الدّامِغَة ([1]) قصيدةُ الحسن بن أحمد الهَمْدانيّ (ت 334 هـ)

مجلس للمشاركات الأدبية بمختلف أقسامها...
أضف رد جديد
عماد الدين يحي بن حُميد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 137
اشترك في: الخميس يونيو 03, 2004 8:04 pm
مكان: اليمن
اتصال:

الدّامِغَة ([1]) قصيدةُ الحسن بن أحمد الهَمْدانيّ (ت 334 هـ)

مشاركة بواسطة عماد الدين يحي بن حُميد »

الدّامِغَة ([1]) قصيدةُ الحسن بن أحمد الهَمْدانيّ (ت 334 هـ(2)) المُجابُ بها الكُمَيْت بن زيد الأَسَدِيّ (ت 126 هـ) «عدتّها ستمئة بيت وبيتان» ـــ قرأها وحقّقها مقبل التّام عامر الأحمديّ
تعدُّ الدّامغة أتمَّ المُطوّلات التي انتهت إلينا من تَرِكَة شعراء هذا اللّسان العربيّ، وليس تمامها هو مبعث أهمّيتها فحسب، بل احتواؤها على إشاراتٍ عظيمةِ الخَطَر، وتخصُّرُها نُتَفًا من القصائد التي قِيلت قبلها، كقصيدة الكميت الأَسَدِي، ودِعبل الخُزاعيّ، والأعور الكلبيّ، هاتيك القصائد التي أمدّت أدبنا برافدٍ غزير العيون، مستمرّ الجريان، ثمّ حُجِبت عنّا فيما حُجِب من ذخائرَ نفيسةٍ، وأعلاقٍ عزيزة، فلم ينته إلينا منها إلاّ النّزر اليسير، وقد سُلَّتْ هذه القصيدة من مخطوطين هالكين لشرح الدّامغة، شِيْبَا بمطبوعٍ مطموسٍ، وقُرئت قراءةً هي أقرب ما تكون إلى الصّواب، ثمّ صُدِّرتْ بترجمةٍ يسيرةٍ لصاحبها، مع التّنبيه على عِلْمِهِ وفَضْلِهِ وتآلِيْفِهِ .
أ ـ ترجمته :
هو أبو محمّد الحسن بن أحمد بن يعقوب بن يوسف بن داود بن سليمان الهَمْدانيّ، المعروف بلسان اليمن، وبالنَّسّابة، وبابن الحائك، وبابن الدُّمَيْنة . شاعرٌ يماني، عبّاسيّ مُفْلِقٌ فَحْل، محسِنٌ في تصريف القوافي، قابضٌ بنَواصِيها ، وأديبٌ فَطِنٌ بتوليد المعاني، مولعٌ بابتكارها، ولُغَوِيٌّ مُتَبَحِّرٌ في لسانه، ونَحْوِيٌّ حَذِقٌ بأَنْحاء العربيّة، ونَسّابةٌ لم يبلغْ شَأْوَه غيرُهُ، عليه كان المعوَّل في أنساب الحِمْيَرِيِّين، وفيلسوفٌ ممنوحٌ علمَ الفلسفة، مُهَيّأٌ طَبْعُهُ للعَناية به، وجُغرافيٌّ مُنَقِّبٌ بَحّاثة، وأَثَرِيٌّ فَـكَّ طَلاسِم الخَطّ المُسْند، وأَنْطَق حروفه، وأحيا لسان حمير ـ عصرَه ـ حياةً طيّبةً، ومُنَجِّم بارعٌ، « لو قال قائلٌ: إِنّه لم تُخرجِ اليمن مثلَه لم يزلَّ؛ لأَنّ المُنَجِّم من أهلها لا حظَّ له في الطِّبّ، والطّبيبَ لا يَدَ له في الفقه، والفقيهَ لا يَدَ له في علم العربيّة، وأيّامِ العرب وأنسابها وأشعارها، وهو قد جمع هذه الأنواعَ كلَّها، وزاد عليها (3) ».
لُقِّب بابن الحائك لحَوْكِه الشِّعر، إِذْ كان سليلَ أسرة توارثتْ حَوْكَ القوافي وتَثْقِيْفَها، ولجدّه سليمان بن عمرو المعروف بذي الدِّمْنَة الشّاعر، أبياتٌ في الحكمة مُسْتَجادةٌ مُسْتَحْسَنة، تَغصُّ بالمعاني الشّريفة، منها (4) :
إِذا المَرْءُ لم يَسْتُرْ عنِ الذَّمِّ عِرْضَهُ بِبُلْغَةِ ضَيْفٍ أو بِحاجَةِ قاصِدِ
فَما المالُ إِلاّ مُظْهِرٌ لِعُيُوبِهِ وداعٍ إِلِيْهِ مِنْ عَدُوٍّ وحاسِدِ
وما المَرْءُ مَحْمُودًا على ذِي قَرابَةٍ كَفاهُ مُهِمًّا دونَ نَفْعِ الأَباعِدِ
ومَنْ لا يُواتِيْهِ على الجُوْدِ وَجْدُهُ فإِنَّ جَمِيْلَ القَوْلِ إِحْدَى المَحامِدِ
ب ـ تآليفه :
ـ الإكليل، وهو أَنْبَهُ تآليفه وأظهرها، وأكثرها فُشُوًّا في الآفاق، يقع في عشرة أجزاء:
الأوّل : في المبتدأ وأصول أنساب العرب والعجم، ونسب ولد حِمْير . والثّاني: في نسب ولد الهَمَيْسَع بن حِمْير . والثّالث: في فضائل قحطان . والرّابع: في السّيرة القديمة، من عهد يَعْرُب بن قحطان إلى عهد أبي كَرِب أسعد الكامل . والخامس: في السّيرة الوسطى، من عهد أبي كرب إلى عهد ذي نُواس . والسّادس: في السّيرة الأخيرة، من عهد ذي نُواس إلى عهد الإسلام . والسّابع: في التّنبيه على الأخبار الباطلة والحكايات المستحيلة . والثّامن: في مَحافِد اليمن ومَساندها ودَفائنها وقصورها، ومراثي حِمْير والقبوريّات . والتّاسع: في أمثال حِمْير وحِكَمِها باللّسان الحِمْيريّ . والعاشر: في معارف هَمْدان وأنسابها وعيون أخبارها .
انتهى إلينا منها أربعة أجزاء: الأوّلان، نُشرا نشراتٍ عدّة، شُحِنَتْ بالتّصحيف حتّى مُشاشها، ونَخَرَ داء التّحريف جسمها، فلا يُرْكَن إلى واحدةٍ منها، والثّامن، أصابه ما أصاب أخويه الأوّلين من المَسْخ والأَذى إلاّ قليلا، أمّا العاشر فقد نهضَ له العلاّمة محبّ الدّين الخطيب، فقرأه وصنع فهارسه، وسَدَّ ثُلَمَه، وأماط عن أصله كثيرًا من أسقامه، حتّى خرج، وهو من الحُسْن، البدر في تمامه، غير أنّ هذا الجزء انتكس، وانفرط عِقده ، وهوى على رأسه، بعد أن نشره بعضُهم نشرةً أخرى مَطْموسة، كُتب لها من الانتشار ـ لسوء الطّالع ـ ما حَجَب قُرْصَ محبّ الدّين عن النّار ، وعِلْمَه عن الأخيار .
ـ صفة جزيرة العرب : يعدّ هذا الأَثر الجليل من أقدم آثار السّلف في البلدان والمواضع الّتي انتهت إلينا وأَنْفَسِها، وعليه كان مُعَوّل البكريّ وياقوت في معجميهما (معجم ما اسْتَعْجَم ومعجم البلدان)، كما يُعدّ مُصَنِّفه رائدًا في البحث والتّنقيب، إذ رَصَد ما رصد عن رؤية ومشاهدة وعظيم معرفة، ولاسيّما ما يخصّ جنوب الجزيرة . نَشَر هذا الأثر العزيز، في جزأين (أوّلهما دراسة، وثانيها تحقيق) ديفيد مولر سنة 1884، نشرةً مقبولة من مثله في مثل أوانه، ثمّ تعاورته الأيدي بعده، وتبارت أناملها في إِفساده، حتّى عَزّ صَوابه، وصار فيه التَّخْليط أكثر من رمل يَبْرين ونهر فلسطين .
ـ سرائر الحكمة، انتهى إلينا منه المقالة العاشرة، وقد نُشِر نشرةً يُرْغب عن مثلها .
ـ الجَوهرتان العَتِيقتان المائعتان البيضاء والصّفراء، يُعَدّ هذا العِلْق النّادر من أوفى ما انتهى إلينا في علم التّعدين، حقّقه علاّمة الجزيرة الشيخ حَمَد الجاسر ـ رَوّح الله روحه، وطيّب ثراه ـ وأخرجه إلى النّاس في حُلَّةٍ قَشِيبة، هي دُرّة تاجها، وصاحبة مِعْراجها، وكان قد نُشِر قبلُ في زِيٍّ مُهَلْهَل، وحَشْوٍ مُبْتَلّ، فبدا للنّاظر رثَّ الهيئة، وللخابر قبيح المَخْبَر .
ـ شرح القصيدة الدّامغة، تنازع هذا الشرحَ ـ الّذي يَعِجُّ بالأخبار الطّريفة، والأشعار العزيزة النادرة، الّتي لا يُدرك كثيرٌ منها في غيره ـ الهَمْدانيُّ، ومحمّدٌ ابنُه، فذهب محمّد بن نَشوان الحِمْيريّ والقِفْطيّ إلى مُناصَرة ابنه، في حين يصرخُ العلم المبثوث في تضاعيف هذا الشّرح بنسبته إلى أبيه، يُؤَيِّد ذلك كثيرٌ من القَرائن والأحداث الّتي عُلِمت نسبتها إلى الهَمْدانيّ الأَب من آثاره الأخرى . نُشِر هذا الشّرح بعُجَرِه وبُجَره، نشرةً يتيمة، جنى صاحبها بها على ذَخِيرة من ذخائر الهَمْدانيّ ونفائسه .
وممّا لم ينتهِ إلينا من كُتُبه حتّى السّاعة: (الإِبِل، وأخبار الأوفياء، وأسماء الشهور والأيّام، والإكليل 3، 4، 5، 6، 7، 9، والأنساب، والأيّام، والحرث والحيلة، وديوان شعره، والزّيج، وسرائر الحكمة ما عدا المقالة العاشرة، والسّير والأخبار، والطّالع والمطارح، والقُوى في الطّب، والمسالك والممالك، ومفاخر اليمن، واليَعْسوب)، عَجَّل الله ظهورها .
شعــره :
كان الرّجل غزير الشِّعر شريفَه، غير أنّ العوادي عَدَتْ على شعره، فلم يَنْجُ منه إلاّ نَزْرُه، جاءنا مُفّرقًا شَذَر مَذَر في ثنايا ما بقي من كُتبه، ما خلا قصيدتَه الدّامغة، التي انتهت إلينا في ستّمئة بيت وبيتين، يُرْكَن إلى تمامها . وقد بلغت أشعار الرّجل من الشّهرة في عصره ما حمل ابنَ خالويه بعد وفاة الهَمْدانيّ على أن يرتحل في طلبها من العراق إلى اليمن، وفي ذلك يقول القِفْطِيّ : « ولمّا دخل الحسين بن خالويه الهَمْدانيّ النَّحْويّ إلى اليمن، وأقام بها بِذَمار جمع ديوان شعره وعرّبه وأعربه . وهذا الدّيوان بهذا الشّرح والإعراب موجود عند علماء اليمن، وهم به بُخلاء. وشعره يشتمل في الأكثر على المقاصد الحَسَنة، والمعاني الجَزْلَة الألفاظ، والتّشبيهات المصيبة الأَغراض، والنّعوت اللاّصقة بالأعراض، والتّحريض المحرِّك للهِمَم المِراض، والأمثال المضروبة، والإشارات المَحْجوبة والتّصرّف في الفنون العجيبة» (5).
وقد كان الهَمْدانيّ بصيرًا بنَقْد الشّعر أيّ بصرٍ، وناظرًا فيه أيّ نظر، يدلّ على ذلك ما جاء في شرحه البيت 560 من الدّامغة، حين ذكر الخليل بن أحمد الفراهيديّ، ووصف شعره بالضّعف، فقال: « صاحب العَرُوض الّذي عَلَّمَ به الصِّبْيان قَوْلَ الشِّعْر، ولكنّ شِعْرَه ضعيفٌ لا نَفَسَ له؛ لأَنّه كلامٌ مُرَتّبٌ، وليس الشِّعْرُ إِلاّ ما دَسَع بَيْتَهَ طَبْعٌ، فخَرَجَ البيتُ على كَمالِه مثلَ السَّهْم المارِق مِنَ الرَّمْيَة » .
قصيدته الدّامغة :
لهذه القصيدة مخطوط يتيم انتهى إلينا عاريًا عن الشّرح في تسعين وخمسمئة بيتٍ بذيل الجزء الثّاني من الإكليل (6) ، فُرِغ من نِساخته سنة 826هـ ، غير أنّ لشرحها مخطوطتين أُختين تالفتين، تمّتْ نِساخةُ كُبراهما سنة 623 هـ، وهي الآن تهجع ـ على عِلاّتها ـ في مخبئها بدار الكتب المصريّة، بالقاهرة، تحت رقم (ح/28315)، في حين تمّت نِساخة صُغرى الأختين سنة 626 هـ، وهي الأَوانَ مصوّرة في معهد المخطوطات العربيّة تحت رقم (2102)، وعليها كان مُعَوَّلنا في قراءة هذه القصيدة وتَقْذِيتها ، على وقوفنا على مصوّرتين لثِنْتَيْهما .
ملاحِيْظ لا بُدّ من الوقوف عليها قُبيل النّظر في متن هذه القصيدة الخَبِيْئة :
أَلِفَ النّاظر في القصائد المُطوّلات، ذوات المِئِين من الأبيات، أن يرى ضعفًا يَدِبّ في أوصالها، وهَلْهَلةً في قوافيها، وتَكرارًا في مبناها ومعناها، وضِيقًا يتفشّى في ثناياها تكاد تتقطّع حَرَجًا له أَنْفاس الشّعراء، كأنّما يصَّعَّدون في السّماء، إلاّ من كانت له شفاعةٌ من طَبْعٍ فُطِر عليه، وغَزارةٍ من قوافٍ ومعانٍ رُزِقها، وقد كان الهَمْدانيّ في مطوّلته هذه ، ذاك الرّجل، إذ يَحار المرء ـ وهو يسرِّح طَرْفَه فيها ـ في قوّة إحكامها، وحُسْن سَبْكِها، وفخامة لفظها، فلله أنت، يا أبا محمّد !
وقد قُرِئتْ هذه المُطوّلة مرّاتٍ عدّة، وكلمّا ظنّ قارئها أنّه انتهى من قراءتها القراءة التي يرتضيها، ويطمئنّ بها طمأنينةً تدفعه إلى إخراجها، تردّد وعَلَتْه الرِّقْبة، وما زالت هذه حاله وحالها، حتى قُرِئت تامّةً على د . محمد شفيق البيطار، ذي البَصَرِ والبصيرة النّافذين، حينئذٍ رضيت النّفس، وانقشعت عنها سحائب رَيْبها .
غير أنّ ثمّة ألفاظًا لا يشعر القارئ ببرد اليقين حين يقرؤها، ولا يَلَذُّ به، لذا لا بُدَّ من التّنبيه عليها، يَنضاف إلى ذلك سَرْد الضّرائر التي وقع فيها الهَمْدانيّ :
أمّا الألفاظ التي بدت عصيّة الفهم أو الرسمّ، فهي : «يُصالي» وردت في البيت 535، ولعلّها من الألفاظ التي غفلت عنها معجمات العربيّة، فهي عِلاوةً على مجيئها هنا جاءت غيرما مرّةٍ في الإكليل وصفة جزيرة العرب، ممّا ينمّ على أصالتها وفصاحتها . و«الأُثْفاة» وردت في البيت 137، وهي غير مأنوسة، كما لم تُصَبْ في معجمات العربيّة الموقوف عليها، ولا يُطمأن إلى أنّها مُنقلبة عن أُثْفِيَّة أو أُثْفِيَة . و«تهمونا»، وردت في البيت 290، ولا يستقيم الوزن بهذا الرسم، لذا زِيْدَ فيها ميمٌ آخر ـ على أنّ الفعل مضعّف ، وقد فُكّ التّضعيف للضّرورة ـ وثمّة وجهٌ آخر لقراءتها بزيادة تاء في أوّل الفعل، والأوّل أوجه. وصُدِّر البيت 558 بقول الهَمْدانيّ: «ومنّا راويو خبر البرايا»، والوجه «راوو خبر البرايا»، وبه يختلّ الوزن. وصُدِّر البيت 578 بقوله :« وما كجوادنا فيكم جوادًا»، ولم أدرِ ما وجه نصب«جوادًا» والوجه فيه الرّفع. وجاء في البيت 583 تمييز المئتين جمعًا، والإفراد فيه الوجه. وجاءت آخر لفظة في صدر البيت 598 مطموسة، سوى حرف أشبه الكاف، فُرُسِمت «كِذْب»، وهذا الرسم يوافق المعنى وفيه ضعف، غير أنّ لفظة «شَكٍّ» مكانه ألْيَط، وإنْ لم يُعِنْ عليها الوَشْم المتبقي في الكلمة الدّارسة .
وأمّا الضّرائر التي وقع فيها الهَمْدانيّ فهي :
أ ـ جزم الفعل بلا جازم، ورد ذلك في البيت 323 «تقتلوه» .
ب ـ عدم جزم الفعل المسبوق بحرف جزم، ورد ذلك في البيت 589 «نحصي».
ج ـ منع الاسم المصروف من الصرف، تكرّرت هذه الضّرورة في الدّامغة تسع مرّات، ولم يحمد عليها، ويعدّ مَنْعُ الاسم المصروف من الصّرف، من أَقْبَح الضّرائر، لأنّ الشّاعر إنّما يخرج بها من الأصل في الأسماء، وهو أن تكون مصروفةً، إلى الفرع وهو مَنْعها من الصّرف، وقد مَنَع ذلك أكثر البصريّين، إلا أنّ وروده في أشعار العرب يُرجّح جوازه في ضرورة الشّعر، وقد وردت هذه الضرورة في سبعة أسماء، هي: عابس: 82، وحراء: 159، وعامر: 415، 552، 569، وظالم: 490، وياسر: 513، ومسهر: 564، وبحدل: 580.


