خطبة الإمام السجاد (ع) في مجلس يزيد لعنه الله ((( بالصوت )))

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
صرخة حق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 42
اشترك في: الأحد إبريل 04, 2004 11:43 pm

خطبة الإمام السجاد (ع) في مجلس يزيد لعنه الله ((( بالصوت )))

مشاركة بواسطة صرخة حق »

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليك يا أبا عبدالله وعلى أولادك وأهل بيتك وأصحابك الذين بذلوا نفوسهم لله . ووقفوا إلى جانب الحق والدين, ونصروا شريعة سيد المرسلين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بالصوت


هذه هي خطبة الإمام السجاد عليه السلام في مجلس يزيد لعنه الله

http://www.ansaralhusain.net/Media/kotab/sajad.ram
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحيٍ مُقْفِرَ العرصات
لآل رسول الله بالخيف من منى * وبالركن والتعريف والجمرات
ديار عليٍّ والحسين وجعفرٍ * وحمزة والسجاد ذي الثفنات
ديار لعبدالله والفضل صنوه * نجيِّ رسول الله في الخلوات

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

أحسن الله إليك ، سيدي الكريم ( صرخة حق ) .

خطبة تهزّ القلب ، وتُدمعُ العَين ، وتُهيجُ آلامَ كَربلاء ، التي لَن ينساها التّاريخ ، ويَنسَى مأساتها المُفجِعَة .

فلله درّ إمام أهل البيت ، زين العابدين وسيّدهم ، زاهدهِم وعالمِهِم ، خطيبِهِم وقُدوتهِم ، علي بن الحسين ابن رسول الله (ص) .

----------

وقفة مع هذه الحادثة ، وارتقاء الإمام السجّاد (ع) المنبر بحضرة والي البلاد يزيد بن معاوية :


الحياةُ كما يُقالُ فُرصَة ، واغتنامُ الفُرص من دأب المجتهدين ، ونعني فُرصُ الخير لا الشر ، وهُنا نحثّ أولي البصائر ، بهذه المُناسبة ، ( مُناسبة ترديد خُطبة السجّاد بين يدي يزيد ) ، أن يَستلهمُوا ، أبعادَ عقيدة السجّاد روحي له الفداء في الإمامة ، وفي عقيدة التقيّة ، وكلٌّ منها على مَذهَب الجعفريّة ، إذ هُم المُعتقدين بالتقيّة المُفرِطَة في أئمة أهل البيت (ع) ، ومُعتقدين بحجيّة أئمتهم الإثني عشر على النّاس ، وأنّهم قَد قاموا بدورِهِم في التبليغ والدعوة والهداية للنّاس .

في أرجاء الخطبة السجّادية :

قال الإمام زين العابدين (ع) : (( وفُضّلنا بأنّ منّا النبي المُختار محمداً (ص) ، ومنَّا الصدّيق ، ومِنَّا الطيّار ، ومنَّا أسدُ الله وأسدُ رسولِه ، ومنَّا سيّدَة نساء العالمين ، ومنَّا سِبطا هذه الأمّة ، ومنَّا مَهدّيها )) .

وهُنا ، يُسأل الإخوة الجعفرية :

(1) : لماذا لَم يَذكُر الإمام السجّاد (ع) ، بقيّة الأئمة الثمانية من نسلِه ، ضِمنَ مَن فضَّلهُم الله بهِ على االعالَمين ؟

إن كانَت التقيّة ؟


* فإنَّ التقيّة قد انتفَت من السجّاد برمتّها ، بمجرّد صعودهِ المنبر في عُقرِ دار الخلافة الأموية ، وتكلّمُهِ أمام أعلى قيادةٍ في الدّولة ، بما قال ، ونسبته يزيد إلى الكفر ( وفي بعض الروايات نَسبتهُ إلى الكذب عندما سأله عن رسول الله (ص) هل هُوَ جدّكّ أم جدّي ؟ ) .

* أيضاً إن كانَت التقيّة ، والخوفُ على أبناءه مِن القتلِ إن هُو ذكرَهُم ( وهذا التعذّر لا يصلح ) ، فلماذا لَم يَخَف السجّاد (ع) على نفسه القتل ، حينها .


-----

بأسلوبٍ آخر :

(2) الزيدية تعتقدُ بأنّ أهل البيت (ع) ، بما فيهم الإمام السجّاد ، كانوا مُؤمنين بإمامة علي والحسنين ، بالنّص والاستحقاق ، وقد أشارَ إليهم السجّاد (ع) في خطبته ، وكذلك سادات أهل البيت (ع) يُؤمنون بأنَّ المهدي من أهل البيت ، وقَد أشارَ إليه الإمام السجّاد (ع) في خطبته ، ولكن أن يكونَ هُناكَ أئمةٌ تسعةٌ منصوصٌ عليهم من ولد الحسين (ع) ، فإنَّ هذا لَم يُؤثر بطريقٍ مشهورٍ عن غيرِ طريق الجعفرية ، مَرويٌّ عَن سادات أهل البيت (ع) ، ومنهُم الإمام السجّاد (ع) (وهُو أحدهُم ) ، ولَم يُشرِ إليه في خطبته ، بل ولَم يُلمّح إليه مُجرّد تلميح ، عن وجودِ نصٍّ عليهم بأسمائهم أو بأعدادهم .

أيضاً الإمام السجّاد (ع) ، لم يُشِر إلى إمامته الإمامة الربّانية النصيّة على الخلق ، وذلك عندما قال : (( أيّها النّاس مَن عَرفني ، فقَد عَرفني ، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي ... )) .

---

فائدة :

يجب ألاّ يفوت الباحث والنّاظر ، أنَّ أهل البيت (ع) ، سادات بني الحسن والحسين ، ونخصّ بالذكر أئمة الجعفرية الإثني عشر ، ونخصّ هُنا السجّاد (ع) ، أنّه كان ذا روحٍ آمرَةٍ بالمعروف ناهية عن المنكر ، وإن لَم يُشارِك في ثوراتٍ بالرماح والسيوف ، ومراتب الأمر بالمعروف ثلاث ، اليد ، والللسان ، والقلب ، فانتفاء صفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد ، لا يعني انتفائها عن اللسان والقلب ، وكذلكَ كانَ السجّاد (ع) عندما صعدَ المنبر بحضرة طاغية المُسلمين ، وكذلكَ كان حالُ سادات بني الحسن والحسين ممّن لَم يُؤثَر عنهم مواقفُ ثوريّة في مَيدان الوغَى ، وهذه هيَ نَظرةُ الزيدية إلى أئمة الجعفرية (ع) ، لأنّ البعض ، قد يعتقدُ وصمَ الزيدية للباقر (ع) بإسدال السّتر وإرخاءه ، هُو رضاهُ بحُكم طواغيت بني أميّة هشامٌ وأذنابه ، وهذا باطل ، أو أنّه لا يأمرُ بالمعروف ولا ينهى عن المنكر مُطلقاً بمجرّد عدم خروجه بالسيف ، وهذا أيضاً باطل ، لأنّ السيف واليد ما هيَ إلاَّ مَرتبةٌ من مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويليها مراتب ، والاختلاف هُنا في الأجر والفضل ، و مرتبة اليد أفضلها وأجلها ، والقلب أضعفها .

أحببنا ذكرَ هذه النكتة ، كيلا يُغلطُ على الزيدية في حقّ السجّاد (ع) وأبنائه الكرام البررة ، كما أحببنا إبرازَ صفة الحجّة على العالمين ، كما تدّعي الجعفرية على أئمتهم ، وأنّه يجبُ عليه أن يتحلّى بأعلى مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قدرَ المُستطاع ، لأنّه مَتبوعٌ مُقلّدٌ حُجّةٌ على أهل زمانه ، و بالدّعوة والظّهور ستكتملُ الحجّة منه على النّاس ، بينما بالقعود وإيثار العمل في هدوء ، واستخدام مرتبتي اللسان والقلب ، لن يكون هُناك إكمالٌ لهذه الحجّة على النّاس ، والله المُستعان ، فهُوَ ذا إسدالُ السّتر ، وهُو ذا عوارُ الصبغَة التي صبغَ بها الجعفرية أئمتهم ، أعني الحجيّة على النّاس أجمعين ، بدون خروجٍ أو إشهارٍ للدّعوة .


