد أصول الفقه منطق العرب،،، السلم و العلم و العدم

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
محمد سعيد رجب عفارة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 9
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 22, 2009 11:13 am

تجديد أصول الفقه منطق العرب،،، السلم و العلم و العدم

مشاركة بواسطة محمد سعيد رجب عفارة »

بسم الله الرحمن الرحيم
تجديد أصول الفقه منطق العرب... السلم و العلم و العدم.
الحمد لله رب العالمين و صلى الله على سيدي رسول الله و سلم و آله المباركين
تمارين منطقية:------
يمكن تجاهل هذه التمارين و البدء مباشرة بالاطلاع على المقتطف من التراث،،،،،
اللفظ له ستة أبعاد، ثلاثة علوية و ثلاثة حسابية، أبعاده العلوية تجعله قابلا للتوزيع على الإحداثيات الثلاثة و هي جنسه وصفته العلمية و صفته العملية.
طاقات الكلام أو أبعاده العلوية:---
1. روحية اللفظ أو حنسه: على طرفي الإحداثي الحلزوني أو الدوائر المتداخلة الصغرى و الكبرى تتركز الأنواع المتباعدة من كل جنس، على سبيل المثال اللفظان السَلــَم و المشترك، و بينهما المنقول. و مثل آخر الحرف من العلم أي المقولة و هي الكلمة معناها بسيط و مجرد، مقابل الكلمة مركبة المعنى مثل محصن التي تعني إنسان مسلم بالغ مؤهل. تتوسطهما الكلمات الواقعية وحيدة المعنى، مثل إنسان، و مسلم، و بالغ، و مؤهل.
2. الصفة العلمية أو عقلية اللفظ: يعلو الإحداثي الصادي الرأسي نوع المطلق، و أسفله يتركز أسم العلم، و يتوسطهما المقيد.
3. مدى قوة اللفظ و تمكنه أو نفسية اللفظ: اللفظ العدم أ ي الخامل أو الإحتياط المهمل المستبعد استعماله، محله الطرف السلبي من الإحداثي السيني الأفقي، و يقابله على الطرف الإيجابي اللفظ الرائج في الاتصال اليومي و استعمالات الإعلام و الدواوين و التدريس، و بينهما اللفظ الكامن أو الإحتياط المعجمي المتوقع استعماله عند توسع الاتصال.
قال تعالى: "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَ رَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا، الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ".
زيادة في إيضاح فكرة طاقات الكلام
• تناقض أولي .... المعنى يكون محله بسيط، أي مبنى منطوق واحد مثل: " الجارية" أو يكون محلة مبسوط متعدد المباني مثل: "ذات ألواح و دسر"، و المحلان البسيط و المبسوط معناهما واحد هو السفينة. و يتوسطهما منحوت المبنى مثل سامراء، الذي أصله مبنى مبسوط أو مركب هو "سر من رأى"،
• تناقض ثانوي .... تتوزع على الإحداثي الصادي تنازليا من أعلى الشرف إلى أدنى الرقة، حدود أو أنواع كثيرة هي و ربما لا يحصرها و يحيط بها التمثيل:---
# جنس المطلق المجهول (الأجمل): و هو باعتبار مآله في التنزيل إلى مقيداته نوعان مطلق مجهول واسع، أو مطلق مجهول ضيق، و المطلق المجهول الواسع هو العام الذي يمكن استعماله ليفيد أكثر من معنى واحد بوضع واحد، أي في عبارة واحدة، مثل ... و المتطلق المجهول الضيق مثل اللفظ جون و التي تعني أبيض أو أسود، و هو ضيق بمعنى استحالة إشارته إلى أكثر من معنى واحد من معانيه، بوضع واحد، و كلمة جون هي أغمض من مجمل، بسبب أنها لا تشير إلى معنى عام مستمر في مقيداته أي معنى اللونية المستمر في الأبيض و الأسود، و أيضا الأسودان و تعنى الأغلبان، لا تشير إلى معنى عام مستمر، و هنا هو معنى الغذاء، المستمر في الماء و التمر. و بالمثل الكلمة القرء التي تعني حيض أو طهر لا تشير إلى معنى عام و هو هنا حال تخص الأنثى البالغ.
## نوع المطلق المعلوم (المجمل): لفظ القرية مطلق أو اسم جنس، و أيضا كلمة رقبة مطلق لكن لها معنى عام يتعين المقصود منها بقيد من السياق أو الموقف أو الثقافة، رقبة مؤمنة أو شقيقة.
#### نوع المقيد: مثل لفظ تبع و يعنى ملك اليمن،
##### نوع اسم العلم المشترك: مثل لفظ القريتان اسم علم على مكة و الطائف معا.
#####0# نوع اسم العلم غير المباشر: مثل المدينة اسم علم شريف على قرية واحدة، و بالمثل النجم اسم علم على الثريا.
#####0## نوع المغلب: مثل العصران و العشاءان، و مثل شربت لبنا و تمرا، أو أكلت تمرا و لبنا، لفظ العصران و تشمل وقتي الظهر و العصر، في الكلمة تغليب للعصر على الظهر، و مثل شربت لبنا و تمرا، أو أكلت تمرا و لبنا، في الجملة الأولى حدث تغليب شربت صاحبتها أكلت و العكس حدث في الجملة الأخرى
#####0### نوع اسم العلم المباشر: مثل لفظ مكة المشير إلى القرية التي فيها الكعبة المشرفة.
#####0#### المترادفات: و هي أرق من اسم العلم المباشر، أي موغلة في الجزئية و الواقعية، مثل أسماء السيدة فاطمة بنت الرسول عليها السلام التسعة التوقيفية، الزهراء و المباركة و الطاهرة و الراضية و المرضية و المحدثة و الزكية. و مثل السفينة و الجارية و ذات ألواح و دسر.
• لفظ النجم تتداخل فيه الأبعاد و الحدود من البعد الواحد، فهو مطلق و اسم علم، مطلق مرادف للشمس، و اسم علم على الثريا و هي تجمع من أربع عشرة شمسا اثنان منهما غول، و مشترك يشير إلى أي شمس أو نبات لا ساق له.
• مما تقدم يتضح أن التناقضات التي بين معاني اللفظ المقيد المشطور (المطلق الخاص) مثل نجم و مولى و عسعس أو المطلق المشطور مثل جون و قرء هي تناقضات ثانوية، أي محلها الإحداثي الرأسي الصادي، الخاص بشرف المعنى و رقته، و ليس من تناقضات المستوى الأول التي محلها الحلزون أو الدوائر المتداخلة، أي إنه خطأ إلحاق هذه المفردات بجنس المشترك. معاني اللفظ المشترك كلها مقيدات، و لا معنى عام مستمر فيها حتى المشترك المنقول، مثلا لا معنى يعم الماء المتدفق و الأخدود، الماء المتدفق عله و الأخدود نتيجة، و لفظ نهر مشترك منقول يستعمل في الإشارة إليهما.