________________________________________
[1]- الدَّمْغ: القَهْرُ والغلبة والأَخْذُ من فوقُ كما يَدْمَغُ الحَقُّ الباطلَ، قال تعالى: بَلْ نَقْذِفُ بالحقِّ على الباطل فيدْمَغُه [الأنبياء : 18] . وسُمِّيت قصيدة الهَمْدانيّ بالدّامغة؛ لأنّه دَمَغ بها الكميت وغلبه، وأَفحمه بِحِجاجٍ قويّ، ولقوله فيها (البيتان: 63، 64) :
ودَامِغَةٍ كَمِثْلِ الفِهْرِ تَهْوِي على بَيْضٍ فَتَتْرُكُهُ طَحِيْنا
تَرُدُّ الطُّولَ للأَسَدِيِّ عَرْضًا وتَقْلِبُ مِنْهُ أَظْهُرَهُ بُطُونا

(2) نصّ على ذلك صاعد بن الحسن الأندلسيّ، قاضي طُلَيطلة، في كتابه (طبقات الأُمم)، فقال :« وجدت بخطّ أمير الأندلس الحَكَم بن المستنصر بالله بن النّاصر عبد الرّحمن الأُمَويّ أنّ أبا محمّد الهَمْدانيّ توفي بسِجن صنعاء في سنة أربع وثلاثين وثلثمئة» . غير أن ثمّة قرائن تدل على أن وفاته كانت في غير سجن صنعاء، وآياتٌ أخرى تدلّ على تأخر وفاته إلى ما بعد 344 هـ، وقد بسط القول في ذلك الشّيخ حَمَد الجاسر في مقدّمته القَشِيبة لصفة جزيرة العرب: 6 ـ 36، فأغنى عن ذكره ههنا، غير أنّك إن شئت الانتفاع، والنّظر في أفانين من العلم عظيمة الجنى، وآنَسْتَ رُشْدًا في نُصْح ناصحٍ، فعليك بقراءتها .
(3) إِنْباه الرُّواة على أَنْباه النُّحاة: 1/279 .
(4) الإكليل: 10/166-167، وهي طبعة مسلوخة عن التي حققها محب الدين الخطيب، لم يذكر عليها اسمه.
(5) إِنْباه الرُّواة على أَنْباه النُّحاة: 1/279 .
(6) انظر الإكليل : 2/ 405 ـ 406، وذكر الأكوع في نشرته هذه، أنّه رآها وأحصاها عددًا، وذَهِل ـ وهذه شِرعته في التّحقيق ـ عن ذكر رقم المخطوط
أحبكم في الله آل مــحـمـــد *** وخير القرى: الحب في الله والبغض

عماد الدين يحي بن حُميد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 137
اشترك في: الخميس يونيو 03, 2004 8:04 pm
مكان: اليمن
اتصال:

مشاركة بواسطة عماد الدين يحي بن حُميد »

1 أَلا يَا دَارُ لَوْلاَ تَنْطِقِيْنَا = فَإِنَّا سَائِلُونَ ومُخْبِرُونَا
2 بِمَا قَدْ غَالَنَا مِنْ بَعْدِ هِنْدٍ = ومَاذَا مِنْ هَوَاهَا قَدْ لَقِيْنَا
3 فَضِفْنَاكِ الغَدَاةَ لتُنْبِئِيْنَا = بِهَا أيْنَ انْتَوَتْ نَبَأً يَقِيْنَا؟
4 وعَنْكِ، فَقَدْ نَرَاكِ بَلِيْتِ حَتَّى = لَكِدْتِ، مِنَ التَّغَيُّرِ، تُنْكَرِيْنَا
5 أَمِنْ فَقْدِ القَطِيْنِ لَبِسْتِ هَذا = فَلاَ فَقَدَتْ مَرَابِعُكِ القَطِيْنَا
6 أَمِ الأَرْوَاحُ جَرَّتْ فَضْلَ ذَيْلٍ = عَلَى الآيَاتِ مِنْكِ فَقَدْ بَلِيْنَا
7 بِكُلِّ غَمَامَةٍ سَجَمَتْ عَلَيْهَا = تُرَجِّعُ بَعْدَ إِرْزَامٍ حَنِيْنَا
8 فَأَبْقَتْ مِنْكِ آيَكِ مِثْلَ سَطْرٍ = عَلَى مَدْفُونِ رَقٍّ لَنْ يَبِيْنَا
9 فَخِلْتُ دَوادِيَ الوِلْدَانِ هَاءً = إلَى أُخْرَى، وخِلْتُ النُّؤْيَ نُوْنَا
10 إِلَى شَعْثِ الذَّوَائِبِ ذِي غِلالٍ = يَبُثُّ النَّاظِرِيْنَ لَهُ شُجُونَا
11 وسُفْعٍ عَارِيَاتٍ حَوْلَ هَابٍ = شَكَوْنَ القَرَّ إنْ لَمْ يَصْطَلِيْنَا
12 تَرَى أَقْفَاءهَا بِيْضًا وحُمْرًا = وأَوْجُهَهَا لِمَا صُلِّيْن جُوْنَا
13 وبَدَّلَكِ الزَّمَانُ بِمِثْلِ هِنْدٍ = لِطُوْلِ العَهْدِ أَطْلاءً وعِيْنَا
14 وإِلاَّ تَرْجِعِنَّ لَنَا جَوَابًا = فَإنَّا بِالجَوَابِ لَعَارِفُونَا

15 كَأَنِّي بِالحُمُولِ وقَدْ تَرَامَتْ = بِأمْثَالِ النِّعَاجِ وقَدْ حُدِيْنَا
16 وقَدْ جَعَلُوا مُطَارِ لَهَا شِمَالاً = كَمَا جَعَلُوا لَهَا حَضَنًا يَمِيْنَا
17 فَخُلْنَ، وقَدْ زَهَاهَا الآلُ، نَخْلاً = بِمَسْلَكِهَا دَوالِحَ أَوْ سَفِيْنَا
18 فَأضْحَتْ مِنْ زُبَالَةَ بَيْنَ قَوْمٍ = إلَى عُلْيَا خُزَيْمَةَ يَعْتَزُونَا
19 وظَنَّ قَبِيْلُهَا أَسْيَافَ قَوْمِي = يَهَبْنَ الخِنْدِفِيْنَ إِذَا انْتُضِيْنَا
20 لَقَدْ جَهِلُوا جَهَالَةَ عَيْرِ سُوْءٍ = بِسِفْرٍ عَاشَ يَحْمِلُهُ سِنِيْنَا
21 لَقَدْ جُعِلُوا طَعَامَ سُيُوفِ قَوْمِي = فَمَا بِسِوَى أُولَئِكَ يَغْتَذِيْنَا
22 كَمَا الجِرْذَانُ للسِّنَّورِ طُعْمٌ = ولَيْسَ بِهَائِبٍ مِنْهَا مِئِيْنَا
23 كَمَا جُعِلَتْ دِمَاؤُهُمُ شَرَابًا = لَهُنَّ بِكُلِّ أَرْضٍ مَا ظَمِيْنَا
24 فَلَو يَنْطِقْنَ قُلْنَ: لَقَدْ شَبِعْنَا = بِلَحْمِ الخِنْدِفِيْنَ كَمَا رَوِيْنَا
25 وأَضْحَكْنَا السِّبَاعَ بِمُقْعَصِيْهَا = وأَبْكَيْنَا بِهَا مِنْهَا العُيُونَا
26 فَصَارَ البَأْسُ بَيْنَهُمُ رَدِيْدًا = لِعُدْمِهِمُ مِنَ الخَلْقِ القَرِيْنَا
27 كَأَكْلِ النّارِ مِنْها النَّفْسَ، أَنْ لَمْ = تَجِدْ حَطَبًا، وبَعْضَ المُوقِدِيْنَا
28 إذًا لَمْ يَسْكُنِ الغَبْرَاءَ خَلْقٌ = مِنَ الثَّقَلَيْنِ ـ عِلْمِيْ ـ مَا بَقِيْنَا
29 سِوَانَا يَالَ قَحْطَانَ بْنِ هُوْدٍ = لأَنَّا لِلْخَلاَئِقِِ قَاهِرُونَا
30 ونَحْنُ طِلاَعُ عَامِرِهَا، وإِنَّا = عَليْهِ لِلثَّرَاءِ المُضْعِفُونَا
31 وصِرْنَا إِذْ تَضَايَقَ في سِوَاهُ = مِنَ العَافِي الخَرَابِ لَهَا سُكُونَا
32 فَأصْبَحَ مَنْ بِهَا مِنْ غَيْرِ قَوْمِي = بِهَا، حَيْثُ، انْتَهَوا مُتَخَفِّرِيْنَا
33 كَأنَّهُمُ إِذَا نَظَرُوا إِلَيْنَا = لِذِلَّتِهِمْ قُرُوْدٌ خِاسِئُونَا
34 نَذَمُّ لَهُمْ بِسَوْطٍ حَيْثُ كَانُوا = فَهُمْ مَادَامَ فِيْهِمْ آمِنُونَا
35 فَإنْ عَدِمُوْهُ أَوْ عَدِمُوا مَقَامًا = لِوَاحِدِنَا فَهُمْ مُتَخَطَّفُونَا
36 ولَوْلاَ نَبْتَغِي لَهُمُ بَقَاءً = لَقَدْ لاقَوا بِبَطْشَتِنَا المَنُونَا
37 أَوِ اسْتَحْيَوا، عَلَى ذُلٍّ، فَكَانُوا = كَأَمْثَالِ النِّعَالِ لِوَاطِئِينَا
38 ولَكِنَّ الفَتَى، أَبَدًا، تَرَاهُ = بِمَا هُوَ مَالِكٌ، حَدِبًا ضَنِيْنَا
39 فَرُوِّيَ عَظْمُ يَعْرُبَ، في ثَرَاهُ، = مِنَ الفَرْغَيْنِ، وَاكِفَةً هَتُوْنَا
40 أَبِي القَرْمَينِ: كَهْلاَنٍ أَبِيْنَا، = وحِمْيَرَ عَمِّنَا وأَخِي أَبِيْنَا
41 كما نَجَلَ المُلُوْكَ وكَلَّ لَيْثٍ = شَدِيْدِ البَأسِ، مَا سَكَنَ العَرِيْنَا
42 ولَكِنْ قَدْ تَرَى مِنْهُ إِذَا مَا = تَعَصَّى السَّيْفَ ذَا الأَشْبَالِ دُوْنَا
43 وذَاكَ إذَا نُسِبْنَا يَوْمَ فَخْرٍ = يَنَالُ بِبِعْضِهِ العُلْيَا أَبُونَا
44 بِهِ صِرْنَا لأَدْنَى مَا حَبَانَا = مِنَ المَجْدِ الأَثِيْلِ مُحَسَّدِيْنَا
45 تَمَنَّى مَعْشَرٌ أَنْ يَبْلُغُوهُ = فأَضْحَوا لِلسُّهَا مُتَعَاطِيِيْنَا
46 وأَهْلُ الأَرْضِ لَوْ طَالُوا وطَالُوا = فَلَيْسُوا لِلْكَوَاكِبِ لامِسِيْنَا
47 فَلَمَّا لَمْ يَنَالُوا ما تَمَنَّوا = وصَارُوا للتَّغَيُّظِ كاظِميْنَا
48 أَبَانُوا الحِسْدَ والأَضْغَانَ مِنْهُمْ = فَصَارُوا للجَهَالَةِ سَاقِطِيْنَا
49 وغَرَّهُمُ نُبَاحُ الكَلْبِ مِنْهُمْ = وظَنُّونَا لِكَلْبٍ هَائِبِيْنَا
50 وإِنْ تَنْبَحْ كِلابُ بَنِيْ نِزَارٍ = فَإِنَّا للنَّوَابِحِ مُجْحِرُونَا
51 ونُلْقِمُهَا، إذا أَشْحَتْ، شَجَاهَا = لِيَعْدِمْنَ الهَرِيْرَ، إذَا شَحِيْنَا
52 ونَحْنُ لِنَاطِحِيْهِمْ رَعْنُ طَوْدٍ = بِهِ فُلَّتْ قُرُونُ النَّاطِحِيْنَا
53 ولَوْ عَلِمُوا بِأَنَّ الجَوْرَ هُلْكٌ = لَكَانُوا في القَضِيَّةِ عَادِلِيْنَا
54 ولَيْسَ بِشَاهِدِ الدَّعْوَى عَلَيْهَا = ولا فِيْهَا يَفُوزُ الخَاصِمُونَا
55 ولَوْ عَلِمُوا الَّذِي لَهُمُ، ومَاذَا = عَليْهمْ مِنْهُ، كَانُوا مُنْصِفِيْنَا
56 ولَوْ عَرَفُوا الصَّوَابَ بِمَا أَتَوْهُ = لَمَا كَانُوا بِجَهْلٍ نَاطِقِيْنَا
57 وكَانُوا لِلْجَوَابِ بِمَا أَذَاعُوا = عَلَى أَخْوَالِهِمْ مُتَوَقِّعِيْنَا
58 فَكَمْ قَومٍ شَرَوا خَرَسًا بِنُطْقٍ = لمُرْغِمِهِ الجَوَابَ مُحَاذِرِيْنَا
59 فَمَا وَجَدُوا رَعَاعًا يَوْمَ حَفْلٍ = ولا عِنْدَ الهِجَاءِ مُفَحَّمِيْنَا[/poem]


