بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا مقالٌ لي ، كنت قد نشرته بمنتديات المسار. دار حوله حوار لطيف هناك ، ووضعته هنا اليوم حتى تعمّ الفائدة ، والله المستعان.
______________________________
تفضيل أهل البيت (ع) ... الابتلاء الذي قيل إنه ادعاء
جعل الله عزّ وجلّ هذه الدنيا دار العمل ، وجعل المكلّفين ذوي اختيار وإرادة حتى لا يتسنى لهم قول: ((لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا)) ، وأرسلَ سبحانه الرسلَ مبشرين ومنذرين حتى يقطع الأعذار الواهية من دابرها: ((رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)). وقد ختم الله تعالى رسالاته برسالة الإسلام الخالدة ، والتي تحمل في طياتها أعظم القيم والمفاهيم ؛ من مساواة وحرية وعدالة ... إلى آخره مما يتشدق به أدعياء الإنسانية والحضارة. ها هو الإسلام يقدم منهجاً للحياة متكاملاً ، لا تعتريه النواقص والهفوات ، ولا يحدّه تغير الأمكنة والأزمنة.
أعود لما استهللت به كلامي. نعم ؛ جعل الله تعالى لنا الحرية في اختيار أحد الطريقين ، إما الطاعة والامتثال لأوامره ، أو العصيان واقتراف مناهيه. وفي الابتلاء – أياً كان شكله – بابٌ عظيم ، ينفتح مصراعيه على أحد الطريقين. ومن أشدّ أشكال الابتلاء وأثقلها على النفس: التفضيل. قيل إن إبليس عَبَدَ الله تعالى ستون ألف سنة ، لا يُدرى أمن سِـنِـيّ الدنيا أم من سني الآخرة ، حتى أصبح في درجة الملائكة. ولكنه ما لبث إلا وسقط أمام اختبار (التفضيل) ، وأخذته العزّة بالإثم فصار إمام الغاوين وقبلتهم. يا له من ابتلاء عظيم ، وفتنة يُمَحّص فيها الصادق من الكاذب: ((أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)). وهكذا جرت سنة الله تعالى في العالمين ، فكان مما ابتلى الله به هذه الأمة: تفضيل أهل بيت النبوة – على جدهم وعليهم صلوات الله وسلامه – ، ومحبتهم وتقديمهم ، واحترامهم وإجلالهم ، واتباعهم والتمسك بهم ، تماماً كما أخبر بذلك الله سبحانه في كتابه الكريم وأخبر به رسوله الأعظم – صلى الله عليه وآله وسلم –. وما يحزّ في النفس هو أنك عندما تتكلم في هذا الشأن ، فإنك حينئذ تصبح عنصرياً لا تعترف بمبادىء الإسلام !! ويهوي على رأسك أمثال: الناس سواسية كأسنان المشط ، أين المساواة والعدالة ، ما هذه العصبية القبليّة ... إلخ.
هنا يخرج الجواب على وجهين:-
الأول:
نحن في حاجة إلى فهم أوسع ، وإدراك أشمل ، فلندع مبادىء الاشتراكية الساقطة جانباً ، ونحاول تقشير ما لصق بعقولنا من "بروليتاريا" وطبقيات أصبح الكثير يؤمن بها. فالإسلام جعل الناس سواسية تماماً كأسنان المشط في أحكامه وحدوده ومتطلباته ، فهل سمعنا أن أبناء فاطمة – عليها السلام – ليس عليهم إلا فرض في اليوم والليلة ؟! أو قلنا إنه إذا سرق فاطمي فليس عليه حد ! أو قال أحدهم أن الله يتقبل من الفواطم دون غيرهم !
فليتأمل أصحاب "المشط" !!
الثاني:
أين نذهب من نصوص القرآن الكريم القطعية ، كآيتي التطهير والمودة ، والنصوص النبوية المتواترة ، كأخبار الثقلين والنجوم وسفينة نوح ... إلخ. ؟!
إن المسألة مسألة انقياد وطاعة لما أمر به الله عزّ وجلّ ، والله تعالى لا يفعل شيء إلا بحكمة ولحكمة ، فهل يُسأل الله عن أفعاله: ((لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)). وما يضرنا لو فضلنا وأحببنا أهل بيت النبوة – عليهم السلام – امتثالاً لأمر الله تعالى وإكراماً وعرفاناً لحبيبنا وسيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ؟!
هذا الموضوع له ذيول طويلة وأبعاد مترامية ، يتطلب استيعابه المجلدات الضخام ، وليس مثل هذا المقال السريع المقام بكافٍ ، ولكنها إشارة لذوي الألباب ، ونرجو بها إلى الله زلفى وحسن مآب.