• مطلق متجرد: لا مبنى لفظي له يشير إليه، لكنه معنى عام سار في متعينات متضادة، مثل الحال الطي (كتمان) و ضده النشر (إعلان)، و مثل الحال البسط (مد) و ضده القبض (جزر)، و مثل الحال الظهور (غلبة) و ضده البطون (ضمور)، و هنا المطلق المتجرد اتفق أنه متضاد أي خاص، لا يكون عام متكثر الإفادة في الإستعمال بوضع واحد.

• الحكم الشرعي بخصوص التناقض من المستوى الثالث ....... يفترض أن جميع مفردات القرآن الكريم و الحديث الشريف قوية متمكنه رائجة في نفس المسلم العادي أي العابد العامل و من باب أولى في نفس الفقيه، أو على الأقل كامنة، أي مألوفة للسمع، فقط مجهولة المعنى للفكر أو الخيال، لكن حال خمول و انعدام بعض المفردات المستعملة في القرآن أي كونها غير مألوفة لفظها للسمع، تقصير يزداد شناعة كلما علت نسبتها، إلى الرائج و الكامن.

منطق العرب مواضيعه ثلاثة،
و هي طبقات الكلمة الثلاث.
القواعد اللسانية من موضوع أصول الفقه، و هي في الحقيقة قواعد معنوية، لأنها تتعلق بأوصاف المعنى و ليس أوصاف المبنى المنطوق، و فيما يلي بعض ما يصدق عليه اسم القواعد اللسانية:-
• بعض مباني الكلام باعتبار التصريف يتصف بالشرف و هو القياسي و بعضه يتصف بالخسة و هو السماعي، و بينهما المعدل أو المحور مثل قيّوم أصلها قيووم، و آذان أصلها أأذان، لكن البحث في مباني الكلمة اللفظية ليس من موضوع أصول الفقه، و إن كان واحدا من مواضيع منطق العرب.
• الكلام من رتبة المفرد باعتبار المبنى المنطوق يتنوع بين بسيط المبنى أي مقطع واحد مثل في، ما، من، هل، الخ. يقابله منبسط المبنى مثل عندليب، و خاصته أنه يهمل آخره عند جمعه مثل عنادل، يتوسطهما المركب من مقطعين أو قليل المقاطع، مثل على، لما، صديق، مطبوع، الخ.
• و أكثر الكلام من جهة المادة سرد من ثلاثة أحرف، و بعضه من حرفين، يقابلة مبسوط المادة أي الرباعي و الخماسي، الخ.
الأبعاد الستة للحرف المنطوق،
الثلاية العلوية و الثلاثة الحسابية.
يوجد ثلاثة إحداثيات يقوم النطق بتوزيع الكلام عليها، و أيضا يوجد ثلاثة حسابات يقوم النطق بإجرائها على الكلام من الرتب الخمس، الحرف و المفرد و العبارة و الفقرة و المؤلف.
تعلم كل شيء عن الحرف سهل جدا، بسبب أن الحرف لا معنى له معلوم، أي له معنى توقيفي طبيعي لكنه مجهول، و له معنى صناعي أيضا إذ أن كل حرف جعله الإنسان رمزا لعدد ما، لكن هذا المعنى لا يشاغب على الفقيه الباحث في الحرف المنطوق، و على هذا الأساس يمكن اعتبار الحرف أنه وحيد الطبقة أي صوت أو خط فقط، و ينتفي احتمال الخلط بين المخطوط و المنطوق، بينما في رتبة المفرد من الكلام يصعب جدا البحث، بسبب الخلط بين المعنى و بين المبنى المنطوق مها تحسنت ملكة التمييز عند الفقيه، و مهما بالغ في الحرص و الحذر.
للحرف أبعاد علوية ثلاثة و هي:
• بعد الجوهر: و هو أحوال التضاد بين الجودة و بين الرداءة، و على طرفية الأزواج أو التناقضات الأولية التالية، (س، ث)، أو (د، ت)، أو (ز، ذ)، الخ. بمعنى أن س، ث هما شيء واحد، لكن س ذكر، و ث أنثى.
• بعد العلم: و هو الحكم بالتضاد بين الفخامة و الرقة، على طرفه العلوي الأحرف دائمة الشرف (ط، ق، ظ، ص، ض.) و على طرفه السفلي الأحرف الرقيقة ( ت، ك، ز، س، د.)
• بعد الإرادة: و هو أحوال التضاد باعتبار شدة القوة و ضعفها، مثلا كلمة ألـشّمـْـس، اللام سلبية تماما، الشين شديدة القوة، الهمزة أو السين عادية.
و له أبعاد مادية ثلاثة أو أنه ينفعل ثلاثة إنفعالات بفعل حروف العلة الثلاثة:
• إجراء حساب الخفض على الحرف: مثل خفض الباء في القسم بالله. و حركة الفاء (في).
• إجراء حساب الرفع على الحرف: ينفعل مادة الحرف للقوة واو الرافعة، مثلا حركة الذال في (ذو) و حركة القاف في (قوا)، و حركة أو انفعال القاف في كلمة (قـُـم)
• إجراء حساب النصب على الحرف: مثل انفعالات اللام للقوة ألف كما في (لا، ليلى)
الأبعاد الستة للفظ،
مبنى الكلمة المنطوق.
الكلمة مركبة من طبقات ثلاثة، طبقة الوقوف أو الشعور و طبقة المعنى علمي أو خيالي و طبقة المبنى منطوق أو مخطوط. المشاعر لا تشاغب على الفقيه الناظر في الحروف، لكن المعاني و المباني الأصوات كل منها يتسرب إلى الآخر، فيربك الفقيه عند بحث في معاني المفردات، أو مباني المفردات المنطوقة.
بناء على ما تقدم يجب بداية تعيين طبقة البحث، أو الموضوع الشاغل ما هو المعنى أو المبنى، و الحذر باستمرار من اختلاط الحابل بالنابل، ذلك أن الفقيه يكون مشغولا بالنظر إلى مباني الكلام مثلا، فإذا غفل وجد نفسه ناظرا في معانيه، و العكس يحصل أيضا، و ربما لا ينتبه إلى الخلط أبدا.
