
الحِكمةُ يمانيةٌ
ابراهيم بن محمد الوزير
Tuesday, 27 May 2008
(صحيفة البلاغ )
> في بداية الأسبوع الماضي إتصلَ بي بعضُ الزملاء الصحفيين يَسألون عن أحداث "بني حشَيش"، فأخبرتهم أنْ لا أخبارَ لديَّ؛ لأنني كُنتُ في مُحافظة تعز.
وهُنا أوَدُّ أن أُشيرَ إلى أننا لسنا مع ما يحدُثُ في "بني حشَيش" ولا نؤيدُه، بل ندعو إلى نبذ العُنف، ونرفضُ استخدامَ العُنف والقوة من أية مجموعة كانت سواء في "بني حشَيش" أو في صَعْدَةَ، فنحنُ مع الإستقرار، ومع نشر السلام والأمن في ربوع اليمن بلا استثناء.
العُنفُ لا يُؤدي إلاَّ إلى سفك الدماء، ونشْر الفوضى، وإهلاك الزرع والنسل، ونحنُ على ثقة بأن العقلاءَ في "بني حشَيش" من مشايخَ وأعيان قادرون على تجنيب المنطقة ويلات هذه الفوضى، ونحنُ ندعو هذه المجموعةَ في بعض "بني حشَيش" التي يتواجَدُ فيها مَن يسمُّون أنفسَهم »مقاتلي الحق«، -كما سمتهم بعضُ الصحف!!- إلى تحكيم العقل ونبذ العنف، ففي ذلك خيرٌ للمنطقة وللبلاد، ونؤكدُ لهؤلاء أن اللجوءَ إلى العنف وإلى القوة ليس فيه خيرٌ، بل فيه سفكٌ للدماء، وإهلاكٌ للزرع والنسل، كما أسلفت، ولهؤلاء نقولُ، كما هو القولُ للحوثيين في صَعْدَةََ-: لكم الأسوة بما عمله الأشقاءُ في لبنان، إذ نبذوا العُنفَ، واحتكموا للعقل، فكان الحوارُ الذي أوصل الجميعَ إلى بر الأمان، واعلموا أن أيَّ تنازل عن بعض المطالب ليس فيه خسران، بل فيه خيرٌ؛ لأن المنتصرَ في الأخير هو الوطنُ بأكمله.
نحنُ نقولُ: إننا بلدُ الإيمان، وكما قال الرسولُ ــ صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّـمَ ــ: »الإيمانُ يمانٍ، والحكمةُ يمانيةُ«.. أفـلسنا الأولى بهذه الحكمة أسوةً بالفرقاء في لبنان؟.. أليست الحكمة تدعو إلى نبذ العنف، والقبول بالحلول الوسطية؟.
إنني هُنا أناشدُ عبدَالملك الحُوثي، وأناشدُ مَن في "بني حشَيش" أن يَنبذوا العُنفَ، وأن يتمثلوا الحكمةَ التي قال عنها رسولُ الله ــ صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّـمَ ــ إنها يمانية. وأن يسعَوا للسلام، مهما كانت التنازُلاتُ التي يظنون أنهم سيقدمونها، فالسلامُ يستحقُّ أيَّةَ تنازُلات.. نريدُ أن يعودَ أبناءُ صَعْدَةَ إلى عهدهم من الإهتمام بالزراعة والمساهمة في بناء اليمن، فذلك خيرٌ من الحرب والدمار.
كما نأملُ أيضاً من إخواننا في المحافظات الجنوبية الذين لا زالوا يُصرُّون على نشر الفوضى نأملُ منهم العودةَ إلي العقل والهُدوء، فها هي بلادُنا خَطـَتْ الأسبوعَ الماضيَ خُطوةً جَبَّارةً نحوَ الأمام عبرَ انتخاب المحافظين، وهي خطوةٌ جريئةٌ ليسَ لها سابقةٌ في الوطن العربي.
بإمكاننا إذا وضعنا جميعآً أيديَنا بيد الحُكومة السيرُ نحوَ الإصلاح ومكافحة الفساد خطوةً خطوةً وبكُلِّ سلام، وأمن، واستقرار، بعيداً عن الفوضى، والقتل، والدمار.
دعونا نضَع أيديَنا في يد الرئيس/ علي عبدالله صالح لنبنيَ وطنـَـنا، ولننشُرَ الأمنَ والإستقرارَ في رُبوع الوطن.
لا شكَّ أن هُناك سلبياتٍ، وهناك أخطاءً، لكن لا تكونُ معالجتـُها بالعُنف، أو الإعتداء على الأملاك الخاصَّة أو العامة، ولا تكونُ بقطع الطرُقات.. ولا سفك الدماء.. تلك السلبياتُ يُمكنُ أن نتجاوَزَها بالطرُق السلمية والديمقراطية، وعبَر الإنتخابات، وعبرَ تفعيل دَور الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ودعم لجنة مُكافحة الفساد، ونشر النظام والقانون والإحتكام إليه.
أكرِّرُ دَعوتي لنبذ العُنف، ورفض أعمال أية مجموعة تدعو إلى الفوضى، وأدعوهم إلى الإحتكام للعقل، وأن يَجعلوا "والحكمةُ يمانيةٌ" نصْبَ أعينهم.
قبلَ أن أختمَ هذا العَمودَ أوَدُّ أن أُشيرَ إلى أن أسرةَ آل الوزير لا يُمكنُ لأحد أن يُزايدَ على وطنيتها، فهُم الثوارُ الأوائل، الذين قدَّموا دماءَهم وأموالـَهم وبُيُوتـَهم من أجل هذا الشعب في ثورة ٨٤٩١م التي لولاها لما قامت ثورةُ ٦٢ سبتمبر الخالدة، فهذه الأسرةُ التي قدَّمت الشهيدَ/ عبدَالله بن أحمد الوزير عَمَّ والدي إبراهيمَ بن محمد الوزير، وقدَّمت الشهيدَ/ عبدَالله بن محمد الوزير عمي أخا والدي، وقدَّمت الشهيدَ/ محمد بن علي الوزير إبن عم جدي محمد بن أحمد الوزير، وجد الأستاذ/ إسماعيل بن أحمد الوزير، وقدَّمت الشهيدَ/ علي بن عبدالله الوزير، وقدَّمت الشهيد/ محمد بن محمد الوزير.. هذه الأسرة ستظل دوماً مع الإستقرار، ومع بناء الدولة، ومع النظام والقانون، ومع الثوابت الوطنية، ومع الخير والسلام دوماً وأبداً..
وأخيراً أشكُرُ كُلَّ الذينَ اتصلوا للسؤال عن صحتي إثرَ الوَعْكة الصحية التي تعرَّضتُ لها، مُتمنياً للجميع الصحةَ والعافيةَ، ولبلادِنا السَّلامَ، والأمْنَ، والإستقرارَ..
والعَاقِـبَةُ للـمُتـَّـقِين..