تفضيل أهل البيت (ع) ... الابتلاء الذي قيل إنه ادعاء
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 294
- اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
- مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
- اتصال:
تفضيل أهل البيت (ع) ... الابتلاء الذي قيل إنه ادعاء

لن أنســـــــــــــــــــــــاك
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي أبو مجد الدين اليك هذه المشاركة الهامة جدا بعنوان أهمية حديث الثقلين كتبتها لكم جميعا علها تنفع والسلام عليكم
أهمية حديث الثقلين
نص الحديث قال النبي صلى الله عليه وآله: ((إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.))
تكمن أهمية حديث الثقلين في العديد من المحاور البحثية ذات العمق البحثي الرومنطيقي المتقيد بالدليل العقلي تارةً وبالدليل النقلي تارةً أخرى وهذا الحديث منقول بصورة التواتر عن الشارع ولم يعتري لفظه وسنده أي عيب اصطلاحي مما أورد عليه علماء فن الحديث فالحديث خالي من العيوب الحديثية بمنظور اصطلاحي بحت.
فاللفظ:عليه من المسحة النبوية المتعارف عليها بين علماء هذا الفن ما هو بين وواضح
والسند: خالي من المطاعن سواء كانت الطرق موافقة لمنظور زيدي أو كانت موافقة لمنظور سني أو شيعي .
واهم من ذا وذاك أن الحديث غير متعارض مع كتاب الله خصوصا وأن النص يجعل من كتاب الله ثقل أكبر ولا يوجد في مجمل الكتاب آية تتعارض مع نص الحديث لا من حيث لفظه ولا من حيث معناه وهو الأهم .
سيدي أبو مجد الدين اليك هذه المشاركة الهامة جدا بعنوان أهمية حديث الثقلين كتبتها لكم جميعا علها تنفع والسلام عليكم
أهمية حديث الثقلين
نص الحديث قال النبي صلى الله عليه وآله: ((إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.))
تكمن أهمية حديث الثقلين في العديد من المحاور البحثية ذات العمق البحثي الرومنطيقي المتقيد بالدليل العقلي تارةً وبالدليل النقلي تارةً أخرى وهذا الحديث منقول بصورة التواتر عن الشارع ولم يعتري لفظه وسنده أي عيب اصطلاحي مما أورد عليه علماء فن الحديث فالحديث خالي من العيوب الحديثية بمنظور اصطلاحي بحت.
فاللفظ:عليه من المسحة النبوية المتعارف عليها بين علماء هذا الفن ما هو بين وواضح
والسند: خالي من المطاعن سواء كانت الطرق موافقة لمنظور زيدي أو كانت موافقة لمنظور سني أو شيعي .
واهم من ذا وذاك أن الحديث غير متعارض مع كتاب الله خصوصا وأن النص يجعل من كتاب الله ثقل أكبر ولا يوجد في مجمل الكتاب آية تتعارض مع نص الحديث لا من حيث لفظه ولا من حيث معناه وهو الأهم .

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
والمحاور التي يمكن من خلالها أن نتعرف بشكل واضح على أهمية حديث الثقلين يمكن حصرها بما يلي:
*الحاجة إلي من يعالج الانحرافات الفكرية بعد رحيل الشارع
*دور القرآن الصامت في حفظ معالم الدين وضبط حركت المجتمع على مستوى الفرد والجماعة .
*دور القرآن الناطق وهم العترة في أبراز هذه المعالم بشكل صحيح ومفهوم من خلال التطبيق العملي كما فعل الشارع بسب ميزة الاصطفاء والاختيار الإلهي لهم للقيام بهذا الدور التكميلي بعد رحيل الشارع.
*دوام الاقتران الأبدي إلى قيام الساعة وفيه أكثر من نقطة محورية يمكن استنباطها من خلال هذا المحور.
*الحاجة إلي من يعالج الانحرافات الفكرية بعد رحيل الشارع
*دور القرآن الصامت في حفظ معالم الدين وضبط حركت المجتمع على مستوى الفرد والجماعة .
*دور القرآن الناطق وهم العترة في أبراز هذه المعالم بشكل صحيح ومفهوم من خلال التطبيق العملي كما فعل الشارع بسب ميزة الاصطفاء والاختيار الإلهي لهم للقيام بهذا الدور التكميلي بعد رحيل الشارع.
*دوام الاقتران الأبدي إلى قيام الساعة وفيه أكثر من نقطة محورية يمكن استنباطها من خلال هذا المحور.