---

وصلّى الله على سيدّنا محمد النبي الأمين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »

قال إمام الزيدية الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي:

و أما الوصية فكل من قال بإمامة أمير المؤمنين و وصيته، فهو يقول بالوصية، على أن الله عز وجل أوصى بخلقه على لسان النبي إلى علي بن أبي‎طالب و الحسن و الحسين، و إلى الأخيار من ذرية الحسن و الحسين،
أولهم علي بن الحسين
و آخرهم المهدي،
ثم الأئمة فيما بينهما.

(كتاب فيه معرفة الله, مجموع رسائل الإمام الهادي, ص 62)
(كتاب العدل و التوحيد, المجموعة الفاخرة, ص 92)
(و نقل عنه في عدة الأكياس, ج2, ص 194-195)
(و نقل عن العدة في التحف شرح الزلف, ص63)


بدون خروجٍ أو إشهارٍ للدّعوة...
و هناك المزيد...
و العاقل يكفيه الإشارة
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

زيد بن علي العراقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 118
اشترك في: الاثنين ديسمبر 20, 2004 1:35 am
مكان: ستوكهولم

حضرة الأخ الموسوي

مشاركة بواسطة زيد بن علي العراقي »

بسم الله والصلاة على خاتم المرسلين وأله الغرّ الميامين وأصحابه المنتجبين
حضرة الاخ الموسوي
السلام عليكم ورحمة الله
ايام الحداد بمصاب الإمة بذكرى إستشهاد الحسين بن علي (سلام الله عليهما) يفترضُ بها ان تقربنا من بعض رغم إختلافنا من الناحية العقيدية في التفاصيل. وأعرفك حضرة الأخ الفاضل- من خلال كتاباتك في المجالس وغيرها- ذكياً وألمعياً لذلك أسمح لي ان أطلب منك ان تؤجل مناقشة موضوع الوصية الى ما بعد انقضاء ايام الحداد فهي ليست موضوع الساعة المُلِّح. ودعنا بدلاً من ذلك نستذكر استشهاد الحسين السبط (ع) ونستوحي من استشهاده البطولي ما يُخرجُ الأمةَ من كبوتها ويوقضها من نومتها.
أما العقلاء - الذين كتبت ان الإشارة تكفيهم- فهم ليسوا بحاجة حتى الى الاشارة فإنهم يجدون طريقم الى الحقائق من خلال البحث والتنقيب في ركام التأريخ ثمّ المقارنة ومواجهة الحقائق مع بعضها وتحليلها وإستنباط النتائج والعِبر منها
وعظّم الله أجرك وأجور المؤمنين بإستشهاد جدكم الامام الحسين (ع) ريحانة رسول الله (ص) وشبل امير المؤمنين (ع). وأرجو ان لا تضيق بكلماتي بارك الله بك.
صورة

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »

السلام عليكم و رحمة الله

أخي زيد العراقي!
بارك الله بكم
و عظم الله لنا الأجر بالمصاب بأبي‎عبدالله الحسين صلوات الله عليه.

و أظن أن مخاطبك الأول يجب أن يكون من يستغل من غير مناسبة الموضوع و يحاول للتفريق بين الشيعة و يركز دائما على الخلافات و في عين الوقت ليس لكثير مما ينشره أساس و لا برهان!
و ما أشبه كلامه و استدلالاته في سائر أئمة أهل البيت, بكلام إخواننا أهل السنة في أميرالمؤمنين علي بن أبي‎طالب و الحسن و الحسين عليهم صلوات الله!
فإن الجواب لهم الجواب له!

فإن تعليقي لم يكن إلا بعد ما ترونه...

و لا ضيق من كلامكم أخي العزيز و كلمات أخرى مادام تكن مبنية على النصيحة و التفاهم و الاحترام المتبادل.
و تحياتي
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

قال إمام الزيدية الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي:

و أما الوصية فكل من قال بإمامة أمير المؤمنين و وصيته، فهو يقول بالوصية، على أن الله عز وجل أوصى بخلقه على لسان النبي إلى علي بن أبي‎طالب و الحسن و الحسين، و إلى الأخيار من ذرية الحسن و الحسين،
أولهم علي بن الحسين
و آخرهم المهدي،
ثم الأئمة فيما بينهما.
----

وهُو كذلك ، فإنَّ الله أوصى بخلقه على لسان الرسول (ص) إلى أهل البيت (ع) بدءاً بالسجّاد وانتهاءً بالمهدي ، وبالذريّة فيما بينهُم ( الأخيار من ذرية الحسن والحسين ) ، وليسَ في كلام الهادي (ع) أدنى إشارَة إلى أئمة بعينهِم ( بأسمائهم - برسومهم ) ( فيما بينَ السجّاد والمهدي )بل بصفاتهم ( الأخيار ) ( من ولد الحسن والحسين ) ، والخِيار من بني فاطمة لا بدّ أن يتوفّر فيه صفات تميزه ، وتجعلُ منه حجّة على النّاس .


---

وإشارة الهادي إلى الحق (ع) إمام الزيدية ، لا دخلَ لها بإشارة السجّاد في خطبته بين يدي يزيد ، فالهادي أشار إلى أحقية أهل البيت جميعاً بني الحسن والحسين من أولّهم ( السجّاد ) إلى آخرهِم ( المهدي محمد بن عبدالله )

و العاقل يكفيه الإشارة


وهُنا أسأل الموسوي ما وجه الحجّة في إجابتك عليَّ بما ذكَرتَهُ عن الإمام الهادي ، فخلافي هُنا واستشكالي كان عن ( لماذا لَم يَذكُر السجّاد نفسَهُ وأبناءه الثمانية ، كَما ذكَرَ جدّه علي وأبوه الحسين وعمّه الحسن (ع) ) ، وليسَ عن السجّاد وإمامته والوصيّة له ؟

------

الأخ زيد بن علي الراقي : لكم العتبى سيدي .

------

الأخ الموسوي :
و يحاول للتفريق بين الشيعة و يركز دائما على الخلافات و في عين الوقت ليس لكثير مما ينشره أساس و لا برهان!
الكاظم ، لا يُريدُ التفريق بين الإخوَة ، بقدر ما يُريد أن يَضعَ بعض النقّاط على الحروف ، من التعنّت أن نصفَ أمثال هذه الحوارات والنقاشات ( التي ظاهرها التفرقة ) ، أن نصفها بالمُفرّقة ، التي لا فائدةَ من إثارتها ، وخصوصاً إذا كنتُ ممّن يحترمُ الطّرف الآخر كأخٍ لي في الله ، ولا يحملني نقاشي له ، مهما بلَغَت حدّته ، إلى العداوة الشخصيّة البتّة .

فكّلنا ، يجبُ أن يعرفَ الاختلاف ... وأن اختلاف الآراء لا يُفسدُ للودّ الشخصي أي قضيّة .

عندما أنصحُكَ ... فأنا لا أشتُمُك ..‍‍‍ ولا أكرهُك .


وإن افتقرَ كلامي إلى البرهان ... سيدي الكريم ... ... فأنتَ مُطالبٌ بالتبيين .... و أنا على استعداد للتنازل عنه .