60 ولا وَجَدُوا غَداةَ الحَرْبِ عُزْلاً = لِحَدِّ سُيُوفِهِمْ مُتَهَيِّبِيْنَا
61 ولَكِنْ، كُلَّ أَرْوَعَ يَعْرُبِيٍّ = يَهُزُّ بِكَفِّهِ عَضْبًا سَنِيْنَا
62 يُعَادِلُ شَخْصُهُ في الحَرْبِ جَيْشًا = وأَدْنَى كَيْدِهِ فِيْهَا كَمِيْنَا
63 ودَامِغَةٍ كَمِثْلِ الفِهْرِ تَهْوِي = عَلَى بَيْضٍ فَتَتْرُكُه طَحِيْنَا
64 تَرُدُّ الطُّوْلَ للأَسَدِيِّ عَرْضًا = وتَقْلِبُ مِنْهُ أَظْهُرَهُ بُطُونَا
65 فَيَا أَبْنَاءَ قَيْذَرَ عُوْا مَقَالِي = أَيَحْسُنُ عِنْدَكَمْ أَنْ تَشْتُمُونَا؟
66 ونَحْنُ وُكُوْرُكُمْ في الشِّرْكِ قِدْمًا = وفي الإِسْلامِ نَحْنُ النَّاصِرُونَا
67 ونَحْنُ لِعِلْيَةِ الآبَاءِ مِنْكُمْ = بِبَعْضِ الأُمَّهَاتِ مُشَارِكُونَا
68 كَمَا شَارَكْتُمُ في حِلِّ قَومِي = بِحُورِ العِيْنِ، غَيْرَ مُسَافِحِيْنَا
69 فَلاَ قُرْبَى رَعَيْتُمْ مِنْ قَرِيْبٍ = ولا لِلْعُرْفِ أَنْتُمْ شَاكِرُونَا
70 وكَلَّفْتُمْ كُمَيْتَكُمُ هِجَاءً = لِيَعْرُبَ بالقَصَائِدِ مُعْتَدِيْنَا
71 فَبَاحَ بِمَا تَمَنَّى إِذْ تَوَارَى = طِرِمَّاحٌ بِمُلْحَدِهِ دَفِيْنَا
72 وكَانَ يَعِزُّ ـ وَهْوَ أَخُو حَيَاةٍ ـ = عَلَيْهِ الذَّمُّ لِلْمُتَقَحْطِنِيْنَا
73 ولَسْتُمْ عَادِمِيْنَ بِكُلِّ عَصْرٍ = لَنَا إِنْ هِجْتُمُ مُتَخَمِّطِيْنَا
74 وسَوْفَ نُجِيْبُهُ، بِسِوَى جَوابٍ = أَجابَ بِهِ ابْنُ زِرٍّ، مُوْجِزِيْنَا
75 وغَيْرِ جَوَابِ أَعْوَرَ كَلْبَ، إِنَّا = مِنَ المَجْدِ المُؤَثَّلِ مُوْسَعُونَا
76 وقَدْ قَصَرَا، ولَمَّا يَبْلُغَا مَا = أَرَادَا مِنْ جَوابِ الفَاضِلِيْنَا
77 وكُثِّرَ حَشْوُ ما ذَكَرُوا ولَمَّا = يُصِيْبَا مَقْتَلاً لِلآفِكِيْنَا
78 وخَيْرُ القَوْلِ أَصْدَقُهُ كَمَا إِنْ = نَ شَرَّ القَوْلِ كِذْبُ الكَاذِبِيْنَا
79 وما عَطِبَ الفَتَى بالصِّدْقِ يَوْمًا = ولا فَاتَ الفَتَى بِالكِذْبِ هُوْنَا
80 فَلا يُعْجِبْكُمُ قَوْلُ ابْنِ زَيْدٍ = فَمَا هُوَ قَائِدٌ لِلشَّاعِرِيْنَا
81 ولا وَسَطًا يُعَدُّ، ولا إِلَيْهِ، = ولَكِنْ كَانَ بَعْضَ الأَرْذَلِيْنَا
82 لَقَدْ سَرَقَ ابْنَ عابِسَ بَعضَ شِعْرٍ = «قِفُوا بالدَّارِ وِقْفَةَ حَابِسِيْنَا»
83 وما قِدَمُ الفَتَى إِنْ كَانَ فَدْمًا = يَكُونُ بِهِ مِنَ المُتَقَدِّمِيْنَا
84 ولا تَأْخِيْرُهُ إِنْ كَانَ طَبًّا = يَكُونُ بِهِ مِنَ المُتَأَخِّرِيْنَا
85 ونَحْنُ مُحَكِّمُوْنَ مَعًا وأَنْتُمْ = بِمَا قُلْنَا وقُلْتُمْ، آخَرِيْنَا
86 فِإنْ حَكَمُوا لَنَا طُلْنَا، وإِنْ هُمْ = لَكُمْ حَكَمُوا، فَنَحْنُ الأَقْصَرُونَا
87 أَلاَ إِنَّا خُلِقْنَا مِنْ تُرَابٍ = ونَحْنُ مَعًا إِلَيْهِ عَائِدُونَا
88 وأَنْ لَسْتُمْ بِأَنْقَصَ مَنْ رَأَيْتُمْ = ولا أَهْلُ العُلُوِّ بِكَامِلِيْنَا
89 ومَا افْتَخَرَ الأَنَامُ بِغَيْرِ مُلْكٍ = قَدِيْم،ٍ أَوْ بِدِيْنٍ مُسْلِمِيْنَا
90 ومَا بِسِوَاهُمَا فَخْرٌ، وإِنَّا = لِذَلِكَ، دُونَ كُلٍّ، جَامِعُونَا
91 ألَسْنَا السَّابِقِينَ بِكُلِّ فَخْرٍ = ونَحْنُ الأَوَّلُونَ الأَقدَمُونَا
92 ونَحْنُ العَارِبُونَ فَلاَ تَعَامَوا = وأَنْتُمْ بَعْدَنا المُسْتَعْرِبُونَا
93 تَكَلَّمْتُمْ بِأَلْسُنِنَا فَصِرْتُمْ = بِفَضْلِ القَوْمِ مِنَّا، مُفْصِحِيْنَا
94 مَلَكْنَا، قَبْلَ خَلْقِكُمُ، البَرايَا = وكُنَّا، فَوْقَهُمْ، مُتَأَمِّرِيْنَا
95 فَلَمَّا أَنْ خُلِقْتُمْ لَمْ تَكُونُوا = لَنَا في أمْرِنَا بِمُخَالِفِيْنَا
96 وكُنْتُمْ في الَّذِي دَخَلَ البَرَايَا = بِطَوْعٍ أَوْ بِكَرْهٍ دَاخِلِيْنَا
97 ومَا زِلْتُمْ لنَا، في كُلِّ عَصْرٍ، = مَلَكْنَا أَوْ مَلَكْتُمْ، تَابِعِيْنَا
98 أَعَنَّاكُمْ بِدَوْلَتِكُمْ، ولَمَّا = نُرِدْ مِنْكُمْ، بدَوْلَتِنَا، مُعِيْنَا
99 لِفَاقَتِكُمْ إِليْنَا إِذْ حَسَرْتُمْ = وإِنَّا عَنْ مَعُونَتِكُمْ غَنِيْنَا
100 وإِنَّا لَلَّذِيْنَ عَرَفْتُمُوهُ = لَكُمْ في كُلِّ هَيْجٍ قَاهِرِيْنَا
أحبكم في الله آل مــحـمـــد *** وخير القرى: الحب في الله والبغض

عماد الدين يحي بن حُميد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 137
اشترك في: الخميس يونيو 03, 2004 8:04 pm
مكان: اليمن
اتصال:

مشاركة بواسطة عماد الدين يحي بن حُميد »

وإِنَّا لَلَّذيْنَ عَلِمْتُمُوهُ = لَكُمْ، في كُلِّ فَخْرٍ، فَائِتِيْنَا
102 يَراكُمْ بَيْنَ قَومِي مَنْ يَرَاكُمْ = كَمِلْحِ الزَّادِ، لا بَلْ تَنْزُرُونَا
103 ونَحْنُ أَتَمُّ أَجْسَامًا ولُبًّا = وأَعْظَمُ بَطْشَةً في البَاطِشِيْنَا
104 سَنَنَّا كُلَّ مَكْرُمَةٍ فَأَضْحَتْ = لِتَابِعِنَا مِنَ الأَدْيَانِ دِيْنَا
105 ولَوْلاَ نَحْنُ لم يَعْرِفْ جَمِيْلاً = ولا قُبْحًا، جَمِيْعُ الفَاعِلِيْنَا
106 وعَرَّفْنَا المُلُوْكَ بِكُلِّ عَصْرٍ = بِآسَاسِ التَّمَلُّكِ، مُنْعِمِيْنَا
107 وعَوَّدْنَا التَّحِيَّةَ تابِعِيْهِمْ = ومَا كَانُوا لَهَا بِمُعَوَّدِيْنَا
108 وإِلاَّ فَانْظُرُوا الأَمْلاكَ تَلْقَوا = جَمِيْعَهُمُ بِقَوْمِي مُقْتَدِيْنَا
109 وسَنَّنَّا النَّشِيْطَةَ والصَّفَايَا = ومِرْبَاعَ الغَنَائِمِ غَانِمِيْنَا
110 وبَحَّرْنَا وسَيَّبْنَا قَدِيْمًا = فَمَا كُنْتُمْ لِذَاكَ مُغَيِّرِيْنَا
111 فَكُنْتُمْ لِلُّحَيِّ كَطَوْعِ كَفٍّ = وكُنْتُمْ لِلنَّبِيِّ مُعَانِدِيْنَا
112 وأَحْدَثْنَا الأَسِنَّةَ حِيْنَ كَانَتْ = أَسِنَّةُ آلِ عَدْنَانٍ قُرُونَا
113 وآلاتِ الحُرُوْبِ مَعًا بَدَعْنَا = وفِيْنَا سُنَّةُ المُتَبَارِزِيْنَا
114 وأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِأَنْ مَلَكْنَا = بِسَاطَ الأَرْضِ غَيْرَ مُشَارَكِيْنَا
115 ونِصْفَ السَّقْفِ مِنْهَا غَيْرَ شَكٍّ = إِلَيْنَا لِلتَّيَمُّنِ تَنْسُبُونَا
116 مِنَ الغَفْرَيْنِ حَتَّى الحُوْتِ طُوْلاً = وعَرْضًا في الجَنُوْبِ بِمَا وَلِيْنَا
117 ومُلْقِحَةُ السَّحَابِ لَنَا، ومِنَّا = مَخَارِجُهَا، ومِنَّا تُمْطَرُونَا
118 وما بِحِذَاءِ ضَرْعِ الجَوِّ قَوْمٌ = سِوَانَا، مُنْجِدِيْنَ ومُتْهِمِيْنَا
119 لَنَا مَطَرُ المَقِيْظِ بشَهْرِ آبٍ = وتَمُّوْزٍ، وأَنْتُمْ مُجْدِبُونَا
120 يَظَلُّ بِصَحْوَةٍ ويَصُوبُ فِيْنَا = زَوَالَ الشَّمْسِ غَيْرَ مُقَتَّرِيْنَا
121 ونَزْرَعُ بَعْدَ ذاكَ عَلَى ثَرَاهُ = ونَحْصِدُ والثَّرَى قَدْ حَالَ طِيْنَا
122 عَلَى أَنْ لَم يُصِبْهُ سِوَى طِلالٍ = شُهُوْرًا ثُمَّ نُصْبِحُ مُمْطَرِيْنَا
123 وِأَنْفَسُ جَوْهَرٍ لِلأَرْضِ فِيْنَا = مَعَادِنُهُ غَنَائِمُ غَانِمِيْنَا
124 وأَطْيَبُ بَلْدَةٍ لا حَرَّ فِيْهَا = ولا قَرَّ الشِّتَاءِ مُحَاذِرِيْنَا
125 بِهَا إِرَمُ الَّتي لَمْ يَخْلُقِ اللَّـ = ـهُ، مُشْبِهَهَا بِدَارِ مُفَاخِرِيْنَا
126 وإِنْ عُدَّتْ أَقَالِيْمُ النَّواحِي = فَأَوَّلُهَا، بِزَعْمِ الحَاسِبِيْنَا،
127 لَنَا، ولَنَا جِنَانُ الأَرْضِ جَمْعًا = ونَارُ الحُكْمِ غَيْرَ مُكَذَّبِيْنَا
128 فَأَيَّ المَجْدِ إِلاَّ قَدْ وَرِثْنَا = وأَيَّ العِزِّ إِلاَّ قَدْ وَلِيْنَا
129 وأَ[وْ]ضَحْنَا سَبِيْلَ الجُوْدِ حَتَّى = أَبَانَتْ في الدُّجَى لِلْسَّالِكِيْنَا
130 ولَوْلاَ نَحْنُ مَا عُرِفَتْ لأَنَّا = إِلى سُبِلِ المَكَارِمِ سَابِقُونَا
131 ومَا أَمْوَالُنَا فِيْنَا كُنُوْزًا = إِذَا اكْتَنَزَ الوُفُوْرَ الكَانِزُونَا
132 ولَكِنْ للوُفُوْدِ وكُلِّ جَارٍ = أَرَقَّ ولِلضُّيُوفِ النَّازِلِيْنَا
133 نُعِدُّ لَهمْ مِنَ الشِّيْزَى جِفَانًا = كَأَمْثَالِ القِلاتِ إِذَا مُلِيْنَا
134 فَمِنْ شِقٍّ يَنَالُ الرَّكْبُ مِنْهَا = ومِنْ شِقٍّ يَنَالُ القَاعِدُونَا
135 تَلَهَّمُ نِصْفَ كُرٍّ مِنْ طَعَامٍ = وكَوْمَاءَ العَرِيْكَةِ أَوْ شَنُوْنَا
136 عَبِيْطَةَ مَعْشَرٍ لَمَّا يَكُوْنُوا = بِأَزْلاَمٍ عَلَيْهَا يَاسِرِيْنَا
137 ومَا نَزَلَتْ لَنَا في الدَّهْرِ قِدْرٌ = عَنِ الأُثْفَاةِ، أَجْلَ الطَّارِقِيْنَا
138 فَمَا لَيْلُ الطُّهَاةِ سِوَى نَهَارٍ = لَدَيْنَا ذَابِحِيْنَ وطَابِخِيْنَا
139 وأَكَلُبُنَا يَبِتْنَ بِكُلِّ رِيْعٍ = لِمَنْ وَخَّى المَنَازِلَ يَلْتَقِيْنَا[/poem]

