يوم عاشوراء وأرض كربلاء

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

يوم عاشوراء وأرض كربلاء

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

بسم الله الرحمن الرحيم
يوم عاشوراء وأرض كربلاء
يوم عاشوراء وأرض كربلاء ؛ هذان الظرفان درس ثوري خالد حافل بأصناف التضحيات ، أوضح هذا الدرسُ وكشف النقابَ عن الكثير من الحقائق سواء كانت معرفية وعلمية ، أو كانت سياسية ذات عمق استراتيجي وتاريخي جذورُه راسخةٌ في الأعماق ، متغلغلةٌ في صدور من يعشق الحرية والكرامة والفداء . إنه درس طبق أصحابه النظرية كاملة فتجلت الحقيقة في أبها صورها ، وأيضا أظهر صدقَ هؤلاء المعلمين والقائمين عليه ؛ فكانوا حلقةً مفرغة ليس لها أول وليس لها آخر ، إنهم كتلة من الفداء والتضحية .
لقد بين هذا الدرسُ وعلم الكثيرَ من الأمم كيف يجب أن تعيش وتحيى ، وفتح باب الجهاد في أمة محمد بمصراعيه لتكتمل حلقة الصراع الحقيقي بين الحق والباطل ، ولتتعرف هذه الأمة على مراد الله الحقيقي والذي هو هم المؤمنين به ، أيضا عالج هذا الدرس الخللَ الكائن في أمة محمد فكان دم الحسينِ وأصحابِ الحسين هو ثمن هذا الدواء ، لقد وقعت أبشع مجزرة عرفها التاريخ منذ بزوغ شمس الحضارة الإنسانية إلي يوم العاشر من المحرم يوم عاشوراء ، ولو نطقت أرض كربلاء لصرخت في أعماقنا وضمائرنا قائلةً : أيها الناس ؛ إن الحسين مظلوم ومن حل بفناء وجوار الحسين ومن يأتي على نهج وخط الحسين كلهم مظلومون ، ليس مرادهم وهمهم الوصول إلى السلطة والحكم وإذلال خلق الله والتحكم في رقابهم وجمع الأموال والاستيلاء على العقارات وحب التسلط وقمع المعارضين وحرب أولياء الله ونصرة أعداء الله ، إنما مرادهم إتباع المنهج السوي والطريق المرضي ، همهم الأول والأخير إرضاء الله والوصول إلى رحموته ونيل مغفرته ورضوانه .
فلعمري لقد ربح البيعُ وفاز الشهداء ، فهم في رضوان الله منعمون وفي صدور المؤمنين معظمون ، لهم ما يشاءونَ من النعيم وعند الله المزيد .
إن ثورةَ الحسين كانت من ضمن الدوافعِ التي جعلت كوكبةً من أئمة أهل البيت عليهم السلام يتحركون في نفس الخط ، ويسيرون على نفس الدرب ؛ دربِ الأحرار ومقارعة الظالمين ، فالحسين هو المجدد كما كان أخوه الحسن بن علي ، والتاريخ يروي لنا أن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب قام بالأمر وقَبِل التكليف وقارع الظالمين في الكثير من المعارك الدامية بين الحق والباطل من بعد عمه الحسين بن علي ، إنه الحسن بن الحسن المعروف بين العترة الطاهرة بعروس كربلاء ؛ فقد طلب من عمه الحسين أن يزوجَه واحدةً من بناته فخيّره الإمامُ الحسين أن يعين من يشاء من بناته فاستحى أن يصرّح عما في نفسه ، فخاطبه عمه خطاب الأب الحاني والحنون بقوله: قد اخترت لك بنتي فاطمة ، فهي أكثر شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فزوجها منه.
وقبل أن يتم الزفافُ الميمون جاءت بيعة الإمام الحسين وانتصب لهذا الأمر مدة شهر وقيل أكثر ، فخرج إلى أهل الكوفة ومعه مولانا الحسن بن الحسن وزوجته فاطمة بنت الحسين لا ليتم مراسيم الزفاف هناك ، بل ليرتسم في ذهن هذين العروسين منهجُ التضحية والفداء ؛ منهجُ الحرية ومقارعة الظالمين ، فكان الأمرُ ، وكانت الواقعة ، واستشهد الكثير من الرفاق والإخوة والآباء ، وتم تطبيق النظرية والمنهج عمليا ، واستفاد عروس كربلاء من هذا الدرس فقد كاد يفقد حياته لولا عناية الله واهتمام خاله أسماء بن خارجة به .
ومن بعد الحسن بن الحسن جاء حفيدُ الحسين الإمامُ زيد بن علي ؛ سيدُ هذه الكوكبة ، وأكبر المستفيدين من درس عاشوراء وكربلاء ، فقد جدد هذا النهج وأعاد الروح فيه من جديد ، ليتحرك من بعده ابنه يحيى بن زيد ومن بعدهما محمد بن عبد الله الكامل النفس الزكية وأخوه إبراهيم النفس الرضية ويحيى وإدريس والحسين بن علي الفخي صاحب فخ ، ولا يتسنى لنا في مثل هذا المقام ذكرُ جميع المستفيدين من درس كربلاء ؛ فهم كثير من الخاصة والصفوة والعامة ، بل إن المستفيدين من هذا الدرس من خارج الملة المحمدية وأمةِ الإجابة .
ولكي تتعرف على بطل كربلاء وعلى الذين ثبتوا من حوله ، وعلى مقدار التضحية والمُهَج التي بُذِلت في سبيل الحق ، وتتعرفَ على تلك المجزرة البشعة التي ارتكبها أعداءُ الحرية والكرامة وأعداء منهج الله ؛ سوف نقوم باختصار بعض المقتطفات من بعض كتب التاريخ من دون إسناد وإشارة إلى مصدر ، فمرادنا أن تبحث في كتب التاريخ وتكتشف مكامن الحق فيها ، وتعرف أن الحسين حقا كان مظلوماً ، وتعرف أيضا أنه على الحق ، وأن قتلته بغاة ظلمة سلكوا نهج الشيطان فكان ثمرة هذا الطريق أبشع مجزرة إنسانية عرفها التاريخ القديم والمعاصر
.
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

الحسين بن علي بن أبي طالب
(4 ق هـ - 61 هـ / 625 - 680 م
)