سوف أفترض أني أبحث في الكلمة المنطوقة فقط لا غير، و أهمل المعنى.
الأبعاد النفسية الثلاث للمنطوق من رتبة المفرد:-
• التناقض الروحي: الأول الجوهري بين الألفاظ هو انشطارها إلى فئتين فصيحة و سوقية.
• التناقض العقلي: اللفظ قياسي أو سماعي أو محسن مثل قيووم صار تحسين التلفظ بها إلى قيـّـوم.
• التناقض النفسي: و هو تمايز الألفاظ باعتبار القوة أو التمكين، بداهة لقد اكتسب قوة شديدة أو رواجا عظيما كل لفظ حظي بالاستعمال في القرآن الكريم أو الحديث الشريف أو آثار المعصومين مثل نهج البلاغة و آثار الأسياد الأولياء مثل فصوص الحكم و المواقف، أو آثار المجتهدين الموفقين مثل سيدنا محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه، اللفظ الرائج يقابله اللفظ المهمل الخامل، بينهما اللفظ الكامن، أي نادر أو قليل الإستعمال.
الأبعاد الجسمية الثلاثة للفظ المفرد:--
• اللفظ المفخوض أو المنكوس: أي المادة من الحروف المنفعلة إنفعالا لاتينيا، يحتفظ الجذر بمادته و صورته، و تتكثر معانيه بطريقة إلصاق الزوائد به متقدمة عليه أن متأخرة، مثل اللغة الإنجيليزية.
• اللفظ المستطيل: أي المادة من الحروف تتحرك وفق الفعل الشرقي، أي المنغمة، و المعزولة أي اللفظ ليس يلصق به زوائد لاحقة و لا سابقة، و يتعدد معانيه حسب طريقة التلفظ به. مثل اللغة الفيتنامية.
• اللفظ المستقيم أو الدائري الحركة: قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: "الحركة صفة الفعل"، اللفظ المستقيم الحركة، هو المادة من الحروف تنفعل للفعل العربي المستقيم، أي فعل التصريف، أو الاشتقاق، تتكثر معاني المادة من الحروف بتكثر الصور و التي تقارب الثلاثمائة عددا.
بناء على ما تقدم يمكن الحكم أن العرب هم أفصح الناس على مستوى المفرد من الكلام، يليهم أمم الشرق، و أن أعيى الناس هم أصحاب اللغات المنكوسة، مثل الإنجيلزية و الفرنسية، الخ.

الأبعاد الستة لمعنى الكلمة
الأبعاد النفسية الثلاثة للمعنى:
• إحداثي تــد: البعد الجوهري لمعنى المفرد من الكلام: الكلمة المتساوية المعنى لا يشاكه في المبنى معنى آخر، و الكلمة المتساوية لفظها يسمى سلم ، و باسم لفظها تعرف. و الكلمة المتساوية التي مبناها سلم لمعناها، تتوسط بين المعنى متعدد الألفاظ المترادفة، و بين المعاني التي هي شركة في لفظ واحد و هو المسمى بالمشترك.
مما تقدم يتبين أن المشترك و السلم و المترادف هي أسماء لألفاظ أو مباني الكلمات، رغم أن النظر فيها متجه إلى معانيها و ليس مبانيها.
• إحداثي ضـد: البعد العقلي لمعنى المفرد من الكلام: المطلق و العام في مقابلة المقيد و الخاص. كلما ضاق المعنى و اقترب من الواقع مثل اسم العلم كان أرق أو أنزل درجة. و كلما اتسع المعنى و استمر في وقائع كثيرة كان أشرف أو أرفع درجة
• إحداثي بّـب: البعد النفسي لمعنى المفرد من الكلام: أسماء الناس مجهولة المعاني مثال على الضعف أو السلبية السينية أو التفاهة. لا بد من الإحلال المعنوي في الكلمات لتحصيل الإيجابية و الشدة. اللغة رواجها هو العلم بالمعنى و ليس يكفي استعمال الألفاظ الجوفاء الجميلة المورثة.
الأفعال الثلاثة للنطق التي تصفها حركات المعاني:
• ي: تأسيس المعنى: أي تجميع كسوره، مثلا ما معنى رجل محصن؟ هو الذكر البالغ المسلم المتزوج.
• و: تطوير المعنى: المحصن هو الذكر البالغ المسلم المتزوج الذي زوجته بقربة و سليمة، إذا كان مسافرا للعمل أو كانت زوجته مريضة مرضا مزمنا يمنعه من اتيانها، بطل اعتباره محصنا.
• ـا: الفعل المستقيم في المعنى..... توظيف المعنى: اكتساب المعنى حقيقة جديدة، بسبب رواج ثقافة جديدة و هو ما حصل لمعاني الكلمات مثل الصلاة و الحج و اليقين و الفتنة، اتخاذ بعض الكلمات مصطلحات لعلم أو فن، و المتخذ هو المعنى و ليس اللفظ، و إلا صارت الكلمة من المشترك، و إذا كانت أصلا هي مشترك تزداد زحمة بالمعنى الجديد.
حقائق الإسلام توقيفات إلهية من جنس صناعة المصطلح، أو المتواطأ كلاهما توظيف للمعنى، و من هذا الجنس الإقتراح أيضا، مثل اقتراحات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه أسماء لطبقات الأرض، إقترح ثور اسما للطبقة الخامسة، و حوت للطبقة السادسة و ظلمة للسابعة و عقيم للثامنة و ثرى للتاسعة.
الأبعاد الستة لمعنى العبارة،
الثلاثة التوقيفية و الثلاثة التصنيفية:---
علوم الأبجدية و الصرف و النحو و بحور الشعر هي موضوع علماء الألسن، و المفترض بمتعلم أصول الفقه أن يحذر من الإجترار إليها عن غفلة، و يحذر و هو موفق أي لم يخرج عن النظر في المعاني، أن يتوهم أنه يعالج الألفاظ، فيحمل على الألفاظ الأخبار التي تخص المعاني.
متعلم أصول الفقه موضوعه المعاني حتى و هو يدرس القواعد اللغوية، باعتبار أن المهم في العلم هو المعاني التي يستفيدها من الألفاظ و ليس الألفاظ نفسها.
الإحداثيات التوقيفية لمعنى للعبارة
• تـد: جوهر العبارة أي الثقافة التي تنتمي إليها العبارة دينية أو علمانية: قال رسول محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "نزل القرآن على سبعة أحرف"، و أصح تفسير لهذه الأحرف أنها وجوه الآي أو عناوينها أي توحيد الله تعالى و تمجيده، و الوعد و الوعيد و القصص و أخبار الغيب و الأحكام و أوصاف الحلال و الحرام، و الحكم و الأمثال.