140 فَبَعْضٌ بالبَصَابِصِ مُتْحِفُوهُ = وبَعْضٌ نَحْوَنَا، كَمُبَشِّرِيْنَا
141 لِمَا قَدْ عُوِّدَتْ وجَرَتْ عَلَيْهِ = لِوَفْدٍ عِنْدَنَا لا يُفْقَدُونَا
142 تَرَاهُمْ عِنْدَ طَلْعَتِهِمْ سَوَاءً = وأَمْلاكًا عَلَيْنَا مُنْزَلِيْنَا
143 ومَا كُنَّا كَمِثْلِ بَنِيْ نِزَارٍ = لأَطْفَالِ المُهُودِ بِوَائِدِيْنَا
144 ومَا أَمْوالُنَا مِنْ بَعْدِ هَذَا = سِوَى بِيْضِ الصَّفَائِحِ، ما غُشِيْنَا
145 وأَرْمَاحٍ مُثَقَّفَةٍ رِوَاءٍ = بِتَامُورِ القُلُوْبِ مَعَ الكُلِيْنَا
146 ومُشْطَرَةٍ مِنَ الشَّرْيَانِ زُوْرٍ = كَسَوْنَاهُنَّ مَرْبُوعًا مَتِيْنَا
148 بِهِ عِنْدَ الفِرَاقِ لِكُلِّ سَهْمٍ = يَكُونُ بِزَوْرِهَا يُعْلِي الرَّنِيْنَا
149 وجُرْدٍ كَانَ فِيْنَا لا سِوَانَا = مَعَارِقُهَا مَعًا، ولَنَا افْتُلِيْنَا
149 ومِنَّا صِرْنَ في سَلَفَيْ نِزَارٍ = لِمَا كُنَّا عَليَهِ حَامِليْنَا
150 رَبَطْنَاهَا لِنَحْمِلَهُمْ عَلَيْهَا = إِذا وَفَدُوا ونَحْمِي مَا يَلِيْنَا
151 ولَوْلاَ نَحنُ مَا عَرَفُوا سُرُوْجًا = ولا كَانُوا لَهُنَّ مُلَجِّمِيْنَا
152 عَلَوْنَاهُنَّ قَبْلَ الخَلْقِ طُرًّا = وصَيَّرْنَا مَرَادِفَهَا حُصُونَا
153 تُرَاثُ شُيُوُخِ صِدْقٍ لَمْ يَزالُوا = لَهَا مِمَّنْ تَقَدَّمَ وَارِثِيْنَا
154 يَظَلُّ النَّاسُ مِنْ فَرَقٍ إِذَا مَا = عَلَوْنَاهُنَّ في شِكَكٍ ثُبِيْنَا
155 ونَمْنَعُ جَارَنَا مِمَّا مَنَعْنَا = ذَوَاتِ الدَّلِّ مِنْهُ والبَنِيْنَا
156 ومَا هُمْ عِنْدَنَا بِأعَزَّ مِنْهُمْ = نَقِيْهِمْ بالنُّفُوسِ ولَو رَدِيْنَا
157 ونَكْظِمُ غَيْظَنَا أَلاَّ يَرَانَا = عَدُّوٌ أَوْ مُحِبٌّ، طَائِشِيْنَا
158 وعَلَّ بِكُلِّ قَلْبٍ مِنْ جَوَاهُ = لِذَاكَ الغَيْظِ نَارًا تَجْتَوِيْنَا
159 نَصُوْنُ بِذَاكَ حِلْمًا ذَا أَوَاخٍ = رَسَا فِيْهَا حِرَاءُ وطُورُ سِيْنَا
160 نَظَلُّ بِهِ إِذًا، مَا إنْ حَضَرْنَا = جَمَاعَةَ مَحْفِلٍ، مُتَتَوِّجِيْنَا
161 ولَسْنَا مُنْعِمِيْنَ بِلا اقْتِدَارٍ = ونِعْمَ العَفْوُ عَفْوُ القَادِرِيْنَا
162 وإِنْ نَعْصِفْ بِجَبَّارٍ عَنِيْدٍ = يَصِرْ بَعْدَ التَّجَبُّرِ مُسْتَكِيْنَا
163 كَعَصْفَتِنَا بِمَنْ عَلِمَوا قَدِيْمًا = مِنَ الخُلَفَاءِ لَمَّا سَاوَرُونَا
164 ولَسْنَا حَاطِمِيْنَ إِذَا عَصَفْنَا = سِوَى الأَمْلاكِ والمُتَعَظِّمِيْنَا
165 كَعَصْفِ الرِّيْحِ يَعْقِرُ دَوْحَ أَرْضٍ = ولَيْسَ بِعَاضِدٍ مِنْهَا الغُصُونَا
166 ونَغْدُو بِاللُّهَامِ المَجْرِ، يُغْشِي = بِلَمْعِ البَيْضِ مِنْهُ، النَّاظِرْينَا
167 فَنَتْرُكُ دَارَ مَنْ سِرْنَا إِلَيْهِ = تَئِنُّ لَدَى القُفُولِ بِنَا أَنِيْنَا
168 وقَدْ عُرِكَتْ فَسَاوَى الحَزْنُ مِنْهَا = سَبَاسِبَهَا، بِكَلْكَلِ فَاحِسِيْنَا
169 كَما دَارَتْ رَحًى مِنْ فَوْقِ حَبٍّ = تَدَاوَلُهَا أَكُفُّ المُسْغَبِيْنَا
170 فَأَصْبَحَ مَا بِهَا لِلرِّيْحِ نَهْبًا = [كَمَا] انْتَهَبَتْ، لخِفَّتِهِ، الدَّرِيْنَا
171 سِوَى مَنْ كَانَ فِيْهَا مِنْ عَرُوْبٍ = تُفَتِّرُ، عِنْدَ نَظْرتِهَا، الجُفُونَا
172 فإِنَّا مُنْكِحُو العُزَّابِ مِنَّا = بِهِنَّ لأَنْ يَبِيْتُوا مُعَرِسِيْنَا
173 بِلاَ مَهْرٍ كَتَبْنَاهُ عَلَيْنَا = ومَا كُنَّا لَهُنَّ بِمُحْصِرِيْنَا
174 سِوَى ضَرْبٍ كَأَشْدَاقِ البَخَاتِي = مِنَ الهَامَاتِ، أَو يَرِدُ المُتُونَا
175 تَرَى أَرْجَاءهُ، مِمَّا تَنَاءتْ، = وأَرْغَبَ كَلْمِهَا لا يَلْتَقِيْنَا
176 وطَعْنٍ مِثْلِ أَبْهَاءِ الصَّيَاصِي = وأَفْوَاهِ المَزَادِ إِذَا كُفِيْنَا
177 تَرَى مِنْها إِذَا انْفَهَقَتْ بِفِيْهَا = مِنَ الخَضْرَاءِ بَاعًا مُسْتَبِيْنَا
178 ولَسْنَا للغَرائِبِ مُنْذُ كُنَّا = بِغَيْرِ شَبَا الرِّمَاحِ، بِنَاكِحِيْنَا
179 ومَا بَرزَتْ لَنَا يَوْمًا كَعَابٌ = فَتَلْمَحَهَا عُيُونُ النَّاظِرِيْنَا
180 ولا أَبْدَى مُخَلْخَلَهَا ارْتِيَاعٌ = لأِنَّا لِلْكَواعِبِ مَانِعُونَا

181 ولا ذَهَبَ العَدُوُّ لَنَا بِوِتْرٍ = فَأَمْسَيْنَا عَلَيْهِ مُغَمِّضِيْنَا
182 نُضَاعِفُهُ إِذَا مَا نَقْتَضِيْهِ = كإِضْعَافِ المُعَيِّنَةِ الدُّيُونَا
183 وقَدْ تَأْبَى قَنَاةُ بَنِيْ يَمَانٍ = عَلَى غَمْزِ العُدَاةِ بِأَنْ تَلِيْنَا
184 كَمَا تَأْبَى الصُّدُوْعَ لَهُمْ صَفَاةٌ = تُحِيْطُ بِهَا فُؤُوْسُ القَارِعِيْنَا
185 وكَبْشِ كَتِيْبَةٍ قَدْ عَادَلَتْهُ = بِأَلْفٍ، في الحديْدِ مُدَجَّجِيْنَا
186 أُتِيْحَ لَهُ فَتًى مِنَّا كَمِيٌّ = فَأَرْدَاهُ وأَرْكَبَهُ الجَبِيْنَا
187 وغَادَرَهُ كَأَنَّ الصَّدْرَ مِنْهُ = وكَفَّيْهِ، بِقِنْدِيْدٍ طُلِيْنَا
188 تَظَلُّ الطَّيْرُ عَاكِفَةً عَلَيْهِ = يُنَقِّرْنَ البَضِيْعَ ويَنْتَقِيْنَا
189 وأَبْقَيْنَا مَآتِمَ حَاسِرَاتٍ = عَلَيْهِ يَنْتَزِيْنَ ويَسْتَفِيْنَا
190 فَكَيْفَ نَكُوْنُ في زَعْمِ ابْنِ زَيْدٍ = عَلَى هَذَا: «كَشَحْمَةِ مُشْتَوِيْنَا»؟
191 ونَحْنُ لِلَطْمَةٍ وَجَبَتْ عَلَيْنَا = دَخَلْنَا النَّارَ عَنْهَا هَازِئِيْنَا
192 ونَحْنُ المُرْجِفُوْنَ لأَرْضِ نَجْدٍ = بِأَنْفِ قُضَاعَةٍ والمَذْحِجِيْنَا
193 فَمَادَتْ تَحْتَنَا لَمَّا وَطِئْنَا = عَلَيْهَا وَطْأةَ المُتَثَاقِلِيْنَا
194 أَبَلْنَا الخَيْلَ فِيْهَا غَيْرَ يَوْمٍ = وظَلَّتْ في أَطِلَّتِهَا صُفُونَا
195 ورُحْنَ، تَظُنُّ مَا وَطِئَتْهُ ماءً = يَموُجُ مِنَ الوَجَى في الخَطْوِ طِيْنَا
196 ورُحْنَا مُرْدِفِيْنَ مَهَا رُمَاحٍ = تُقَعْقِعُ عِيْسُنَا مِنْهَا البُرِيْنَا
197 تَنَظَّرُ وَفْدَ مَعْشَرِهَا عَلَيْنَا = لِمَنٍّ أَوْ نِكَاحٍ تَمَّ فِيَنْا
198 ونَحْنُ المُقْعِصُونَ فَتَى سُلَيْمٍ = عُمَارةَ بالغُمَيْرِ مُصَبِّحِيْنَا
199 وحَمَّلْنَا بَنِيْ العَلاَّقِ جَمْعًا = بِعِتْقِ أَخِيْهِمُ حِمْلاً رَزِيْنَا
200 وطَوَّقْنَا الجَعَافِرَ في لَبِيْدٍ = بِطَوْقٍ كَانَ عِنْدَهُمُ ثَمِيْنَا
201 ولَمْ نَقْصِدْ لِوَجٍّ، إِنَّ فِيْهَا = ـ فَلاَ قَرُبَتْ ـ مَحَلَّ الرَّاضِعِيْنَا
202 وغَادَرْنَا بَنِي أَسَدٍ بِحُجْرٍ = وقَد ثُرْنَا حَصِيْدًا خامِدِيْنَا
203 كَمِثْلِ النَّخْلِ مَا انْقَعَرَتْ، ولَكِنْ = بِأَرْجُلِهِمْ تَرَاهُمْ شَاغِرِيْنَا
204 تَقَوَّتُهُمْ سِبَاعُ الأَرْضِ حَوْلاً = طَرِيًّا، ثُمَّ مُخْتَزَنًا قَيِيْنَا
205 وزَلْزَلْنَا دِيَارَهُمُ فَمَرَّتْ = تُبَادِرُنَا بِأَسْفَلِ سَافِلِيْنَا
206 بِمُضْمَرَةٍ، تُقِلُّ لُيُوْثَ هَيْجٍ، = عَلَى صَهَواتِهَا، مُسْتَلْئِمِيْنَا
207 تَظَلُّ، عَلَى كَوَاثِبِهَا، وَشِيْجٌ = كَأَشْطَانٍ بِأَيْدِيْ مَاتِحِيْنَا
208 ومَا قَتَلُوا أَخَانَا، يَوْمَ هَيْجٍ، = فَنَعْذُرَهُمْ، ولَكِنْ غَادِرِيْنَا
209 ومَا كَانَتْ بَنُو أَسَدٍ فَغُرُّوا = بِجَمْرَةِ ذِيْ يَمَانٍ، مُصْطَلِيْنا
210 أَلَيْسُوا جِيْرَةَ الطَّائِيْنَ مِنَّا = بِهِمْ كَانُوا قَدِيْمًا يُعْرَفُونَا
211 هُمُ كَانُوا قَدِيْمًا قَبْلَ هَذَا = لإِرْثِهِمُ لِهَالِكِهِمْ قُيُونَا
212 وحَسْبُكَ حِلْفُهُمْ عَارًا عَلَيْهِمْ = وهُمْ كَانُوا لِذَلِكَ طَالِبِيْنَا
213 ولَوْ قَامَتْ، عَلَى قَوْمٍ، بِلَوْمٍ = جَوارِحُهُمْ، مَقَامَ الشَّاهِدِيْنَا
214 إِذًا، قَامَتْ عَلَى أَسَدٍ وحَتَّى = ثِيَابُهُمُ اللَّوَاتِيْ يَلْبَسُونَا
215 بِلَوْمٍ، لا تَحِلُّ بِهِ صَلاةٌ = بِهِ أَضْحَوا لَهُنَّ مُدَنِّسِيْنَا
216 ولَيْسَ بِزائِلٍ عَنْهُمْ إِلَى أَنْ = تَرَاهُمْ كَالأَفَاعِي خَالِسِيْنَا
217 ولاسِيَمَا بَنِي دُوْدَانَ مِنْهَا = وكَاهِلِهَا إِذَا ما يُجْبَرُونَا