---

اللهمّ صل على محمد وآل محمد ، وارزقنا حبّ محمد وآل محمد ، القائمينَ منهم والقاعدين .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »

السلام عليكم و رحمة الله

أكرر نص الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم:

فكل من قال بإمامة أميرالمؤمنين و وصيته،
فهو يقول بالوصية، على أن الله عز وجل أوصى بخلقه على لسان النبي إلى علي بن أبي‎طالب و الحسن و الحسين، و إلى الأخيار من ذرية الحسن و الحسين،
أولهم
علي بن الحسين
و آخرهم المهدي،
ثم الأئمة فيما بينهما.


فيجب اعتقاد إمامة و وصاية علي بن الحسين كما يعتقد في أميرالمؤمنين و الحسن و الحسين...
فإن علي بن الحسين أول من يجب اعتقاد وصايته بعد الحسن و الحسين...
و يقع سائر الائمة بين علي بن الحسين و المهدي...
فهل يعترف و يعتقد بذلك؟!
ألسنا ممن نقول بإمامة أميرالمؤمنين و وصيته؟!


ثم يجب أن يجيب هذا الفاضل!
لماذا لم يشر الإمام علي بن الحسين بإمامته و وصايته في خطبته؟!
ألم يكن إماما كما يصرح الهادي إلى الحق؟!


ألم أقل:
العاقل
يكفيه الإشارة؟!

و هناك أسئلة أخرى أشرت (مجرد الإشارة) إليها في ما مضي أتمنى التفطن إليها و الرجوع عن هذه الطريقة الجدلي إلى الأبحاث العلمي النافع.
فإن من يريد البحث و التفهم لا يبدأ بالحكم على الآخرين بل يطرح الأسئلة بهدف فهم الموقف سواء اقتنع به شخصيا أم لا.

و اعتذر من الأخ زيد في مخالفة رأيه
فأنا اعتقد أن كل محاولة لجمع كلمة محبي أهل البيت و الوقوف أمام من يريد التفرقة فهي سرور لقلب الإمام الحسين عليه السلام
و العكس صحيح!
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

السلام عليكم
لا ادري بالفعل هل ستفيدكم هذه المقاطع من المجموعة الفاخرة لمولانا الهادي الى الحق يحيى بن الحسين أم لا
ارجو منكم تأملها جيدا والسلام عليكم
عنوانها القصة الكاملة
:wink:



إمامة أهل البيت عليهم السلام، وصفات الإمام
ثم يجب عليه أن يعلم أن الإمامة لا تجوز إلا في ولد الحسن والحسين؛ بتفضيل الله لهما، وجعله ذلك فيهما، وفي ذريتهما، حيث يقول تبارك وتعالى: ﴿وَإذ ابْتَلَى إبراهيم رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماما قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾[البقرة:124].
فكانت النبوة والإمامة والوصية والملك في ولد إبراهيم صلى الله عليه، إلى أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وعلى آله فأفضت النبوة إليه، وختم الله الأنبياء به، وجعله خاتم النبيين وسيد المرسلين، وقال: ﴿رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾[هود:73]، وقال: ﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾[الزخرف:28]، وقال: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ ءَاتَيْنَا ءَالَ إبراهيم الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا﴾[النساء:54]، وقال موسى صلى الله عليه لقومه: ﴿يَاقَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَءَاتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ﴾[المائدة:20]، وقال: ﴿وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾[الجاثية:16]، وقال: ﴿إن اللَّهَ اصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحًا وَءَالَ إبراهيم وَءَالَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾[آل عمران:33ـ34]، فكانت النبوة في إبراهيم ثم أفضت إلى إسماعيل، ثم إلى إسحاق، ثم إلى ابنه يعقوب، ثم إلى ابنه يوسف، ثم في بني إسرائيل - وهو يعقوب - الأول فالأول، حتى كان آخرهم عيسى صلى الله عليهم أجمعين، ثم حول الله النبوة إلى محمد خاتم النبيين، فقال سبحانه: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ﴾[الفتح:29]، ثم قال: ﴿وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾[الحشر:7]، وقال النبي صلى الله عليه وآله: ((إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.)) ، وقال سبحانه: ﴿إنما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾[الأحزاب:33]، فبين الأمر سبحانه فيهم وأوضحه، ﴿لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾[النساء:165]، ومحمد من ولد إسماعيل بن إبراهيم، وكذلك ذريته.
ثم قال سبحانه: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾، فورثة الكتاب: محمد، وعلي، والحسن، والحسين، ومن أولدوه من الأخيار. ثم قال في ولدهم: ﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ﴾[فاطر:32] ، ففيهم إذ كانوا بشراً ما في الناس.
وقال: ﴿وَلا تَرْكَنُوا إلى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ﴾[هود:113]، كما قال في ولد إبراهيم وإسحاق صلى الله عليهما: ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ﴾[الصافات:113].
وكان فيما بين الله عز وجل لخليله إبراهيم صلى الله عليه؛ إذ قال إبراهيم: ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾ فقال له ربه: ﴿لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾، ثم قال: ﴿أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾[هود:18]، وقال: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾[المائدة:44]، و ﴿الظَّالِمُونَ﴾[المائدة:45]، و ﴿الْفَاسِقُونَ﴾[المائدة:47].
وأن الإمام من بعد الحسن والحسين من ذريتهما من سار بسيرتهما، وكان مثلهما، واحتذى بحذوهما، فكان ورعاً تقياً، صحيحاً نقياً، وفي أمر الله سبحانه مجاهداً، وفي حطام الدنيا زاهداً، وكان فهماً لما يحتاج إليه، عالماً بتفسير ما يرد عليه، شجاعاً كمياً، بذولاً سخياً، رؤوفاً بالرعية، متعطفاً متحنناً حليماً، مساوياً لهم بنفسه، مشاوراً لهم في أمره، غير مستأثر عليهم، ولا حاكم بغير حكم الله فيهم، قائماً شاهراً لنفسه، رافعاً لرايته مجتهداً، مفرقاً للدعاة في البلاد، غير مقصر في تأليف العباد، مخيفاً للظالمين، مؤمناً للمؤمنين، لا يأمن الفاسقين ولا يأمنونه، بل يطلبهم ويطلبونه، قد باينهم وباينوه، وناصبهم وناصبوه، فهم له خائفون، وعلى إهلاكه جاهدون، يبغيهم الغوائل، ويدعو إلى جهادهم القبائل، متشرداً عنهم، خائفاً منهم، لا يردعه عن أمور الله ولا يمنعه عن الاجتهاد عليهم كثرة الإرجاف، شمري مشمر، مجتهد غير مقصر.
فمن كان كذلك من ذرية الحسن والحسين فهو الإمام المفترضة طاعته، الواجبة على الأمة نصرته، مثل من قام من ذريتهما من الأئمة الطاهرين، الصابرين لله المحتسبين، مثل زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إمام المتقين، والقائم بحجة رب العالمين، ومثل ابنه يحيى المحتذي بفعله، ومثل محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الذي جاء فيه الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، أنه خرج ذات يوم إلى باب المدينة، فوقف في موضع ومعه جماعة من أصحابه، فقال لهم: ((ألا إنه سيقتل في هذا الموضع رجل من ولدي، اسمه كاسمي، واسم أبيه كاسم أبي، يسيل دمه من هاهنا إلى أحجار الزيت، وهو النفس الزكية، على قاتله ثلث عذاب أهل النار.)).
ومثل أخويه إبراهيم ويحيى ابني عبدالله، ومثل الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وهو صاحب فخ، ومثل محمد والقاسم ابني إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فمن كان كذلك من ذرية الحسن والحسين فهو إمام لجميع المسلمين، لا يسعهم عصيانه، ولا يحل لهم خذلانه، بل يجب عليهم موالاته وطاعته، ويعذب الله من خذله، ويثيب من نصره، ويتولى من يتولاه، ويعادي من عاداه.
ومما روى الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: أخبرني أبي، قال: قال جدي رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: ((إنه سيخرج منا رجل يقال له زيد، فينتهب ملك السلطان، فيقتل، ثم يصعد بروحه إلى السماء الدنيا، فيقول له النبيون: جزى الله نبيك عنا أفضل الجزاء كما شهد لنا بالبلاغ، وأقول أنا: أقررت عيني يا بني، وأديت عني، ثم يذهب بروحه من سماء إلى سماء حتى ينتهي به إلى الله عز وجل، ويجيء أصحابه يوم القيامة يتخللون أعناق الناس بأيديهم أمثال الطوامير، فيقال: هؤلاء خلف الخلف، ودعاة الحق إلى رب العالمين.)).
وفيه، عن محمد بن الحنفية، أنه قال: ((سيصلب منا رجل يقال له زيد في هذا الموضع - يعني موضعاً بالكوفة يقال له الكناس -، لم يسبقه الأولون ولا الآخرون فضلاً)).
وفيه عنه محمد بن علي بن الحسين باقر العلم، أن قوماً وفدوا إليه فقالوا: يا ابن رسول الله، إن أخاك زيداً فينا، وهو يسألنا البيعة، أفنبايعه ؟ فقال لهم محمد: بايعوه، فإنه اليوم أفضلنا.
وعنه أيضاً أنه اجتمع زيد ومحمد في مجلس فتحدثوا، ثم قام زيد فمضى، فأتبعه محمد بصره، ثم قال: لقد أنجبت أمك يا زيد.
وفيه ما قال جعفر بن محمد الصادق رحمة الله عليه، لما أراد زيد الخروج إلى الكوفة من المدينة؛ قال له جعفر: أنا معك يا عم. فقال له زيد: أو ما علمت يا ابن أخي أن قائمنا لقاعدنا وقاعدنا لقائمنا، فإذا خرجت أنا وأنت فمن يخلفنا في حرمنا، فتخلف جعفر بأمر عمه زيد.
وعن جعفر أيضاً لما أراد يحيى بن زيد اللحوق إلى أبيه، قال له ابن عمه جعفر: أقرئه عني السلام، وقل له: فإني أسأل الله أن ينصرك ويبقيك، ولا يرينا فيك مكروهاً، وإن كنت أزعم أني عليك إمام فأنا مشرك.
وعنه أيضاً لما جاءه خبر قتل أبي قرة الصقيل بين يدي زيد بن علي، تلا هذه الآية: ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾[النساء:100]، رحم الله أبا قرة.
وعنه أيضاً لما جاءه خبر قتل حمزة بين يدي زيد بن علي تلا هذه الآية: ﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾[الأحزاب:32].
وعنه لما جاءه قتل عمه زيد وأصحابه، قال: ذهب والله زيد بن علي كما ذهب علي بن أبي طالب والحسن والحسين وأصحابهم شهداء إلى الجنة، التابع لهم مؤمن، والشاك فيهم ضال، والراد عليهم كافر.
وإنما فرَّق بين زيد وجعفر قوم كانوا بايعوا زيد بن علي، فلما بلغهم أن سلطان الكوفة يطلب من بايع زيداً ويعاقبهم، خافوا على أنفسهم فخرجوا من بيعة زيد ورفضوه مخافة من هذا السلطان، ثم لم يدروا بم يحتجون على من لامهم وعاب عليهم فعلهم، فقالوا بالوصية حينئذ، فقالوا: كانت الوصية من علي بن الحسين إلى ابنه محمد، ومن محمد إلى جعفر، ليموهوا به على الناس، فضلوا وأضلوا كثيراً، وضلوا عن سواء السبيل، اتبعوا أهواء أنفسهم، وآثروا الدنيا على الآخرة، وتبعهم على قولهم من أحب البقاء وكره الجهاد في سبيل الله.
ثم جاء قوم من بعد أولئك فوجدوا كلاماً مرسوماً في كتب ودفاتر، فأخذوا بذلك على غير تمييز ولا برهان، بل كابروا عقولهم، ونسبوا فعلهم هذا إلى الأخيار منهم؛ من ولد رسول الله عليه وعليهم السلام، كما نسبت الحشوية ما روت من أباطيلها وزور أقاويلها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ليثبت لهم باطلهم على من اتخذوه مأكلة لهم، وجعلوهم خدماً وخولاً، كما قال الله عز وجل في أشباههم: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وإن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إلا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ﴾[الأعراف:169].
وكذلك هؤلاء الذين رفضوا زيد بن علي وتركوه، ثم لم يرضوا بما أتوا من الكبائر؛ حتى نسبوا ذلك إلى المصطفين من آل الرسول؛ فلما كان فعلهم على ما ذكرنا، سماهم حينئذ زيد روافض، ورفع يديه فقال: ))اللهم اجعل لعنتك ولعنة آبائي وأجدادي ولعنتي على هؤلاء الذين رفضوني، وخرجوا من بيعتي، كما رفض أهل حروراء علي بن أبي طالب عليه السلام حتى حاربوه.))
فهذا كان خبر من رفض زيد بن علي وخرج من بيعته.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله، أنه قال لعلي بن أبي طالب: ((يا علي، إنه سيخرج قوم في آخر الزمان، لهم نبز يعرفون به، يقال لهم: الرافضة، فإن أدركتهم فاقتلهم، فإنهم مشركون، فهم لعمري شر الخلق والخليقة.)).
وأما الوصية فكل من قال بإمامة أمير المؤمنين ووصيته، فهو يقول بالوصية، على أن الله عز وجل أوصى بخلقه على لسان النبي إلى علي بن أبي طالب والحسن والحسين، وإلى الأخيار من ذرية الحسن والحسين، أولهم علي بن الحسين وآخرهم المهدي، ثم الآئمة فيما بينهما.
وذلك أن تثبيت الإمامة عند أهل الحق في هؤلاء الأئمة من الله عز وجل على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله، فمن ثبت الله فيه الإمامة، واختاره واصطفاه، وبين فيه صفات الإمام؛ فهو إمام عندهم مستوجب للإمامة، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذ يقول: ((من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من ذريتي فهو خليفة الله في أرضه، وخليفة كتابه، وخليفة رسوله.)) قال: من ذريتي، فولد الحسن والحسين من ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم قال: ((عليكم بأهل بيتي، فإنهم لن يخرجوكم من باب هدى، ولن يدخلوكم في باب ردى.))، وقال: ((مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى.))، وقال: ((النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهبت النجوم من السماء أتى أهل السماء ما يوعدون، وإذا ذهب أهل بيتي من الأرض أتى أهل الأرض ما يوعدون)) يعني في جميع ذلك: الصالحين من ولده، وقال صلى الله عليه وعلى أهل بيته: ((من سمع واعيتنا أهل البيت فلم ينصره لم يقبل الله له توبة حتى تلفحه جهنم.)) ثم قال: ((من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية.)).
-------------------------------------------
جواب مسألة النبوة والإمامة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليماً
قال أبو القاسم محمد بن الهادي إلى الحق رضي الله عنه:
سألت أبي صلوات الله عليه عن الحجة والدليل على نبوة الأنبياء وإرسال الله لهم تبارك وتعالى، وعن الدليل على إقامة الأوصياء أوصياء الأنبياء، وثبات حجتهم على الأمة، وعن ثبات الإمامة لمن ثبتت له من الأئمة، وبأي سبب ثبتت بها طاعته وعلى البرية وجبت؟
فقال: سألت يا بني، حاطك الله وهداك رشدك، عن مسألة هلك فيها خلق من المتكلفين، وحار عن فهمها كثير من المتكلمين، فقال من ضل عن الحق وتكمه في ذلك عن طرق الصدق: إن إمامة الإمام تثبت بإجماع الناس عليه، وحسن رأيهم فيه. وليس ذلك كذلك، بل ثبتت الإمامة لمن حكم الله له بها، وقلده بحكمه إياها، وكذلك القول في الأنبياء، فالنبي من تنباه الرحمن، وبعثه بالهدى والإحسان إلى جميع الإنسان، فأقام معه الشرائع والبرهان، وكذلك الأوصياء لا تثبت وصاة نبي إلى وصي حتى تثبت له في ذلك حقائق الصدق، ودلائل براهين الحق.
قلت: وما هذه البراهين والدلالات التي حار فيها كثير من أهل المقالات، وتكلم فيها بالأمور العظيمات المعجبات؟
قال: قد سألت فاستقصيت، فافهم ما نقول، وما إليه قولنا يؤول، ثم اعلم أنه لا تثبت نبؤة نبي في قلوب العالمين، ولا يستدل عليها أحد من التابعين، ولا تثبت وصيته الوصيَّ، ولا حجة لحق مضى، ولا تثبت إمامة إمام، ولا تجب طاعته على أهل الإسلام إلا باستحقاق وعلامات، وشرائع ودلالات، وعَلَم قائم، ودليل يدل على أنه هو صاحب ذلك المعنى، والمتولي لجميع هذه الأشياء.
----------------------------------
استحقاق الأوصياء وعَلَمهم
وكذلك الأوصياء، فلا تثبت للخلائق وصية الأنبياء إليهم إلا بالاستحقاق لذلك والعَلَم والدليل.
فأمَّا الاستحقاق منهم لذلك المقام الذي استوجبوا به من الله العَلَم والدليل فهو فضلهم على أهل دهرهم، وبيانهم عن جميع أهل ملتهم، بالعِلْم البارع والدين والورع والاجتهاد في أمر الله. وعلَمُهم ودليلهم فهو العِلْمُ بغامض علم الأنبياء، والاطلاع على خفي أسرار الرسل، وإحاطتهم بما خص الله به أنبياءه، حتى يوجد عندهم من ذلك ما لا يوجد عند غيرهم من أهل دهرهم، فيستدل بذلك على ما خصتهم به أنبياؤهم، وألقته إليهم من مكنون علمها، وعجايب فوايد ما أوحى الله به إليها، مما لايوجد أبداً عند غير الأوصياء. من ذلك ما كان يوجد عند وصي موسى، وعند وصي عيسى عليهما السلام ما لا يوجد عند غيرهم من أهل دهرهم. ومن ذلك ما وجد عند وصي محمد صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب رحمة الله عليه، من ذلك ما أجاب به في مسائل الجاثليق، ومن ذلك ما كان عنده من علم كتاب الجفر، وما كان عنده من علم ما يكون إلى يوم القيامة، مما أطلع الله عليه نبيه، وأطلع نبيه وصيه، لم يعلمه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحد غيره، ولم يقع عليه سواه، فهذا الذي لم يوجد عند غير الأوصياء من أهل مللهم فهو علَمُ الأوصياء المبين لها، والدليل الدال بالوصية عليها.
------------------------------------------
استحقاق الأئمة وعَلَمهم
وكذلك الأئمة الهادون الداعون إلى الله المرشدون، بانت إمامتهم، وثبت عقدها من الله لهم بخصال الاستحقاق، وبالعَلَم والدليل الذي بانوا به من غيرهم، وامتازوا به عن مشاركة أهل دهرهم.
فأما الاستحقاق فهو ولادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والعِلْمُ والورع والزهد، والدعاء إلى الله، وتجريد السيوف، وخوض الحتوف، وفض الصفوف، ومجاهدة الألوف، ورفع الرايات، ومباينة الظالمين، وإقامة الحدود على من استوجبها، وأخذ أموال الله من مواضعها، وردها في سبلها التي جعلها الله لها وفيها، مع الرحمة والرأفة بالمؤمنين، والشدة والغلظة على الفاسقين، والشجاعة عند جبن الناس، والمجاهدة للكافرين والمنافقين، فهذا باب الاستحقاق للإمامة.
والعَلَم والدليل فهو توفيق الله وتسديده لوليه وتأييده، وإيتاؤه اياه الحكمة ﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيراً﴾[البقرة: 269] ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾[الحديد: 21].
ودليل ذلك وعلَمُه الذي يدل على أنه قد آتى وليه الحكمة ما يظهر من الإمام من الأمور المعجزات لأهل دهره، من حسن علمه، ودقائق فهمه، وحسن تعبيره، وتمييزه والمعرفة بالتأني لتعليم رعيته، وتفهيمها بما تحتاج إلي فهمه حتى يكون معه من الشرح لما يسأل عنه والتبيين لما يأتي به، والاحتجاج فيه وعليه بالحجج البالغة، والبراهين النيرة التي لا توجد عند غيره، ولا ينال شرحها والاحتجاج بها سواه، مع التأني لقبول عقول العالمين لما به يأتي من الحق المبين، والأمر المنير، مع استنباطه لعلم دقائق الكتاب، ودقائق الحلال والحرام في كل الأسباب، التي لا يقع عليها إلا من تولى الله اللطف له، وتوحد بالهداية لقلبه، ممن قلده أمر رعيته، وحكم له بالإمامة على بريته.
وهذه الأشياء التي ذكرنا من حسن البيان، والشرح، وإيضاح ما يحتاج إليه من دقائق حسن التعبير، وجيد التمييز الذي لا يوجد في سواه، فهي العَلَم والدليل على إمامته وعقد الله سبحانه ما عقد له منها، وذلك يا بني العَلَم الأكبر، والدليل الأوفر على عقد الله الإمامة لمن كان ذلك فيه وعنده ولديه.
والحجة فيما قلنا به من أن هذا أكبر الأعلام والدلايل، أن الله تبارك وتعالى تعبد الخلق بمسموع ومعقول، فالمعقول: ما أدرك بالنظر والتمييز بالعقول، والمسموع فهو ما يسمع بالأذن من المسمِع المؤدي من نبي، أو وصي، أو إمام مهتد. وإذا كان فرض الله ومتعبده لخلقه بالمسموع، كانت حاجة السامع إلى تأدية المسمع لازمة، إذ كانت حجة الاستماع على المستمع واجبة، وإذا كان ذلك كذلك أحتاج الإمام المسمِع للرعية إلى أن يكون في الكفاية، والفهم بالشرح والتبيين ودقائق حسن التعبير وجيد التفصيل، ومبين التفهيم، والمعرفة بالتأني لتعليم الرعية وتفهيم البرية لما يحتاجون إليه على غاية ما يكون؛ لأن ذلك كله تأدية عن الله لما افترض على الخلق من المسموع، فإذا كمل في هذه الأشياء فقد كمل في التأدية عن الله لفرائضه المسموعة في كل معنى، فلذلك قلنا إن حسن التأدية بلطائف التعبير، وحسن الاستماع للسامعين في التأدية والتفسير، أكبر أعلام الإمامة، وأدل الدلايل على الحكمة التي يؤتيها الله أوليائه، لأن من آتاه الله الحكمة فهو عند الله من أهل الولاية والمحبة، ومن تولاه الله وأحبه فهو آهلُ الناسِ من الله بالإمامة، وأولاهم منه سبحانه بالكرامة. فمن كان كذلك من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو الإمام المفترض الطاعة الذي لا يجوز لأحد خذلانه، ولا يسع رفضه، ولا يؤمن بالله خاذله، ولا يوقن بالوعد والوعيد تاركه.
فافهم يا بني هداك الله ما شرحنا لك من أعلام النبوة ودلايلها، وأعلام الأوصياء ودلايلها، وأعلام الأئمة ودلايلها التي تدل على عقد الله الإمامة لمن عقدها لهم والحكم منه سبحانه بها فيهم، فقد شرحت ذلك لك شرحاً مجملاً، وفسرت لك بعض ما تحتاج إليه تفسيراً كاملاً، فلا تلتفت إلى غير ما قلنا من أقاويل الهرّاجين، وتعبث العبَّاثين وزخاريف كلام المتكلمين، وافتراق أقاويل الجاهلين، ممن يقول: إن الإمامة بإجماع الرعية، وقول من يقول: بل هي لما يوجد من الآثار المروية في الملاحم المذكورة، وقول من يقول: هي بالوراثة لولد بعد والد، لا يلتفتون ويلهم لما تستحق به الإمامة من البينات، والشواهد النيرات، همج رعاع، وللجهال أتباع، لم يقتدوا بالحكمة فيعلموا بما به تحق الإمامة لصاحبها على الأمة، قد جعلوا الحكم بها وفيها لغير من حكم الله، وجعلوا الحكم بها إلى غير الله، فركبوا من ذلك مركباً وعراً، واكتسبوا به في الآخرة ناراً وعاراً، اعتمدوا في أكبر أمور الله وفرضه من الإمامة على التقليد، فقلدوا الحكم بها كبراءهم في كل الحالات، وطلبوا إثباتها من أبواب الروايات، جهلاً بما عظم الله من قدرها، وتصغيراً لما كبر الله من أمرها، فتكمهوا بذلك في ظلم العمايات، وغرقوا في بحور الجهالات ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾[الشعراء:227] فلا يبعد الله إلا من ظلم، وأساء وغشم، وحسبي الله فنعم المولى ونعم النصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فأمَّا ما تقول الإمامية الضالة الهالكة العمية، وتجتري به على الواحد الجليل، فيما تذكر وتصف من العَلَم والدليل، فقول لا يلتفت إليه عاقل، ولا يشك في بطلانه إلا عمٍ أحمق جاهل، وذلك أنها زعمت وقالت فيما به تكلمت وذكرت: أن العَلَم والدليل في إمامها خلاف ما كان في نبي من أنبياء الأمم، وأنه يأتي بما لم يأتِ به الأنبياء من بدع محالات في كل الأشياء، ومن قال بمحال فليس يثبت له قول في حال من الحال، فزعمت أنه يختم بخاتمه في الصفا ويؤثر فيقرأ نقش خاتمه فيها كما يقرأ في الشمع والطين، وينادي فيما زعمت الإمامية في السماء مناد: ((أن فلان بن فلان إمامكم الهادي المهدي))، بوراً في قولها، وتعدياً في أمرها، وإحالة في حجتها، وغلواً في دينها، ولو كان ذلك يكون لأحد من العالمين، لكان لمحمد خاتم النبيين، ولو نادى في السماء مناد بنبوة النبي لما اختلف فيه من فراعنة قريش منصف ولا غوي، فقولها قبحت أقوالها قول شاهد بالزور عليها في كل أحوالها، لا يلتفت إليه أحد، ولا يوجد لمتعلق به ملتحد، فضيحة على من دخل فيه، ومهتكة هاتكة لمن نسب إليه، ولا دليل ولا علَمَ ولله الحمد أدل ما به قلنا من دلائل الإمامة، وشرحنا من معجزاتها التي فسرنا، فاعلم ذلك علماً يقيناً، وليثبت في قلبك ثباتاً مبيناً، يبن لك به الصواب، وينحل عنك الارتياب، إن شاء الله والقوة بالله وله.
تمّ والحمد لله وحده
الكتاب موجود على الشبكة :
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »


السلام عليكم و رحمة الله

أخي محمد الغيل!
قطعا يفيدنا كل نقل و كل عقيدة في محله و مكانه و لا أقل في فهم عقيدة الآخرين..
و أنا لم أكتب ما كتبت جهلا بسائر المصادر بل إجابة لأسلوب الجدل الذي يتخذ للهجوم على الآخرين..
حتى نتنبه أن هذه الطريقة لا تسمن و لا تغني من جوع!
بل ربما يرد الحجر و يكسر رأس الرامي به.. :wink:

عظم الله لكم الأجر في مصيبة الإمام الحسين عليه السلام
و تحياتي
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

أخي الحبيب الموسوي
لست أدري لماذا تتهمكلمن يطرح رؤية تخالف رؤياك بأنه متسنن يريد أن يفرق بين الشيعة وأنه لا يمثل الزيدية !!!!
وإنكانت هذه الاتهامات وجهت لأشخاص فالأخ الكاظم معروف بكتاباته للكل ولن أفشي سرا إن قلت أنه حسب معلومات من ذرية الإمام القاسم الرسي ، ومن ثم فهو حر فيما يطرحه وأنت حر في الرد دون اتهامات ومحاولات لعزل كل رأي لا يجد قبولا لديك .
طبعا أنا أخالف أخي الكاظم في قضية النص وأوافقه في إمامة الحسنين بالاستحقاق والبيعة أو الدعوة والخروج .
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الموسوي لا تقلق كثيرا
أنتم منا ونحن منكم ولعل ثورة الامام الخميني قد طورت مذهبكم كثيرا واخرجته الى ساحات النور وجعلته قريبا كثيرا من مذهب آل محمد مذهب اهل العدل والتوحيد ومن عنى الامام الهادي في كلامه هم الفرقة المتقوقعة التى اغلقت على نفسها ابوابا من العلم والجهاد لذا فإن نطرتنا اليكم اليوم تختلف كثيرا .
قبلاتي لك أخي الكريم واحترامي الشديد لشخصكم وكما قيل الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
------------------------------
أخي واصل اهلا بكم من جديد بيننا
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »

السلام عليكم و رحمة الله

نعم أخي العزيز!
لكل ما مضى في تاريخنا دلائل و ظروف قد تغير الكثير منها
سواء في ناحيتنا أو في ناحيتكم :wink:

و نعم أخي الحبيب!
أنا أيضا أفتخر بحبكم و لا أريد أبدا أن أفسد الود فيما بيننا
و اعتذر من الأخ الكاظم إذا أفرطت في العتاب!
و لكن وقع بيننا فيما مضى, ما يسيء ظني بمداخلاته من هذا القبيل :)

و تحياتي إليكم
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

أبرَز ما جاء في كلام السيّد الموسوي أعزّه الله .
ثم يجب أن يجيب هذا الفاضل!
لماذا لم يشر الإمام علي بن الحسين بإمامته و وصايته في خطبته؟!
ألم يكن إماما كما يصرح الهادي إلى الحق؟!

الاختصار :

سيدي الجليل ، الإمامَة عندَ الزيدية فيما عَدا علي والحسنين طريقها الدّعوة ، ( والهادي (ع) لا يُشيرُ إلى الوصاية بمعناها الجعفري قطعاً ، ولسانُ حالهُ هُو الحصر لمَن يستحقّ الإمامَة من النّاس ، وبمعنىً آخر ، كأنّه يُريد أن يقول : أنّ الإمامة وصاية من الله والرسول في أهل البيت (ع) نسل الحسن والحسين الأخيار منهم والدّعاة ، بدءًا بمَن يستحقّها من عهدِ السجّاد وانتهاءً بعهدِ المهدي (ع) ، ثمّ فيما بينهُما من بني فاطمة نسل الحسن والحسين ) .

التفصيل :

مُفارَقة في الفَهم يجب أن يُركّز عليها القارئ النبيه :

فرقُ كبيرٌ بين إلزامِكَ لي سيدي الموسوي : أن لماذا لَم يُشر الإمام السجّاد (ع) ، إلى إمامَة نفسه حالَ خطبته بين يدي يزيد ؟ وأنّ هذا منهُ يُخالفُ تصريحَ الإمام الهادي (ع) بالوصاية إليه من الله والرّسول ؟

وبينَ إلزامِي لك في أن : لماذا لَم يُشر السجّاد (ع) إلى إمامَة نفسه في خطبته بين يدي يزيد ؟ وأيضاً لماذا لَم يُشر إلى إمامَة أبناءه الثمانية ، وذكرهُم في مَن فضّل به أهل البيت على الأمة ( ولم تتطّرق لهذه النقطة سيدي الموسوي ) ؟

وإن تشابهَ ظاهرُ الاعتراضات إلى حدٍّ ما ، ولكنّ مَضمونها يحملُ فروقاتٍ جوهريّة مُهمّة يُوضّحهُا التّالي .