• ضد: فخامة العبارة و رقتها: بعض العبارات شريفة أي منطقية و هي المجردة العامة أو الجامعة الخاتمة، أو بين بين يسهل تجريدها أو يسهل تغليبها و القياس عليها، و بعض العبارات رقيقة أي جزئية و هي الضيقة أي الواقعية، من العبارات التي يسهل القياس عليها قول النبي صلى الله عليه و آله وسلم: "ما نزلت آية من القرآن إلا و لها ظهر و بطن، و حرف و لكل حرف حد، و لك حد مطلع"، في الحقيقة كل شيء خلقه الله له هذه الأحوال، مثلا السنة العربية حينان حين بطن و حين ظهر، و كل حين ثلاثة فصول و الفصل شهران. و الشجرة لها بطن هو جذورها و الأوراق و الساق، و له ظهر هو أزهارها، و كل يمر بأطوار ثلاثة.
• بّـب: رواج العبارة و كسادها: العبارات عظيمة الفائدة جديرة بأن يروجها الشيوخ حتى تتصدر ثقافة الناس، مثل قول رسول الله صلى الله عليه و سلم: "ترك العشاء مهرمة"، إذ أن بعض الناس في سبيل تخسيس أوزان أبدانهم يتركون العشاء، فيستعجلون الشيخوخة و الوهن، و قوله: "ما نقص مال من صدقة"، و مثل قوله: "من استفاد أخا في الله بنى الله له بيتا في الجنة"، الخ.
إجراء الحسابات الثلاثة على معنى العبارة.
• المدى القريب: جمع معاني العبارة: لا بد من توفر الانسجام بي المعاني حتى يمكن جمعها في عبارة و احدة، حسن القول الله صادق الوعد، الصدق فضيلة و الوعد خير، لكي سيء جدا القول الله صادق الوعيد، فضيلة و ضر لا ينسجمان. الذي يتوعد ثم يعفو و يغفر لا يوصف بالكذب أو العجز، بل يوصف بالكرم و السماحة، نخلص إلى أن الصدق و الوعيد متنافران لا يجوز عقلا و لا شرعا جمعهما في عبارة واحدة.
• المدى المتوسط: مفهوم العبارة: و هو لحن الخطاب و دليله و فحواه.
• المدى البعيد: دلالة الدلالة: و هو العبارة المستفاد من المقارنة بين عبارتين.
روحانية معنى العبارة
قال تعالى: "و النجم إذا هوى"
كيف يفهمها الغربي الأوروبي الأمريكي؟ هكذا... الشمس إذا انتقل من مدار إلى مدار شع او امتص طاقة، و القسم يشير إلى حال خير أي إشعاع طاقة، و هو قول معجز، بسب أن العلماء حديثا اكتشفوا هذه الحقيقة.
التفسير الظاهري ليس مرفوضا، لكن القرآن ليس كتابا مختصا في الفلك و الذرة، بل إن كل أمة تجد فيه جنس ثقافتها، و النجم هو الشمس و الشمس هو السراج المنير و هو صفة رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم، قال تعالى: "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا"، قال تعالى: " أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا # وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا"، لا ينبغي للمسلم أن يكتفي بالتفسير الظاهري للآية، بسبب أنه تفسير لا يتناسب و ثقافته الدينية و إن كان تفسيرا معتبرا و ليس مرفوضا، و بسبب أن "القرآن ذو أوجه"، فإن الحكمة تقتضي استنفاد طاقة الآية و غير ذلك يعني إهمالها، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"، أي يطيل صحبته، الخلاصة يتوجب على المقتدر حمله على الوجه المناسب للثقافة الدينية، بالإضافة إليه تفسيرا أعمق، و هو أن الله سبحانه و تعالى يقسم بقلب النبي عندما يتدفق علما.
حساب الخفض (ي) على المعاني المكونة للعبارة
إقتضاء النص و بسطه، بمعنى دلالة المحذوف منه أو الزيادة فيه،
• إقتضاء النص أو دلالة المحذوف منه، مثل قوله تعالى: "حرمت عليكم أمهاتكم" المحذوف و الذي لا يستقيم الكلام إلا بتقديره هو كلمة ملامسة،
• دلالة المزيد مثل قوله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا" و معلوم أن السرى هو السفر في الليل، لكن بداهة لا يجوز اعتبار كلمة ليلا حشوا. لقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه: "أقبح م العي الزيادة في الكلام عن موضع الحاجة"، و زيادة ليلا،هو لتوكيد ظرفية السرى، حيث كان الناس نياما و لم يفتقدوا الرسول.
حساب (و) على المعاني المكونة للعبارة.
من أمثال عرب الجاهلية قولهم: "قيمة كل امرء ما يحسنه"، من كتاب المواقف لسيدنا عب الجبار النفري قدس الله سره عبارة خير منها: "قيمة كل امرء ما تطمئن إليه نفسه". النبي كان يحسن التجارة و رعي الغنم لكن ليست هذه قميته، كان طموحه النبوة و الرسالة، قال صلى الله عليه و آله و سلم: "كنت و أبا بكر كفرسي رهان فتسابقنا فسبقته"
حساب (ـا) على العبارات
قال رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم: "ما نزلت آية من القرآن إلا و لها ظهر و بطن و حرف و لكل حرف حد و لك حد مطلع"، في الحديث غموض، ربما بسبب نسيان الرواة عن النبي، إن سرد "ظهر و بطن و حرف"، يوهم أنها مراحل ثلاث متكافئة، و الحقيقة غير ذلك.
من كتاب المواقف: "المطلع غاية كل باطن أو ظاهر"، بالمقارنة بين نعلم أن سرد الحرف و الحد و المطلع هو تفصيل ثانوي لسيرورة فهم الآية من القرآن، و أن التفصيل الأول للسيرورة هو سرد بطن و ظهر. أي كل حين ظهر أو بطن، مفصل إلى ثلاثة أطوار حرف فحد فمطلع.
أجناس السكون أكثر من الحسابات.
السكون الإحصائي: العجز عن سرد حدود شيء تنازليا أو تصاعديا، مثال على الإقتدار الإحصائي ترتيب الجرائم الدينية، الزنا السرقة الفجور في الخصومة عقوق الوالدين و شهادة الزور و إيذاء النبي صلى الله عليه و آله و سلم بسب و لعن اخيه علي أو نساءه أو صحابته، الشرك بالله.
