حقوق الإنسان العربي بين الحقيقة والخيال..

[محمد الغيل]

حقوق الإنسان العربي بين الحقيقة والخيال
تبقى معظم المشاريع العربية المتعلقة بحقوق المواطن العربي وكذا الخطط والتي تضمن للإنسان العربي بعض الحريات الفكرية والإنسانية.
تبقى هذه المشاريع في رفوف المكتبات والأدراج في أروقة المؤسسات المعنية بتنفيذ هذه المشاريع والخطط وقد علاها الغبار وعفى عليها الدهر ومن هنا ندرك أن معظم الحقوق لهذا المواطن إنما هي شعارات فارغة زائفة وكلمات في مهب الريح يحتاجها الحاكم ومن يدور في فلكه ليصل إلي غرض معين وهدف اسماه هو نبيل وهو الفوز بالسلطة أو الفوز بوزارة أو مقعد انتخابي أو مبلغ من المال ومن خلال التجارب التي تمر بها الأمة العربية ندرك كم هذا المواطن غافل وساذج وطيب فمعظم الحكومات العربية استطاعت تخدير مشاعر ألامه والضحك علي الذقون واللعب على جميع الأوتار في جميع الميادين وفي كافة المجالات ولا يستثنى من هذا القطاع أحد حتى القطاع الديني مثل الاوقاف والعدل والتربية والذي زاد الطين بله هو غياب الحس وتبلد المشاعر لدي معظم المثقفين والمؤمنين بحقوق المواطن والإنسان العربي .
وهذه ليست قاعدة عامة يمكن أن تعم جميع أفرار هذه الشرائح المثقفة ففي المجتمع من يدرك ويفهم الخطر الذي نحن فيه أو الخطر الذي نحن قادمون عليه على أن هذه الشريحة المثقفة بين يائس أومحبط أو اخرس قد لبسوا ثوب الذلة والمسكنة والعناء فمن خلال تجاربهم مع شرائح المجتمع تجد أنهم وصلو الى هذه النتيجة (( نقول فلا نُسمع ونَنصح فلا نُتبع إن قالوا لم يسمعوا وإن نصحوا لم يتبعوا ))
والمصيبة الكبرى أن بعض هؤلاء المنفتحون على الثقافات الآخرى انفتاحا مطلقا قد تنكروا لجميع القيم والأدبيات المورثة والموجودة في الضمير الإنساني الحي منذ فجر الاسلام .
وللاسف الشديد وجدة ثغرة وهوة واسعة بين طوائف هذه الشريحة وهذا الصدع أضعف سلعتهم كثيرا سواء كانوا كتابا أو شعراء أو مفكرين من كان في اليسار أو من كان في اليمين .
أجدُ أن هذه الموروثات لو طبقناها على سلوكياتنا وتخلقنا بها ستكون كفيلة بأن نعيش حياة كريمة ومستقيمة.
ففي طيات هذا التراث الإنساني جميع الأدلة والمصطلحات الخاصة بتكوين مدينة فاضلة ومجتمع حر ومنفتح ليس ديمقراطي فحسب بل ورومنطيقي عقلاني أيضا
وأنتم تعرفون أن القرآن مشحون بهذه التعاليم واللقيم وفيه ما يوحي لنا بالكثير لتكوين هذه البيئة المفعمة بالتعاون والإخاء والمحبة(وتعاونوا علي البر والتقوى ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان ) .
إذ أن خلق التعاون من أهم اسباب قيام المدينة الفاضلة بل لقد استطاعة هذه التعاليم أن ترتقي بمجتمع بدوي قائم على العديد من المنظومات الظلمية قبل فجر الاسلام استطاعة أن تصنع بشرا سويا في غاية الحسن والجمال وفي أعلى مقامات الحضارة الانسانية على الاطلاق يقوم أمير المؤمنين في نهج البلاغة مخاطبا ولياً له على مصر ( واعلم أن الناس صنفان أخ لك في الدين أو شبيه لك في الخلق) .
(أخ لك في الدين) فتتعامل معه بما أمرك الله وتعرف ماله من حقوق أوجبها له الله وما عليه من التزامات أفترضها عليه و(شبيه لك في الخلق)وهو أيضا إنسان له حقوق وعليه التزامات مثله مثل غيره يحمل أحاسيس ومشاعر وله عقل وقلب وتفكير يجب عليك أن تحترم هذا الخلق الذي خلقه الله وان اختلفتَ معه في العقيدة والتفكير ففي النهاية هو إنسان مثلك .
وهذا ليس معناه الفوضى والحرية المطلقة والإباحية والانحلال الخلقي كما يفهم البعض بل أن المراد أن نتعامل مع الآخرين بمحض الظاهر والله يتولى السرائر وان علينا النظر بطرف خفيف الظل على الفرد داخل المجتمع المسلم أو من كان خارج هذا الإطار فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فشهدوا له بالأيمان).
إن اخطر وأصعب حكم في هذا الدين دين الاسلام هو إخراج رجل من دائرة الإيمان والحكم علية بالكفر أو الفسق وقديما اشترط الفقهاء قيام الدليل القاطع على كفر فلان أو فسقه وخرجت تلك العبارة والتي تشع نورا وضياء وفي مجملها عصارة حقوق الإنسان (لا تفسيق ولا تكفير إلا بدليل قاطع ) وبرغم هذا التنكر لهذا المنهج والذي يوصف عند بعض الحداثيين بأنه منهج غير قادر على استيعاب مفهوم العولمة وان النصوص الواردة فيه مضغوطة وغير قادرة على الانسحاب والانسجام مع مقتضيات العصر ذهب هولاء إلى تقليد المنهج الغربي والذي قام أصلا على نقطتين الأولي محاربة الكنيسة المتشددة والثانية على منهج البرجوازية والترف .
وهنا حصل التصادم والتناقض فدين الاسلام لا يختلف مع ثورات العلم وطفراته التى تحصل اليوم أو حتى التي كانت بالامس بل إن الاسلام يدعوا جميع المكلفين لنظر والتفكير والبحث داخل كل المعطيات الكونية بدايةً بالنواه ونهاية باكبر مجرة يمكنك أدركها بعينك الرقمية
ومنطلق هولاء هو المنادة (بحقوق الإنسان) فمن كفل لهذا الانسان حقوقه غير الاسلام ؟؟
(وبحقوق المرأة) ومن كرم المرأة وفي كل مرافق الحياة غير الاسلام ؟
كما أن لهم العديد من المطالب مثل ( الحريه الفكرية ألمطلقه وكذا تكوين مجتمع مدني متحرر من كل القيود سواء كانت دينية أو عرفية أو مناطقية......الخ
ولاسف الشديد نجد أن بعض هؤلاء مدعومون من قبل منظمات عالمية يديرها لوبي صهيوني وغربي همهم الأول والأخير افرغ عقلية المسلم من جميع التعاليم والثقافات الحضارية والتي زرعها الإسلام في يافوخ هذا الإنسان.
فقد توصل هذا ألوبي الخبيث إلى نتيجة خطيرة وهي (أن احتلال العقل أهم بكثير من احتلال الأرض ).
