قصف القرى والمدن بالطيران ..ضرورة عسكرية ام اعتبارات سياسية

أضف رد جديد
صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

قصف القرى والمدن بالطيران ..ضرورة عسكرية ام اعتبارات سياسية

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

صعدة- عبد الملك العجري
الأربعاء, 02 سبتمبر 2009
عصر الثلاثاء 11/8/2009م وبشكل مفاجئ أمطرت السلطة سماء مدينة ضحيان بصليات من الصواريخ والقذائف كان ذلك- كما هو العادة عندما تستهدف هذه المدينة -إيذانا ببدء الحرب السادسة لما تمثله ضحيان من دلالة رمزية وروحية ,وفي غضون اقل من ساعتين أصبحت المدينة شبه خالية من سكانها وفي التاسعة مساء تقريبا قصف الطيران الحربي المدينة قصفا عنيفا ليغادر من لم يغادر بعد.
ومنذ اليوم الثاني وعلى طول أيام الحرب إلى الآن سلا ح الجو اليمني يشن غارات مكثفة في معظم الأحيان على اغلب مديريات صعدة في ضحيان والجعملة ومدينة رغافة ويسنم بمديريتي مجز, وباقم ,ومدينة حيدان, ومنطقة مران ,وعريمة ,والشرف وبني فاضل بمديرية حيدان والاثنين الحفرة ,والنوعة, وتي مدارة,والخوالد, ومدينة ساقين وفوط وجمعة بني بحر والخوالد بمديرية ساقين وفي بني معاذ ,والخفجي والعند والطلح ,وسودان بمديرية سحار إضافة الى المهاذر وحرف سفيان ,بغض النظر عن مطرة ونقعة والملاحيط والمناطق المجاورة لها على اعتبار أن مطرة ونقعة منطقتين عسكريتين للحوثيين والملاحيط وما جاورها مناطق مواجهة .
وكان من نتائج القصف العشوائي سقوط عشرات الضحايا من المدنيين والنساء والأطفال كما أوضحته الصور القادمة من هناك إضافة الى عشرات الآلاف من النازحين الذين كان العراء الأحمر في استقبالهم ,ومع تزايد عدد ضحايا الطيران الحربي من المدنيين تزايدت الضغوطات والاستغاثات من جهات دولية وحقوقية وإنسانية ومنظمات اغاثة دولية .
السلطة أمام الإحراج الذي تسببت فيه الصور المنشورة للضحايا المدنيين تعللت بان الحوثيين يتمترسون أو يحتمون بالمدنيين وهي العلة ذاتها التي تعللت بها اسرائيل في حربها الأخيرة على غزة وتتعلل بها في كل حروبها .
وبالنظر إلى طبيعة المناطق محل استهداف الطيران الحربي من حيث إنها ليست مناطق مواجهة فإنها تكشف زيف وبطلان مزاعم السلطة, فمثلا مدينة ضحيان في الحربين الرابعة والخامسة كانت المواجهة بين السلطة والحوثيين تدور على اطراف المدينة لا سيما في الحرب الرابعة وكانت مواقع الحوثيين على اطراف المدينة وفي منطقة ال حميدان المجاورة وهذا ربما يرى فيه البعض عذرا للسلطة في الاستعانة المحدودة بسلاح الجو ,اذا تغاضينا عن الفرق الشاسع في موازين القوى بين السلطة والحوثيين ,سلمنا بهذا, لكن في الحرب السادسة الأمر يختلف تماما بعد الانسحاب الكامل من جميع المواقع العسكرية المجاورة (التي بالأساس تم استحداثها بعد حرب 2004م )والتي كان آخرها الانسحاب قبيل الحرب الحالية من جبل خنفعر وجبل غمان وال الصيفي والحاربة إلى قهرة النص التي سقطت بدورها في الأسبوع الثاني للحرب الحالية