و كل إخفاق في إجراء حساب من الثلاثة على العبارة هوسكون من الناطقة، ربما ناتج عن تعب أو خمول، أو ناتج عن تعصب و تحيز يعطل البصيرة.
الرتبتان الفقرة و المؤلف
الكلام فيهما مؤجل إلى أن يأذن الله تعالى،


تداخل الأبعاد
لفظ أهل البيت هو اسم علم على جماعة معروفة هم السيدة فاطمة بنت الرسول و زوجها و إبنيها عليهم السلام، لكن من جهة ثانية هو يشير إلى معاني كثيرة منها الناصر و إبن العم و الصاحبة، الخ.
ما الصحيح إلحاق الاسم المركب أهل البيت في العام أي المطلق المعلوم الواسع، أو إلحاقه في المشترك الواسع، أو إلحاقه في الخاص أي المطلق الضيق أو المشترك الضيق.
لفظ أهل البيت مطلق أو مشترك هو عام، و ما يعزز عمومه هو تعدد الأنصار من سياق و مناسبة و ثقافة مما يوجب تعدد النزعات، و بالتالي الاضطرار عقلا و شعرا إلى تقبل جميع معانيه النازعة.
عرض العام: تخصيصه بمنع بعض معانيه أو تعدد الأنصار المؤكدة لعمومه أو خذلانه. و خاصة العام استفادة جميع معانيه مخذولا، و بالتأكيد استفادة جميع معانيه منصورا، ما لم يقم قائم بكبت بعض معانيه مستبقيا إياها مهملة في العدم مانعا وجودها.
مثال على استعمال المطلق الواسع
المشترك سواء الارتجالي أو المنقول لا يكون عاما، بل خاصا فقط، المطلق فقط، بداهة بعض أنواع منه يمكن أن يكون عاما، متكثر المعاني و هو مستعمل في وضع واحد، ولاسيما عند تعدد الأنصار من سياق و مناسبة و ثقافة. و ما يخصه توفيره فرصة الإبداع للمتكلم الفصيح ليستعمله في الإشارة إلى أكثر من معنى بوضع واحد أي رشقا دفعة واحدة.
قال تعالى: "و قرن في بيوتكن، و لا تبرجن تبرج الحاهلية الأولى، و أطعن الله و رسوله، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا"
السياق قيد مطلق أو عموم أهل البيت و دل على أن المقصود بأهل البيت هن نساء النبي رضي الله عنهن، أيضا المناسبة و هو دعاء النبي صلى الله عليه و آله و سلم قيدت المطلق و دلت على أن المقصود بلفظ أهل البيت هم من لفظ أهل البيت علم عليهم، أي سيدة النساء فاطمة ابنة الرسول و بعلها علي و ولداها الحسنان عليهم السلام، هنا يتبدى وهم أن المناسبة أشد قوة من السياق، لكن هذه المفارقة غير صحيحة، يبقى السياق له الإعتبار الأول لأنه دليل إيقاعي من ذات القرآن، و المناسبة تبقى خارجية، الصحيح أن بعض المفهوم من الخطاب متقدم على المنطوق، أي فحوى الخطاب يفيد أن أهل البيت عليهم السلام هم المراد الأول بالتطهير، و نساء النبي رضي الله عنهم هم المراد الآخر.
السكون و الحساب الناقص
السكون حال عجز عن إجراء الحساب على الكلام، و هو برهان على خمول أو تعب البصيرة أو تعطيل الوهم أو الهوى إياها عن العمل، الوهم أو التحيز النفسي يتسبب ليس فقط في الإخفاق في التأويل بل إنه يتسبب حتى في العجز عن استيعاب النص الواضح الجلي، الذي منه بعض المطلق الواسع (المعنى العام تستنزله القيود ليشير إلى أكثر من معنى واحد رشقة دفعة واحدة بوضع واحد أي المستعمل في عبارة واحدة).
و إذا تنازع المجتهدون و انشطروا كل فئة تتحيز للمعنى الذي يناسب أوهامها و أهواءها، يكون حسابهم أعورا، لوجود الاجتهاد المعارض المحتمل أنه الموفق المصيب.
إحلال الكتلة اللفظية
الكلمة مركبة من طبقتين إثنتين معنى و مبنى محسوس بالسمع أو البصر أو اللمس، أي مبنى منطوق أو مخطوط، أو منفور و هو الخاص بالعميان.
لكن ربما الأصح القول أن الكلمة مركبة من ثلاث طبقات معنى فكري أو خيالي و مبنى محسوس خطي أو خطابي، و طبقة عميقة هي الشعر. الشعر أو العلم بالحال في النفس أو الخبرة، لا يمكن نقله بالخط أو الكلام، ما هو ممكن نقله صفة الشعر أي الفكر و الخيال.
يقول علماء الألسنية إن نقطة الضعف في الدراسات اللسانية هي المعنى، و أيضا العكس بالعكس أي إن نقطة الضعف في دراسات الفكر هو اللفظ.
الأوصاف مطلق و مشترك و عام و خاص هي أوصاف تخص المعنى لاشك، اللفظ المطلق هو الصورة الصرفية مثل فعل فاعل مستفعل فعيلة فعائل، فعال، الخ. و اللفظ المقيد مثل قرأ جامع مستنبط حديقة صدائق، سلام، الخ. اللفظ سلام بحسب طريقة تلفظه يكون علم على التعجب أو الاستنكار أو النداء، الخ.
إحلال الكتلة أو المادة الصوتية هو الحمل على المبنى المنطوق أو الإسناد إليه أوصافا تخص المعنى.
اتجاهات العبارة
• وجه العبارة: و هو النص بالاصطلاح الحنفي، أي المعنى الواضح الذي تسلم له العبارة و تخصه لا يزاحمه في مبناها معنى آخر، أو المستفاد بالدرجة الأولى من العبارة: قال الله تعالى: "حرمت عليكم ..... وَ رَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَ حَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ "، قوله تعالى: "اللاتي في حجوركم" هو تعريف بحقيقة الربيبة، و حكمها أنها لا تحرم بسبب أنها كونها ربيبة فقط، بل يلزم الدخول بأمها حتى تصير محرمة على مربيها. يؤكد هذا التفسير قول رسول الله صلى الله عليه و سلم لرجل أخبره أن في بيته طفلة من عادته أن يحتضنها: "إذا بلغت السادسة فلا تفعل"، فلو كانت الربيبة تحرم على المربي بمجرد صفتها أنها ربيبة و صفته أنها مربي لما نهاه النبي عن التمادي في مداعبة و ملاطفة ربيبته، إذ يجوز للأب أن يحتضن إبنته البالغة و لبقية المحارم الجد و العم و الخال.
