صور للممارسات الخاطئه يوم عاشوراء

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

السلام عليكم
الله يعز جاهك أخي عبد الملك
أنا قد نا محكم :wink:
والسيد معاذ مقبول من الطرفين
وبعده وهي ولا غيرها :lol:
والسلام عليكم
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

عبدالملك العولقي كتب:ألا ترونها مصيبة تستحق أن نضرب عليها الهامات والرؤوس ؟؟؟
أرى ذلك في حالٍ ولا آراه في آخر.
عبدالملك العولقي كتب:نبي الله يعقوب عليه السلام يبكي إبنه يوسف عليه السلام حتى ذهب بصره، فهل سننكر على يعقوب عليه السلام فعله هذا ونقول له لم يفعل فعلك هذا أحد ؟؟؟ !!!
لا أنكر عليه ذلك سلام الله عليه.

معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

محمد الغيل كتب:أنا محكم لك على أخي عبد الملك
عبدالملك العولقي كتب:وأنا أقبل - وبالكلية - تحكيم السيد الكريم معاذ
أرى أنه إلى القياس أقرب
يا أخي محمد قد وافقك أخي عبدالملك بأن ما طرحه إلى القياس أقرب، ولكن الموضوع ليس أن التطبير قد يؤدي إلى الموت أم لا ولكن عدم جواز فعله لتحقق الضرر منه ولإيجاب الوهن على المذهب كما بين الإمام السيد علي خامنائي وفقه الله.
وسلام الله عليكما.
.

معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

معاذ حميدالدين كتب:س4: من نص الفتاوى أعلاه، هل ما يوجب الضرر حرام.
عبدالملك العولقي كتب:ج4 – التطبير
أخي عبدالملك الإجابة غير متوافقة مع السؤال فأعدها أعاد الله عليك بركاته.
وسلام الله عليك.
.

معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

عبدالملك العولقي كتب:بعض المراجع أعلى الله مقامهم من يرى في التطبير مايوجب ضرراً على الإنسان وما يوجب وهن الدين والمذهب فأفتى بالحرمة ، ورأى البعض الآخر أنه ليس في التطبير مايوجب ضرراً على الإنسان وما يوجب وهن الدين والمذهب فأفتى بالحلية ، فمن أصاب في إجتهاده فله أجرين ، ومن أخطأ فله أجر إجتهاده .
إعتمدت في إجاباتي على فتاوى آية الله العظمى السيد علي خامينائي أعلى الله مقامه ، وقد تختلف الإجابات بناء على فتاوى من يجيز التطبير من المراجع الآخرين أعلى الله مقامهم فلزم التنويه .
أخي عبدالملك هلا أوردت لي فتاوي بعض المراجع ممن يرى أنه ليس في التطبير ما يوجب ضرراً على الإنسان وما يوجب وهن الدين والمذهب فلعل في تأملها منفعة وأكون لك من الشاكرين.
وسلام الله عليك.
.

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »


السلام عليكم
صدر الحكم من أخي معاذ وهذا نصه

((يا أخي محمد قد وافقك أخي عبدالملك بأن ما طرحه إلى القياس أقرب، ولكن الموضوع ليس أن التطبير قد يؤدي إلى الموت أم لا ولكن عدم جواز فعله لتحقق الضرر منه ولإيجاب الوهن على المذهب كما بين الإمام السيد علي خامنائي وفقه الله))
جيد وشكرا وممنون .
في الحقيقة كان استفساري عن تاريخ و فعل التطبيرواضحا جدا.
افاد أخي عبد الملك
بإن من يقول به من المراجع لا يفعلونه
ولماذا؟؟
أجاب بأنه مشروع على جهة الندب أو الاباحه وليس بواجب وأنه من باب جلب المصلحة فقط أي أن التطبير مواسة لإبي عبدالله روحي له الفداء .
تاريخ التطبير كما قال عبد الملك منذ 200سنة أي أنه محدث فلم يفعله أحد من السابقين لا رسول الله ولا الائمة من بعده .
أفاد عبد الملك أن قوما من خارج الملة يمارسون التطبير
حسننا
تسلل التطبير الى فرقة الشيعة الامامية وقام الاتباع قبل زمن بممارسة هذه العملية العجيبة الدخيلة على الثقافة الاسلامية .
ذهب بعض المراجع الى جواز هذه الفكرة الدخيلة وبحثوا في الادلة فوجدوا ما يتناسب ويتناغم مع هذه الفكرة ومن ثمة أقروها ودعوا اليها ورحبوا بها على جهة الاباحة لا على جهة الوجوب وهذا بحسب تقافتهم الفقهية
نعيب عليهم قبل أن نناقش أدلة المطبرين الآتي
• التطبير ليس له اصل في الدين وهو مستورد من ثقافة أخرى
• التطبير يسبب الامراض القاتلة والخطيرة
• التطبير يسبب الوفاه
• التطبير تلطخ بالدم والدم كما تعرفون نجس وقذر وعندنا يحرم مباشرة النجاسة وهو من النجاسات العشر
اذا عرفت هذا فهل من الحكمة أن نقدم ما كان فيه ضررا متحققا إما على الصعيد الشخصي أو على الصعيد الجماعي أو على سمعة المذهب والطائفة واقول الدين ونحن نعلم أن رد المفاسد أولى من جلب المصالح وهذا المعلوم من جهة العقل ومن جهة النقل؟؟؟!!!! .
حسنا
لنرى دليل من أدلة القائلين بالتطبير
بكاء يعقوب على يوسف
نعرف جميعا أن الحزن والفرح من أمور الجبلة ومن الطبيعة الانسانية ولذا كان وجد يعقوب على يوسف شديدا فكان يكثر من البكاء عليه لكن هذه الحالة هو مفطورٌ عليها وشيءٌ طبيعي فيه وضعه الله وغرزه فيه بمعنى أن رقةً في قلبه تسببت في هذا الحزن الطويل على ولده يوسف عبر عن هذا المصطفى صل الله عليه وآله عند موت ولده ابراهيم فقال :العين تدمع والقلب يحزن ولا نقل الا ما يرضي الرب .
أذا هناك مواساه وهي ما فطرالله في الانسان من حالة حزن فتظهر على هيئة دمع وتغير في الصورة الانسانية .
وبهذا أكتفى انبياء الله الذين هم قدوتنا وحجتنا .
بل وكتفى المراجع الذين يقولون بالتطبير بهذا ايضا.
فلم نر مرجعا واحدا يطبر مع المطبرين لماذا ؟؟
لانه مقامه لا يسمح له بهذه الاعمال !!
لماذا ؟؟
لانه له طريقةٌ خاصة يعبر بها عن حزنه على أبي عبدالله وهي ما كان يفعله رسول الله من دمع العين وحزن القلب.
فلماذا نحجب عن هؤلاء المقلدين الاتباع هذه الاخلاق النبوية العلوية ؟؟
لماذا نبيح لهم ايذاء أنفسهم ؟؟
لماذا نبيح لهم الترطب بالنجاسة ؟؟
ومن أجل ماذا ؟
من اجل المواساة
تباً
في طيات هذه المواساة الهلاك !!
في طيات هذه المواساة تشوية صورة الاسلام والمذهب والطائفة !!!
ومع هذا ندافع عن هذه البدعة
وأقول بدعة على الطريقة الشيعية لا على الطريقة السنية الوهابية فلستُ متقوقعاً فكريا كما ستفهمون
وأيضا لستُ منفتحاً الى ما لا نهاية.
تحياتي للجميع

صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً

السيد الكريم / معاذ حميدالدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قلتم سيدي :
أخي عبدالملك الإجابة غير متوافقة مع السؤال فأعدها أعاد الله عليك بركاته.

وأقول :
معكم كل الحق سيدي
والجواب الصحيح هو : نعم ما يوجب الضرر حرام

وقلتم سيدي :
أخي عبدالملك هلا أوردت لي فتاوي بعض المراجع ممن يرى أنه ليس في التطبير ما يوجب ضرراً على الإنسان وما يوجب وهن الدين والمذهب فلعل في تأملها منفعة وأكون لك من الشاكرين.

والجواب :
حباً كرامه

فتوى آية الله العظمى الإمام كاشف الغطاء:
1 - التطبير:

وأما الضرب بالسيوف أو الخناجر والإدماء فهو كسوابقه مباح بمقتضى أصل الإباحة بل راجح بقصد إعلان الشعار للأحزان الحسينية، نعم إلا أن يعلم بعروض عنوان ثانوي يقتضي حرمة شيء من تلك الأعمال الجليلة مثل كونه موجباً للضرر بتلف النفس أو الوقوع في مرض مزمن أما الألم الذي يزول بسرعة فلا يوجب الحرمة

2 - ضرب الرؤوس والظهور بالسيوف والسلاسل:

لا ريب أن جرح الإنسان نفسه وإخراج دمه بيده ـ في حد ذاته من المباحات الأصلية ولكنه قد يجب تارة وقد يحرم أخرى، وليس وجوبه أو حرمته إلا بالعناوين الثانوية الطارية عليه وبالجهات والاعتبارات فيجب كما لو توقفت الصحة على إخراجه كما في الفصد والحجامة، وقد يحرم كما لو كان موجباً للضرر والخطر من مرض أو موت وقد تعرض له جهة تحسنه ولا توجبه، وناهيك بقصد مواساة سيد أهل الإبا، وخامس أصحاب العبا، وسبعين باسل من صحبه وذويه، حسبك بقصد مواساتهم وإظهار التفجع والتلهف عليهم وتمثيل شبح من حالتهم مجسمة أمام عيون محبيهم، ناهيك بهذه الغايات و المقاصد جهات محسّنة وغايات شريفة ترتقى بتلك الأعمال من أخس مراتب الحطّة إلى أعلى مراتب الكمال.

وهذه فتوى آية الله جواد التبريزي
صورة

ونقل أحد الشيعة الآتي :
اخوتي التطبير موضع خلاف بين الشعه ليس العوام لا بل المراجع حفظهم الله ورعاهم هناك قسم يحرمه
كولي امر المسلمين القائد الخامنئي
واية الله العظمى مكارم الشيرازي
واية الله العظمى اللنكراني
والمرجع الراحل الحكيم
والمرجع الراحل الامين
وهناك قسم من المراجع يحلل من حيث المبدا ولكنه يقيد الحليه بان لا تكون مصدرا للوهن وتشويه صورة المذهب مثل :
المرجع الراحل الخوئي
والمرجع السيستاني
وهناك قسم من المراجع يحللونه بالمطلق
كالمرجع التبريزي
والمرجع الخراساني
والمرجع الراحل الشيرازي
اذا الموضوع غير متفق عليه ولكن المتفق عليه انه ليس من اصل العقائد ولا من سنة الائمه ع ولا من تابعيهم فما الضير من نقاشها بل ورفضها من قسم كبير كبير كبير جدا من الشيعه
إنتهى

وأحب أن أضيف بيتين من الشعر للسيد حسن الشيرازي الحسيني حيث يقول:
إنا جنودك يا حسين و هذه ..... أسيافنا و دمائنا الحمراء
إن فاتنا يوم الطفوف فهذه ..... أرواحنا لك يا حسين فداء

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم / محمد الغيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتب أحد فضلاء الشيعة الإمامية - وإسمه المنار - موضوعاً في هجر بحث فيه موضوع التطبير كظاهرة شيعية يساء فهمها ، ووجدت في بحثه كل الإجابات التي تفضلتم بها .
ولذلك أنقل لكم مقتطفات منه و أضعه تحت أنظاركم الكريمة ، لعله يثري ما ناقشناه حتى الآن .
والنقل - برغم طوله - أعتقده يستحق القراءه .
وما يجب الإشارة إليه هو أن هذا البحث يعتبر رد على تشنيعات الوهابية ، والخطاب معهم يختلف عن الخطاب مع الأفاضل الزيدية ، لذلك وجب التنوية حتى لا يساء فهم بعض عباراته .

التطبير :

التطبير لفظ عامي مأخوذ من طبر الشيء بالسكين واللفظ مستخدم في العراق وما جاوره من عرب الجزيرة الشمالية والجنوبية والخليج والأهواز فيقولون طبر الخشبة أو العظم بالطبر (الفأس أو القدوم أو الساطور في الشام) ويقصدون الضرب بالساطور وغيره من الأدوات الحادة، ولكنه بهذا المعنى لم أعثر عليه في كتب اللغة، ولعله لفظ تركي أو من أصول بابلية آكدية لأن طَبَرَ في العربية بمعنى قفز واختبأ. والله أعلم.

