بعد اعدامه محاولة للفهم
بعد اعدامه محاولة للفهم
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني الأجلاء
كان الأستاذ عبد الله سلام الحكيمي قد كتب هذه الورقة لندوة عقدت قبل أكثر من 40يوماً ولكنه لم ينشرها
وهي محاولة للفهم لم أقرأها بعمق ولكني أرجو أن أقرأها معكم في هذا المنبر
حول حركة أو ظاهرة الحوثي
محاولة أولية لرؤية المنطلقات والغايات الرئيسية
أولا : خلفية عامة تاريخية ضرورية لفهم أفضل :
من هو الحوثي معالم الشخصية السياسية والفكرية:
1- هو حسين بن بدرالدين بن أميرالدين الحوثي في حدود العقد الخامس من العمر.
2- حاصل مؤخرا على درجة الماجستير في اصول الفقه من السودان ويحضر لدرجة الدكتوراة.
3- والده العلامة بدرالدين الحوثي أحد كبار علماء الدين وأحد أبرز مؤسسي "حزب الحق" بعد الوحدة عام 1990م وكان يحتل موقع نائب رئيس الحزب.
4- كان الاستاذ حسين وبعض اخوته واكثر من يحسبون اليوم عليه من كوادر حزب الحق.
5- منذ البداية الاولى لتأسيسه واعلان وجوده بدا "حزب الحق" قويا ومتمتعا بزخم وقوة دفع هائلة من الناحية الشعبية جعلت الكثير من التوقعات والتحليلات ترشحه لاحتلال مكانة ودور وتأثير رئيسي في الحياة والساحة الحزبية والسياسية وذلك بالنظر إلى كون غالبية مؤسسيه من كبار علماء الدين والشخصيات البارزة ذات السجل الشخصي والعام النظيف والمحترم.
6- تعرض "حزب الحق" منذ بداية وجوده وحركته لتأثيرات وانعكاسات عمليتين مكثفتين ومركزتين ومتزامنتين هما:
الاولى: حملة اعلامية سياسية واسعة استهدفت أساسا اظهاره كحزب طائفي عنصري مذهبي يمثل الهاشميين في البلاد من ناحية والمذهب الزيدي من جهة أخرى.
الثانية : خطة اختراق داخلي وخلخلة داخل تركيباته ومستوياته قامت بها الاجهزة الامنية الاستخباراتية التابعة للنظام ومعها اجهزته الحزبية والسياسية الرديفة ، اعتمدت سياسية الترغيب والترهيب معا لخلق الصراعات والانقسامات الداخلية وبث حالة من الاحباط والجمود والشلل في أدائه وحركته
وقد حققت هاتان العمليتان المتزامنتان نجاحا ملحوظا في اهدافهما وغاياتهما المرسومة وساعد في تحقيق هذا النجاح أن الغالبية الساحقة لمرجعية الحزب المؤسسة وعدد لا بأس به من كوادرها القيادية كانت مفتقدة الى الخبرات والتجارب الحزبية والسياسية السابقة ما أدى إلى تجميد وشل فاعلية الحزب في أدائه وحركته وفي دوره وانتشاره الجماهيري ، حيث استفحل الخلاف وحدث الانشقاق داخل مرجعيته العليا بين كبار العلماء المؤسسين من ناحية وانسحاب عدد كبير من ابراز قيادييه وكوادره الشابة المتحمسة ومن بينهم الاستاذ حسين الحوثي وكثير من المحسوبين عليه اليوم ، كما أحدثت الحملة الدعائية الاعلامية والسياسية المضادة وكذا خطة الاختراق والخلخلة الامنية داخل صفوفه تأثيرا سلبيا مهما بخلق حالة واسعة من التخوف والعزوف عن المشاركة والابتعاد عن الحزب هروبا من الصورة السلبية التي أظهرت الحزب كقوة طائفية عنصرية مذهبية.
7- وكان من الطبيعي والمتوقع بأن يكون النظام الحاكم بمؤسساته واجهزته وامكانياته وسلطاته هو الطرف الاكثر استعدادا والاكثر مقدرة والاكثر مصلحة واستفادة على استثمار وتوظيف كل المعطيات والنتائج والاثار الناتجة عن الضربة القاصمة الموجهة إلى "حزب الحق" والتي أصابته بالركود والشلل شبه الكلي ، حيث سارت خطة النظام لتحقيق ذلك الهدف على خطين رئيسيين متوازيين ومتكاملين وهما :
الخط الاول: استقطاب وضم من يمكن استقطابهم وضمهم الى عضوية الحزب الحاكم من بين القيادات والكوادر الحركية النشطة التي اضطرت إلى الانسحاب من عضوية حزب الحق.
الخط الثاني : حث وتشجيع تلك القيادات والكوادر جميعها تقريبا على اقامة شكل أو اطار تنظيمي ما يمجمعهم وينظم حركتهم ونشاطاتهم خاصة أنهم تميزوا بكونهم بالغالب الاعم من القدرات الثقافية عالية المستوى وذوي ملكات علمية وفكرية واضحة ، ويختزنون طاقات هائلة من العطاء والحماس المتدفق والصافي فكان انشاء ما عرف مؤخرا باسم "الشباب المؤمن" الذي ظل يحظى برعاية وتشجيع ودعم النظام ماديا ومعنويا وكان من بين هؤلاء بل ومن ابرزهم الاستاذ حسين الحوثي.
وبدا أن جماعة "الشباب المؤمن" هؤلاء يغلب عليها الطابع أو الاتجاه الفكري الثقافي مع منحى سياسي ثانوي غير بارز باعتبارهم جماعة تمثل او تعبر بشكل أو بآخر عن الاتجاه الزيدي أو الشيعي العام وتيار "آل البيت" الفقهي الفكري بصفة عامة .. ويبدو أن النظام جريا على عادته ونهجه التكتيكي المستند عليه دائما اراد بأن يجعل هذه الجماعة أو القوة الشابة الناشئة والمتحمسة كأداة أو قوة مواجهة قادمة ضد تيار السلفية وقوته المتنامية والذي حظي هو الاخر من قبل برعاية وتشجيع ودعم النظام ليكون بمثابة قوة مواجهة ضد حزب "التجمع اليمني للاصلاح" بعد تصفية وضرب الحزب الاشتراكي اليمني ، في حرب عام 1994م وفق فلسفة الحكم المتأصلة بالدفع دائما نحو صراع الكل مع الكل ضد الكل باعتبارها الوسيلة المثلى لتأمين الحكم وضمان بقائه واستمراره ..
8- وبحسب المعلومات المحدودة والشحيحة للغاية المتوفرة لدي حتى الان فإن جماعة أو تيار "الشباب المؤمن" هؤلاء سرعان ما برزت بين قياداته وكوادره الرئيسية البارزة تباينات وخلافات في وجهات النظر والرؤى حول الطبيعة السياسية للاطار ودوره وأساليبه وغاياته ومنطلقاته دارت فيما اعتقد وقد أكون مخطئا في اعتقادي بين محورين فيه محور يمثله الاستاذ حسين الحوثي ومحور ثان يمثله مجموعة من القيادات والكوادر الرئيسية فيه .. وعند هذه النقطة يبدأ دور الاستاذ حسين الحوثي وما يمثله من توجهات وقناعات وعند هذه النقطة أيضا نبدا الحديث المباشر في محاولة رؤية أو فهم شئ عن منطلقات وغايات وطبيعة حركة أو ظاهرة الحوثي..
ثانيا : حركة الحوثي .. محاولة أولية لقراءة في المنطلقات والغايات:
يمكنني القول بادئ ذي بدء باني مستعد للدخول في مغامرة أو قل مجازفة في محاولة لاستشفاف ابرز المنطلقات والغايات التي اتصورها في حركة الحوثي معتمدا بالاساس على مصادر غاية في الشحة والمحدودية من المعلومات والوثائق المتاحة وعلى استنتاجات وربما تخمينات مستخلصة من رؤية وتحليل شخصي للاحداث والوقائع وهي بسبب ذلك لا تعدو كونها مجرد اجتهادات قد تخطئ وربما تصيب وحسبي من وراءها قصد باثارة نقاشات وحوارات لاحقة تكون أكثر دقة واكثر عمقا واوسع آفاقا حول حدث لا أظنه حدثا عابرا أو طارئا سرعان ما يتلاشى وانما اشعر بأنه حدث هل تداعياته وآثاره وتأثيره على مستقبل واقعنا وحياتنا السياسية العامة بالنظر إلى حقيقة ما تتميز به تلك الحركة من أساس عقائدي ايدلوجي ورؤية مستقبلية بعيدة المدى في آفاقها ومقاصدها أي انها ليست حركة ذات دافع سياسي آني او تكتيكي عابر التباينات والاختلافات في وجهات النظر والرؤية داخل اطار "الشباب المؤمن" بين محورين رئيسيين يمثلهما مجموعة من قياداته وكوادره الرئيسية ..
فأقول ان تلك التباينات والاختلافات اوصلت أو ربما اوصلت الفريقين إلى حالة من الافتراق أو شبه الافتراق بينهما علىنحو ربما افضى في الغالب الاعم إلى حالة من التجميد أو التعليق لاطار اسمه "الشباب المؤمن" والحركة باسمه وتحت شعاره..
ولعل أهم ما يمكن استنتاجه في هذا السياق من وجهة نظري ، أن تلك التباينات والاختلافات في الرؤى ووجهات النظر ، كانت في الحقيقة تترجم وتعكس وتعبر عن تباين واختلاف عقليتين أو منهجين أو اسلوبين للعمل والحركة في طبيعتها ومنطلقاتها وغاياتها ..
الاولى : يبدو أنها تنحو منحى يغلب الطبيعة والنزعة الفكرية الثقافية التوعوية على الحركة واساليبها وغاياتها ، مع تجنب أو تحاشي التورط في الدوامة السياسية وصراعاتها ومتطلباتها وقوانينها واساليبها ما امكن.
الثانية : يبدو انها اتخذت منحى يتسم بتغليب الطبيعة والنزعة الحركية العملية ذات الطابع السياسي الشعبي التعبوي ، مع تحاشي التقوقع والانحصار في الدائرة الضيقة المحصورة الدور والتأثير والمتمثلة في دائرة الصفوة أو النخبة المثقفة ذات الدور والتأثير السياسي والشعبي المحدود أو الضعيف للغاية ، والراجح بأن حسين الحوثي كان صاحب هذه العقلية أو النزعة والمترجم لها عمليا ، وسنوضح لاحقا الشواهد والمؤثرات والدلائل التي ترجح هذا الاستنتاج وتؤكده ، على أننا لا نستطيع هنا أن نقطع برأي جازم حول ما إذا كان الحوثي قد استمر في حركته ودوره العملي باسم اطار "الشباب المؤمن" أم تحت اسم اطار جديد آخر ؟ وأيا ما كان الامر ، فإن الشئ الاهم والثابت الذي يمكن تأكيده بأن هناك حركة ، عمل ، تحرك ، نشاط ، انتشار ملموس في الواقع تسير وفق رؤية يبدو أنها تمتلك قدرا من الوضوح والتحديد لما تريد وكيف تمضي نحو تحقيق ما تريد .. لا يبدو وثمة اضطراب أو تردد أو عشوائية او تخبط ..
وهنا نجد أنفسنا أمام مطلب تساؤلي يبدو وجيها ومنطقيا نتساءل عن مدى توفر إمكانية في الوقت الراهن لتقديم رؤية سياسية تصنيفية عامة لحركة الحوثي من حيث طبيعتها وسماتها وخصائصها الرئيسية ؟ وفي اعتقادي أنه استنادا الى دراسة وتحليل جملة من الشواهد والمؤثرات والوقائع التي طفت حتى الان على السطح وارتمت في الافق المرئي ، رغم محدوديتها وقلتها ، يمكننا رسم صورة أولية عامة لحركة الحوثي من حيث طبيعتها وخصائصها وسماتها ، وهي صورة تشير إلى معالمها وقسماتها إلى :
أن حركة الحوثي في طبيعتها واساليب عملها وبنيتها التنظيمية وغاياتها أو اهدافها لم تعتمد في نشأتها وبنائها على نمط حزبي تنظيمي واحد ومعروف بل يبدو انها استندت على صيغة بنائية تنظيمية خاصة بها تقوم على خليط متمازج من انماط واساليب وتجارب مختارة من نماذج واسس حزبية تنظيمية متعددة ومتباينة على نحو يجعل منها حركة ذات خصائص وسمات من ابرزها :
1- جماهيرية الحركة بمعنى أنها تعطي اهتماما وتركيزا أكبر لتحقيق تواجد ونفوذ وتاثير وتأييد قاعدة شعبية واسعة يمكن الحركة من تحريك وتعبئة وحشد الحركة ولاوسع القطاعات الشعبية ولتحقيق التاثير السياسي المطلوب وضمان الحماية والقوة من ناحية أخرى ، ويتم هذا الهدف عن طريق اعتماد وسائل وأساليب العمل الجماهيري الواسع والتعبئة التحريفية العامة ، وبالرغم من أن هدف جماهيرية الحركة الواسعة يظل هو الهدف الاول والاكبر ، إلا أن الحركة لم تهمل او تلغي الجانب النوعي النخبوي القائم على العمل والاداء الفكري والثقافي والتوعوي والنخبوي وانما جعلته هدفا ثانويا تاليا للهدف الاول وليس سابقا عليه.
2- التوفيق والجمع بين وسائل ومتطلبات ومقتضيات العمل الجماهيري الواسع والعام الذي هو في طبيعته أكثر تحررا وأقل التزاما للمواصفات والمعايير والشروط والقواعد الصارمة بالحركة والاستقطاب والتوسع وبين أساليب ومتطلبات ومقتضيات العمل النوعي الخاص الذي يتميز عادة بالدقة والانضباط التنظيمي على قاعدة القناعة والايمان العقائدي الصارم، بمعنى التوفيق والجمع بين القاعدة الجماهيرية الواسعة والعامة وبين البناء الحزبي التنظيمي النوعي العقائدي والشديد الانضباط ..
3- اعتماد المنهج السلمي وسيلة في أنشطة وأداء وانشطة الحركة واساليبها في العمل السياسي العام مع تأكيد صلابة وقوة وثبات أعمال وانشطة ومهام العمل السياسي الشامل للحركة سلميا والحث على عدم التواني والخنوع أو المساومة أو التهاون مع الاصرار على الموقف الثابت بعدم اللجوء إلى اساليب العنف واستخدام القوة في مجمل عملها ..
4- الجمع بين مختلف اساليب العمل السياسي السلمي مثل اسلوب الدعوة والتعبئة الجماهيرية العامة بالاستناد الى الخطاب الديني في المساجد واسلوب التعليم الديني الموجه للناشئة والطلاب من خلال المدارس والمعاهد والمراكز التعليمية والثقافية والرياضية وغيرها ، واسلوب التجمعات والمعسكرات الطلابية والشبابية الجماعية الواسعة خلال فترات العطل الصيفية واستثمارها بالتعبئة والحشد وتحريك الجماهير وفقا للخطاب الاعلامي والسياسي والديني للحركة اضافة الى المدارس الحكومية الرسمية والجمعيات الخيريه والسلطات المحليه وغيرها بهدف نشر الخطاب السياسي العام للحركه جماهيريا وجعل تلك الفعاليات والتجمعات الطلابيه والشبابيه والمنظمات الجماهيريه والمدنيه واعتبارها محطات ومجالات مناسبه للاستقطاب والانتشار السياسي والتنظيمي للحركه...
