بقلم / Ibn Al-yemen
http://www.facebook.com/note.php?note_id=277688981628

تعليقاً على ما كتبه محمد يحيى سالم عزان في كتيبه (الإمام زيد بن علي شعلة في ليل الاستبداد) صادر عن دار الحكمة اليمانية سنة 1419هـ ــ 1999م
أولاً: كلمة الشكر ص 4:
"كلمة شكر: عرفاناً مني بالجميل أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لفضيلة المولى العلامة الحجة المجاهد بدر الدين بن أمير الدين الحوثي أعزه الله وأيده لتفضله مشكورا باستعراض هذا الكتاب قبل طباعته..
أسأل المولى عز وجل أن يبقيه ذخرا للإسلام والمسلمين، وأن يمتعه بموفور الصحة والسلامة".
أتساءل هنا : هل يعتبر عزان ما يقوم به من تصريحات حالياً ضد (مولاه) العلامة الحجة المجاهد بدر الدين بن أمير الدين الحوثي نوعاً من الوفاء ورد الجميل لهذا العلامة الجليل ؟؟
ثانياً: الإهداء ص3:
" إلى طلائع النهضة العلمية وأمل الأمة..
إلى رموز الوفاء والتضحية والصمود..
إلى من وهبوا أعمارهم لخدمة الفكر وصيانة العقول..
إلى الذين تحدوا الصعاب وقهروا الظروف..
إلى الفتية الذين آمنوا بربهم فزادهم هدى ..
إلى الشباب المؤمن في كل مكان أهدي هذا الجهد المتواضع.."
عند قراءة هذه العبارات تطرأ عدة تساؤلات :
1)) عبارة: إلى رموز الوفاء والتضحية والصمود..
يا ترى عن أي تضحية يتحدث؟ وما هي التضحيات التي قدمها هؤلاء المضحون ؟ ومن أجل ماذا؟
المعلوم أن التضحيات لا تقدم إلا عند تعرض الإنسان لظروف صعبة وغير طبيعية ، تدفعه لذلك.
أما عن الصمود فكان في وجه ماذا ؟
المعلوم أن الصمود يكون في وجه هجمة ما.. أو عند التعرض لسياسات الإلغاء والتجاهل والاستبعاد ، أو الظلم بأي وجه كان..
2)) عبارة: الذين تحدوا الصعاب وقهروا الظروف..
اعتراف منه بوجود تحديات كبيرة تواجه تلك الطلائع.. فما هي هذه التحديات الكبيرة ؟ وما هي الظروف التي قهروها؟
فيا ترى كيف استحق هؤلاء الشباب الإطراء والإعجاب من قبل عزان فكتب ما كتب من عبارات سابقة ، وجعل إهداء الكتيب مقصورا عليهم فقط؟؟
جميعنا يعلم أنه كان يقصد الشباب من أبناء المذهب الزيدي خصوصا الذين في صعدة والذين بدورهم تصدوا لأكبر وأطول هجمة منظمة لإلغاء الفكر الزيدي ومحاربته من قبل الدولة واستعانتها بـ(الوهابية) المستوردة من نجد والحجاز..
فهل يا ترى لازال عزان منبهرا ومعجبا بهؤلاء الفتية الآن أم أن رأيه قد تغير؟؟
ثالثاً: المقدمة ص 5 إلى ص 7:
في عرضه لصفات وآثار الإمام زيد عليه السلام يتحدث عن ميدان الإصلاح والتغيير فيقول:
1ــ "واجه الإمام زيد أفكارا مسمومة، وثقافة مشوهة رسخت عند الناس أن الحاكم المستبد هو قدر الأمة ومصيرها، وأن الجماعة الملتفة حوله هم جماعة أهل الحق، وأن النهي عن المنكر تمرد وخروج غير مشروع يوجب التشريد والصلب، وأن الحاكم يتمتع بقداسة لا تسمح بنقده، ولا ترتضي نصحه، ونحو ذلك من المقاييس العجيبة " .
وهنا يحق لنا أن نسأله: هل ما يقوم به الآن من التفاف وتفاني حول الحاكم الظالم المستبد يعتبر في نظره أفكارا غير مسمومة، وثقافة غير مشوهة؟؟
وهل أصبح من ينهى الحاكم عن المنكر مطالباً إياه بالكف عن الظلم ووقف الحرب العبثية والظالمة تجاه الأبرياء المسلمين في بلادنا ((متمرداً )) ويعد فعله خروج غير مشروع يوجب الصلب والتشريد؟؟؟
كيف بك يا عزان لم تنفك تطالب بالقضاء والإبادة والسحق والاستئصال لإخوانٍ (شباب مؤمن) عشت معهم، وعرفت أفكارهم وثقافتهم المعتدلة ، وتتلمذت على أيدي علمائهم منذ نعومة أظافرك؟؟؟
أي تناقض تعيشه ؟؟
2ــ يقول أيضا متحدثاً عن الإمام زيد ما يلي:
" غاب الإمام زيد بجسده ليعيش حياة الشهداء بروحه، وتبقى نداءاته تدوي في أذن الزمن، وظلت صرخاته المجلجلة ــ في وجوه الظالمين ــ تقض مضاجع المستبدين والطغاة في كل مكان وزمان"..
تساؤل واحد فقط أوجهه لعزان:
هل أقضت مضجعك صرخات الثائرين الآن في وجه الظلم؟؟ لأنك قد انسلخت من ثقافتك وهويتك الفكرية ، وتجردت من إنسانيتك ؟؟؟
3ــ يختتم المقدمة بالقول :
"وبعد رحلة طويلة قضيتها في البحث عن أغوار تلك الشخصية الفذة لمستُ أن الحديث عنها يعتبر منهج حركة ودروس عمل يسترشد بها الرسالي، ويتحرك على ضوءها الداعية إلى الله"
التساؤل هنا: هل منهج الحركة الذي تحدثت عنه هو منهج (وجوب الخروج على الظالم) الذي تشربت ثقافته منذ صغرك ؟؟ وهل هو ذات المنهج الذي كنت تقوم بغرسه في نفوس وعقليات المنتمين لـ(حركة الشباب المؤمن ) ــ التي ما فتئت تدعي شرف الإسهام في تأسيسها وأنت أبعد ما تكون عن ذلك ــ أم ما هو المنهج الذي كنت ستغرس فيهم؟
حسبنا الله ونعم الوكيل ..
اللهم صلّ وسلم على محمد وآله.
إلى اللقاء في الجزء الثاني بإذن الله تعالى ..