218 وهُمْ مَنُّوا، بِإِسْلامٍ رَقِيْقٍ، = عَلَى رَبِّيْ، ولَيْسُوا مُخْلِصِيْنَا
219 وثُرْنَا بِابْنِ أَصْهَبَ وابْنِ جَوْنٍ = فَكُنَّا حِيْنَ ثُرْنَا مُجْحِفِيْنَا
220 فَخَرَّتْ جَعْدَةٌ، بِسُيُوفِ قَوْمِيْ، = وضَبَّةُ، حِيْنَ ثُرْنَا، سَاجِدِيْنَا
221 وآلُ مُزَيْقِيَا، فَلَقَدْ عَرَفْتُمْ = قِرَاعَهُمُ، فَكُرُّوا عَائِدِيْنَا
222 ويومَ أُوَارَةَ الشَّنْعَاءِ ظَلْنَا = نُحَرِّقُ بِابْنِ سَيِّدِنَا مِئِيْنَا
223 ودَانَ الأَسْوَدُ اللَّخْمِيُّ مِنْكُمْ = بَنِي دُوْدَانَ والمُتَرَبِّبِيْنَا
224 بِيَوْمٍ يَتْرُكُ الأَطْفَالَ شِيْبًا = وأَبْكَارَ الكَوَاعِبِ مِنْهُ عُوْنَا
225 وصَارَ إِلَى النِّسَارِ يُدِيْرُ فِيْكُمْ = مُطَحْطَحَةً لِمَا لَهِبَتْ طَحُونَا
226 فَقَامَ بِثَأْرِ بَعْضِكُمُ وبَعْضٌ = أَحَلَّ بِهِ مُشَرْشَرَةً حَجُونَا
227 وأَشْرَكَ طَيِّئًا فِيْهَا فَجَارَتْ = رِمَاحُهُمُ عَلَى المُتَمَعْدِدِيْنَا
228 أَدَارُوا كَأْسَ فاقِرَةٍ عَلَيْكُمْ = فَرُحْتُمْ مُسْكَرِيْنَ ومُثْمَلِيْنَا
229 وآبُوا بِابْنِ مَالِكٍ القُشَيْرِيْ = فَسَرَّحَ مِنْكُمُ الدَّاءَ الكَنِيْنَا
230 وهُمْ مَنَعُوا الجَرَادَ أَكُفَّ قَوْمٍ = دَعَوْهَا جَارَهُمْ مُتَحَفِّظِيْنَا
231 وعَنْتَرَةَ الفَوَارِسِ قَدْ عَلِمْتمُ = بِكَفِّ رَهِيْصِنَا لاقَى المَنُونَا
232 ويَسَّرْنَا شَبَاةَ الرُّمْحِ تَهْوِي = إِلَى ابْنِ مُكَدَّمٍ، فَهَوَى طَعِيْنَا
233 وأَوْرَدْنَا ابْنَ ظَالِمٍ المَنَايَا = ولَسْنَا لِلْخَتُوْرِ مُنَاظِريْنَا
234 فَذَاقَ بِنَا أَبُو لَيْلَى رَدَاهُ = وكُنَّا لابْنِ مُرَّةَ خَافِرِيْنَا
235 أَجَرْنَاهُ مِرَارًا ثُمَّ لَمَّا = تكَرَّهَ ذِمِّةَ الطَّائِيْنَ حِيْنَا
236 وعَبَّاسُ بْنُ عَامِرٍ السُّلَيْمِيْ = يُ، مِنْ رِعْلٍ، قَتِيْلُ الخَثْعَمِيْنَا
237 فَليْسَ بِمُنْكَرٍ فِيْكُمْ، وهَذَا = سُلَيْكٌ، قَتْلَهُ لا تُنْكِرُوُنَا
238 وغَادَرْنَا الضِّبَابَ عَلَى صُمَيْلٍ = يَجُرُّوْنَ النَّوَاصِيَ والقُرُونَا
239 وفَاتِكَكُمْ تَأَبَّطَ قَدْ أَسَرْنَا = فَأُلْبِسَ، بَعْدَهَا، ذُلاًّ وهُوْنَا
240 وطَاحَ ابْنُ الفُجَاءِ مَطَاحَ سُوْءٍ = تَقَسَّمُهُ رِمَاحُ بَنِيْ أَبِيْنَا
241 وكَانُوا لِلْقَمَاقِمِ مِنْ تَمِيْمٍ = عَلَى زُرْقِ الأَسِنَّةِ شَائِطِيْنَا
242 هَوَى، والخَيْلُ تَعْثُرُ في قَنَاهَا، = لِحُرِّ جَبِيْنِهِ في التَّاعِسِيْنَا
243 ومَا زِلْنَا بِكُلِّ صَبَاحِ حَيْفٍ = نُكِبُّ، عَلَى السُّرُوْجِ، الدَّارِعِيْنَا
244 ولَمَّا حَاسَ جَوَّابٌ كِلابًا = تَمَنَّعَ فَلُّهُمْ بِالحَارِثِيْنَا
245 وهُمْ عَرَكُوْهُمُ مِنْ قَبْلِ هَذَا = كَمَا عَرَكَ الإِهَابَ الخَالِقُونَا
246 وأَسْقَوا يَوْمَ مَعْرَكِهِمْ دُرَيْدًا = بِعَبْدِ اللهِ في كَأْسٍ يَرُونَا
247 وهُمْ وَرَدُوا الجِفَارَ عَلَى تَمِيْمٍ = لأَبْحُرِ كُلِّ آلٍ خَائِضِيْنَا
248 فَأُسْجِرَ بَيْنَهُمْ فِيْهَا وَطِيْسٌ = فَصَلَّوْهَا، وظَلُّوا يَصْطَلُوْنَا
249 وفي يَوْمِ الكُلاَبِ فَلَمْ يُذَمُّوا = عَلَى أَنْ لَمْ يَكُوْنُوا الظَّافِرِيْنَا
250 وقَلَّدَ تَيْمَ أَسْرُهُمُ يَغُوْثًا = مَخَازِيَ، ما دَرَسْنَ، ولا مُحِيْنَا
251 لِشَدِّهِمُ اللِّسَانَ بِثِنْيِ نِسْعٍ = فَكَانُوا بِالشَّرِيْفِ مُمَثِّلِيْنَا
252 وهُمْ مَنَعُوا القَبَائِلَ مِنْ نِزَارٍ = حِمَى نَجْرَانَ إِلاَّ زَائِرِيْنَا
253 ونَحْنُ المُرْحِلُوُنَ جُمُوْعَ بَكْرٍ = وتَغْلِبَ مِنْ تِهَامَةَ نَاقِلِيْنَا
254 ومَا فَتَكَتْ مَعَدُّ كَمَا فَتَكْنَا = فَتَقْعَصَ بِالرِّمَاحِ التُّبَّعِيْنَا
255 أَوِ الأَقْوَالَ إِذْ بَذِخُوا عَلَيْهَا = لِمَا كَانُوا لَهَا مُسْتَمْهَنِيْنَا
256 وكَيْفَ وهُمْ إِذَا سَمِعُوا بِجَيْشٍ = يُسَيَّرُ، أَصْبَحُوا مُتَخَيِّسِيْنَا؟
257 يَرُوْدُوْنَ البِلادَ مَرَادَ طَيْرٍ = تَرُوْدُ [لِمَا] تُفَرِّخُهُ وُكُوْنَا
258 فَإِنْ زَعَمُوا بِأَنَّهُمُ لَقَاحٌ = ولَيْسُوا بِالإِتَاوَةِ مُسْمِحِيْنَا
259 فَقَدْ كَذَبُوا، لأَعْطَوْهَا، وكَانُوا = بِهَا الأَبْنَاءَ دَأْبًا يَرْهَنُوْنَا
260 ولِمْ صَبَرُوا عَلَى أَيَّامِ بُؤْسٍ = لأَهْلِ الحِيْرَةِ المُتَجَبِّرِيْنَا
261 يَسُومُهُمُ بِهَا النُّعْمَانُ خَسْفًا = وهُمْ في كُلِّ ذَلِكَ مُذْعِنُونَا
262 ويَبْعَثُ كَبْشَهُ فِيْهِمْ مَنُوْطًا = بِهِ سِكِّيْنُهُ لِلذَّابِحِيْنَا
263 فمَا أَلْفَاهُمُ بِالكَبْشِ يَوْمًا = فَكَيْفَ بِذِيْ الجُمُوْعِ بِفاتِكَيْنَا؟
264 فَلمَّا مَاتَ لَمْ يَنْدُبْهُ خَلْقٌ = سِوَاهُمْ بِالقَصِيْدِ مُؤَبِّنِيْنَا
265 وقَدْ كَانُوا، لَهُ إِذْ كانَ حَيًّا = وخَادِمِهِ عِصامٍ، مَادِحِيْنَا
266 ويَومَ قُراقِرٍ لَمَّا غَدَرْتُمْ = بِعُرْوَةَ لَمْ تَكُوْنُوا مُفْلَتِيْنَا
267 عَلَوْناكُمْ بِهِنَّ مُجَرَّدَاتٍ = كَأَمْثالِ الكَوَاكِبِ يَرْتَمِيْنَا
268 فَمَا كُنْتُمْ لِمَاءِ قُراقِرِيٍّ = مَخافَةَ تِلْكَ يَوْمًا وَارِدِيْنَا
269 وقَدْ هَمَّتْ نِزَارٌ كُلَّ عَصْرٍ = بِأَنْ تَضْحَى بِعَقْوَتِنَا قَطِيْنَا
270 لِمَا نَظَرُوا بِهَا حَتَّى تَوَلَّوا = وهُمْ مِنْهُ حَيَارَى بَاهِتُونَا
271 وقَدْ نَظَرُوا جِنَانًا مِنْ نَخِيْلٍ = ومِنْ كَرْمٍ، وبَيْنَهُمَا، مَعِيْنَا
272 وأَسْفَلَهَا مَزَارِعَ كلِّ نَبْتٍ، = وأَعْلاهَا المَصَانِعَ والحُصُونَا
273 وحَلُّوا دَارَ سُوْءٍ لَيْسَ تَلْقَى = بِهَا لِلطَّيْرِ مِنْ شَظَفٍ وُكُوْنَا
274 فَثُرْنَا في وُجُوْهِهِمُ بِبِيْضٍ = يُطِرْنَ الهَامَ أَمْثَالَ الكُرِيْنَا
275 وإِنْ خَسَفَتْ مَفَارِقَ طَارَ مِنْهَا = فَرَاشُ الهَامِ شَارِدَةً عِزِيْنَا
276 وقَالَتْ تَحْتَهُنَّ: قَبٍ وقَقٍّ، = وقَدْ ورَدَتْ مَضَارِبُهَا الشُّؤُونَا
277 وأَظْهَرْنَا عَلى الأَجْلاَدِ مِنَّا = لُمُوْعَ البَيْضِ، والحَلَقَ الوَضِيْنَا
278 سَرَابِيْلاً تَخَالُ الآلَ، لَمَّا = تَرَقرَقَ في الفَلاَ مِنْهَا، الغُضُونَا
279 بِكِدْيَوْنٍ وكُرٍّ أُشْعِرَتْهُ = سَحِيْقًا في مَصَاوِنِهَا جُلِيْنَا
280 ووَقَّاهَا النَّدَى والطَّلَّ حَتَّى = أَضَأْنَ فَمَا طَبِعْنَ، ولا صَدِيْنَا
281 وطِرْنَا فَوْقَ أَكْتَادِ المَذَاكِيْ = كَأَنَّا جِنَّةٌ مُتَعَبْقِرُونَا
282 فَوَلَّوا، حِيْنَ أَقْبَلْنَا عَلَيْهِمْ = نَهُزُّ البِيْضَ، مِنَّا، يَرْكُضُونَا
283 يَوَدُّ جَمِيْعُهُمْ أَنْ لَوْ أُمِدُّوا = بِأَجْنِحَةٍ فَكَانُوا طَائِرِيْنَا
284 بِذَا عُرِفُوا إِذَا مَا إِنْ لَقَوْنَا = لأَثَوَابِ المَنِيَّةِ مُظْهِرِيْنَا
285 فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ اللهُ خَيْرًا = بِكُمْ بَعَثَ ابْنَ آمِنَةَ الأَمِيْنَا
286 يُعَلِّمُكُمْ كِتَابًا لَمْ تَكُوْنُوا = لَهُ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ قَارِئِيْنَا
287 ويُخْبِرُكُمْ عَنِ الرَّحْمَنِ مَا لَمْ = تَكُوْنُوا، لِلْجَهَالَةِ، تَعْقِلُونَا
288 فَأَظْهَرْتُمْ لَهُ الأَضْغَانَ مِنْكُمْ = وكُنْتُمْ مِنْ حِجَاهُ سَاخِرِيْنَا
289 ولَوْلاَ خِفْتُمُ أَسْيَافَ غُنْمٍ = لَكَانَ بِبِعْضِ كَيْدِكُمُ مُحِيْنَا
290 فَأَمَّا الحَصْرُ والهِجْرَانُ مِنْكُمْ = لَهُ، وجَسِيْمُ مَا قَدْ تَهْمِمُونَا
291 فَقَدْ أَوْسَعْتُمُوْهُ مِنْ أَذَاةٍ = فَأَمْحَلْتُمْ بِدَعْوَتِهِ سِنِيْنَا
292 وقَابَلَهُ بَنُو يَالِيْلَ مِنْكُمْ = بِوَجٍّ، والقَبَائِلُ حَاضِرُونَا
293 بِأَنْ قَالُوا: تُرَى مَا كانَ خَلْقٌ، = سِوَى هَذَا، لِرَبِّ العَالَمِيْنَا
294 رَسُولاً بِالبَلاغِ ؟! وإِنْ يَكُنْهُ = فَنَحْنُ بِهِ، جَمْيِعًا، كَافِرُونَا
295 وقُلْتُمْ: إِنْ يَكُنْ هَذَا رَسُوْلاً = لَكَ اللَّهُمَّ فِيْنَا، أَنْ نَدِيْنَا
296 فَصُبَّ مِنَ السَّمَاءِ سِلاَمَ صَخْرٍ = عَلَيْنَا اليَوْمَ غَيْرَ مُنَاظَرِيْنا
297 وعَذِّبْنَا عَذَابًا ذَا فُنُوْنٍ = فَكُنْتُمْ لِلرَّدَى مُسْتَفْتِحِيْنَا
298 وخَبَّرَنَا الإِلَهُ بِمَا عَمِرْتُمْ = بِهِ وبِدِيْنِهِ تَسْتَهْزِئُونَا
299 أَهَذَا ذَاكِرُ الأَصْنَامِ مِنَّا = بِمَا يُوْحَى لَهُ، مُتَكَرِّهِيْنَا
أحبكم في الله آل مــحـمـــد *** وخير القرى: الحب في الله والبغض

عماد الدين يحي بن حُميد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 137
اشترك في: الخميس يونيو 03, 2004 8:04 pm
مكان: اليمن
اتصال:

مشاركة بواسطة عماد الدين يحي بن حُميد »

300 فَلَمَّا أَنْ حَكَيْتُمْ قَوْمَ نُوْحٍ = دَعَانَا فَاسْتَجَبْنَا أَجْمَعِيْنَا
301 وسَارَ خِيَارُنَا مِنْ كُلِّ أَوْبٍ = إِلَيْهِ مُؤْمِنِينَ مُوَحِّدِيْنَا
302 فَآسَوْهُ بِأَنْفُسِهِمْ، وأَصْفَوا = لَهُ مَا مُلِّكُوْهُ طَائِعِيْنَا
303 وكُنْتُمْ مِثْلَ مَا قَدْ قَالَ رَبِّيْ = مَتَى تُحْفَوا تَكُونُوا بَاخِلِيْنَا
304 وكَانَ المُصْطَفَى، بِأَبِيْ وأُمِّيْ، = بِأَفْخَرِ مَفْخَرٍ لِلآدَمِيْنَا
305 ولَمْ يَكُ في مَعَدَّ لَهُ نَظِيْرٌ = ولا قَحْطَانَ، غَيْرَ مُجَمْجِمِيْنَا
306 فَمِمَّا قَدْ جَهِلْتُمْ لَمْ تَكُوْنُوا = لِمَا أُعْطِيْتُمُوهُ آخِذِيِنْا
307 ونُصْرَتُهُ ذَوُو الأَلْبَابِ مِنَّا = فَأَقْبَلْنَا إلَيْهِ مُبَادِرِيْنَا
308 فَأَحْرَزْنَاهُ دُوْنَكُمُ، وأَنْتُمْ = قِيَامٌ، كَالبَهَائِمِ تَنْظُرُونَا
309 تَرَوْنَ ضَنِيْنَكُمْ فِي كَفِّ ثَانٍ = وذَلِكَ سُوْءُ عُقْبَى الجَاهِلِيْنَا
310 فَتَمَّمْنَا مَفَاخِرَنَا بِذَاكُمْ = فَزِدْنَا، إِذْ نَرَاكُمْ تَنْقُصُونَا
311 لَقَدْ لُقِّيْتُمُ فِيْهِ رَشَادًا = فَتَتَّبِعُونَ دُوْنَ بَنِيْ أَبِيْنَا
312 إِذًا نِلْتُمْ بِهِ فَخْرًا، وكَانُوا، = عَلَى قَدْرِ الوِلادَةِ يُشْرِكُونَا
313 وكَانَ دُعَاؤُهُ: يَا رَبِّ إِنِّيْ = بِقَرْيَةِ قَوْمِ سُوْءٍ فَاسِقِيْنَا
314 فَأَبْدِلْنِيْ بِهِمْ قَوْمًا سِوَاهُمْ ْ = فَكُنَّاهُمْ، وأَنْتُمْ مُبْعَدُونَا
315 وآوَيْنَاهُ إذْ أَخْرَجْتُمُوهُ = وكُنَّا فِيْهِ مِنْكُمْ ثَائِرِيْنَا
316 وأَسْلَمْتُمْ بِحَدِّ سُيُوْفِ قَوْمِي = عَلَى جَدْعِ المَعَاطِسِ صَاغِرِيْنَا
317 وأَذْعَنْتُمْ، وقَد حَزَّتْ ظُبَاهَا = بِأَيْدِيْنَا عَلَيْكُمْ كَارِهِيْنَا
318 وكَانَ اللهُ لَمَّا أَنْ أَبَيْتُمْ = كَرَامَتَهُ، بِنَا لَكُمُ مُهِيْنَا،
319 وصَيَّرَنَا، لِمَا لَمْ تَقْبَلُوا مِنْ = كرَامَتِهِ الجَسِيْمَةِ، وارِثِيْنَا
320 وكَنْتُمْ حِيْنَ أُرْمِسَ في ثَرَاهُ = لَهُ في الأهْلِ بِئْسَ الخَالِفُونَا
321 غَدَرْتُمْ بِابْنِهِ فَقَتَلْتُمُوْهُ = وفِتْيَانًا مِنَ المُتَهَشِّمِيْنَا
322 وأَعْلَيْتُمْ بِجُثَّتِهِ سِنَانًا = إِلَى الآفَاقِ مَا إنْ تَرْعَوُونَا
323 وكُنْتُمْ لابْنِهِ، كَيْ تَنْظُرُوهُ = أَأَتْفَثَ تَقْتُلُوْهُ، كَاشِفِيْنَا
324 وأَشْخَصْتُمْ كَرَائِمَهُ اعْتِدَاءً = عَلَى الأَقْتَابِ غَيْرَ مُسَاتِرِيْنَا
325 أَكَلْتُمْ كِبْدَ حَمْزَةَ يَوْمَ أُحْدٍ = وكُنْتُمْ بِاجْتِدَاعِهِ مَاثِلِيْنَا
326 وهَا أَنْتُمْ إلَى ذَا اليَوْمِ عَمَّا = يَسُوْءُ المُصْطَفَى مَا تُقْلِعُونَا
327 فَطَوْرًا تَطْبُخُونَ بَنِيْهِ طَبْخًا = بِزَيْتٍ، ثُمَّ طَوْرًا تَسْمُرُونَا
328 فَهُمْ في النَّجْلِ لِلأَخْيَارِ دَأْبًا = وأَنْتُمْ غَيْرَ شَكٍّ تَحْصدُونَا
329 كَأَنَّ اللهَ صَيَّرَهُمْ هَدَايَا = لِمَنْسَكِكُمْ، وأَنْتُمْ تَنْسُكُونَا
330 وأَنْتُمْ قَبْلَ ذَلِكَ مُسْمِعُوْهُ = قَبِيْحَ المُحْفِظَاتِ مُوَاجِهِيْنَا
331 وهَاجُوْهُ، ومُرْوُو ذَاكَ فِيهِ = قِيَانَ ابْنِ الأُخَيْطِلِ عَامِدِيْنَا
332 وقُلْتُمْ: أَبْتَرٌ، صُنْبُورُ نَخْلٍ = وقُلْتُمْ: يابْنَ كَبْشَةَ، هَازِئِيْنَا
333 وطَايَرْتُمْ عَلَيْهِ الفَرْثَ عَمْدًا = وكُنْتُمْ لِلثَّنِيَّةِ ثَارِمِيْنَا
334 وكُنَّا طَوْعَهُ في كُلِّ أَمْرٍ = مُطَاوَعَةَ البُرُوْدِ اللاَّبِسِيْنَا
335 ومَا قُلْنَا لَهُ كَمَقَالِ قَوْمٍ = لِمُوْسَى خِيْفَةَ المُتَعَمْلِقِيْنَا:
336 أَلاَ قَاتِلْ بِرَبِّكَ إِنَّ فِيهَا = جَبَابِرَةً، وإِنَّا قاعِدُونَا
337 وقُلْنا: سِرْ بِنَا إِنَّا لِجَمْعٍ = أَرَادَ لَكَ القِتَالَ، مُقَاتِلُونَا
338 فَلَوْ بِرْكَ الغِمَادِ قَصَدْتَ كُنَّا = لَهُ مِنْ دُوْنِ شَخْصِكَ سَائِرِيْنَا
339 وكُلُّ مُؤَلَّفٍ فِيْكُمْ، ولَمَّا = يَكُنْ في اليَعْرُبِيْنَ مُؤَلَّفِيْنَا
340 وآتَيْنَا الزَّكَاةَ وكُلَّ فَرْضٍ = وأَنْتُمْ، إِذْ بَخِلْتُمْ، مَانِعُونَا
341 ومَا حَارَبْتُمُ إِلاَّ عَلَيْهَا = ولَوْلا تِلْكَ كُنْتُمْ مُؤْمِنِيْنَا
342 فأَيُّ المَعْشَرَيْنِ بِذَاكَ أَوْلَى = عَلَى مَا قَدْ ذَكَرْنَا، واصْدقُونَا؟
343 وفَخْرُكُمُ بإِبْرَاهِيْمَ جَهْلاً = فإِنَّا ذَاكَ عَنْكُمْ حَائِزُونَا
344 ونَحْنُ التَّابِعُوْنَ لَهُ، وأَوْلَى = بِهِ مِنْكُمْ، لَعَمْرِيْ، التَّابِعُونَا
345 دَعَانَا يَوْمَ أَذَّنَ فَاسْتَجَبْنَا = بِأَنْ لَبَّيْكَ، لَمَّا أَنْ دُعِيْنَا
346 وإِنْ تَفْخَرْ بِبُرْدَيْهِ نِزَارٌ = فَنَحْنُ بِهِ عَلَيْكُمْ فَاخِرُونَا
347 وإِنْ كَانُوا بَنِيْهِ فَنَحْنُ أَوْلَى = لأَنَّا التَّابِعُونَ العَاضِدُونَا
348 وقَدْ يَزْهُو بِبُرْدِ مُحَرِّقٍ، مِنْ = تَمِيْمٍ، وَهْوَ مِنَّا، البَهْدَلُونَا
349 وهُمْ نَادَوا رَسُولَ اللهِ يَوْمًا = مِنَ الحُجُرَاتِ غَيْرَ مُوَقِّرِيْنَا
350 ويَفْخَرُ بالدُّخُوْلِ عَلَى بَنِيْهِ = أُمَيَّةُ رَيِّسُ المُتَدَعْمِصِيْنَا
351 ويَعْلُوْ قُسُّكُمْ بِالفَخْرِ لَمَّا = رَأَى مِنَّا المُلُوْكَ البَاذِخِيْنَا
352 وطَالَ بِكَفِّ ذِيْ جَدَنٍ عَلَيْكُمْ = وكَانَ مِنَ المُلُوْك الوَاسِطِيْنَا
353 فَدَلَّ بِأَنَّكُمْ لَمَّا تَكُوْنُوا = بِكَفٍّ لِلْمُلُوْكِ مُصَافِحِيْنَا
354 وتَفْخَرُ بالرِّدَافَةِ مِنْ تَمِيْمٍ = رِيَاحٌ، دَهْرَهُمْ، والدَّارِمُونَا
355 وقَدْ طَلَبَ ابْنُ صَخْرٍ يَوْمَ قَيْظٍ = إِلَى عَبْدِ الكَلالِ بِأَنْ يَكُونَا
356 لَهُ رِدْفًا، فَقَالَ لَهُ: تُرَانَا = [نَكُوْنُ] لِذِي التِّجَارَةِ مُرْدِفِيْنَا؟
357 فَقَالَ: فَمُنَّ بِالنَّعْلَيْنِ، إِنِّيْ = رَمِيْضٌ، قَالَ: لَسْتُمْ تَحْتَذُونَا،
358 حِذَاءَ مُلُوْكِ ذِيْ يَمَن،ٍ ولَكِنْ = تَفَيَّأْ، إِنَّنَا لَكَ رَاحِمُونَا
359 ونَحْنُ بُنَاةُ بَيْتِ اللهِ قِدْمًا = وأَهْلُ وُلاتِهِ والسَّادِنُونَا
360 وخيْفَ مِنًى مَلَكْنَاهُ وجَمْعًا = ومُشْتَبَكَ العَتَائِرِ والحُجُونَا

