السعودية تدفع ملايين الدولارات لهزيمة حزب الله في الانتخابات المقبلة
كشف الصحفي الاميركي روبرت ويرث في تقرير من بيروت نشرته له اليوم الجمعة صحيفة نيويورك تايمز، ان السعودية ودولا اخرى في المنطقة شرعت في تزويد الاطراف المتحالفة معها في لبنان بالاموال لدعم حملاتها الانتخابية بدلا من السلاح، بعد ان خلت البلاد من وجود الجيوش الاجنبية على اراضيها.
جاء ذلك، في وقت تتجه فيه الانتخابات النيابية المزمع اجراؤها في لبنان في يونيو/حزيران المقبل لان تكون الاكثر تكلفة على الاطلاق من اي مكان اخر مع تدفق مئات الملايين من الدولارات من كافة ارجاء المعمورة الى هذه الدولة الصغيرة.
ويرى الكاتب ان حصيلة ذلك ستكون سباقا للوصول الى كراسي البرلمان الذي يعد الاكثر تنافسا بمشاركة عدد قياسي من المرشحين بصورة لم يشهد لبنان نظيرا لها خلال عقود من الزمن، ومع ذلك ربما تكون الانتخابات هي الاكثر فسادا كذلك.
فالاصوات تشترى نقدا او عينا على شكل خدمات، والمرشحون يغرون منافسيهم بمبالغ طائلة للانسحاب من حلبة السباق، وتكلفة التغطية الاخبارية التلفزيونية للحملات الانتخابية اخذة في الارتفاع، والاف المغتربين اللبنانيين يجري نقلهم مجانا بالطائرات الى مواطنهم للتصويت في الدوائر التي تشهد تنافسا محموما.
وبحسب عدد من الناخبين ومراقبي انتخابات ومرشحين سابقين وحاليين، فان عمليات دفع الاموال تضفي نزعة من الشك عميقة على الممارسة السياسية في لبنان، الذي ربما يعتبر ظاهريا الدولة العربية الاكثر ديمقراطية، لكنه في الواقع يدار الى حد كبير بالمحسوبية والطائفية والولاء للعشيرة.
ويخلص التقرير الى ان فوز حزب الله وحلفائه في هذه الانتخابات حتى لو كان بفارق ضئيل فانه سينظر اليه على انه انتصار لايران وضربة لحلفاء اميركا في المنطقة لا سيما السعودية ومصر، "وهو ما يفسر تدفق الاموال" الى لبنان.
وينسب التقرير الى مستشار للحكومة السعودية "لم يذكر اسمه"، القول، ان بلاده تراهن كثيرا على هذه الانتخابات، مضيفا "ان مساهمتها في هذا الصدد قد تناهز مئات الملايين من الدولارات في بلد لا يربو تعداد سكانه عن اربعة ملايين نسمة".
واضاف ذلك المستشار: ان السعودية تدعم مرشحين ضد حزب الله، "وسنجعل ايران تشعر بوطأة الضغط عليها".
وقالت الصحيفة الأميركية في مقالها إنه يُنظر الى سعد الحريري حليف السعودية على انه اكبر منفق على الشأن الانتخابي.
وتنقل عن رئيس حزب الانتماء اللبناني المرشح احمد الاسعد ان الحكومة السعودية مصدر دعم مهم للحملة الانتخابية التي يخوضها ضد حزب الله في الجنوب، مضيفا ان هدفه إبعاد شيعة لبنان عن ايران، ويقول الاسعد نحن بحاجة للوسائل من اجل ذلك.
واشار ويرث في تقريره الى ان هذه الاموال التي تدفع للناخبين تعد مصدر دعم كبيرا للعديد من الطوائف والجماعات، ولان كل مقعد في البرلمان يرمز الى طائفة دينية فان الانتخابات المقبلة تنزع الى تعزيز البنية السياسية في لبنان القائمة اساسا على النفوذ الطائفي.