ويقصد به فصد أو شرط جلدة الرأس بآلة حادة كالموسى. وهو ما يقوم به بنسبة واحد مما يزيد عن مائة ألف من عدد الشيعة تقريبا.(ففي كل العالم الشيعي يمارس التطبير بضع مئات وقد يصل الى بضع ألوف من أصل أربعمائة مليون) والذي يحاول أعداء التشيع تصعيده إلى الصدارة والى حد العقيدة، كما أن بعض الشيعة المتأخرين يعتقدون أن محاربة هذا الأمر يعد من باب الحرب لأسس التشيع اشتباها منهم. بينما يحاربه بعض الشيعة اعتقادا منهم بأنه عمل مضر بالتشيع ويجلب سمعة سيئة.

وقبل كل كلام أقول بأن هذه الظاهرة هي ظاهرة طارئة لم يُسمع بها قبل 130 سنة . فليس لها علاقة بالفكر الشيعي من قريب أو بعيد بل ليس لها علاقة بالممارسة الشيعية وقد انتقلت إلى الشيعة عبر حركة صوفية تركية إبّان الحكم التركي وهي سنية المنشأ والرعاية إلى حد ما.

وقبل الكلام عن حكمها وتصويرها بدقة في واقعنا الحالي اقدم نبذة عن أصلها عبر أوثق المصادر الشيعية والروايات المحفوظة.

بعد أن انتشرت دعوة الحاج بكتاش (تركي تبريزي المولد درس في خراسان وأصبح داعية إصلاح في عموم بلاد الأتراك) . ووصل انتشار دعوته أن التزم بمبادئها السلطان العثماني السلطان الغازي مراد خان الأول الأشعري ابن السلطان أورخان الغازي وأسس الجيش الإنكشاري في سنة 736 هجرية وفق تعليمات السيد محمد الرضوي التبريزي المعروف بالحاج بكتاش. وأسماهم الجيش الجديد (يكي جري) الذي صحف فيما بعد بـ (إنكشاري) وكان وفق تعليمات الحاج بكتاش تأسيس (تكية -صالة) في كل ثكنة عسكرية للتوجيه المعنوي والديني. وبقيت هذه التكيات مرتبطة بالجيش الإنكشاري مدة ثم انفصلت عنها وتحولت إلى صالات مستقلة للتوجيه الديني (الصوفي في الغالب سني وشيعي ) في طول وعرض البلاد العثمانية. غير أنها من جهة ثانية لم تنفصل عن الجيش العثماني حتى بعد انحراف الإنكشارية والقضاء عليهم فقد بقيت التكايا البكتاشية في كثير من ثكنات الجيش خصوصا الجحافل الشرقية والتي قاتلت مئات السنين للجيوش الروسية في القفقاس .

ويبدو أن هذه الثكنات حسب رواية الأتراك عانت في القرن الثالث عشر الهجري من مشكلة عويصة بعد انتشار الأسلحة النارية وهي أن التدريبات بالسلاح الناري الحي تستدعي وفاة بعض الأفراد وهذا مسموح به في الجيوش حسب العرف العسكري الحديث المعمول به لحد الآن. وقد أشكل هذا الأمر على المتدينين في التكايا العسكرية في الجهات الشرقية والتي تحوي على الجنود الشيعة والسنة، وجرت بينهم مداولات أدت إلى ما يلي:
بما أن التدريب العسكري للقتال الحقيقي يستدعي رؤية أشد ما يرعب الإنسان وهو الدم والموت حتى يكون المقاتل جاهزا وغير مبال بما يراه حين المعركة لشد عزيمته فإن الجهات الدينية في التكايا اقترحت أن يقوم بعض الجنود بنوع من حجامة الرأس المكشوفة (الفصد) لأنها غير محرمة وقد فعلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عدة مرات وفيها أحاديث عن الاستطباب بها. ويكون ذلك بمناسبات دينية فاختاروا أن يكون يوم قتل الحسين عليه السلام وهو يوم عاشوراء. وقد نجح هذا الأمر فعلا في تقوية قلوب الجنود وإزالة بعض عوائق الإقدام في الحرب وهي العوائق النفسية. وهكذا بدأ الانتشار تدريجيا من تكية إلى تكية حتى وصل إلى تكيات خارج حدود الجيش العثماني وهي التكيات الدينية الشعبية المنفصلة عن الجيش الإنكشاري من مدة طويلة. وقد كان الأمر محصورا في تكيات القفقاس وأذربايجان وتبريز وفي نهاية القرن الثالث عشر وصل إلى تكية البكتاشية في كربلاء وبعده بقليل في النجف الأشرف في العراق أي بحدود سنة 1890 ميلادي أو أكثر قليلا. ولكنه كان في تكيات البكتاشية في مصر قبل ذلك ببضع عشرات السنين وكان التطبير موجودا في مصر قبل سنة 1870م ويتم في باحات مسجد رأس الحسين عليه السلام. ويبدو أنه كان موجودا إلى ما بعد سنة 1900م بشهادة بعض المعمرين في مصر لأحد العلماء في النصف الأول من القرن العشرين وقد اخبرني بذلك شخصيا.

المهم لقد فاجأت هذه الحركة علماء الشيعة في وقتها فاستدعوا الأتراك من هيئة إدارة التكية البكتاشية وسألوهم فشرحوا لهم الأمر بأن هذا الأمر إنما وجد لتقوية القلوب وهو لا يحتوي على اكثر من الحجامة ولكن بدون كاسات (فهو فصد) والمقصود به ربط الوجدان الشعبي بحب أهل البيت عليهم السلام مع الفائدة الأساسية وهي تقليل النفرة من منظر الكوارث وبشاعة الحروب. بالإضافة إلى المعاني المرتبطة بها مثل الاستعداد للفداء والتضحية وبذل الدم رخيصا للعقيدة كما هو لبس الأكفان وإجراء الدماء والهتاف بالتضحية والمحبة لمبادئ الإسلام التي قدم الحسين نفسه من أجلها. فاقتنع الفقهاء بعدم وجود دليل على التحريم وعلى فائدة مهمة جدا وهي تقوية القلوب وإزالة الخوف والمعاني الرمزية فيها. ولهذا سكتوا عنه .

الحقيقة لقد اثبت سلوك التطبير كفاءته في تقوية القلوب وفي التزويد بالشجاعة في مواقف تاريخية كثيرة . ويبدو بأن هذا هو ما لتفت نظر قوى الاحتلال الفرنسي والإنجليزي فقد حاربت هذه القوى هذا الموضوع بكل ما أوتيت من قوة، وصل إلى حد الإعدامات في العراق ولبنان لأجل إيقاف هذه الظاهرة وكلما ازداد المنع ازداد الإصرار وازدادت القناعة بأن المحتلين يخافون من هذه الظاهرة وهي ذات مغزى عسكري يفهمه العسكريون بصورة إيجابية ويعتبرونه من مصادر الممانعة الشعبية والمقاومة العسكرية الشعبية. وقد استخدم الفرنسيون أسلوبا آخر غير المنع وهو أسلوب التشنيع وتهمة التخلف للشيعة نتيجة هذه الحالة ونشروا صور ومقالات للسخرية والسب والشتم. وقد وصل هذا التشنيع لبعض الفقهاء الذين لا يعرفون خلفيات الأمور فاستفظعوا التشنيع وقالوا بالحرمة بعنوان ثانوي لأنه يؤدي إلى الشنعة. ولكن بقية العارفين لم يلتفتوا إلى هذا الحكم لوجود قصور في مقدمات الحكم ظاهرة فإن المشنعين وهم من المسيحيين الذين لديهم كنائس رهبانية يقومون فيها بتعذيب أنفسهم بما هو مستبشع وينتشر بينهم رجال السيرك الذين يدخلون السيوف في وجناتهم ومنهم من يدخل الشيش في البلعوم .
وكذلك فأنهم يهيجون بمقالاتهم رجال السنة... والسنة عندهم في وقتها التطبير في تركيا ومصر والقفقاس وبنفس المناسبة وبنفس الشروط وعندهم بعض الحركات الصوفية التي يعملون بها الأعمال السحرية وتعذيب النفس وغرز السكاكين في البطون وغير ذلك ولا يستنكره منهم أحد. فالقضية إذن تتعلق بالتفكير العسكري من هذا التطبير الذي استمر رغم سقوط الدولة الراعية للتكية البكتاشية.
واليوم نحن نعرف أهمية التطبير جيدا, حين واجهنا العدو الصهيوني الخبيث. حين عرفنا ونظرنا بأم أعيننا بأن خير من يقدم على الإنقاذ أو القتال هم من يعيش حالة التطبير سواء كان ناظرا أم فاعلا . وقد حارب الصهاينة التطبير حربا شبيهة بحرب السلفيين له بل قذفوا قنابل على مواكب التطبير وقتل بعض المؤمنين ولم يؤثر ذلك إلا إصرارا على طرد اليهود وقد تم بحمد الله.

وقد جرت أمام عيني حوادث عجيبة في جنوب لبنان أدهشتني مما جعلني أؤمن بعبقرية مخترع التطبير حيث جرت أمامي حوادث قصف وقتل من العدو الصهيوني وكان أشجع الرجال وأسرعهم للإنقاذ وللرد هم أهل التطبير ومشاركيهم . بينما مثلي ممن لا يستطيع النظر إلى المتطبرين لا أستطيع نفسيا النظر إلى الأجسام المقطعة والبيوت المهدمة على أهلها . ولهذا عرفت أن لا مفر في هذه الزمن الصعب المليء بالشرور أن أنظر للمتطبرين بعد أن كنت لا أستطيع النظر وقد أمرت أولادي أن يأمروا أنفسهم وأولادهم بمشاهدة التطبير بل المشاركة إن رغبوا . لأجل أن يبنوا عقولا قادرة على المقاومة ويزول منهم الخوف ويسارعون في إنقاذ المحتاجين بسخاء نفس وقوة قلب.

وتعسا للذين يريدون للإنسانية الموت وينشرون الرعب والدمار على الآمنين.

ورغم أنوف السلفية (وليدة الشبهات والتكفير وحب المجازر والجرائم.) يجب أن ننظر إلى المتطبيرين لتقوى قلوبنا ونصنع من نفوسنا مقاومة حقيقية للباطل . ونصنع من مجتمعنا مجتمعا لا يهاب الموت ولا يخشى من مجازر الوحوش. وله ممانعة الأبطال في رفض ما لا يقتنعون به. حتى لو كنا غير مقتنعين بالتطبير.

حكم التطبير:

لولا شبهة الشنعة التي آمن بها بعض الفقهاء فهو لا يحتوي على أكثر من عمل عمله رسول الله عدة مرات بشهادة أحاديث الفريقين بل جوّز بعض أهل السنة الحجامة للمحرِم. والحجامة تكون في الكاهل والأخدعين (عرقان في جانبي العنق) والرأس وهي مندوبة حسب بعض الروايات وقيل فيها فوائد صحية. وقد قلنا أن الشنعة إنما هي لمنعنا مما فيه منفعة الأمة الإسلامية وضرر القوى الكافرة المهيمنة. ولهذا فمثل هذه الشنعة غير معتنى بها عقليا. ومن اعتنى بها وقال بأنها لازمة ملزمة فهو يوجه نصيحته لمقلديه حسب قواعد سلوك الفقهاء بتوجيه نصائحهم الثمينة بحسب ما يتوصل إليه بنظره الشريف .

وما تمسك به بعضهم للضرر فذلك مردود فهو من قبيل لا يجوز إجراء عمليات جراحية لأن بعضهم تضرر بها ؟ وهذا واضح البعد، ووجه الشبه هو النص على كون الحجامة علاجا و التطبير نفس الحجامة في حقيقتها فهو من باب العلاج أيضا . وقد أعتبر بعض فقهاء السنة مجرد التشريط بالموسى هو بديل للحجامة فقال فيما لا يفطر الصائم : ( فأمور منها الفصد ولو خرج دم، ومنها التشريط بالموسى بدل الحجامة للتداوي) الفقه على المذاهب الأربعة للجزيري. الجزء الأول. كتاب الصيام. ما يوجب القضاء دون الكفارة وما لا يوجب شيئاً

ولا أريد هنا أن اشرح أحكام الضرر وحدودها . ونحن نطالب المشنعين من السلفيين وأمثالهم أن يأتونا بدليل فقهي على المنع أو عليهم أن ينتهوا من شتائمهم الحيوانية . ومن لا يستطيع أن يأتي بدليل حرمة فعليه أن يلزم بيته ويسكت.