هو: أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليهما.
وأمه: فاطمة ابنة رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله . ولدته عليه السلام بعد ولادة الحسن في شعبان لخمس خلون منه سنة أربع من الهجرة
مدة ظهوره عليه السلام وانتصابه للأمر
لما وافته بيعةُ أهل الكوفة خرج من مكة سائراً إليها لثمان خلون من ذي الحجة، وكان قد أنفذ على مقدمته من مكة مسلمَ بن عقيل بن أبي طالب، فظهر مسلمُ بالكوفة داعياً إليه في هذا اليوم .
وقُتِل صلوات اللّه عليه يوم الجمعة عاشر المحرم ، سنة إحدى وستين ، وكان مدةُ ظهوره وانتصابه للأمر شهراً واحداً ويومين، وقد روي أنَّه عليه السلام قُتِل يوم السبت، والأول هو الصحيح ، وأما ما يقوله العوام من أنَّه عليه السلام قُتِل يوم الاثنين، فإنه باطل عند أصحاب التاريخ وأهل المعرفة بالحساب، لأنَّ غرة المحرم - الذي قتل عليه السلام في عاشره - كان على ما ذكروا يوم الأربعاء، استخرج ذلك من الزنجان والله أعلم.
صفتــه عليه السلام
كان يشبه رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله من سرته إلى قدميه، وكان أبيض اللون، رُوِيَ أنَّه كان إذا قعد في موضع فيه ظلمة يُهْتدَىَ إليه لبياض جبينه ونَحْرِه.
بيعته عليه السلام
خرج عليه السلام من المدينة ـ حين ورد نَعْيُ معاوية وطُوْلِبَ بالبيعة ليزيد، يوم الأحد لليلتين بقيتا من رجب سنة ستين ـ إلى مكة، ودخلها ليلة الجمعة لثلاث خلون من شعبان، ووردت عليه كُتُبُ أهل الكوفة كتاب بعد كتاب ـ وهو بمكة ـ بالبيعة في ذي الحجة من هذه السنة.
مقتله عليه السلام وموضع قبره
قَاتَلَه صلوات اللّه عليه: عمر بن سعد بن أبي وقاص من قِبَل عبيد اللّه بن زياد بالطف فلم يزل عليه السلام يقاتل حتى قُتِل [يوم الجمعة عاشر محرم سنة إحدى وستين]، قتله سنانُ بن أبي أنس النخعي، وأجهز عليه خولي بن يزيد بن حمير وهو الذي حَزَّ رأسه، وكان شمر بن ذي الجوشن الضبابي ممن تولى قتله، وكان له يوم قُتِلَ ثمان وخمسون سنة.
ودًفِن بدنه في الموضع المعروف الذي يزار قبره فيه من أرض نَيْنَوَى، ووجد في بدنه: ثلاث وثلاثون طعنة، وأربع وأربعون ضربة، ووجد في جبة دكناء كانت عليه: مائة وبضعة عشر خُرْقاً من بين طعنة وضربة ورمية.
إخبار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم باستشهاد الحسين (ع) بأرض كربلاء
عن ابن عباس وغيره أن رسولَ الله خرج مسافراً من المدينة، فلما كان بحرة وقف واسترجع، ثم مرَّ ثم وقف واسترجع أكثر من الأولى وبكى وقال: ((هذا جبريل يخبرني أنها أرض كرب وبلاء، يقتل فيها الحسين سخيلتي، وفرخ فرختي، وأتاني منها بتربة حمراء)) ، ثم دفع إلى علي عليه السلام التربةَ وقال: ((إذا غَلَت وسالت دماً عبيطاً فقد قتل الحسين عليه السلام))، ثم قال ومد يده: ((اللهم لا تبارك في يزيد، كأني أنظر إلى مصرعه ومدفنه)). قال: ودفع علي عليه السلام التربة إلى أم سلمة، فشدتها في طرف ثوبها، فلما قتل الحسين عليه السلام إذا بها تسيل دما عبيطاً، فقالت أم سلمة: اليوم أفشيَ سرُّ رسول الله.
قال ابن عباس: واشتد برسول الله مرضه الذي مات فيه، فَحَضرتُهُ وقد ضم الحسينَ إلى صدره يسيل من عرقه عليه وهو يجود بنفسه، وهو يقول: ((مالي وليزيد لا بارك الله فيه، اللهم العن يزيد)) ثم غشي عليه طويلاً، وأفاق وجعل يقبل الحسين وعيناه تذرفان، ويقول: (( أما إن لي ولقاتلك مقاماً بين يدي الله )).
قال: ثم إن معاوية لما استولى على الأمر تسعة عشر سنة وستة أشهر، ودخلت سنة ستين مرض مرضته التي مات فيها، فكان يرى أشياء ويهذي فيها هذياناً كثيراً، ويقول: ويحكم اسقوني اسقوني، فيشرب ولا يروى، وربما غشي عليه اليوم واليومين، فإذا أفاق نادى بأعلى صوته: مالي ومالك يا حجر بن عدي، مالي ومالك يا مالك، مالي ومالك يا ابن أبي طالب، ومالي ومالك يا ابن أبي تراب، فلم يزل كذلك أياماً ويزيدُ معه، ويقول: يا أبه إلى من تكلني ، عجِّل بالبيعة لي وإلا والله أُكِلت ، أتعلم ما لقيت من أبي تراب وآله
.
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

عهد معاوية لابنه يزيد بالإمارة
قال ابن عباس : ومعاوية يتململ في الفراش ويتفكر فيما عقد عليه للحسن والحسين (عليهما السلام) ؛ إذْ كان عند مهادنته الحسن عقد أن يكون الأمر من بعده للحسن ثم للحسين من بعد الحسن، فلما كان اليوم الخامس دخل عليه أهل الشام، فرأوه ثقيلاً فبادروا إلى الضحاك بن قيس وكان صاحب شرطة معاوية ومسلم بن عقبة، فقالوا: ما تنتظران، ذهب والله الرجل فبادراه وليوصِ إلى يزيد فإنه أرضانا، ولا نأمن أن يخرج هذا الأمر إلى آل أبي تراب، فدخلا عليه وقد أفاق وهو يقول : أصبحت ثقيل الوزر عظيم الجرم. فقالا: إن الناس قد اضطربوا وأنت حي، فكيف إن حدث بك حدثٌ، وقد رضوا بيزيد. فقال معاوية: لم يزل هذا رأيي ، وهل يستقيم لهم غير يزيد ، إني إنما طلبتها لتبقى في ولدي إلى يوم القيامة، ولا تنالها ذرية أبي تراب.
قال: وأُدخل عليه الناس فقال: يا أهل الشام كيف رضاكم عن أمير المؤمنين؟ فقالوا: خير الرضى كنتَ فكنتَ ، و شتموا علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام وقرظوا يزيد ومدحوه ، فقال لهم : قوموا فبايِعوه . فأول من بايعه الضحاك بن قيس ثم مسلم بن عقبة ، ثم الناس.
قال: وخرج يزيد من فوره وتعمم بعمامة معاوية ، وتختم بخاتمه، وعليه قميص عثمان الملطخ بالدم في عنقه، وهكذا كان يفعل معاوية عند إغراء أهل الشام بعلي وأهل بيته عليهم السلام ، فحمد اللهَ وأثنى عليه وخطب وبايعه بقية الناس، فلما كان من الغد دخل الناس على معاوية، ويزيد بين يديه، فأخرج كتاباً من تحت وسادته نسخُه: بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما عهد به معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين إلى ابنه يزيد بن معاوية ؛ أنه قد بايعه، وعهد إليه، وجعل الأمر من بعده إليه، وسماه أمير المؤمنين، على أن يحفظ هذا الحي من قريش، ويبعد قاتل الأحبة هذا الحي من الأنصار، وأن يقدم بني أمية وبني عبد شمس على بني هاشم وغيرهم، ويطلب بدم المظلوم المذبوح أمير المؤمنين عثمان قتيل آل أبي تراب، فمن قرئ عليه هذا الكتاب وقبله وبادر إلى طاعة أميره أُكرِم وقُرِّب، ومن تلكأ عليه وامتنع فضرب الرقاب .
فلما خرجوا من عنده أقبل على يزيد وقال: يا بنيّ إني قد وطأت لك البلاد، وأذللت الرقاب وبُوئت بالأوزار، ولست أخاف عليك من هذه الأمة إلاّ أربعة نفر من قريش ؛ فرخ أبي تراب شبيه أبيه، وقد عرفت عداوته وعداوة آله لنا، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر، فأما عبد الرحمن بن أبي بكر فمغرى بالنساء، فإن بايعك الناس بايعك، وأما ابن عمر فما أظن أنه يقاتلك ولا يصلح لها، فإن أباه كان أعرف به، وقد قال: كيف أستخلف رجلاً لم يحسن أن يطلق امرأته. وأما الحسين بن علي فإن أهل العراق لا يدعونه حتى يخرجوه عليك ويكفيكه الله بمن قتل أباه، وأما ابن الزبير فإن أمكنتك الفرصة فقطعه إرباً إرباً فإنه يجثم جثوم الأسد ويروغ روغان الثعلب.[/
color]
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