361 ومُعْتَلَمَ المَوَاقِفِ مِنْ إِلالٍ = بِحَيْثُ تَرَى الحَجِيْجَ مُعَرِّفِيْنَا
362 فَصَاهَرَنَا قُصَيٌّ، ثُمَّ كُنَّا = إِلَيْهِ بالسِّدَانِةِ، عَاهِدِيْنَا
363 وأَصْرَخَهُ رِزَاحٌ في جُمُوْعٍ = لِعُذْرَةَ في الحَدِيْدِ مُقَنَّعِيْنَا
364 فَكَاثَرَ في الجَمِيْعِ بِهِمْ خُزَاعًا = فَأَجْذَمَ بِاليَسَارِ لَنَا اليَمِيْنَا
365 ولَوْلاَ ذَاكَ مَا كَانَتْ بِوَجْهٍ = خُزَاعَةُ في الجَمِيْعِ مُكَاثَرِيْنَا
366 ولا فَخْرٌ لِعَدْنَانٍ عَلَيْنَا = بِمَا كُنَّا [لَهُمْ] بِهِ مُتْحِفِيْنَا
367 ومَا كُنّا لَهُمْ، مِنْ غَيْرِ مَنٍّ، = طِلاَبَ الشُّكْرِ مِنْهُمْ، واهِبِيْا
368 ونَحْنُ غَدَاةَ بَدْرٍ قَدْ تَرَكْنَا = قَبِيْلاً في القَلِيْبِ مُكَبْكَبِيْنَا
369 ويَوْمَ جَمَعْتُمُ الأَحْزَابَ كَيْمَا = تَكُونُوا لِلْمَدِيْنَةِ فَاتِحِيْنَا
370 فَسَالَ ابْنُ الطُّفَيْلِ وُسُوْقَ تَمْرٍ = يَكُوْنُ بِهَا عَلَيْكُمْ مُسْتَعِيْنَا
371 فَقُلْنَا: رَامَ ذَاكَ بَنُو نِزَارٍ، = فَمَا كَانُوا عَلَيْهِ قَادِرِيْنَا


372 وإِنْ طَلَبُوا القِرَى والبَيْعَ مِنَّا، = فَإِنَّا واهِبُونَ ومُطْعِمُونَا
373 فَلَمَّا أَنْ أَبَوا إِلاَّ اعْتِسَافًا = وأَضْحَوا بِالإِتَاوَةِ طَامِعِيْنَا
374 فَلَيْنَا هَامَهُمْ بِالبِيْضِ، إِنَّا = كَذَلِكَ لِلْجَمَاجِمِ مُفْتَلُونَا
375 وذَاكَ المُوْعِدُ الهَادِيْ بِخَيْلٍ = وفِتْيَانٍ عَلَيْهَا عَامِرِيْنَا
376 فَقَالَ المُصْطَفَى: يَكْفِيْهِ رَبِّيْ = وأَبْنَاءٌ لِقَيْلَةَ حَاضِرُونَا
377 ومَا إِنْ قَالَ: تَكْفِيْهِ قُرَيْشٌ، = ولاَ أَخَوَاتُهَا المُتَمَضِّرُونَا
378 وأَفْنَيْنَا قُرَيْظَةَ إِذْ أَخَلُّوا = وأَجْلَيْنَا النَّضِيْرَ مُطَرَّدِيْنَا
379 وسِرْنَا نَحْوَ مَكَّةَ يَوْمَ سِرْنَا = بِصِيْدٍ دَارِعِيْنَ وحَاسِرِيْنَا
380 فَأَقْحَمْنَا اللِّوَاءَ بِكَفِّ لَيْثٍ = فَقَالَ ضِرَارُكُمْ مَا تَعْرِفُونَا
381 فَآثَرَنَا النَّبِيُّ بِكُلِّ فَخْرٍ، = وسَمَّانَا إلَهِي المُؤْثِرِيْنَا
382 وحَانَ بِنَا مُسَيْلِمَةُ الحَنِيْفِيْ = يُ، إِذْ سِرْنَا إِلَيْهِ مُوْفِضِيْنَا
383 وزَارَ الأَسْودَ العَنْسِيَّ قَيْسٌ = بِجَمْعٍ مِنْ غُطَيْفٍ مُرْدِفِيْنَا
384 فَعَمَّمَ رَأَسَهُ بِذُبَابِ عَضْبٍ = فَطَارَ القَحْفُ يَسْمَعُهُ حَنِينَا
385 وهَلْ غَيرُ ابْنِ مَكْشَوحٍ هُمَامٌ = نَكُونُ بِهِ مِنَ المُتَمَرِّسِيْنَا
386 وطَارَ طُلَيْحَةُ الأَسَدِيُّ لَمَّا = رآنَا لِلصَّوَارِمِ مُصْلِتِيْنَا
387 ونَحْنُ الفَاتِحُونَ لأَرْضِ كِسْرَى = وأَرْضِ الشَّامِ غَيْرَ مُدَافَعِيْنَا
388 وأَرْضِ القَيْرَوَانِ إلى فِرَنْجَا = إِلَى السُّوْسِ القَصِيِّ مُغَرِّبِيْنَا
389 وجَرْبِيَّ البِلادِ فَقَدْ فَتَحْنَا = وسِرْنَا في البِلادِ مُشَرِّقِيْنَا
390 كَأَنَّا نَبْتَغِيْ مِمَّا وَغَلْنَا = ورَاءَ الصِّيْنِ، في الشَّرْقِيِّ، صِيْنَا
391 وغَادَرْنَا جَبَابِرَهَا جَمِيْعًا = هُمُوْدًا في الثَّرَى، ومُصَفَّدِيْنَا
392 وتَابِعَهُمْ يُؤَدِّيْ كُلَّ عَامٍ = إِلَيْكُمْ مَا فَرَضَنَا مُذْعِنِيْنَا
393 وآزَرْنَا أَبَا حَسَنٍ عَلِيًّا = عَلَى المُرَّاقِ بَعْدَ النَّاكِثِيْنَا
394 وصَارَ إِلَى العِرَاقِ بِنَا، فَسِرْنَا = كَمِثْلِ السَّيْلِ نَحْطِمُ مَا لَقِيْنَا
395 عَلَيْنَا اللأْمُ لَيْسَ يَبِيْنُ مِنَّا = بِهَا غَيْرُ العُيُونِ لِنَاظِرِيْنَا
أحبكم في الله آل مــحـمـــد *** وخير القرى: الحب في الله والبغض

عماد الدين يحي بن حُميد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 137
اشترك في: الخميس يونيو 03, 2004 8:04 pm
مكان: اليمن
اتصال:

مشاركة بواسطة عماد الدين يحي بن حُميد »

396 فأَرْخَصْنَا الجَمَاجِمَ يَوْمَ ذَاكُمْ = ومَا كُنَّا لَهُنَّ بِمُثْمِنِيْنَا
397 وأَجْحَفْنَا بِضَبَّةَ يَوْمَ صُلْنَا = فَصَارُوا مِنْ أَقَلِّ الخِنْدِفِيْنَا
398 وطَايَرْنَا الأَكُفَّ عَلَى خِطَامٍ = فَمَا شَبَّهْتُهَا إِلاَّ القُلِيْنَا
399 وعَنَّنَّا الخُيُوْلَ إِلَى ابْنِ هِنْدٍ = نُطَالِبُ نَفْسَهُ أَوْ أَنْ يَدِيْنَا
400 وظَلْنَا نَفْتِلُ الزَّنْدَيْنِ حَتَّى = [أَ]طَارَا ضَرْمَةً لِلْمُضْرِمِيْنَا
401 ورَوَّحْنَا عَلَيْهَا بِالعَوَالِي = وبِيْضِ الهِنْد، فَاسْتَعَرَتْ زَبُوْنَا
402 ونَادَيْنَا: مُعَاوِيَةُ، اقْتَرِبْنَا = بِجَمْعِكَ، إِنَّنَا لَكَ مُوقِدُونَا
403 فَصَدَّ بِوَجْهِهِ عَنَّا كَأَنَّا = سَأَلنَاهُ شَهَادَةَ مُزْوِرِيْنَا
404 وحَامَتْ دُوْنَهُ جَمَرَاتُ قَوْمِيْ = ومِنْ دُوْنِ الوَصِيِّ مُحَافِظِيْنَا
405 فَأَبْهَتْنَا نِزَارًا بِالَّذِيْ لَمْ = يَكُونُوا في الوَقَائِعِ يَعْرِفُونَا
406 فَطَارَ فُؤَادُ أَحْنَفِكُمْ فَوَلَّى = بِبَعْضِ تَمِيْمَ عَنَّا، مُرْعَبِيْنَا
407 ويَوْمَ النَّهْرَوَانِ، فَأَيَّ يَوْمٍ = فَلَلْنَا فِيهِ نَابَ المَارِقيْنَا
408 ولاَقَى مُصْعَبٌ بِالدَّيْرِ مِنَّا = شَبَاةَ مُذَلَّقٍ، بَتَكَ الوَتِيْنَا
409 وإِنَّا لَلأُولَى بِالمَرْجِ مِلْنَا = عَلَى الضَّحَّاكِ والمُتَقَيِّسِيْنَا
410 ووَلَّى، خَوْفَنَا، زُفَرٌ طَرِيْدًا = بِرَاهِطَ، والأَحِبَّةُ مُقْعَصُونَا
411 وقَوَّمْنَا أُمَيَّةَ فاسْتَقَامَتْ = وكَانُوا قَبْلَهَا مُتَأَوِّدِيْنَا
412 فَلَمَّا رَفَّعُوا مُضَرًا عَلَيْنَا = جَعَلْنَا كُلَّهُمْ في الأسْفَلِيْنَا
413 وقُلْنَا: الهَاشِمُونَ أَحَقُّ مِنْكُمْ، = ونَحْنُ لَهُمْ عَلَيْكُمٍ مائِلُونَا
414 فَقَامَ بِنَصْرِهِمْ مِنَّا جُدَيْعٌ = وكَانَ لِحَرْبِهِمُ حِصْنًا حَصِيْنَا
415 وقَحْطَبَةُ الهُمَامُ، هُمَامُ طَيْئٍ = ومَا المُسْلِيُّ عَامِرُ مِنْهُ دُوْنَا
416 شَفَى بِالزَّابِ مِنْ مَرْوَانَ غَيْظًا = وغَادَرَهُ بِبُوْصِيْرٍ رَهِيْنَا
417 وأَثْكَلْنَا زُبَيْدَةَ مِنْ فَتَاهَا = وغِلْنَاهَا مُحَمَّدَهَا الأَمِيْنَا
418 وأرْدَيْنَا الوَلِيْدَ بِقَرْمِ قَسْرٍ = ولَمْ نَكُ فِيْهِ ذَاكُمْ مُرْتَضِيْنَا
419 ورُبَّ فَتًى أَزَرْنَاهُ شَعُوْبًا = إِذَا يُدْعَى أمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَا
420 وجَدَّعْنَا بَنِيْ مَطَرٍ بِمَعْنٍ = ونَحْنُ بِمِثْلِ ذَلِكَ جَادِعُونَا
421 سَمَا مِنْ حَضْرَمَوتَ لَهُ ابْنُ عَمْرٍو= يُطَالِبُ مِنْ بَنِيْ مَطَرٍ دُيُونَا
422 فَحَيَّرَهُ بِبُسْتَ لَهُمْ ووَلَّى = وكَانَ بِهَا ابْنُ زَائِدَةٍ قَمِيْنَا
423 وفي يَوْمِ البصيرةِ يَوْمَ ثَارَتْ = وفِتْنَةِ مِصْرَ، كُنَّا القَائِدِيْنَا
424 وأَيَامُ الدَّيَالِمِ، نَحْنُ كُنَّا، = وقَزْوِيْنٍ، لِكُلٍّ قَامِعِيْنَا
425 ونَحْنُ لِكُلِّ حَيٍّ، مُنْذُ كُنَّا، = إذَا خَافَ المَهَالِكَ عَاصِمُونَا
426 كَعِصْمَتِنَا رَبِيْعَةَ يَوْمَ طَالَتْ = عَلَى إخْوَانِهَا بالحِلْفِ فِيْنَا
427 وصَارُوا في تَعَاظُمِهِ لَدَيْهِمْ = بِهِ في الشِّعْرِ دَأْبًا يَفْخَرُونَا
428 وقَدْ جَعَلَتْ مَعَدُّ الصِّهْرَ مِنَّا = لَهُمْ فَخْرًا بِهِ يَتَطَاوَلُونَا
429 بِذَا نَطَقَ القَرِيْضُ لِمُعْظَمِيْهِمْ = وكُنَّا فِيْهِ مِنْكُمْ زَاهِدِيْنَا
430 وقَدْ طَلَبَتْ تَمِيْمٌ صِهْرَ جارٍ = لَهُمْ مِنّا فَأَضْحَوا مُبْعَدِيْنا
431 وما كانُوا لِغَسّانٍ بِكُفْءٍ = لِرَبّاتِ الحِجالِ مُقَدَّمِيْنا
432 ونَحْنُ النَّاكِحُونَ إِلَى عَدِيٍّ = كَرَائِمَهُ، ونِعْمَ المُنْكَحُونَا
433 فأَمْهَرْنَا الَّذِيْ جَعَلُوْهُ فِيهِمْ = رِضًا لِجَمِيعِهِمْ مَسْكًا دَهِيْنَا
434 ولَمَّا يَجْنِ جَانِيْكُمْ عَلَيْنَا = فَيَقْصِدَ غَيْرَنَا في المُعْرِبِيْنَا
435 فَمِنْ لَخْمٍ إِلَى غَسَّانَ يَجْرِي = ومِنْ غَسَّانَ في لَخْمٍ لَعِيْنَا
436 يُنَقِّلُ وِلْدَهُ كَجِرَاءِ كَلْبٍ = يُنَقِّلُها حِذَارَ الرَّاجِمِيْنَا
437 ونَحْنُ الوَاهِبُوْنَ الدِّرْعَ قَيْسًا = ومَا كُنَّا لِشَيْءٍ خَازِنِيْنَا
438 فَلَمْ تَعْظُمْ لَدَيْنَا، واسْتَثَرْتُمْ = بِهَا مَا بَيْنَكُمْ شَرًّا مُهِيْنَا
439 وعُدَّ بِهَا الرَّبِيْعُ رَبِيْعُ عَبْسٍ = إِذَا افْتَخَرُوا بِهَا في السَّارِقِيْنَا
440 ونَحْنُ الوَاهِبُو الصَّمْصَامِ يَوْمَا = لِبَعْضِ سَمَادِعِ المُتَعَبْشِمِيْنَا
441 فَآلَتْ حَالُهُ في النُّسْكِ فِيْهِمْ = وكَانَ بِنَا مِنَ المُتَمَرِّدِيْنَا
442 ورُبَّ خَزَايَةٍ فِيْكُمْ كَنَيْنَا = تُشَقُّ بِهَا رُؤُوسُ السَّامِعِيْنَا
443 يُنَبِّهُ شِعْرُ حَسَّانٍ عَلَيْهَا = إِذَا أَنْشَدْتُمُوهُ القَاطِنِيْنَا
444 وقَدْ قَالَ النَّبِىُّ لَهُ: أجِبْهُمْ = تَجِدْ رُوْحَ الهُدَى فِيهِ مُعِيْنَا
445 فَقَوْلُكَ كالعَذَابِ يُصَبُّ صَبًّا = عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ ومُعْتِمِيْنَا
446 ودُونَكَ مِنْ أَبي بَكْرٍ هَنَاتٍ = تَرُدُّ بِهَا نِزَارًا خَامِلِيْنَا
447 فَعَيَّرَكُمْ بِرَايَاتِ البَغَايَا = ومَا كُنْتُمْ قَدِيْمًا تَمْهَنُونَا
448 وخَبَّرَ أَنَّ قَوْمًا نَسْلُ قِبْطٍ = وأَقْوَامًا سُلاَلَةُ أَسْوَدِيْنَا
449 وأَلْحَقَ سَاقِطًا ونَفَى سِوَاهُ = فَأَلْحَقَهُ بِقَوْمٍ أَبْعَدِيْنَا
450 وأَخْبَرَ بِاللَّقِيْطِ بِمَا عَلِمْتُمْ = ولَمْ نَكُ غَيْرَ حَقٍّ قَائِلِيْنَا
451 ومِنْكُمْ ذُو الخُوَيْصِرَةِ المُنَادِيْ = رَسُولَ اللهِ عَدْلَ القَاسِمِيْنَا
452 وسَيِّدُكُمْ عُيَيْنَةُ قَدْ عَلِمْتُمْ = يُعَدُّ بِحُمْقِهِ في المُرْضَعِيْنَا
453 وسَيِّدُ مِنْقَرٍ لَمَّا تَزَعْهُ = حِجَاهُ عَنْ خِلاَلِ الطَامِعِيْنَا
454 وقَدْ نَهبَ الزَّكَاةَ، وقَالَ يَهْجُو = أَبَا بَكْرٍ، فَمَا أَضْحَى مَشِيْنَا
455 وأَحْبَلَ بِنْتَهُ، والبِدْعَ يُدْعَى = وغَادَرَ مِنْقَرًا في المُرْتَدِيْنَا
456 وأَقْرَعُ، وابْنُ ضَمْرَةَ، رَيِّسَاكُمْ = فَذَا فَدْمٌ، وذَا في المُرتَشِيْنَا
457 وبَعْضُ بَنِي أَبي ذِبَّانَ مِنْكُمْ = فَكَانَ يُعَدُّ رَأْسَ الأَحْمَقِيْنَا
458 وأَظْهَرَتِ القَصَائِدُ مِنْ وَلِيْدٍ = عَظِيْمَ الكُفْرِ لِلْمُتَوَسِّمِيْنَا
459 ووافِدُ ضَبَّةٍ نَحْوَ ابْنِ هِنْدٍ = فَمِنْ أُعْجُوبَةِ المُتَعَجِّبِيْنَا

