بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله وصلواته على من تجب الصلاة عليه وعلى آله الطيبن الطاهرين ..
__________________________
الولد هو ثمرة القلب كما في الحديث .. والثمرة لا تنبتها الا الشجره ..اذ هي الاصل ..
وفي ما معنى الحديث اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاثه ...... ومن بينهم ولد صالح يدعو له ..
وبلا شك قد تختلف النظره من الاب الى ابنه .. ومن الام الى ابنها ومن الاب الى ابنته ومن الام الى ابنتها ..
وبلا شك ان كل منا يريد ان يكون ابنه كما في مخيلته .. وقد يتوافق ذالك وقد لا يتوافق ... (( والاخوة ليسو على درجة واحده من الصدق ومكارم الاخلاق وما الى ذالك.............الخ )) فلا بد انيخضع كل منهم للاختبار والتجربه ..
فكيف اريد ان يكووووووون ابني


دعونا ننظر الى الامام زيد ابن علي فانه كان له عدد من الابناء .. وعندما اراد تفجير الثورة ضد الحكم الاموي الجائر كان يعرف بانه سوف يقتل لا محاله ........فهل يستطيع اولاده او ابنه الكبيـــر بالاخص حمل مفاهيمة ومبادئه والاخذ بالثار لابيه وللامه الاسلاميه ..
فمن منهم .........................؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
كان للامام زيد عدد من الاولاد كان من بينهم يحيى ابن زيد الذي لم يتجاوز عمره العشرين .. الا انه كان يفوق اخوته في الشهامة والشجاعه ........ ولذالك ارسل الامام زيد ابن علي اليه يطلب منه القدوم لساحة الجهاد والاستشهاد
كانت أم يحيى ابن زيد ريطة بنت عبد الله قد صعقت لذلك الخبر فلم تدرِ لأي الأمور تحزن .. لفراق زوجها الذي لا تدري أيكتب لها معه لقاء؟ أم أن أيدي الطغاة لن تمنحها ذلك اللقاء؟ .. أم تحزن لقرب وداع ولدها الذي لا تستطيع أن تمنعه عن الاستجابة لنداء أبيه بل لا تستجيز ذلك؟ .. فلم تر لها من مخرج إلا أن تعصم قلبها بالصبر وتلوذ بمحراب المناجاة والدعاء
وأشرقت شمس يوم الوداع من أيام شهر ذي الحجة سنة 120ه وقد أعد ابن الرابعة والعشرين متاعه وشد رحله ووقف ينظر إلى وجه أمٍ تسكب العبرات في صمت قاتل وحزن بادٍ على وجهها.. لكن هيهات أن تثبط قرة عينها عن الجهاد فحبها له لا يمنعها أن تقدمه قرباناً في سبيل إعلاء كلمة الله..
قوة الشباب والشوق إلى الجهاد والإحساس بخطورة التأخر كان كفيلاً بسرعة الوصول إلى أملهم وغايتهم..
ولما كانت الدماء تنزف من جبين ابيه .. وشارف الاب على فراق الحياة ... دعونا ننظر الى القوة التربويه الذي غرسها هذا الرجل في قلب ابنه .. والتي نريد ان نغرسها جميعا في قلوب أبنائنا .
.وفي هذه اللحظات وعلى مقربة من الإمام زيد كان ولده يحيى يجندل الأعداء ويخوض غمار الموت .. فحانت منه إلتفاتة إلى موقع أبيه فرأى إجتماع أصحابه وتراجعهم فترك ما بين يديه وأقبل نحو القوم وفك إزدحامهم وأطل برأسه ليرى ما يهوله ويذهب بلبه ..
وتفجرت عيناه بالدموع وأقبل يقبل وجه أبيه ويمسح الدماء عن وجهه بطرف من ثوبه وهو يقول:
ماذا يقول ؟؟
ماذا يقول ؟؟
ماذا قال لابيه في هذه اللحظه ؟؟ هل قال : له يا ابت لماذا لا تجلس في البيت ؟؟ وتدع الدنيا في سلام واسلام ؟؟ او لماذا لا تدعني اعيش حياتي في نعيم ؟؟ واتزوووووو وما الى ذالك ..
كلا والف كلا
بل قال له : - أبشر يا ابن رسول الله ترد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي فاطمة وخديجة والحسن والحسين وقد أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ......
وهاهنا يبتسم الاب الذي يعرف قيمة ابنه .. ثم قال له : صدقت يا بني فأي شئ تصنع؟
فقال يحيى بن زيد- في عزيمة من لا تثنيه المهمات الجسام ولا النوازل العظام:
- أجاهدهم والله لو لم اجد الا نفسي..
وانشرح قلب الأب الجريح .. وعلم أنه قد نال في هذه الحياة أسمى ما يسعى إليه أمثاله .. ومن يحمل نهجه ويسير على دربه.
فهكذااااااااااا اريد ان يكون ابني .....
للمشاركه بقيه ... كيف اريد ان تكون ابنتي؟