بين الحسين (ع) والوليد بن عتبة
قال: وكتب إلى ابن أخيه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان إلى المدينة يأمره بأخذ البيعة ليزيد من أهل الحجاز، وأن يدعو هؤلاء النفر ولا يفارقهم دون البيعة له، ومن أبى منهم قتله؛ فدعا الوليد مروان بن الحكم، وكان معزولاً بها فاستشاره وأوشك ورود نعي معاوية وكتاب يزيد على مثل كتاب أبيه. فقال مروان: أحضرهم الساعة قبل أن ينتشر موت معاوية، فمن أبى البيعة فاضرب عنقه. فقال الوليد: والله لا أفعل، أأقتل الحسين؟ فقال مروان كالمستهزئ به : أصبت.
ودعا الوليدُ الحسينَ بن علي وابن الزبير، فقال ابن الزبير للحسين عليه السلام : فيمَ تراه بعث إلينا هذه الساعة؟ قال: إني أظن أن طاغيتهم قد هلك، فيريد معاجلتنا بالبيعة ليزيد الخمور قبل أن يدعو الناس، فقد رأيتُ البارحةَ فيما يرى النائم منبر معاوية منكوساً وداره تشتعل نيراناً، ثم عاودهما رسول الوليد ، فدخل الحسين عليه السلام منـزله فاغتسل وتطهر وصلى أربعاً وعشرين ركعة ودعا واستخار الله ، ثم أقبل نحو الوليد حتى انتهى إلى الباب، فأذن له، فدخل فسلم فرد الوليد عليه، وقال : هذا كتاب أمير المؤمنين يزيد بن معاوية. فنظر فيه الحسين، وقال: ننظر فانظرني. قال: انصرف حتى تأتينا مع الناس. فقال مروان وهو عنده : والله لئن فارقك ولم يبايعِ الآن لم تقدر عليه أبداً، فاحبسه حتى يبايع أو تضرب عنقه. فقال الحسين: يا ابن الزرقاء، هذا يقتلني وأنت معه. قال الوليد: ويحك يا مروان، ما أحب أن لي الدنيا ومَا فيها بقتل الحسين بن علي .
وصرفهما وأنّبَه مروان فندم على صرفهما، وأرسل إليهما، فأما ابن الزبير فبعث بأخيه جعفر حتى ليّن الوليد على إتيانه، فلما جنه الليل هرب مع أخويه مصعب والمنذر.
زيارة ووداع الحسين لقبر جده المصطفى
وأتى الحسينُ أهلَ بيته فقالوا: نحن معك حيث أخذت . فخرج من عندهم فاستقبله مروان، فقال: يا أبا عبد الله أطعني وبايع أمير المؤمنين يزيد. فاسترجع الحسين عليه السلام وقال: ويلك يا مروان، مثلك يأمرني بطاعته، وأنت اللعين ابن اللعين على لسان رسول الله . فراده مروان فخرج مغضباً حتى دخل على أخيه محمد بن الحنفية وودعه وبكيا حتى اخضلت لحاهما، وتهيأ ابن الحنفية للخروج معه فجزّاه خيراً، وأمره بالتخلف ينتظر ما يرد عليه من أمره، فلما كان بعض الليل أتى قبرَ رسول الله فودعه وصلى ما شاء الله وغلبته عيناه، فرأى كأن رسول الله صلّى الله عَلَيْهِ وآله وسَلّم في محتوشين به فاحتضنه وقبل بين عينه وقال: يا بني ؛ العجلَ العجلَ ، تأتي يا بني إلى جدك وأبيك وأمك وأخيك.
فانتبه عليه السلام وأخبر أهل بيته، فما رأى أكثر باكياً وباكية فيهم من ليلتئذ. ثم ودعهم وخرج بمن خرج معه من ولده وإخوته وبني أخيه وبني عمه نحو مكة، فقدمها وأقام بها خمسة أشهر أو أربعة، وورد عليه نحو ثمان مائة كتاب من أهل العراق ببيعة أربعة وعشرين الفاً له؛ فبعث مسلم بن عقيل رحمة الله عليه، وكان شجاعاً قوياً، فإنه كان يأخذ الرجل فيرمي به فوق البيت ، فخرج مسلم حتى أتى المدينة فاكترى أعرابيين دليلين فأخذا به في البرية ، فمات أحدهما عطشاً؛ وكتب إلى الحسين يستأذنه في الرجوع فأجابه: أن امضي ما أمرتك به
.
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

مسلم بن عقيل رضي الله عنه في الكوفة
فخرج حتى قدم الكوفة، ونزل دار المختار بن أبي عبيد الثقفي وبايعه من أهلها ثمانية عشر ألفا سوى أهل البصرة، وحلفوا بأيمان مغلظة ليجاهدون معه بأموالهم وأنفسهم. فكتب مسلم إلى الحسين يستقدمه ويستحثه .
فدخل رجل ممن يهوى يزيد - يقال له عبد الله بن مسلم الحضرمي - على النعمان بن بشير وهو والي الكوفة فأخبره خبره. وقال: إنك لضعيف. فقال النعمان: لأن أكون ضعيفاً في طاعة الله خير من أن أكون قوياً في معصيته.
فكتب بشأنه إلى يزيد، فاستشار مولى لهم كان لا يخالفه يقال له سرجون. فقال: مالها إلاّ عبيد الله بن زياد . وكان عامل البصرة، وكان يزيد واجداً عليه وهمَّ بعزله، فكتب إليه بولايته على الكوفة مع البصرة، وأمره أن يدس إلى مسلم حتى يأخذه، فخرج عبيد الله بن زياد حتى أتى الكوفة فدخلها متلثماً، فجعل يمر بمجالسهم يسلم عليهم فيردون عليه : وعليك السلام يا بن رسول الله . وهم يرون أنه الحسين بن علي عليهما السلام، فنزل القصر ودفع إلى حمصيّ أربعة آلاف درهم وقال: تعرّف موضع مسلم بن عقيل، فإذ لقيته فادفع إليه هذا المال وقل له : تستعين به على أمرك.
فخرج وفعل ورجع إلى ابن زياد فأخبره بتحول مسلم إلى منزل هانئ بن عروة المرادي، ودخل على ابن زياد وجوه أهل الكوفة ومعهم عمر بن حريث ومحمد بن الأشعث وشريح بن هانئ، فلما صاروا عنده قال لهم: أين هانئ بن عروة . فخرج ابن حريث ومحمد بن الأشعث وشريح حتى أتوا هانئاً وقالوا: إن الأمير قد ذكرك. قال: مالي وللأمير . فلم يزل به حتى ركب إليه، فلما رآه قال: أين مسلم بن عقيل ؟ قال: والله ما أنا دعوتُه ولو كان تحت قدميّ ما رفعتهما عنه . فرماه بالعمود فشجه.
وبلغ مسلماً خبره فخرج ، وأشرف رجال من أهل الكوفة، فرأوا قومهم وأشرافهم عند ابن زياد فانصرفوا عنه حتى ما أمسى مع مسلم إلاّ أربع مائة. وجاء أصحاب ابن زياد، فقاتلهم مسلم قتالاً شديداً حتى اختلط الظلام فتركوه وحده، وانقلب يدور في أزقة الكوفة، فخرجت امرأة فقالت: يا عبد الله ما يقيمك هاهنا ؟ قال: اسقيني ماءً . فأتته به، فشرب وجلس حتى صُلِّيت العشاء الآخرة، وخرجت المرأة فقالت: إن مجلسك هاهنا مجلس ريبة. قال: فيك خير؟ قالت: نعم. قال: فإني مسلم بن عقيل. فأدخلته منـزلها .
فما كان بأسرع من أن دخل ابنها فقال: من هذا؟ فقالت: مسلم بن عقيل . فخرج حتى أخبر محمد بن الأشعث ، فخرج ابن الأشعث إلى ابن زياد فأخبره خبره ، فأمره أن يخرج حتى يحيط بالدار ففعل ، وخرج إليه مسلم بسيفه. فقال له ابن الأشعث : ألقِ سيفك ولك الأمان . ففعل فأخذه وأتى به ابن زياد فحبسه، فلما أصبح اجتمع الناسُ فضرب عنقه، وأمر بهانئ فشُقَّ عرقوباه وجعل فيهما حبل، وجرّا إلى الكناسة وصلبا فيها
وللحديث بقية
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