460 ونُوْكًا لَسْتُ أُحْصِيْهِمْ إِلَيْكُمْ = وقَدْ كَذَبُوا بِطَيْئٍ يَنْتَمُونَا
461 وفِيْنَا الحِكْمَةُ الغَرَّاءُ تَطْمُو = عَلَى أفْوَاهِنَا مُتَكَلِّمِيْنَا
462 وإِيْمَانُ القُلُوبِ وكُلُّ صِدْقٍ = ورُكْنُ البَيْتِ لِلْمُتَيَمِّنِيْنَا
463 وقَدْ قَالَ النَّبِيُّ: أَمَا رَضِيْتُمْ = بِأَنْ تُضْحِيْ نِزَارٌ غَانِمِيْنَا
464 بِشَاءٍ أَوْ بِعِيْرٍ أَوْ عَبِيْدٍ، = وأَنْتُمْ بِي الغُدَيَّةَ تَذْهَبُونَا
465 وأَنْتُمْ في الدَّناةِ أَقَلُّ قَوْمٍ = وفي الهَيْجَاءِ ـ عِلْمِيَ ـ تَكْثُرُونَا
466 وقَالَ اللهُ لَمَّا أَنْ كَفَرْتُمْ = وكُنْتُمْ عَنْ كِتَابِهِ تَنْفرُونَا
467 لَقَدْ وَكَّلْتُ بِالإِيْمَانِ قَوْمًا، = فَكُنَّاهُمْ، ولَيْسَ بِكَافِرِيْنَا
468 فَخَلُّوا الفَخْرَ، يَا عَدْنَانُ، لَسْتُمْ = ـ وقَدْ رُحْنَا بِأَحْمَدَ ـ تَحْسُنُونَا
469 وكَيْفَ يُعَدُّ مِثْلَكُمُ، وأَنْتُمْ = بِقَوْلِ إِلَهِنَا المُسْتَضْعَفُونَا؟
470 سَوَاءٌ كُنْتُمُ أَوْ لَمْ تَكُونُوا = عَلَى الدُّنْيَا، فَكَيْفَ تَفَخَّمُوْنَا؟
471 ولَسْتُمْ لِلْمُسَائِلِ أَهْلَ نَفْعٍ = ولَسْتُمْ لِلْمُبَايِنِ ضَائرِيْنَا
472 ونَحْنُ النَّاحِتُوْنَ الصَّخْرَ قِدْمًا = مَسَاكِنَ فُسْحَةٍ، والشَّائِدُونَا
473كَغُمْدَانَ المُنِيْفِ وقَصْرِ هَكْرٍ = وبَيْنُونَ المُنِيْفَةِ مُحْكِمِيْنَا
474 وصِرْواحٌ، ومَأْرِبُ نَحْنُ شِدْنَا = عَلَيْهَا بِالرُّخَامِ مُعَمِّدِيْنَا
475 فَأَهْلَكَهَا الإِلَهُ بِبَثْقِ سَيْلٍ = ونَجَّانَا فَلَمْ نَكُ مُهْلَكِيْنَا
476 وأَهْلَكَ مَنْ عَصَاهُ مِنْ سِوَانَا = بِأَنْوَاعِ البَلاَءِ مُبَاكَرِيْنَا
477 وقَالَ لَنَا اشْكُرُوني واحْمَدُوْني، = فَإِنِّي غَافِرٌ مَا تَجْرَحُونَا
478 وقَالَ لِغَيْرِنَا كُونُوا عَلَى مَا = زَوَيْتُ إِلَى سِوَاكُمُ صَابِرِيْنَا
479 وقَصْرَ ظَفَارِ قَدْ شِدْنَا قَدِيْمًا = وبَعْدَ بَرَاقِشٍ شِدْنَا مَعِيْنَا
480 وأَنْكَحْنَا بِبِلْقِيْسٍ أَخَانَا = ومَا كُنَّا سِوَاهُ مُنْكِحِيْنَا
481 ولَمْ نَطْلُبْ بِذِي بَتْعٍ بَدِيْلاً = ولَوْ أَنَّا بِتَنْزِيْلٍ أُتِيْنَا
482 وكَانَ لَهَا بِقَوْلِ اللهِ عَرْشٌ = عَظِيمٌ، والبَرِيَّةُ مُقْتَوِيْنَا
483 وشِدْنَا نَاعِطًا في رَأْسِ نِيْقٍ = وكُنَّا لِلْخَوَرْنَقِ شَائِدِيْنَا
484 ونَصَّبْنَا عَلَى يَأْجُوْجَ رَدْمًا = فَمَا كَانُوا عَلَيْهِ ظَاهِرِيْنَا
485 بِلِبْنٍ مِنْ حَديدٍ بَيْنَ قِطْرٍ = ونَحْنُ الآنَ فِيهِ حَارِسُونَا
486 وخَوَّلْنَا النَّجَائِبَ نَمْتَطِيْهَا = فَذَلَّتْ بَعْدَنَا لِلْمُمْتَطِيْنَا
487 ومِنَّا سِرُّهَا في آلِ كَلْبٍ = ومَهْرَةَ قَصْرُهُ، والدَّاعِرِيْنَا
488 وفِيْنَا العَيْشُ رَاخٍ، وَهْوَ فِيكُمْ = أَعَزُّ مِنَ الشِّفَاءِ لِمُسْقَمِيْنَا
489 تَظَلُّوْنَ النَّهَارَ عَلَى لَبِيْنٍ = وطُوْلَ اللَّيْلِ عَنْهُ مُخْمَصَيْنَا
490 وقَدْ قَالَ ابْنُ ظَالِمَ: كَمْ تَرَانَا = لآِثَارِ السَّحَائِبِ نَاجِعِيْنَا
491 وقَالَ لَكُمْ أَبَو حَفْصٍ: أَلا قَدْ = عَرَفْنَا طِيْبَ عَيْشِ العَائِشِيْنَا
492 لُبَابَ البُرِّ يَكْسُوهُ، ثَرِيْدًا، = صِغَارُ المَعْزِ، واللَّبَنَ الحَقِيْنَا
493 وقَالَ مُتَمِّمٌّ يَحْكِي أَخَاهُ = ويَنْعَتُهُ لِبَعْضِ السَّائِلِيْنَا
494 بِشَمْلَتِهِ الفَلُوْتِ عَلَى ثَفَالٍ = فُوَيْقَ مَزَادَةٍ لِلْمُسْتَقِيْنَا
495 وقَالَ مُنَخِّلٌ يَحْكِي غِنَاهُ = ويَحْسِبُ أَنَّهُ في المَالِكِيْنَا:
496 أَنَا رَبُّ الشُّوَيْهَةِ في بِجَادِيْ، = ورَبُّ النِّضْوِ بَيْنَ الظَّاعِنِيْنَا
497 وأَعْظَمُ سَيِّدٍ فِيْكُمْ يُفَادَى = بِعُشْرِ فِدَاءِ أشْعَثَ، تَعْلَمُونَا
498 وأشْعَثُ لَيْسَ أَرْفَعَ ذِيْ يَمَانٍ = ومَا هُوَ إِنْ عَدَدْتُ مِنَ الذَّوِيْنَا
499 ومَا قَادَتْ يَمِيْنُ أَبي تُرَابٍ = بِغَيْرِهِ، مِخْطَمَ المُتَيَمِّنِيْنَا
500 وهَرْوَلَ يَوْمَ صِفِّيْنٍ عَجُولاً = فَسَارَ العَسْكَرَانِ مُهَرْوِلِيْنَا
501 لإِعْظَامِ الجَمِيْعِ لَهُ فَلَمَّا = تَوَقَّفَ وَقَّفُوا، لا يَحْرُكُونَا
502 وكُنْتُمْ بَيْنَ عَابِدِ مَا هَوِيْتُمْ = وبَيْنَ زَنَادِقٍ ومُمَجِّسِيْنَا
503 كَآلِ زُرَارَةٍ نَكَحُوا بِجَهْلٍ = بَنَاتِهِمُ، بِكِسْرَى مُقْتَدِيْنَا
504 ونَبَّوا مِنْهُمُ أُنْثَى، وقَالُوا: = نَكُونُ بِهَا الذُّكُوْرَةَ مُشْبِهِينَا
505 وضَارِطُهُمْ فَلَمْ يَخْجَلْ، ولَمَّا = يَكُنْ لِنَشِيْدِهِ مِ القَاطِعِيْنَا
506 ولاَ تَنْسَوا طِلاَبَ هُذَيْلَ مِنْكُمْ = لِتَحْلِيْلِ الزِّنَا مُسْتَجْهِدِيْنَا
507 وبَكْرًا يَوْمَ بَالُوا في كِتَابٍ = أَتَى مِنْ عِنْدِ خَيْرِ المُنْذِرِيْنَا
508 وكَانَتْ عَامِرٌ [بِكِتَابِ] حَقٍّ = أَتَى مِنْهُ لِدَلْوٍ رَاقِعِيْنَا
509 وعُكْلٌ يَوْمَ أَشْبَعَهُمْ فَتَرُّوا = بِرِسْلِ لِقَاحِهِ مُتَغَبِّقِيْنَا
510 فَكَافَوْهُ بِأَنْ قَتَلُوا رِعَاهُ = وشَلُّوْهُنَّ شَلاًّ مُسْرِعِيْنَا
511 ونَحْنُ بِصَالِحٍ، والجَدِّ هُوْدٍ، = وذِي القَرْنَيْنِ، والمُتَكَهِّفِيْنَا،
512 وفَيْصَلِ مُرْسَلِيْ رَبِّيْ، شُعَيْبٍ، = وذِيْ الرَّسِّ ابْنِ حَنْظَلَ، فَاخِرُونَا
513 وبِالسَّعْدَيْنِ سَعْدٍ ثُمَّ سَعْدٍ = وعَمَّارِ بْنِ يَاسِرَ طَائِلُوْنَا
514 ولُقْمَانُ الحَكِيْمُ فَكانَ مِنَّا = ومَوْلَى القَوْمِ في عِدْلِ البَنِيْنَا
515 ومِنَّا شِبْهُ جِبْرِيْلٍ، ومِنْكُمْ = سُرَاقَةُ شِبْهُ إِبْلِيسٍ يَقِيْنَا
516 بِبَدْرٍ يَوْمَ وَلَّى لَيْسَ يُلْوِيْ = عَلَى العَقِبَيْنِ أُوْلَى النَّاكِصِيْنَا
517 ومِنَّا زَيْدٌ المَشْهُوْرُ بِاسْمٍ = مِنَ التَّنْزِيْلِ بَيْنَ العَالَمِيْنَا
518 ورِدْفُ المُصْطَفَى مِنَّا ومِنَّا = فَأَنْصَارٌ لَهُ ومُهَاجِرُونا
519 ومِنَّا ذُو اليَمِيْنَيْنِ الخُزَاعِيْ = وذُو السَّيْفَيْن خَيْرُ المُصْلِتِيْنَا
520 ومِنَّا ذُو الشِّمَالَيْنِ المُحَامِي = وذُو العَيْنَيْنِ عُجْبَ النَّاظِرِيْنَا
521 وذُو التَّمَرَاتِ مِنَّا، ثُمَّ حُجْرٌ، = وخَبَّابٌ إمَامُ المُوقِنِيْنَا
522 وذُو الرَّأْيِ الأَصِيْلِ،وكَانَ مِنَّا = خُزَيْمَةُ عِدْلُ شَفْعِ الشَّافِعِيْنَا
523 ومِنَّا أَقْرَأُ القُرَّا أُبَيٌّ = ومِنَّا بَعْدُ رَأْسُ الفَارِضِيْنَا
524 ومِنَّا مَنْ تَكَلَّمَ بَعْدَ مَوْتٍ = فَأَخْبَرَ عَنْ مَصِيْرِ المَيِّتِيْنَا
525 وأَوَّلُ مَنْ بِثُلْثِ المَالِ أَوْصَى = لِيُفْرَقَ بَعْدَهُ في المُقْتِرِيْنَا
526 ومَنْ أُرِيَ الأَذَانَ، وكَانَ مِنَّا = مُعَاذٌ رَأْسُ رُسْلِ المُرْسَلِيْنَا
527 ومِنَّا مَنْ رَأَى جِبْرِيْلَ شَفْعًا = ومِنَّا في النَّبِيِّ الغَائِلُونَا
528 ومِنَّا مَنْ أَبَرَّ اللهُ رَبِّي = لَهُ قَسَمًا، وقَلَّ المُقْسِمُونَا
529 ومَنْ بَسَطَ النَّبِيُّ لَهُ رِدَاءً = وأَوْصَاكُمْ بِهِ لِلسَّيِّدِيْنَا
530 ومِنَّا ذُو المُخَيْصِرَةِ بْنُ غُنْمٍ = ومِنَّا لِلْقُرَانِ الحَافِظُونَا
531 ومِنَّا المُكْفَنُونَ، وذَاكَ فَخْرٌ = بِقُمْصِ المُصْطَفَى، إِذْ يُدْفَنُونَا
532 كَصَيْفِيِّ بْنِ سَاعِدَ، وابْنِ قَيْسٍ = وعَبْدِ اللهِ رَأْسِ الخَزْرَجِيْنَا
533 ومَا ابْنُ أَبِيْ سَلُوْلٍ ذَا نِفَاقٍ = فَإِنْ قُلْتُمْ: بَلَى، فَاسْتَخْبِرُونَا
534 أَلَيْسَ القَوْلُ يُظْهِرُ كُلَّ سِرٍّ = لَهُ كُلُّ الخَلاَئِقِ كَاتِمُونَا؟
535 ونَحْنُ نَرَاهُ عَاذَ بِمَا يُصَالِي = بِجِلْدِ الهَاشِمِيِّ، ولَنْ يَكُونَا
536 بِغَيْرِ حَقِيقَةٍ إِلاَّ شَقَقْنَا = لَكُمْ عَنْ قَلْبِهِ تَسْتَيْقِنُونَا
537 كَمَا قَدْ قَال أَحْمَدُ لابْنِ زَيْدٍ = لِقَتْلِ فَتًى مِنَ المُسْتَشْهِدِيْنَا:
538 فَلَوْلاَ إذْ شَكَكْتَ شَقَقَتَ عَنْهُ = فَتَعْلَمَ أَنَّهُ في الكَافِريْنَا
539 وفِيْنَا مَسْجِدُ التَّقْوَى، وفِيْنَا = إذَا اسْتَنْجَيْتُمُ المُتَطَهِّرُونَا
540 ومِنَّا الرَّائِشَانِ، وذُو رُعَيْنٍ = ومَنْ طَحَنَ البِلادَ لأَنْ تَدِيْنَا
541 وقَادَ الخَيْلَ لِلظُّلُمَاتِ تَدَمَى = دَوَابِرُهَا لِكَثْرَةِ مَا وَجِيْنَا
542 يُطَرِّحْنَ السِّخَالَ بِكلُِّ نَشْزٍ = خِدَاجًا لَمْ تُعَقَّ لِمَا لَقِيْنَا
543 طَوَيْنَ الأَرْضَ طُوْلاً بَعْدَ عَرْضٍ= وهُنَّ بِهَا، لَعَمْرُكَ، قَدْ طُوِيْنَا
544 فَهُنَّ لَوَاحِقُ الأَقْرَابِ قُبٌّ = كَأَمْثَالِ القِدَاحِ إذَا حُنِيْنَا
545 يَطَأنَ عَلَى نُسُوْرٍ مُفْرَجَاتٍ = لِلَقْطِ المَرْوِ مَا اعْتَلَتِ الوَجِيْنَا
546 فَتُحْسَبُ لِلتَّوَقُّمِ مُنْعَلاَتٍ = بِأَعْيُنِهِنَّ مِمَّا قَدْ حَفِيْنَا
547 تَكَادُ إِذا العَضَارِيْطُ اعْتَلَتْهَا = يُلاثِمْنَ الثَّرَى مِمَّا وَنِيْنَا
548 فَدَانَ الخَافِقَانِ لَهُ، وأَضْحَى = مُلُوكُهُمَا لَهُ مُتَضَائِلِيْنَا
549 أَبُو حَسَّانَ أَسْعَدُ ذُو تَبَانٍ = وذَلِكَ مُفْرَدٌ عَدِمَ القَرِيْنَا
550 ومِنَّا الحَبْرُ كَعْبٌ، ثُمَّ مِنَّا = إِذَا ذُكِرُوا خِيَارُ التَّابِعِيْنَا
551 أَخُو خَوْلاَنَ، ثُمَّ أَبُو سَعِيْدٍ، = وثَالِثُهُمْ إذَا مَا يُذْكَرُونَا
552 فَعَامِرُ، وابْنُ سِيْرِيْنٍ، وأَوْسٌ، = وذاكَ نَعُدُّهُ في الشَّافِعِيْنَا
553 وبِابْنِ الثَّامِرِيِّ إذَا افْتَخَرْنَا = ظَلَلْنَا لِلْكَوَاكِبِ مُعْتَلِيْنَا
554 ومِنَّا كُلُّ ذِيْ ذَرِبٍ خَطِيْبٍ = ومِنَّا الشَّاعِرُونَ المُفْلِقُونَا
555 ومِنَّا بَعْدُ ذَا الكُهَّانُ جَمْعًا = وحُكَّامُ الدِّمَاءِ الأَوَّلُونَا

