من أوقـَـعَ الآخرَ .. الرئيسُ أم الشيخُ / حميد الأحمر؟
Monday, 17 August 2009
بقلم/ رئيس التحرير
> لم يَصِفْ أحَدٌ من قبْـلُ الرئيسَ بـ»الخيانة العُظمى« سوى الشيخ/ حميد الأحمر الذي قالها عن الرئيس بدون أية رُتوش في لقائه مع قناة »الجزيرة«.
طبعاً الشيخُ/ حميد عَادَ إلى أرض الوطن دونَ أن تتمَّ مساءَلتـُـه عمَّا قاله إطلاقاً.. ولكي لا تـُـحسَبُ نقاطٌ لصالح النظام لعدم تعرض الشيخ/ حميد الأحمر لأية مساءَلة فقد إستبق الشيخُ/ حميد ذلك بالقول إنه سيعودُ دونما خوف؛ لأن قبيلتـَـه هي »حاشد« وشيخَه هو »الشيخ/ صادق الأحمر«..
البَعضُ رأى في ذلك إنتكاسةً لحوار الشيخ/ حميد بالعَودة إلى القبيلة، بينما كان الشيخُ/ حميد ذكياً في ذلك؛ لأنه يريدُ أن يؤكدَ أنه لولا »القوة« التي يتمتعُ بها بسبب إنتمائه لحاشد، ولأن الشيخَ/ صادق هو شيخُه لما عاد إلى اليمن، ولما تركوه سالماً، وهو بذلك يُريدُ أن يسحَبَ على النظام أيةَ مكاسب تحتَ بند حُرية الرأي والديمقراطية، ويُجَيِّرَها لتمتعه بالقوة..
في ظل الأزمات السياسية بين النظام واللقاء المشترك، وكذلك في أحداث الجنوب، وأيضاً في مشاكل الدولة مع الحوثي لم نسمع أحداً يتهمُ الرئيسَ بما ذكره الشيخ/ حميد ووصفه بــ»الخيانة العُظمى«، وكلُّ ما نسمعُه هو إعتراضٌ على سياسة الرئيس، أو مطالباتٌ ببعض الحقوق.. ولم نسمع أيضاً أيةَ كلمات جارحة تقالُ ضد شخص الرئيس..
أنا هُنا أحاولُ كغيري أن أعرفَ الأسبابَ التي جعلت الشيخَ/ حميد يقولُ هذه الكلمة الكبيرة بحق الرئيس/ علي عبدالله صالح الذي له فضلٌ كبيرٌ على الشيخ/ حميد الأحمر في الوُصُول إلى الثروة الكبيرة التي جَمَعَها، كما له الفضلُ على بقية أبناء الشيخ/ عبدالله الأحمر -رحمه الله-.
هل أرادَ الشيخُ/ حميد إستفزازَ الرئيس لينعكسَ ذلك على ملف صَـعْـدَةَ الذي شهدَ بدايةً لحرب سادسة يُريدُ الرئيسُ من خلالها إنهاءَ هذا الملف ولو بتكاليف باهضة بعيداً عن لجان الواسطة؟.. وهل معنى ذلك أيضاً أن الرئيسَ سيقفُ عندَ هذا الملف فقط كما أراد الشيخُ/ حميد الأحمر؟!، أم أن الرئيسَ سيتجهُ بعد ذلك إلى ملف ما يُسمى بـ»الحراك الجنوبي«، وبعد ذلك إلى ملف الأزمة مع »اللقاء المشترك« وإلى ملفات أخرى أرهقت النظامَ كملف الفساد، والفوضى، وعدم إحترام الدستور والقانون، وهي ملفاتٌ لم تكن ضمن حسابات الشيخ الذي أراد ملفَّ صَـعْـدَةَ فقط؟.. أم أن الشيخَ/ حميد الأحمر أرادَ أن يوقعَ الرئيسَ في رُدُود فعل لا يستطيعُ الخروجَ منها؟!، ويصلُ بذلك إلى إنهاك الرئيس وإشغاله بعيداً عنه وعن حزب الإصلاح.. ولذلك قام باستفزازه؟!..
أم أن الرئيسَ سيتجُه إلى فتح ملفات قد تضُرُّ بمصالح الشيخ، وربما تؤثر على حزب الإصلاح، وبذلك يكونُ الشيخ/ُ حميد قد وقَعَ في فخ اللقاء مع قناة »الجزيرة« وبهرته الأضواء..
في كـُــلِّ الأحوال تظل الكلمةُ التي قالها الشيخ/ حميد الأحمر بحق الرئيس كلمةً كبيرةً ويجب الوقوفُ أمامها كثيراً، ونحن هنا يجب علينا أن نتساءلَ كغيرنا من المؤمنين بالدستور والقانون: لماذا لم يسعَ الشيخُ/ حميد الأحمر وهو عضوٌ بمجلس النواب إلى مساءَلة الرئيس عبر مجلس النواب؟. وذلك هو الشيءُ العمليُّ؛ لأن الخطابَ هو لجلب الإعجاب ولا خطوات عملية فيه.
كما نتساءَلُ أيضاً: لماذا لم يتجه مكتبُ رئاسة الجمهورية إلى مساءَلة مجلس النواب عما صدَرَ من أحد أعضائه؟!..
نريد بذلك التساؤل أن نـُـرسيَ قواعدَ قانونية للصراع، لا أن تكونَ الخطاباتُ هي لكسب تعاطف المواطن البسيط حتى لو كانت تلك الخطاباتُ تتناقضُ مع التصرفات.. ونريد أيضاً أن يَتجهَ أصحابُ تلك الخطابات إذا ما كانوا جادين في خطاباتهم إلى إستخدام الوسائل القانونية للمساءَلة أو الكف عن دغدغة مشاعر البُسَطاء..
والعاقبةُ للمُتقين..
http://www.al-balagh.net/index.php?opti ... 44&Itemid=
من أوقـَـعَ الآخرَ .. الرئيسُ أم الشيخُ / حميد الأحمر؟
من أوقـَـعَ الآخرَ .. الرئيسُ أم الشيخُ / حميد الأحمر؟
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عيانا