وأنا بدوري هنا أقول لمن يبحث عن حقوق الإنسان ويهتم بهذا الجانب ويرغب في الوصول إلي نتيجة في هذا الموضوع علينا بالرجوع إلي المنهج الذي يحترم إنسانية الإنسان ويعظم من شأنها ويسميها بنيان الله ( الإنسان بنيان الله لعن الله من هدم بنيانه ) ويا هولاء يكفي تطبيلا للغرب فقد افقدنا الغرب الكثير من حقوقنا الإنسانية بل إنهم الآن يفكرون بطريقة مختلفة وعنصرية بحته فقد ذهبوا بعيدا وأصبح الوطن العربي والعالم الإسلامي معمل يتم فيه تجارب جميع الخطط الاستراتيجية وسوقا لجميع المنتجات الصحية وغير الصحية وما أشبهنا بفأر تجارب يتم من خلاله اكتشاف عيوب الصناعات والمزروعات والمنتجات ألعضويه والمركبات الكيمائية والى غير ذلك من النفايات والمواد المشعة السامة.
و المواطن الذي يعيش في بلاد مصنفة ضمن العالم الثالث يشعر أن معظم حقوقه غائبة وضائعة أيضا حقوق أولاده ومن يأتي من بعد هذا الجيل الكل ليس له حقوق معترف بها من قبل هذه الحكومات التي يعيش في ظلالها . فمعظم الاولاد الآن يدرس الآن في مدارس خاصة وأكثر المرضى يتعالجون في مستشفيات خاص وكل المواد الغذائية التي يشتريها الموطن من السوق ليست مدعومة من جهة الدولة وحتى اسعارها ليست منضبطة وأيضا الدولة تتقاضى من كل مواطن كل شهر رسوم متعددة ومتلونة فلماء والكهرباء والتلفون ورسوم المعاملات الخاصة والعامة كل ذلك يتم دفعة من جيب المواطن حتى جواز السفر بقيمته و البطاقة الشخصية بقيمتها ورسوم تنظيف الشارع وإنارته وتصريف القمامة كل ذلك بقيمته وإذا رغب هذا المواطن أن يدخل ابنه في حديقة عامة مثل حديقة الحيوان فعليه أن يدفع قيمت التذكرة .
ومن اغرب ما تسمع أن فاتورة الماء غالية ومرتفعة السعر فإذا كانت قيمة الماة المستهلكة 5000 ريال مثلا فأن الفاتورة تأتي بملغ وقدرة 10000ريال والعلة في ذلك أن تصريف الماء إلي المجاري بثمنه وبقيمته ولا تقف عجلة الصرفيات هنا فحسب خصوصا من يدرسون في الجامعة فنظام الموازة للدراجات بمقابل من أعجب ما تراه اليوم في جامعاتنا والخلاصة معك مال تعال للدراس والتعلم لا يوجد معك مال فذهب الى ورش النجارة والحدادة فمن يملك المال له الحق في التعلم ومن لا يمتلك فسقر أولى به !!!!!!!!
لقد أصبح المواطن يشعر أنه غريب في بلده و بين أهله وجيرانه مع العلم أن هذه الحكومات والجمهوريات قامت على اسس وأهداف نبيلة وغايات سامية ومن هذه الأهداف القضاء علي الجهل والمرض والفقر فأين هذا الهدف من الواقع المعاش ؟ وهل استطاعة الثورات المجيدة والتى تصل اعماربعضها الآن الى أربعين عاما أن تحقق هذا الهدف السامي ؟ والذي اجزم به أن ليس لنا أي حق في هذه البلاد طولا وعرضا ومن يدعي شيئا هنا فعليه بالبينة والدليل
السلام عليكم