مثال آخر على وجه العبارة: و هو النص بالاصطلاح الحنفي أو دلالة الصدر: و هو المقصود بالدرجة الأولى و الذي الكلام مسوق له. مثل قوله تعالى: "الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَ حَرَّمَ الرِّبَا ......"، المستفاد الأول هو نفي المماثلة التي ارتآها المرابون بين البيع و بين الربا،
• قفا العبارة: و هو المستفاد بالدرجة الرابعة من العبارة: قوله تعالى "ربائبكم اللاتي في حجوركم"، توثيق لعرف عند الناس، و العرف حدث واقع بالغالب، لكنه ليس محتوم، ما يعني أن بنت الزوجة المدخول بها، يمكن ألا تكون ربيبة، و هو حال ابتعادها عن أمها و سكنها عند قريب لها محرم مثلا. أي إن موضوع الآية هو الربيبة متى تحرم تماما، و متى تحرم مؤقتا، و ليس الموضوع بنت الزوجة التي تبقى محرمة عليه مؤقتا طالما بقيت أمها زوجة، حتى يدخل الزوج بالأم تحرم عليه أبدا. و أيضا هو أخذ العلم بأن الربا كان عرفا شائعا في الجاهلية
• يمين العبارة: و هو المقصود أو المستفاد من العبارة بالدرجة الثانية و هو شريعة إباحة البيع و حظر الربا،
• يسار العبارة: وهو إشارة النص أو دلالة الإشارة: و هو المقصود بالدرجة الثالثة من العبارة. مثل قوله تعالى: "وَ الْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَ علَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ......"، وجه العبارة أو المستفاد الأول منها هو الحكم بتكليف الأب الوالد الإنفاق على طليقته الحاضنة ولدها منه، يسار العبارة أو المستفاد الثالث منها هو الحكم بينسب لأبيه، فلا يجوز مثلا تسجيله باسم أمه و كنية عائلتها في الأوراق الرسمية، بسبب أن الولد هو مولود للأب و ليس للأم، رغم أن أمه أحق الناس بحسن صحبته، لكن: "أنت و مالك لأبيك".
...........................................................................................................
لكن هذا البحث سيكون التركيز فيه على المشترك من الكلام، و لن يذكر الأبعاد الحسابية أو التناقضات الثانوية و المستوى الثالث من التناقض بين الكلام، إلا لتوضيح المشترك بوضعه في موقعه من صورة كلية.
انتهت التمارين المنطقية................
0000000000000000000000000000000000000000000000000000000
المقتطف من التراث
1. تعريف الأصوليين للمشترك: اللفظ المستعمل في معنيين أو أكثر، بأوضاع متعددة. أي يستعمل بوضع واحد أي بعبارة واحدة في معنى واحد لا أكثر، و لاستعماله في معنى آخر بتطلب الأمر عبارة أخرى أي وضع آخر. .
2. حكمه (خاصته): مذهب الحنفية و الحنابلة أن اللفظ المشترك يمتنع أن يراد به جميع معانيه، و يجب أن يراد به معنى واحد من تلك المعاني حيث يستعمل.
3. و لا بد من دليل يدل على تعيينه خارج عن نفس اللفظ.
4. فإن تعذر تعيين معناه فحكمه التوقف فيه، لأنه سيكون من قبيل المجمل.
5. قال الشافعي و المالكية بعموم المشترك في جميع معانيه، إذا لم يمنع من ذلك مانع.
بعض الأمثلة التي يقدمها الأصوليون على أنها من المشترك: ألفاظ القرء و المولى و العين، لفظ القرء مشترك بين الطهر و الحيض، و لفظ المولى مشترك بين العبد و السيد، و لفظ العين لمشترك بين الباصرة و الجاسوس و السلعة و حقيقة الشيء و نبع الماء.
0000000000000000000000000000000000000000000000000000000
تعقيبات:- --
إخفاق الأصوليين في تمييز المشترك من المطلق
لا يمكن اعتبار الألفاظ التالية مثل قرء و عسعس، و زوج، و مولى، الخ. كأحد أنواع المشترك، بل هي ألفاظ من جنس المطلق نوع الأضداد.
تعريف المطلق الأضداد: هو اللفظ الدال على حقيقة وسعى يستحيل تحققها كلها في محدث واحد، معلوم وقائعها المقيدات دفعة واحدة عند الوضع.
خاصة المطلق الأضداد: أنه يتوجب تقييده عند الإستعمال، لضيق الواقع عن استيعابه بحال واحد.
عرض المطلق الأضداد: إن تقييد الحقيقة الوسعى أو تعيين واحد من معنييها الإثنين يصير بوصف مجاور للمطلق المتضاد أو بكلمة واحدة تعني الحقيقة الوسعى و القيد، أو بالعبارة أو بالمناسبة، الخ.
إقتراح تعريف واضح للمشترك
فصل جنس المشترك: هو اللفظ متزايد المعاني. و دلالته هذه على أكثر من معنى واحد لم يكن حاصلا له بالوضع الأول، بل هو اللفظ السلم وحيد المعنى بالوضع الأول، تعددت معانيه فيما بعد، بزيادة معنى إضافي أو أكثر.
و المشترك نوعان حسب طريقة تعدد معانيه فيما بعد، فهو إما ارتجالي، أو منقول.
و إن الخلط بين المطلق خاصة من نوع الأضداد و بين المشترك، و أيضا إهمال حقيقة تنوع المشترك إلى ارتجالي و منقول يوقع الفقهاء حتما في سوء التفاهم، لأن كل متكلم في فصل المشترك أو حكمه سوف يستحضر واحدا فقط من أنواعه و يحصر الكلام فيه، فيقع الوهم بالاختلاف، كما هو ملحوظ فيما تقدم.
زيادة في الإيضاح: -
كلمة عسعس مثلا ،منذ البداية كانت متعددة المعاني أي تشير إلى المعنى أدبر و نقيضه أقبل، لكن كملة عين مثلا كانت في البداية لفظا سلما لمعنى واحد ربما يكون الباصرة أو الذهب أو النبع، ثم فيما بعد ازدادت معنى وراء معنى، و ليس ما يمنع أن تزداد مستقبلا أيضا معنى إضافيا واحدا أو أكثر.
إذا اتضح للقارئ أن العين هو اللفظ الوحيد من الثلاثة الذي يمكن اعتباره من جنس المشترك، أكون في ما تقدم من البحث قد وفقت و لله الحمد.