خروج الحسين (ع)
فلمّا هم بالخروج سلام الله عليه تلقاه ابن الزبير فقال: إلى أين تذهب، إلى قوم قتلوا أباك وخذلوا أخاك . - وإنما قالها لأنه كره أن يكون الأمر له - وقدم الحسينُ عليه السلام إلى العُذَيْب في مائة من ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ستون فارساً وأربعون راجلاً، فلقيه رجل من أهل الكوفة من بني أسد يقال له: الحر بن يزيد الرياحي في ألف فارس قد وجه ليُجَعْجِع - أي يضيق - وجهَ الأرض بالحسين عليه السلام فصار أمام الحسين يمنعه الخروج نحو الكوفة ، وقال إنه أُمر بذلك، وجعل يحذره القتال ويعرُضُ عليه المسير إلى عبيد الله بن زياد ويقول: أنشدك الله في نفسك وأهل بيتك.
فقال عليه السلام: أبِالموت تخوفني ؛ ما مثلي ومثلك إلاّ كما قال أخو الأوس وقد خرج يريد نصرَ رسول الله فقيل : لا تسيرن إلى هذا الرجل فتقتل . فأنشأ يقول :

سأمضي وما بالموت عارٌ على الفتى ...إذا ما نوى حقاً وجاهد مسلماً

وواسى الرجال الصالحين بنفسه ... وفارق مثبوراً وخالف مجرماً

فإن متُّ لم أندمْ وإن عشت لــم أُلـم...كفى بـــك ذلاً أن تعيش وترغمــا


وسار عليه السلام حتى نزل قصر بني مقاتل والحرُ لا يفارقه، فبينا هم كذلك إذْ ورد على الحر كتاب ابن زياد : أن جعجع بالحسين وأصحابه حتى يأتيك كتابي هذا، ولا تخله أبداً إلاّ بالعراء.
فقال الحسين عليه السلام: ننزل تلك القرية - يعني الغاضرية – قال الحر : لا أستطيع ذلك . فسار و الحر ينازعه حتى انتهى إلى موضع المعركة، فقال : ما هذا ؟ فقالوا: كربلاء. قال: ذات كرب وبلاء . ومنعه الحر تجاوزه ، فحطت أثقاله وصبّحه عمر بن سعد من غده في أربعة آلاف من الكوفة من قِبَل ابن زياد.
وكان من قصة عمر بن سعد أن عبيد الله بن زياد ولاَّه الرَّيْ وأرض دسْتبى وأمره بالمسير، فخرج في أربعة آلاف، فورد عليه كتاب ابن زياد يُسِّيره إلى محاربة الحسين ، حتى إذا فرغ منه سار إلى ولايته فاستعفاه، فقال له: إما أن تسير إلي محاربته أو ترد علينا عهدنا. فجعل يتقَلْقَل وغلب عليه الشقاء، فسار إلى قتله ونزل بنِيْنَوى على شط الفرات
.
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

موالي آل بيت النبي (ص)
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 373
اشترك في: الجمعة يوليو 09, 2004 9:02 pm
مكان: بيروت

مشاركة بواسطة موالي آل بيت النبي (ص) »

اللهم صل على محمد و آل محمد

عظّم الله اجوارنا و اجوركم بمصاب ابي عبد الله الحسين عليه السلام
الوصي عنوان مطبوع بجبيني
وولايتي لأمير النحل تكفيني عند الممات وتغسيلي و تكفيني وطينتي عجنت من قبل تكويني بحب حيدرة كيف النار تكويني

صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

عظم الله اجورنا واجوركم أخي الموالي واحسن الله عزاكم في أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه ونوالي عليكم بقية القصة


استشهاد الحسين (ع)
وأرسل عمرُ إلى الحسين عليه السلام بكتاب ابن زياد، ثم كتب بجواب الحسين، فكتب إليه ابنُ زياد مع شمر بن ذي الجوشن : أني لم أبعثك لتكُفَ عن الحسين وتمنيه البقاء والعافية، فإن نزل على حكم أمير المؤمنين واستسلمَ فذلك، وإلاّ فاقتله وأوطئ الخيل صدره وظهره ، فإن أنت أبيتَ فاعتزل وخل بين شمر وبين العسكر، فقد أمرناه بأمرنا والسلام.
قال: وخرج ابن زياد حتى عسكر بالنخيلة وبعث الحصين بن تميم إلى عمر بن سعد وحجان بن الحر وشبث بن ربعي وشمر بن ذي الجوشن في سبعة آلاف رجل ، وكتب إلى عمر بن سعد يأمره بمنع الحسين وأصحابه الماءَ ، فبعث ابنُ سعد ابنَ الحجاج في خمسمائة فارس حتى أحدقوا بالشريعة ، وحالوا بينهم وبين الماء، وذلك قبل قتل الحسين بثلاث، وناداه عبيد الله بن حصين : يا حسين ألا تنظر إلى الماء كأنه كبد السماء، والله لا تذوق منه قطرة أو تموت عطشاً. فقال الحسين: اللهم أمته عطشاً. قال راوي ذلك : فوالله الذي لا إله إلاّ هو لقد رأيته يشرب حتى يبغر فلا يروى، ثم يعود فيشرب فلا يروى فمازال كذلك حتى لفظ عمته، فلما أضر بالحسين وأصحابه العطشُ قام عليه السلام فأمر فحفرت آبار وأنبع الله لهم منها ماء عذباً فشربوا منه ودفن ، فلما اشتد بهم العطش وجه أخاه العباس بن علي في خمسة عشر رجلاً بالقرب فيهم رجل يقال له رشيد فلحقه أصحاب ابن الحجاج فقتلوه.
وزحف عمر بن سعد يومئذ بخيله بعد صلاة العصر نحو الحسين عليه السلام وهو جالس محتبياً، وسمعت زينب بنت علي الصيحة فدنت من الحسين عليه السلام وهو جالس محتبياً بحمائل سيفه، ورأسه على ركبتيه فقالت: يا أخي . فرفع رأسه فقال : إن رسول الله أتاني في نومي هذا وقال: إنك تروح إلينا غداً . فلطمت وجهها وقالت: يا ويلاه . فقال: لا ويل لك يا أُخيَّة.
وعن أبي جعفر، عن أبيه، علي بن الحسين عليهم السلام قال: إني يومئذ مريض، فدنوت أسمع ما يقول أبي عنده جون مولى أبي ذر وهو يعالج سيفه ويصلحه وأبي يقول:
يادهرُ أفٍ لكِ من خليلِ ... كم بك بالإشراق والأصيلِ
من طالب وصاحب قتيل ... والدهر لا يقنع بالبديل
وإنما الأمــــــر إلى الجلــــــيل ...وكـــــــل حي سالك سبيــــــلي