556 ومِنَّا القَافَةُ المُبْدُونَ، مَهْمَا = بِهِ شَكِلَتْ، عُرُوقَ النَّاسِبِيْنَا
557 ومِنَّا عَابِرُ الرُّؤْيَا بِمَا قَدْ = تَجِيءُ بِهِ، ومِنَّا العَائِفُونَا
558 ومِنَّا رَاوِيُو خَبَرِ البَرايَا = ومِنَّا العَالِمُونَ النَّاسِبُونَا
559 ومِنَّا أُسْقُفَا نَجْرَانَ كَانَتْ = بِرَأْيِهِمَا النَّصَارَى يَصْدُرُونَا
560 وتَفْخَرُ بِالخَلِيْلِ الأَزْدُ مِنَّا = وحُقَّ لَهُمْ حَكِيْمُ المُسْلِمِيْنَا
561 ومِنَّا سِيْبَوِيْهِ، وذُو القَضَايَا = أَخُو جَرْمٍ رَئِيْسُ الحَاسِبِيْنَا
562 ومِنَّا كُلُّ أَرْوَعَ كَابْنِ مَعْدِيْ = وزَيْدِ الخَيْلِ مُرْدِي المُعْلِمِيْنَا
563 وفَرْوَةَ، وابْنِ مَكْشُوحٍ، وشَرْحٍ = ووَعْلَةَ فَارِسِ المُتَرَسِّبِيْنَا
564 ومُسْهِرَ، وابْنِ زَحْرٍ، ثُمَّ عَمْرٍو = وعَبْدِ اللهِ سَيْفِ اليَثْرِبِيْنَا
565 وسُفْياَنَ بْنِ أَبْرَدَ، [و]ابْنِ بَحْرٍ = ومِنَّا الفِتْيَةُ المُتَهَلِّبُونَا
566 ومِنْهُمْ مَالِكُو الأَرْبَاعِ جَمْعًا = وكَانُوا لِلْخَوَارِجِ شَاحِكيْنَا
567 ومَا لِلأَشْتَرِ النَّخَعِيِّ يَوْمًا = ولا قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ مُشْبِهُونَا
568 ولا كَعَدِيِّ طَيْئٍ، وابْنِ قَيْسٍ = سَعِيْدِ المَلْكِ قَرْمِ الحاشِدِيْنَا
569 وشَيْبَانَ بْنِ عَامِرَ عِدْلِ أَلْفٍ = ومَا مِثْلُ ابْنِ وَرْقَا تَنْجُلُونَا
570 ومِنَّا المُتَّلُوْنَ لِكُلِّ فَتْحٍ = ورَائِبُ صَدْعِكمْ والرَّاتِقُونَا
571 وبِالحَسَنِ بْنِ قَحْطَبَةَ افْتِخَارِي = إِذا مَا تَذْكُرُونَ المُطْعِمِيْنَا
572 فَتًى أَمَرَتْ مُلُوكُ الرُّوْمِ لَمَّا = رَأَتْهُ عِدْلَ نِصْفِ المُعْرِبِيْنَا
573 بِصُوْرَتِهِ عَلَى بِيَعِ النَّصَارَى = وتِمْثَالاً بِطُرْقِ السَّابِلِيْنَا
574 ومَا مِثْلُ ابْنِ عُلْبَةَ، وابْنِ كُرْزٍ، = وعَبْدِ يَغُوثَ بَيْنَ القاَتِلِيْنَا
575 فَهَذَا مُصْلِحٌ شِسْعًا، وهَذَا = يَقُولُ قَصِيدَةً في الجَاذِلِيْنَا
576 وذَاكَ مُؤْمِّرٌ مِنْ بَعْدِ قَتْلٍ = بِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ في الجَازِعِيْنَا
577 ومَدَّ بِذاكَ، يُسْرَى بَعْد يُمْنَى = ولَمْ يَكُ لِلْمَنِيَّةِ مُسْتَكِيْنَا
578 ومَا كَجَوَادِنَا فِيْكُمْ جَوَادٌ، = وكَلاَّ، لَيْسَ فِيْكُمْ بَاذِلُونَا
579 وأَيْنَ كَحَاتِمٍ فِيْكُمْ، وكَعْبٍ، = وطَلْحَةَ لِلْعُفَاةِ المُجْتَدِيْنَا؟
580 وحَسَّانُ بْنُ بَحْدَلَ قَدْ تَوَلَّى = خِلافَتَكُمْ، وأَنْتُمْ حَاضِرُونَا
581 ومَنْ خِفْتُمْ غَوَائِلَهُ عَلَيْهَا = وكُنْتُمْ مِنْهُ فِيْهَا مُوْجَلِيْنَا
582 ومِنَّا مَنْ كَسَرْتُمْ، يَوْمَ أَوْدَى = عَلَيْهِ مِنْ لِوَاءٍ، أَرْبَعِيْنَا
583 ومَنْ سَجَدَتْ لَهُ مِئَتَا أُلُوفٍ = وأَعْتَقَ أُمَّةً يَتَشَهَّدُونَا
584 ومِنَّا مُدْرِكُ بْنُ أَبِيْ صَعِيْرٍ = ومُذْكُو الحَرْبِ ثُمَّ المُخْمِدُونَا
585 وقَاتِلُ صِمَّةَ الهِنْدِيِّ مِنَّا = ومِنَّا بَعْدَ ذَا المُتَصَعْلِكُونَا
586 كَمِثْلِ الشَّنْفَرَى، وهُمَامِ نَهْدٍ = حَزِيْمَةَ أَمْرَدِ المُتَمَرَدِّيْنَا
587 ونَدْمَانُ الفَرَاقِدِ كَانَ مِنَّا = وضَحَّاكُ بْنُ عَدْنَانٍ أَخُوْنَا
588 ومَنْ خَدَمَتْهُ جِنُّ الأَرْضِ طَوْعًا = ومَا كَانُوا لِخَلْقٍ خَادِمِيْنَا
589 وبَادِرُنَا فَلَمْ نَحْصِيْ إذَا مَا = عَدَدْتُمْ أَوْ عَدَدْنَا المُفْرَدِيْنَا
590 ونَاقِلُنَا قَدِ اتُّبِعُوا لَديْكُمْ = وكَانُوا خَلْفَ قَوْمِيْ تَابِعِيْنَا
591 وفِيْنَا ضِعْفُ مَا قُلْنَا، ولَكِنْ = قَصَرْنَا؛ إِذْ يُعَابُ المُسْهِبُونَا
592 ولَكِنِّيْ كَوَيْتُ قُلُوْبَ قَوْمٍ = فَظَلُّوا بِالمَنَاخِرِ رَاغِمِيْنَا
593 يَعَضُّونَ الأَنَامِلَ مِنْ خَزَاءٍ = ومَاذَاكُمْ بِشَافِي النَّادِمِيْنَا
594 فَلاَ فَرَجَ الإِلَهُ هُمُوْمَ قَوْمٍ = بِقُبْحِ القَوْلِ كَانُوا مُبْتَدِيْنَا
595 هُمُ وَلَجُوا إِلَى قَحْطَانَ نَهْجًا = فَصَادَفَهُمْ بِهِ مَا يَحْذَرُوْنَا
596 وقَدْ شَيَّدْتُ فَخْرًا في قَبِيْلِيْ = يُقِيْمُ مُخَلَّدًا في الخَالِدِيْنَا
597 فَمَنْ ذَا يَضْطَلِعْ بَعْدِيْ بِهَدْمٍ = فَيَهْدِمَهُ بِإِذْنِ الشَّائِدِيْنَا
598 فَهَدْمُ الشَّيْءِ أَيْسَرُ، غَيْرَ كِذْبٍ، = مِنَ البُنْيَانِ عِنْدَ الهَادِمِيْنَا
599 ولَوْ أَنِّيْ أَشَاءُ لَقُلْتُ بَيْتًا = تَكَادُ لَهُ الحِجَارَةُ أَنْ تَلِيْنَا
600 ولَكِنِّي لِرَحْمَتِهِمْ عَلَيْهِمْ = بِتَزْكِيَةٍ مِنَ المُتَصَدِّقِيْنَا
601 فَكَمْ حِلْمٍ أَفَادَ المَرْءَ عِزًّا = ومِنْ جَهْلٍ أَفَادَ المَرْءَ هُوْنَا
602 وحَسْبُكَ أَنَّ جَهْلَ المَرْءِ يُضْحِيْ يَضْحَى = عَلَيْهِ لِلْعِدَاءِ لَهُ مُعِيْنَا


المصادر :
ـ الإكليل الجزء الثاني، للهَمْدانيّ ، تحقيق محمد الأكوع ، بيروت ، 1986، ط3 .
ـ الإكليل الجزء العاشر ، للهَمْدانيّ ، الدار اليمنية للتوزيع والنشر صنعاء 1987.
ـ إنباه الرّواة على أنباه النّحاة ، للقفطي ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار الكتب المصرية ، القاهرة ، 1950 .
ـ صفة جزيرة العرب ، للهَمْدانيّ ، تحقيق محمد الأكوع ، دار اليمامة ، الرياض ، 1974


لقراءة القصيدة منسقة تفضل بزارة هذا الرابط على منتديات المسار
الدامغة (alt+w)[/url]
أحبكم في الله آل مــحـمـــد *** وخير القرى: الحب في الله والبغض

سهيل اليمانى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 451
اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 5:07 pm
مكان: اليمن- صنعاء

مشاركة بواسطة سهيل اليمانى »

ما شاء الله عليك


إِذا المَرْءُ لم يَسْتُرْ عنِ الذَّمِّ عِرْضَهُ بِبُلْغَةِ ضَيْـفٍ أو بِحاجَـةِ قاصِـدِ
فَمـا المـالُ إِلاّ مُظْهِـرٌ لِعُيُوبِـهِ وداعٍ إِلِيْـهِ مِـنْ عَـدُوٍّ وحاسِـدِ
وما المَرْءُ مَحْمُودًا على ذِي قَرابَةٍكَفـاهُ مُهِمًّـا دونَ نَفْـعِ الأَباعِـدِ
ومَنْ لا يُواتِيْهِ على الجُوْدِ وَجْـدُهُفإِنَّ جَمِيْلَ القَوْلِ إِحْـدَى المَحامِـدِ


سلمت وسلمت يمينك
لآل البيت عــز لا يـــزول ... وفضــل لا تحيـط به العقــول
أبوكـم فـارس الهيجا علـي ... وأمكــم المطهــرة البتــول
كفاكم يا بـني الزهـراء فخرا ... إذا ما قيل جدكم الرسولُ

صورة

سهيل اليمانى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 451
اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 5:07 pm
مكان: اليمن- صنعاء

سلمت

مشاركة بواسطة سهيل اليمانى »

سهيل اليمانى كتب:ما شاء الله عليك


إِذا المَرْءُ لم يَسْتُرْ عنِ الذَّمِّ عِرْضَهُ بِبُلْغَةِ ضَيْـفٍ أو بِحاجَـةِ قاصِـدِ
فَمـا المـالُ إِلاّ مُظْهِـرٌ لِعُيُوبِـهِ وداعٍ إِلِيْـهِ مِـنْ عَـدُوٍّ وحاسِـدِ
وما المَرْءُ مَحْمُودًا على ذِي قَرابَةٍكَفـاهُ مُهِمًّـا دونَ نَفْـعِ الأَباعِـدِ
ومَنْ لا يُواتِيْهِ على الجُوْدِ وَجْـدُهُفإِنَّ جَمِيْلَ القَوْلِ إِحْـدَى المَحامِـدِ


سلمت وسلمت يمينك

صورة
لآل البيت عــز لا يـــزول ... وفضــل لا تحيـط به العقــول
أبوكـم فـارس الهيجا علـي ... وأمكــم المطهــرة البتــول
كفاكم يا بـني الزهـراء فخرا ... إذا ما قيل جدكم الرسولُ

صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأدب“