تساؤلات عن مفهوم التقية ومواردها في بعض مصادر الإمامية
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 302
- اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً
الأخ الكريم / معاذ حميدالدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت حوارك فأحببت أن أورد عليه الملاحظات الآتيه :
أولاً : صيغة الحوار واضحة بأنها من بنات أفكارك ، وهذا يتعارض مع قولك " أحببت أن أطرح محاورة بين عالمين رمزت اليهما بداعٍ ومتقٍ ويظهر من خلالها تأثير مفهوم التقية على تحليل الأمور والتفاعل مع الواقع ." الذي يصرح بأن الحوار حقيقي وجرى بين عالمين ، وأنك فقط إستبدلت إسميهما بداعٍ ومتقٍ !!!
فإن كان الحوار من بنات أفكارك فكان يجب عليك بيان ذلك
وإن كان حقيقياً فكان يجب عليك إيراد المصدر
ثانياً : قرأت الحوار كله وكنت أتوق إلى أن أجد فيه مايدفعني لتهنئتك بإمتلاكك موهبة مسرحية ، غير أنه - وللأسف الشديد – كان حواراً يفتقد للكثير من العناصر التي يتميز بها الحوار المسرحي ، مثل وحدة البناء الموضوعي للحوار ، وتدرجه في السرد إلى أن يصل إلى الذروة في الإثارة ثم الهبوط تدريجياً ثم معادوة الصعود إلى ذروة الإثارة مرة أخرى وهكذا .
ثالثاً : إن كان في حوارك أخي الكريم فائدة فهي إفصاحه عن سؤ فهمك الشديد للتقية ، وهذا ليس بغريب ، فأنت كزيدي تحمل تركة هائلة من الكراهية للتقية توارثها الزيدية عبر القرون ، وهذه التركة هي التي تمنعك أخي الكريم من فهم التقية على حقيقتها !!! ومالم تبذل الجهد للوصول للموضوعية وعزل تأثير هذه التركة الهائلة عليك عند بحثك للتقية فإنك لن تدرك حقيقتها على الإطلاق !!!
تمنياتي لك بالتوفيق
اللهم صل على محمد وآل محمد
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً
الأخ الكريم / معاذ حميدالدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت حوارك فأحببت أن أورد عليه الملاحظات الآتيه :
أولاً : صيغة الحوار واضحة بأنها من بنات أفكارك ، وهذا يتعارض مع قولك " أحببت أن أطرح محاورة بين عالمين رمزت اليهما بداعٍ ومتقٍ ويظهر من خلالها تأثير مفهوم التقية على تحليل الأمور والتفاعل مع الواقع ." الذي يصرح بأن الحوار حقيقي وجرى بين عالمين ، وأنك فقط إستبدلت إسميهما بداعٍ ومتقٍ !!!
فإن كان الحوار من بنات أفكارك فكان يجب عليك بيان ذلك
وإن كان حقيقياً فكان يجب عليك إيراد المصدر
ثانياً : قرأت الحوار كله وكنت أتوق إلى أن أجد فيه مايدفعني لتهنئتك بإمتلاكك موهبة مسرحية ، غير أنه - وللأسف الشديد – كان حواراً يفتقد للكثير من العناصر التي يتميز بها الحوار المسرحي ، مثل وحدة البناء الموضوعي للحوار ، وتدرجه في السرد إلى أن يصل إلى الذروة في الإثارة ثم الهبوط تدريجياً ثم معادوة الصعود إلى ذروة الإثارة مرة أخرى وهكذا .
ثالثاً : إن كان في حوارك أخي الكريم فائدة فهي إفصاحه عن سؤ فهمك الشديد للتقية ، وهذا ليس بغريب ، فأنت كزيدي تحمل تركة هائلة من الكراهية للتقية توارثها الزيدية عبر القرون ، وهذه التركة هي التي تمنعك أخي الكريم من فهم التقية على حقيقتها !!! ومالم تبذل الجهد للوصول للموضوعية وعزل تأثير هذه التركة الهائلة عليك عند بحثك للتقية فإنك لن تدرك حقيقتها على الإطلاق !!!
تمنياتي لك بالتوفيق
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 83
- اشترك في: الاثنين يونيو 21, 2004 11:15 pm
- مكان: مملكة علي عبدالله صالح اليمنيه/للأسف
- اتصال:
الله المستعان
الأخ / عبدالملك العولقي
الله المستعان عليك ........... أنا ساذج !!!!! ................. الله المستعان
بس أشكرك على تركك للتقيه ووصفي بذلك .
لأننا تعجبني الصراحه ........ مش المعمعه والدجل .
على العموم
عجبت جداً من حججك التي ( تنغبش ) بها على نفسك !!!!!
هل كان مؤمن آل فرعون حجةً لله على خلقه كالأئمه التسعه في نظركم !!!!!
هل كانت إمرأة فرعون حجةً لله على خلقه كالأئمه التسعه في نظركم !!!!!
هل كان أهل الكهف حجةً لله على خلقه كالأئمه التسعه في نظركم !!!!!
ومن ناحيه أخرى
هل سكت وكتم مؤمن آل فرعون بقوله : ( أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ) .
أم أنه أنكر الباطل الحاصل في قومه ؟
هل ظل أهل الكهف بين قومهم كاتمين ساكتين ، أم أنهم رحلوا عنهم ؟
وكيف سأبحث عن أئمتي _ على حد قولك _ إنك كانوا هم بأنفسهم كاتمين أمرهم عني !!
وأين أنت من قوله تعالى : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس أؤلئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) ؟؟؟؟؟؟؟
طبعاً نرفزتك أيها الأخ جعلتك تظن أننا معتقدين بصة ما تروونه باطلاً عن أهل البيت عليهم السلام بأمرهم بالكتمان !!!!!
مع أني قد قلت لك
أما قولك بأن النبي (ص) بقي محصوراً في شعب بني هاشم ، فالإرجح أن تقول بقي محاصراً وليس محصوراً .
ولكن لم يسكت ولم يكتم شيئاً من أمر النبوه رغم كل ذلك ، بل قال لعمه أبوطالب ( ع ) : والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته ) أو كما قال .
وحاشى أن نسخر من أهل البيت صلوات الله عليهم ، بل أنك ظننت ذلك بسبب فهمك الأعوج ، وكأنك تظن أننا مقريين بتلك الروايات التي تسخرون بها من أهل البيت ( ع ) دون أن تشعروا .
وبادر الآن لذلك الروايات التي بين لكم أهل البيت ( ع ) فيها ، متى تكتمون أفواهكم ومتى تفتحونها ؟؟؟؟
أما عن أحداث صعده ،، فقد قال العلماء وناشدوا واستنكروا ،، وهاهم يعتقلون كل يوم الواحد تلو الآخر ،، مع أنهم كانوا قادرين على كتم أفواههم دون أت تصيبهم حملات الإعتقال وما سوف يتلوها من تعذيب . فالله درهم .
والمهم أن تعرف أن لن تستطيع أن تأخذ بذلك عذراً للقدح في الفكر الزيدي ( ولو فرضنا جدلاً أن هناك من كتم فاه ) ، لأن الفكر حجه علينا ولسنا حجه على الفكر الزيدي الراقي العظيم .
أنا بإنتظار جوابك
والسلام ختام .
الله المستعان عليك ........... أنا ساذج !!!!! ................. الله المستعان
بس أشكرك على تركك للتقيه ووصفي بذلك .
لأننا تعجبني الصراحه ........ مش المعمعه والدجل .
على العموم
عجبت جداً من حججك التي ( تنغبش ) بها على نفسك !!!!!
هل كان مؤمن آل فرعون حجةً لله على خلقه كالأئمه التسعه في نظركم !!!!!
هل كانت إمرأة فرعون حجةً لله على خلقه كالأئمه التسعه في نظركم !!!!!
هل كان أهل الكهف حجةً لله على خلقه كالأئمه التسعه في نظركم !!!!!
ومن ناحيه أخرى
هل سكت وكتم مؤمن آل فرعون بقوله : ( أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ) .
أم أنه أنكر الباطل الحاصل في قومه ؟
هل ظل أهل الكهف بين قومهم كاتمين ساكتين ، أم أنهم رحلوا عنهم ؟
وكيف سأبحث عن أئمتي _ على حد قولك _ إنك كانوا هم بأنفسهم كاتمين أمرهم عني !!
وأين أنت من قوله تعالى : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس أؤلئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) ؟؟؟؟؟؟؟
طبعاً نرفزتك أيها الأخ جعلتك تظن أننا معتقدين بصة ما تروونه باطلاً عن أهل البيت عليهم السلام بأمرهم بالكتمان !!!!!
مع أني قد قلت لك
ومع أنك قد ذكرت سابقاً بأن ليس لك من العلم ما تستطيع به تمييز الروايات الصحيحه عن غيرها ،، أجدك الآن تدافع دون بصيره عن هذه الروايات العوجاء ( أقول عوجاء لأنها منسوبه زوراً وبهتاناً لأهل البيت صلوات الله عليهم ) .أعوذ بالله من هذا القول النكير الذي تنسبونه لأهل البيت صلوات الله عليهم
أما قولك بأن النبي (ص) بقي محصوراً في شعب بني هاشم ، فالإرجح أن تقول بقي محاصراً وليس محصوراً .
ولكن لم يسكت ولم يكتم شيئاً من أمر النبوه رغم كل ذلك ، بل قال لعمه أبوطالب ( ع ) : والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته ) أو كما قال .
وحاشى أن نسخر من أهل البيت صلوات الله عليهم ، بل أنك ظننت ذلك بسبب فهمك الأعوج ، وكأنك تظن أننا مقريين بتلك الروايات التي تسخرون بها من أهل البيت ( ع ) دون أن تشعروا .
وبادر الآن لذلك الروايات التي بين لكم أهل البيت ( ع ) فيها ، متى تكتمون أفواهكم ومتى تفتحونها ؟؟؟؟
أما عن أحداث صعده ،، فقد قال العلماء وناشدوا واستنكروا ،، وهاهم يعتقلون كل يوم الواحد تلو الآخر ،، مع أنهم كانوا قادرين على كتم أفواههم دون أت تصيبهم حملات الإعتقال وما سوف يتلوها من تعذيب . فالله درهم .
والمهم أن تعرف أن لن تستطيع أن تأخذ بذلك عذراً للقدح في الفكر الزيدي ( ولو فرضنا جدلاً أن هناك من كتم فاه ) ، لأن الفكر حجه علينا ولسنا حجه على الفكر الزيدي الراقي العظيم .
أنا بإنتظار جوابك
والسلام ختام .
الـتـقلـيد حـجـابٌ عن معرفة الصواب .
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 212
- اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
- مكان: جدة
- اتصال:
يا أخي قررت انت في معرض جوابك بأني كاذب في حقيقة وقوع هذا الحوار وأنما هو من إنشائي مع أني لم أتطرق لذلك وكان الأجدر تقديم تساؤلك في هذا قبل تقريرك عليه. ومن ثم إستنقصته بقولك بانه إن كان فائدة فيه فهي إفصاحه عن سؤ فهمي ويظهر كراهيتي المتراكمة للتقية مما يعيق فهمي لها.عبدالملك العولقي كتب:قرأت حوارك فأحببت أن أورد عليه الملاحظات الآتيه :
أولاً : صيغة الحوار واضحة بأنها من بنات أفكارك ، وهذا يتعارض مع قولك " أحببت أن أطرح محاورة بين عالمين رمزت اليهما بداعٍ ومتقٍ ويظهر من خلالها تأثير مفهوم التقية على تحليل الأمور والتفاعل مع الواقع ." الذي يصرح بأن الحوار حقيقي وجرى بين عالمين ، وأنك فقط إستبدلت إسميهما بداعٍ ومتقٍ !!!
فإن كان الحوار من بنات أفكارك فكان يجب عليك بيان ذلك وإن كان حقيقياً فكان يجب عليك إيراد المصدر
ثانياً : قرأت الحوار كله وكنت أتوق إلى أن أجد فيه مايدفعني لتهنئتك بإمتلاكك موهبة مسرحية ، غير أنه - وللأسف الشديد – كان حواراً يفتقد للكثير من العناصر التي يتميز بها الحوار المسرحي ، مثل وحدة البناء الموضوعي للحوار ، وتدرجه في السرد إلى أن يصل إلى الذروة في الإثارة ثم الهبوط تدريجياً ثم معادوة الصعود إلى ذروة الإثارة مرة أخرى وهكذا .
ثالثاً : إن كان في حوارك أخي الكريم فائدة فهي إفصاحه عن سؤ فهمك الشديد للتقية ، وهذا ليس بغريب ، فأنت كزيدي تحمل تركة هائلة من الكراهية للتقية توارثها الزيدية عبر القرون ، وهذه التركة هي التي تمنعك أخي الكريم من فهم التقية على حقيقتها !!! ومالم تبذل الجهد للوصول للموضوعية وعزل تأثير هذه التركة الهائلة عليك عند بحثك للتقية فإنك لن تدرك حقيقتها على الإطلاق !!!
يا أخي أنا لم أضع هذا الحوار لتبيين قدرتي على الإنشاء أو إبراز مواهبي المسرحية أو عرض بنات أفكاري أو كشف سؤتي ولكنه حوار وجدته في أحد الكتب فوضعته لإستطلاع رأيكم في مضمونه وليس في شكله وبنائه.
يا أخي كما وسبق أن نصحتك بعدم الإستعجال بإصدار الأحكام والتقريرات وكما نوهت انت أيضاً مراراً من ضرورة الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة اللتين لا تتأتيين إلى بالتقية واللين في القول وعدم التنفير والمداراة في القول والجواب كما ورد منك في معرض التعامل مع الإبن شارب الخمر أو الزاني فتأمل ولك العذر فربما حدة البعض دعتك للخروج عن الطور.
لا عليك، هب اني سلمت لك جدلاً بالفائدة التي إستخلصتها انت من هذا الحوار، فبين لي من الحوار نفسه ما عكس سوء الفهم والكراهية للتقية، دعنا نناقش هذا الحوار كما جاء قولاً قولا بتأنٍ وروية.
وسلام الله عليك.
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
السلام عليكم
أخي معاذ حوار جيد ذكرني بكتاب ((الوافد على العالم )) لمولانا القاسم الرسي
وسمح لي بهذه الزيادة
= = =
المتقي: بصراحه أنا خائف
الداعي :ومما تخاف !!!
المتقي: من فناء المدرسة والفكر فالحوزه الصامته أفضل بكثير من الحوزة الناطقة .
الداعي: وما وجهة المقارنة
المتقي: مدرسة الوجود تجد فيها ما تريد
الامن – راحة البال – السكينة – الخمس – الاتباع – ال....الخ
بينما مدرسة الفناء لا تجد فيها سوى
المطارطة – السجون – القتل- الشهادة – التشرد - الفقر – الشقاء – التعب – العناء ...الخ
الداعي : صحيح لكن منزلة الشهيد عند الله عظيمة
والنهي عن المنكر والامر بالمعروف منزلة رفيعة عند الله .
ولن يفنى الفكر ولن تخرب المدرسة بل سيخلد مثل بقية الخالدين الشهداء فالحق لن يندثر ولن يفنى
المتقي : بصراحه أنا لا أفهم السياسة وكيفية حكم دولة ولا أعرف أن اقود أمه دعنا من تبعات الحكم ودع ما لله فهو له وما لقيصر لقيصر حتى يظهر الغائب ((عج ))ثم ((عج ))
الداعي: يا أخي هذا فهم غير صحيح لدين الله هذا فهم خاطئ هذا فهم سقيم وهو عين ما تذهب اليه المدرسه العلمانيه كفانا دروشةً كفانا تقوقعا هيا بنا للنهض بهذه الامة ونعيد امجادها ونصنع تاريخها فحب الحياه عين الذل ومن أحب الحياه واستأثر البقاء عاش ذليلا ومات ذليلا وسيحشر .......
وللحوار بقية
= = =
((عبودي)) بالله عليك سل المرجع السيد علي عن الروايات وكفاك مغلطةً فقد أصبحتَ اضحوكة هذا المنتدى .
((ورحم الله أخا اهدى لي عيبا))!!
أخي معاذ حوار جيد ذكرني بكتاب ((الوافد على العالم )) لمولانا القاسم الرسي
وسمح لي بهذه الزيادة
= = =
المتقي: بصراحه أنا خائف
الداعي :ومما تخاف !!!
المتقي: من فناء المدرسة والفكر فالحوزه الصامته أفضل بكثير من الحوزة الناطقة .
الداعي: وما وجهة المقارنة
المتقي: مدرسة الوجود تجد فيها ما تريد
الامن – راحة البال – السكينة – الخمس – الاتباع – ال....الخ
بينما مدرسة الفناء لا تجد فيها سوى
المطارطة – السجون – القتل- الشهادة – التشرد - الفقر – الشقاء – التعب – العناء ...الخ
الداعي : صحيح لكن منزلة الشهيد عند الله عظيمة
والنهي عن المنكر والامر بالمعروف منزلة رفيعة عند الله .
ولن يفنى الفكر ولن تخرب المدرسة بل سيخلد مثل بقية الخالدين الشهداء فالحق لن يندثر ولن يفنى
المتقي : بصراحه أنا لا أفهم السياسة وكيفية حكم دولة ولا أعرف أن اقود أمه دعنا من تبعات الحكم ودع ما لله فهو له وما لقيصر لقيصر حتى يظهر الغائب ((عج ))ثم ((عج ))
الداعي: يا أخي هذا فهم غير صحيح لدين الله هذا فهم خاطئ هذا فهم سقيم وهو عين ما تذهب اليه المدرسه العلمانيه كفانا دروشةً كفانا تقوقعا هيا بنا للنهض بهذه الامة ونعيد امجادها ونصنع تاريخها فحب الحياه عين الذل ومن أحب الحياه واستأثر البقاء عاش ذليلا ومات ذليلا وسيحشر .......
وللحوار بقية
= = =
((عبودي)) بالله عليك سل المرجع السيد علي عن الروايات وكفاك مغلطةً فقد أصبحتَ اضحوكة هذا المنتدى .
((ورحم الله أخا اهدى لي عيبا))!!

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 302
- اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً
الأخ الكريم / إبراهيم شريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حسناً أخي الكريم ، قولك هذا لايحمل إعتراض على مشروعية كتمان الدين لغير المعصوم ، وهذا تطور جيد أتمنى أن لا تتراجع عنه !!!
وما كان إعتراضك إلا أنه صادر عن حجة الله على خلقه ، أي المعصوم !!!
حسناً ، يمكننا دفع شبهتك هذه بأكثر من وجه :
الأول : أن رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ، الذي لاينطق عن الهوى ، لطالما أمر أصحابه بكتم دينهم ، وكتم أمره صلوات الله عليه وآله لفترة طويلة كان يعلم فيها أصحابه دينهم في دار الأرقم لخباب بن الأرت ، وكان صلوات الله عليه وآله يأمر كل من يؤمن بما جاء به أن يكتم دينه ، ولنا في قصة إسلام أبي ذر الغفاري رضوان الله عليه عظة وعبره .
وأستمر رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم على ذلك إلى أن حصل على المنعة من بني هاشم ، وعلى رأسهم عمه أبي طالب رضوان الله عليه ، الذي ثبت لدينا أنه آمن بالله ورسوله ، وأن رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم أمره بالكتمان حتى توفى رضوان الله عليه على ذلك .
وما كان رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم طوال هذه الفترة بالجبان والعياذ بالله ، إنما هو أمر الله سبحانه وتعالى الذي قدر أن تمضي الأمور بأسبابها ، فكان الكتمان والتكتم تقية حتى لايذهب دين الله سبحانه وتعالى بذهاب تلك العصبة المؤمنه .
ولي هنا أن أقول بأن حال الأئمة عليهم السلام كان أشد مما كانت عليه هذه العصبة المؤمنة ، وليس أدل على ذلك من ثقتي الكاملة بأنه لو كان من قتل الإمام الحسين والإمام زيد عليهما السلام من كفار ومشركي مكة فما كانوا ليقتلوهما تلك القتلة الشنيعة ، ولما مثلوا بهما عليهما السلام كما فعل حكام بني أمية لعنة الله عليهم أجمعين إلا الصالح منهم وقل ما هم !!!
الثاني : أن الرويات التي شنعت عليها أخي الكريم مدلولها لا يخرج عن أمر المعصومين عليهم السلام لأتباعهم بكتمان أمرهم ، وأمر أئمتهم ، لما في إظهار ذلك من هلاك هذه العصبة المؤمنة على يد حكام الجور والظلم الذين شردوا وقتلوا أئمة أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم تحت كل حجر ومدر ، ولعمري أن حال إمرأة فرعون ، ومؤمن آل فرعون وأهل الكهف لأخف وطأً من حال أتباع أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وحسبك أن تدرك بأن مصدر الخطر المحدق بإمرأة فرعون ، ومؤمن آل فرعون ، وأهل الكهف هم قوم كافرون ، ويقتلون المؤمنين بإسم كفرهم ، أما حال الأئمة وأتباعهم فالحال أشد فمصدر الخطر المحدق بهم هم قوم يدعون الإسلام !!! ، بل أنهم يقتلونهم ويشردونهم بإسم الإسلام نفسه ، وليعجب لذلك كل غافل !!!
الثالث : برغم هذه الظروف الرهيبة التي عاشها أئمة أهل البيت عليهم السلام فقد ملأ قيامهم بأمر الله ونشر دينه الآفاق ، وحسبنا أن الإمام الصادق عليه السلام قد إستغل غفلة من الزمن تشاغل فيها الظالمون بعضهم ببعض إثر إنتهاء حكم بني أمية وظهور حكم بني العباس ، وقد إستغل الإمام الصادق عليه السلام هذه الفترة بشكل يكاد يكون إعجازياً ، إذ أسس جامعة ، بكل مافي هذه الكلمة من معنى ، وتتلمذ على يديه الشريفتين مايزيد عن أربعة آلآف عالم منهم إمام أهل الرأي أبي حنيفة النعمان والزهري اللذين غلبتهما حب الدنيا والرئاسة فأنحرفا بشدة .
الرابع : هاقد سطر لنا التاريخ مواقف ناصعة لأئمة أهل البيت عليهم السلام ، ويكفي المنصف المرور على ماكان يجري في مجلس المأمون من مناظرات بين الأئمة عليهم السلام ومخالفيهم من المذاهب الأخرى ، وبين الأئمة عليهم السلام وبين الملاحدة واليهود والنصارى ، وكيف أن الأئمة عليهم السلام قد بينوا دين جدهم وألقموا كل مخالف الحجة بل ولم يكن غيرهم من يتصدى لشبهات المجسمة والمشبهة وشبهات اليهود والنصارى التي كان يبلس تجاهها أساطين علماء المذاهب الأخرى !!!
وما قيل عن مجلس المأمون يقال على مجلس هارون الرشيد كذلك .
وبرغم تسليم الموالف والمخالف لهذا كله إلا أن الزيدية مافتأوا يتشدقون بأن الأئمة عليهم السلام لم يأمروا بمعروف ولا نهوا عن منكر ، وبالطبع لا يقصد الزيدية بذلك إلا الخروج بالسيف ولا شيء غير ذلك ، وكأنهم قد غفلوا عن أن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثلاث طرق هي اليد واللسان والقلب ، حتى أن إنكار المنكر بالقلب معدود على لسان رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم من طرق تغيير المنكر ، ، والإنكار بالقلب هو أظهر مظاهر التقية كما لا يخفى ، ولكن كما سبق وأن بينت لك أخي الكريم أن تركتكم الهائلة في كره التقية حجب هذه الأمور البديهية عن بصيرتكم ، فلم يعد للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مفهومكم إلا الخروج بالسيف !!!
مرة أخرى أطلب منك التأدب ، فلاشك أنه سؤ أدب منك أن تصف رواياتنا عن أئمتنا عليهم السلام بالعوجاء !!! ولاشك أن ثائرتك ستثور لو أن أحمقاً وصف روايات الزيدية عن أئمتهم بهذا الوصف الشنيع !!!
يكفي أن تقول بأدب أنك لا تلزم نفسك بها ، ولا تعتقد بصحتها ، بدلاً من هذا التجديف الذي يدل على حماقة قائله !!!
ولو كنت عاقلاً لأتهمت نفسك بالفهم الأعوج بدلاً من وصف روايات أئمة أهل البيت عليهم السلام بذلك ، ولكن !!
( كيف تعرف عاق والديه ، قال بأعماله ) !!!
نعم لم يسكت رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ، كما لم يسكت أئمتنا عليهم السلام ، ولكن منذا يدعي أن رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم حمل السيف في هذه الفتره !!!
بل والله إنكم لتسخرون ، ولا يمكن بحال وصف قولكم بأن الأئمة عليهم السلام لم يأمروا بمعروف ولا نهوا عن منكر ، وأنهم مرخون عليهم سترهم ، لا يمكن وصف قولكم هذا إلا بالسخرية ولا شيء غيرها !!!
وبعد هذا تتشدقون أنكم شيعة أهل البيت عليهم السلام ، وكأن ليس من أهل البيت عليهم السلام إلا من خرج بالسيف !!! وأما من لم يفعل فليس له إلا السخرية ، فويحكم من الله وقد وصل بكم الحال حتى في القدح بالإمام زين العابدين علي إبن الحسين عليه السلام ، وهو أبو الإمام زيد عليه السلام !!!
قد بينت لك بجلاء أن المقياس هو شرع الله عز وجل ، فمتى كان في الكتمان حفظأ لشرع الله كتمنا ، ومتى كان في الإظهار حفظاً لشرع الله أظهرنا .
نعم قد نخطيء في تقدير الحال ، إلا أن ذلك غير قادح في أصل القاعدة هذه .
قد علمت أن بعضهم ناشد وأستنكر ، ولكن حتى نكون على بينة ، ونحكم على الإسلوب في المناشدة والإستنكار ، وهل كان مغلفاً بالتقية أم لا ، فأطالب مشكوراً أن تورد لنا مناشدة و/أو إستنكار ثلاثة من علمائكم لا أكثر .
ودعني أذكرك أخي الكريم أنني أنكرت عليك عدم قيام هئولاء العلماء بنصرة مايعتقدونه الحق باليد كما يوجبه مذهبكم ، بعبارة أخرى لماذا أحجم علماؤكم عن نصرة السيد حسين الحوثي في صعدة بأيديهم فيقاتلون معه ، وهو لم يخرج عن مذهبكم قيد أنمله !!!
وعموما أنتظر ما ستورده ولا أشك لحظة واحدة بأن التقية في مناشدتهم وإستنكارهم ستكون واضحة كالشمس في رابعة النهار ، وبالإنتظار .
ليس هدفي القدح في الفكر الزيدي والعياذ بالله ، بل كل هدفي هو أن أبين المفارقة في سلوك منتسبيه ، وإلا فأنا أعتقد أن التقية مشروعة في الفكر الزيدي تماماً كما هي في الفكر الإمامي ، وإنما نقدي متوجه للأتباع الذي توارثوا أخطاء أجدادهم في كره التقية حتى أصبحوا ينفرون منها حتى لو كان في تركها معصيه !!!
الأخ الكريم / معاذ حميدالدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد قلت لك في ردي السابق " وإن كان حقيقياً فكان يجب عليك إيراد المصدر " وأنت لم تفعل ، وحتى الآن لم تفعل !!!
ولا أخفيك أن سذاجة الحوار هي ماجعلتني أغلب أنه من تأليفك ، إذ أنني لم أكن أتصور ورود مثل هذا الحوار الركيك في أحد كتب الزيدية ، وإن كنت لم أعلم أي كتاب هذا حتى الآن !!!
الأخ الكريم / محمد الغيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنتظر بقية الحوار !!!
اللهم صل على محمد وآل محمد
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً
الأخ الكريم / إبراهيم شريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على العموم
عجبت جداً من حججك التي ( تنغبش ) بها على نفسك !!!!!
هل كان مؤمن آل فرعون حجةً لله على خلقه كالأئمه التسعه في نظركم !!!!!
هل كانت إمرأة فرعون حجةً لله على خلقه كالأئمه التسعه في نظركم !!!!!
هل كان أهل الكهف حجةً لله على خلقه كالأئمه التسعه في نظركم !!!!!
حسناً أخي الكريم ، قولك هذا لايحمل إعتراض على مشروعية كتمان الدين لغير المعصوم ، وهذا تطور جيد أتمنى أن لا تتراجع عنه !!!
وما كان إعتراضك إلا أنه صادر عن حجة الله على خلقه ، أي المعصوم !!!
حسناً ، يمكننا دفع شبهتك هذه بأكثر من وجه :
الأول : أن رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ، الذي لاينطق عن الهوى ، لطالما أمر أصحابه بكتم دينهم ، وكتم أمره صلوات الله عليه وآله لفترة طويلة كان يعلم فيها أصحابه دينهم في دار الأرقم لخباب بن الأرت ، وكان صلوات الله عليه وآله يأمر كل من يؤمن بما جاء به أن يكتم دينه ، ولنا في قصة إسلام أبي ذر الغفاري رضوان الله عليه عظة وعبره .
وأستمر رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم على ذلك إلى أن حصل على المنعة من بني هاشم ، وعلى رأسهم عمه أبي طالب رضوان الله عليه ، الذي ثبت لدينا أنه آمن بالله ورسوله ، وأن رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم أمره بالكتمان حتى توفى رضوان الله عليه على ذلك .
وما كان رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم طوال هذه الفترة بالجبان والعياذ بالله ، إنما هو أمر الله سبحانه وتعالى الذي قدر أن تمضي الأمور بأسبابها ، فكان الكتمان والتكتم تقية حتى لايذهب دين الله سبحانه وتعالى بذهاب تلك العصبة المؤمنه .
ولي هنا أن أقول بأن حال الأئمة عليهم السلام كان أشد مما كانت عليه هذه العصبة المؤمنة ، وليس أدل على ذلك من ثقتي الكاملة بأنه لو كان من قتل الإمام الحسين والإمام زيد عليهما السلام من كفار ومشركي مكة فما كانوا ليقتلوهما تلك القتلة الشنيعة ، ولما مثلوا بهما عليهما السلام كما فعل حكام بني أمية لعنة الله عليهم أجمعين إلا الصالح منهم وقل ما هم !!!
الثاني : أن الرويات التي شنعت عليها أخي الكريم مدلولها لا يخرج عن أمر المعصومين عليهم السلام لأتباعهم بكتمان أمرهم ، وأمر أئمتهم ، لما في إظهار ذلك من هلاك هذه العصبة المؤمنة على يد حكام الجور والظلم الذين شردوا وقتلوا أئمة أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم تحت كل حجر ومدر ، ولعمري أن حال إمرأة فرعون ، ومؤمن آل فرعون وأهل الكهف لأخف وطأً من حال أتباع أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وحسبك أن تدرك بأن مصدر الخطر المحدق بإمرأة فرعون ، ومؤمن آل فرعون ، وأهل الكهف هم قوم كافرون ، ويقتلون المؤمنين بإسم كفرهم ، أما حال الأئمة وأتباعهم فالحال أشد فمصدر الخطر المحدق بهم هم قوم يدعون الإسلام !!! ، بل أنهم يقتلونهم ويشردونهم بإسم الإسلام نفسه ، وليعجب لذلك كل غافل !!!
الثالث : برغم هذه الظروف الرهيبة التي عاشها أئمة أهل البيت عليهم السلام فقد ملأ قيامهم بأمر الله ونشر دينه الآفاق ، وحسبنا أن الإمام الصادق عليه السلام قد إستغل غفلة من الزمن تشاغل فيها الظالمون بعضهم ببعض إثر إنتهاء حكم بني أمية وظهور حكم بني العباس ، وقد إستغل الإمام الصادق عليه السلام هذه الفترة بشكل يكاد يكون إعجازياً ، إذ أسس جامعة ، بكل مافي هذه الكلمة من معنى ، وتتلمذ على يديه الشريفتين مايزيد عن أربعة آلآف عالم منهم إمام أهل الرأي أبي حنيفة النعمان والزهري اللذين غلبتهما حب الدنيا والرئاسة فأنحرفا بشدة .