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
ونجمل هذه الأهمية بما يلي :
هذا الحديث ينزل منزلة الخبر المقطوع بصحته ويصير ذا دلالة شرعية يحرم مخالفتها كآيات القرآن الكريم والعلم الضروري .
فقوة هذا الحديث المتواتر تمنحه خاصية التخصيص لعام قرآني وأيضا خاصية التبيين لمجمل قرآني أو حتى خبر منقول بطريق السنة متواترا أو آحاد فنجد هذا الحديث يتعاطى مع بعض الأدلة الشرعية كقوله تعالى(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) ومن هنا نجزم أن حديث الثقلين مخصص ومبين (موضح) لهذا العام المجمل القطعي فقد أوضح أن أفراد أهل البيت (العترة) هم ورثة الكتاب بدلالة الاقتران ونحن نعرف أنهم لم يرثوا هذه الأحرف والمقاطع والجمل اللفظية فهي مشاعة بين كل أفراد المجتمع وإنما ورثوا الفهم الذي فهمه رسول الله والذي كان له الدور ألأساسي في قضية التبيين ومعالجة كافة الانحرافات الفكرية والأخلاقية فكانوا امتداد تكميلي ثانوي لدور الشارع بعد رحيله.
لقد عاش النبي في مجتمع قائم على منهج المنافسة والمسارعة وكان هو الرقيب على تصرفات أصحابه ففيهم من يدرك المحسوس المادي وما وراء المحسوس وأيضا فيهم من يبحث عن الحقيقة ومن تغلغل الإيمان في صدره وخرج من دائرة الشك إلى عين اليقين ومنهم من يفهم فهما قاصرا فعندما علم الناس أنهم في مجتمع قائم على منهج المنافسة والمسارعة تسابق القوم إلى منهج التقوى لكن ظهرت في المجتمع شريحة شاذة شذت بقصد أو بدون قصد فمنها من قرر أن يصوم الدهر ومن قرر أن يقوم الليل ولا يرقد ومن أعتزل النساء .
هذه الحالة وجدت في هذا المجتمع وأخذت تشق طريقها بين أفراد المجتمع لكن النبي قطع عليهم هذا الطريق وأوضع لهم أن هناك طريق آخر وخاطبهم بقوله
أما أنا فأصوم وأفطر وأقوم وأنام وأنكح النساء ) ولم يكتفِ بهذا البيان بل هدد هذه الشريحة من المجتمع قائلا لهم (فمن رغب عن سنتي فليس مني).
لقد عالج النبي الخلل بسرعة وقضى على المرض قبل أن يتفشى ونحن ندرك أن النبي كان مقرونا بالقرآن اقترانا معنويا بحتا فقد كان قرآنا يمشي وكان خلقه القرآن وهو أعظم من فهم القرآن ففي القرآن المحكم والمتشابه والخاص والعام والناسخ والمنسوخ والمطلق والمقيد.يقول الإمام علي: ثُمَّ اخْتَارَ سُبْحَانَهُ لِمُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمْ لِقَاءَهُ، وَرَضِيَ لَهُ مَا عِنْدَهُ، وَأَكْرَمَهُ عَنْ دَارِ الدُّنْيَا، وَرَغِبَ بِهَ عَنْ مُقَامِ البَلْوَى، فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ كَرِيماً وَخَلَّفَ فِيكُمْ مَا خَلَّفَتِ الْأَنْبيَاءُ في أُمَمِها، إذْ لَم يَتْرُكُوهُمْ هَمَلاً، بِغَيْر طَريقٍ واضِحٍ، ولاَ عَلَمٍ قَائِمٍ.
كِتَابَ رَبِّكُمْ فِيكُمْ: مُبَيِّناً حَلاَلَهُ وَحَرامَهُ، وَفَرَائِضَهُ وَفَضَائِلَهُ، وَنَاسِخَهُ وَمَنْسُوخَهُ ، وَرُخَصَهُ وَعَزَائِمَهُ ، وَخَاصَّهُ وَعَامَّهُ، وَعِبَرَهُ وَأَمْثَالَهُ، وَمُرْسَلَهُ وَمَحْدُودَهُ، وَمُحْكَمَهُ وَمُتَشَابِهَهُ ، مُفَسِّراً مُجْمَلَهُ، وَمُبَيِّناً غَوَامِضَهُ. بَيْنَ مَأْخُوذٍ مِيثَاقُ عِلْمِهِ، وَمُوَسَّعٍ عَلَى العِبَادِ في جَهْلِهِ، وَبَيْنَ مُثْبَت في الكِتابِ فَرْضُهُ، وَمَعْلُوم في السُّنَّهِ نَسْخُهُ، وَوَاجب في السُّنَّةِ أَخْذُهُ، وَمُرَخَّصٍ في الكِتابِ تَرْكُهُ، وَبَيْنَ وَاجِب بِوَقْتِهِ، وَزَائِل في مُسْتَقْبَلِهِ، وَمُبَايَنٌ بَيْنَ مَحَارِمِهِ، مِنْ كَبير أَوْعَدَ عَلَيْهِ نِيرَانَهُ، أَوْ صَغِيرٍ أَرْصَدَ لَهُ غُفْرَانَهُ.