----

على فرضِ صحّة إمامَة السجّاد عند الزيدية ( وهُوَ محلّ البحث إن شاء الله ) ، وتماشياً مع استنتاج السيد الموسوي من كلام الإمام الهادي (ع) السابق :

عندها سيكون الكلامُ هُنا عَن مَعنى الوصاية ، ومتَى يكونُ الإمامُ إماماً بوجودها .

(1) : الوصاية عند الزيدية :

الوصاية عند الزيدية يَدخُل فيها ما قاله الإمام الهادي إلى الحق (ع) : ( بأنّ الله عز وجل أوصى بخلقه على لسان النبي إلى علي بن أبي ‎طالب و الحسن و الحسين، و إلى الأخيار من ذرية الحسن و الحسين، أولهم علي بن الحسين ، و آخرهم المهدي ) ، الوَصايَة عندَهُم من الله والرّسول إلى عموم الذريّة ، لا إلى أشخاصٍ مُعينين ، بأسمائهم ورُسومهم ، وكُناهم ، وإنّما طريقُ مَعرفَة الإمام ( فيمَن ليسَ عليه نصّ يخصّه من الله والرّسول ) هِيَ الدّعوَة ، والدّعوة إنّما تصلحُ ممّن أوصى الله والرّسول إليهم ، وهُم ذريّة علي وفاطمة عليه وعليها السلام . ومنهُم السّجاد (ع) ، فإنَّ الوصيّة بالإمامَة تشملهُ عندما يقوم ويدعو ، لا قبلَ ذلك ، وكذلكَ زيدَ بن علي (ع) فإنّ الوصيّة بالإمامَة تشملهُ عندما يقومُ ويَدعو ، لا قبلَ ذلك ، وكذلكَ المهدي محمد بن عبدالله (ع) فإنّه لاتُعرَفُ إمامتهُ إلاَّ بالقيامِ والدّعوة ( مَعَ وجودّ النّص عليه ) ، وليسَ على السّجاد ولا زيد بن علي ولا غيرهما من بعد الحسين (ع) إلى المهدي أي نصٍّ يَخصّهُم بأسمائهم ، وهذا كُلّه على منهج الزيدية وعقيدتها .

وبتوضيحٍ أكثر :

نقول : أنّه مع افتراضِ صحّة ما تأوّله الجعفرية مِن كلام الإمام الهادي (ع) ، من أنَّ مَفادَهُ إثباتُ الإمامَة للسجّاد (ع) ، فإنَّ هذا لا يجعلهُم يشكّون فضلاً عن أن يَجزمُونَ ! ، أنّ الإمامَة للسجّاد (ع) كانَت فورَ وفاةِ والدهِ (ع) ، بل إنّ السجاد (ع) لَم يكُن إماماً ، ثمَّ صارَ بالدّعوة إماماً ، وكذلكَ زيد بن علي (ع) ، فإنّه لَم يكُن إماماً ، ثمَّ صارَ بعدَ الدّعوة إماماً ، وعلى النفس الزكية والنفس الرضيّة والحسين الفخي وغيرهم فقس ، ومِن هُنا نعودُ لأصل الاحتجاج الذي احتجّ به السيد الموسوي أعلا الله مقداره .

وذلكَ عندما طَلبَ مَعرِفَة سبب عدم إشارة السجّاد (ع) إلى إمامَة نفسه أثناء خطبته بين يدي يزيد ، والهادي إلى الحق يُشيرُ إلى إمامته ( وإنّما نقولُ بهذا الفهم لنصّ الهادي (ع) قَطعاً للشغب ، ولبيان أكثر ما يتحمّله هذا النّص عن الإمام الهادي (ع) ، وهُو إثباتُ الإمامة للسجّاد (ع) ، وإلاَّ فالموضوع بحاجَة إلى أذيالَ طويلة قَد لا تثبت معها إمامَة السّجاد ، وقَد تَثبُت ، ( أقلّها من وجهة نظري الشخصيّة ) ، وما ذّكرتُ هذا الفرض – إثبات الإمامة - إلاَّ تماشياً مع حجّة السيد الموسوي ، فليتنبّه الباحث لهذا ) .

نعم ! فالعُذر للإمام السجّاد (ع) عندما لَم يَذكُر إمامَة نفسه ، أثناء خطبته ، لأنّه حتماً لَم يَكُن قد ادّعى الإمامة في تلك الفَترَة ، القريبة العهدِ بكربلاء ، وإن دَخلَ في عموم الذّرية ، ولكنّه لَم يكُن إماماً حينها ، لعدم الدّعوة منه ، ولعدَم وجودِ نصٍّ يخصّه بالإمامَة ، ولَو كانَ في تلك الفترة قد ادّعاها لَما فرَّطَ في سفكِ دَمه يزيد اللعين ، وفي الطّرف الآخر فقد يكون السجّاد (ع) فد ادّعى الإمامَة فيما يلي تلكَ الفَترة ( فترة الخطبة على المنبر ) ، وبِهَذا يُجابُ على اعتراضكم سيدي الكريم .

توضيح أكثر وأكثر :

الإمام السجّاد (ع) – على فرض ثبوت إمامته – لم يكُن قَد دَعا إلى إمامَة نَفسِه عندَ صعوده منبر يزيد ، ومِن هُنا فلا يَلزَمُهُ أن يُشيرَ إلى إمامَة نفسه ، لأنّه ليسَ إماماً لا بالدّعوة ولا بالنّص الخاصّ فيه .


==================

(2) : الوصاية عند الجعفرية :

الوَصاية عندَ الجعفريّة من الله والرّسول إلى أهل البيت (ع) ليسَ إلى العموم ، بل إلى نفرٍ مخصوصين من ذريّة الإمام الحسين (ع) ، أولّهم زين العابدين بعدَ الحسين السبط (ع) وآخرهم المهدي محمد بن الحسن العسكري ، والإمامَة لهؤلاء ثابتةٌ بالنّص الإسميّ العَددي ، العَقِبُ تِلوَ العَقِب ، فما إن يموتُ الإمام السابق حتّى تثبتُ الإمامة لابنه المنصوص عليه فوراً ، سواءً دَعا أم لَم يَدعُو ، سواءً أقامَ الحجّة أم لَم يُقِم ، ومثاله ، انتقالُ الإمامة الجعفرية إلى السجّاد (ع) فورَ وفاةِ والده الحسين (ع) ، وإن لمَ يقُم ولَم يَدعُ ، وهُنا نُعاودُ إلزامنا السّابق فنقول :

بما أنَّ الإمام السجّاد (ع) ، كانَ إماماً بعدَ وفاةِ والدِه ، كانَ إماماً حالَ صعودهِ منبر المسجد ، لماذا لَم يُشر إلى إمامته الإمامة الرّبانيّة ، وأحقيّته بمقامِ يزيد من يزيد من الولاية على شؤون الإسلام والمُسلمين .

أيضاً : لِماذا لَم يُشر السجّاد (ع) إلى الثمانية من ولده ، ضِمنَ مَن فضّل الله به أهل البيت على الأمّة ، ولا يخفى أنَّ الجعفرية يعتبرونَ أئمتهم من نِعَم الله على الأمة التي لولاهم لماجتَ الأرض وساخَت ، ونُذكَر أنّ التقيّة قد انتفَت عن السجّاد انتفاءً تامّاً .


هذا وصلّى الله وسلّم على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله الطيبين الطّاهرين .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

جاء في مقاتل الطالبيين :
(قال أبومخنف وقالت أم الهيثم بنت الاسود النخعية ترثى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " ع ":
.....
فلا تشمت معاوية بن صخر *** فإن بقية الخلفاء فينا

وأجمعنا الامارة عن تراض *** إلى ابن نبينا وإلى أخينا
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »

و لَو كانَ في تلك الفترة قد ادّعاها لَما فرَّطَ في سفكِ دَمه يزيد اللعين
إن الله قد جرى على نفس القلم, الجواب :)

فإذا كان الأمر كما ذكر - و هو كما ذكر- يعني أن الإمام علي بن الحسين لو كان يدعي الإمامة لما فرط يزيد اللعين في سفك دمه,
فلماذا هذا التعنت الطويل و التكلف العظيم في الجدل؟!

