حرموني الأئمة .... الخيال الواسع ...!!

[الهاشمي اليماني]

حرموني ... حرموني ، ومن وحي الحرمان ، ولا نعني ديوان الشعر المعروف لكنه حرمان نعبر عنه بلغة سبتمبرية نوفمبرية ديسمبرية تتفرد نوعية ومنطقا ، وإذا ما كان يطيب للبعض التطيب ولو بعجينة البرسيم فإنه يحق لنا الإدلاء بدلونا المتواضع وطالما القضية لخبطة ولبيج فاليختلط الحابل بالنابل ..
حرمني الأئمة من الستلايت ديش عندما كانت القنوات الفضائية تبث كارثة قوم عاد و منظر عواصف ترابية تقتلع الشجر والحجر ..
وحرموني من المناظر الشاعرية للجليد الذائب على جبال اليمن خلال العصر الجليدي ، وحرموني من التجديف بالأنهار ذات التيار السريع ،، حرموني من متعة المغامرة ، وقبل ذلك حرموني من رياضة التزلج على جليد جبال بلادي اليمن .
وحرموني من الإستجمام وصيد الأسماك على بحيرة رملة سباتين ، وقاموا بإحتكار صيده مع المحسوبين عليهم ..
وحرموني من صيد الوعول والبقر الوحشي ومنعوا عني بنادق الشوزن وكل أدوات الصيد الرياضية المعروفة
وحرموني من التمتع بليال جميلة باليخوت الحالمة التي تمخر عباب نهر حضرموت وتطوف بفروعه وتقيم مخيمات وحفلات فارهة بالجزر الخضراء القابعة وسط النهر ..
ولنسرع مهرولين من الماضي للمستقبل ..
علماء الجيولوجيا لايتكهنون بمستقبل جيد لليمن ، حيث سيزداد النشاط الزلزالي والبركاني ، فالبحر الأحمر أو المحيط الجنين في دور التطور والإتساع ، وهناك مناطق قد تنفصل عن البلاد لتصبح جزرا بالمحيط الجديد ، وعلى رأس القائمة صعـــــــــــــــــــــــــــــــدة الغراء ، حيث الصدع الجيولوجي الذي يشبه الهلال شكلا ويمتد شرقا من الجوف مرورا بجوار برط وحرف سفيان وحبور وهو مايسمى حاليا منطقة العمشية ذات الصخور البركانية المحروقة ، ويتجه غربا حتى ساحل البحر بجوار مدينة ميدي .. إذا كتلة صعدة ستنفصل عن البلاد ، وهذا ليس بالبعيد كليا حيث يعتقد علماء الجيولوجيا أنه مابين مليونين إلى خمسة ملايين عام ستشهد تغيرا ملحوضا واليمن جزء هام منه .. لكن اليمن ستستفيد شيئا آخر ... هو صحراء الملح العظيمة التي تقع ببلاد العفار وتظم أجزاء من جنوب إريتيريا وأثيوبيا ومعظم جيبوتي ... وهي صحراء صخرية بركانية تشتهر بإنتاج الملح والكبريت ، ودرجة الحرارة لاتتدنى عن الخمسة والثلاثين درجة مئوية ، وتصل بالصيف لفوق الخمسين .. عموما الجيولوجيين يسمونها جهنم الصغرى ... هذه البقعة من الأرض ،، هل تعلمون أنها بطريقها للإنفصال عن أفريقيا وستتجه شرقا للإنظمام لليمن ،، هكذا يقول الجيولوجيين ، وبالطبع أمامنا ملايين الأعوام لمعرفة النتيجة الحقيقية ..
بالطبع ما كنا نتمناه أن تتجه لليمن كتلة جبل كليمنقارو التي يكللها الجليد ، أو منطقة بحيرة رودلف التي تغذي مياهها نهر النيل ... لكن يبدو أن نصيبنا وحتى بعد ملايين الأعوام سيكن ملح وكبريت .. ولن يكن هناك شماعة الأئمة لنعلق عليها مظلمتنا من النشاط الجيولوجي وإهدائه لنا شئ لانرغبه ولانستسيغه ..

[صوت الحرية]

وهاهم الآن بعد فشلهم في صعدة الغراء قرروا عدم الانتظار لمليون سنة لكي تنفصل ويرتاحوا من أبنائها حاملين لواء الزيدية ، بل قرروا محوها بأيديهم وأيدي الأعداء من الخريطة.. وهيهات فقد خابت آمالهم وتبددت أحلامهم .