قال الامام الحسين (ع) (الناس عبيد هذه الدنيا ....)

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
صرخة حق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 42
اشترك في: الأحد إبريل 04, 2004 11:43 pm

قال الامام الحسين (ع) (الناس عبيد هذه الدنيا ....)

مشاركة بواسطة صرخة حق »

[color=blue]بسم الله الرحمن الرحيم


( الناس عبيد هذه الدنيا .......)


ربما كانت هذه هي الجملة الأولى التي قالها الإمام الحسين (ع) في كربلاء ، والكلمة الأولى عادة هي كلمة مهمة . فما أهمية هذه الجملة التي جعلها الإمام الحسين فاتحة كلماته المباركة التي قالها في كربلاء .. التي كل كلماتها هامة .. ( لأنها على الأقل كلمات الأيام الأخيرة لسيد الشهداء.. ومن الطبيعي أن يعلن فيها أهم مبادئه وخلاصة رسالته )

ربما اراد الحسين ( ع ) في هذه الجملة القصيرة أن يوجز أزمة البشرية على مدى تاريخها .. وأزمة الأمة الإسلامية بالتحديد .. ويشير الى الأسباب التي أدت الى عاشوراء .. إنها عبودية الناس للدنيا ..فالعبادة من أهم معانيها هي الطاعة .. ومن قدم الدنيا على طاعة الله فإنه في الحقيقة عبدها .. ومن أطاع هواه فقد عبده ( الهوى إله معبود ) .. كما قال أمير المؤمنين ( وبطاعة الأهواء تٌسحق القيم الالهيه )فهو يريد المال وهواه يدعوه ليكسبه سريعاً ومن غير حله.. فيرتكب المحرمات من أجل تحصيل المال .. هذا كان دافع ذلك الجيش الجرار الذي جاء يقاتل الامام الحسين مقابل المال !.. وهكذا عندما يخير الانسان بين أمر الهاي وأمر دنيوي يختار الدنيا على الآخرة فالانسان مثلا يقدم النوم والراحة على صلاة الفجر ويفوت على نفسه الثواب .. وهذا ما فعله ذاك الجيش الذي اصطف لمحاربة ريحانة رسول الله وسبطه .


وبالتأكيد لم يكن الإمام يعني بكلامه الناس الذين اصطفوا لمحاربته فقط .. لكنه قال ( الناس ) ولو كان يقصد هذه الفئة التي تحاربه لقال ( ياشيعة آل أبي سيفيان ) كما خاطبهم في فترات لاحقه .. لانه كان يقصدهم بعينهم .. ولكنه يقصد الناس .. كل الناس .. والاستثناء قليل ....


ولو تأملنا في أحوالنا .. وصارحنا أنفسنا .. لوجدنا أننا من أهل هذه الدنيا .. وان كانت عندنا مظاهر أخروية ... حتى الذين قاتلو الحسين اعطوا لفعلتهم هذه صبغة شرعية .. وكانوا ضمن قوالب شرعية في الظاهر .. وحرصوا على أداء صلاة الجمعة في الصحراء بإمامة إبن سعد لعنه الله !

الخروج من عبودية الدنيا يحتاج لارادة قوية .. وصراع دائم مع أعداء الانسان : النفس والمجتمع والشيطان ... ينبغي ان نعيش حربا يومية مع هؤلاء الاعداء الثلاثة الذين لايملوم من محاولة تعبيدنا للدنيا وأهوائها وشهواتها .. المطلوب أن نحيي عاشوراء كذكرى .. كما مطلوب أن نحييها كمعركة يومية بين أهواء الدنيا وقيم الآخرة .. نتسلح خلالها بالايمان والتقوى .. ونمتلك خلالها الشجاعة لقول لا للدنيا .. لا للحرام ..ونعم للآخرة ...فحب الدنيا مسيرة خطيرة تنتهي بالانسان ان لم ينتبه لها الى ما آل اليه أعداء الاسلام الذين قاتلو ا الحسين ( ع) .. انما الدنيا التي اوصلتهم الى ما وصلوا اليه .. وصفتهم صفوفا لمحاربة سيد الشهداء .. كما انها الآخرة التي اوصلت الحسين واهل بيته واصحابه الى كربلاء ليدافعوا عن القيم الالهية ويواجهوا عٌباد الشهوات والاهواء ... عباد الدنيا .


الامام الحسين قتلته الدنيا وحبها .. قتله الدنيويون .. وحاربه عبدة الدنيا .. فلنحذر أن نكون في مسيرتهم فننتهي الى ما انتهوا اليه .. المواجهه مع الدنيا قضية دائمة وتحد ٍ يومي .. واحياء عاشوراء هو مناسبة هامة .. نحيي عاشوراء وحيي قيمها العظيمة وفي مقدمتها قيم الآخرة .. لان الذين وقفوا مع الحسين انما توفقوا لانهم كانوا رجال الآخرة .. كانوا عبيداً لله لا للدنيا ...
قال أمير المؤمنين ( ارفضوا هذه النيا الذميمة فقد رفضت من كان اشغف بها منكم ) وقال عليه السلام ( أخرجوا الدنيا من قلبوبكم قبل أن تحرج منها أجسادكم ففيها اختبرتم ولغيرها خلقتم ) .




بقلم / الشيخ عيسى ابراهيم / لندن [/color]
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحيٍ مُقْفِرَ العرصات
لآل رسول الله بالخيف من منى * وبالركن والتعريف والجمرات
ديار عليٍّ والحسين وجعفرٍ * وحمزة والسجاد ذي الثفنات
ديار لعبدالله والفضل صنوه * نجيِّ رسول الله في الخلوات

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“