5- إلتزام الحركه بموقف إستراتيجي يقضي تجنب وتحاشي وعدم الانحراف للدخول في خلافات او صراعات او مواجهات مذهبيه او طائفية او قبلية او حزبية او سياسية مع المخالفين والمناوئين للحركة بسبب تراكمات تاريخية او او حساسيات اجتماعية او فكرية او خلافات سياسية وغيرها، والسي ان أمكن الى الحوار معها في محاولة لايجاد قواسم وقفايا مشتركة معها او على الاقل تحاشي استدراجها الى مواجهات معها، وتركيز الحركة بالاساس على عوامل واسباب اللقاء والعمل المشترك ولو على المستوى المرحلي،وعدم الخضوع في عوامل واسباب الفرقة والصراع والانقسام سياسيا ودينيا واجتماعيا ،بعنى اخر يبدوان الحركة استطاعت ان تحدد بوضوح اولويات الصراع الثلنوي الدخلي...
هذة اذن اهم معالم وقسمات الصورة التي كوناها عن الحركة من حيث طبيعتها وسماتها وخصائصها وفقا لوجهة نظرنا واستنتاجاتنا الشخصية..
ولو اعتبنا هذة الصورة صحيحة ، ولو من الناحيه الجدليه الافتراضية ، واعتمدناها اساسا لسعينا ومحاولتنا الاولوية ، اوكما قلنا انفا مغامرتنا اومجازفتنا ، في فهم اولي لحركة الحوثي من حيث طبيعتها وظروفها ومنطلقاتها وغاياتها ، فإننا نصبح في وضع يتيح لنا الانطلاق بالحديث الساعي إلى ذلك الفهم وهو صلب موضوع ورقتنا المتواضعة هذه .
وعلى طريق سعينا الى تحقيق مثل ذلك الفهم ، فإننا سينحصر حديثنا على نقاط وقضأيا اساسية على النحو التالي :
1- الظروف والتجارب والمؤثرات التي أسهمت في صياغة وتكوين عقلية وفكر الحوثي :
عادة وانسجاما واعمالا للمنهج العلمي ما تدرس وتحلل وتقيم الافكار والحركات السياسية أوالاجتماعية أو الفكرية بشكل لا يفصلها أو يعزلها عن البيئة المحيطة بها والظروف الموضوعية وحقائق الواقع والمرحلة التاريخية التي تكونت وتبلورت ونشأت ووجدت في ظلها ، وذلك بهدف تحقيق أقصى قدر من شروط ومعايير الدقة والموضوعية والامانة والحيادية في تحليلها وتقييمها والخروج برؤية سليمة وصحيحة بقدر الامكان عنها وحولها .. ووفقا لهذا المنهج والتزاما بمعاييره وشروطه سنتناول حركة الحوثي وعقليته وفكر صاحبها أو مؤسسها في حدود ما توفر لدينا من مصادر ومراجع هي شحيحة ومحدودة للغاية حتى الان.. وسنقتصر هنا على بعض مما نعتبره أهم وابرز العوامل والظروف والاسباب التي شكلت دافعا محفزا ولعبت دورا كبيرا كمؤثرات مباشرة في عقلية وتفكير وفكر ورؤية الحوثي المنعكسة على حركته ..
أ- على الصعيد المحلي الوطني:
– بتفجر ثورة 26 سبتمبر 1962م واعلان قيام النظام الجمهوري ، تعرض ( الهاشميون) في البلاد لحالة من الاستهداف العدائي والاجراءات التعسفية الظالمة وحملات الاضطهاد والكراهية لمجرد انتمائهم العرقي والسلالي من منطلق خاطئ وغير منصف تحملهم وزر ومسؤولية وتبعات النظام الامامي البائد لان ائمته الحاكمين كانوا هاشميين في انتمائهم العرقي أو السلالي حيث اصبح كل "هاشمي" مستهدف ومدان ، وارتكبت ضد العديد منهم مظالم مروعة تمثل – بحق – جرائم ضد الانسانية رغم أن حقائق التاريخ واحداث الواقع تشير الى بطلان وزيف تلك الرؤية المتطرفة والظالمة فالائمة الذين حكموا اليمن كانوا ينحدرون من عدد محدود جدا من الاسر الهاشمية وحلقات الصراعات أو الحروب التي دارت في البلاد كانت في معظمها بين امام حاكم وائمة طامحين الى الحكم وكلهم هاشميون اضافة الى صراعات وحروب دامية كانت تدور بينهم في اطارهم ، وكثير من مقاومة ومواجهة النظام الامامي قام بها وقادها هاشميون ، والاهم من كل ذلك هو أن اكثرية اعضاء وقيادات تنظيم الضباط الاحرار الذي فجر الثورة وقضى على النظام الامامي واقام الجمهورية في 26 سبتمبر 1962 م كانوا من الهاشميين او مع ذلك ورغم ذلك ظل الاستهداف والظلم والاضطهاد والتمييز قائما بين مد وتصعيد حاد وواسع حينا وجزر وتخفيف وتضييق تارة أخرى ..
ولم يقف الامر عند هذا الحد بل تعداه خلال مرحلة الستينيات والمرحلة التالية لها الى استهداف "المذهب الزيدي" والعمل على تصفيته واجتثاثه في مناطق وجوده وانتشاره تاريخيا أي المناطق الشمالية والشمالية الغربية والشرقية ومناطق الوسط الجغرافي ذمار وصنعاء من رؤية انه شكل الاساس العقائدي للامامة فكرا وحكما أو قد اتخذت حملة الاستهداف والتصفية للمذهب الزيدي أشكالا وأساليب ومجالات عدة ، كنشر بعض المؤلفات من المخطوطات المناهضة للزيدية كابن الامير والشوكاني والمقبلي وابن الوزير وغيرهم من الذين قاموا بجهود مكثفة لما عرف بمصطلح " تسنين الزيدية" بهدف نزع وهدم الجوانب الثورية ضد الظلم والظالمين المرتكز عليها ، واستبدالها بمفاهيم "سنية" كواجب طاعة ولي الامر وعدم الخروج عن طاعته حتى وان كان ظالما ، وفي الوقت نفسه طمر وتضييع وتغييب ذخائر كتب ومخطوطات الزيدية الفكرية والفقهية .. ثم جرى دعم وتشجيع اقامة اعداد كبيرة من المعاهد والمراكز والمدارس الدينية ذات الاتجاهات "السنية" و"السلفية" في المناطق التي كانت تاريخيا زيدية بهدف محو وتصفية انتماء اهلها المذهبي "الزيدي" وتغيير ولائهم وانتمائهم الى مذاهب "سنية" أو "سلفية" ، واتذكر الان كم كانت رؤية ومفهوم بعض من زعماء البلاد الاول من المحسوبين "شوافع" مذهبا سطحية وساذجة عندما كانوا يتفاخرون بأنهم تمكنوا من اختراق المناطق الزيدية وانهم ماضون قدما لانها ء " الزيدية" واستبدالها بالمذهب الشافعي معتبرين ان ذلك هو الوسيلة الوحيدة لانهاء عملية "احتكار الحكم " و" اقتصاره على الزيدية تاريخيا" !! او لم يلتفتوا أو يفطنوا الى حقيقة ساطعة وماثلة للعيان ان مسألة الحكم تتحكم بها وتحسمها اعتبارات وحقائق "جيوبولوتيكية" اساسا وليس مذهبية ! والحقيقة ان الهاشميين ومن ثم "المذهب الزيدي" لا يزالون يتعرضون لحملات اعلامية وسياسية شرسة ومركزة تبث ضدهم الكراهية وتنشر العداء ضدهم ، وبانهم اماميون ملكيون يسعون الى اعادة النظام الامامي والملكي في البلاد مرة أخرى ، وانهم عنصريون وطائفيون ومتعصبون .. الخ ، حتى أصبح من ثوابت الثورة والجمهورية حرمان اية شخصية هاشمية من حقها في تولي مسؤولية الحكم في البلاد حتى وان كانت مؤهلة ومقتدرة ومتميزة وتحظى بشعبية طاغية في البلاد ! أو يعتبر الموقف السياسي الثابت بحرمان آل حميد الدين حكام ما قبل الثورة وابنائهم واحفادهم واحفاد احفادهم من حقهم في العودة والعيش في وطنهم وممارسة حقوق مواطنتهم واسترداد ممتلكاتهم المصادرة دليلا عمليا يؤكد الموقف العنصري التمييزي ضدهم ، رغم السماح بعودة سلاطين وامراء الجنوب الى وطنهم استعادة كامل حقوقهم وممتلكاتهم المصادرة أو المؤممة !
ورغم ان استهدف الافكار او المذهب او العقائد بالعداء والتصفية يعد من حيث المبدأ عملا همجيا ومتخلفا وجاهلا فاشد من ذلك أن يستهدف " المذهب الزيدي" الذي يعتبر ، عامة من اكثر المذاهب الاسلامية تحررا وانفتاحا وتسامحا وتجديدا وهو اقرب الى وصفه بالمنهج الفكري الذي يتضمن الاسس والقواعد الدافعة والمحفزة الى الاجتهاد والتجديد والتجدد الدائم ، حيث ان وصفه بالمذهب لا ينطبق عليه ، من وجهة نظري لان المذهب يحتوي بطبيعته على قواعد واحكام نهائية ومحددة تجاه مختلف القضايا والمسائل وهو مالا يتضمنه المذهب "الزيدي" ولعله صالح ومناسب كمنهج فكري يدفع بحركة وحيوية عملية الاجتهاد والتجديد لتتخذه مختلف المذاهب والمدارس الفكرية والاسلامية منهجا لها في عملها الفقهي والفكري ..
ولعل أكثر ما يبعث على الحزن والمرارة ان نغمة او معزوفة حملة العداء والكراهية ضد "الهاشمية" وتجسيم وتضخيم مدى خطورتهم الداهمة ودهائهم وقدرتهم الفائقة لم تقتصر على جهات معينة ومحدودة لها مصالحها وحساباتها ، بل امتدت لتشمل بعض كبار الشخصيات الثقافية وبعض قادة منظمات واحزاب اممية ويسارية وقومية ووطنية واسلامية وليبرالية اضافة الى شخصيات اجتماعية لها وزنها وتاثيرها ، رغم الاختلاف والتناقض الصارخ بينها في منطلقاتها واسسها الفكرية والسياسية والاجتماعية والايدلوجية !!
واريد ان اخلص من هذا السياق المختصر والسريع الى القول بأن هذه الاجواء والظروف والحقائق السائدة في واقعنا كانت ، بدون شك احد العوامل والمؤثرات القوية في تشكيل وتحديد عقلية وتفكير وفكر الحوثي ومن ثم حركته وتدليلا على ذلك ، دعوني اقتبس لكم فقرة من كراسة تضمنت نص محاضرة مجلة على شريط القاها حسين بدر الدين الحوثي في زيارة قام بها لقبائل "همدان بن زيد" في محافظة صعدة بتاريخ 8/3/2002م
يقول في سياق تذكيره واشادته بصدق وشجاعة ووفاء همدان :" ما من امام من ائمة اهل البيت وقفت معه همدان وبهرته بصدقها ووفائها الا وانطلق شاهدا تاريخيا على ذلك الوفاء ، على ذلك الصدق على تلك الشجاعة فكان ما يمتلكه الائمة من تعبير عن ذلك كله هو ان يخلدوا دعاءا يقرؤه كل من يتصفح صفحات التاريخ يتردد على الشفاه كلما ترددت الاعين تتصفح صفحات التاريخ ، أولم يقل الامام علي عليه السلام :"فلو كنت بوابا على باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام"
كلما وقفنا اماكم ايها الاخوة لنتذكر مسؤليتنا جميعا امام الله في ان نكون من انصار دينه ،فنردد احيانا عبارات التواصي فيما بيننا بالحفاظ على مذهبنا الزيدي نقول لهمدان : انكم انتم لكم المنه اكثر من غيركم في ترسيخ قواعد هذا المذهب . انتم من كنتم انصار هذا المذهب ، وانتم في واقعكم لا تحتاجون الى من يذكركم بان تكونوا من انصار هذا المذهب ، انتم من وقفتم مع ائمتة ، من وقفتم مع اعلامه حتى ترسخت قواعده زانتشر نورة في هذة البلاد وغيرها .
ب- على الصعيد الخارجي العالي :
على صعيد ما يجري من احداث ويسود من اوضاع واحوال في العالم الغربي والعالم الاسلامي والعالم كله ، نرى حسين بدرالدين الحوثي ليس معزولا أو منعزلا عما يدور في كل تلك المناطق على امتداد العالم كله ، بل نراه متابعا للاحداث والتطوارت متفاعلا معها عايشا في قلبها ناظرا الى مسارها محللا طبيعتها وابعادها مدركا لاهدافها وغاياتها مكونا موقفه ورؤيته الخاصة ازائها ومن خلال ما تتضمنه ثلاث كراريس مكتوبة كمحاضرات مفرغة من اشرطة تسجيل نجد الرجل يشكو مر الشكوى ويعبر عن معاناة انسانية عاصفة ورهيبة تجاه ما يحدث ويدور من احداث وتطورات مروعة في بلاد العرب والمسلمين ونراه مطحونا ومسحوقا من آثارها وانعكاساتها ونتائجها ..
وينظر الى مسار ومعطيات السياسة الامريكية الهوجاء والمتغطرسة والعدوانية ، وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م نحو ما فعلته في افغانستان من عدوان واحتلال وقتل وتدمير ، وضرب العراق واحتلاله عسكريا والقتل والاعتقال الجماعي والتعذيب والتدمير وما تمارسه من قهر واخضاع لسائر الدول العربية والاسلامية وما تقدم به اسرائيل ، ضمن تلك السياسة العداونية الامريكية من حرب ابادة وتنكيل وتدمير وتخريب ضد الشعب الفلسطيني ووطنه المسلوب ، وما سيلي كل ذلك من اعتداءات واحتلال واخضاع ، باعتبارها حربا صليبية صهيونية شاملة للسيطرة الكاملة الشاملة على العرب والمسلمين واوطانهم وثرواتهم وضرب الاسلام الدين والاخلاق والمثل والقيم وتصفيته وانهاءه بالكامل عن افكار وحياة المسلمين الى الابد ونراه ينتفض فزعا من واقع القهر والاذلال والمهانة والخنوع التي تفرضها امريكا ومعها اسرائيل وحلفائها الغربيين بالقوة والبطش على البلدان العربية والاسلامية في ظل استسلام وصمت وشلل حكامها وزعمائها وانظمتها الى حد العار كل ذلك تحت ذريعة مسرحية عنوانها الحرب ومكافحة "الارهاب " وجذور الارهاب ومنابع الارهاب !!
ولبيان عمق معاناة الحوثي وتاثيره العميق بما يجري من احداث وممارسات تتعرض لها الامة العربية والاسلامية وهي معاناة وتاثير وتاثر تستغرق كل همه وتفكيره وفكره وتنعكس انعكاسا كليا على خطابه السياسي والفكري والشعبي ، نكتفي بايراد بعض الفقرات والنصوص الواردة في كراستين فقط من الكراريس والمحاضرات الصادرة عنه ، الاولى تحت عنوان الارهاب والاسلام القيت بتاريخ 8/3/2002م والثانية بعنوان "الصرخة في وجه المستكبرين" القيت بتاريخ 17/1/2002م
من الكراس الاول نقتبس الفقرات التالية :"ان اي اجتماع في ظروف كهذه اجتماع كهذا او اقل او اكثر من هذا لا يناقش فيه الناس هذه الاوضاع التي تعاني منها الامة المسلمة لا يتواصى فيه الناس بالحق ينظرون الى الحق ليس فقط ليغيب عن الساحة ليغيب عن الافكار ليغيب عن النفوس ليغيب عن كل شؤون الحياة وانما ليحل محله الباطل والظلام والشر ، كل اجتماع لا يناقش فيه ما يجعلنا نرى الحق ونرى امة الحق ونرى اعلام الحق وآثار الحق بالشكل الذي يحزن ويقرح القلب ويبكي العين.
2- التجارب التي تاثر بها الحوثي في تحديد نهجه السياسي:
نستطيع من خلال قراءة وتحليل بعض النصوص الواردة ضمن الكراستين اللتين بين ايدينا حاليا أن نستنتج أن النهج السياسي الذي يتبعه حسين بدرالدين الحوثي وحركته قد تاثر تاثرا واضحا بتجربتين سياسيتين ، بشكل رئيسي ، وهما :
التجربة الاولى: تجربة الامام الخميني في تفجير الثورة الاسلامية في ايران عام 1978م والتي ادت الى سقوط النظام الملكي الشاهنشاهي واقامة الجمهورية الاسلامية في ايران ..
التجربة الثانية : تجربة "حزب الله " في لبنان في مقاومة ودحر الاحتلال الاسرائيلي العسكري لجنوب لبنان ، والصيغة الايجابية الواعية التي تعامل بها مع مختلف فئات وشرائح ومكونات الوضع اللبناني ، حكما وقوى طائفية دينية واحزاب ، بما يخدم المقاومة ويعززها .. وانطلاقا من ذلك نرى مؤشرات النهج السياسي الذي يعتمده الحوثي في حركته يقوم على الاسس والاساليب الرئيسية التالية :
أ- التركيز على تعبئة وحشد وتحريض القطاعات الشعبية الواسعة وتحريكها نحو هدف او شعار واحد محدد وواضح وغير مختلف عليه ، باستخدام مختلف الوسائل والاساليب المتاحة كاشرطة الكاسيت والمجلة والكراريس المكتوبة والمنشورات والهتافات بالشعار المحدد في كافة المجالات والدعاء والتظاهر والتعبئة الدينية في المساجد ومراكز التعليم الديني والمدارس والجامعات والنقابات والتجار وغيرها ، وتجنب ارباك الجماهير وتشتيت انتباهها واهتمامها بالبرامج والنظريات التفصيلية المثيرة للخلاف عادة ..
ب- تجنب اضفاء اي طابع او لون سياسي وحزبي على التعبئة والحشد الشعبي الواسع
ج – تجنب اي نوع من انواع الخلافات او الصراعات الحزبية أو الفئوية او الطائفية والحرص على تحقيق تحرك شعبي واسع على اجماع وطني حول الهدف او الشعار المحدد فقط.
د- جعل التحرك الشعبي او الثورة الشعبية سلمية تماما وتحريم اللجوء الى وسائل العنف او استخدام القوة المسلحة مهما كانت الاسباب او الدوافع وعدم مجابهة عنف الجيش والامن بنفس العنف وانما باغراقهم بالزهور والورود مهما بلغ عنفهم وذلك ضمن شعار الخميني "الوردة في فوهة البندقية" لغرض استمالة تلك القوات وكسبها للانحياز الى صف الشعب ..
هـ - تحييد الخصوم والمناؤين بالحسنى وباساليب التعامل الودي وعدم الرد عليهم بالمثل حرصا على اغلاق اية ثغرات او اسباب لتفجير الصراعات والانقسامات في الصف الشعبي الوطني..
ولهذا يمكننا ان نفهم الاهمية الكبرى والاهتمام الابرز التي توليها حركة الحوثي وتمسكها الشديد بمسالة الشعار الرئيسي الذي اتخذته وهو "الله اكبر .. الموت لامريكا .. الموت لاسرائيل .. اللعنة على اليهود .. النصر للاسلام"
وحقها في ترديده والهتاف به في المساجد والتجمعات والمراكز التعليمية والثقافية وغيرها واعتباره حقا دستوريا وقانونيا لكل مواطن في التعبير عن الراي سلميا ..
ولا شك ان هذا التركيز والاهتمام الكبير بالشعار وترديده يدل على ذكاء سياسي وحنكة سياسية ظاهرة بالنظر الى الاثار النفسية والسياسية التي تترتب عليه وعلى استمرارية الهتاف به وترديده في بلورة وخلق موقف سياسي شبه موحد وواسع النطاق شعبيا ذلك ان الشخص او الاشخاص الذين يتعتادون على الهتاف بالشعار وترديده وكذا الشخص او الاشخاص الذين يعتادون على سماعه بشكل مستمر ومتكرر يجدون انفسهم تلقائيا وبعد حين وقد تكون لديهم موقف سياسي ثابت يتأسس وفق معاني ومدلولات ومضامين وابعاد الشعار..
يقول حسين الحوثي في احدى محاضراته بعنوان الارهاب والسلام :"فعندما نردد هذا الشعار وعندما يقول البعض ما قيمة هذا الشعار ؟ نقول له : هذا الشعار لا بد منه في تحقيق النصر في هذه المعركة على الاقل لابد منه في تحقيق النصر في هذه المعركة معركة ان يسبقنا الامريكيون الى افكارنا والى افكار ابناء هذا الشعب والى افكار ابناء المسلمين وبين ان نسبقهم نحن . ان نرسخ في اذهان المسلمين ان امريكا هي الارهاب الاجرامي ان امريكا هي الشر ان اليهود والنصارى هم الشر حتى لا يسبقونا الى أن يفهم الناس هذه المصطلحات بالمعاني الامريكية . فعندما نرفع هذا الشعار ايها الاخوة نحن نرفعه ونجد ان له الاثر الكبير في نفوسنا وفي نفوس من يسمعون هذا الشعار حتى من لايرددون هذا الشعار فإننا بترديدنا للشعار من حولهم سنترك اثرا في نفوسهم هذا الاثر هو ان اليهود ملعونون ونذكر مثل هذا الشخص الذي لا يرفع هذا الشعار بتلك الايات القرانية وعندما يسمع الشعار ونحن نهتف به ويعود ليقرا سورة البقرة وسورة آل عمران وسورة النساء وغيرها من السور الذي تحدث فيها عن اليهود والنصارى سنفهمها بشكل آخر سيفهما أكثر من قبل أن يسمع هذا الشعار يتردد من حوله . وعندما نهتف بهذا الشعار يترافق معه توعية كاملة كلها تقوم على اساس منابع الشر وجذور الشر الفساد في الارض الارهاب لعباد الله القهر للبشرية كلها هم اولئك الذين لعنهم الله في القران الكريم هم اليهود هم أمريكا واسرائيل وكل من يدور في فلكهم".
3- معالم الخط الفطري – العقائدي لحركة الحوثي:
يبدو واضحا أن حسين بدر الدين الحوثي قد حرص واختار عن وعي وادراك ورؤية للمستقبل على تحديد معالم خط أو منهج فكري عقائدي لحركته تتوفر له عوامل التوحيد والتجميع ولقاء الجميع على ارضية مشتركة متفق عليها بين الجميع متجنبا كل الاسباب المؤدية الى الفرقة والخلاف والتمزق والصراع مثل المذاهب والفرق الاسلامية الفقهية أو الفلسفية على نحو يكاد يكون كليا تقريبا.
ولهذا نراه قد جعل من القران الكريم كتاب الله المحكم الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه اساسا لخطه أو منهجه الفكري العقائدي على نحو كلي ويبدو أن الحوثي قد نظر نظرة باحثة في مختلف مراحل التاريخ الاسلامي منذما بعد الدعوة والى اليوم فوجد حقيقة ساطعة تشير الى أن المسلمين جميعا وعلى اختلاف مذاهبهم وفرقهم ومدارسهم لم يختلفوا ولا يختلفون حول كتاب الله "القران الكريم" وانما جاء او نتج الخلاف والصراع والانقسام والفرقة الشديدة بينهم بسبب نشؤ المذاهب الفقهية والمدارس الفلسفية الكلامية والفرق المختلفة واختلافهم جميعا حول رواية وكتابة الاحاديث المنسوبة الى الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين المودة والسلام واقوال واجتهادات الصحابة الكرام والتابعين وتابعي التابعين والائمة والفقهاء وغيرهم ..
ولهذا يبدو انه اختار الاعتماد الكلي على القران الكريم كتاب الله العزيز محل الاجماع والاتفاق والتسليم الكامل والتام بين المسلمين كافة ليكون الاساس المحدد لمعالم ومضامين خطه أو منهجه الفكري العقائدي باعتبار ذلك الوسيلة المثلى القادرة على تجميع وتوحيد كلمة المسلمين كافة على كلمة سواء ولهذا نراه يتخذ من القران الكريم محددا ومنطلقا لخطابه ومحاضراته المسجلة على اشرطة او المطبوعة في كراريس ويحث مناصريه والناس عامة على العودة الى القران واتخاذه هاديا وموجها لكل شؤون حياتهم ومواقفهم ودورهم في الحياة.
ولم اجد من مطالعاتني للمصادر الشحيحة للغاية المتوفرة لدي حتى الان ما يمكن أن يستدل به على اي توجه او نزوع او حتى ميل للعمل بأي مذهب فقهي او فرقة كلامية اسلامية علىالاطلاق وحتى بعض اشاراته الى اعجابه وتاثره بالثورة الاسلامية التي قادها الامام الخميني في ايران او بتجربة ودور حزب الله في لبنان فهي لا تعدو كونها مجرد اعجاب وتاثر بالجانب والدور السياسي لكيلهما فقط ولا علاقة لها بالنهج المذهبي الفقهي لهما على الاطلاق..
كما ان اشارته الوحيدة الى "المذهب الزيدي" في خطبته الموجهة الى قبائل "همدان بن زيد" في صعدة والسابق ايرادها في هذا البحث فهي من وجهة نظري اسلوب سياسي لخلق وحدة موقف وتوجه سياسي في مناطق وقبائل محافظة صعدة وربما ما جاورها من مناطق باعتبارها البيئة والمنطلق الاساس لحركته وليس من قبيل التبني أو الدعوة الى المذهب الزيدي ذلك أنه فيما عدا هذه الاشارة العابرة الى المذهب لا يوجد اي ذكر او اشارة الى المذهب الزيدي او اي مذهب آخر في كل ما لدينا من مصادر ووثائق محدودة حتى الان.
أهم وابرز النتائج المستخلصة من سياق البحث
يمكننا على ضوء السياق العام للبحث الاولي هذا حول محاولة فهم أو رؤية بعض منطلقات وغايات حركة الحوثي ، الخروج بخلاصة مركزة تبين أهم وأبرز النتائج المستخلصة من سياق هذه الرؤية أو محاولة الفهم وذلك على النحو التالي :
1- تبرهن تجارب الشعوب التاريخية على حقيقة ثابتة مؤداها أنه كلما أحست أو عانت احدى أو مجموعة من الفئات والشرائح المكونة تاريخيا لمجتمع من المجتمعات بانها موضع استهداف عدائي عبر مواقف أو ممارسات تمييزية ضدها سواء أكان من قبل فئات وشرائح اخرى في المجتمع تمثل واقع الاكثرية او الغلبة او بدعم وتشجيع وتحريض من قبل الدولة الحاكمة لاسباب ودوافع تتعلق بمجرد انتمائها العرقي او السلالي او الاجتماعي او المذهبي او الديني فان مثل هذا الوضع غير السوي يحدث تراكما كميا ومعنويا من المشاعر والاثار النفسية المضادة والشعور بالظلم والقهر والاذلال بل ومن الاحقاد والضغائن الدفينة وهو تراكم يصل مع المدى الى درجة الانفجار الذي عادة ما يكون مفاجئا ومتطرفا ومدمرا بحكم أو بفعل حالة اليأس والاحباط والمرارة التي كونت مراحل الغليان والانفجار ، وعادة ما تدفع الشعوب تضحيات جسيمة وثمنا باهضا لتلك التفجرات الداخلية ونزوعها المتطرف والمدمر والعنيف..
2- كما تؤكد التجارب الانسانية في صعيد آخر أن الدولة أو الحكم عندما تخرج عن وظيفتها ودورها الطبيعي كراعية وحاضنة ومنظمة ومسؤولة عن رعاية وتوجيه مصالح الفئات والشرائح المكونة للمجتمع والاشراف على تشجيع ورعاية تفاعلاتها وتعبيراتها السياسية والاجتماعية كالاحزاب السياسية والمنظمات والنقابات المعبرة عن مصالحها وتطلعاتها في اطار احكام الدستور والقوانين السارية وتتحول الى طرف يتدخل مباشرة بحجم الدولة وامكانياتها وسلطاتها واجهزتها في التأثير على المسار الطبيعي والايجابي لتلك التفاعلات والمصالح والتطلعات والاشكال المعبرة عنها وتخريبها وافسادها واختراقها وتمزيقها واثارة الصراعات والفتن داخلها رغم انتظام حركتها ونشاطها ضمن نطاق الشرعية الدستورية والقانونية فإن النتيجة الطبيعية الحتمية تتمثل بافراز وتكون وظهور حركات وجماعات متمردة خارجة عن كل شرعية وعرف تعتمد التطرف والعنف والتدمير كرد فعل سلبي طبيعي لتدمير الدولة للاشكال والاطر المعتدلة والقانونية والمسؤولة والهادئة ..
3- إن شعوب العالم عندما تقوم القوة الاعظم في العالم منفردة بتجاهل وتجاوز والغاء مرجعيات الشرعية الدولية بمواثيقها ومعاهداتها وآلياتها التي توافقت عليها دول وشعوب العالم واقرتها واتخذتها اساسا في تنظيم العلاقات الدولية وحل منازعاتها ومشكلاتها من خلال تلك المرجعيات والشرعية المتفق عليها ، وتقوم تلك القوة الاعظم خلافا ومخالفة للقوانين والاعراف والمواثيق والمرجعيات الدولية المشروعة واعتمادا على منطق القوة وحده بالاعتداءات العسكرية وضرب الدول الصغيرة واحتلال اراضيها بقوة السلاح وممارسة القتل العشوائي المخيف وسفك الدماء وتدمير المنشئات والمرافق وانتهاك ابسط الحقوق الانسانية الطبيعية في الاعتقال والتعذيب والاغتيالات والتصفيات الدموية وتفرض على الشعوب الضعيفة القهر والاذلال والمهانة والعبودية وتستهدفها في شرفها وكرامتها وقيمها ومعتقداتها واخلاقها وتنشر الرعب والارهاب والفزع الشامل في اوساطها وعليها وتسعى بالمشكوف الى فرض سيطرتها وهيمنتها على العالم بكل دوله وشعوبه واممه لتحقيق مصالحها ونزعتها الامبريالية تحت مختلف المبررات والذرائع والشعارات الواهية المتهافتة فان كل ذلك يؤدي وينتج حتما بروز وظهور حركات وجماعات واعمال هي بمثابة براكين وزلازل غاضبة ويائسة بل ومجنونة لا يوجد في قاموسها سوى كلمات القتل والقتل لمجرد القتل وسفك الدماء والتدمير والسحق لكل شئ واي شئ لان ما تتعرض له لم يبق لها وامامها اي شئ ذي قيمة ومعنى يمكن أن تحرص عليه انه ، انه الطوفان الذي يجرف في طريقه كل يابس واخضر على السواء من منطق وليذهب الجميع الى الجحيم ..
وحركة الحوثي لا تخرج عن هذا السياق وهي مجرد نموذج واحد يرهص ويبشر بالمزيد والمزيد من الحركات الاكثر تطرفا وعنفا وجنونا ان صح التعبير وخاصة في البلدان العربية والاسلامية ومن داخل شعوب هذه البلدان وليس حكامها ..
فهذه الشعوب تتابع وتختزن ما حدث ويحدث في افغانستان من فظائع وجرائم بشعة وكذا معتقل قاعدة "جوانتانامو " وما يجري فيها والعدوان على العراق وتدميره واحتلال ارضه بالقوة الغاشمة وما جرى في المعتقلات فيه وخاصة سجن "ابو غريب" وهو عدوان يفتقد لاي مبرر أو مشروعية او سبب مقنع..
وتتابع وتختزن ما جرى ويجري من جرائم بشعة ضد الانسانية وجرائم حروب تقوم بها "اسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني الاعزل والمحتل وتدير نفسية وتوازن نفسية الشعوب العربية والاسلامية وتزلزل كيانها حين تعرف بان :
45000 من مساكن الفلسطينيين دمرت ومنها 8000 منزل تم تدميرها تدميرا كاملا ..
4000 شهيد فلسطيني من الاطفال والنساء والشيوخ والمدنيين وقليل منهم مقاومون .
55000 جريح فلسطيني من بينهم اكثر من 7000 اصيبوا بحالات اعاقة مستديمة
700000 شجرة تم جرفها واجتثاثها من مزارع الفلسطينيين .
هذه كلها خلال فترة الانتفاضة الاخيرة والتي لا تزيد عن ثلاث سنوات على اكثر تقدير والعالم كله صامت ويشاهد كل هذه الفظائع دون أن ينبس بشفة خوفا من الجبروت والانتقام الامريكي المؤيد والداعم والمحرض والمدافع عن كل جرائم "اسرائيل" الهمجية البشعة ضد الفلسطنيين .
إن كل المؤثرات والشواهد المرتسمة على الافق المرئي تؤكد على حقيقة حتمية بان استمرار سياسة الهيمنة والسيطرة على العالم المسيطرة على فكر وتوجهات الادارة الامريكية الحالية في حال استمرارها في جموحها المهووس هذا فإنها ستحول العالم خلال سنوات قليلة الى ساحة ملتهبة من النيران والحرائق والى ميدان متفجر بالفتن والحروب والدمار الشامل والى واقع مريع ومفزع لامكان فيه ولا صوت يدعو الى الامن والاستقرار والسلام وستعيش البشرية مرحلة هي الاكثر سوءا وظلاما ووحشية في كل مراحل تاريخها ..
4- وآخر النتائج المستخلصة تشير الى أن التاريخ وتجاربه يؤكد على فشل وعدم جدوى مواجهة مثل تلك الحركات المحلية اعتمادا على القوة العسكرية لوحدها مهما بلغ حجمها وفاعليتها القتالية وخاصة اذا كانت تلك الحركات ذات منشأ ومنطلق واساس عقائدي ديني او مذهبي او فلسفي حيث ان اعتماد القوة المسلحة وحدها في مواجهتها يفضي في الغالب الى تصليبها وتقوية عودها بل وتوسيع نطاقها واكسابها مزيدا من التجارب والخبرات القتالية التي تكتسبها في ميدان المواجهة العسكرية ..
والاسلوب الامثل للتعامل معها يتمثل اساسا باللجوء الى الحوار المفتوح والسلمي والاقناع والاقتناع واتاحة المجال القانوني المشروع امامها للتعبير عن نفسها وافكارها وتوجهاتها بطريقة سلمية وديمقراطية بعيدا عن العنف والتطرف ، ان شان هذا الاسلوب ان يجعل وجود ونشاط مثل تلك الحركات داخلا في النسق أو المنظومة الدستورية القانونية التي تمنعها حتما من الخروج او تجاوز مقتضياتها وحدودها فتصبح جزءا مفيدا من المجتمع والنظام السياسي المشروع ..
بهذا نكون قد انتهينا من محاولتنا الاولية في فهم او تكوين صورة حول حركة الحوثي من حيث منطلقاتها واسسها وغاياتها نامل ان نكون قد وفقنا في تلك المهمة ولو جزئيا ومحدودا وحسبنا ان نكون قد وفقنا في اثارة الحافز الى مزيد من البحث والدراسة والتحليل وهذا المؤمل ،
أخواني الأجلاء
كان الأستاذ عبد الله سلام الحكيمي قد كتب هذه الورقة لندوة عقدت قبل أكثر من 40يوماً ولكنه لم ينشرها
وهي محاولة للفهم لم أقرأها بعمق ولكني أرجو أن أقرأها معكم في هذا المنبر
حول حركة أو ظاهرة الحوثي
محاولة أولية لرؤية المنطلقات والغايات الرئيسية
أولا : خلفية عامة تاريخية ضرورية لفهم أفضل :
من هو الحوثي معالم الشخصية السياسية والفكرية:
1- هو حسين بن بدرالدين بن أميرالدين الحوثي في حدود العقد الخامس من العمر.
2- حاصل مؤخرا على درجة الماجستير في اصول الفقه من السودان ويحضر لدرجة الدكتوراة.
3- والده العلامة بدرالدين الحوثي أحد كبار علماء الدين وأحد أبرز مؤسسي "حزب الحق" بعد الوحدة عام 1990م وكان يحتل موقع نائب رئيس الحزب.
4- كان الاستاذ حسين وبعض اخوته واكثر من يحسبون اليوم عليه من كوادر حزب الحق.
5- منذ البداية الاولى لتأسيسه واعلان وجوده بدا "حزب الحق" قويا ومتمتعا بزخم وقوة دفع هائلة من الناحية الشعبية جعلت الكثير من التوقعات والتحليلات ترشحه لاحتلال مكانة ودور وتأثير رئيسي في الحياة والساحة الحزبية والسياسية وذلك بالنظر إلى كون غالبية مؤسسيه من كبار علماء الدين والشخصيات البارزة ذات السجل الشخصي والعام النظيف والمحترم.
6- تعرض "حزب الحق" منذ بداية وجوده وحركته لتأثيرات وانعكاسات عمليتين مكثفتين ومركزتين ومتزامنتين هما:
الاولى: حملة اعلامية سياسية واسعة استهدفت أساسا اظهاره كحزب طائفي عنصري مذهبي يمثل الهاشميين في البلاد من ناحية والمذهب الزيدي من جهة أخرى.
الثانية : خطة اختراق داخلي وخلخلة داخل تركيباته ومستوياته قامت بها الاجهزة الامنية الاستخباراتية التابعة للنظام ومعها اجهزته الحزبية والسياسية الرديفة ، اعتمدت سياسية الترغيب والترهيب معا لخلق الصراعات والانقسامات الداخلية وبث حالة من الاحباط والجمود والشلل في أدائه وحركته
وقد حققت هاتان العمليتان المتزامنتان نجاحا ملحوظا في اهدافهما وغاياتهما المرسومة وساعد في تحقيق هذا النجاح أن الغالبية الساحقة لمرجعية الحزب المؤسسة وعدد لا بأس به من كوادرها القيادية كانت مفتقدة الى الخبرات والتجارب الحزبية والسياسية السابقة ما أدى إلى تجميد وشل فاعلية الحزب في أدائه وحركته وفي دوره وانتشاره الجماهيري ، حيث استفحل الخلاف وحدث الانشقاق داخل مرجعيته العليا بين كبار العلماء المؤسسين من ناحية وانسحاب عدد كبير من ابراز قيادييه وكوادره الشابة المتحمسة ومن بينهم الاستاذ حسين الحوثي وكثير من المحسوبين عليه اليوم ، كما أحدثت الحملة الدعائية الاعلامية والسياسية المضادة وكذا خطة الاختراق والخلخلة الامنية داخل صفوفه تأثيرا سلبيا مهما بخلق حالة واسعة من التخوف والعزوف عن المشاركة والابتعاد عن الحزب هروبا من الصورة السلبية التي أظهرت الحزب كقوة طائفية عنصرية مذهبية.
7- وكان من الطبيعي والمتوقع بأن يكون النظام الحاكم بمؤسساته واجهزته وامكانياته وسلطاته هو الطرف الاكثر استعدادا والاكثر مقدرة والاكثر مصلحة واستفادة على استثمار وتوظيف كل المعطيات والنتائج والاثار الناتجة عن الضربة القاصمة الموجهة إلى "حزب الحق" والتي أصابته بالركود والشلل شبه الكلي ، حيث سارت خطة النظام لتحقيق ذلك الهدف على خطين رئيسيين متوازيين ومتكاملين وهما :
الخط الاول: استقطاب وضم من يمكن استقطابهم وضمهم الى عضوية الحزب الحاكم من بين القيادات والكوادر الحركية النشطة التي اضطرت إلى الانسحاب من عضوية حزب الحق.
الخط الثاني : حث وتشجيع تلك القيادات والكوادر جميعها تقريبا على اقامة شكل أو اطار تنظيمي ما يمجمعهم وينظم حركتهم ونشاطاتهم خاصة أنهم تميزوا بكونهم بالغالب الاعم من القدرات الثقافية عالية المستوى وذوي ملكات علمية وفكرية واضحة ، ويختزنون طاقات هائلة من العطاء والحماس المتدفق والصافي فكان انشاء ما عرف مؤخرا باسم "الشباب المؤمن" الذي ظل يحظى برعاية وتشجيع ودعم النظام ماديا ومعنويا وكان من بين هؤلاء بل ومن ابرزهم الاستاذ حسين الحوثي.
وبدا أن جماعة "الشباب المؤمن" هؤلاء يغلب عليها الطابع أو الاتجاه الفكري الثقافي مع منحى سياسي ثانوي غير بارز باعتبارهم جماعة تمثل او تعبر بشكل أو بآخر عن الاتجاه الزيدي أو الشيعي العام وتيار "آل البيت" الفقهي الفكري بصفة عامة .. ويبدو أن النظام جريا على عادته ونهجه التكتيكي المستند عليه دائما اراد بأن يجعل هذه الجماعة أو القوة الشابة الناشئة والمتحمسة كأداة أو قوة مواجهة قادمة ضد تيار السلفية وقوته المتنامية والذي حظي هو الاخر من قبل برعاية وتشجيع ودعم النظام ليكون بمثابة قوة مواجهة ضد حزب "التجمع اليمني للاصلاح" بعد تصفية وضرب الحزب الاشتراكي اليمني ، في حرب عام 1994م وفق فلسفة الحكم المتأصلة بالدفع دائما نحو صراع الكل مع الكل ضد الكل باعتبارها الوسيلة المثلى لتأمين الحكم وضمان بقائه واستمراره ..
8- وبحسب المعلومات المحدودة والشحيحة للغاية المتوفرة لدي حتى الان فإن جماعة أو تيار "الشباب المؤمن" هؤلاء سرعان ما برزت بين قياداته وكوادره الرئيسية البارزة تباينات وخلافات في وجهات النظر والرؤى حول الطبيعة السياسية للاطار ودوره وأساليبه وغاياته ومنطلقاته دارت فيما اعتقد وقد أكون مخطئا في اعتقادي بين محورين فيه محور يمثله الاستاذ حسين الحوثي ومحور ثان يمثله مجموعة من القيادات والكوادر الرئيسية فيه .. وعند هذه النقطة يبدأ دور الاستاذ حسين الحوثي وما يمثله من توجهات وقناعات وعند هذه النقطة أيضا نبدا الحديث المباشر في محاولة رؤية أو فهم شئ عن منطلقات وغايات وطبيعة حركة أو ظاهرة الحوثي..
ثانيا : حركة الحوثي .. محاولة أولية لقراءة في المنطلقات والغايات:
يمكنني القول بادئ ذي بدء باني مستعد للدخول في مغامرة أو قل مجازفة في محاولة لاستشفاف ابرز المنطلقات والغايات التي اتصورها في حركة الحوثي معتمدا بالاساس على مصادر غاية في الشحة والمحدودية من المعلومات والوثائق المتاحة وعلى استنتاجات وربما تخمينات مستخلصة من رؤية وتحليل شخصي للاحداث والوقائع وهي بسبب ذلك لا تعدو كونها مجرد اجتهادات قد تخطئ وربما تصيب وحسبي من وراءها قصد باثارة نقاشات وحوارات لاحقة تكون أكثر دقة واكثر عمقا واوسع آفاقا حول حدث لا أظنه حدثا عابرا أو طارئا سرعان ما يتلاشى وانما اشعر بأنه حدث هل تداعياته وآثاره وتأثيره على مستقبل واقعنا وحياتنا السياسية العامة بالنظر إلى حقيقة ما تتميز به تلك الحركة من أساس عقائدي ايدلوجي ورؤية مستقبلية بعيدة المدى في آفاقها ومقاصدها أي انها ليست حركة ذات دافع سياسي آني او تكتيكي عابر التباينات والاختلافات في وجهات النظر والرؤية داخل اطار "الشباب المؤمن" بين محورين رئيسيين يمثلهما مجموعة من قياداته وكوادره الرئيسية ..
فأقول ان تلك التباينات والاختلافات اوصلت أو ربما اوصلت الفريقين إلى حالة من الافتراق أو شبه الافتراق بينهما علىنحو ربما افضى في الغالب الاعم إلى حالة من التجميد أو التعليق لاطار اسمه "الشباب المؤمن" والحركة باسمه وتحت شعاره..
ولعل أهم ما يمكن استنتاجه في هذا السياق من وجهة نظري ، أن تلك التباينات والاختلافات في الرؤى ووجهات النظر ، كانت في الحقيقة تترجم وتعكس وتعبر عن تباين واختلاف عقليتين أو منهجين أو اسلوبين للعمل والحركة في طبيعتها ومنطلقاتها وغاياتها ..
الاولى : يبدو أنها تنحو منحى يغلب الطبيعة والنزعة الفكرية الثقافية التوعوية على الحركة واساليبها وغاياتها ، مع تجنب أو تحاشي التورط في الدوامة السياسية وصراعاتها ومتطلباتها وقوانينها واساليبها ما امكن.
الثانية : يبدو انها اتخذت منحى يتسم بتغليب الطبيعة والنزعة الحركية العملية ذات الطابع السياسي الشعبي التعبوي ، مع تحاشي التقوقع والانحصار في الدائرة الضيقة المحصورة الدور والتأثير والمتمثلة في دائرة الصفوة أو النخبة المثقفة ذات الدور والتأثير السياسي والشعبي المحدود أو الضعيف للغاية ، والراجح بأن حسين الحوثي كان صاحب هذه العقلية أو النزعة والمترجم لها عمليا ، وسنوضح لاحقا الشواهد والمؤثرات والدلائل التي ترجح هذا الاستنتاج وتؤكده ، على أننا لا نستطيع هنا أن نقطع برأي جازم حول ما إذا كان الحوثي قد استمر في حركته ودوره العملي باسم اطار "الشباب المؤمن" أم تحت اسم اطار جديد آخر ؟ وأيا ما كان الامر ، فإن الشئ الاهم والثابت الذي يمكن تأكيده بأن هناك حركة ، عمل ، تحرك ، نشاط ، انتشار ملموس في الواقع تسير وفق رؤية يبدو أنها تمتلك قدرا من الوضوح والتحديد لما تريد وكيف تمضي نحو تحقيق ما تريد .. لا يبدو وثمة اضطراب أو تردد أو عشوائية او تخبط ..
