إعلام السلطة .. مهزلة لا تشرف اليمن

[صارم الدين الزيدي]

إعلام السلطة .. مهزلة لا تشرف اليمن:-


عقيل سيف الدين
عندما اتخذ صناع قرارات الحرب و العدوان قرارهم بشن العدوان السادس على أبناء محافظة صعدة ، أخرجوا من حساباتهم قوة الله تعالى ، متناسين أن الله هو وحده الغالب و هو بعونه و تأييده من يحدد الطرف الغالب و الطرف المهزوم ، هو وحده القادر على تغيير موازين المعركة بنصر المظلوم على الظالم مهما كانت قوة الظالم و مهما تعددت أنواع عدته و عتاده ، و مهما كثر عدد جيشه و أفراده ..

أما هنا في اليمن فقد إغترت السلطة بما كانت قد جمعته خلال سنة كاملة من العتاد العسكري و الأسلحة القوية و المتطورة عن طريق التسول هنا و هناك على حساب الدم اليمني و الأرض اليمنية ، فظنوا أنهم سيخرقون الأرض و سيبلغون الجبال طولآ ..

فأبى الله إلا أن يقول كلمته و يتم نوره ، و أستجاب لنداء الدماء الطاهرة و لدعاء الأم الثكلى و الأب المكلوم فأنزل الله نصره على المؤمنين ، و دمر قوة الظالمين و رد كيدهم في نحورهم و جعل من تدبيرهم سلاحآ فتاكآ مسلطآ فوق رؤوسهم ..
فبعد أن فقدوا كل آمالهم في تحقيق أي نصر ميداني على أرض المعركة و بعد أن خسروا كل شيئ ، خسروا قادتهم و ضباطهم ، و خسروا جنودهم و جيشهم ، و خسروا أسلحتهم و عتادهم ، و أندحروا من أكثر و أهم المواقع العسكرية التي كانوا يتمترسون فيها ، بدأو يتخبطون و يبحثون عن أي شيئ يحفظ لهم ماء الوجه الذي أهرقوه تحت ضربات الحوثيين الأبطال و صمودهم و استبسالهم ، فقاموا بتحويل إعلامهم المرئي و المقروء و المسموع إلى مجرد أبواق لا تنطق إلا بالكذب و الزور و البهتان ، الذي كان دائمآ يعود عليهم هم بالفضيحة و العار، من دون خجل و لا استحياء من الناس الذين يتابعون التلفزيون الرسمي في الداخل و الخارج ..

فهاهو إعلامهم و في يوم العيد يروج لكذبة كبيرة وساذجة سرعان ما انكشفت و عادت عليهم بالفضيحة و أنتزعت منهم ما تبقى من مصداقية ، و هي كذبة القصر الجمهوري عندما إدعوا و من دون أي حس إعلامي أو سياسي بأنهم قاموا بصد هجوم حوثي بأكثر من ألف مقاتل و قتلوا منهم أكثر من مائة و خمسين مقاتل و روجوا لها عبر التلفزيون الرسمي و على لسان كبار المسؤلين محاولة منهم لتحقيق أي نصر إعلامي و لكن كذبتهم تلك لم تدم طويلآ فقد إنكشفت خلال يوم واحد ، فلم يستطيعوا تبريرها أمام الناس ، فكانت بمثابة الفضيحة لإعلام السلطة الذي يعتبر لسان الشعب قبل أن يسخروه للترويج لأكاذيبهم و إنتصاراتهم الوهمية ..

و في الأمس القريب و على شاشات التلفزيون الرسمي قاموا بنشر و قائع فضيحة كبيرة و جريمة منكرة ، ما لبثت أن تحولت إلى صفعة أفقدت السلطة صوابها ، حيث قاموا بعرض مشين و مخزي و مخالف للشريعة الإسلامية و مخالف لجميع الأعراف الإنسانية لجثث بعض الأسرى و المعتقلين و هم قتلى و في حالة مزرية ، من دون مراعاة لحرمة آداميتهم ، و من دون مراعاة لمشاعر أهلهم و ذويهم ، بل واستهتارآ بمشاعر كل اليمنيين الذين عبروا عن إستيائهم و عن سخطهم على إعلام السلطة الذي لم يهتم إلا بمصلحة النظام حتى لو ضحى بكرامة اليمنيين و شرفهم و أخلاقهم ، و أساء إلى سمعتهم في العالم كله ، متناسين أن الكثير من قتلاهم يسقطون بين أيدي الحوثيين و لكن أخلاقهم و شيمهم اليمنية الأصيلة تأبى الإقدام على ما أقدمت عليه السلطة من فضيحة جرت عليهم المزيد من الهزائم و العار ..

و ما زالوا إلى الآن يتاجرون بأعراض اليمنيين و سمعتهم و كرامتهم و نشر صورة قبيحة عن أبناء اليمن أمام إخوانهم العرب و المسلمين في العالم عن طريق إستئجار لبعض ضعاف النفوس و عرضهم على شاشات التلفزيون ليسيئوا لأنفسهم أولآ و لليمنيين بشكل عام ..

و لكن الحال لن يطول بهم كثيرآ فكل ما فعلوه خلال سنوات من ظلم وتسلط أصبح كفيلآ بتحقيق السنة الإلهية بزوال الظلم والظالمين والتمكين للمستضعفين من المؤمنين المجاهدين الصابرين .

http://www.sadahnow.com/index.php/featu ... 4-17-05-36