العلامة مفتاح والديلمي يضربان عن الطعام لليوم الثالث على التوالي
Tuesday, 15 February 2005
للتعبير عن رفضهما لإجراءات المحاكمة في ظل إنسحاب هيئة الدفاع
العلامةُ الديلمي والعلامةُ مفتاح يغمضان عينيهما
ويضعان أصابعهما في آذانهما في جلسة المحاكمة
ويعلنان إضراباً مفتوحاً عن الطعام والسجن المركزي يمنع عنهما الزيارة
< البلاغ/ خاص
عقدتْ صباحَ يوم الأحد الماضي المحكمة الجزائية المتخصصة جلستَها السابعة في قضية العالمين/ يحيى الديلمي ومحمد مفتاح، وذلك برئاسة القاضي نجيب القادري،وفي الجلسة التي بدتْ خاليةً من هيئة الدفاع!!! اضطر القاضي القادري إلى تنصيب محامٍ عن العلامتين/ الديلمي ومفتاح بعد انسحاب هيئة الدفاع المشكَّلة للدفاع عنهما في الجلسة قبل الماضية، ورفض المحامي الذي كانت المحكمة قد نصّبته في الجلسة السابقة الاستمرار في الدفاع عن العالمين لما وصفوه بالمسرحية الهزلية التي تريد المحكمة إقحامهم فيها ولسعيها الدؤوب في مصادرة أبسط حقوق الدفاع المقررة لهم في الدستور والقانون وفي كافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان وتصون حرياته، هذا وكانت المحكمة قد بدأت افتتاح جلستها باستكمال استعراض قائمة الأدلة إلا أن العالمين/ الديلمي ومفتاح أغمضا عينيهما ووضعا أصابعهما في آذانهما حتى لا يشاهدان أو يسمعان شيئاً مما يدور في الجلسة
، معتبرَين أن ذلك أرحمُ لهما من الاستماع إلى أدلة ملفقة وحُكم مُعد سلفاً، متمنيَين من عدالة المحكمة أن تراعيَ شعورهما وألا تتضايق من لجوئهما إلى ممارسة أبسط الحقوق التي بقيت لهما، الأمر الذي أثار حفيظة القاضي ودفعه إلى إصدار أمر بإعادتهما إلى السجن ورفع الجلسة على أن تُستأنف في الأحد القادم، وفي الوقت الذي شهدت فيه قاعة المحكمة جواً من الاضطراب كانت الساحات المحيطة بالمحكمة تشهد هي الأخرى العديد من الاضطرابات والمشادات والمهاترات التي حصلت بين بعض رجال الأمن السياسي والمواطنين الذين كانوا قد تجمعوا منذ الصباح الباكر أمام مبنى المحكمة بسبب محاولة أحد رجال الأمن مصادرة كاميرا تصوير قال بأنه رآها في يد إحدى النساء اللاتي كن قد تجمعن أمام مبنى المحكمة إلا أن المواطنين اعتبروا ذلك التصرف قمةً في الاستهتار بالحقوق والحريات واعترضوا على تصرفات رجال الأمن الذين قالوا بانهم يسعون دائماً إلى اختلاف المشاكل معهم، مما دفع رجال الأمن إلى اعتقال الأستاذ/ علي الديلمي باعتباره المحرض لتلك الأفعال المخالفة للقانون ولإجراءات الأمن المتمثلة بـ»قراءة سورة ياسين وتصوير الحضور«، الأمر الذي رفضه كافة المواطنين الذين طالبوا رجال الأمن اعتقالهم جميعاً أو تركهم جميعاً ووسط إصرار وتضامن من كافة الحضور مع الأستاذ/ علي الديلمي اضطر رجال الأمن إلى إطلاق سراحه بعد إجراء عدة مكالمات هاتفية، إلى ذلك عبر عدد من المواطنين عن أسفهم الشديد إلى الأوضاع المؤسفة التي قالوا بأننا أصبحنا نعيشها اليوم وصار فيها الحق باطلاَ والباطل حقاً، كما أدى إلى وضع عالِمَين جليلَين خلف القضبان.
وفي بيان حصلت »البلاغ« على نسخة منه أعلن العلامة الديلمي والعلامة مفتاح إضراباً مفتوحاً عن الطعام، إحتجاجاً على الممارسات القمعية والانتهاكات العديدة التي يلاقيانها في السجن المركزي، خاصة بعد اتخاذ إدارة السجن قراراً بمنع الزيارة عنهما منذ يوم الأحد الماضي ووضعهما في السجن الانفرادي، واحتجاجاً على الإجراءات المنافية للحقوق والقانون أثناء سير المحاكمة خاصة ما حدث في جلسة الأحد الماضي، ورفضا الانتهاكات المستمرة التي يتعرضان لها، منوهَين في بيانهما إلى أنهما أصبحا عاجزَين حتى عن حضور جلسات المحاكمة نظراً لامتلاء مقاعدها بأشخاص لا تعرف هويتهم ويعتقد أنهم ينتمون للأمن السياسي، معتبرَين أن ذلك يعد تحايلاً واضحاً الهدف منه حرمان جمهور المتضامنين مع العالِمَين من حضور جلسات المحاكمة، مضيفَين بأن الأجهزة الأمنية التي تفرض حراسة مشددة على مبنى المحكمة دائماً ما تهدد هي الأخرى المتجمهرين بإطلاق النار عليهم بهدف تفريقهم رغم انتظامهم والتزامهم بالهدوء في طوابير بعيدة عن الشارع المؤدي إلى بوابة المحكمة.
وطالب أهالي العالمين في نهاية بيانهم كافة منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية وكل المعنيين بالحقوق والحريات التضامن الجدي معهم وحضور جلسات المحاكمة، كيما يشاهدوا مدى الظلم والانتهاكات التي تُمارس في حق العالِمَين..
نقلا عن صحيفة البلاغ
www.al-balagh.net