أن الإمامية يعتقدون نفس المعنىحرفا بحرف:
من أن الإمام لو كان يعلن إمامته لما فرط يزيد اللعين في سفك دمه
و لو كان يعلن إمامة أولاده لما فرط في سفك دماء كل أهل بيته.

إن الإمام علي بن الحسين عليهما صلوات الله كان إماما على حسب رؤية الإمامية و لكن لا يلزمه أي إلزام أن يصرح به في مجلس يزيد!
و قد قتل بالأمس والده سلام الله عليه و إخوانه و أهل بيته و هم أسرى بين يديه!

فعلى حسب هذه الرؤية أن الإمام عليه السلام كان عاقلا و يفهم الموقف
و ما تكلم به في خصوص والده و أهل بيته لا يقاس بموضوعنا فإن ذلك الكلام كان في خصوص
تاريخ مضى و لم يكن ليزيد الملعون مشكلة مع ما مضى و لكن كان المشكلة في الحال و المستقبل.

فهل تعرفون عاقلا على وجه الأرض يرى أن الإمام كان يجب عليه أن يعلن إمامته و إمامة ولده الباقر في مجلس هذا الملعون القسي الذي قتل سيد شباب أهل الجنة و أهل بيته بمجرد رفضه للبيعة معه؟!

ثم هل كان يتردد يزيد في قتله و قتل أولاده و بقية العترة الطاهرة بعد أم يسمع من الإمام بأنه إمام و ولده الباقر إمام و أحفاده أئمة؟؟؟!

كما قد أشرت في ما مضى بأن مثل هذا التوهم و الشبهة يأتي أيضا في خصوص علي عليه السلام فلماذا لم يصرح عليه السلام بإمامته و في كل تلك المجالات؟!
و لماذا لم يعلن الإمام الحسين بإمامته منذ وفاة أخيه الحسن إلى أواخر حياته؟!
و لماذا؟
و لماذا؟؟؟
و الأجوبة واضحة لجميع هذه الأسئلة
و قد أشرنا إلى بعض منها
و لكن يحتاج فهمها إلى عدم التعصب و رؤية جميع القضايا المشابهة بعين واحدة.

ثم إن الإمامية يعتقدون بعصمة أئمتهم فهم يرون الإمام علي بن الحسين معصوما..
فلا مجال أصلا لما توهم الأخ إذا يخاطب الإمامية!
و بعبارة أخرى إذا كان علي بن الحسين معصوما فلا يمكنك أن تنسب إليه أنه أخطأ في عدم إعلان إمامته بل يرى الإمامية أن إمامهم إمام و إن سكت عن الإعلان بإمامته لمصلحة كان يراه و لو لم نفهمه نحن بعقولنا الناقصة و بعد ما مضى زمان طويل.

و رجوعا لكلام الهادي يحيى بن الحسين...
أولا أود ان أقول: ليس هذا النص الوحيد في اعتراف الزيدية بإمامة علي بن الحسين...

و أما بعد:
أن كلامه صريح في أن علي بن الحسين أول الأئمة بعد الحسين و هذا بالوصية من الله عز و جل على لسان نبيه.

قال:
فكل
من قال
بإمامة أمير المؤمنين و وصيته،
فهو يقول بالوصية،
على أن الله عز وجل
أوصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
بخلقه
على لسان النبــــــــــــــــــــــــي
إلى علي بن أبي‎طالب
و الحسن
و الحسين،
و إلى الأخيار من ذرية الحسن و الحسين،
أولــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهم
علي بن الحسين
و آخرهم المهدي،
ثم الأئمة فيما بينهما.

لماذا لم يقل ‎أولهم الحسن بن الحسن؟!
مع أن بعض الزيدية -في ما بعد- اعتبروا الحسن المثنى رضوان الله عليه إماما دون علي بن الحسين!

و لماذا لم يقل أولهم زيد بن علي؟!
مع أن كثيرا من الزيدية -في ما بعد- اعتقدوا بأن زيد الشهيد هو أول إمام بعد الحسين و لا يقولون بإمامة إمام في ما بين الحسين و زيد؟!

و أما أنا فأرى في كلام الهادي أنه كان يعتقد بوجود الوصية من الله على إمامة علي بن الحسين إمامة إلهية من الله عز و جل و على لسان نبيه.
و هذا صريح كلامه.

ثم أن الهادي كان يعتقد بإمامة أئمة في ما بين علي بن الحسين عليه السلام و بين المهدي عجل الله ظهوره، إمامة إلاهية بالنص و الوصية من الله و على لسان نبيه أيضا.
و هذا صريح كلامه أيضا.

و معلوم أنه لم يدع أحد من أهل البيت و لا من غيرهم هذا المقام -أي الإمامة بالوصية و من الله على لسان نبيه صلى الله عليه و آله- إلا الأئمة الاثناعشرية
و يؤيدهم الهادي في هذه النظرية.
و هذا صريح كلامه.

و إنما الخلاف -لو صح التعبير- كان في إمامة أشخاص آخرين من أهل البيت و بمعنى آخر للإمامة ألا و هي الإمامة السياسية و الإمامة في الجهاد لا الإمامة الإلهية و التي لا تكون إلا من الله و على لسان نبيه كما جاء في كلام الهادي.

فإن جماعة من الشيعة كانوا يرون أن الظروف مناسبة للقيام و الثورة و اجتمعوا حول شخصيات من الشيعة و أهل البيت كان هذا رأيهم.
و نعرفهم باسم الزيدية.

و آخرون من الشيعة و من أهل البيت كانوا لا يرون ذلك و كانت الظروف برأيهم غير مناسبة و كانوا يترقبون ظروف أفضل و شرايط مناسبة أكثر.
و هؤلاء هم المعروفون بالإمامية...

و لم يمنع هذا الرأي الإمامية عموما من المشاركة و النصحية و طلب و تمني النصرة, للقائمين الثوار.
كما أن الثوار أيضا لم يخرجوا عموما عن دائرة الاحترام و العقيدة بهؤلاء الأئمة و شيعتهم.

فكل ما جرى بينهم كان خلافا تاكتيكيا و لم يكن خلافا إستراتيجيا.

و مضى الأيام و أبتعد الفريقان بعضهم عن بعض و تدخل بعض الأيادي في إيجاد الخلاف
بين الفريقين أكثر فأكثر و ابتعد الجماعة الأولى عن فكرة الإمامة الإلهية.
كما ابتعد أخرى عن روح الجهاد و لزوم الخروج على الظالم الذي كان يعتقده أيضا و لكن ينتظر ظروفها...

و تغيرت الظروف و عرف الجماعة الأولى في مرور الزمان صعوبة الموقف
و الجماعة الثانية قد وجدوا فرصا أضاعوها عادة منهم على روح الكسل و الانتظار...

و وصلنا إلى عصرنا...

و كأن المواقف صارت معكوسة!!!

و ليس كذلك!

بل الواقع أن الإمامية و ببركة شخصية كبيرة لم يرى الدهر مثله كثيرا, رجعوا إلى القيم و المبادي المنسية.

و الزيدية أيضا دخلوا في مرحلة لابد لهم من الترقب و الانتظار و التعامل مع الظروف.

و أنا أرى أن هذه يمكن بل يجب أن يكون بداية لرجوع الفريقين أو الجماعتين إلى أصلهم الذي كانوا عليه من الوحدة.
و لاأقل من طي سجلات الخلافات تاريخية الطارئة عليهما.

و تحياتي
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“