[أبو مجد الدين]

أخي وأستاذي الحبيب محمد

أجد نفسي وإياك على مركبٍ واحد ، نتنسّم فكراً واحداً ووننتهج آيدولوجية واحدة.
العلمانية في أوطاننا (المشرق الإسلامي) فشلت فشلاً ذريعاً في اللحوق بركب النمو والتطور ، وما ذلك إلا لأنها دخيلة علينا وما أشبهها بتلك الفويسقة التي أخبر عنها مرشدنا الأعظم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
الفكر أستاذي الحبيب كالماء ، ينتقل من المكان الأعلى إلى الأسفل. ولما كنا في حاضرنا المرير نحن الأسفل انتقل إلينا فكر العلمنة والحداثة وما أشبه ذلك من حثالة تفكير البشر. إن أمة تنتهج غير ما ارتضى لها ربها ، لا يمكن لك أن تتكهن بإصلاح حالها ولا أحوالها ، ولا يمكن لها إلا أن تتابع انحدارها إلى الدرك الأسفل من الحضارة الإنسانية.

الحديث ذو شجون ... وإلى ذلك الحين ..

لك مني حبي وتقديري ،،،

[محمد الغيل]

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب أبو مجد الدين رفيق دربي
صحيح نحن على مركب وأحد أنت قائده ولله الحمد
لا يخفى عليكم أن العلمانيين اليوم على قسمين
علماني ((غربي)) المنشأ مبدع ومخترع ومفكر ومتفكر في كل ما هو مادي بحت .
وعلماني ((عربي)) المنشأ مخرب ومقلد ومتنكر لفكره وأمته وعروبته واسلامه .
لعل الجامع بينهما الكفر بمجموع الغيبيات الا أن الاول أعني الغربي قد تعدل وسيتعدل ( وهذا توقع وحدس )أما الفارق بينهما لا يخفى على أحد .
فما أنتجه هؤلاء العرب !!!!!!!!!!؟؟
لا أدري سوى أنهم أنتجوا الفشل في كل ميادين الحياة .
اليوم الغرب قد وصل عبر ابحاثه الدقيقة الى نتائج خطيرة جدا فالمجموعة الشمسية والتى أرضنا جزاء منها قابلة للفناء وأن يوما قريبا اسمه يوم القيامة أوالصاخة لا بد من حصوله .
اليوم خرجة نظرية الوتر بعد جهود جبارة قام بها علماء ذوي كفائات وتخصصات هائلة خلطوبين مجموعة من النظريات حو المادة والطاقة بما يعرف بقانون الجاذيية وقانون الكهرومغناطسية وقانون النسبية ليجدو أن الوتر هو الفاعل المختار لهذا الكون وما هو هذا الوتر لا نعرف إنه أمر نظري فلسفي إنه غيب إنه سر الاسرار .
أفبعد هذا يتبجح العلمانيون العرب بالمنهج الغربي الفلسفي بسبب أنه منحهم بعض الحريات المطلقة!!!
سيدي أبو مجد الدين
لا يخفى عليكم أن الغرب المسيطر علينا اليوم يشترط في شخص الحاكم أوصافا معينة ومن ضمن هذه الاوصاف أن يكون الحاكم علماني المبدأ مع الاسف الشديد قبل بهذا الكثير من هؤلاء (الا من رحم الله) هذا الوصف فاصبحوا مسخا عجيبا . شعوبهم مقهورة ورقابهم مكسورة وثرواتهم منهوبة مثل الغراب بعد أن قلد مشية القطا
ترى هل يأتي الفرج الآن من قبل الغرب؟؟
ربما فقد يؤمنون بالله أخيرا فيرجع هؤلاء الحكام الى دينهم وعقيدتهم وينصفوا شعبهم المقهورة المغلوبة على أمرها والتى لا تجد حتى حقوق الحيوان .
سلامي لك ولكل من علق على هذا الموضوع فقد قرب موعد سفري وعند بداية المحرم لنا لقاء بحول الله ..[/color]

[أبو مجد الدين]

أستاذي الحبيب ...

لست أنا قائد المركب! بل قادته هم المركب نفسه ، سفينة نوح: من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى. فسلام الله على المركب وركّابه ...

شدّني تصنيفك الرائع لتلك الحفنة من البشر. بالفعل سيدي محمد؛ الغرب استفاد - ولا يزال - من علمانييه ، بينما علمانيي العرب - والمسلمين بشكلٍ أعمّ - لم يشاركوا في رُقيّ الأمة ، بل زادوها خبالاً وتخريباً.
ولعلي أضيف إلى تصنيفك العلمانيين "المتأسلمين"، وأخالك تعرف الكثير منهم! فهم يحاولون إلباس الإسلام رداء العلمانية، ويلوون أعناق المفاهيم والمبادىء الواضحة لتستوي مع ما في نفوسهم.

تحياتي وأمنياتي لك بسفر سعيد، وإن كان حجاً فحجٌ مبرور وسعي مشكور ، ولا تنسانا من صالح دعائك يا سيدنا محمد.

قرأت عليك سلام الله ورحمته وبركاته ،،،

[محمد الغيل]

سيدي أبو مجد الدين
والله ما أدري ما أقول لكم
الإ أن شرف الركاب هو حمل السفية على أعناقهم والجري بها حتى تعلوا على الثريا
لك خالص دعائي وأنت لا تنسى ولن تنسى منه
كذا لك فائق احترامي وسلامي الخاص

[حيدرة الحسني]

يا خبرة

السلام عليكم

قد احنا بنغار من الكلام الجميل هذا

ممكن تقبلونا في السفينة و لو حتى طباخ

تحياتي

[صقر اليمن]

موضوع رائع وأنت أخي محمد قدوة ومثال
فلا تحرمنا من مثل هذه المشاركات الرائعة