إضافة الى جبل غمان المطل على الطلح والمواقع المجاورة له وبالتالى كل المناطق والمواقع ما بين مدينة ضحيان ومدينة صعدة (عاصمة المحافظة)أصبحت خالية تماما من أي تواجد عسكري ولا يوجد بها أي مواجها ت والى حين كتابة هذا المقال فالمواجهات تدور على أبواب صعدة في المقاش جبل الصمع ومحظة بالقرب من القصر الجمهوري وكما هو معروف الحوثيون لا يملكون جيشا نظاميا ولا معسكرات أو منشئات عسكرية بالمعني المعروف لا في ضحيان ولا في غيرها من المناطق السالفة محل استهداف سلاح الجو ,وهذا يعني أن السلطة لا تملك أي مبرر قانوني أو شرعي لاستهداف القرى والمدن الواقعة في عمق المناطق التي باتت تحت سيطرة الحوثيين لأنها ليست مناطق مواجهة على الأقل حفاظا على سلامة المدنيين والممتلكات العامة والخاصة وكذلك الحال بالنسبة لمدينة حيدان ومنطقة مران ساقين وفوط والشعف وبني فاضل بعد انسحاب المعسكرات المرابطة في مران وخولان عامر نهاية الحرب الخامسة .وما تبقى من مواقع عسكرية في ساقين كانت قد استسلمت قبيل الحرب الحالية وفي الجهة الغربية آخر نقطة تمركز لقوات السلطة هي( الكنب ) على بعد مسافة من الملاحيط ,بعد استسلام المواقع العسكرية في المجرم ولحمان التابعين للواء( 105),أي ان المناطق السالفة التي تستهدفا الطائرات الحربية لم تعد ساحة للمواجهة بين السلطة والحوثيين حتي يمكن الادعاء بان الحوثيين يحتمون بالمدنيين وبعيدة عن الجبهات الأمامية للقتال الدائر وليس صحيحا ان الحوثيين في صراعهم مع السلطة يعتمدون أسلوب حرب العصابات وأساليب الكر والفر بل يخوضون حرب مواجهة على الجبهات الأمامية على خطوط التماس بينهم وبين السلطة ويقتحمون المواقع العسكرية موقعا بعد آخر ويتمركزون في اخر نقطة تصلها أيدهم بمحاذاة آخر نقطة تتواجد فيها القوات الحكومية وجها لوجه فهي حرب مواجهة بكل تأكيد.
ما يلقي بظلاله على الأهداف الحقيقية للسلطة من وراء القصف العشوائي للطيران الحربي ويثير في الذهن أكثر من علامة استفهام عن مغازي السلطة من استهداف قرى ومدن كحيدان وساقين وسودان والشعف والجعملة الواقعة خلف ضحيان من جهة الشمال على بعد كيلوهات والتي لم يفكر اهلها بالنزوح على اساس منطقة امنة لا معني ولا معنى لاستهدافها على الاقل من ناحية عسكرية ومنطقة رغافة القريبة من مدينة باقم والتي قصد اليها النازحون ظنا منهم انها بمناى عن الحرب واي انسان عاقل مهما كان مستوى حذره يفكر بالنزوح من مناطق المواجهة فانه لا يفكر بالنزوح الى ابعد من هذه المنطقة يفترض انها في أي منطق عسكري منطقة امنة.
وهذا يجعلنا على يقين ان السلطة تقصد قصدا الى استهداف هذه القرى والمدن بقصد تحقيق اكبر قدر من النازحين لاهداف سياسية اكثرمنها عسكرية وعليه نستطيع هنا التكهن بهدفين يحمل احتمالا كبيرا انها ما تسعى الى تحقيق احدهما او كليهما .
الاحتمال الاول ان السلطة تقصد من خلال اكبر اكبر موجة من النازحين لا سيما اذا عرفنا ان الطيران يستهدف مدنا مثل ضحيان التي تعد ثاني اكبر مدينة بعد مدينة صعدة في المحافظة وكذلك منطقة مران التي تطلق عليها المناطق المجاورة اسم (الصين الشعبية)في اشارة الى كثافة السكان فيها ,للضغط على الحوثي باعتبارها منطق تظهر الولاء للحوثي /عبدالملك القائد الميداني الحالي للحوثيين وتتعاطف مع الحوثيين وهذا سيشكل حرجا شديدا للحوثي وانه ربما مع اشتداد تأزم الوضع الإنساني قد يضغط النازحون على عبدالملك الحوثي لتقديم تنازلات للسلطة لوقف الحرب وان الحوثي ربما يستجيب تحت ضغط الوضع الانساني الماساوي خصوصا في ظل غياب أي مبادرات جدية لمنظمات الاغاثة الدولية الاحتمال الثاني ان السلطة تقصد الى العقوبة الجماعية لابناء صعدة والمناطق المجاورة وتاديبهم على التعاطف الجارف الذي اظهروه مع الحوثيين من جهة وعلى السلبية والتخاذل وفض التعاون مع السلطات العسكرية في حربها مع الحوثيين من قبل اغلب من يصنفون او تصنفهم السلطة على انهم (وطنيين)من جهة ثانية فالتضامن الذي اظهره ابناء صعدة مع الحوثي كان لافتا حيث لبى ما لا يقل عن ثمانين ألف دعوة عبدالملك الحوثي للاحتفال بيوم المولد النبوي في مطرة التي كانت في هذا اليوم قبلة للحشود الهائلة والجموع الغفيرة التي اقبلت من كل حدب وصوب في يوم كان استثنائيا في تارخ صعدة فلم يسبق لاي زعيم ديني او سياسي اواجتماعي ان استطاع ان يحشد ما يقارب نصف هذا العدد في الضروف العادية ما بالك في ضرف كضرف هذه المناسبة زمانا ومكانا حيث المحافظة خارجة لتوها من حرب ضروس والتوتر قائم في اكثر من مكان والمواطنون يتجشمون عنا ء السفر ومتاعب الطريق- متحدين كل المخاطر الامنية –للوصول الى منطقة النائية(مطرة)التي لم يسبق لاحد ان استوطنها وكان الحوثي واتباعه اول من استوطنها فللظرف الزماني والمكاني دلالته بلا شك بمعنى انه في مكان وزمان افضل العدد كان سيتضاعف ومعروف ان اكبر تجمع شهدته المحافظة كان في مخيم الفتح الذي اقامه حزب الحق في 1993م تلبية لدعوة ابرز الشخصيات الزيدية الدينية والسياسية والاجتماعية مجتمعة وعلى راسهم العلامة مجدالدين المؤيدي والعلامة بدرالدين الحوثي والعلامة احمد الشامي والدكتور احمد شرف الدين وقيادات الشباب المؤمن حينها وحضره ما يقارب العشرون الف مواطن وقد عد هذا التجمع حينها حدثا استثنائيا ازعج السلطة وحلفائها في ذلك الوقت .
وقد اشار الى مثل هذا الهدف اقصد العقوبة الجماعية لمواطني صعدة الرئيس اليمني في خطاب متلفز لخريجي احدى الكليات العسكرية عندما توعد بوقف التنمية (التي لم تبدا)في صعدة متوعدا بشراء اسلحة حديثة ومتطورة وبناء المتارس بدلا عن المدارس.
وسواء كانت هذه اهداف السلطة اولم تكن فان السلطة بمراهنتها على سلاح الجو اليمني لم تحقق ايا من اهدافها المعلنة او غير المعلنة السياسية او العسكرية ولا أظنها قادرة فصعدة ككل المحافظات اليمنية عصية على التطويع و لا تعطي رغما عن انفها.

http://www.sadahnow.com/index.php/featu ... 2-00-24-37
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأخبار المنقولة“