وفي المقابل فهناك من حاول الاستدلال على استحباب التطبير بما فعلته مولاتنا زينب عليها السلام ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حسب رواية ضرب رأسها بالمحمل وشج جبينها. وهذا الفعل لا يستفاد منه أكثر من الإباحة وعذر من وقعت عليه مصيبة بهذا الحجم كما وقع للسيدة زينب عليها السلام بمصابها بريحانة رسول الله وثقل أهل الإسلام.
وأعتقد أن لا حاجة لهذا الاستدلال في حلية نفس الفعل لأن نفس الفعل وهو الحجامة والفصد مباح ومحبوب بذاته في الشريعة الإسلامية ولا خلاف في ذلك، ولكن يمكن أن يستفاد من الحديث صحة الربط بين التطبير وبين حب الحسين وإظهار الجزع عليه و هذه الحادثة كاشفة بنفسها عن واقعية إظهار الجزع على الحسين، وقد صدر ممن قال لها الإمام زين العابدين عليه السلام: يا عمة أنت عالمة غير معلمة. وهي صحابية جليلة وراوية عظيمة وفقيهة أهل البيت عليها وعليهم السلام.

وقد يتساءل بعضهم كيف يصوّر المتطبرون الربط بين التطبير وبين ولائهم للإسلام؟

هذا أمر بسيط يراه أبسط الناس، فإن نفس إظهار مظاهر الاستعداد للتضحية والفداء من لبس الكفن واستخراج الدم الذي يصور لنفس الفاعل فضلا عن الناظر بأنه حالة استعداد تام لبذل الغالي والرخيص من أجل مبادئ الإسلام التي ضحى من أجلها سبط رسول الله وريحانته بمهجته وعياله بالغالي والنفيس ولم يهن ولم ينكل لمبادئ الإسلام. إن هذا الربط ليس ربطا بعيد التصور وليس خيالا، ففي هذه الأزمان يعبّر في كثير من الأحيان بلبس الكفن وتوقيع وثيقة بالدم عن الاستعداد للتضحية أو التعبير عن الموت كما هو حال الكثير من المظاهرات الداعية للسلم ونبذ التسلح أو في حالة الحروب والتهييج الشعوب، وهذا يدل من ناحية ثانية على أن التطبير ليس هو الحالة الوحيدة للتعبير عن الفداء للإسلام فهناك آلاف الصور للتعبير، وحين لا نكون بحاجة إلى التطبير فهناك طرق أخرى للتعبير متعارف عليها بين الإنسانية.

وهذا في مجال التعبير عن الحالة ولعل التطبير يزيد فيه التعبير إلى درجة الممارسة لحالة الفداء والاستعداد للتضحية، والممارسة أقوى تعبيرا من الرمز كما هو معلوم، فنحن الآن لا نستطيع أن نخفي سرورنا بزوال الخوف من قلب الشعب الفلسطيني من الطغمة الصهيونية وتعبير هذا الشعب عن إرادة الرفض التعامل مع الدم والبارود والنار وإظهار روح التضحية مما يبشر بأن حق المسلمين سوف يسترجع على أيدي هؤلاء المتطبرين عمليا على يد القوات الغازية والمجاهدين بأنفسهم وأموالهم وما يعز على الإنسان. فألف تحية إكبار وإعزاز للشعب الفلسطيني. الذي يزيدنا بمنظر دمائه وحروقه إصرارا على النصر وعلى طلب الحق الشرعي المهدور بقرارات دولية جائرة أنشأت الكيان الغاصب.


وهنا أوجه الكلام إلى اخوتي الشيعة :

أيها المعارضون لا تعارضوا أمرا فيه مصلحة لكم . ولا تكونوا عونا لأعدائكم على أمر فيه عزكم. على انه ليس ضروريا ولا قيمة له من ناحية فقهية . وعلينا أن نحترم رأي الفقهاء الذين لا يرون في ذلك قيمة لضرر أو تشنيع مفتعل.

أيها المؤيدون يوجد بينكم الآن من يقول بأن شتم التطبير هو تنصل عن التشيع وعن حب أهل البيت وعداء لهم، وهذا خطأ ووهم كبير ، فهو فكرة مستحدثة لها ظروف آنية .
ولا يحق لنا اعتبار المستحدثات شبيهة بالأصول فهذا خلاف التشيع وخلاف محبة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام . وعليكم أن تحسنوا الجواب لمن يعترض، وعليكم احترام الفقهاء الذين يرون أن في التطبير الضرر والشنعة وإن كانوا قلة قليلة جدا.

نحن رأينا أن خير التطبير - بعد كونه حجامة - إنما هو من جهة تقوية القلوب واحتواء عناصر المقاومة بين جوانح المؤمن. فإذا كان التطبير مصدر خلاف فهذا نوع من الإضعاف لجماعة المؤمنين . فلا بد من معالجة ذلك وتحويل السلبيات إلى إيجابيات، فغاية ما يمكن أن نتحاور حوله هو أن نضع ضوابط فلا نزيد أعداد المتطبرين عما هو عليه عنادا ، ولا نسمح لتطبير الأطفال حتى يبلغوا وهم من يتخذ القرار . وأن نجعل التطبير بين الأخوة الشيعة فقط ولا يسمح بالتصوير والمقالات الصحفية فهو أمر داخلي لا دخل لأحد به خصوصا وهو مختلف فيه في المجتمع الشيعي. والسماح بالتصوير يقوي رأي من يقول بالشنعة. رغم أن رأيي بأن الصور لها مفعول قريب من الواقع فلا مشكلة ولكن احترام رأي من يقول بالشنعة مما تقتضيه الأخلاق ومنهج التمسك الديني.

وأقول للسلفيين كلما زدتم من عرض الصور علينا، فإننا نرتاح لذلك وننظر إليها لتتقوى قلوبنا ونتقي من شروركم . وسنشكركم تمام الشكر. فتقبلوا شكرنا سلفا، وإذا أسأتم الأدب في التعليق فكل إناء بالذي فيه ينضح. ولا أنصحكم بالتطبير حتى لا يزول خوف إسرائيل من قلوبكم فذلك مضر بمبادئكم.

ولكن يجب أن تعلموا بأن التطبير لا دليل على حرمته سلفيا ولو كان دليلكم هو حرمة تقوية قلوب أهل البدع (كما تسمونهم) بذلك . فنقول موتوا بغيضكم. ودليلكم هواء وفراغ وهو أدعى للتمسك بالتطبير من تركه. لأنه يزعجكم ويقوي شوكة من تكرهون وهذا فيه رضا لله تعالى وحبيبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الشفيع المنقذ لأمته حيا وميتا.


الخلاصة:

• لا يصح اعتبار التطبير من الممارسات الشيعية المستندة إلى أصول عقائدية.
• لا يصح تحريم التطبير بالعنوان الأولي، بل هو مباح شرعا بحكم أولي.
• اختلف فقهاؤنا في العنوان الثانوي، هل له مدخلية بالتحريم؟، وهو حصول المفسدة منه. فقسم من الفقهاء قال بأن المفسدة منه كبيرة جدا وهي التوهين، وقال آخرون إن هذه المفسدة إما موقعية او غير مؤثرة فعلا في المذهب باعتبار عدم علاقة المذهب بهذا الأمر فكريا.
• ذهب جماعة من المؤمنين القائلين بالحلية وعدم تمام حكم العنوان الثانوي أن هذه الممارسة بما لها من المصالح والتعبير الممتاز عن الجزع والحب، قد يقلبها إلى مستحبة نتيجة تأكيد العنوان الثانوي التابع للمصلحة. وهذا يقابل من قال بتحقق المفسدة بدرجة كبيرة. ولكن في الإطلاق نظر.
• شخصيا أرى ترشيد هذه الممارسة بشكل يبعّد النقد والتوهين وإلا فهو لازم لمن يفعلها ويكون مسؤولا عن المنع منها إذا كان حريصا عليها، وكل من يستعمل مباحا يكون مسؤولا عنه لأنه سيحوّله إلى محرم بالعنوان الثانوي إذا أساء استخدامه وجعل منه مسؤولية مذهب بكامله.

الهدف صريح وواضح وصحيح ، وهو الرد الفقهي على من يدّعي تكفير الشيعة ونبزهم، بسبب المظاهر الاجتماعية الشيعية، وقد أثبتنا أن لا حرمة أولية فيها جميعا. وبعضها جميل ومستساغ وفعّال في تجميع المجتمع ونشر الفكر الاسلامي مثل المجالس والحسينيات والتظاهر والتمثيل وغيره من الفنون، وبسطنا بعض القول فيما يتعلق بظاهرة فصد الرأس (التطبير) وقلنا أنه لا يمكن أن يوصف بالحرمة الأولية فيه، لأنه (كفصد) هو نفسه بعنوان الحجامة والفصد الشرعي وهو عملٌ قام به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفسه، ولا فرق بينهما إلا ما يصحب التطبير من تظاهر بالدم وتجمع بشري مع الحماس وبعض الخطابات وهذه بمفرداتها لا حرمة فيها وهي عناوين أخرى غير عنوان الفصد وكلها مباحة.

وبهذا انتهى هدف الموضوع وبان كذب ودجل السلفية الكاذبة.

بقي موضوع وهو : ما هو رأي الفقهاء الشيعة فيما يتعلق بالأحكام الثانوية المصاحبة لهذه المظاهر؟ كالتطبير والضرب السلاسل والتمثيل وما شابه ذلك ، فقد أثير حولها بعض العناوين الثانوية مثل (الضرر) (والشنعة) (والتوهين)، وقد قلتُ بكل صراحة إن هذا من مختصات الفقيه لأن تشخيص هذا الموضوع المستنبط يحتاج إلى نظر معتمد ومسؤول، ومع ذلك يظهر من بعض فتاوى الفقهاء الشيعة أنهم تركوا التشخيص لعامة الناس كما يظهر من فتوى آية الله السيد الخوئي قدس الله نفسه. وانحصر النقاش في الحقيقة بين الفقهاء حول التوهين وأما الضرر والشنعة فلا مجال لها، والتوهين موضوع يصعب تحديده لأنه يتعلق بتعقيدات اجتماعية وحروب فكرية وسياسية بين الإسلام ومخالفيه.
ألم يكن الحج مثار سخرية الكفار والمنافقين والزنادقة سابقا حتى في العصر العباسي، فقد كانوا يسخرون ويستنكفون من حلق الرؤوس وما شابه ذلك، فلا يملك حق تقرير التوهين إلا مجتهد جامع للشرائط لأن هذا العنوان يجب أن يتوفر له واقع معيّن حتى يحكم به الفقيه بما له تعلق بمصالح عليا ومفاسد مؤكدة.
وبالفعل فقد حكم به فقهاء مخلصون مؤمنون بحسب ما حصل عندهم من مقدمات وبموجب ذلك قالوا بالمنع أو الحرمة للتطبير، وهذا التشخيص محترم ولا يجوز التعدي عليه، كما جزم فقهاء آخرون لا يقلون احتراما وإخلاصا بعدم صدق مفهوم التوهين على ما يحدث في التطبير ، وهذا رأي محترم أيضا.
والرأي الغالب فقهيا، أن هذا الموضوع لا بد له من فقيه يشخّصه وليس لعامة الناس إبداء آرائهم السطحية للتحكّم بالموضوع. والسبب هو صعوبة الموازين التي يجب أن تتوفر في مقدمات البحث في الموضوع.

أنا شخصيا لا أستطيع تشخيص التوهين بسهولة، لما تجمع عندي من بيانات ومعلومات متضاربة وكثيرة جدا. ويصعب الجزم بأحد الطرفين .وسأبيّن لمحة بسيطة:

التوهين هو الإضعاف للمبدأ والتقليل من المتمسكين به و إبعاد من يريد القناعة به.

فحين نسمع كلام المتضايقين من غمز ولمز الأعداء وكثرة ما تتحوَّل المجالس من مجالس نافعة في العلم إلى مجالس عن قباحة التطبير ونفرة النفوس منه وهذا تضييع وقت، نرى احتمالا (أؤكد احتمال) لنفرة الناس عن المبدأ الحق وإيجاد حاجز نفسي ، وهذا إضعاف في نشر المذهب، بينما لم نجد ولا نجد شيعيا يتأثر تشيعه بهذا المظهر لأنه حين ذلك يؤمن بأن هذا المظهر الدخيل يجب نفيه عن المذهب. ولا شك أن التوهين هو ما كان من صدور مفسدة متحققة خارج مجال معتنقي المذهب.
وحين نرى من جهة ثانية أن هذا المظهر لم يوقف التشيع نموا فهو في توسع مستمر ولم يساهم في التراجع عن تشيّع شخصٍ واحد، نعلم بأن تشنيع الأعداء لم يصل إلى حد التوهين الذي يعتد به عقلا.
فأنا شخصيا تشيّع على يدي العشرات إذا لم اقل المئات نتيجة اللقاءات المباشرة ، ولم أجد من أي متشيع جديد، قبولا للتطبير، بل بعضهم يصرّح أنه يسبب له مضايقة في بيته وبين خلّانه (بمثل ما صرحت به الأختان الكريمتان - بنت الهدى وأمة الله حرسهمها الله بعينه التي لا تنام- في هذا الموضوع)، ومع ذلك فلم يزدد المتشيعون إلا تشيعا قويا وتفقّها في الدين ،والأختان شاهد على ذلك.
فرغم الشكوى المرة من بعض المؤمنين ممن يبثني أسراره ويشكو لي همومه، من أثر ما يثيره السلفيون حول التطبير وبعض المظاهر أو الفتاوى الشيعية كالمتعة والصلاة على التربة والزنجيل والتطبير وما شابه ذلك، ولكنني اشهد أنهم ما ازدادوا إلا يقينا بمذهب أهل البيت عليهم السلام، ولم يتزعزع لهم إيمان ولم يتوقف نشر التشيع على أيديهم مع انهم يواجَهون بهذا الأمر حين الحوار العقلاني وينتهي الأمر بتشيّع من اعترض في بعض الأحيان.
وقد نقل لي أحد المؤمنين الذين ابصروا نور أهل البيت عليهم السلام أنه رغم كرهه الشديد لمظهر التطبير ولكنه مستفيد منه كثيرا.
فقد قال لي: بعد أن أعلنت تشيعي بدأ الأصدقاء والأقارب يناقشوني في أدلتي، وبعد مدة سكتوا فلا يجرءون على نقاشي، فتألمت حيث اصبح الصمت حولي رهيبا، وحين انتشرت ظاهرة نشر الإعلام عن التطبير بدأ الأصدقاء ومن يعلم أنني تشيعت يسألون ويناقشون، وبهذا السبب أصبح عندي اكثر من ثلاثين نفرا أقرب إلى التشيع منهم إلى غيره بل بعضهم اصبح متعصبا، وقد سمعت كلاما غريبا ممن انتقدوا التطبير سابقا من تأييد ودفاع شديد مما أدهشني. هذا ملخص ما قاله لي أحد الأخوة وهو شديد الانزعاج من ظاهرة التطبير سابقا.
فهذا الجانب يجب أن يدرس أيضاً كما يدرس جانب ما يسببه من نفرة البسطاء وسطحيي التفكير من المخالفين او الكافرين الذي يرجى لهم الفلاح والصلاح.

إن مثل هذه البيانات المتضاربة لا تمكّن العامي من الجزم في أحد طرفي المعادلة.
ولهذا فالرأي الغالب أن مسؤولية هذا القرار يرجع إلى الفقيه الذي يستطيع تشخيص المصالح الإسلامية العليا، وكلٌ يعمل بتكليفه ولا يصح للعامة أن يقولوا هذا خطأ وهذا صواب.
فلو أصابوا الحُكم فقد أخطئوا في الطريق .

والمسألة متعلقة بأحكام شرعية ثانوية وليس بأي كلام. فالمسألة ليست مسألة قرار رئيس البلدية حتى يمكن لكل مواطن أن يدلي بصوته. بل هو حكم شرعي يتحمل مسؤوليته الحاكم الشرعي حيث إن أي تقصير في مقدمات الحكم أو في الحكم نفسه يوجب له دخول نار جهنم.
وعلى من يفتي بغير علم ولا حجة أن يتبوّأ مقعده من نار جهنم.

وهذا المعنى صرحت به مرارا وتكرارا، ولا مجال لبحث موضوع تشخيص مصالح المسلمين، والتشاتم على أساس تأييد فكرة دون سواها بناء على تقليدٍ أو نظرٍ شخصي، وليس في هذا حجر على أحد و إنما هي طبيعة الاختصاص، كما إننا لا نقبل عقلا أن نتدخل في شأن الطبيب وتخصصه ولا في شأن وزارة الخارجية وتعاملها ولا في شأن المحامي ونظرته للأحكام، لأنها اختصاصات مصونة ومحترمة عقلا، فكذلك لا يحق التدخل في اختصاص الفقيه. فليس الفقيه اقل شأنا من غيره من المختصين وليس الفقه (ملطشة) يتبرع من يشاء التبرع بالنقاش فيه على أسس مضحكة.
مع العلم بأن الموضوع أساساً ليس لهذا البحث من الأصل، وقد صرّحت بذلك مرارا، فليس الموضوع هو لقياس طول الآذان واللسان. إنما هو لبيان كذب ودجل المنافقين المدعين للإسلام الذين لا يفهمون من الإسلام إلا ما كان كذبا كالسلفية الممقوتة، والذين يدعون بأن هذا الفعل حرام وخروج عن الإسلام لكونه بدعة وما شابه ذلك بناءً على أحكام أولية، وكل همهم هو التشنيع بدون فهم، مع أن نفس الفعل فعله رسول الله عدة مرات وقد ذكرت الروايات الدالة على ذلك في أول البحث فليراجع.

وهنا اوجّه العتب لطرفي الحوار ، من يريد منهم أن يثبت أن التطبير مستحب أو قريب من الوجوب بناءً على منافعه وعناوينه، و من يريد أن يثبت انه حرام مطلق وليس فيه إلا القبح والأذى والضرر على المذهب ويناقش جزافا.
ولو اكتفى الطرفان بذكر الفتاوى أو البحوث -مع احترامها- لقلنا خير وبركة ، ولكن الطرفان يحاولان الاستدلال على الاتجاه المحدد مع عدم رؤية أي منفذ للرأي الأخر. فهذا إرهاب فكري في غير محله لأن المتكلمين لا اختصاص لهم في الأمر.

الحكم في التطبير هو الإباحة ، مع شبهة عناوين ثانوية، اختُلف فيها، فبعضهم يراه نصرة للدين وإعزازا له، لأنه يرعب أعداء الدين ويقوي قلوب المؤمنين ويزيد من تجمعهم على المواساة والحب، والرأي الثاني يرى منعه أو تحريمه لأنه يوهن المذهب . وهذا خلاصة الكلام


اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

تقول يا أخي عبدالملك بأنك فهمت من فتاوى مرجعك الإمام السيد علي خامنائي وفقه الله بشأن التطبير التالي:

1 – ان ما يوجب ضرراً على الإنسان ، أو يوجب وهن الدين والمذهب هو حرام ويجب الإجتناب عنها.
2 – ان التطبير يسيئ ويوهن لسمعة مذهب أهل البيت.
3 – ان التطبير يعتبر من أكبر الضرر وأعظم الخسارة.
4 – ان ما يوجب الضرر حرام.
5 – ان ما يوجب وهن المذهب ليس شرعياً.
6 – ان التطبير لايعد عرفاً من مظاهر الأسى والحزن.
7 – ان التطبير ليس له سابقة في عصر الأئمة عليهم السلام وما والاه.
8 – ان التطبير لم يرد فيه تأييد من المعصوم عليه السلام بشكل خاص ولا شكل عام.
9 – ان التطبير يعتبر في الوقت الحاضر وهناً وشيناً على المذهب، ولا يجوز.
10 - انه لما رأى السيد علي خامينائي أن التطبير فيه ما يوجب ضرراً على الإنسان ، وما يوجب وهن الدين والمذهب ، أفتى سماحته بالحرمة .

وتقول أنت أيضاً معبراً عن نفسك:

- دعوا غيركم يعبروا عن حبهم بالطريقة التي يرونها.
- ولو لم يكن للتطبير فائدة إلا إيقاظ النائمين أمثالكم لكفى بها فائده !!!
- علام ذلك ؟؟؟ على مصيبة الحسين صلوات الله عليه وسلم !!!
- ألا ترونها مصيبة تستحق أن نضرب عليها الهامات والرؤوس ؟؟؟
- وأنا شخصياً أعتقد أن مصيبة الإمام الحسين عليه السلام تستحق أن أنزف عليها دمي فلا يبقى منه قطره !!!

وهنا أسألك التالي:
- هل ترى أنت في التطبير وهناً وشيناً على المذهب ؟

(ملاحظة: إقتبس هذا التعقيب إقتباساً كاملاً ومن ثم حرر ردك أسفله منعاً للتشتيت والتداخل بين التعقيبات ومراعاة للتسلسل.)
.

عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

معاذ حميدالدين كتب:تقول يا أخي عبدالملك بأنك فهمت من فتاوى مرجعك الإمام السيد علي خامنائي وفقه الله بشأن التطبير التالي:

1 – ان ما يوجب ضرراً على الإنسان ، أو يوجب وهن الدين والمذهب هو حرام ويجب الإجتناب عنها.
2 – ان التطبير يسيئ ويوهن لسمعة مذهب أهل البيت.
3 – ان التطبير يعتبر من أكبر الضرر وأعظم الخسارة.
4 – ان ما يوجب الضرر حرام.
5 – ان ما يوجب وهن المذهب ليس شرعياً.
6 – ان التطبير لايعد عرفاً من مظاهر الأسى والحزن.
7 – ان التطبير ليس له سابقة في عصر الأئمة عليهم السلام وما والاه.
8 – ان التطبير لم يرد فيه تأييد من المعصوم عليه السلام بشكل خاص ولا شكل عام.
9 – ان التطبير يعتبر في الوقت الحاضر وهناً وشيناً على المذهب، ولا يجوز.
10 - انه لما رأى السيد علي خامينائي أن التطبير فيه ما يوجب ضرراً على الإنسان ، وما يوجب وهن الدين والمذهب ، أفتى سماحته بالحرمة .

وتقول أنت أيضاً معبراً عن نفسك:

- دعوا غيركم يعبروا عن حبهم بالطريقة التي يرونها.
- ولو لم يكن للتطبير فائدة إلا إيقاظ النائمين أمثالكم لكفى بها فائده !!!
- علام ذلك ؟؟؟ على مصيبة الحسين صلوات الله عليه وسلم !!!
- ألا ترونها مصيبة تستحق أن نضرب عليها الهامات والرؤوس ؟؟؟
- وأنا شخصياً أعتقد أن مصيبة الإمام الحسين عليه السلام تستحق أن أنزف عليها دمي فلا يبقى منه قطره !!!

وهنا أسألك التالي:
- هل ترى أنت في التطبير وهناً وشيناً على المذهب ؟

(ملاحظة: إقتبس هذا التعقيب إقتباساً كاملاً ومن ثم حرر ردك أسفله منعاً للتشتيت والتداخل بين التعقيبات ومراعاة للتسلسل.)
.
وأقول :
أنا شخصياً لا أرى في التطبير وهناً وشيناً على المذهب ، وقد بينت ذلك في كلامي
غير أنني أدرك تماماً أن تشخيصي للمسألة هذه لايرقى بأي حال لتشخيص مرجعي آية الله العظمى السيد علي خامينائي أعلى الله مقامه
لذلك ألتزم فتواه على الصعيد الشخصي

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
لا يخفى عليكم أخي عبدالملك أن الاخ المنار
مثلكم لديه قصور واضح في علم اصول الفقة
وهذا سببٌ في عدم فهمكم لما أوردنا عليكم
فكون التطبير يقوي القلب .
هذه والله فائدة عجيبة ومضحكة جدا ويمكن أن تحصل بغيرالتطبير فذهب
الى المعطارة وخذ لك مربى التفاح فقد سمعت بعضهم يذكر له فوائد جمة منها تقوية القلب !!!!!! .
نعرف جميعا أن جسد الانسان له حرمة معينة وخصوصية عظيمة جدا.
كما نعرف أن جسد هذا الانسان بمثاية الامانة عنده فكونه غلاف للروح
والعقل هذا جعله مثل بقية الامانات التي أودعها الله الرحيم لدى
هذا الانسان المدرك الحساس المفكر .
الآ ترى أن المحرم اذا تلبس بالاحرام كان ضامنا لجسده فإذا اصابه
شيء من نكاية أو جراحة وجب على هذا الانسان الفدية والتصدق .
كما أن الشارع قد تعامل مع هذا الجسد بنفس الحساسة فهو مجرد
أمانة عندك فقد فرض عليك غسله من الادران والقذر عند كل
صلاة تجب بل وأمرك بغسله بالكلية عند حصول الملامسة أو الاحتلام
وما ذلك الا تنظيفا لهذه الاجساد وعنايتة بها .
بل جعل الشارع لمن هم من اهل العاهات خصوصيات
وخخف عنهم بعض الاحكام رحمة بعباده وحنانا بهم .
فقد شرع لهم من الدين ما يتناسبهم ويتلائم مع وضعهم
حتى اسقط فرض السجود لمن كان في ارض باردة وخاف
على نفسه الضرر من السجود عليها وعذر من به جراح
في رأسه فلا يجب عليه الغسل من الجنابة الى أن يزول
عذره وهذا رسول الله قد قال لمن افتى بوجوب الغسل على
صاحب الجراحة ((قتلوه قتلهم الله هلا سئلوا إنما شفاء العي السؤال ))
وكونكم تتذرعون بفعل الفصد والحجامة فهذة والله
ذريعة تجازون بها الذرع والخلع والضرب .
أففعل التطبير مثل فعل الحجامة والفصد ؟؟
ويلكم مهذا الفهم العجب!!!!!!!!
فالحجامة دواء يسمح بها عند حصول الضرر وأنت
تعرف أن العرب قديما كانوا يقسمون الناس الى اقسام الدموي
والصفراوي والسوداوي ولا اذكر الرابع.
ولا يمارسون هذه الحجامة الا مع الانسان الدموي .
وبالمناسبة ليس جسم الانسان مباحا فمتى رغب في جرحه
هكذا وبدون سبب جرحه .
فإن فعل فهو عند الله موزور وعليه التوبة من جرح نفسة
لما بينا من أن جسمه مجرد امانة يحرم عليه الاعتداء عليها .
اذا عرفت هذا فدعك من هذه الحجج البلهاء والتي لا توازي جناح بعوضة.
فلا تحريمٌ اولي للمسألة ولا حتى ثانوي فدليل الاصل باطل وعلته
غير مستقيمة وما بني على الباطل فهو عين الباطل .
بلى قد يتبادر الى ذهنكم أن هذا الاندفاع وبهذا الشكل
مع اهل البيت فيه مواسة وفيه ترويض للاتباع.
لكن يا اخي هذه الاعمال غير مقبولة ولا نرضى بها لمن
كان متابعا لمحمد وآل محمد ولمن ينتسب لفكرمحمد وآل محمد
ولمن ينتسب لمدرسة محمد وآل محمد القائمة على دليل العقل
على دليل الحجة على دليل المنطق على الدليل القرآني
والحديث النبيوي والاثر العلوي.
لقد شاهد أحد علماء الاسلام هذه الاعمال ووصفها
بإنها أعمال همجية لا تمت الى فكر أهل البيت المستنير بالصلة .
هذه أعمال همجية فعلا
*فيها من الشناعة وليس الشجاعة ما يكفي
*فيها من الطيش والرياء والتظاهر بحب آل محمد ما يكفي
آل محمد حركة دائمة وتفاعل مع الاحداث
آل محمد عمل دؤب في الليل وفي النهار
آل محمد جهاد وضرب بالخناجر للحناجر هناك في ساحات المعركة
آل محمد رحمة للعباد والبلاد
لا زحفا على الاسمنت وضرب للظهور والاكتاف والاعناق
والتباهي بهذه الخرافات .
والله إن لي جاراً من أهل العراق ومن سكان الجنوب
لا يصلي فرضا ونادرا ما نراه في المسجد وقد ناقشته مرارا ونصحته تكرارا
وهو من السلالة الهاشمية ومع هذا عندما يأتي موعد عاشوراء يهدي
لي لحما من خروفه ويقيم مأدبة ويدعوا اليها الكثير من اصحابه
ويخرج في هذا اليوم مسبحته المصنوعة من تربة الحسين
ويلعن قتلة الحسين في السنة مرة !!!!!!!
أهذه هي عاشوراء؟؟
أهذا هو درسها ؟؟
أهذا فكر الحسين ؟؟
أن ضرب أجسادنا ونشق جيوبنا ونخمش وجوهنا
ونلطخ بالدماء القذرة النجسة أجسادنا وأجساد اولادنا وكم في السنة مرة!!!
تباً
هذا الحسين قد حفر سيرته لناس حفرا وسطر لنا أعماله بدمائه سطرا
أفنرضيه بهذه الاعمال الصورية الجاهلية؟؟!!
كلا والله ولن يرضى عنًّا بهذا ما يرضيه هو ضربٌ للعدو بالمشرفية
تطير منها الهام ويفعل الله بعد ذلك ما يشاء .
هذا ولكم مني سلام الله
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم / محمد الغيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ولكم مني ألف ألف تحية وسلام
ورأيكم محله كل التقدير والإحترام

وإن كنت أرى فيما أورده الفاضل المنار الرأي الأقرب لنفسي

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

محمد الغيل كتب:
لا يخفى عليكم أخي عبدالملك أن الاخ المنار مثلكم لديه قصور واضح في علم اصول الفقة وهذا سببٌ في عدم فهمكم لما أوردنا عليكم .
أخي محمد والاخوان جميعاً،
المسألة ليست قصور في الفهم ولكنه إتباع الهوى، فمثلاً الأخ عبدالملك يعلم أن مرجعه الإمام السيد علي خامنائي وفقه الله يحرم التطبير ويقول بأنه يسبب الضرر لفاعله ويوهن المذهب وهو لا يعبر عن العزاء بأي شكل من الأشكال وانه ممارسة دخيلة على المذهب. ومع هذا كله يقول الأخ عبدالملك بأن التطبير لا يوهن المذهب ولكنه يلتزم بفتوى مرجعه على المستوى الشخصي و يدعو الآخرين إلى ممارسته وذلك بقوله سابقاً " دعوا غيركم يعبروا عن حبهم بالطريقة التي يرونها ".
يا للعجب ! مرجع كبير للمذهب يشخص التطبير بأنه يسبب وهن وإسائة للمذهب ويأتي معتنق جديد للمذهب ومقلد لهذا المرجع نفسه ويقول لا هو ليس كذلك بل ويدعو للمارسته ولو أنه لا يفعله التزاماً بفتوى مرجعه.
يا أخي هذه المسألة أوضحت لي بعض ما كان يعانية أئمة أهل البيت من أتباعهم وكيف أن الأتباع ولو إدعوا الإمتثال لأوامر أئمتهم فهم ومتى ما تحين لهم مخالفتها يفعلون ويحورون نصوص الأوامر والنواهي ليطابق ما تهوى أنفسهم.
فمثلاً الأخ عبدالملك عوضاً عن أن يوضح لنا جهود مرجعه الإمام السيد علي خامنائي وفقه الله في تنزيه المذهب مما علق به من تشويه تراه يطرح لنا موضوع يدافع فيه عن بعض هذه التصرفات ويعزيه إلى أحد فضلاء الإمامية حسب قوله. أما كان أحراه أن يطرح مقالات وخطب مرجعه عوضاً عن ذلك؟؟ ولكن لأن الأمر لا يوافق هواه فعل نقيضه.
اليوم وبحمدالله وبعد قيام جمهورية إيران الإسلامية بجهود ونضال وفكر الإمام السيد الخميني رحمه الله وبإستمرار الحفاظ على مبادئها من الإمام السيد علي الخامنائي وفقه الله، فبعد أن إنتفض الإمام الخميني رحمه الله على الظلم والطاغوت كسلفه من آبائه سلام الله عليهم وانتصر عليه وأعاد العزة لقومه وأضاء طريق الأمل لغيره من الشعوب، بدأت حركة كبيرة لمن هم على خط الإمام الخميني رحمه الله لتهذيب المذهب وتنزيهه من أفكار و أفعال الجهلة والمغرضين، وهذه الحركة تجد مقاومة ومعارضة من بعض المستفيدين ببقاء المذهب على ما إلفوه مما تهواه أنفسهم من تقية ودعة.
وللدلالة على ما أقول أورد لكم التالي على طوله حول حركة التنزيه هذه فتأملوها وانظروا من هم العلماء الذين أيدوها وباركوها لتعلموا لماذا حوربت إيران عندما قام الإمام الخميني رضوان الله عليه.

معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

ما سيلي من طروحات هو من موقع الولاية
http://www.alwelayah.net

دار الولاية
مؤسسة ثقافية انطلق نشاطها في عام 1413هـ على خلفية محاولة جادة من أجل نشر الثقافة الإسلامية الأصيلة، ثقافة الأنبياء والأوصياء عبر ما يفهمه فقهاء الأمة وعلماؤها العدول من النصوص الإسلامية بعيداً عن التنظيرات الضحلة والمصادر غير المؤهلة.
وتركز دار الولاية عملها على ما كتب ونشر حول فكر المواجهة للغزو السياسي والثقافي بهدف بناء جيل يقاوم ويقارع هذه الموجات والتيارات التي تعاني منها الأمة الإسلامية مستعيناً بأسس ومبادئ ومفاهيم الإسلام المحمدي الأصيل الذي تجسد في الثورة الإسلامية المباركة وبأفكار قائدها المؤسس وخليفته الأمين وشهدائها الأبرار في جميع أنحاء المعمورة.

معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

منقول من :
http://www.alwelayah.net/esdarat/tawthi ... yana/1.htm

صيانة الدين والعقيدة

بسم الله الرحمن الرحيم

{فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً} (النساء:65).

قبل البدء

الإنسان ــ خلق الله الأكرم ــ مخلوق بجنبتين. خلقه الله وجعل فيه العقل والعاطفة، وكرّمه بأنْ جعله عاقلاً، وجعل العقل سيّد العاطفة يحرّكها في خدمة الهدف الأكبر وهو الأمانة التي تحمّلها الإنسان {إنّا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبينَ أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنّه كان ظلوماً جهولاً} (الاحزاب:72).

لكن أن تحكم العاطفة تصرّفات الإنسان، وأن يكون هدف الإنسان إشباع العاطفة فقط، وأن لا توظّف العاطفة في سبيل الهدف الأكبر فذاك مما لا يرضاه الله ولا العقل السوي.

إنّ المتتبّع لرسالات الأنبياء وأوصيائهم يلاحظ أنّ العاطفة تُخاطب للوصول إلى الإيمان وإلى العقل ولم توظّف يوماً ما من أجل العاطفة ذاتها.

مشكلتنا أننا استغرقنا في العواطف، مشكلتنا أننا ندور مع العواطف وكأنّها الهدف الأكبر. لم نرتق سلّم العواطف لتحقيق الأهداف التي ما خُلقنا إلاّ لأجلها. لم نعِ سنن الأنبياء والأوصياء لنصل إلى ما خلقنا الله من أجله.

لقد عشنا مئات السنين لم نغيّر ما اعتدنا عليه، حتّى أعطينا القدسيّة لغير المقدّس، أعطينا القدسيّة لأشياء قد تكون في وقت ما الوسيلة الوحيدة بأيدينا للوقوف في وجه الطواغيت والوسيلة الوحيدة للتعبير عن مبادئنا وأهدافنا؛ وأصبحت اليوم أبعد ما تكون عن القدسيّة. أضحت في نظر الكثيرين هي الدين، وسواها تُرّهات وخزعبلات. لم يكن ممارسوها أناساً غير متديّنين؛ بل انّ أغلبهم متديّنون، لكن مشكلتهم انّ العاطفة طغت على كلّ شيء في وجودهم.

لقد استغلّ الكثيرون إيمان الناس البسطاء ليحرّكوهم حول الظواهر بعيداً عن اللباب وعن الأهداف السامية المقدّسة، بعيداً عن أهداف الأنبياء. إنّها سنة التاريخ وكيد الشيطان وحيله الخفية. إنّه يعلم من أين تؤكل الكتف، لا يقول للإنسان إنّك على باطل، بل {يعدُهم ويُمنّيهم وما يعدهم الشيطان إلاّ غروراً} (النساء:120).

لقد تحوّل الحسين(ع) ومن قبله أنبياء الله العظام(ع) إلى ظواهر تُقدَّس، لم يُعر أيُّ اهتمام لأهداف الأنبياء، لم يَتَّبع الناس سنن الأنبياء، بل راحوا يلهثون وراء ما لا يقي من برد ولا يُغني من جوع.

هكذا عشنا مع الحسين(ع) ونهضته المقدّسة. لم نمسَّ حقيقتها إلاّ قليلاً. شُغلنا بمأساتها العظيمة التي ما حدثت ولن تحدث بأدهى وأمرّ منها، شُغلنا عن اقتفاء أثر الحسين(ع) وأهداف الحسين(ع)، شُغلنا بالقشور عن اللباب.

حتّى جاءت صرخة ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى الخامنئي (حفظه الله) بعد دراسة متأنّية وشاملة لما يراد بهذه الأمة والمذهب الحقّ، وكيف استُغلّت بعض الظواهر لتكون وبالاً على الإسلام المحمّدي الأصيل. حتى غدا حريم الإسلام الأصيل هدف لكل من هبَّ ودبَّ. أصبحت هذه الظواهر حاجزاً بين الإسلام المحمّدي الأصيل وانتشاره، بل سيفاً يرفع في كلّ حين وفي كلّ أرض للقضاء على شعلته الوضّاءة.

لقد كان الحكم المناسب حقّاً في الوقت المناسب. وكانت بحقّ شجاعة قلّ نظيرها. إلاّ أنّ الخير كلّ الخير فيما وقع..

وكانت وقفة علماء الأمة الواعين ومن ورائهم كلّ المؤمنين في دعم هذه الخطوة المباركة. كانت بحقّ ثورة جديدة مباركة.

فسّر يا سيّدنا المفدّى على طريق أجدادك الطاهرين (ع) وسر على نهج إمامنا الراحل (رض) والأمة من ورائك..

توجيهات ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (دام ظله) حول مراسم عاشوراء

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

لحسن حظّنا ان يتمّ لقاء السادة العلماء والمبلّغين هذا العام في هذه المدينة وهذه المحافظة بالذات، وهو كما تعلمون عادة سنوية تسبق شهر محرم من كلّ عام. ونحن إذ نغتنم هذه الفرصة، نستعرض بعض المسائل المتعلّقة بهذا الشهر الحرام وذكرى عاشوراء الخالدة في الأذهان. ولكن قبل الخوض في هذه المسائل لابدّ من تقديم الشكر للعلماء الأفاضل لا سيما البارزين من علماء هذه المحافظة الذين يتحمّلون ــ والحمد لله ــ مسؤولية التدريس والبحث والتفسير وتبيان الحقائق وإقامة صلاة الجمعة وما إلى ذلك في هذه المحافظة التي تعتبر من المحافظات البارزة من حيث القوّة الإيمانية. فرغم تمسّك شعبنا برمّته بالدين وإيمانه به فإنّ لكلّ شيء نسبته، وثمّة تفاوت في النسب، وهذه المحافظة هي من المحافظات التي أثبت مواطنوها أنّهم مؤمنون ومخلصون؛ وأينما وجد مثل هؤلاء كانت الأرضية مناسبة ومساعدة لرجال الدين لأداء واجباتهم الإلهية. وأنا إذ أشكر السادة العلماء الذين أدّوا وما زالوا يؤدون خدمات جليلة قيّمة، أدعوهم إلى بذل ما بوسعهم لإنهاء التخلّف الثقافي في المحافظة (كهكيلويه وبوير أحمد) المحرومة، وجعل هذه المسألة من الأولويات.

وفيما يتعلّق بشهر محرم فثمّة أمران:
الأول: الخطابة حول نهضة عاشوراء، فرغم ما قيل عن فلسفة ثورة الحسين(ع)، وكلّ ما جاء على ألسنة وأقلام كبار العلماء والمفكّرين حتّى يومنا هذا، يبقى المجال مفتوحاً للحديث عن هذه الحقيقة الساطعة عمراً بكامله. فكلّما تمعّنّا في مسألة عاشوراء والثورة الحسينية، نجد أنّها مترامية الأطراف والأبعاد وتستحق التفكير والتبيان، وكلّما تبحّرنا في التفكير قد نجد ما هو جديد وقد نكتشف حقائق جديدة. والحديث عن عاشوراء ــ رغم كلّ ما يدور فيه ويجب أن يدور فيه كلّ عام ــ تبقى لمحرّم خصوصياته، ويتوجّب الحديث أكثر عن هذه الخصوصيات حاضراً ومستقبلاً إن شاء الله.

الأمر الثاني الذي يجب التطرّق إليه مع حلول شهر محرّم هو أمر قلّما جرى الحديث عنه، وهذا ما سأتطرّق إليه اليوم، وهو مسألة مراسم عزاء الإمام الحسين(ع) وفضل إحياء ذكرى عاشوراء. ففي الحقيقة إنّ من أهمّ ما يميّز الشيعة عن سائر إخوتهم المسلمين هو أنّ لديهم ذكرى عاشوراء. فمنذ أن أصبحت ذكرى مصيبة الإمام الحسين(ع) سنّة يعمل بها، تفجّرت فيوضات ومعنويات في قلوب وأذهان محبّي أهل البيت(ع)، ومازالت تتفجّر إلى يومنا هذا وستبقى كذلك بفعل ذكرى عاشوراء. إنّ الهدف من عاشوراء ليس مجرد الحديث عن الذكرى وحسب، بل تبيانها بكلّ أبعادها وجزئياتها التي لا عدّ لها ولا حصر، كما ذكرنا منذ قليل.

إذن، إحياء هذه الذكرى هو في الحقيقة عمل ذو فضل عظيم، ومن هنا كانت مسألة البكاء والإبكاء على مصاب الحسين(ع) سائدة حتى في زمن أئمتنا عليهم السلام، وينبغي أن لا يفكّر أحد بعدم جدوى البكاء، وما إلى ذلك من العادات القديمة، في زمن الفكر والمنطق والاستدلال، فهذا فكر خاطئ؛ لأنّ لكلّ شيء مكانه، ولكلًّ سهمه في بناء شخصية الإنسان، العاطفة من جهة، والمنطق والاستدلال من جهة أخرى، أمور كثيرة لا تحلّ إلاّ عن طريق العاطفة والمحبّة، ولن يؤثّر فيها المنطق والاستدلال.

إذا ما نظرنا إلى حركة الأنبياء والرسل لوجدنا انّ المنطق والاستدلال لم يكن لهما أيّ دور في التفاف عدد من الناس حول أيّ نبي مرسل، وليس هناك في التاريخ وبالتحديد تاريخ الرسول الأكرم(ص) - وهو تاريخ مدوّن وواضح - ما يشير إلى انّ النبي الأكرم(ص) كان يخاطب كفّار قريش بمنطق الاستدلال. فلم يكن يستدلّ لهم على وجود الله أو على وحدانية الله أو على بطلان الأصنام والأوثان، فهذه مرحلة تأتي فيما بعد عندما تمضي النهضة قدماً في طريقها، أمّا بداية فإنّ الحركة لن تقوم إلاّ على العواطف والأحاسيس، لذا كان النبي الأكرم(ص) يؤكّد في مخاطبته الكفّار أوّل الأمر على عجز أصنامهم وآلهتهم، ويدعوهم إلى الإيمان بوحدانية الله تعالى، «قولوا لا إله إلاّ الله تفلحوا»، فعلى أيّ دليل استند بـ«لا إله إلاّ الله»، وعلامَ يفلح من يقول «لا إله إلاّ الله»، وهل هناك في هذه المقولة استدلال عقلي أو فلسفي؟

طبعاً لا ننكر أنه في كل احساس صادق يكمن برهان فلسفي، ولكن المسألة هي ان النبي(ص) عندما يهم بنشر دعوته لا يستند في ذلك بداية إلى الاستدلال الفلسفي، بل يدخل من باب العواطف والأحاسيس الصادقة التي لا تخلو من المنطق بحد ذاتها وهي تحمل استدلالاً بين جنباتها، فاهتمامه(ص) انصّب بداية على الظلم الذي كان يسود المجتمع وما يعانيه هذا المجتمع من اختلاف بين الطبقات وضغوط يمارسها أعداء الله من البشر وشياطين الإنس بحق الناس، وهذا ما يدخل في إطار العواطف والأحاسيس، وعندما تستقر دعوته يحين دور المنطق والاستدلال الذي يستوعبه من يمتلك عقلاً نيراً وفكراً متفتحاً، فيما يبقى البعض في درجات أدنى من ذلك، ولكن ليس من الواضح والمؤكد ان من يمتلك مستوى عالياً في مجال الاستدلال يمتلك مستوى مماثلاً في مجال المعنويات ودرجاتها، فقد تجد أحياناً اناساً ذوي مستويات متدنية في المنطق والاستدلال، لكنهم يملكون عواطف وأحاسيس جيّاشة، ويرتبطون في بواطنهم بالمبدأ الغيبي أكثر من غيرهم ويهيمون في حبهم للنبي الأكرم(ص)، مثل هؤلاء يحققون درجات عليا. إذاً فللعاطفة مكانها ودورها ولكنها لا تستطيع ان تحل محل الاستدلال ولا الاستدلال يمكن ان يحل محلها.

إنّ واقعة عاشوراء هي بحدّ ذاتها وطبيعتها بحر متلاطم من العواطف الصادقة، حيث نهض إنسان عظيم طاهر لا تطرق قلبه الملكوتي إيّ شائبة أو تردّد لتحقيق هدف أجمع كلّ منصفي العالم على سموّه وصحته وهو إنقاذ الامة من الجور والظلم والعدوان، «أيّها الناس إنّ رسول الله(ص) قال: من رأى منكم سلطاناً جائراً - وهذا بيت القصيد، فقد كانت فلسفة حركة الإمام الحسين(ع) محاربة الظلم - يعمل في عباد الله بالجور والطغيان أو بالاثم والعدوان»، إنّه من أقدس الأهداف التي لا يمكن لذي إنصاف إنكارها، مثل ذاك الإنسان العظيم يتحمّل من أجل تحقيق مثل هذا الهدف النبيل أصعب أنواع الجهاد، وأصعب أنواع الجهاد هو الجهاد في الغربة، إذ ليس من الصعب الموت وسط ضجيج وأهازيج الأصدقاء وإشادة عامة الناس، فعندما يصطف فريقان ويقف الرسول الأكرم أو أمير المؤمنين في مقدّمة جبهة الحق ليدعوا إلى مبارزة الأعداء ويخرج غلام ملبياً الدعوة فيودعانه بالدعاء ويمسحان على رأسه ويرفع المسلمون أيديهم له بالدعاء، ويتوجه الغلام من ثمّ إلى ساحة القتال ليجاهد ويستشهد، فهذا نوع من الجهاد والاستشهاد. ولكن ثمّة نوعاً آخر من الجهاد، ويتجلى بخروج الإنسان إلى ساحة المعركة والمجتمع من حوله ما بين منكر عليه وغافل عنه ومعاد له، وحتى تلك الفئة القليلة التي ترتاح له قلبياً تراها لا تتجرّأ على إبداء ارتياحها له ولمسيرته. ففي عاشوراء الإمام الحسين(ع) لم يتجرّأ أمثال عبدالله بن عباس وعبدالله بن جعفر اللذين ينتميان إلى بني هاشم والى تلك الشجرة الطيبة، لم يتجرّأ على الوقوف في مكة أو المدينة وإطلاق شعارات موالية للإمام الحسين(ع)، لهذا وصف جهاده(ع) بالجهاد في الغربة وهو من أصعب أنواع الجهاد، الجميع أعداء له، والجميع معرض بوجهه عنه حتى المقرّبين اليه. الإمام الحسين(ع) يطلب من أحدهم مساعدته، فيردّ عليه: هاك جوادي استفد منه، هل من غربة أكبر من هذه؟ إنّه الجهاد في الغربة، وفي هذا النوع من الجهاد يفقد الإمام أعزّ أعزّته أمام ناظريه، أبناءه وأبناء اخوته واخوته وأبناء أعمامه؛ زهور بني هاشم تتساقط الواحدة تلو الاخرى أمام ناظريه، حتى طفله الرضيع لم يسلم من القتل، أضف إلى كلّ ذلك انّ الامام كان يعلم انّه بمجرّد استشهاده ستسبى عياله البريئة الطاهرة، حيث ستتكالب الذئاب المتعطشة على الفتيات اليانعات لبثّ الخوف والهلع في نفوسهن، وسلب أموالهن وأسرهن وإهانتهن، حتى بنت أميرالمؤمنين زينب الكبرى التي كانت من أبرز الشخصيات الإسلامية، حتى هي تعرّضت للإهانة والتعذيب.

الإمام الحسين(ع) كان يعلم بكلّ ما سيحصل. إذن تصوّروا ما أصعب هذا الجهاد، وإلى جانب كلّ ذلك لا ننسى عطشه وعطش عياله، الصبية عطاشى، الصبايا عطاشى، العجائز عطاشى، الطفل الرضيع عطشان، هل أدركتم الآن مدى صعوبة هذا النوع من الجهاد؟، مثل هذا الإنسان العظيم الطاهر الذي تتسابق ملائكة السماء لمشاهدة نور وجهه والتبرّك به، ويأمل الأنبياء والأولياء أن يكون لهم مثل مقامه، مثل هذا الإنسان بكلّ تلك المكانة والمنزلة يستشهد في هكذا جهاد وهكذا شدّة ومحنة، إنّها واقعة لا يمكن لأيّ إنسان أن يعاين تلك الواقعة ويدرك وقائعها ولا تهتز مشاعره لها؟ هذا كلّه من فضائل عاشوراء منذ قيامها، منذ أن صعدت زينب الكبرى - كما يروى - تلّة الزينبية وخاطبت الرسول(ص): «يا رسول الله صلَّتْ عليك ملائكة السماء، هذا حسينك مرمّل بالدماء، مقطّع الأعضاء، مسلوب العمامة والرداء»، وأخذت تتلو مصيبة أبي عبدالله، وتروي الواقعة بصوت عال، تلك الواقعة التي أرادوا إخفاءها، روتها في كربلاء والكوفة والشام والمدينة، ومن يومها تفجّرت الينابيع الحسينية ومازالت إلى يومنا هذا، هذه هي واقعة عاشوراء.

يصادف أحياناً أن لا يملك إنسان أيّ نوع من النعم، مثل هذا الإنسان لا يسأل عنها أبداً، أمّا الإنسان الذي يحظى بنعمة ما فإنّه سيسأل عنها، وإنّ من أفضل وأكبر النعم نعمة ذكرى الحسين بن علي(ع) وأقصد نعمة مجالس العزاء، نعمة محرّم، نعمة عاشوراء التي ينعم بها شيعتنا، ومن المؤسف انّ اخوتنا المسلمين من غير الشيعة لم يفيدوا أنفسهم بهذه النعمة لكنّهم يستطيعون كسب هذه النعمة كما هي الحال في بعض الأماكن.

إذاً ماذا يمكن أن نستفيد من هذه المجالس وهذه الذكرى؟، وكيف يمكن شكر هذه النعمة؟، هذا ما أودّ أن أطرحه على شكل سؤال، وعليكم أنتم الإجابة عليه. نعمة بهذه العظمة من شأنها أن تفعم القلوب بالإيمان الإسلامي، وبفضل هذه النعمة بات الظلمة الذين شهدهم التاريخ يخشون عاشوراء ويخشون ذكرى الإمام الحسين، وهذا الخوف بدأ منذ عهد خلفاء بني أميّة ومازال مستمراً إلى يومنا هذا، وقد شاهدتم نموذجاً عن ذلك إبّان ثورتنا. فعندما كان يحل «محرّم» كانت أجهزة النظام البهلوي الرجعي الكافر الفاسد تشعر بالعجز، وأدركت انّ عجزها ناجم عن محرّم، وقد أشار بعض التقارير التي خلّفها النظام البائد إلى تخبّط أجهزته وارتباكها مع حلول شهر محرّم، وقد عرف إمامنا العظيم رضوان الله عليه - ذلك الرجل الحكيم الفذ المؤمن - عرف كيف يستفيد من تلك الواقعة تحقيقاً لأهداف الإمام الحسين(ع)، وهذا ما فعله.

إنّ شهر محرّم شهر ينتصر الدم فيه على السيف، وانطلاقاً من هذا المنطق جعل إمامنا الدم ينتصر على السيف بفضل شهر محرّم الحرام، إنّه نموذج عشتموه بأنفسكم ويجب أن تستفيدوا منه، كما ينبغي على عامة الناس بمن فيهم رجال الدين الاستفادة من ذلك، واستفادة الناس تكمن في عشقهم وإحيائهم لهذه المجالس واستلهامهم منها قدر استطاعتهم وبمشاركتهم بإخلاص في مثل هذه المجالس ابتغاء الاستفادة وليس لتمضية الوقت أو لمجرّد كسب الثواب الاخروي وهم لا يدرون من أين يأتي هذا الثواب، طبعاً هناك ثواب اخروي ولكن ثواب مثل هذه المجالس من أين يأتي وكيف؟ حتماً هناك هدف، وإن فقد الهدف فقد الثواب، فليشارك الناس في مجالس العزاء وليعرفوا قيمة ذلك وليستفيدوا خير استفادة منها، ويجعلوها الوسيلة التي تربطهم قلباً وروحاً بالحسين بن علي(ع) وآل بيت رسول الله(ص) وروح الإسلام والقرآن؛ هذا ما يتعلّق بالناس.

أمّا ما يتعلّق برجال الدين فهو أصعب من ذلك لأنّ من مقوّمات مجالس العزاء أن يجتمع عدد من الناس، ويشارك رجل دين في ذلك المجلس لإقامة العزاء بغية إفادة الناس.

كيف تقيمون مجالس العزاء؟، سؤال أوجِّهه إلى كلّ الذين يشعرون بالمسؤولية تجاه هذه المسألة.

ثلاثة أمور يجب أن تقوم عليها المجالس حسب اعتقادي:
الأوّل: أن تسهم هذه المجالس في زيادة حبّ آل البيت في قلوب الناس؛ لأنّ الرابطة العاطفية رابطة ذات قيمة عظيمة، عليكم أن تعملوا كل ما من شأنه أن يزيد من حبّ الناس المشاركين للحسين بن علي(ع) وآل بيت الرسول(ص) ومصادر المعرفة الإلهية، وإذا ما قمتم في هذه المجالس - لا قدَّر الله - بما من شأنه عدم تقريب المستمع الحاضر أو ذاك المستمع خارجاً، عاطفياً من أهل البيت(ع)، أو قمتم بما من شأنه إبعاده عنه، أو - لا سمح الله - انزجاره مما يسمع، يعني نقلتم الواقعة بشكل يبعد المستمع عاطفياً عن أهل البيت(ع)، عندها ستفقد مجالس العزاء أحد أكبر فائدة قامت من أجلها، بل وستصبح أحياناً مضرّة، هذا أوّلاً، عليكم أن تعلموا ما ستفعلونه، أنتم القائمين على المجالس والخطباء فيها. اعرفوا كيف تزيدون من عواطف الناس تجاه الحسين بن علي(ع) وأهل بيت النبوة عليهم أفضل صلوات الله، في هذه المجالس.

الأمر الثاني: أن تتوضّح مبادئ قيام عاشوراء للناس، يجب أن لا نأتي إلى مجالس الحسين بن علي(ع) ونرتقي المنبر ونخطب ويخرج المستمع - وهو من أهل الفكر والتأمّل وما أكثرهم في مجتمعنا اليوم من شباب وشيوخ ونساء ورجال وذلك بفضل ثورتنا - يخرج هذا المستمع وهو يتساءل: لم جئت إلى هنا وعلامَ ذرفت الدموع؟، ما القضية؟ لماذا يجب البكاء على الحسين(ع)؟، لماذا قدم الحسين إلى كربلاء لتحصل واقعة عاشوراء؟، يجب أن تجيبوا على هذه الأسئلة قبل أن تتبادر لأحد، يجب أن تتوضح مبادئ واقعة كربلاء، إذن إذا تجاهلتم في مجالسكم وخطاباتكم وبياناتكم إشارة حتى ولو كانت صغيرة إلى هذا المعنى فإنّ ركناً من الأركان التي أشرت اليها يكون ناقصاً، وقد يخسر المجلس الفائدة التي انعقد من أجلها، وقد نتعرض أحياناً إلى الضرر لا سمح الله.

الأمر الثالث الذي يجب أن تقوم عليه المجالس هو العمل على زيادة المعرفة الدينية والإيمانية، عليكم أن تذكروا شيئاً ما عن الدين في مجالسكم يزيد من معرفة الناس وإيمانهم، وأن تأتوا بموعظة حسنة أو حديث مسند، وأن تنقلوا أخباراً عن أحد العلماء والمفكرين الإسلاميين، يجب أن تخطوا إحدى هذه الخطوات، ينبغي أن لا نرتقي المنبر لمجرّد الحديث أو أحياناً ذكر أحاديث ضعيفة، ليس فقط لا تسهم في دعم إيمان الناس بل تضعف الإيمان لديهم. وإذا ما حصل ذلك نكون قد تعثّرنا في بلوغ فوائد وأهداف مثل هذه المجالس، ويؤسفني أن أبلغكم أنّ ذلك يحصل أحياناً، فنسمع انّ خطيباً ما استند في مجلسه إلى حديث ضعيف من حيث الاستدلال وقاعدة الادراك العقلي ومن حيث التأثير على ذهن مستمع مستفسر من أهل المنطق والاستدلال. ثمة أمور كثيرة تنقلها الكتب ليس هناك دلائل تشير إلى دحضها، فقد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة، ولكن عندما تستندون إليها حتى وإن لم يثبت خلافها، فإنّ مستمعيكم من الشباب أو الطلبة أو الجامعيين أو المقاتلين أو الثوريين الذين تفتّحت أذهانهم بفضل الثورة، عندما يسمعون منكم مثل هذه الامور قد تتبادر إلى أذهانهم أسئلة كثيرة حول الدين وقد تثار لديهم عقد ومشاكل عديدة. يجب أن تتجنّبوا ذلك حتى وإن كان الحديث مسنداً لكنّه يؤدّي إلى ضلال وانحراف، فكيف بتلك الأحاديث التي هي في غالبيتها فاقدة للسند الصحيح في غالبيتها. أحدهم يسمع شيئاً ما، فينقل ذلك الذي سمعه خلال سفر كان يقوم به، مجرد حادثة قالها أحدهم وسمعها الآخر وصدّقه، ثمّ لنفرض انّ المستمع جاء وذكر ما سمعه في كتاب ألَّفه، لماذا يجب علينا أن ننقل ذلك الذي لا يمكنه أن يكون مبرراً لأصحاب الأذهان المستفسرة والواعية؟، هل من المفروض نقل كلّ ما يكتب وأينما كتب؟، إنّ الجزء الأكبر من التحوّل الثقافي في مجتمعنا يكمن في أنّ شبابنا الذين كنّا بالأمس نقصد بهم الجامعيين نقصد بهم اليوم عامة شباب الوطن وحتى من غير الشباب، من الرجال والنساء والصبيان والبنات، فلقد تفتّحت أذهانهم، وهم ينظرون إلى الامور بعين البصيرة والاستفسار، يريدون أن يعرفوا، لا تجعلوا هؤلاء يغرقون في الشبهات، انّه عصر التحول الثقافي، والعدو يثير الشبهات، ليس العدو وحده بل حتى الذين ينكرون أفكارنا يثيرون الشبهات. هل يمكن إخراس كلّ من لا يتّفق مع أفكارنا ودعوته إلى عدم إثارة الشبهات؟، كلاّ لا يمكن ذلك، إنّهم يثيرون الشبهات ويتحدّثون بما يروق لهم ويحاولون إثارة الشكوك، وعليكم أن تدحضوا هذه الشبهات بما تقولونه لا أن تدعموها، البعض يرتقي المنبر متجاهلاً هذه المسؤولية المهمة ويتحدّث بما يزيد من شكوك وعقد المستمع، إذا ما حصل ذلك وأصيب عشرة شباب أو خمسة أو شاب واحد بشكوك حول مسألة الدين وخرج من المجلس دون أن نعرفه، فكيف سنعوّض ذلك؟ وهل يمكن التعويض؟، وهل سيسامحنا الله؟، إذن فالقضية أكبر من ذلك.

ثلاثة أمور يجب أن تُراعى في مجالس العزاء؛ إثارة عواطف الناس تجاه الحسين بن علي(ع) وأهل بيت النبوة عليهم السلام أكثر فأكثر وتوطيد العلاقة والرابطة العاطفية معهم، وتوضيح واقعة عاشوراء ومبادئها للمستمع، وإثارة المعرفة والإيمان ولو بشكل يسير. لا نطلب أن تتناول المنابر كلّ هذه الامور في آن واحد، فإذا ما نقلتم حديثاً صحيحاً من كتاب معتبر وشرحتم معناه بشكل جيد - لأنّ بعض الأحاديث تفقد معناها أحياناً نتيجة الشروحات المعقّدة - فإنّ ذلك سيفيد مستمعيكم وقد يحقّق الجزء الأكبر مما نصبو إليه، أو تناولتم آية قرآنية واستندتم إلى تفسير صحيح لها ثمّ نقلتموها بعد مطالعة وتحليل فستبلغون المراد.

ولذكر المصيبة افتحوا «نفس المهموم» للمرحوم المحدِّث القمّي واقرأوا ما فيه لمستمعيكم فإنّه سيثير عواطفهم إلى حدّ البكاء، لماذا يجب أن نقوم بما من شأنه أن يحرف مجلس العزاء عن فلسفته الواقعية، إنّني أخشى أن نكون في هذا الزمن - وهو زمن ظهور الإسلام وتجلّيه وتجلّي أفكار أهل البيت عليهم السلام - عاجزين عن أداء مسؤولياتنا.

هناك أمور تقرِّب الناس من الله ومن الدين، مجالس العزاء التقليدية هذه تقرِّب الناس من الدين، وهذا ما أوصى به الإمام الراحل، إنّ الجلوس في المجالس والاستماع إلى العزاء والبكاء واللطم على الرؤوس والصدور والخروج في مواكب العزاء، كلّ ذلك يثير عواطف الناس تجاه أهل بيت النبوّة عليهم السلام وهذا أمر عظيم، وهناك ما هو عكس ذلك مما يبعد البعض عن الدين.

يؤسفني أن أقول انّ أموراً جرت خلال الأعوام القليلة الماضية وأعتقد انّ أيادي تقف وراءها، أموراً جرت أثارت الشبهات لدى كلّ من رآها، منذ القدم كان متعارفاً أن يربط الناس أيام العزاء أجسادهم بالأقفال ثمّ تحدَّث العلماء عن ذلك فزالت تلك العادة، واليوم ظهرت هذه العادة مجدّداً، ما هذا العمل الخاطئ الذي يقوم به البعض، و (التطبير) أيضاً من جملة هذه الامور، ويعتبر عملاً غير مشروع.

أعلم انّ البعض سيقول لم يكن من المناسب أن يتحدّث فلان عن التطبير، وما دخله في الأمر، كان حرياً أن يدعهم يضربون الرؤوس بالقامات (السيوف)، كلاّ لا يصحّ ذلك، لو كانت مسألة (التطبير) التي بدأوا يروّجون لها في السنوات الأربع الماضية سائدة أيام حياة إمامنا الراحل رضوان الله عليه لوقف الإمام بوجهها، إنّه عمل خاطئ، البعض يمسكون بالقامات ويضربون بها رؤوسهم ليغرقوا بدمائهم، علام ذلك؟، وهل يعتبر ذلك عزاء؟، اللطم على الرؤوس هو العزاء، وعفوياً يلطم الذي نزلت به مصيبة، رأسه وصدره، هذا هو العزاء، العزاء الطبيعي، ولكن هل سمعتم انّ أحداً راح يضرب رأسه بالسيف لفقده عزيزاً من أعزّائه؟ هل يعتبر ذلك عزاءاً؟ كلاّ، إنّه وهم، ولا يمتّ ذلك إلى الدين بصلة، وما من شك بأنّ الله لا يرضى بذلك.

ربّما السلف من علمائنا لم يكن يستطيع أن يصرِّح بذلك، ولكنّنا اليوم نعيش حاكمية الاسلام وظهوره، فينبغي أن لا نقوم بعمل يجعل من المجتمع الاسلامي المحب لأهل البيت عليهم السلام والذي يفتخر باسم ولي العصر أرواحنا فداه وباسم الحسين بن علي(ع) وباسم أميرالمؤمنين(ع) لا ينبغي أن نجلعه في نظر باقي مسلمي العالم وغير المسلمين يبدو وكأنّه مجتمع خرافي وغير منطقي.

كلّما فكّرت في الأمر رأيت إنّني لا يمكنني السكوت عن هذا العمل الذي هو بالتأكيد عمل غير مشروع وبدعة، فليكفّوا عن هذا العمل، فإنّني غير راض عنه، إنّني غير راض من كلّ قلبي عن كل شخص يريد التظاهر بالتطبير.

أحياناً كان يجتمع عدد من الأشخاص في ركن ناءٍ ويقومون بهذا العمل بعيداً عن أعين الناس وعن التظاهر بذلك أمامهم، ولم يكن أحد يتدخّل في شؤونهم مشروعاً كان عملهم أم غير مشروع، كان يتمّ ذلك ضمن نطاق محدود، ولكن إذا تقرر أن يخرج عدّة آلاف من الناس فجأة في أحد شوارع طهران أو قم أو مدن اذربيجان أو خراسان ويضربوا رؤوسهم بالسيوف، فإنّنا لن نقبل بذلك، وهذا أمر غير مشروع لن يرضى به الإمام الحسين(ع). لا أدري من أين تأتي هذه الامور لتنتشر في مجتمعاتنا الاسلامية ومجتمعنا الثوري؟

لقد ظهرت مؤخّراً بدعة غريبة غير محبّذة في باب الزيارة، كلّنا يعلم انّ أئمة الهدى عليهم السلام كانوا يزورون المرقد الطاهر للرسول الأكرم(ص)، كما انّ إمامنا الصادق عليه السلام والإمام موسى بن جعفر(ع) وباقي الأئمة الأطهار عليهم السلام كانوا يزورون المرقد الطاهر للإمام الحسين(ع)، كذلك أصبحت المراقد الطاهرة لأهل البيت عليهم السلام في العراق وإيران مزارات يؤمّها العلماء والفقهاء والفضلاء، هل سمعتم انّ إماماً أو عالماً كبيراً كان ينبطح أرضاً عند دخوله حرم أحد المراقد ويزحف نحو الضريح؟، لو كان هذا الأمر مستحسنا ومحبّذاً ومقبولاً لأقدم عليه أئمتنا وعلماؤنا، ولكنّهم لم يفعلوا، حتى أنّه يروى أنّ المرحوم آية الله العظمى السيد البروجردي رضوان الله تعالى عليه العالم الكبير والمجتهد والمفكّر الفذ، كان يمنع تقبيل عتبات المراقد على رغم انّ ذلك قد يكون مستحبّاً، ويحتمل أن تكون الروايات قد أوردت مسألة تقبيل العتبات، إنّها مسألة تتناولها كتب الأدعية وكذلك الروايات حسبما يتبادر إلى ذهني، رغم انّ ذلك قد يكون مستحبّاً، كان المرحوم البروجردي يمنع الناس عنه لكي لا يفكّر البعض أنّهم يسجدون لها وحتى لا يُشنّع الأعداء بالشيعة.

واليوم يقوم البعض في المرقد الطاهر للإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام بالانبطاح أرضاً عند دخولهم والزحف نحو مئتي متر حتى يصلوا إلى الضريح المطهّر، إنّه عمل خاطئ، انّه توهين، توهين بالدين وبالزيارة، من الذي ينشر هذه البدع بين الناس؟، ربّما كان ذلك أيضاً من صنع الأعداء، اشرحوا هذه الأمور للناس، أنيروا أذهانهم، الإسلام دين منطقي، وأكثر المفاهيم منطقية في الإسلام هي مفاهيم الشيعة، إنّها مفاهيم راسخة.

لقد سطع المتحدّثون الشيعة كالشمس كلّ في عصر وزمان، لم يكن أحد يجرؤ على القول بأنّ منطقهم ضعيف؛ ففي زمن أئمتنا برز رجال أمثال مؤمن الطاق وهشام بن الحكم وغيرهما، وبعد زمن الأئمة برز أمثال الشيخ المفيد وغيره، كما برز فيما بعد الكثير من المتحدّثين أمثال العلاّمة الحلّي وغيره، إنّنا أهل منطق واستدلال، انظروا إلى قوة كتب الاستدلال التي تتناول البحوث المتعلقة بالشيعة، ككتب المرحوم شرف الدين في زماننا، وكتاب الغدير للمرحوم العلاّمة الأميني في زماننا، أينما وجّهت وجهك ثمة استدلالات محكمة، هذا هو التشيّع، لماذا يروّجون لأعمال ليس فقط تفتقر للاستدلال بل إنّها أشبه شيء بالخرافة، هذا هو الخطر الذي يتهدّد عالم الدين ومعارفه، وينبغي على حماة الدين والعقيدة الالتفات له.

كما ذكرت هناك عدد من الناس سيسمعون هذا الكلام ويقولون في أنفسهم كان يجدر بفلان أن لا يتحدّث في هذا الأمر، لا! أنا من يجب أن يتحدَّث به، فمسؤوليتي أكبر من مسؤوليات الآخرين، طبعاً يجب على السادة العلماء أن يتحدّثوا بهذا الأمر أيضاً.

لقد كان لإمامنا الراحل مواقف حازمة وصارمة، كان أينما رأى مسألة فيها انحراف يتحدِّث بشأنّها بصراحة وحزم ولا يخشى لومة لائم، ولو كانت هذه الامور سائدة في زمانه أو كانت رائجة كما هي اليوم لكان تحدَّث بشأنها دون شك.

ثمّة أشخاص متعلّقون بهذه الأمور سيستاؤون من الطريقة التي تحدَّثت بها عن تلك الأمور المحبّبة لهم، إنّهم في غالبيتهم أفراد مؤمنون وصادقون ولا يرمون لشيء، ولكنّهم خاطئون.

هذه هي المسؤولية الكبيرة التي يجب عليكم أيّها السادة العلماء أن تحملوها على عاتقكم أينما كنتم، إنّ مجلس عزاء أبي عبدالله الحسين(ع) هو ذلك المجلس الذي يقوم على المعرفة والذي يعتمد على الأركان الثلاثة التي ذكرتها للتو.

نأمل أن يوفِّقكم الباري عزّ وجلّ لتبيان ما يرضاه بكلّ قدرة وشجاعة وجد ومثابرة لتكونوا على قدر المسؤولية بإذن الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نصّ جواب ولي أمر المسلمين قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الخامنئي (دام ظله) ردّاً على رسالة حجّة الإسلام والمسلمين مروّج إمام جمعة أردبيل التي أعلن فيها امتثال أبناء أردبيل لتوجيهات وإرشادات سماحته الخاصة بالمواكب الحسينية وضرورة تنزيهها من كلّ الأعمال التي لا تمتّ للدين بصلة

بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد مروّج إمام جمعة أردبيل دامت بركاته..

بعد التحية والسلام:

لقد استلمت رسالتكم الموقّرة التي تعكس موقف أهالي أردبيل الأعزّاء الجدير بالتقدير من نصائحي التي تتعلق بمواكب سيّد الشهداء عليه ألف تحية وسلام..

إنّ هذا الموقف ليس غريباً عن أناس مؤمنين وغيورين ومضحّين يقفون في الصفوف الأولى مع الصالحين. لقد شاهدت عن قرب سواء في ميدان الحرب المفروضة أو في المواقف الثورية والسياسية والدينية بطولات أهالي أردبيل الأعزّاء وحبّهم وعشقهم لآل البيت عليهم السلام وسيكون أجرهم على الله تبارك وتعالى.

ما طرحته للشعب المتديّن والعاشق لآل النبوّة والولاية عليهم السلام هو من منطلق الحرص، لقد شاهدت كيف يحكم العالم بجفاء على إخلاص ومحبّة الناس لسيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام، وشاهدت كيف يفسّر استيعاب الناس وفهمهم وإدراكهم لعقيدتهم بمنزلة أهل البيت(ع) الرفيعة أخذت تفسر ونتيجة لممارسة أعمال عن جهل وبشكل لا يناسب الشيعة والأئمة الأطهار، وشاهدت كيف عمد الأعداء المتعصّبين للإساءة بإعلامهم الشيطاني لمواكب عزاء عترة الزهراء الطاهرة عليهم السلام، وشاهدت كيف اتّخذ الأعداء بعض الأعمال التي لا تمّت للدين بصلة ذريعة كي يصفوا الإسلام والشيعة - والعياذ بالله - بالخرافات وأخذوا يعلنون غضبهم وعداءهم لنظام الجمهورية الإسلامية المقدّس.

هل إنّ الشيعة المحبّين والمخلصين عندما يضربون رؤوسهم أو رؤوس بعض الأطفال يوم عاشوراء راضون بأن يتبدّل عملهم هذا إلى سند بأيدي الأعداء في وقت تتسلّط فيه الآلاف من الأعين وتتكالب الألسن من أجل الإساءة للإسلام والتشيع! هل يرضى هؤلاء ومن أجل التظاهر بهذا العمل أن يسيئوا إلى دماء عشرات الآلاف من التعبويين (البسيج) التي أريقت من أجل الحفاظ على كرامة الإسلام والتشيع ونظام الجمهورية الإسلامية؟

إنّ ما نُقل عن مراجعنا الأوائل حول هذه الأعمال لا يتعدّى هذا الحكم - إذا لم يترتّب على هذا العمل ضرر يُعتد به فهو جائز -. ألم يكن التقليل من مكانة الشيعة في أنظار العالم ضرر يُعتد به؟ ألم تكن الإساءة لمحبة وعشق الشيعة لآل الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وخاصة لسيّد الشهداء عليه السلام ضرراً؟ أيّ ضرر أكبر من هذا؟

عندما يتمّ ضرب الرؤوس بالسيوف بشكل فردي وفي البيوت فهو مضرّ وضرره هو ضرر جسمي، وهذا ملاك للحرمة، ولكن عندما يتمّ هذا العمل أمام الناس وأمام عدسات الكاميرات وعيون الأعداء والأجانب وأمام أعين شبابنا فهو ليس مضرّاً جسمياً وشخصياً فقط، بل يعتبر من الأضرار الكبرى حيث الإساءة للإسلام والشيعة.

لقد أصبح هذا الضرر اليوم كبيراً ومدمّراً، لذا فإنّ شجّ الرؤوس (التطبير) بشكل علني وأمام الأعين حرام وممنوع.

طبعاً إنّ الأشخاص الذين سبق أن ضربوا رؤوسهم بنيّة العشق والإخلاص والثواب فأجرهم على الله، ولكن علينا أن نقيم مجالس العزاء والمواكب التي تعكس الحب والشوق والحزن لأهل البيت بشكل يختلف عن تلك المواكب التي كانت تقام في السابق. وما يقرأ في هذه المجالس من شعر ونثر ومصائب يجب أن يكون ذا مغزى وهدف ويستند إلى مصادر متواترة عن الأئمة الأطهار عليهم السلام.

تحياتي ودعائي بالتوفيق لسماحتكم وجميع أهالي أذربيجان وأردبيل وسائر مناطق البلد الإسلامي.

السيد علي الخامنئي

السابع من محرّم الحرام 1415هـ

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“