فكررها ثلاثاً وفهمتُ ما قال ، فخنقتني العبرة، فرددت دمعي ولزمت السكوت وعلمتُ أن البلاء قد نزل .
وأما عمتي – زينب - فسمعتها؛ وهي امرأة ومن شأن النساء الرقّة والجزع ، فلم تملك نفسها أن وثبت تجر ثوبها حتى انتهت إليه وقالت : واثكلاه ، ليت الموت أعدمني الحياة ، اليوم ماتت فاطمة أمي وعلي أبي والحسن أخي يا خليفة الماضين وثمال الباقين . فنظر إليها الحسين عليه السلام فقال: يا أخية، لا يذهبن بحلمك الشيطان. فقالت: بأبي وأمي أبا عبد الله أمُسْتَقْتلٌ أنت نفسي فداؤك ! فازدادت غصته وترقرقت عيناه ثم قال : لو ترك القطا لنام.
فلطمت وجهها وأهوت إلى جيبها فشقته وخرت مغشياً عليها، فقام إليها الحسين فصب على وجهها الماء وقال: يا أخية، اتقي الله وتعزي بعزاء الله، فإن أهل الأرض يموتون وأهل السماء لا يبقون، وكل شيء هالك إلاّ وجه الله وحده ، ولي ولكل مسلم برسول الله أسوة حسنة . فعزاها بنحو هذا وقال: أقسم عليك يأخية لا تشقي عليّ جيباً ولا تخمشي علي وجهاً، ولا تدعي علي بالويل والثبور. ثم جاء حتى أجلسها عندي، ثم أمر أصحابه أن يقربوا بيوتهم بعضاً من بعض ويداخلوا الأطناب بعضها ببعض ويكونوا بينها، فيستقبلوا القوم من وجه واحد.
وعن زيد بن علي عن أبيه عليهم السلام أن الحسين صلوات الله عليه خطبهم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ؛ خُطَّ الموت على ابن آدم مخطَّ القلادة على جيد الفتاة، ما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف وأخيه، وإن لي لمصرعاً أنا لاقيه، كأني أنظر إلى أوصالي تقطعها عسْلان الفلوات، غُبراً عُفراً بين كربلاء وبراريس قد ملأت مني أكراشاً جوفا رضا الله رضانا أهل البيت، فصبراً على بلائه ليوفينا أجر الصابرين، لن تشذ عن رسول الله حرمتُه وعترته، ولن تفارقه أعضاؤه وهي مجموعة له في حظيرة القدس، تقر بهم عينه، وينجز لهم عدته، من كان فينا باذلاً مهجته فليرحل فإني راحل غداً إن شاء الله عزَّ وجل . ثم نهض إلى عدوه فاستشهد (صلوات الله عليه).
وعن عبد الله بن الحسن عليه السلام أن علي بن الحسين عليه السلام قال: صبحتنا الخيل يوم الجمعة، فدعا الحسين بفرس رسول الله وهو المرتجز، فركبه ثم رفع يده، فقال: اللهم أنت ثقتي في كل كرب ورجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من هَمٍ يضعف به الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو، أنزلتُه بك، وشكوته إليك، رغبةً فيه إليك عمن سواك، ففرَّجته وكشفته، أنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل رغبة، يا أرحم الراحمين.
ثم عبأ أصحابه وعبأ عمر بن سعد كذلك، فكان أول من رمى ابنُ سعد، ثم أصحابه حتى غلب الحسين عليه السلام على عسكره، فركب المُسَنَّاة يريد الفرات، فقال شمر بن ذي الجوشن - لعنه الله - : ويلكم حولوا بينه وبين الماء . ودنا ليشرب، فرماه حصين بن تميم - لعنه الله- بسهم فوقع في فمه، فجعل يتلقى الدم، ويرمي به إلى السماء، ويقول : اللهم احصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تذر على الأرض منهم أحداً. ثم إن شمراً أقبل في الرَّجالة نحوه، فجعل الحسين يشد عليهم، فينكشفون عنه، وعليه قميص خز، وكان عبد الله بن عمار بن عبد يغوث يقول: والله ما رأيت مكثوراً قط قُتِل ولده وأهل بيته وأصحابه أربطَ جأشاً منه، ولا أمضى جناناً، ما رأيت قبله ولا بعده مثله، إن كانت الرجال تنكشف عن يمينه وعن يساره انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب.
ومكث عليه السلام طويلاً من النهار وكل يتقي أن يقتله، فإذا شمر يقول: ثكلتكم أمهاتكم ما تنتظرون بالرجل ، اقتلوه . فحَمَل عليه سِنَان بن أنس بن عمر النخعي في تلك الساعة، فطعنه بالرمح فوقع، ثم قال لخَولّي بن يزيد بن الأصبحي: حز رأسه . فأراد ذلك فضعف وارتعد. فقال له سنان: فتّ الله عضدك وأبان يدك . فنـزل إليه فذبحه، ورفع رأسه إلى خولي بن يزيد.
ذكر من استشهدوا مع الحسين (ع)
عبد الله بن عمير الكلبي، ويزيد بن حصين، وعمرو بن قريضة الأنصاري، ونافع بن هلال، ومسلم بن عوسجة، وحر بن يزيد الرياحي الذي كان يجعجع به، وحبيب بن مطهر، وأبو ثمامة الصايدي، وسعيد بن عبد الله الحنفي، وزهير بن القين، وجون مولى أبي ذر الغفاري، وبشر بن عمرو الحضرمي، وعبد الرحمن بن عبد الله الكوفي، وسويد بن عمرو بن أبي المطاع، وعبد الله، وعبد الرحمن ابنا أبي عذرة الغفاري ، وسيف بن حارث بن سريع، ومالك بن عيدوس، وحنظلة بن أسعد الشيباني، وشوذب مولى شاكر، وعباس بن أبي شبيب الشاكري، ويزيد بن يزيد أبو الشعثاء الكندي، وأنس بن الحارث الكاهلي، وعمرو بن خالد الصدأي، وخباب بن حارث السلماني، وسعد مولى عمرو بن خالد، ومجمع بن عبد الله الصايدي، والحجاج بن مسروق الجعفي، و ابن عمه زيد بن معقل الجعفي.
من استشهد من أهل بيته عليه السلام
ومن أهل بيته عليه السلام علي بن الحسين بن علي عليه السلام الأكبر، وكان أول من خرج فَشَدَّ على الناس بسيفه وهو يقول:
أنا علي بن الحسـين بن علـي .....نحـن ورب الناس أولى بالنبي
تا الله لا يحـكم فينـا ابن الدعـي
فاعترضه مُرَّة بن منقذ فطعنه فصُرِع وقطعوه بأسيا فهم، ثم عبد الله بن مسلم بن عقيل، ثم عون ومحمد ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ثم عبد الرحمن، وجعفر ابنا عقيل، ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل، والقاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب ضربه عمرو بن سعيد بن نقيل بالسيف على رأسه فوقع الغلام ، وقال: يا عماه . فوقف عليه الحسين عليه السلام قتيلا، فقال: عزَّ والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك . ثم عبد الله بن الحسين بن علي، وكان صغيراً في حجر الحسين عليه السلام فرماه رجل من بني أسد بسهم فذبحه به، فتلقى الحسين عليه السلام دمه فملأ كفيه، فلما خرج المختار أخذ هذا الأسدي الذي رماه فذبحه بالسهم ونصبه، وأمر أن يرمى بالسهام فرمي حتى مات. ثم أبو بكر بن الحسين بن علي بن أبي طالب رماه عبد الله بن عقبة الغنوي بسهم فقتله
ثم عبد الله وجعفر وعثمان ومحمد بنو علي بن أبي طالب عليه السلام ثم غلام من آل الحسين بن علي بن أبي طالب في أذنه درَّتان يقال إن هانئ بن الحضرمي قطعه بالسيف، ثم العباس بن علي بن أبي طالب، وكان يقاتل قتالاً شديداً، فاعتوره الرجالة برماحهم فقتلوه، فبقي الحسين عليه السلام وحده ليس معه أحد.
وعن الشعبي قال: قال الحسين بن علي عليه السلام : إني رأيت كأن كلاباً تنبح عليّ، وكأن أشدها عليّ كلب أبقع . وكان شمر بن ذي الجوشن (لعنه الله) أبرص.
وعن جعفر بن محمد قال: قتل الحسين عليه السلام وهو ابن ثمان وخمسين سنة. قال ابن الزبير: وحدثني محمد بن الحسن المخزومي أنه قتل يوم عاشوراء وعليه جُبَّة خزٍ دَكْنَاء قد صبغ بالسواد وهو ابن ست وخمسين سنة وعشرة أشهر وخمسة أيام. وعن أبي جعفر عليه السلام قال بعث ابن زياد - لعنه الله - برأس الحسين وبعلي بن الحسين وزينب والنسوة، وهن أربع عشرة - أحسبه قال: أو أقل - إلى يزيد كأنهن السبايا، فلما وضع رأسه بين يديه جعل ينكث ثناياه بالقضيب.
وكان عنده أبو برزة، فقال: ارفع قضيبك فوالله لطال ما رأيت فاء رسول الله على فيه يلثمه. ثم جهزهم وبعث بهم إلى المدينة.
ختاماً أخي القارئ ؛ كتبُ التاريخ حافلةٌ بما هو أوسع ، وفيها حقٌ وباطلٌ وصحيحٌ وفاسد وغلوٌ وزورٌ وبهتانٌ ، فلك النظر والتأمل والمقارنة وأنت صاحب القرار ، فقد وضعنا بين يديك ما يدعوك إلى المعرفة وبداية الطريق .
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