أحاول بعون الله تعالى في هذا البحث القيام بتعريف أنواع المشترك و بيان حكم كل نوع و أحواله.
تمهيد
1. يعرف الأصوليون لفظ المشترك، بالرسم أي بلحظ أثاره عند الاستعمال، و هو أضعف التعاريف جودة، حد جنس المشترك هو الجدير بلحظه بسبب أنه عام يسري في جميع أنواعه، لكن الرسم يخص نوع من المشترك دون غيره. إذ كل نوع لابد يستقل بحكمه و خاصته، من هنا خطأ تعريف الشيء بالرسم.
2. بكل بساطة المشترك هو اللفظ الموضوع احتمالا على مراحل لمعنيين إثنين أو أكثر،. تمييزا له عن المطلق الأضداد الموضوع حتما لمعنيين لا أكثر، دفعة واحدة.
3. قد يقع الظن أن الأصل في المشترك هو انتفاء العلاقة بين معانيه. و أن ارتباط معانيه بعلاقة ما هو أثر ناتج عن التقدم في الصناعة، أي تجاوز صناعة الوضع إلى التفصح في مستوى المفرد من الكلام ما يجعل اللفظ السلم مشتركا من نوع المنقول. لكن هذا الظن لا يصدق بالنسبة إلى المشترك الأضداد، من جون و عسعس، لا بد أن الواضع قصد بأصل الوضع أن يشير لفظ جون إلى الأبيض و الأسود، و لفظ عسعس إلى أدبر و أقبل.
4. لا يصح دائما رسم المشترك بأنه اللفظ المستعمل في معنيين أو أكثر، بأوضاع متعددة، بسبب أنه يمكن بوضع واحد، أي في عبارة واحدة، أن يدل على أكثر معنى واحد، و ذلك حسب نوع المشترك، أو أعراضه مثل السياق أو المناسبة.
5. أي إن القول بعموم المشترك في جميع معانيه، إذا لم يمنع من ذلك مانع. هو صحيح من وجهة النظر التي تعتبر أن الأصل في المشترك هو بعض أنواعه التي لا تتضاد المعاني فيه و تتعادى، و أن الأصل في أعراضه كثرة الأنصار المستنزعة معانيه، مثل السياق و المناسبة.
6. و لا بد من دليل يدل على تعيينه خارج عن نفس اللفظ، بسبب افتراضهم أنه يمتنع أن يراد به جميع معانيه، استحال في نظرهم تعدد الأدلة، لكن تعددها ممكن، و كل دليل ينصر واحدا من معانيه.
7. كل نوع من لفظ المشترك يميزه العلاقة بين معانيه، لكن بعض أنواع المشترك تنتفي بين معانيه العلاقات، و ليس هذا هو الأصل في المشترك، بل هو الغالب.
8. اللفظ المشترك جنسان، أحدهما تأسيسي إرتجالي، الغالب أن تنتفي العلاقة بين معانيه، لكن المشترك الأضداد هو نوع من جنس الإرتجالي، و الآخر تحسيني منقول بين معانيه علاقة ما.
9. إن قابلية المشترك لاستعماله في الدلالة على معنيين بوضع واحد أي بعبارة واحدة. هو ميزة اللفظ المشترك و فضله على اللفظ السَـلـَـم لمعنى واحد، بسبب أن هذه الميزة توفر للفصيح فرصة الظهور في عبارته.
جنس المشترك الارتجالي
المشترك جنسان إرتجالي و منقول، و فيما يلي بيان بكل:-
• فصل لفظ المشترك الارتجالي: هو اللفظ الموضوع بالصدفة لمعنيين أو أكثر، في أماكن أو أوقات مختلفة. لم يوضع اللفظ إزاء جملة معانيه دفعة واحدة.
• خاصته: ليس بين معانيه علاقة.
• عرضه: اللفظ المستعمل في معنيين أو أكثر، بأوضاع متعددة. أي يمتنع أن يراد به جميع معانيه، و يجب أن يراد به معنى واحد من تلك المعاني حيث يستعمل، و لا بد من دليل يدل على تعيينه خارج عن نفس اللفظ، و هذا الدليل هو غالبا السياق أي لفظ مستعمل معه في عبارة واحدة، أو المناسبة أي الموقف، أو العرف أي اعتياد الناس على استعماله للدلالة على أحد معانيه، و هنا يكون حكمه حكم اللفظ السلم.
مثال: لفظ العين بالنسبة إلى بعض معانيه و هي الباصرة و السلعة و النبع، الخ. و التي ليست مشتركة في شيء غير الإسم، و ليس بين هذه المعاني علاقة ما.
مثال على كشف السياق على المعنى المقصود:
العين كريمة الحواس،
العين متدفق بارد،
العين جيدة الصنع رائجة في السوق،
في كل عبارة من الثلاث، ينصر اللفظ المواضع أي كريمة، متدفق، رائجة، واحدا من معاني اللفظ المشترك الإرتجالي، جاعلا إياه متعينا واضح الدلالة كأنه اللفظ السلم.
جنس المشترك المنقول
• اسمه (فصله أو حقه): هو اللفظ السلم أو المشترك موضوع وضعا تاليا ليشير إلى معنى قريب من معناه (السلم) أو أحد معانيه (المشترك)، أي بين معانيه علاقة ما المجاورة أو الإنتاج، الخ.
• خاصته (حكمه): أن العلاقة بين معانيه هي صناعية و ليس توقيفية من صنع الله تعالى، بمعنى أنها إحتمالية، خاصة بعرف قوم، و ليست مكررة في لغات أخر، أي لا ترتبط نفس الكلمات بنفس العلاقة في لغة أخرى.
مثال: ثور و ثورة و مثير، الخ. تشتق بالتصريف من مصدر واحد، هو الفعل ثار، الخ. في الإنجليزية مثلا لا علاقة تصريفية البتة بين الثور و بين الثورة و بين المثير.
• عرضه أو أثره: قول سيدنا الشافعي رضي الله عنه، و المالكية بعموم المشترك في جميع معانيه، إذا لم يمنع من ذلك مانع. و من الموانع أن ينصر السياق معنى، و يكبت المعنى الآخر.
مثال على نصر السياق و كبته:--
قوله تعالى: "النجم و الشجر يسجدان"، لفظ النجم مشترك يعني النبات بلا ساق، و يعني مطلق شمس، معنى الشجر ينصر معنى النبات عديم الساق، و يكبت معنى الشمس،
أمثلة على المشترك المنقول:----
النهر و الحــِّـب و العين بمعنى الباصرة، النهر هو الماء الحافر و منقول ليشير إلى معنى قريب هو مجراه أي الأخدود الذي يحفر النهر في الأرض، و الحب هو اصلا وعاء الماء الفخاري، و منقول ليشير إلى معنى مجاور هو الحامل الخشبي. لفظ العين يشير أصلا إلى الحاسة الباصرة ثم نقل إلى البصاص أو الجاسوس باعتبار أن العين هي وسيلة الجاسوس في عمله.
لفظ النجم مشترك منقول من النبات عديم الساق إلى مطلق شمس، و ربما كان النقل بالعكس، و ربما يكون النجم مثل المولى أو الزوج، وضع للإشارة إلى النبات بدون ساق و إلى مطلق شمس، لسريان معنى الاختفاء و الظهور فيهما.
أي إن المطلق بعضه متضاد مثل جون و مولى و عسعس، و زوج، الخ. و بعضه متصالح مثل نجم، و أهل البيت، الخ. يمكن القول يظهر النجم و يختفي، و يكون مدار الكلام على الشموس و النباتات بدون ساق.
أحداث متباعدة،
سكون المشترك و امتناع تنزل المطلق
تعقيب................. يقول الأصوليون فإن تعذر تعيين معناه (المشترك) فحكمه التوقف فيه، لأنه سيكون من قبيل المجمل.
تعذر تعيين المعنى يجعل المشترك من قبيل المشكل، و ليس المجمل. بسبب أن المجمل هو المطلق الباقي على غموضه، بسبب تعذر تنزيله إلى أحد معانيه المحتملة بقيد ما، و بقاءه فكرة متعالية عن الواقع، أما المشترك فإن معانيه كلها متنزلة أصلا أي واقعية معلومة. و يقع المشكل كحد بين الظاهر الذي يرحج المعنى المتبادر منه على المعنى المتخلف و بين المؤول الذي معناه المتبادر منه هو المرجوح، و المعنى المتخلف هو الراحج، أي المشكل هو اللفظ الذي يجعل المخاطب يتردد بين معنيين متساويين في القوة، لا ينصر العقل و لا السياق و لا المناسبة و لا النصوص واحدا من معنييه الإثنين على الآخر.
و الإشكال نادرا ما يتسبب به المشترك مرتجلا أو منقولا، إنما يكثر أن يتسبب به المطلق المتضاد متعين المعاني مثل لفظ القرء، و المطلق المتكثر ر غم تصالحة مثل لفظ أهل البيت، و هنا يكون سكون الإشكال مرجعه إلى سوء أدب المخاطب و ليس إلى اللفظ.
تعذر كشف المعنى المقصود من معاني المشترك المعلومة هو إخفاق جسمي أي إخفاق في الحساب. لكن تعذر كشف المعنى المقصور المجهول من معاني المطلق هو إخفاق ملكوتي أي إخفاق في الوصف العلمي.
تعقيب على الفقيه اللساني عبد القاهر الجرجاني
إن جنس المشترك المنقول، يصف فصاحة القوم في رتبة المفرد من الكلام، و هو ما غاب عن فقيه اللغة عبد القاهر الجرجاني الذي أنكر وجود الفصاحة دون رتبة الجملة من الكلام. أكثر من ذلك فصاحة القوم تتبدى باستقراء الأبجدية، لا شك أن غياب حروف مثل العين و الخاء و الحاء من لغة قوم هو دليل على عيهم، و بالمثل يعتبر غياب حرف ألفلام من الأبجدية دليل عي قومي، إذ أن من خصائص أحد أنواع حرف اللام هو الاستقامة الدائمة المديدة و هو ما لحظه العرب و أثبتوه و فات الأعاجم إدراكه.
00000000000000000000000000000000000000
ما تقدم يكفي لتوضيح فكرة المشترك من الكلام و الأبحاث المستقبلية التي سوف أتطرق إليه إن شاء الله تعالى لن تخرج عن الأطر التالية، التي تستوعب القواعد اللسانية من أصول الفقه و أرحب بكل تفاعل معي في طريق إحياء منطق العرب هذا ....
أصول الفقه اللغوية:-
أقسام علاقة اللفظ بالمعنى
• وضع اللفظ للمعنى، كمية المقصود من اللفظ العام أو الخاص، و سعة حقيقة المطلق و تضيقها بالقيود، إنعدام المعاني في اللفظ المشترك االمهمل،أو كونه سلما لمعنى.
• أطوار استعمال اللفظ، للدلالة على معناه الأصلي العرفي، أو معناه المستغلظ اصطلاحا أو توقيفا، أو التوسع بتوظيفه للدلالة على معنى أدبي مجازي.
• مدى وضوح دلالة اللفظ على معناه، أو غموض المجمل مثلا بسبب تجرده و اتساعه أو بسبب تردد إشكاليته، أو غموض الخفي بسبب الشك في صلاحيته للتغليب و القياس به.
• مدى قوة ثبات القول، بين طرفين المحكم بما هو مقابل للقابل للنسخ، أو المنسوخ فعلا.
• حسابات أو طرائق دلالة اللفظ على المعنى، أي اتجاهات الدلالة من عبارة و إشارة و محذوف، أمداء الدلالة من منطوق و مفهوم و دلالة دلالة.
• صيغ الخبر و الإنشاء أمر و نهيا و أغراضهما. كيف يدرج في الخاص من تتعدد أغراضه.
• لفت الانتباه إلى السكون: هو العجز عن استيعاب الخطاب، أو الفشل في القيام بحساب جمع و تقبل المعنى الأولى بالاعتبار، مثال على السكون توهم الحشو في قوله تعالى "ربائبكم (هن) اللاتي في حجوركم"، إن تعطيل أثر القيد، خاصة القيد المعرف للشيء تعريفا بالحد، هو بحكم القول بالحشو في القرآن، إنه جلي خطأ الظن أن كلام الله تعالى خرج مخرج الغالب و العادة، و هي عبارة مهذبة لكن مرادفة للقول بالحشو في القرآن، باعتبار أنه ليس من وظائف القرآن توثيق الأعراف و التقاليد و العادات لصالح علماء الاجتماع، لكن ليس ما يمنع استفادة العلم بتقاليد الناس من القرآن لكن كفائدة ثانوية، على هامش الفائدة الشرعية.
............................
فخر النبي تلميذ علي إبن رجب الشافعي
محمد سعيد رجب عفارة
مسودة .. الإربعاء 25\8\2010 مــ
تصحيح و تنقيح ... الجمعة 26\8\2010 مــــــ

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“