وهنا نجد أنفسنا أمام مطلب تساؤلي يبدو وجيها ومنطقيا نتساءل عن مدى توفر إمكانية في الوقت الراهن لتقديم رؤية سياسية تصنيفية عامة لحركة الحوثي من حيث طبيعتها وسماتها وخصائصها الرئيسية ؟ وفي اعتقادي أنه استنادا الى دراسة وتحليل جملة من الشواهد والمؤثرات والوقائع التي طفت حتى الان على السطح وارتمت في الافق المرئي ، رغم محدوديتها وقلتها ، يمكننا رسم صورة أولية عامة لحركة الحوثي من حيث طبيعتها وخصائصها وسماتها ، وهي صورة تشير إلى معالمها وقسماتها إلى :
أن حركة الحوثي في طبيعتها واساليب عملها وبنيتها التنظيمية وغاياتها أو اهدافها لم تعتمد في نشأتها وبنائها على نمط حزبي تنظيمي واحد ومعروف بل يبدو انها استندت على صيغة بنائية تنظيمية خاصة بها تقوم على خليط متمازج من انماط واساليب وتجارب مختارة من نماذج واسس حزبية تنظيمية متعددة ومتباينة على نحو يجعل منها حركة ذات خصائص وسمات من ابرزها :
1- جماهيرية الحركة بمعنى أنها تعطي اهتماما وتركيزا أكبر لتحقيق تواجد ونفوذ وتاثير وتأييد قاعدة شعبية واسعة يمكن الحركة من تحريك وتعبئة وحشد الحركة ولاوسع القطاعات الشعبية ولتحقيق التاثير السياسي المطلوب وضمان الحماية والقوة من ناحية أخرى ، ويتم هذا الهدف عن طريق اعتماد وسائل وأساليب العمل الجماهيري الواسع والتعبئة التحريفية العامة ، وبالرغم من أن هدف جماهيرية الحركة الواسعة يظل هو الهدف الاول والاكبر ، إلا أن الحركة لم تهمل او تلغي الجانب النوعي النخبوي القائم على العمل والاداء الفكري والثقافي والتوعوي والنخبوي وانما جعلته هدفا ثانويا تاليا للهدف الاول وليس سابقا عليه.
2- التوفيق والجمع بين وسائل ومتطلبات ومقتضيات العمل الجماهيري الواسع والعام الذي هو في طبيعته أكثر تحررا وأقل التزاما للمواصفات والمعايير والشروط والقواعد الصارمة بالحركة والاستقطاب والتوسع وبين أساليب ومتطلبات ومقتضيات العمل النوعي الخاص الذي يتميز عادة بالدقة والانضباط التنظيمي على قاعدة القناعة والايمان العقائدي الصارم، بمعنى التوفيق والجمع بين القاعدة الجماهيرية الواسعة والعامة وبين البناء الحزبي التنظيمي النوعي العقائدي والشديد الانضباط ..
3- اعتماد المنهج السلمي وسيلة في أنشطة وأداء وانشطة الحركة واساليبها في العمل السياسي العام مع تأكيد صلابة وقوة وثبات أعمال وانشطة ومهام العمل السياسي الشامل للحركة سلميا والحث على عدم التواني والخنوع أو المساومة أو التهاون مع الاصرار على الموقف الثابت بعدم اللجوء إلى اساليب العنف واستخدام القوة في مجمل عملها ..
4- الجمع بين مختلف اساليب العمل السياسي السلمي مثل اسلوب الدعوة والتعبئة الجماهيرية العامة بالاستناد الى الخطاب الديني في المساجد واسلوب التعليم الديني الموجه للناشئة والطلاب من خلال المدارس والمعاهد والمراكز التعليمية والثقافية والرياضية وغيرها ، واسلوب التجمعات والمعسكرات الطلابية والشبابية الجماعية الواسعة خلال فترات العطل الصيفية واستثمارها بالتعبئة والحشد وتحريك الجماهير وفقا للخطاب الاعلامي والسياسي والديني للحركة اضافة الى المدارس الحكومية الرسمية والجمعيات الخيريه والسلطات المحليه وغيرها بهدف نشر الخطاب السياسي العام للحركه جماهيريا وجعل تلك الفعاليات والتجمعات الطلابيه والشبابيه والمنظمات الجماهيريه والمدنيه واعتبارها محطات ومجالات مناسبه للاستقطاب والانتشار السياسي والتنظيمي للحركه...
5- إلتزام الحركه بموقف إستراتيجي يقضي تجنب وتحاشي وعدم الانحراف للدخول في خلافات او صراعات او مواجهات مذهبيه او طائفية او قبلية او حزبية او سياسية مع المخالفين والمناوئين للحركة بسبب تراكمات تاريخية او او حساسيات اجتماعية او فكرية او خلافات سياسية وغيرها، والسي ان أمكن الى الحوار معها في محاولة لايجاد قواسم وقفايا مشتركة معها او على الاقل تحاشي استدراجها الى مواجهات معها، وتركيز الحركة بالاساس على عوامل واسباب اللقاء والعمل المشترك ولو على المستوى المرحلي،وعدم الخضوع في عوامل واسباب الفرقة والصراع والانقسام سياسيا ودينيا واجتماعيا ،بعنى اخر يبدوان الحركة استطاعت ان تحدد بوضوح اولويات الصراع الثلنوي الدخلي...
هذة اذن اهم معالم وقسمات الصورة التي كوناها عن الحركة من حيث طبيعتها وسماتها وخصائصها وفقا لوجهة نظرنا واستنتاجاتنا الشخصية..
ولو اعتبنا هذة الصورة صحيحة ، ولو من الناحيه الجدليه الافتراضية ، واعتمدناها اساسا لسعينا ومحاولتنا الاولوية ، اوكما قلنا انفا مغامرتنا اومجازفتنا ، في فهم اولي لحركة الحوثي من حيث طبيعتها وظروفها ومنطلقاتها وغاياتها ، فإننا نصبح في وضع يتيح لنا الانطلاق بالحديث الساعي إلى ذلك الفهم وهو صلب موضوع ورقتنا المتواضعة هذه .
وعلى طريق سعينا الى تحقيق مثل ذلك الفهم ، فإننا سينحصر حديثنا على نقاط وقضأيا اساسية على النحو التالي :
1- الظروف والتجارب والمؤثرات التي أسهمت في صياغة وتكوين عقلية وفكر الحوثي :
عادة وانسجاما واعمالا للمنهج العلمي ما تدرس وتحلل وتقيم الافكار والحركات السياسية أوالاجتماعية أو الفكرية بشكل لا يفصلها أو يعزلها عن البيئة المحيطة بها والظروف الموضوعية وحقائق الواقع والمرحلة التاريخية التي تكونت وتبلورت ونشأت ووجدت في ظلها ، وذلك بهدف تحقيق أقصى قدر من شروط ومعايير الدقة والموضوعية والامانة والحيادية في تحليلها وتقييمها والخروج برؤية سليمة وصحيحة بقدر الامكان عنها وحولها .. ووفقا لهذا المنهج والتزاما بمعاييره وشروطه سنتناول حركة الحوثي وعقليته وفكر صاحبها أو مؤسسها في حدود ما توفر لدينا من مصادر ومراجع هي شحيحة ومحدودة للغاية حتى الان.. وسنقتصر هنا على بعض مما نعتبره أهم وابرز العوامل والظروف والاسباب التي شكلت دافعا محفزا ولعبت دورا كبيرا كمؤثرات مباشرة في عقلية وتفكير وفكر ورؤية الحوثي المنعكسة على حركته ..
أ- على الصعيد المحلي الوطني:
– بتفجر ثورة 26 سبتمبر 1962م واعلان قيام النظام الجمهوري ، تعرض ( الهاشميون) في البلاد لحالة من الاستهداف العدائي والاجراءات التعسفية الظالمة وحملات الاضطهاد والكراهية لمجرد انتمائهم العرقي والسلالي من منطلق خاطئ وغير منصف تحملهم وزر ومسؤولية وتبعات النظام الامامي البائد لان ائمته الحاكمين كانوا هاشميين في انتمائهم العرقي أو السلالي حيث اصبح كل "هاشمي" مستهدف ومدان ، وارتكبت ضد العديد منهم مظالم مروعة تمثل – بحق – جرائم ضد الانسانية رغم أن حقائق التاريخ واحداث الواقع تشير الى بطلان وزيف تلك الرؤية المتطرفة والظالمة فالائمة الذين حكموا اليمن كانوا ينحدرون من عدد محدود جدا من الاسر الهاشمية وحلقات الصراعات أو الحروب التي دارت في البلاد كانت في معظمها بين امام حاكم وائمة طامحين الى الحكم وكلهم هاشميون اضافة الى صراعات وحروب دامية كانت تدور بينهم في اطارهم ، وكثير من مقاومة ومواجهة النظام الامامي قام بها وقادها هاشميون ، والاهم من كل ذلك هو أن اكثرية اعضاء وقيادات تنظيم الضباط الاحرار الذي فجر الثورة وقضى على النظام الامامي واقام الجمهورية في 26 سبتمبر 1962 م كانوا من الهاشميين او مع ذلك ورغم ذلك ظل الاستهداف والظلم والاضطهاد والتمييز قائما بين مد وتصعيد حاد وواسع حينا وجزر وتخفيف وتضييق تارة أخرى ..
ولم يقف الامر عند هذا الحد بل تعداه خلال مرحلة الستينيات والمرحلة التالية لها الى استهداف "المذهب الزيدي" والعمل على تصفيته واجتثاثه في مناطق وجوده وانتشاره تاريخيا أي المناطق الشمالية والشمالية الغربية والشرقية ومناطق الوسط الجغرافي ذمار وصنعاء من رؤية انه شكل الاساس العقائدي للامامة فكرا وحكما أو قد اتخذت حملة الاستهداف والتصفية للمذهب الزيدي أشكالا وأساليب ومجالات عدة ، كنشر بعض المؤلفات من المخطوطات المناهضة للزيدية كابن الامير والشوكاني والمقبلي وابن الوزير وغيرهم من الذين قاموا بجهود مكثفة لما عرف بمصطلح " تسنين الزيدية" بهدف نزع وهدم الجوانب الثورية ضد الظلم والظالمين المرتكز عليها ، واستبدالها بمفاهيم "سنية" كواجب طاعة ولي الامر وعدم الخروج عن طاعته حتى وان كان ظالما ، وفي الوقت نفسه طمر وتضييع وتغييب ذخائر كتب ومخطوطات الزيدية الفكرية والفقهية .. ثم جرى دعم وتشجيع اقامة اعداد كبيرة من المعاهد والمراكز والمدارس الدينية ذات الاتجاهات "السنية" و"السلفية" في المناطق التي كانت تاريخيا زيدية بهدف محو وتصفية انتماء اهلها المذهبي "الزيدي" وتغيير ولائهم وانتمائهم الى مذاهب "سنية" أو "سلفية" ، واتذكر الان كم كانت رؤية ومفهوم بعض من زعماء البلاد الاول من المحسوبين "شوافع" مذهبا سطحية وساذجة عندما كانوا يتفاخرون بأنهم تمكنوا من اختراق المناطق الزيدية وانهم ماضون قدما لانها ء " الزيدية" واستبدالها بالمذهب الشافعي معتبرين ان ذلك هو الوسيلة الوحيدة لانهاء عملية "احتكار الحكم " و" اقتصاره على الزيدية تاريخيا" !! او لم يلتفتوا أو يفطنوا الى حقيقة ساطعة وماثلة للعيان ان مسألة الحكم تتحكم بها وتحسمها اعتبارات وحقائق "جيوبولوتيكية" اساسا وليس مذهبية ! والحقيقة ان الهاشميين ومن ثم "المذهب الزيدي" لا يزالون يتعرضون لحملات اعلامية وسياسية شرسة ومركزة تبث ضدهم الكراهية وتنشر العداء ضدهم ، وبانهم اماميون ملكيون يسعون الى اعادة النظام الامامي والملكي في البلاد مرة أخرى ، وانهم عنصريون وطائفيون ومتعصبون .. الخ ، حتى أصبح من ثوابت الثورة والجمهورية حرمان اية شخصية هاشمية من حقها في تولي مسؤولية الحكم في البلاد حتى وان كانت مؤهلة ومقتدرة ومتميزة وتحظى بشعبية طاغية في البلاد ! أو يعتبر الموقف السياسي الثابت بحرمان آل حميد الدين حكام ما قبل الثورة وابنائهم واحفادهم واحفاد احفادهم من حقهم في العودة والعيش في وطنهم وممارسة حقوق مواطنتهم واسترداد ممتلكاتهم المصادرة دليلا عمليا يؤكد الموقف العنصري التمييزي ضدهم ، رغم السماح بعودة سلاطين وامراء الجنوب الى وطنهم استعادة كامل حقوقهم وممتلكاتهم المصادرة أو المؤممة !
ورغم ان استهدف الافكار او المذهب او العقائد بالعداء والتصفية يعد من حيث المبدأ عملا همجيا ومتخلفا وجاهلا فاشد من ذلك أن يستهدف " المذهب الزيدي" الذي يعتبر ، عامة من اكثر المذاهب الاسلامية تحررا وانفتاحا وتسامحا وتجديدا وهو اقرب الى وصفه بالمنهج الفكري الذي يتضمن الاسس والقواعد الدافعة والمحفزة الى الاجتهاد والتجديد والتجدد الدائم ، حيث ان وصفه بالمذهب لا ينطبق عليه ، من وجهة نظري لان المذهب يحتوي بطبيعته على قواعد واحكام نهائية ومحددة تجاه مختلف القضايا والمسائل وهو مالا يتضمنه المذهب "الزيدي" ولعله صالح ومناسب كمنهج فكري يدفع بحركة وحيوية عملية الاجتهاد والتجديد لتتخذه مختلف المذاهب والمدارس الفكرية والاسلامية منهجا لها في عملها الفقهي والفكري ..
ولعل أكثر ما يبعث على الحزن والمرارة ان نغمة او معزوفة حملة العداء والكراهية ضد "الهاشمية" وتجسيم وتضخيم مدى خطورتهم الداهمة ودهائهم وقدرتهم الفائقة لم تقتصر على جهات معينة ومحدودة لها مصالحها وحساباتها ، بل امتدت لتشمل بعض كبار الشخصيات الثقافية وبعض قادة منظمات واحزاب اممية ويسارية وقومية ووطنية واسلامية وليبرالية اضافة الى شخصيات اجتماعية لها وزنها وتاثيرها ، رغم الاختلاف والتناقض الصارخ بينها في منطلقاتها واسسها الفكرية والسياسية والاجتماعية والايدلوجية !!
واريد ان اخلص من هذا السياق المختصر والسريع الى القول بأن هذه الاجواء والظروف والحقائق السائدة في واقعنا كانت ، بدون شك احد العوامل والمؤثرات القوية في تشكيل وتحديد عقلية وتفكير وفكر الحوثي ومن ثم حركته وتدليلا على ذلك ، دعوني اقتبس لكم فقرة من كراسة تضمنت نص محاضرة مجلة على شريط القاها حسين بدر الدين الحوثي في زيارة قام بها لقبائل "همدان بن زيد" في محافظة صعدة بتاريخ 8/3/2002م
يقول في سياق تذكيره واشادته بصدق وشجاعة ووفاء همدان :" ما من امام من ائمة اهل البيت وقفت معه همدان وبهرته بصدقها ووفائها الا وانطلق شاهدا تاريخيا على ذلك الوفاء ، على ذلك الصدق على تلك الشجاعة فكان ما يمتلكه الائمة من تعبير عن ذلك كله هو ان يخلدوا دعاءا يقرؤه كل من يتصفح صفحات التاريخ يتردد على الشفاه كلما ترددت الاعين تتصفح صفحات التاريخ ، أولم يقل الامام علي عليه السلام :"فلو كنت بوابا على باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام"
كلما وقفنا اماكم ايها الاخوة لنتذكر مسؤليتنا جميعا امام الله في ان نكون من انصار دينه ،فنردد احيانا عبارات التواصي فيما بيننا بالحفاظ على مذهبنا الزيدي نقول لهمدان : انكم انتم لكم المنه اكثر من غيركم في ترسيخ قواعد هذا المذهب . انتم من كنتم انصار هذا المذهب ، وانتم في واقعكم لا تحتاجون الى من يذكركم بان تكونوا من انصار هذا المذهب ، انتم من وقفتم مع ائمتة ، من وقفتم مع اعلامه حتى ترسخت قواعده زانتشر نورة في هذة البلاد وغيرها .
ب- على الصعيد الخارجي العالي :
على صعيد ما يجري من احداث ويسود من اوضاع واحوال في العالم الغربي والعالم الاسلامي والعالم كله ، نرى حسين بدرالدين الحوثي ليس معزولا أو منعزلا عما يدور في كل تلك المناطق على امتداد العالم كله ، بل نراه متابعا للاحداث والتطوارت متفاعلا معها عايشا في قلبها ناظرا الى مسارها محللا طبيعتها وابعادها مدركا لاهدافها وغاياتها مكونا موقفه ورؤيته الخاصة ازائها ومن خلال ما تتضمنه ثلاث كراريس مكتوبة كمحاضرات مفرغة من اشرطة تسجيل نجد الرجل يشكو مر الشكوى ويعبر عن معاناة انسانية عاصفة ورهيبة تجاه ما يحدث ويدور من احداث وتطورات مروعة في بلاد العرب والمسلمين ونراه مطحونا ومسحوقا من آثارها وانعكاساتها ونتائجها ..
وينظر الى مسار ومعطيات السياسة الامريكية الهوجاء والمتغطرسة والعدوانية ، وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م نحو ما فعلته في افغانستان من عدوان واحتلال وقتل وتدمير ، وضرب العراق واحتلاله عسكريا والقتل والاعتقال الجماعي والتعذيب والتدمير وما تمارسه من قهر واخضاع لسائر الدول العربية والاسلامية وما تقدم به اسرائيل ، ضمن تلك السياسة العداونية الامريكية من حرب ابادة وتنكيل وتدمير وتخريب ضد الشعب الفلسطيني ووطنه المسلوب ، وما سيلي كل ذلك من اعتداءات واحتلال واخضاع ، باعتبارها حربا صليبية صهيونية شاملة للسيطرة الكاملة الشاملة على العرب والمسلمين واوطانهم وثرواتهم وضرب الاسلام الدين والاخلاق والمثل والقيم وتصفيته وانهاءه بالكامل عن افكار وحياة المسلمين الى الابد ونراه ينتفض فزعا من واقع القهر والاذلال والمهانة والخنوع التي تفرضها امريكا ومعها اسرائيل وحلفائها الغربيين بالقوة والبطش على البلدان العربية والاسلامية في ظل استسلام وصمت وشلل حكامها وزعمائها وانظمتها الى حد العار كل ذلك تحت ذريعة مسرحية عنوانها الحرب ومكافحة "الارهاب " وجذور الارهاب ومنابع الارهاب !!
ولبيان عمق معاناة الحوثي وتاثيره العميق بما يجري من احداث وممارسات تتعرض لها الامة العربية والاسلامية وهي معاناة وتاثير وتاثر تستغرق كل همه وتفكيره وفكره وتنعكس انعكاسا كليا على خطابه السياسي والفكري والشعبي ، نكتفي بايراد بعض الفقرات والنصوص الواردة في كراستين فقط من الكراريس والمحاضرات الصادرة عنه ، الاولى تحت عنوان الارهاب والاسلام القيت بتاريخ 8/3/2002م والثانية بعنوان "الصرخة في وجه المستكبرين" القيت بتاريخ 17/1/2002م
من الكراس الاول نقتبس الفقرات التالية :"ان اي اجتماع في ظروف كهذه اجتماع كهذا او اقل او اكثر من هذا لا يناقش فيه الناس هذه الاوضاع التي تعاني منها الامة المسلمة لا يتواصى فيه الناس بالحق ينظرون الى الحق ليس فقط ليغيب عن الساحة ليغيب عن الافكار ليغيب عن النفوس ليغيب عن كل شؤون الحياة وانما ليحل محله الباطل والظلام والشر ، كل اجتماع لا يناقش فيه ما يجعلنا نرى الحق ونرى امة الحق ونرى اعلام الحق وآثار الحق بالشكل الذي يحزن ويقرح القلب ويبكي العين.
2- التجارب التي تاثر بها الحوثي في تحديد نهجه السياسي:
نستطيع من خلال قراءة وتحليل بعض النصوص الواردة ضمن الكراستين اللتين بين ايدينا حاليا أن نستنتج أن النهج السياسي الذي يتبعه حسين بدرالدين الحوثي وحركته قد تاثر تاثرا واضحا بتجربتين سياسيتين ، بشكل رئيسي ، وهما :
التجربة الاولى: تجربة الامام الخميني في تفجير الثورة الاسلامية في ايران عام 1978م والتي ادت الى سقوط النظام الملكي الشاهنشاهي واقامة الجمهورية الاسلامية في ايران ..
التجربة الثانية : تجربة "حزب الله " في لبنان في مقاومة ودحر الاحتلال الاسرائيلي العسكري لجنوب لبنان ، والصيغة الايجابية الواعية التي تعامل بها مع مختلف فئات وشرائح ومكونات الوضع اللبناني ، حكما وقوى طائفية دينية واحزاب ، بما يخدم المقاومة ويعززها .. وانطلاقا من ذلك نرى مؤشرات النهج السياسي الذي يعتمده الحوثي في حركته يقوم على الاسس والاساليب الرئيسية التالية :
أ- التركيز على تعبئة وحشد وتحريض القطاعات الشعبية الواسعة وتحريكها نحو هدف او شعار واحد محدد وواضح وغير مختلف عليه ، باستخدام مختلف الوسائل والاساليب المتاحة كاشرطة الكاسيت والمجلة والكراريس المكتوبة والمنشورات والهتافات بالشعار المحدد في كافة المجالات والدعاء والتظاهر والتعبئة الدينية في المساجد ومراكز التعليم الديني والمدارس والجامعات والنقابات والتجار وغيرها ، وتجنب ارباك الجماهير وتشتيت انتباهها واهتمامها بالبرامج والنظريات التفصيلية المثيرة للخلاف عادة ..
ب- تجنب اضفاء اي طابع او لون سياسي وحزبي على التعبئة والحشد الشعبي الواسع
ج – تجنب اي نوع من انواع الخلافات او الصراعات الحزبية أو الفئوية او الطائفية والحرص على تحقيق تحرك شعبي واسع على اجماع وطني حول الهدف او الشعار المحدد فقط.
د- جعل التحرك الشعبي او الثورة الشعبية سلمية تماما وتحريم اللجوء الى وسائل العنف او استخدام القوة المسلحة مهما كانت الاسباب او الدوافع وعدم مجابهة عنف الجيش والامن بنفس العنف وانما باغراقهم بالزهور والورود مهما بلغ عنفهم وذلك ضمن شعار الخميني "الوردة في فوهة البندقية" لغرض استمالة تلك القوات وكسبها للانحياز الى صف الشعب ..
هـ - تحييد الخصوم والمناؤين بالحسنى وباساليب التعامل الودي وعدم الرد عليهم بالمثل حرصا على اغلاق اية ثغرات او اسباب لتفجير الصراعات والانقسامات في الصف الشعبي الوطني..
ولهذا يمكننا ان نفهم الاهمية الكبرى والاهتمام الابرز التي توليها حركة الحوثي وتمسكها الشديد بمسالة الشعار الرئيسي الذي اتخذته وهو "الله اكبر .. الموت لامريكا .. الموت لاسرائيل .. اللعنة على اليهود .. النصر للاسلام"
وحقها في ترديده والهتاف به في المساجد والتجمعات والمراكز التعليمية والثقافية وغيرها واعتباره حقا دستوريا وقانونيا لكل مواطن في التعبير عن الراي سلميا ..
ولا شك ان هذا التركيز والاهتمام الكبير بالشعار وترديده يدل على ذكاء سياسي وحنكة سياسية ظاهرة بالنظر الى الاثار النفسية والسياسية التي تترتب عليه وعلى استمرارية الهتاف به وترديده في بلورة وخلق موقف سياسي شبه موحد وواسع النطاق شعبيا ذلك ان الشخص او الاشخاص الذين يتعتادون على الهتاف بالشعار وترديده وكذا الشخص او الاشخاص الذين يعتادون على سماعه بشكل مستمر ومتكرر يجدون انفسهم تلقائيا وبعد حين وقد تكون لديهم موقف سياسي ثابت يتأسس وفق معاني ومدلولات ومضامين وابعاد الشعار..
يقول حسين الحوثي في احدى محاضراته بعنوان الارهاب والسلام :"فعندما نردد هذا الشعار وعندما يقول البعض ما قيمة هذا الشعار ؟ نقول له : هذا الشعار لا بد منه في تحقيق النصر في هذه المعركة على الاقل لابد منه في تحقيق النصر في هذه المعركة معركة ان يسبقنا الامريكيون الى افكارنا والى افكار ابناء هذا الشعب والى افكار ابناء المسلمين وبين ان نسبقهم نحن . ان نرسخ في اذهان المسلمين ان امريكا هي الارهاب الاجرامي ان امريكا هي الشر ان اليهود والنصارى هم الشر حتى لا يسبقونا الى أن يفهم الناس هذه المصطلحات بالمعاني الامريكية . فعندما نرفع هذا الشعار ايها الاخوة نحن نرفعه ونجد ان له الاثر الكبير في نفوسنا وفي نفوس من يسمعون هذا الشعار حتى من لايرددون هذا الشعار فإننا بترديدنا للشعار من حولهم سنترك اثرا في نفوسهم هذا الاثر هو ان اليهود ملعونون ونذكر مثل هذا الشخص الذي لا يرفع هذا الشعار بتلك الايات القرانية وعندما يسمع الشعار ونحن نهتف به ويعود ليقرا سورة البقرة وسورة آل عمران وسورة النساء وغيرها من السور الذي تحدث فيها عن اليهود والنصارى سنفهمها بشكل آخر سيفهما أكثر من قبل أن يسمع هذا الشعار يتردد من حوله . وعندما نهتف بهذا الشعار يترافق معه توعية كاملة كلها تقوم على اساس منابع الشر وجذور الشر الفساد في الارض الارهاب لعباد الله القهر للبشرية كلها هم اولئك الذين لعنهم الله في القران الكريم هم اليهود هم أمريكا واسرائيل وكل من يدور في فلكهم".
3- معالم الخط الفطري – العقائدي لحركة الحوثي:
يبدو واضحا أن حسين بدر الدين الحوثي قد حرص واختار عن وعي وادراك ورؤية للمستقبل على تحديد معالم خط أو منهج فكري عقائدي لحركته تتوفر له عوامل التوحيد والتجميع ولقاء الجميع على ارضية مشتركة متفق عليها بين الجميع متجنبا كل الاسباب المؤدية الى الفرقة والخلاف والتمزق والصراع مثل المذاهب والفرق الاسلامية الفقهية أو الفلسفية على نحو يكاد يكون كليا تقريبا.
ولهذا نراه قد جعل من القران الكريم كتاب الله المحكم الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه اساسا لخطه أو منهجه الفكري العقائدي على نحو كلي ويبدو أن الحوثي قد نظر نظرة باحثة في مختلف مراحل التاريخ الاسلامي منذما بعد الدعوة والى اليوم فوجد حقيقة ساطعة تشير الى أن المسلمين جميعا وعلى اختلاف مذاهبهم وفرقهم ومدارسهم لم يختلفوا ولا يختلفون حول كتاب الله "القران الكريم" وانما جاء او نتج الخلاف والصراع والانقسام والفرقة الشديدة بينهم بسبب نشؤ المذاهب الفقهية والمدارس الفلسفية الكلامية والفرق المختلفة واختلافهم جميعا حول رواية وكتابة الاحاديث المنسوبة الى الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين المودة والسلام واقوال واجتهادات الصحابة الكرام والتابعين وتابعي التابعين والائمة والفقهاء وغيرهم ..
ولهذا يبدو انه اختار الاعتماد الكلي على القران الكريم كتاب الله العزيز محل الاجماع والاتفاق والتسليم الكامل والتام بين المسلمين كافة ليكون الاساس المحدد لمعالم ومضامين خطه أو منهجه الفكري العقائدي باعتبار ذلك الوسيلة المثلى القادرة على تجميع وتوحيد كلمة المسلمين كافة على كلمة سواء ولهذا نراه يتخذ من القران الكريم محددا ومنطلقا لخطابه ومحاضراته المسجلة على اشرطة او المطبوعة في كراريس ويحث مناصريه والناس عامة على العودة الى القران واتخاذه هاديا وموجها لكل شؤون حياتهم ومواقفهم ودورهم في الحياة.
ولم اجد من مطالعاتني للمصادر الشحيحة للغاية المتوفرة لدي حتى الان ما يمكن أن يستدل به على اي توجه او نزوع او حتى ميل للعمل بأي مذهب فقهي او فرقة كلامية اسلامية علىالاطلاق وحتى بعض اشاراته الى اعجابه وتاثره بالثورة الاسلامية التي قادها الامام الخميني في ايران او بتجربة ودور حزب الله في لبنان فهي لا تعدو كونها مجرد اعجاب وتاثر بالجانب والدور السياسي لكيلهما فقط ولا علاقة لها بالنهج المذهبي الفقهي لهما على الاطلاق..
كما ان اشارته الوحيدة الى "المذهب الزيدي" في خطبته الموجهة الى قبائل "همدان بن زيد" في صعدة والسابق ايرادها في هذا البحث فهي من وجهة نظري اسلوب سياسي لخلق وحدة موقف وتوجه سياسي في مناطق وقبائل محافظة صعدة وربما ما جاورها من مناطق باعتبارها البيئة والمنطلق الاساس لحركته وليس من قبيل التبني أو الدعوة الى المذهب الزيدي ذلك أنه فيما عدا هذه الاشارة العابرة الى المذهب لا يوجد اي ذكر او اشارة الى المذهب الزيدي او اي مذهب آخر في كل ما لدينا من مصادر ووثائق محدودة حتى الان.
أهم وابرز النتائج المستخلصة من سياق البحث
يمكننا على ضوء السياق العام للبحث الاولي هذا حول محاولة فهم أو رؤية بعض منطلقات وغايات حركة الحوثي ، الخروج بخلاصة مركزة تبين أهم وأبرز النتائج المستخلصة من سياق هذه الرؤية أو محاولة الفهم وذلك على النحو التالي :
1- تبرهن تجارب الشعوب التاريخية على حقيقة ثابتة مؤداها أنه كلما أحست أو عانت احدى أو مجموعة من الفئات والشرائح المكونة تاريخيا لمجتمع من المجتمعات بانها موضع استهداف عدائي عبر مواقف أو ممارسات تمييزية ضدها سواء أكان من قبل فئات وشرائح اخرى في المجتمع تمثل واقع الاكثرية او الغلبة او بدعم وتشجيع وتحريض من قبل الدولة الحاكمة لاسباب ودوافع تتعلق بمجرد انتمائها العرقي او السلالي او الاجتماعي او المذهبي او الديني فان مثل هذا الوضع غير السوي يحدث تراكما كميا ومعنويا من المشاعر والاثار النفسية المضادة والشعور بالظلم والقهر والاذلال بل ومن الاحقاد والضغائن الدفينة وهو تراكم يصل مع المدى الى درجة الانفجار الذي عادة ما يكون مفاجئا ومتطرفا ومدمرا بحكم أو بفعل حالة اليأس والاحباط والمرارة التي كونت مراحل الغليان والانفجار ، وعادة ما تدفع الشعوب تضحيات جسيمة وثمنا باهضا لتلك التفجرات الداخلية ونزوعها المتطرف والمدمر والعنيف..
2- كما تؤكد التجارب الانسانية في صعيد آخر أن الدولة أو الحكم عندما تخرج عن وظيفتها ودورها الطبيعي كراعية وحاضنة ومنظمة ومسؤولة عن رعاية وتوجيه مصالح الفئات والشرائح المكونة للمجتمع والاشراف على تشجيع ورعاية تفاعلاتها وتعبيراتها السياسية والاجتماعية كالاحزاب السياسية والمنظمات والنقابات المعبرة عن مصالحها وتطلعاتها في اطار احكام الدستور والقوانين السارية وتتحول الى طرف يتدخل مباشرة بحجم الدولة وامكانياتها وسلطاتها واجهزتها في التأثير على المسار الطبيعي والايجابي لتلك التفاعلات والمصالح والتطلعات والاشكال المعبرة عنها وتخريبها وافسادها واختراقها وتمزيقها واثارة الصراعات والفتن داخلها رغم انتظام حركتها ونشاطها ضمن نطاق الشرعية الدستورية والقانونية فإن النتيجة الطبيعية الحتمية تتمثل بافراز وتكون وظهور حركات وجماعات متمردة خارجة عن كل شرعية وعرف تعتمد التطرف والعنف والتدمير كرد فعل سلبي طبيعي لتدمير الدولة للاشكال والاطر المعتدلة والقانونية والمسؤولة والهادئة ..
3- إن شعوب العالم عندما تقوم القوة الاعظم في العالم منفردة بتجاهل وتجاوز والغاء مرجعيات الشرعية الدولية بمواثيقها ومعاهداتها وآلياتها التي توافقت عليها دول وشعوب العالم واقرتها واتخذتها اساسا في تنظيم العلاقات الدولية وحل منازعاتها ومشكلاتها من خلال تلك المرجعيات والشرعية المتفق عليها ، وتقوم تلك القوة الاعظم خلافا ومخالفة للقوانين والاعراف والمواثيق والمرجعيات الدولية المشروعة واعتمادا على منطق القوة وحده بالاعتداءات العسكرية وضرب الدول الصغيرة واحتلال اراضيها بقوة السلاح وممارسة القتل العشوائي المخيف وسفك الدماء وتدمير المنشئات والمرافق وانتهاك ابسط الحقوق الانسانية الطبيعية في الاعتقال والتعذيب والاغتيالات والتصفيات الدموية وتفرض على الشعوب الضعيفة القهر والاذلال والمهانة والعبودية وتستهدفها في شرفها وكرامتها وقيمها ومعتقداتها واخلاقها وتنشر الرعب والارهاب والفزع الشامل في اوساطها وعليها وتسعى بالمشكوف الى فرض سيطرتها وهيمنتها على العالم بكل دوله وشعوبه واممه لتحقيق مصالحها ونزعتها الامبريالية تحت مختلف المبررات والذرائع والشعارات الواهية المتهافتة فان كل ذلك يؤدي وينتج حتما بروز وظهور حركات وجماعات واعمال هي بمثابة براكين وزلازل غاضبة ويائسة بل ومجنونة لا يوجد في قاموسها سوى كلمات القتل والقتل لمجرد القتل وسفك الدماء والتدمير والسحق لكل شئ واي شئ لان ما تتعرض له لم يبق لها وامامها اي شئ ذي قيمة ومعنى يمكن أن تحرص عليه انه ، انه الطوفان الذي يجرف في طريقه كل يابس واخضر على السواء من منطق وليذهب الجميع الى الجحيم ..
وحركة الحوثي لا تخرج عن هذا السياق وهي مجرد نموذج واحد يرهص ويبشر بالمزيد والمزيد من الحركات الاكثر تطرفا وعنفا وجنونا ان صح التعبير وخاصة في البلدان العربية والاسلامية ومن داخل شعوب هذه البلدان وليس حكامها ..
فهذه الشعوب تتابع وتختزن ما حدث ويحدث في افغانستان من فظائع وجرائم بشعة وكذا معتقل قاعدة "جوانتانامو " وما يجري فيها والعدوان على العراق وتدميره واحتلال ارضه بالقوة الغاشمة وما جرى في المعتقلات فيه وخاصة سجن "ابو غريب" وهو عدوان يفتقد لاي مبرر أو مشروعية او سبب مقنع..
وتتابع وتختزن ما جرى ويجري من جرائم بشعة ضد الانسانية وجرائم حروب تقوم بها "اسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني الاعزل والمحتل وتدير نفسية وتوازن نفسية الشعوب العربية والاسلامية وتزلزل كيانها حين تعرف بان :
45000 من مساكن الفلسطينيين دمرت ومنها 8000 منزل تم تدميرها تدميرا كاملا ..
4000 شهيد فلسطيني من الاطفال والنساء والشيوخ والمدنيين وقليل منهم مقاومون .
55000 جريح فلسطيني من بينهم اكثر من 7000 اصيبوا بحالات اعاقة مستديمة
700000 شجرة تم جرفها واجتثاثها من مزارع الفلسطينيين .
هذه كلها خلال فترة الانتفاضة الاخيرة والتي لا تزيد عن ثلاث سنوات على اكثر تقدير والعالم كله صامت ويشاهد كل هذه الفظائع دون أن ينبس بشفة خوفا من الجبروت والانتقام الامريكي المؤيد والداعم والمحرض والمدافع عن كل جرائم "اسرائيل" الهمجية البشعة ضد الفلسطنيين .
إن كل المؤثرات والشواهد المرتسمة على الافق المرئي تؤكد على حقيقة حتمية بان استمرار سياسة الهيمنة والسيطرة على العالم المسيطرة على فكر وتوجهات الادارة الامريكية الحالية في حال استمرارها في جموحها المهووس هذا فإنها ستحول العالم خلال سنوات قليلة الى ساحة ملتهبة من النيران والحرائق والى ميدان متفجر بالفتن والحروب والدمار الشامل والى واقع مريع ومفزع لامكان فيه ولا صوت يدعو الى الامن والاستقرار والسلام وستعيش البشرية مرحلة هي الاكثر سوءا وظلاما ووحشية في كل مراحل تاريخها ..
4- وآخر النتائج المستخلصة تشير الى أن التاريخ وتجاربه يؤكد على فشل وعدم جدوى مواجهة مثل تلك الحركات المحلية اعتمادا على القوة العسكرية لوحدها مهما بلغ حجمها وفاعليتها القتالية وخاصة اذا كانت تلك الحركات ذات منشأ ومنطلق واساس عقائدي ديني او مذهبي او فلسفي حيث ان اعتماد القوة المسلحة وحدها في مواجهتها يفضي في الغالب الى تصليبها وتقوية عودها بل وتوسيع نطاقها واكسابها مزيدا من التجارب والخبرات القتالية التي تكتسبها في ميدان المواجهة العسكرية ..
والاسلوب الامثل للتعامل معها يتمثل اساسا باللجوء الى الحوار المفتوح والسلمي والاقناع والاقتناع واتاحة المجال القانوني المشروع امامها للتعبير عن نفسها وافكارها وتوجهاتها بطريقة سلمية وديمقراطية بعيدا عن العنف والتطرف ، ان شان هذا الاسلوب ان يجعل وجود ونشاط مثل تلك الحركات داخلا في النسق أو المنظومة الدستورية القانونية التي تمنعها حتما من الخروج او تجاوز مقتضياتها وحدودها فتصبح جزءا مفيدا من المجتمع والنظام السياسي المشروع ..
بهذا نكون قد انتهينا من محاولتنا الاولية في فهم او تكوين صورة حول حركة الحوثي من حيث منطلقاتها واسسها وغاياتها نامل ان نكون قد وفقنا في تلك المهمة ولو جزئيا ومحدودا وحسبنا ان نكون قد وفقنا في اثارة الحافز الى مزيد من البحث والدراسة والتحليل وهذا المؤمل ،
آخر تعديل بواسطة حسن زيد في الأحد أكتوبر 03, 2004 12:33 am، تم التعديل مرة واحدة.
إن مع العسر يسرا،إن مع العسر يسرا
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 294
- اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
- مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
- اتصال:
أهلا بالأستاذ حسن من جديد .. وحياك الله يا أستاذنا العزيز ..
مداخلة عرضية /
" الشباب المؤمن " - كما يسمون أنفسهم - ؛ سوسة زرعها " الشاويش علي " لنخر عظم الزيدية وتشتيت شملها ، فلا بارك الله فيهم ولا فيه ، ودعاء سيدي مجد الدين عليهم قد حاق بهم ، وعند الله تجتمع الخصوم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
مداخلة عرضية /
" الشباب المؤمن " - كما يسمون أنفسهم - ؛ سوسة زرعها " الشاويش علي " لنخر عظم الزيدية وتشتيت شملها ، فلا بارك الله فيهم ولا فيه ، ودعاء سيدي مجد الدين عليهم قد حاق بهم ، وعند الله تجتمع الخصوم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ...

لن أنســـــــــــــــــــــــاك
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
حياك الله أخي أبو المجدالشباب المؤمن " - كما يسمون أنفسهم - ؛ سوسة زرعها " الشاويش علي " لنخر عظم الزيدية وتشتيت شملها ، فلا بارك الله فيهم ولا فيه ، ودعاء سيدي مجد الدين عليهم قد حاق بهم ، وعند الله تجتمع الخصوم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
في الحقيقة لم أفهم إلى من تشير ، أإلى الشباب المؤمن المتمثل بالسيد حسين الحوثي أم ماذا ؟
_________________مداخلة عرضية /
" الشباب المؤمن " - كما يسمون أنفسهم - ؛ سوسة زرعها " الشاويش علي " لنخر عظم الزيدية وتشتيت شملها ، فلا بارك الله فيهم ولا فيه ، ودعاء سيدي مجد الدين عليهم قد حاق بهم ، وعند الله تجتمع الخصوم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
أي منطق هذا أخي ابا مجد الدين !!؟؟
أرجو ان لاتجعل من الإمام الحجة الوالد مجد الدين حفظه الله شماعة
تعلق عليها تخاذلك وتقاعسك عن نصرة إخوانك !!
فسيدي وامامي مجد الدين لا يدعو بقتل الهاشميين!
وسفك دمائهم!وتشريدهم !والتنكيل بهم وأشياعهم!
وهتك أعراضهم! ولا يرتضيه ابدا!!
وربما لو دعى للجهاد لكنت من أوائل المتخلفين رغم معرفك الرنان!!
فلا تحاول التشكيك والبلبلة في ما هو قائم وحاصل الآن!
فقد اتضح من هو السوسةالذي ينخر في عظم الزيد ية
ويشتت شملها!!
وجدنا عليه وآله الصلاة والسلام يقول ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)
وأنت بكلامك هذا تجعلني اتساءل من الذي زرعك هنا!!
فكفاك استحمارا واستبقارا!!
والله من وراء القصد
هـمـتـي هـمـة المـلـوك ونفسـي
. . . . نفـس حـر تـرى المهـانــة كـفـرا
. . . . نفـس حـر تـرى المهـانــة كـفـرا
الكاتب هو الأستاذ عبد الله سلام الحكيمي
الدراسة التي نشرتها بدون أسم كتبها الاستاذ عبد الله سلام الحكيمي
وقد أذن فينشرهابإسمه
ولأن ذلك حقه فقد بادرت إلى هذا الأعلان
أرجو أن تخضع للنقاش دون تجريح في أحد
وشكراً على الترحيب بالعودة
وقد أذن فينشرهابإسمه
ولأن ذلك حقه فقد بادرت إلى هذا الأعلان
أرجو أن تخضع للنقاش دون تجريح في أحد
وشكراً على الترحيب بالعودة
إن مع العسر يسرا،إن مع العسر يسرا
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 294
- اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
- مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
- اتصال:
أعتذر للأستاذ حسن عن الخروج عن الموضوع ...
أخي محمد النفس الزكية / لا أقصد السيد حسين - رحمه الله - في شخصه ، وإنما تلك الشرذمة التي ظهرت في 1991م (1411هـ) ، وهذا كل مقصدي ، فهوّن من روعك.
" الأخ " نفس حر / كيف تقول : (يا أخي أبا مجد الدين ) ، ثم تشتمني وتصفني بالـ ..... ( وهنا أحترم الإخوة وليس كما فعلت سامحك الله ) ، كان من الأجدر بك ألا تناديني باسم الأخوّة على الأقل !!!
لكن سأعذرك ، لأنك ربما فهمت أنني أقصد السيد حسين - رحمه الله - ، وأرجو أن تراجع ردي على الأخ محمد ( الذي كان أكثر اتزاناً منك ).
وما ذكرته عن الشباب الـ ... ما هو إلا غيض من فيض ، وكلمة حق قد قلتها وسأقولها مراراً وتكراراً ولن أخاف في الله لومة لائم ، رضيَ من رضي وسخط من سخط.
أكرر لك الاعتذار أستاذي حسن زيد ...
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على محمد وآله الطاهرين ...
أخي محمد النفس الزكية / لا أقصد السيد حسين - رحمه الله - في شخصه ، وإنما تلك الشرذمة التي ظهرت في 1991م (1411هـ) ، وهذا كل مقصدي ، فهوّن من روعك.
" الأخ " نفس حر / كيف تقول : (يا أخي أبا مجد الدين ) ، ثم تشتمني وتصفني بالـ ..... ( وهنا أحترم الإخوة وليس كما فعلت سامحك الله ) ، كان من الأجدر بك ألا تناديني باسم الأخوّة على الأقل !!!
لكن سأعذرك ، لأنك ربما فهمت أنني أقصد السيد حسين - رحمه الله - ، وأرجو أن تراجع ردي على الأخ محمد ( الذي كان أكثر اتزاناً منك ).
وما ذكرته عن الشباب الـ ... ما هو إلا غيض من فيض ، وكلمة حق قد قلتها وسأقولها مراراً وتكراراً ولن أخاف في الله لومة لائم ، رضيَ من رضي وسخط من سخط.
أكرر لك الاعتذار أستاذي حسن زيد ...
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على محمد وآله الطاهرين ...

لن أنســـــــــــــــــــــــاك
اخي ابا مجد الدين
ارجو ان لاتغالط نفسك وتغالطنا معك!فالكلام واضح والحديث هنا عن السيد الحسين بن بدر الدين(حفظه! ـ رحمه! )الله وليس عن جدبان وشلته من اهل رازح!
وانت هنا كمن يشمت بالحسين وانصاره! بقولك ان دعاء الوالد قد حاق بهم! ودعائك عليهم!
فمن تأذى هنا هو الحسين وانصاره وليس الذين يرفلون الان في انعم الشاويش ومجلس الدواب!
سيدي هناك الكثير الكثير من منهم على قناعتك بل ويذهبون لحد لعن وسب للسيد الحسين بحجة انه خالف السيد المولى مجد الدين حفظه الله وهذا والله محض افتراء فهو اقرب له واكثر معرفة ومخالطة له مني ومنك ومنهم
مع انهم اناس يدعون العلم والاطلاع!!!
وهنا اتحدى من يثبت لي ان السيد الحسين ممن شملتهم دعوة المولى حفظه الله0
اعود لاؤكد ان الاخوة اسمى من ان يفسدها فهم خاطىء لنصيحة اعتبرتها شتيمة!وهذا والله ما لم اقصده!
ولازلت أخا عزيزا شئت ام ابيت!!
دمت سالما
ونلتمس من الاخ حسن العذر على الخروج عن الموضوع!!
ارجو ان لاتغالط نفسك وتغالطنا معك!فالكلام واضح والحديث هنا عن السيد الحسين بن بدر الدين(حفظه! ـ رحمه! )الله وليس عن جدبان وشلته من اهل رازح!
وانت هنا كمن يشمت بالحسين وانصاره! بقولك ان دعاء الوالد قد حاق بهم! ودعائك عليهم!
فمن تأذى هنا هو الحسين وانصاره وليس الذين يرفلون الان في انعم الشاويش ومجلس الدواب!
سيدي هناك الكثير الكثير من منهم على قناعتك بل ويذهبون لحد لعن وسب للسيد الحسين بحجة انه خالف السيد المولى مجد الدين حفظه الله وهذا والله محض افتراء فهو اقرب له واكثر معرفة ومخالطة له مني ومنك ومنهم
مع انهم اناس يدعون العلم والاطلاع!!!
وهنا اتحدى من يثبت لي ان السيد الحسين ممن شملتهم دعوة المولى حفظه الله0
اعود لاؤكد ان الاخوة اسمى من ان يفسدها فهم خاطىء لنصيحة اعتبرتها شتيمة!وهذا والله ما لم اقصده!
ولازلت أخا عزيزا شئت ام ابيت!!
دمت سالما
ونلتمس من الاخ حسن العذر على الخروج عن الموضوع!!
هـمـتـي هـمـة المـلـوك ونفسـي
. . . . نفـس حـر تـرى المهـانــة كـفـرا
. . . . نفـس حـر تـرى المهـانــة كـفـرا
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 212
- اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
- مكان: جدة
- اتصال:
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال:
حزب الحق إنهار من الداخل لعدم وجود ضوابط وقواعد تنفذ آليا لتسلق المراكز بداخل الحزب ، إعتمد النمط القبلي التقليدي بالإعتماد على أشخاص كان يجب أن يشكلوا مجلس شورى للحزب ولايخوضوا بكل حركة ، ثم لم يتم وضع لجان تعطى لها الصلاحيات الواسعة بالتحرك السياسي ويلتزم الجميع بالوقوف خلفها بحزم خاصة ونحن نعاني من محاولات فرض الرأي الشخصي أو العائلي على التنظيمات السياسية ، وكان الأجدر أن يستعان عند التأسيس بخبراء تنظيم حزبي .... لم يكن من السهل إقناع الأقلية بإتباع الأكثرية وبالتالي كان من السهولة إختراقه وتمزيقه ..
-
- ---
- مشاركات: 885
- اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
- مكان: مصر المحمية بالحرامية
- اتصال:
أخوتي الأفاضل
أرجو أن (تخفوا شوية) عن الأخ أبي المجد الكستباني وأرجو ملاحظة أنه ليس يمنيا وفي منطقة أعتقد أنه من الصعب أن تصلها الأخبار بصورة صحيحة ، ولا أعتقد أن أخي الكستباني قد ذهب من قبل إلى اليمن .
لذلك أرجو أن يكون التنبيه بصورة هادئة تماما كما فعل الأستاذ عزان في لقاء جمعنا أنا وهو والأخ الكستباني على البالتوك وكنت أظن أن الأخ الكستباني قد اقتنع بما قيل .
وهناك ملاحظة هامة عاينتها بنفسي أرجو الانتباه إليها :- بصراحة الأخوة في اليمن جميعهم يطعن في الآخر ويتهمه بأنه عميل وأنه صنيع الحكومة وقد سمعت ذلك من جميع الأطراف بلا استثناء .
ولعلكم لاحظتم أن الأخ نفس حر بحسن نية قال للكستباني (كفاك استحمارا واستبقارا) ، ثم عاد وقال أنه لميشتمه وإنما ينصحه فقط .
أخوتي الأفاضل ، إن لم نفهم أننا جميعا أخوة وفي خندق واحد فكلنا سيصبح دون أن يدري عميلا ومساعدا للطغاة ، إن لم نفهم أن الخلاف في الرأي رده يكون بالحكمة والموعظة والجدال بالتي هي أحسن وليس بالسب والشتم وإلقاء التهم والشماتة والدعاء على الأشخاص ، فسنكون اليد اليمنى للطغاة التي تهدم لهم كل صروح الخير
أرجو أن (تخفوا شوية) عن الأخ أبي المجد الكستباني وأرجو ملاحظة أنه ليس يمنيا وفي منطقة أعتقد أنه من الصعب أن تصلها الأخبار بصورة صحيحة ، ولا أعتقد أن أخي الكستباني قد ذهب من قبل إلى اليمن .
لذلك أرجو أن يكون التنبيه بصورة هادئة تماما كما فعل الأستاذ عزان في لقاء جمعنا أنا وهو والأخ الكستباني على البالتوك وكنت أظن أن الأخ الكستباني قد اقتنع بما قيل .
وهناك ملاحظة هامة عاينتها بنفسي أرجو الانتباه إليها :- بصراحة الأخوة في اليمن جميعهم يطعن في الآخر ويتهمه بأنه عميل وأنه صنيع الحكومة وقد سمعت ذلك من جميع الأطراف بلا استثناء .
ولعلكم لاحظتم أن الأخ نفس حر بحسن نية قال للكستباني (كفاك استحمارا واستبقارا) ، ثم عاد وقال أنه لميشتمه وإنما ينصحه فقط .
أخوتي الأفاضل ، إن لم نفهم أننا جميعا أخوة وفي خندق واحد فكلنا سيصبح دون أن يدري عميلا ومساعدا للطغاة ، إن لم نفهم أن الخلاف في الرأي رده يكون بالحكمة والموعظة والجدال بالتي هي أحسن وليس بالسب والشتم وإلقاء التهم والشماتة والدعاء على الأشخاص ، فسنكون اليد اليمنى للطغاة التي تهدم لهم كل صروح الخير
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )
((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب
((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
سلامات يااستاذ حسن
هل هذا الخبر صحيحا ؟؟؟؟
4/10/2004
مسؤول بارز في حزب الحق يتعرض لاعتداء بالضرب صباح اليوم.. حسن زيد لـ(الصحوة نت): أتمنى أن لا يكون الحادث سياسياً
الصحوة نت - خاص
تعرض حسن زيد - رئيس الدائرة السياسية لحزب الحق، صباح اليوم الاثنين لحادث اعتداء من قبل مجهولين، وقال زيد لـ(الصحوة نت): إن (5) أشخاص أخرجوه من سيارته بجانب محطة اليرموك في شارع تونس بأمانة العاصمة وضربوه على وجهه ثم قاموا بتكسير زجاجات سيارته، وبعدها استقلوا إحدى سيارات الأجرة.
وطالب المسؤول في حزب الحق أجهزة الأمن بالتحقيق في القضية والقبض على الجناة، ومعاقبتهم، متمنياً أن يكون الحادث جنائياً وليس سياسياً.
ورفض زيد توجيه اتهامات لأي جهة في الوقوف وراء الحادث مشيراً إلى أن التحقيقات ستثبت من يقف وراءه.
http://www.alsahwa-yemen.net/view_sub1.asp?s_no=4153
-----------------
أنا مع الاخ واصل في الذي طرحه
وهيا للناقش الموضوع بكل هدوء وروية
وإن شاء الله لي مداخلة بس بعد أن نطنئن على السيد حسن زيد
سلمه الله من كل شر آمين
السلام هليكم
هل هذا الخبر صحيحا ؟؟؟؟
4/10/2004
مسؤول بارز في حزب الحق يتعرض لاعتداء بالضرب صباح اليوم.. حسن زيد لـ(الصحوة نت): أتمنى أن لا يكون الحادث سياسياً
الصحوة نت - خاص
تعرض حسن زيد - رئيس الدائرة السياسية لحزب الحق، صباح اليوم الاثنين لحادث اعتداء من قبل مجهولين، وقال زيد لـ(الصحوة نت): إن (5) أشخاص أخرجوه من سيارته بجانب محطة اليرموك في شارع تونس بأمانة العاصمة وضربوه على وجهه ثم قاموا بتكسير زجاجات سيارته، وبعدها استقلوا إحدى سيارات الأجرة.
وطالب المسؤول في حزب الحق أجهزة الأمن بالتحقيق في القضية والقبض على الجناة، ومعاقبتهم، متمنياً أن يكون الحادث جنائياً وليس سياسياً.
ورفض زيد توجيه اتهامات لأي جهة في الوقوف وراء الحادث مشيراً إلى أن التحقيقات ستثبت من يقف وراءه.
http://www.alsahwa-yemen.net/view_sub1.asp?s_no=4153
-----------------
أنا مع الاخ واصل في الذي طرحه
وهيا للناقش الموضوع بكل هدوء وروية
وإن شاء الله لي مداخلة بس بعد أن نطنئن على السيد حسن زيد
سلمه الله من كل شر آمين
السلام هليكم

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون

-
- ---
- مشاركات: 885
- اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
- مكان: مصر المحمية بالحرامية
- اتصال:
أخي محمد السؤال يكون في التليفون وليس في المجالس وننتظر من أي أخ فاضل أن يتصل بالأستاذ حسن بسرعة لنطمئن وإن شاء الله يكون زجاج السيارة هو الخسارة الوحيدة ، ويبدو أن المعتدين أرادوا أن يكسروا الأستاذ حسن فوجدوه غير قابل للكسر فتشطروا على زجاج سيارته.
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )
((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب
((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
شكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على كل حال والصلاة والسلام على رسوله الكريم وآله الأطهار
أشكر الأخوة على الأهتمام
والخبر صحيح
وتفصيله أنني كنت كعادتي في طريق العودة من مدرسة الأولاد عرجت على محطة بترول وخلال مغادرتي المحطة وبينما كنت أتحدث في التلفون أوقفت السيارة لأن المخرج كان به سيارة متوقفه فتوقفت لأفاجأ بباب السيارة المجاور لمقعدي ييفتح من قبل 5شباب حاولوا جري من السيارة وشرعوا في مباشرة الضرب بهراوات اخرجوها من صدورهم فتشبثت (بالسكان)أو الدرسكيون وملت برأسي إلى داخل السيارة في إتجاه المقعد المجاور للسائق ودفعت الشاب الي يحاول جري للخارج بقدمي ومددت أحدى يدي في إتجاه خزنة السيارة موهماً بوجود سلاح ولذلك انفض الشباب للحظة تمكنت من إعادة إدارة المحرك وتحركت بالسيارة وأثناء تلك اللحظات إنهال المهاجمون على زجاج السيارة بالكر
وقد سلم الله ولم أصب إلا بضربه على ذقني وصدري
بعد ذلك عدت إلى المحطة للبحث عن اثار الحادث فعلمت ان الجناة فروا من الوقع بسيارة تاكس كرزيدا موديل83فذهبت الى قسم الشرطة وحررنا البلاغ وتمت معاينة الموقع واستمعنا الى الشهود ونحن بالانتظار تفسير وقد نصحنا مراراً بالتوقف عن كتابة عمودنا في الأمة من قبل الكثير من الأخوة ولكنا لم نستجز الصمت خصوصاً ومانكتبه لا يستهدف أي شخص ونحرص على أن لانؤذي مشاعر أحد بل ولانسفه أي شخص ومع هذا ونتوقع ماهو أشد ونسأل الله أن يرزقنا الشهادة وسوف ننقل ماكتبناه ان شاء الله في المجالس
وفقنا الله إلى مايحب ويرضى
الحمد لله على كل حال والصلاة والسلام على رسوله الكريم وآله الأطهار
أشكر الأخوة على الأهتمام
والخبر صحيح
وتفصيله أنني كنت كعادتي في طريق العودة من مدرسة الأولاد عرجت على محطة بترول وخلال مغادرتي المحطة وبينما كنت أتحدث في التلفون أوقفت السيارة لأن المخرج كان به سيارة متوقفه فتوقفت لأفاجأ بباب السيارة المجاور لمقعدي ييفتح من قبل 5شباب حاولوا جري من السيارة وشرعوا في مباشرة الضرب بهراوات اخرجوها من صدورهم فتشبثت (بالسكان)أو الدرسكيون وملت برأسي إلى داخل السيارة في إتجاه المقعد المجاور للسائق ودفعت الشاب الي يحاول جري للخارج بقدمي ومددت أحدى يدي في إتجاه خزنة السيارة موهماً بوجود سلاح ولذلك انفض الشباب للحظة تمكنت من إعادة إدارة المحرك وتحركت بالسيارة وأثناء تلك اللحظات إنهال المهاجمون على زجاج السيارة بالكر
وقد سلم الله ولم أصب إلا بضربه على ذقني وصدري
بعد ذلك عدت إلى المحطة للبحث عن اثار الحادث فعلمت ان الجناة فروا من الوقع بسيارة تاكس كرزيدا موديل83فذهبت الى قسم الشرطة وحررنا البلاغ وتمت معاينة الموقع واستمعنا الى الشهود ونحن بالانتظار تفسير وقد نصحنا مراراً بالتوقف عن كتابة عمودنا في الأمة من قبل الكثير من الأخوة ولكنا لم نستجز الصمت خصوصاً ومانكتبه لا يستهدف أي شخص ونحرص على أن لانؤذي مشاعر أحد بل ولانسفه أي شخص ومع هذا ونتوقع ماهو أشد ونسأل الله أن يرزقنا الشهادة وسوف ننقل ماكتبناه ان شاء الله في المجالس
وفقنا الله إلى مايحب ويرضى
إن مع العسر يسرا،إن مع العسر يسرا
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك