فقد أدى التدخل المصري في اليمن إلى عدد من النتائج من أهمها:
1- قيام حرب أهلية في اليمن يقال استمرت سبعة أعوام بل هي مستمرة ذهب ضحيتها يقال ما يقارب مائتي ألف و العدد اكبر كون الحرب الاهلية مستمرة الى اليوم. قد يكون هذا الرقم صحيح بالنسبة للنخب السياسية.
2- دخول القبائل اليمنية في المعترك السياسي في اليمن، نظراً لما حققته من نتائج في ذلك الصراع، إضافة إلى التسليح والتدريب الجيدين الذين خرجت بهما القبائل اليمنية من تلك الحرب الأهلية. وقد ظل التواجد السياسي القوي للقبائل في الحياة السياسية في اليمن من السمات الأساسية للوضع السياسي حتى الآن.
ان الرئيس المصري الحالي حسني مبارك شارك في القصف الجوي ( الحرب التدميرية على اليمن)وكان برتبة نقيب طيار.
وحقيقةً ان اليمن كانت ارض اختارها الفراعنة و الوهابيين للاقتتال و استعراض القوى و تحديد من متزعم بلاد العرب و تدمير ارض يقطن عليها اصل العرب و محل انتاجهم و قد يتحقق منها فعلا زعامة حقيقية للعرب و بعقل سوي و معتدل.
و اوضح هنا بعض بيان يدل على ذلك...
بيان الامير فيصل (حينما كان وليا للعهد رحمه الله) للشعب السعودي حول اعلان التعبئة العامة للدفاع عن الوطن ضد الاعتداءات المصرية
أيها الاخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد:
1- فإنكم لتعلمون ماتعرضت له بلادنا العزيزة من دعايات ظالمة ومغرضة ,واذاعات باطلة اخذت تبثها وتنشرها -منذ اكثر من عام- أجهزة وصحافة حكومة القاهرة ضد هذه البلاد وحكامها ونظامها وكنا واياكم نقابل هذه الحملات بالصبر وضبط النفس, في حرصنا على استدامة العلاقات الطيبة بين البلدين وايمانا منا من ان كل ثغرة في الصف العربي, لاتخدم المصالح الحقيقية للأمة العربية.
2- ولعلكم تذكرون ماجاء على لسان المسؤولين في القاهرة اخيرا, بمناسبة ذكرى العدوان الغاشم على مصرمن تهدايدات سافرة نحو هذه البلاد وقادتها, وماانطوت عليه من عبارات الوعد والوعيد وألفاظ تنكبت جميع الموازين المصطلح عليها في المعاملات الدولية.
3- ولقد سبق لهذه البلاد ان وجهت نظر حكومة القاهرة الى مايؤدي اليه استمرارها في هذه الحملات الباغية من نتائج وخيمة, وطالبتها بتوقفها حفاظا عى العلاقات بين البلدين من أن تتردى, لكن هذه المساعي لم تؤدي الا الى استمرار حكام القاهرة في حملتهم, بل وزيادتها عنفا وتهجما.
4- وعندما قام بعض أفراد القوات المسلحة في اليمن- متأثرين بالتحريض السافر على الثورة, والانقضاض على الحكومة العربية الشرعية, ذلك التحريض الذي مازال حكام القاهرة يوجهونه الى مرضى النفوس في البلاد العربية- عندما قام هذا الفريق من ابناء اليمن بالعصيان على حكومتهم الشرعية, منذ أكثر من ثلاثة أشهر, سارعت حكومة القاهرة الى الاعتراف بهم بصفتهم حكومة, ولما يمض على ترحيبها وتهنئتها لجلالة الإمام البدر بتسلمه الا بضعة أيام, وقبل ان يتوفر في المتمردين الحد الأدنى للشروط المقررة دوليا لمثل هذا الاعتراف, أفلم يكن هذا الاعتراف في ذاته دليل النية المبيتة على اشعال نار الفتنة في اليمن, واتخاذها مسرحا لأحداث مقررة مرسومة؟
5- ثم أخذت حكومة القاهرة تمد المتمردين بالعون والمساعدة, فأرسلت اليهم القوات المسلحة والطائرات والدبابات والسفن الحربية, التي تعمل تقتيلا وتخريبا في أبناء اليمن وممتلكاتها, بينما كان الامام البدر, وهو الرئيس الشرعي للبلاد يدافع عن حقه الشرعي تؤيده الكثرة الساحقة من أبناء شعبه.
أيها الأخوة
6- لقد ادعت حكومة القاهرة, تبريرا لتدخلها في اليمن لمصلحة المتمردين, أن هذا التدخل انما جاء نتيجة لإرسال قوات عسكرية سعودية لتأييد حكومة اليمن الشرعية, فكذبت حكومة المملكة العربية السعودية هذا الزعم من أساسه جملة وتفصيلا, وأعلنت مرارا وتكرارا ولا تزال تعلن أنه لم يكن لها في الماضي وليس لها في الحالة أي قوات في اليمن, ولقد طالبت منذ بداية الثورة في اليمن, بوقف تدخل حكومة القاهرة, وسحب قواتها ومعداتها ومنشاتها العسكرية, مع ترك اليمنيين احرار في تقرير مصيرهم بأنفسهم, واختيار نظام الحكم الذي يرتضونه وبدون أي تدخل أجنبي أيا كان مصدره.
7- لكن حكومة القاهرة أصمت أذنيها عن هذا النداء الذي يهدف الى وقف اراقة الدماء وانهاء الحرب الاهلية, واستمرت على ذلك أن تواطأت مع الثور على التهديد والعدوان على هذه البلاد وأهلها, مما ترتب عليه خسائر في الأنفس والأموال, وقد احتجت الحكومة العربية السعودية على ذلك, معلنة انها تحتفظ بكامل حقها في اتخاذ كافة التدابير للدفاع المشروع عن هذه البلاد, والمحافظة على أرواح مواطنيها وسكانها, غير أن هذا الاحتجاج لم يردع المعتدين من الاستمرار في العدوان الجوي والبحري ضد المدن والقرى السعودية, واخر هذه الحوادث قصف مدينة نجران وماحولها من القرى, في الأيام الثلاثة الأخيرة قصفا متواصلا, وهذه المدينة تبعد عن الحدود داخل الأراضي السعودية بحوالي مائة كيلو متر. وكانت حكومة المملكة العربية السعودية قد اضطرت قبل ذلك وعلى اثر مبادرة حكومة القاهرة لشن العدون المسلح على بعض القرى والمواقع السعودية من الجو والبحر, الى قطع العلاقات الديبلوماسية معها.
بني وطني
8- إنكم لتدركون من هذا العرض أننا حرصنا دواما, وفي جميع الظروف على استدامة طيب العلاقات مع حكومة القاهرة, ولكن مساعينا كانت تقابل من جانبها بشن الحملات وتدبير المؤامرات وإثارة الفتن والقيام بالعدوان.
9- ومن حيث أن هذه الأعمال العدوانية المتكررة ومايصاحبها من التهديد المستمر, واضحة الدلالة المبيت من حكومة القاهرة والمتامرين معهم من عصاة صنعاء على تعمد متابعة سياسة العدوان على هذا البلاد.
10- ولما كانت اول الواجبات المفروضة على الدولة حكومة وشعبا, هو المحافظة على سلامة البلاد وأهلها, وممارسة حقها الطبيعي في الدفاع المشروع عن النفس.
11- فلجميع ماتقدم – قرر مجلس الوزارء في جلسته المنعقدة بتاريخ 7 شعبان 1382هـ تعبئة قوى البلاد العاملةسبيلا للدفاع عن نفسها وتكليف مجلس الدفاع الأعلى باتخاذ كافة التدابير والوسائل اللازمة لوضع البلاد في حالة تمكنها من المحافظه على أمنها الداخلي والخارجي, مع النهوض بأعباء الدفاع المشروع عن مقدساتها وحرماتها وكيانها, ورد كل اعتداء يقع على السكان والممتلكات.
12- وان حكومة المملكة في سبيل النهوض بهذا الواجب المقدس, لاتتردد في التماس كل وسيلة لدعم قواتها المسلحة وزيادة فعاليتها, وهي لعلى ثقة من أنها ستجد في ذلك تأييدا ماديا ومعنويا وتفهما من جميع الشعوب والحكومات, الحريصة على استقرا السلم بين الدول واحترام القانون والعرف الدوليين متمثلين في أحكام ومبادئ جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.
13- وان الحكومة العربية السعودية رغم اضطرارها لاتخذا هذه التدابير الدفاعية فإنها حريصة على ان تؤكد ان هذه البلاد العربية والإسلامية منشأ العروبة والاسلام, ستظل متمسكة بسياستها السلمية التقليدية نحو اخوانها من العرب والمسلمين أينما كانوا, ونحو البلاد التي تبادلها هذه الرغبة, ولهذا فإنها ستأخذ نفسها ماستطاعت بالتزام جانب الدفاع عن النفس في صبر وايمان وثبات.
والله المسؤول في ان يوفق هذه البلاد وأهلها لما فيه خير العرب والمسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وقع الزعيمان الملك فيصل والرئيس المصري جمال عبدالناصر اتفاقا يضع حداً لنزاعهما فى اليمن و يقضى بانسحاب القوات المصرية بأكملها من اليمن اعتباراً من سيتمبر و وقف المساعدات السعودية للاماميين (وهذا غير صحيح كونه لم يتم ابدا حيث و الوهابيين يدعمون المرتزقة من اهل اليمن )و تشكيل لجنة ثلاثية تضم وزراء خارجية السودان و ايران و المغرب لمساعدة أطراف النزاع فى اليمن على إقامة حكومة وطنية ذلك في اغسطس 1967.
و بالغة اخرى السماح لليمنين بالالتفاف حول انفسهم لجبر جروحهم التي احدثها الفراعنة و الوهابيين (بدون اي مبرر او مسوغ قانوني او شرعي ) فيهم الا ان الظاهر انه كل ما كان يتم اللتفاف من اليمنين لجبر جروححهم كانوا يمنون بفاجعة اكبر من سابقاتها و اكبر مثال هو ما حدث عام 1977.
و هنا يجب ان نقف و نمسك بهذا الطرف كل اليمنيين يجب ان يتوجههوا للمسك بهذا الطرف و عرضه عرض جيد حتى يتم جبر جراح اليمنيين و الى الابد و هذا ما ساذكره في الجزء التالي .