والبرهان على أن جميع المؤمنين كان في حالة تنافس ومسابقة نجمله بيما يلي:
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). لقد نظر القرآن إلى الناس نظره واحده وجعلهم سواسية ولم يميز بين أفراد مجتمعه والمؤمنين به بميزة طبقية قائمة علي اساس منهج الظلم والتحاسد والقتل بل ميز بينهم بميزة طبقية أخرى قائمة على منهج التقوى والتراحم والمحبة والمنافسة الشريفة وجعل من ميزة التقوى مناط وسبر وتقسيم فمن كان أكثر عملا في هذا المجال وحاصلا على مراتب التقوى كان متميزا عند الله يستحق منه الثواب والتقدير والجزاء .
وهذا ليس فيه أي عنصرية ممقوتة ولا تمييز طبقي برجوازي مريض ممقوت بل إن خلق المنافسة بين أفراد المكلفين على أساس منهج التقوى تخلق المدينة الفاضلة وتشكل مجتمعا راقيا في تعامله وفي مجمل سلوكياته قال تعالى
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) إذا فالمجتمع المسلم مجتمع قائم على منهج الطبقية الراقية ومقسم تقسيما طبقيا على أساس منهج التقوى فيوجد فيه طبقة المقربين وطبقة الأبرار وطبقة الشهداء وطبقة الصديقين وطبقة الصالحين فهو مجتمع خليط من هؤلاء قال تعالى(وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا) بل هناك ما يدل على أن هذه الطبقات تتفاضل في ما بينها فطبقة المجاهدين من أرقى الطبقات عند الله قال تعالى:( لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا)
إذا فنحن أمام مجتمع قائم على التنافس والتسابق قال تعالى(وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) وقال تعالى(هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) .
هذا الحديث ينزل منزلة الخبر المقطوع بصحته ويصير ذا دلالة شرعية يحرم مخالفتها كآيات القرآن الكريم والعلم الضروري .
فقوة هذا الحديث المتواتر تمنحه خاصية التخصيص لعام قرآني وأيضا خاصية التبيين لمجمل قرآني أو حتى خبر منقول بطريق السنة متواترا أو آحاد فنجد هذا الحديث يتعاطى مع بعض الأدلة الشرعية كقوله تعالى(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) ومن هنا نجزم أن حديث الثقلين مخصص ومبين (موضح) لهذا العام المجمل القطعي فقد أوضح أن أفراد أهل البيت (العترة) هم ورثة الكتاب بدلالة الاقتران ونحن نعرف أنهم لم يرثوا هذه الأحرف والمقاطع والجمل اللفظية فهي مشاعة بين كل أفراد المجتمع وإنما ورثوا الفهم الذي فهمه رسول الله والذي كان له الدور ألأساسي في قضية التبيين ومعالجة كافة الانحرافات الفكرية والأخلاقية فكانوا امتداد تكميلي ثانوي لدور الشارع بعد رحيله.
لقد عاش النبي في مجتمع قائم على منهج المنافسة والمسارعة وكان هو الرقيب على تصرفات أصحابه ففيهم من يدرك المحسوس المادي وما وراء المحسوس وأيضا فيهم من يبحث عن الحقيقة ومن تغلغل الإيمان في صدره وخرج من دائرة الشك إلى عين اليقين ومنهم من يفهم فهما قاصرا فعندما علم الناس أنهم في مجتمع قائم على منهج المنافسة والمسارعة تسابق القوم إلى منهج التقوى لكن ظهرت في المجتمع شريحة شاذة شذت بقصد أو بدون قصد فمنها من قرر أن يصوم الدهر ومن قرر أن يقوم الليل ولا يرقد ومن أعتزل النساء .