ومنكم نستفيد سيد علي الموسوي فجزاكم الله حيرا

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

كتب السيد علي الموسوي موضوعا تحت عنوان
(((تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام
من ولده و إخوته و أهل بيته و شيعته )))
وحرصا مني على تكامل الموضوع قمت بنقل هذه الوثيقة التاريخية الهامة الى هنا لتكمل الفائدة
فشكرا للسيد علي ورحم الله مولانا الحسين وسلام الله على الارواح التي حلت بجواره

مما رواه الفضيل بن زبير بن عمر بن درهم الكوفي الأسدي الزيدي (المتوفى 148 هـ) عن الإمام زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام و غيره

جاء في الأمالي الخميسية (ج 1 ص 170 - 173 ، طبعة عالم الكتب، بيروت):
و به (الإسناد المتقدم إلى القاضي الأجل عمادالدين أبي‎العباس أحمد بن أبي‎الحسن الكني أسعد الله تعالى، قال أخبرنا الفقيه الإمام أحمد بن الحسن بن بابا الآذوني قراءة عليه قال حدثنا السيد المرشدبالله)
و هو الإمام المرشدبالله يحيى بن الإمام الموفق‎بالله الحسين بن إسماعيل بن زيد (المتوفى سنة 497) قال:

أخبرنا الشريف أبوعبدالله محمد بن عبدالله بن الحسن البطحاني بقراءتي علية بالكوفة، قال:
أخبرنا محمد بن جعفر التميمي، قراءة قال:
أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال:
أخبرني الحسن بن جعفر بن مدرار قراءة، قال:
حدثني عمي طاهر بن مدرار، قال:
حدثني فضيل بن الزبير، قال:

سمعت الإمام أباالحسين زيد بن علي عليهما السلام،
و يحيى بن أم‎طويل،
و عبدالله بن شريك العامري
يذكرون:
تسمية من قتل مع الحسين بن علي عليهما السلام ، من ولده و إخوته و أهله و شيعته
و سمعته أيضا من آخرين سواهم:

(1) الحسين بن علي، ابن رسول الله صلوات الله عليهم.
قتله سنان بن أنس النخعي، و حمل رأسه فجاء به خولي بن يزيد الأصبحي.
و
(2) العباس بن علي بن أبي‎طالب عليهما السلام، و أمه أم‎البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد العامري، قتله زيد بن رقاد الجني، و حكيم بن الطفيل الطائف السيسي، و كلاهما ابتلى في بدنه.
و
(3) جعفر بن علي بن أبى‎طالب عليهما السلام، و أمه أيضا أم‎البنين بنت حزام، قتله هاني بن نبيت الحضرمي.
و
(4) عبدالله بن علي عليه السلام، و أمه أيضا أم‎البنين، رماه خولي بن يزيد الأصبحي بسهم، و أجهز عليه رجل من بني‎تميم بن أبان بن دارم.
و
(5) محمد بن علي بن أبي‎طالب عليهما السلام الأصغر، قتله رجل من أبان بن دارم، و ليس بقاتل عبدالله بن علي، و أمه ام ولد.
و
(6) أبوبكر بن علي بن أبي‎طالب عليهما السلام، و أمه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلم بن جندل بن نهشل بن دارم التميمي.
و
(7) عثمان بن علي عليهما السلام، و أمه أم‎البنين بنت حزام، أخو العباس و جعفر و علي ابني على لأمهم.
و
(8 ) علي بن الحسين الأكبر، و أمه ليلى بنت مرة بن عروة بن مسعود بن مغيث الثقفي، و أمها ميمونة بنت أبى‎سفيان بن حرب، قتله مرة بن منقذ بن الننعمان الكندي، و كان يحمل عليهم، و يقول:
أنا علي بن الحسين بن علي * نحن و بيت الله أولى بالنبي
حتى قتل صلى الله عليه.
و
(9) عبدالله بن الحسين عليهما السلام، و أمه الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن حكيم الكلبي، قتله حرملة بن الكاهل الأسدي الوالبي، و كان ولد الحسين بن على عليه السلام في الحرب، فأتي به و هو قاعد، و أخذه في حجه و لباه بريقه، و سماه عبدالله، فبينما هو كذلك إذ رماه حرملة بن الكاهل بسهم فنحره، فأخذ الحسين عليه السلام دمه، فجمعه و رمى به نحو السماء، فما وقعت منه قطرة إلى الأرض.
قال فضيل: و حدثنى أبوالورد: أنه سمع أباجعفر يقول: لو وقعت منه إلى الأرض قطرة لنزل العذاب.
و هو الذي يقول الشاعر فيه:
و عند غنى قطرة من دمائنا * و في أسد أخرى تعد و تذكر
و كان علي بن الحسين عليه السلام عليلا ، وارتث يومئذ، وقد حضر بعض القتال، فدفع الله عنه، و أخذ مع النساء هو و محمد بن عمرو بن الحسن و الحسن بن الحسن بن علي بن أبي‎طالب عليهم السلام.
و قتل
(10) أبوبكر بن الحسن بن علي، و أمه أم ولد، قتله عبدالله بن عقبة الغنوى.
و
(11) عبدالله بن الحسن بن على عليهم السلام، و أمه أم ولد، رماه حرملة بن الكاهل الأسدي بسهم فقتله.
و
(12) القاسم بن الحسن بن على، و أمه أم ولد، قتله عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي.
و
(13) عون بن عبدالله بن جعفر بن أبي‎طالب، و أمه جمانة بنت المسيب بن نجبة بن ربيعة بن رباح الفزاري، قتله عبدالله بن قطنة الطائي النبهاني.
و
(14) محمد بن عبدالله بن جعفر أبي‎طالب، و أمه الخوصاء بنت خصفة بن ثقيف بن ربيعة بن عائذ بن الحارث بن تيم‎الله بن ثعلبة بن بكر بن وائل، قتله عامر بن نهشل التيمي.
قال: و لما أتى أهل المدينة مصابهم، دخل الناس على عبدالله بن جعفر يعزونه، فدخل عليه بعض مواليه، فقال: هذا مالقينا و دخل علينا من الحسين!
قال: فخذفه عبدالله بن جعفر بنعله، و قال: يابن اللخناء! أللحسين تقول هذا! و الله! لو شهدته ما فارقته حتى أقتل معه، و الله! ما تسخي نفسي عنهما و عن أبي‎عبدالله إلا أنهما أصيبا مع أخي و كبيري و ابن عمي مواسيين له، مضاربين معه. ثم أقبل على جلسائه، فقال: الحمد لله على كل محبوب و مكروه، أعزز على بمصرع أبي‎عبدالله، ثم أعزز على ألا أكون آسيته بنفسى، الحمد لله على كل حال، قد آساه ولدي.
(15) جعفر بن عقيل بن أبي‎طالب، أمه أم‎البنين بنت النفرة بن عامر بن هصان الكلابي، قتله عبدالله بن عمرو الخثعمي.
و
(16) عبدالرحمان بن عقيل، أمه أم ولد، قتله عثمان بن خالد بن أسير الجهني، و بشر بن حرب الهمداني القانصي، اشتركا في قتله.
و
(17) عبدالله بن عقيل بن أبي‎طالب، و أمه أم ولد رماه عمرو بن صبيح الصيداوي، فقتله.
و
(18 ) مسلم بن عقيل بن أبي‎طالب، قتل بالكوفة، و أمه حبلة أم ولد.
و
(19) عبدالله بن مسلم بن عقيل، و أمه رقية بنت على بن أبي‎طالب، و أمها أم ولد، قتله عمرو بن صبيح الصيداوي، و يقال: قتله أسد بن مالك الحضرمي.
و
(20) محمد بن أبي‎سعيد بن عقيل بن أبي‎طالب، و أمه أم ولد، قتله أبوزهير الأزدي، و لقيط بن ياسر الجهني، اشتركا فيه.
و لما أتى الناس بالمدينة مقتل الحسين بن على عليهما السلام، خرجت زينب بنت عقيل بن أبى طالب، و هى تقول:
ماذا تقولون إن قال النبي لكم***ماذا صنعتم وأنتم آخر الأمم
بعترتي أهل بيتي بعد مفتقدي***منهم أسارى و منهم ضرّجوا بدم
ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم*** أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي

و قتل
(21) سليمان، مولى الحسين بن علي، قتله سليمان بن عوف الحضرمي.
و قتل
(22) منجح، مولى الحسين بن علي عليهما السلام، قتله حسان بن بكر الحنظلي.
و قتل
(23) قارب الديلمي، مولى الحسين بن علي.
و قتل
(24) الحارث بن نبهان، مولى حمزة بن عبدالمطلب، أسدالله و أسد رسوله.
و قتل
(25) عبدالله بن يقطر، رضيع الحسين بن علي، بالكوفة، رمي به من فوق القصر فتكسر، فقام إليه عبدالملك بن عمير اللخمي فقتله و اجتز رأسه.

و قتل من بني‎أسد بن خزيمة تميم:
(26) حبيب بن مظاهر، قتله بديل بن صريم الغفقاني، و كان يأخذ البيعة للحسين بن علي.
و
(27) أنس بن الحارث، و كانت له صحبة من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.
و
(28 ) قيس بن مسهر الصيداوي.
و
(29) سليمان بن ربيعة.
و
(30) مسلم بن عوسجة السعدي، من بني‎سعد بن ثعلبة، قتله مسلم بن عبدالله، و عبيدالله بن أبي‎خشكارة.

و قتل من بني‎غفار بن مليل بن ضمرة:
(31) عبدالله.
و
(32) عبدالرحمن، ابنا قيس بن أبي‎عروة.
و
(33) حوى، مولى لأبي‎ذر الغفاري.

و قتل من بني‎تميم:
(34) الحر بن يزيد، و كان لحق بالحسين بن علي، بعد.
و
(35) شبيب بن عبدالله، من بنى نفيل بن دارم.

و قتل من بني‎سعد بن بكر:
(36) الحجاج بن بدر.

و قتل من بني‎تغلب:
(37) قاسط.
و
(38 ) كردوس، ابنا زهير بن الحارث.
و
(39) كنانة بن عتيق.
و
(40) الضرغامة بن مالك.

و قتل من قيس بن ثعلبة:
(41) خولي بن مالك.
و
(42) عمرو بن ضبيعة .

و قتل من عبدالقيس من أهل البصرة:
(43) يزيد بن نبيط .
و ابناه:
(44 ) عبدالله،
و
(45) عبيدالله، ابنا يزيد.
و
(46) عامر بن مسلم.
و
(47) سالم، مولاه،
و
(48 ) سيف بن مالك.
و
(49) الأدهم بن أمية.

و قتل من الأنصار:
(50) عمرو بن قرظة.
و
(51) عبدالرحمان بن عبدرب، من بني‎سالم بن الخزرج، و كان أميرالمومنين عليه السلام رباه و علمه القرآن.
و
(52) نعيم بن العجلان الأنصاري.
و
(53) عمران بن كعب الأنصاري.
و
(54) سعد بن الحارث.
و أخوه:
(55) أبوالحتوف بن الحارث، و كانا من المحكمة ، فلما سمعا أصوات النساء والصبيان من آل‎رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، حكما ، ثم حملا بأسيفاهما، فقاتلا مع الحسين عليه السلام، حتى قتلا، و قد أصابا في أصحاب عمر بن سعد ثلاثة نفر.
و قتل من بني‎الحارث بن كعب:
(56) الحباب بن عامر.

و قتل من بني‎خثعم:
(57) عبدالله بن بشر الاكلة.
و
(58 ) سويد بن عمرو بن أبي‎المطاع، قتله هانئ بن ثبيت الحضرمي.
و قتل:
(59) بكر بن حي التيملي، من بني‎تيم الله بن ثعلبة.
و
(60) جابر بن الحجاج، مولى عامر بن نهشل من بني‎تيم الله.
و
(61) مسعود بن الحجاج.
و ابنه:
(62) عبدالرحمان بن مسعود.

و قتل من عبدالله:
(63) مجمع بن عبدالله.
و
(64) عائذ بن مجمع .