هذه الحالة وجدت في هذا المجتمع وأخذت تشق طريقها بين أفراد المجتمع لكن النبي قطع عليهم هذا الطريق وأوضع لهم أن هناك طريق آخر وخاطبهم بقوله

لقد عالج النبي الخلل بسرعة وقضى على المرض قبل أن يتفشى ونحن ندرك أن النبي كان مقرونا بالقرآن اقترانا معنويا بحتا فقد كان قرآنا يمشي وكان خلقه القرآن وهو أعظم من فهم القرآن ففي القرآن المحكم والمتشابه والخاص والعام والناسخ والمنسوخ والمطلق والمقيد.يقول الإمام علي: ثُمَّ اخْتَارَ سُبْحَانَهُ لِمُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمْ لِقَاءَهُ، وَرَضِيَ لَهُ مَا عِنْدَهُ، وَأَكْرَمَهُ عَنْ دَارِ الدُّنْيَا، وَرَغِبَ بِهَ عَنْ مُقَامِ البَلْوَى، فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ كَرِيماً وَخَلَّفَ فِيكُمْ مَا خَلَّفَتِ الْأَنْبيَاءُ في أُمَمِها، إذْ لَم يَتْرُكُوهُمْ هَمَلاً، بِغَيْر طَريقٍ واضِحٍ، ولاَ عَلَمٍ قَائِمٍ.
كِتَابَ رَبِّكُمْ فِيكُمْ: مُبَيِّناً حَلاَلَهُ وَحَرامَهُ، وَفَرَائِضَهُ وَفَضَائِلَهُ، وَنَاسِخَهُ وَمَنْسُوخَهُ ، وَرُخَصَهُ وَعَزَائِمَهُ ، وَخَاصَّهُ وَعَامَّهُ، وَعِبَرَهُ وَأَمْثَالَهُ، وَمُرْسَلَهُ وَمَحْدُودَهُ، وَمُحْكَمَهُ وَمُتَشَابِهَهُ ، مُفَسِّراً مُجْمَلَهُ، وَمُبَيِّناً غَوَامِضَهُ. بَيْنَ مَأْخُوذٍ مِيثَاقُ عِلْمِهِ، وَمُوَسَّعٍ عَلَى العِبَادِ في جَهْلِهِ، وَبَيْنَ مُثْبَت في الكِتابِ فَرْضُهُ، وَمَعْلُوم في السُّنَّهِ نَسْخُهُ، وَوَاجب في السُّنَّةِ أَخْذُهُ، وَمُرَخَّصٍ في الكِتابِ تَرْكُهُ، وَبَيْنَ وَاجِب بِوَقْتِهِ، وَزَائِل في مُسْتَقْبَلِهِ، وَمُبَايَنٌ بَيْنَ مَحَارِمِهِ، مِنْ كَبير أَوْعَدَ عَلَيْهِ نِيرَانَهُ، أَوْ صَغِيرٍ أَرْصَدَ لَهُ غُفْرَانَهُ.
والبرهان على أن جميع المؤمنين كان في حالة تنافس ومسابقة نجمله بيما يلي:
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). لقد نظر القرآن إلى الناس نظره واحده وجعلهم سواسية ولم يميز بين أفراد مجتمعه والمؤمنين به بميزة طبقية قائمة علي اساس منهج الظلم والتحاسد والقتل بل ميز بينهم بميزة طبقية أخرى قائمة على منهج التقوى والتراحم والمحبة والمنافسة الشريفة وجعل من ميزة التقوى مناط وسبر وتقسيم فمن كان أكثر عملا في هذا المجال وحاصلا على مراتب التقوى كان متميزا عند الله يستحق منه الثواب والتقدير والجزاء .
وهذا ليس فيه أي عنصرية ممقوتة ولا تمييز طبقي برجوازي مريض ممقوت بل إن خلق المنافسة بين أفراد المكلفين على أساس منهج التقوى تخلق المدينة الفاضلة وتشكل مجتمعا راقيا في تعامله وفي مجمل سلوكياته قال تعالى

إذا فنحن أمام مجتمع قائم على التنافس والتسابق قال تعالى(وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) وقال تعالى(هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) .

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
لقد رفض الإسلام مبدأ العنصرية والطبقية والطائفية القائم على هتك حقوق الغير وامتهان كرامة الإنسان وإذلال خلق الله والتعالي عليهم فهذا المنهج مرفوض وممقوت من قبل الدين وما جاء به البشير النذير محمد بن عبد الله فقد حرم الإسلام العنصرية بكافة أنواعها وأشكالها وجعل من بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وعمر بن الخطاب العربي والعباس بن عبد المطلب الهاشمي والحسين بن علي الفاطمي إخوة متساوين في الحقوق والواجبات قال تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) . ومفهوم ألأخوة له معالمه البارزة في الدين أوضحها الإمام علي في أكثر من موقع .
يقول الإمام لي في عهده الذي كتبه للأشتر النَّخَعي رحمه الله، لمّا ولاه على مصر وأعمالها: وَأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ، وَالْمَحَبَّةَ لَهُمْ، وَاللُّطْفَ بِهِمْ، وَلاَ تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ، فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ:إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، وَإمّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ،
إن من يفسر أحقية أهل البيت في هذه الأمة بمبدأ العنصرية والطبقية والطائفية القائم على هتك حقوق الغير وامتهان كرامة الإنسان وإذلال خلق الله والتعالي عليهم والتقليل من قدراتهم الفكرية والمعرفية .
نعتقد أنه لم يفهم الإسلام بشك صحيح وواضح.
إن حديث الثقلين يمكن أن نصفه بأكثر من وصف فهو بمثابة وصية من رسول الله خصوصا وأنه كان يحرص على أمته من أسباب الفتن لقد أكد رسول الله من خلال حديث الثقلين على أهمية كتاب الله وجعل منه ثقل أكبر فبه يعرف الحق من الباطل علما أن له أكثر من خاصية يقول الإمام علي عن خصائص القرآن (وَتَعَلَّمُوا الْقرْآن فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ، وَتَفَقَّهُوا فِيهِ فَإِنَّهُ رَبِيعُ الْقُلُوبِ، وَاسْتَشْفُوا بِنُورِهِ فَإِنَّهُ شِفَاءُ الصُّدُورِ، وَأَحْسِنُوا تِلاَوَتَهُ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ الْقَصَصِ. وَإِنَّ الْعَالِمَ الْعَامِلَ بِغَيْرِ عِلْمِهِ كَالْجَاهِلِ الْحَائِرِ الَّذِي لاَ يَسْتَفِيقُ مِنْ جَهْلِهِ، بَلِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِ أَعْظَمُ، وَالْحَسْرَةُ لَهُ أَلْزَمُ، وَهُوَ عَنْدَ اللهِ أَلْوَمُ) ويقول أيضاً:(فَالْقُرآنُ آمِرٌ زَاجِرٌ، وَصَامِتٌ نَاطِقٌ. حُجَّةُ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ، أَخَذَ عَلَيْهِمْ مِيثاقَهُمْ، وَارْتَهَنَ عَلَيْهِمْ أَنْفُسَهُمْ ، أَتَمَّ نُورَهُ، وَأكَْمَلَ بِهِ دِينَهُ،)ويقول أيضا (إِنَّ الْقُرآنَ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ ، وَبَاطِنُهُ عَمِيقٌ، لاَ تَفْنَى عَجَائِبُهُ، وَلاَ تَنْقَضِي غَرَائِبُهُ، وَلاَ تُكْشَفُ الظُّلُمَاتُ إلاَّ بِهِ.)
وأكد رسول الله بهذا الحديث أيضا على قضية الاصطفاء لعترته وجعل منهم ثقل أصغر وعرف الناس بمكانة قرابته وقرنهم بكتاب الله فدورهم من بعده سيكون دورا قياديا رائدا عندهم علم الكتاب وتفسير معالم الدين تفسيرا صحيحا نابعا من روح القرآن ومطابقا لمراد الله وخاضعا بالكلية لمنهج رسول الله وهذه الخصوصية ليس فيها أي قبح عقلي أو شرعي فهي تنسجم وتتناغم مع العدل الإلهي انسجاما توافقيا خصوصا وقد آمنا بأن له صفة العلم المطلق فليس في قضية الاصطفاء والاختيار أي عيب أو قبح عقلي كون الله يعلم الغيب وأسرار النفوس وخفيات الصدور أيضا قد جزم العقل أن كل المكلفين غير متساوين في الفهم والإدراك سواء كان المُدْرَكُ محسوسا ماديا أو غير محسوس ومن هنا ارتفع القبح العقلي في قضية الاصطفاء والاختيار.
إذا فحديث الثقلين يكسب العترة صفة البديل والمكمل لدور الشارع ولا نعني بهذا أن الدين في مجمله ناقص ويحتاج إلى من يكمل هذا النقص فهذا عين الكفر والغلو ففي القرآن ما يدل على أن هذا الدين مكتمل قال تعالى:ا(لْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا)وإنما نعني أن للعترة العديد من المزايا التي أتحفهم الله بها تكليفا لهم فمن هذه المزايا فهم القرآن كما فهمه رسول الله عن جبريل عن الله .
وهذا الفهم الموروث من رسول الله أكسبهم هذه الخاصية فجعل منهم القرآن الناطق ولنا أن نتساءل هل هذا الفهم حكرا عليهم أم أن هناك من له هذه الخاصية كابن عباس حبر الأمة والذي دعا له رسول الله بقوله
اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل) وقبل الجواب على هذا السؤال لا بد أن نتعرف على عترة رسول الله المذكورين في هذا الحديث
إن حديث الكساء قد بين أن العترة هم علي وفاطمة والحسن والحسين وهذا معلوم لدينا غير مجهول والذي يترجح أن المخاطب الأول في هذا الحديث هو الإمام علي بن أبي طالب وذلك لسببين.
السبب الأول:موت الزهراء بعد رحيل رسول الله بسته أشهر أو أقل
السبب الثاني: صغر الحسن والحسين فقد مات رسول الله وهما في السبعة والثامنة من عمرهما
إذا فالمعني بهذا الحديث ابتداء هو الإمام علي ثم من بعده الإمام الحسن ثم الإمام الحسين وندعى الآن ثم نقول أيضا ثم ذرية الحسن والحسين والدليل على هذه الدعوى قوله :صلى الله عليه واله وسلم (إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.))
فقتران الكتاب بالعترة واقتران العترة بالكتاب قائم وباقي ببقاء دار التكليف والى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
لقد أخذ الإمام علي هذا الدور وقام به أحسن القيام وعلاج كافة الانحرافات الفكرية فعنده علم الكتاب وهو باب مدينة العلم وله العديد من المزايا وأبن عباس الذي كان له خاصية الفهم والتأويل ببركة دعاء الرسول لم يزل يفتقر إلى نور العترة فكونه يفهم القرآن فهما دقيقا وهذه ميزه خاصة به لكنه كان يفتقر إلى أمر آخر هذا الأمر الآخر ظهر عندما أرسله الإمام علي لمحاججت الخوارج فقد أرشده الإمام بقوله
لاَ تُخَاصِمْهُمْ بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّ الْقُرْآنَ حَمَّالٌ ذُو وُجُوهٍ، تَقُولُ وَيَقُولُونَ، وَلكِنْ حاجِجْهُمْ بالسُّنَّةِ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَجِدُوا عَنْهَا مَحِيصاً ) من هنا ندرك أهمية هذا البيت النبوي والسر الذي جعله الله فيهم وندرك أن حديث الثقلين هو الحل الوحيد لنخرج من دائرة الوهم والشك وكافة أمراض العصر.
إذا سلمنا بأحقية أهل البيت في هذه الأمة .......
السلام عليكم
يقول الإمام لي في عهده الذي كتبه للأشتر النَّخَعي رحمه الله، لمّا ولاه على مصر وأعمالها: وَأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ، وَالْمَحَبَّةَ لَهُمْ، وَاللُّطْفَ بِهِمْ، وَلاَ تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ، فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ:إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، وَإمّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ،
إن من يفسر أحقية أهل البيت في هذه الأمة بمبدأ العنصرية والطبقية والطائفية القائم على هتك حقوق الغير وامتهان كرامة الإنسان وإذلال خلق الله والتعالي عليهم والتقليل من قدراتهم الفكرية والمعرفية .
نعتقد أنه لم يفهم الإسلام بشك صحيح وواضح.
إن حديث الثقلين يمكن أن نصفه بأكثر من وصف فهو بمثابة وصية من رسول الله خصوصا وأنه كان يحرص على أمته من أسباب الفتن لقد أكد رسول الله من خلال حديث الثقلين على أهمية كتاب الله وجعل منه ثقل أكبر فبه يعرف الحق من الباطل علما أن له أكثر من خاصية يقول الإمام علي عن خصائص القرآن (وَتَعَلَّمُوا الْقرْآن فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ، وَتَفَقَّهُوا فِيهِ فَإِنَّهُ رَبِيعُ الْقُلُوبِ، وَاسْتَشْفُوا بِنُورِهِ فَإِنَّهُ شِفَاءُ الصُّدُورِ، وَأَحْسِنُوا تِلاَوَتَهُ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ الْقَصَصِ. وَإِنَّ الْعَالِمَ الْعَامِلَ بِغَيْرِ عِلْمِهِ كَالْجَاهِلِ الْحَائِرِ الَّذِي لاَ يَسْتَفِيقُ مِنْ جَهْلِهِ، بَلِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِ أَعْظَمُ، وَالْحَسْرَةُ لَهُ أَلْزَمُ، وَهُوَ عَنْدَ اللهِ أَلْوَمُ) ويقول أيضاً:(فَالْقُرآنُ آمِرٌ زَاجِرٌ، وَصَامِتٌ نَاطِقٌ. حُجَّةُ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ، أَخَذَ عَلَيْهِمْ مِيثاقَهُمْ، وَارْتَهَنَ عَلَيْهِمْ أَنْفُسَهُمْ ، أَتَمَّ نُورَهُ، وَأكَْمَلَ بِهِ دِينَهُ،)ويقول أيضا (إِنَّ الْقُرآنَ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ ، وَبَاطِنُهُ عَمِيقٌ، لاَ تَفْنَى عَجَائِبُهُ، وَلاَ تَنْقَضِي غَرَائِبُهُ، وَلاَ تُكْشَفُ الظُّلُمَاتُ إلاَّ بِهِ.)
وأكد رسول الله بهذا الحديث أيضا على قضية الاصطفاء لعترته وجعل منهم ثقل أصغر وعرف الناس بمكانة قرابته وقرنهم بكتاب الله فدورهم من بعده سيكون دورا قياديا رائدا عندهم علم الكتاب وتفسير معالم الدين تفسيرا صحيحا نابعا من روح القرآن ومطابقا لمراد الله وخاضعا بالكلية لمنهج رسول الله وهذه الخصوصية ليس فيها أي قبح عقلي أو شرعي فهي تنسجم وتتناغم مع العدل الإلهي انسجاما توافقيا خصوصا وقد آمنا بأن له صفة العلم المطلق فليس في قضية الاصطفاء والاختيار أي عيب أو قبح عقلي كون الله يعلم الغيب وأسرار النفوس وخفيات الصدور أيضا قد جزم العقل أن كل المكلفين غير متساوين في الفهم والإدراك سواء كان المُدْرَكُ محسوسا ماديا أو غير محسوس ومن هنا ارتفع القبح العقلي في قضية الاصطفاء والاختيار.
إذا فحديث الثقلين يكسب العترة صفة البديل والمكمل لدور الشارع ولا نعني بهذا أن الدين في مجمله ناقص ويحتاج إلى من يكمل هذا النقص فهذا عين الكفر والغلو ففي القرآن ما يدل على أن هذا الدين مكتمل قال تعالى:ا(لْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا)وإنما نعني أن للعترة العديد من المزايا التي أتحفهم الله بها تكليفا لهم فمن هذه المزايا فهم القرآن كما فهمه رسول الله عن جبريل عن الله .
وهذا الفهم الموروث من رسول الله أكسبهم هذه الخاصية فجعل منهم القرآن الناطق ولنا أن نتساءل هل هذا الفهم حكرا عليهم أم أن هناك من له هذه الخاصية كابن عباس حبر الأمة والذي دعا له رسول الله بقوله

إن حديث الكساء قد بين أن العترة هم علي وفاطمة والحسن والحسين وهذا معلوم لدينا غير مجهول والذي يترجح أن المخاطب الأول في هذا الحديث هو الإمام علي بن أبي طالب وذلك لسببين.
السبب الأول:موت الزهراء بعد رحيل رسول الله بسته أشهر أو أقل
السبب الثاني: صغر الحسن والحسين فقد مات رسول الله وهما في السبعة والثامنة من عمرهما
إذا فالمعني بهذا الحديث ابتداء هو الإمام علي ثم من بعده الإمام الحسن ثم الإمام الحسين وندعى الآن ثم نقول أيضا ثم ذرية الحسن والحسين والدليل على هذه الدعوى قوله :صلى الله عليه واله وسلم (إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.))
فقتران الكتاب بالعترة واقتران العترة بالكتاب قائم وباقي ببقاء دار التكليف والى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
لقد أخذ الإمام علي هذا الدور وقام به أحسن القيام وعلاج كافة الانحرافات الفكرية فعنده علم الكتاب وهو باب مدينة العلم وله العديد من المزايا وأبن عباس الذي كان له خاصية الفهم والتأويل ببركة دعاء الرسول لم يزل يفتقر إلى نور العترة فكونه يفهم القرآن فهما دقيقا وهذه ميزه خاصة به لكنه كان يفتقر إلى أمر آخر هذا الأمر الآخر ظهر عندما أرسله الإمام علي لمحاججت الخوارج فقد أرشده الإمام بقوله

إذا سلمنا بأحقية أهل البيت في هذه الأمة .......
السلام عليكم

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 294
- اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
- مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
- اتصال:
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 89
- اشترك في: الأحد يوليو 12, 2009 8:34 pm
Re: تفضيل أهل البيت (ع) ... الابتلاء الذي قيل إنه ادعاء
بارك الله فيك استاذي محمد الغيل وأعادك للمجالس سالما
.