و قتل من طيء:
(65) عامر بن حسان بن شريح بن سعد بن حارثة بن لام.
و
(66) أمية بن سعد.

و قتل من مراد:
(67) نافع بن هلال الجملي، و كان من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام.
و
(68 ) جنادة بن الحارث السلماني.
و
(69) علامة بن واضح الرومي.

و قتل من بني‎شيبان بن ثعلبة:
(70) جبلة بن علي.

و قتل من بني‎حنيفة:
(71) سعيد بن عبدالله.

و قتل من جوأب:
(72) جندب بن حجير.
و ابنه:
(73) حجير بن جندب.

و قتل من صيدا:
(74) عمرو بن خالد الصداوي.
و
(75) سعد، مولاه.

و قتل من كلب:
(76) عبدالله بن عمرو بن عياش بن عبدقيس.
و
(77) أسلم، مولى لهم.

و قتل من كندة:
(78 ) الحارث بن امرئ القيس.
و
(79) يزيد بن زيد ا بن المهاصير.
و
(80) زاهر، صاحب عمرو بن الحمق، و كان صحبه حين طلبه معاوية.

و قتل من بجيلة:
(81) كثير بن عبدالله الشعبي
و
(82) مهاجر بن أوس.
و ابن عمه:
(83) سلمان بن مضارب.
و قتل:
(84) النعمان بن عمرو.
و
(85) الخلاس بن عمرو ، الراسبين.

و قتل من خرقة جهينة:
(86) مجمع بن زياد.
و
(87) عباد بن أبي‎المهاجر الجهني.
و
(88 ) عقبة بن الصلت.

و قتل من الأزد:
(89) مسلم بن كثير.
و
(90) القاسم بن بشر.
و
(91) زهير بن سليم.
و مولى لأهل شنوءة يدعى:
(92) رافعا.

و قتل من همدان:
(93) أبوهمامة عمرو بن عبدالله الصائدي، و كان من أصحاب أميرالمومنين عليه السلام، قتله قيس بن عبدالله.
و
(94) يزيد بن عبدالله المشرقي.
و
(95) حنظلة بن أسعد الشبامي.
و
(96) عبدالرحمان بن عبدالله الأزجي.
و
(97) عمار بن أبي‎سلامة المالاني.
و
(98 ) عابس بن أبي‎شبيب الشاكري.
و
(99) شوذب، مولى شاكر، و كان متقدما في الشيعة.
و
(100) سيف بن الحارث بن سريع.
و
(101) مالك بن عبدالله بن سريع.
و
(102) همام بن سلمة القانصي.

و ارتثّ من همدان:
(103) سوار بن حمير الجابري فمات لستة أشهر من جراحته.
و
(104) عمرو بن عبدالله الجندعي ، مات من جراحة كانت به، على رأس سنة.
و قتل:
(105) هانئ بن عروة المرادى، بالكوفة، قتله عبيدالله بن زياد.

و قتل من حضرموت:
(106) بشير بن عمر.

و خرج
(107) الهفهاف بن المهند الراسي، من البصرة ، حين سمع بخروج الحسين عليه السلام، فسار حتى انتهى إلى العسكر بعد قتله فدخل عسكر عمر بن سعد، ثم انتضى سيفه، و قال:
يا أيها الجند المجنّد*** أنا الهفهاف بن المهنّد*** أبغى عيال محمّد
ثمّ شدّ فيهم.
قال علي بن الحسين عليهما السلام: فما رأى الناس منذ بعث الله محمدا صلى الله عليه و آله و سلم، فارسا بعد علي بن أبي‎طالب عليه السلام قتل بيده ما قتل، فتداعوا عليه خمسة نفر، فاحتوشوه، حتى قتلوه، رحمه الله تعالى.

و لما وصلو إلى سرادقات الحسين بن علي عليهما السلام، أصابوا علي بن الحسين عليلا مدنفا، و وجدوا الحسن بن الحسن جريحا، و أمه خولة بنت منظور الفزاري، و وجدوا محمد بن عمرو بن الحسن بن على غلاما مراهقا، فضموهم مع العيال، و عافاهم الله تعالى فأنقذهم من القتل.

فلما أتي بهم عبيدالله بن زياد هم بعلي بن الحسين، فقال له: إن لك بهؤلاء النساء حرمة، فأرسل معهن من يكفلهن و يحوطهن.
فقال: لايكون أحد غيرك، فحملهم جميعا.
و اجتمع أهل الكوفة و نساء همدان حين خرج بهم، فجعلوا يبكون، فقال على بن الحسين: هذا أنتم تبكون! فأخبروني من قتلنا؟!
فلما أتي بهم مسجد دمشق، أتاهم مروان، فقال للوفد: كيف صنعتم بهم؟! قالوا: ورد علينا منهم ثمانية عشر رجلا، فأتينا على آخرهم! فقال أخوه عبدالرحمان بن الحكم: حجبتم عن محمد صلى الله عليه و آله و سلم يوم القيامة، و الله لا أجامعكم أبدا، ثم قام فانصرف.
فلما أن دخلوا على يزيد، فقال: إيه، يا على! أجزرتم أنفسكم عبيد أهل العراق! فقال علي بن الحسين: ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير.
فقال يزيد: ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم، و يعفو عن كثير.
ثم أمر بهم فأدخلوا دارا، فهيأهم و جهزهم و أمر بتسريحهم إلى المدينة.
و كان أهل المدينة يسمعون نوح الجن على الحسين بن علي عليهما السلام حين أصيب، و جنية تقول:
ألا يا عين فاحتفلى بجهد*** و من يبكى على الشهداء بعدي
على رهط تقودهم المنايا*** إلى متجر في ملك عبدي

و به قال فضيل بن الزبير: و حدثني ناجية العطار, قال: كان الحصاصون في هذا الظهر يسمعون نواح الجن على الحسين بن علي عليهما السلام:
مسح النبي جبينه***فله بريق في الخدود
أبواه من عليا قريـ***ـش جده خير الجدود
زحفوا إليه بجمعهم***و أولئكم شر الجنود

و السلام علــى الحسين
و على علي بن الحسين
و علـــــــى أولاد الحسين
و علــى أصحاب الحسين... عليه و عليهم السلام
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »

السلام عليكم و رحمة الله

و رزقنا الله شفاعة الحسين عليه السلام يوم الورود
و يا ليتتا كنا معه يوم عاشوراء, فنفوز فوزا عظيما

و سلمت يداك الأخ الفاضل محمد الغيل
و شكرا لكم على نقل الموضوع و هذا رابطه:
http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=1004

ملاحظة بسيطة:
الشيعة يعتقد بعصمة الإمام الحسين و لذلك يعقب اسمه بالسلام أو الصلوات عليه و ماشابهما و لا يقول رحمة الله عليه...
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

صقر اليمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 339
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 03, 2003 11:21 pm
مكان: صنعاء- اليمن

مشاركة بواسطة صقر اليمن »

يادهر أف لك من خليل
كم لك بالإشراق والأصيل
من ميت وصاحب قتيل
والدهر لايقنع بالبديل


عظم الله للجميع الأجر في ذكرى إستشهاد أبي عبدالله الحسين بن علي عليه السلام
وإنها لمناسبة حزينة في عام حزين وظرف حزين وفي كل أرض كربلاء وفوق كل قطر يزيد
لعنة الله على أعداء آل محمد من الأولين والآخرين
وحي على الجهاد حي على الجهاد

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

حي على خير العمل
مرحبا بكم أخي وشكرا على مروركم الكريم
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“