الرابع : هاقد سطر لنا التاريخ مواقف ناصعة لأئمة أهل البيت عليهم السلام ، ويكفي المنصف المرور على ماكان يجري في مجلس المأمون من مناظرات بين الأئمة عليهم السلام ومخالفيهم من المذاهب الأخرى ، وبين الأئمة عليهم السلام وبين الملاحدة واليهود والنصارى ، وكيف أن الأئمة عليهم السلام قد بينوا دين جدهم وألقموا كل مخالف الحجة بل ولم يكن غيرهم من يتصدى لشبهات المجسمة والمشبهة وشبهات اليهود والنصارى التي كان يبلس تجاهها أساطين علماء المذاهب الأخرى !!!
وما قيل عن مجلس المأمون يقال على مجلس هارون الرشيد كذلك .
وبرغم تسليم الموالف والمخالف لهذا كله إلا أن الزيدية مافتأوا يتشدقون بأن الأئمة عليهم السلام لم يأمروا بمعروف ولا نهوا عن منكر ، وبالطبع لا يقصد الزيدية بذلك إلا الخروج بالسيف ولا شيء غير ذلك ، وكأنهم قد غفلوا عن أن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثلاث طرق هي اليد واللسان والقلب ، حتى أن إنكار المنكر بالقلب معدود على لسان رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم من طرق تغيير المنكر ، ، والإنكار بالقلب هو أظهر مظاهر التقية كما لا يخفى ، ولكن كما سبق وأن بينت لك أخي الكريم أن تركتكم الهائلة في كره التقية حجب هذه الأمور البديهية عن بصيرتكم ، فلم يعد للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مفهومكم إلا الخروج بالسيف !!!
ومع أنك قد ذكرت سابقاً بأن ليس لك من العلم ما تستطيع به تمييز الروايات الصحيحه عن غيرها ،، أجدك الآن تدافع دون بصيره عن هذه الروايات العوجاء ( أقول عوجاء لأنها منسوبه زوراً وبهتاناً لأهل البيت صلوات الله عليهم ) .
مرة أخرى أطلب منك التأدب ، فلاشك أنه سؤ أدب منك أن تصف رواياتنا عن أئمتنا عليهم السلام بالعوجاء !!! ولاشك أن ثائرتك ستثور لو أن أحمقاً وصف روايات الزيدية عن أئمتهم بهذا الوصف الشنيع !!!
يكفي أن تقول بأدب أنك لا تلزم نفسك بها ، ولا تعتقد بصحتها ، بدلاً من هذا التجديف الذي يدل على حماقة قائله !!!
ولو كنت عاقلاً لأتهمت نفسك بالفهم الأعوج بدلاً من وصف روايات أئمة أهل البيت عليهم السلام بذلك ، ولكن !!
( كيف تعرف عاق والديه ، قال بأعماله ) !!!
أما قولك بأن النبي (ص) بقي محصوراً في شعب بني هاشم ، فالإرجح أن تقول بقي محاصراً وليس محصوراً .
ولكن لم يسكت ولم يكتم شيئاً من أمر النبوه رغم كل ذلك ، بل قال لعمه أبوطالب ( ع ) : والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته ) أو كما قال .
نعم لم يسكت رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ، كما لم يسكت أئمتنا عليهم السلام ، ولكن منذا يدعي أن رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم حمل السيف في هذه الفتره !!!
وحاشى أن نسخر من أهل البيت صلوات الله عليهم ، بل أنك ظننت ذلك بسبب فهمك الأعوج ، وكأنك تظن أننا مقريين بتلك الروايات التي تسخرون بها من أهل البيت ( ع ) دون أن تشعروا .
بل والله إنكم لتسخرون ، ولا يمكن بحال وصف قولكم بأن الأئمة عليهم السلام لم يأمروا بمعروف ولا نهوا عن منكر ، وأنهم مرخون عليهم سترهم ، لا يمكن وصف قولكم هذا إلا بالسخرية ولا شيء غيرها !!!
وبعد هذا تتشدقون أنكم شيعة أهل البيت عليهم السلام ، وكأن ليس من أهل البيت عليهم السلام إلا من خرج بالسيف !!! وأما من لم يفعل فليس له إلا السخرية ، فويحكم من الله وقد وصل بكم الحال حتى في القدح بالإمام زين العابدين علي إبن الحسين عليه السلام ، وهو أبو الإمام زيد عليه السلام !!!
وبادر الآن لذلك الروايات التي بين لكم أهل البيت ( ع ) فيها ، متى تكتمون أفواهكم ومتى تفتحونها ؟؟؟؟
قد بينت لك بجلاء أن المقياس هو شرع الله عز وجل ، فمتى كان في الكتمان حفظأ لشرع الله كتمنا ، ومتى كان في الإظهار حفظاً لشرع الله أظهرنا .
نعم قد نخطيء في تقدير الحال ، إلا أن ذلك غير قادح في أصل القاعدة هذه .
أما عن أحداث صعده ،، فقد قال العلماء وناشدوا واستنكروا ،، وهاهم يعتقلون كل يوم الواحد تلو الآخر ،، مع أنهم كانوا قادرين على كتم أفواههم دون أت تصيبهم حملات الإعتقال وما سوف يتلوها من تعذيب . فالله درهم .
قد علمت أن بعضهم ناشد وأستنكر ، ولكن حتى نكون على بينة ، ونحكم على الإسلوب في المناشدة والإستنكار ، وهل كان مغلفاً بالتقية أم لا ، فأطالب مشكوراً أن تورد لنا مناشدة و/أو إستنكار ثلاثة من علمائكم لا أكثر .
ودعني أذكرك أخي الكريم أنني أنكرت عليك عدم قيام هئولاء العلماء بنصرة مايعتقدونه الحق باليد كما يوجبه مذهبكم ، بعبارة أخرى لماذا أحجم علماؤكم عن نصرة السيد حسين الحوثي في صعدة بأيديهم فيقاتلون معه ، وهو لم يخرج عن مذهبكم قيد أنمله !!!
وعموما أنتظر ما ستورده ولا أشك لحظة واحدة بأن التقية في مناشدتهم وإستنكارهم ستكون واضحة كالشمس في رابعة النهار ، وبالإنتظار .
والمهم أن تعرف أن لن تستطيع أن تأخذ بذلك عذراً للقدح في الفكر الزيدي ( ولو فرضنا جدلاً أن هناك من كتم فاه ) ، لأن الفكر حجه علينا ولسنا حجه على الفكر الزيدي الراقي العظيم .
ليس هدفي القدح في الفكر الزيدي والعياذ بالله ، بل كل هدفي هو أن أبين المفارقة في سلوك منتسبيه ، وإلا فأنا أعتقد أن التقية مشروعة في الفكر الزيدي تماماً كما هي في الفكر الإمامي ، وإنما نقدي متوجه للأتباع الذي توارثوا أخطاء أجدادهم في كره التقية حتى أصبحوا ينفرون منها حتى لو كان في تركها معصيه !!!
الأخ الكريم / معاذ حميدالدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد قلت لك في ردي السابق " وإن كان حقيقياً فكان يجب عليك إيراد المصدر " وأنت لم تفعل ، وحتى الآن لم تفعل !!!
ولا أخفيك أن سذاجة الحوار هي ماجعلتني أغلب أنه من تأليفك ، إذ أنني لم أكن أتصور ورود مثل هذا الحوار الركيك في أحد كتب الزيدية ، وإن كنت لم أعلم أي كتاب هذا حتى الآن !!!
الأخ الكريم / محمد الغيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنتظر بقية الحوار !!!
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 83
- اشترك في: الاثنين يونيو 21, 2004 11:15 pm
- مكان: مملكة علي عبدالله صالح اليمنيه/للأسف
- اتصال:
عجبي عليك
بسم الله الرحمن الرحيم
عجبي عليك يا أخ / عبد الملك العولقي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كلامك يوحي بأن التقيه تعني عدم الخروج للتغيير باليد .
فهل إظهار الحق باللسان فقط دون اليد يعتبر تقيه !!!!! ؟؟؟؟؟؟
بالطبع الجواب لا ، لأن إظهار الحق سواء باليد أو اللسان يخلوا من معنى التقيه ، لأن الأصل إظهار الحق حسب الوسائل الممكنه .
أما مرحلة الخروج بالسيف أو غيره فهي تتعلق بوجود الناصر ، أي أن عدم الخروج لا يعني التقيه مادام هناك إظهار للحق باللسان وعدم إخفائه أو كتمانه .
وأما عني سيدي رسول الله (ص ) فهو لم يكتم شيئاً أبداً ، وإنما إستثناؤه للدعوه على البعض دون الكل فذلك عملاً بأمر الله تعالى : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) ، فلم يكلف حينها بدعوة الجميع لتدعي أنت بأنه ( ص ) كتم .
وبين لنا الدليل على أن رسول الله ( ص ) أمر عمه أبوطالب وأصحابه بالكتمان !! ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وكيف تناقضون نفسكم بقولكم بأن الإمام الصادق ( ع ) أمر أصحابه بالكتمان تارةً ،، وتدعون تارةً أخرى بأن الإمام الصادق ( ع ) هو من أمر الإمام زيد ( ع ) بالخروج !!!!!!! ( يعني الإمام الصادق ( ع ) ودف بالإمام زيد ( ع ) وإلا كيف يا خبير !!!!!! )
ونجد التناقض الآخر بقولك أن الأئمه ( ع ) ناضروا مخاليفيهم وبينوا الحق ولم يخفوه ( وهذا ما تظنه الزيديه فيهم ) ،، وقولك الآخر بأنهم الأئمه ( ع ) أمروا أصحابهم بالكتمان وكف اللسان لدرجة أن بعض رواياتكم تعتبر الإذاعه وعدم الكتمان سيئه !!!!!
ومن ثم من الذي ضحك على عقلك وقال لك بأن الزيديه ترى الخروج بالسيف فقط هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !!!!!!!
صحيح أن الزيديه تعتبر أن من قام بذلك له أفضليه على غيره ، ولكنه لم تحصر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ذلك ،،،، ولو قرأت كتب تاريخ أئمة الزيديه ( ع ) لوجدت فيهم من لم يخرج بالسيف وذلك لعدم وجود الناصر .
ولقد أكد لي فهمك الأعوج ، قولك التالي :
ومن قال لك أننا ندعي أن الأئمه ( ع ) سكتوا عن إظهار الحق بألسنتهم !!!!!! بل أننا رواياتكم العوجاء هي التي تدعي أنهم سكتوا عن إظهار الحق بألسنتهم وأمروا أصحابهم بإغلاق افواههم وإلتزام بيوتهم بإعتبار أن ذلك حسنه وعكسه سيئه .
ولاحظ تناقضك المضحك عندما اتيت الآن لتقول أن الأئمه ( ع ) لم يسكتوا !!! فهل نقول الآن _ على حد رواياتكم أنتم طبعاً _ بأن الأئمه ( ع ) تركوا الحسنه وعملوا بالسيئه !!!!!!!!
أما بخصوص المناشده والإستنكار والبراءه مما حدث في صعده ،، فالمجلس السياسي زاخرٌ بذلك ، ولك أن ترجع له لترى . وما إعتقال العلامه / يحيى بن حسين الديلمي ، والعلامه / محمد مفتاح ، والعلامه / يحيى المهدي ، والعلامه / شرف الدين النعمي .......الخ ، إلا شاهدٌ على ذلك .
وعلى فكره
أرجوا أن توضح لي المقصود من الحديث الذي أوردته أنت في سياق عرضك لأحاديث الإماميه ، والذي يقول :
عجبي عليك يا أخ / عبد الملك العولقي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كلامك يوحي بأن التقيه تعني عدم الخروج للتغيير باليد .
فهل إظهار الحق باللسان فقط دون اليد يعتبر تقيه !!!!! ؟؟؟؟؟؟
بالطبع الجواب لا ، لأن إظهار الحق سواء باليد أو اللسان يخلوا من معنى التقيه ، لأن الأصل إظهار الحق حسب الوسائل الممكنه .
أما مرحلة الخروج بالسيف أو غيره فهي تتعلق بوجود الناصر ، أي أن عدم الخروج لا يعني التقيه مادام هناك إظهار للحق باللسان وعدم إخفائه أو كتمانه .
وأما عني سيدي رسول الله (ص ) فهو لم يكتم شيئاً أبداً ، وإنما إستثناؤه للدعوه على البعض دون الكل فذلك عملاً بأمر الله تعالى : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) ، فلم يكلف حينها بدعوة الجميع لتدعي أنت بأنه ( ص ) كتم .
وبين لنا الدليل على أن رسول الله ( ص ) أمر عمه أبوطالب وأصحابه بالكتمان !! ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وكيف تناقضون نفسكم بقولكم بأن الإمام الصادق ( ع ) أمر أصحابه بالكتمان تارةً ،، وتدعون تارةً أخرى بأن الإمام الصادق ( ع ) هو من أمر الإمام زيد ( ع ) بالخروج !!!!!!! ( يعني الإمام الصادق ( ع ) ودف بالإمام زيد ( ع ) وإلا كيف يا خبير !!!!!! )
ونجد التناقض الآخر بقولك أن الأئمه ( ع ) ناضروا مخاليفيهم وبينوا الحق ولم يخفوه ( وهذا ما تظنه الزيديه فيهم ) ،، وقولك الآخر بأنهم الأئمه ( ع ) أمروا أصحابهم بالكتمان وكف اللسان لدرجة أن بعض رواياتكم تعتبر الإذاعه وعدم الكتمان سيئه !!!!!
ومن ثم من الذي ضحك على عقلك وقال لك بأن الزيديه ترى الخروج بالسيف فقط هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !!!!!!!
صحيح أن الزيديه تعتبر أن من قام بذلك له أفضليه على غيره ، ولكنه لم تحصر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ذلك ،،،، ولو قرأت كتب تاريخ أئمة الزيديه ( ع ) لوجدت فيهم من لم يخرج بالسيف وذلك لعدم وجود الناصر .
ولقد أكد لي فهمك الأعوج ، قولك التالي :
من قال لك أننا نعتبر عدم حمل السيف سكوتاً !!!!!!!!!!!!نعم لم يسكت رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ، كما لم يسكت أئمتنا عليهم السلام ، ولكن منذا يدعي أن رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم حمل السيف في هذه الفتره !!!
ومن قال لك أننا ندعي أن الأئمه ( ع ) سكتوا عن إظهار الحق بألسنتهم !!!!!! بل أننا رواياتكم العوجاء هي التي تدعي أنهم سكتوا عن إظهار الحق بألسنتهم وأمروا أصحابهم بإغلاق افواههم وإلتزام بيوتهم بإعتبار أن ذلك حسنه وعكسه سيئه .
ولاحظ تناقضك المضحك عندما اتيت الآن لتقول أن الأئمه ( ع ) لم يسكتوا !!! فهل نقول الآن _ على حد رواياتكم أنتم طبعاً _ بأن الأئمه ( ع ) تركوا الحسنه وعملوا بالسيئه !!!!!!!!
أما بخصوص المناشده والإستنكار والبراءه مما حدث في صعده ،، فالمجلس السياسي زاخرٌ بذلك ، ولك أن ترجع له لترى . وما إعتقال العلامه / يحيى بن حسين الديلمي ، والعلامه / محمد مفتاح ، والعلامه / يحيى المهدي ، والعلامه / شرف الدين النعمي .......الخ ، إلا شاهدٌ على ذلك .
وعلى فكره
أرجوا أن توضح لي المقصود من الحديث الذي أوردته أنت في سياق عرضك لأحاديث الإماميه ، والذي يقول :
والسلام ختام .13- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَمَّنْ أَخْبَرَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع كُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ وَ الْزَمُوا بُيُوتَكُمْ فَإِنَّهُ لَا يُصِيبُكُمْ أَمْرٌ تَخُصُّونَ بِهِ أَبَداً وَ لَا تَزَالُ الزَّيْدِيَّةُ لَكُمْ وِقَاءً أَبَداً
الـتـقلـيد حـجـابٌ عن معرفة الصواب .
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 302
- اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً
الأخ الكريم / إبراهيم شريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بل الجواب نعم أخي الكريم ، فالأصل في النهي عن النكر هو تغييره باليد ، فإن كان فيه هلاك للنفس أو المال أو فيه تحقق وقوع منكر أعظم من المنكر المنهي عنه – مع القدرة عليه - فيجب العدول عنه إلى تغييره باللسان ، والإنتقال من تغيير المنكر باليد إلى اللسان لأي سبب كان معدود من التقيه .
وما قيل عن اليد يقال على اللسان ، والعدول عنه إلى الإنكار بالقلب كذلك معدود في التقيه .
وتستطيع تلمس موطن التقية عند العدول من اليد إلى اللسان ، في حقيقة أن كل أحد يستطيع مباشرة التغيير باليد مهما كان ضعيفاً ، إلا أن تحقق وقوع الضرر يدفع المرؤ للتقية حفاظاً على حياته أو ماله أو تيقنه من وقوع منكر أشد مما ينهى عنه ، كل ذلك يدفعه للعدول إلى النهي باللسان ، وإن كان النهي باللسان يترتب عليه مايترتب على النهي باليد فكذلك يُعمل بالتقية لنفس الدافع ، ويكفي هنا الإنكار بالقلب .
وأما الخروج بالسيف فعدم توفر الناصر هو مبرر العمل بالتقية ، حيث يكون تكليف الإمام العمل بالتقية حفظاً لحياته وحياة أتباعه ، إلى أن يتوفر له الناصر الذي معه يكون إزالة المنكر هو الراجح إن لم يكن مؤكداً .
أي أن عدم الخروج بالسيف مع قلة الناصر معدود في التقية كذلك .
أحسنتم أخي الكريم ، فقول الله عز وجل لرسوله الأكرم صلوات الله عليه وآله وسلم " وأنذر عشيرتك الأقربين " هو أمر من الله بالكتمان عن سائر الناس ، حفاظاً من الله على رسوله صلوات الله عليه وآله وسلم ، وقد عمل رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم بأمر الله هذا عدة سنوات كان يدعو فيها إلى دين الله ، وكان يأمر من إتبعه بكتمان أمره حتى لا يناله أذى الكفار والمشركين ، ويتجلى أمر الله عز وجل في أمره بالتقية في قضية عمار بن ياسر رضوان الله عليه عندما عذبه الكفار حتى نال من رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ، ومن دين الله ، وذكر آلهة الكفار بخير ، وعندما فزع إلى رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم سأله وكيف تجد قلبك ؟؟؟ قال مطمئن بالإيمان ، فقال له رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ، ياعمار ، إن عادوا فعد ، إي إن عادوا فعذبوك فعد وأذكر آلهتم بخير وأكتم إيمانك بقلبك ، ولتتأمل أخي الكريم الأمر من رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم في قوله فعد ، فهو أمر مباشر بالتقية وليس تخييراً .
وإن جازت التقية مع الكفار فهي أوجب مع المسلم الباغي والأشد أذىً من الكافر !!!
وظلم ذوي القربى أشد مرارة *** على النفس من وقع الحسام المهند
فما بالكم ومن تسموا بالمسلمين تباروا في مطاردتهم وقتلهم وتشريدهم لأئمة أهل البيت عليهم السلام ، وكل من والاهم !!!
أما إيمان أبي طالب عليه السلام وكتمانه له فدليله في كتبنا ، ولا ألزمكم به .
وإن أردتم فبإمكاني أن أضع لكم بحث يتناول هذا الموضوع من كافة جوانبه .
وأما أمر رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم لأصحابه بالكتمان فراجعوا ما سطرته كتب السير في موضوع دار خباب بن الأرت ، المشهورة بدار الأرقم .
يتحقق التناقض لو قلنا أن كل هذا حدث في وقت واحد ، أما إن أخذتم عامل الوقت في الإعتبار فلا تناقض البته ، فحكم معاوية ويزيد لعنة الله عليهما ، ليس كحكم المأمون مثلاً ، وإن كانوا جميعاً أبوه أبوه !!!.
وأما بخصوص أمر الإمام الشهيد زيد بن علي عليه السلام ، فنحن نذهب إلى أنه عليه السلام كان يعرف إمامه ، وأنه خرج بعد الإستإذان من الإمام الصادق عليه السلام الذي أذن له وحث أصحابه على الخروج معه ، والمعصوم عليه السلام هو أعلم بالتكليف الشرعي ، وحتى لو لم نتمكن من معرفة الحكمة في ذلك الإذن فهو ولا شك فعل وفق شرع الله عز وجل تماماً .
يمكن لك إزالة ما إعتبرته تناقضاً هنا من وجهين :
الأول : حمل الأمرين على وقتين مختلفين .
والثاني : أن بسط الأتباع للحجة ليس كبسط الإمام لها ، ولا بأس أن يأمر الإمام أتباعه بكتمان أمرهم ، ويقوم هو بنفسه ببيان شرع الله عز وجل .
وقد فعل رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ذلك في فترة الشدة عندما أمر أصحابه بكتمان أمرهم ، وأستمر هو في الدعوة إلى الله عز وجل .
أكثر من هذا فقد أمر رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم من آمن به أن يكتم عليه دينه إن كان عائداً إلى قومه ، ومتى ظهر أمر الإسلام هاجر إليه .
أنتم من فعل ذلك أخي الكريم ، وذلك بذكركم مراراً وتكراراً أن الأئمة عليهم السلام لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ، وأنهم أسدلوا عليهم سترهم !!!
فكلامكم هذا المسطور في كتبكم ، والذي تكررونه دائماً معناه واضح جداً بأن من نشر دين الله عز وجل ، وأول من كون جامعة عظيمة تخرج منها أكثر من أربعة ألآف عالم في مختلف العلوم – وأقصد به الإمام الصادق عليه السلام – تقولون بأنه لم يأمر بمعروف ، ولم ينه عن منكر ، وأنه أرخى عليه ستره ، على عكس الإمام زيد عليه السلام الذي خرج بالسيف !!!
فهل يعني هذا إلا أنكم تعتبرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يكون إلا بالخروج بالسيف ؟؟؟ !!!
قد سبق الرد على الجزء الأول
وأما ماأسميته بالتناقض المضحك ، فالمضحك فعلاً حملك أمر الإمام عليه السلام بالسكوت وإلتزام البيوت هو أمر مؤبد ، وليس مرتبط بظروفه !!!
وكأنه تناقض مضحك من وجهة نظرك أن يأمر رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم أصحابه بكتمان أمرهم ، بينما هو لم يكتم ، فهل أمر أصحابه بالسيئة والعياذ بالله ؟؟؟ أم تراه صلوات الله عليه وآله وسلم ترك الحسنة وعمل بالسيئة والعياذ بالله ؟؟؟ !!!
أنا من متابعي المجلس السياسي ، ولم أجد أي مناشدة أو إستنكار من عالم زيدي ، فهلا تكرمت ونقلت لنا ثلاث منها ؟؟؟
لم أدرك له وجهاً ، وفي سنده مجهول وهو " عَمَّنْ أَخْبَرَهُ " .
اللهم صل على محمد وآل محمد
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً
الأخ الكريم / إبراهيم شريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلامك يوحي بأن التقيه تعني عدم الخروج للتغيير باليد .
فهل إظهار الحق باللسان فقط دون اليد يعتبر تقيه !!!!! ؟؟؟؟؟؟
بالطبع الجواب لا ، لأن إظهار الحق سواء باليد أو اللسان يخلوا من معنى التقيه ، لأن الأصل إظهار الحق حسب الوسائل الممكنه .
أما مرحلة الخروج بالسيف أو غيره فهي تتعلق بوجود الناصر ، أي أن عدم الخروج لا يعني التقيه مادام هناك إظهار للحق باللسان وعدم إخفائه أو كتمانه
بل الجواب نعم أخي الكريم ، فالأصل في النهي عن النكر هو تغييره باليد ، فإن كان فيه هلاك للنفس أو المال أو فيه تحقق وقوع منكر أعظم من المنكر المنهي عنه – مع القدرة عليه - فيجب العدول عنه إلى تغييره باللسان ، والإنتقال من تغيير المنكر باليد إلى اللسان لأي سبب كان معدود من التقيه .
وما قيل عن اليد يقال على اللسان ، والعدول عنه إلى الإنكار بالقلب كذلك معدود في التقيه .
وتستطيع تلمس موطن التقية عند العدول من اليد إلى اللسان ، في حقيقة أن كل أحد يستطيع مباشرة التغيير باليد مهما كان ضعيفاً ، إلا أن تحقق وقوع الضرر يدفع المرؤ للتقية حفاظاً على حياته أو ماله أو تيقنه من وقوع منكر أشد مما ينهى عنه ، كل ذلك يدفعه للعدول إلى النهي باللسان ، وإن كان النهي باللسان يترتب عليه مايترتب على النهي باليد فكذلك يُعمل بالتقية لنفس الدافع ، ويكفي هنا الإنكار بالقلب .
وأما الخروج بالسيف فعدم توفر الناصر هو مبرر العمل بالتقية ، حيث يكون تكليف الإمام العمل بالتقية حفظاً لحياته وحياة أتباعه ، إلى أن يتوفر له الناصر الذي معه يكون إزالة المنكر هو الراجح إن لم يكن مؤكداً .
أي أن عدم الخروج بالسيف مع قلة الناصر معدود في التقية كذلك .
وأما عني سيدي رسول الله (ص ) فهو لم يكتم شيئاً أبداً ، وإنما إستثناؤه للدعوه على البعض دون الكل فذلك عملاً بأمر الله تعالى : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) ، فلم يكلف حينها بدعوة الجميع لتدعي أنت بأنه ( ص ) كتم .
أحسنتم أخي الكريم ، فقول الله عز وجل لرسوله الأكرم صلوات الله عليه وآله وسلم " وأنذر عشيرتك الأقربين " هو أمر من الله بالكتمان عن سائر الناس ، حفاظاً من الله على رسوله صلوات الله عليه وآله وسلم ، وقد عمل رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم بأمر الله هذا عدة سنوات كان يدعو فيها إلى دين الله ، وكان يأمر من إتبعه بكتمان أمره حتى لا يناله أذى الكفار والمشركين ، ويتجلى أمر الله عز وجل في أمره بالتقية في قضية عمار بن ياسر رضوان الله عليه عندما عذبه الكفار حتى نال من رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ، ومن دين الله ، وذكر آلهة الكفار بخير ، وعندما فزع إلى رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم سأله وكيف تجد قلبك ؟؟؟ قال مطمئن بالإيمان ، فقال له رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ، ياعمار ، إن عادوا فعد ، إي إن عادوا فعذبوك فعد وأذكر آلهتم بخير وأكتم إيمانك بقلبك ، ولتتأمل أخي الكريم الأمر من رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم في قوله فعد ، فهو أمر مباشر بالتقية وليس تخييراً .
وإن جازت التقية مع الكفار فهي أوجب مع المسلم الباغي والأشد أذىً من الكافر !!!
وظلم ذوي القربى أشد مرارة *** على النفس من وقع الحسام المهند
فما بالكم ومن تسموا بالمسلمين تباروا في مطاردتهم وقتلهم وتشريدهم لأئمة أهل البيت عليهم السلام ، وكل من والاهم !!!
وبين لنا الدليل على أن رسول الله ( ص ) أمر عمه أبوطالب وأصحابه بالكتمان !! ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أما إيمان أبي طالب عليه السلام وكتمانه له فدليله في كتبنا ، ولا ألزمكم به .
وإن أردتم فبإمكاني أن أضع لكم بحث يتناول هذا الموضوع من كافة جوانبه .
وأما أمر رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم لأصحابه بالكتمان فراجعوا ما سطرته كتب السير في موضوع دار خباب بن الأرت ، المشهورة بدار الأرقم .
وكيف تناقضون نفسكم بقولكم بأن الإمام الصادق ( ع ) أمر أصحابه بالكتمان تارةً ،، وتدعون تارةً أخرى بأن الإمام الصادق ( ع ) هو من أمر الإمام زيد ( ع ) بالخروج !!!!!!! ( يعني الإمام الصادق ( ع ) ودف بالإمام زيد ( ع ) وإلا كيف يا خبير !!!!!! )
يتحقق التناقض لو قلنا أن كل هذا حدث في وقت واحد ، أما إن أخذتم عامل الوقت في الإعتبار فلا تناقض البته ، فحكم معاوية ويزيد لعنة الله عليهما ، ليس كحكم المأمون مثلاً ، وإن كانوا جميعاً أبوه أبوه !!!.
وأما بخصوص أمر الإمام الشهيد زيد بن علي عليه السلام ، فنحن نذهب إلى أنه عليه السلام كان يعرف إمامه ، وأنه خرج بعد الإستإذان من الإمام الصادق عليه السلام الذي أذن له وحث أصحابه على الخروج معه ، والمعصوم عليه السلام هو أعلم بالتكليف الشرعي ، وحتى لو لم نتمكن من معرفة الحكمة في ذلك الإذن فهو ولا شك فعل وفق شرع الله عز وجل تماماً .
ونجد التناقض الآخر بقولك أن الأئمه ( ع ) ناضروا مخاليفيهم وبينوا الحق ولم يخفوه ( وهذا ما تظنه الزيديه فيهم ) ،، وقولك الآخر بأنهم الأئمه ( ع ) أمروا أصحابهم بالكتمان وكف اللسان لدرجة أن بعض رواياتكم تعتبر الإذاعه وعدم الكتمان سيئه !!!!!
يمكن لك إزالة ما إعتبرته تناقضاً هنا من وجهين :
الأول : حمل الأمرين على وقتين مختلفين .
والثاني : أن بسط الأتباع للحجة ليس كبسط الإمام لها ، ولا بأس أن يأمر الإمام أتباعه بكتمان أمرهم ، ويقوم هو بنفسه ببيان شرع الله عز وجل .
وقد فعل رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ذلك في فترة الشدة عندما أمر أصحابه بكتمان أمرهم ، وأستمر هو في الدعوة إلى الله عز وجل .
أكثر من هذا فقد أمر رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم من آمن به أن يكتم عليه دينه إن كان عائداً إلى قومه ، ومتى ظهر أمر الإسلام هاجر إليه .
ومن ثم من الذي ضحك على عقلك وقال لك بأن الزيديه ترى الخروج بالسيف فقط هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !!!!!!!
صحيح أن الزيديه تعتبر أن من قام بذلك له أفضليه على غيره ، ولكنه لم تحصر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ذلك ،،،، ولو قرأت كتب تاريخ أئمة الزيديه ( ع ) لوجدت فيهم من لم يخرج بالسيف وذلك لعدم وجود الناصر .
أنتم من فعل ذلك أخي الكريم ، وذلك بذكركم مراراً وتكراراً أن الأئمة عليهم السلام لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ، وأنهم أسدلوا عليهم سترهم !!!
فكلامكم هذا المسطور في كتبكم ، والذي تكررونه دائماً معناه واضح جداً بأن من نشر دين الله عز وجل ، وأول من كون جامعة عظيمة تخرج منها أكثر من أربعة ألآف عالم في مختلف العلوم – وأقصد به الإمام الصادق عليه السلام – تقولون بأنه لم يأمر بمعروف ، ولم ينه عن منكر ، وأنه أرخى عليه ستره ، على عكس الإمام زيد عليه السلام الذي خرج بالسيف !!!
فهل يعني هذا إلا أنكم تعتبرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يكون إلا بالخروج بالسيف ؟؟؟ !!!
من قال لك أننا نعتبر عدم حمل السيف سكوتاً !!!!!!!!!!!!
ومن قال لك أننا ندعي أن الأئمه ( ع ) سكتوا عن إظهار الحق بألسنتهم !!!!!! بل أننا رواياتكم العوجاء هي التي تدعي أنهم سكتوا عن إظهار الحق بألسنتهم وأمروا أصحابهم بإغلاق افواههم وإلتزام بيوتهم بإعتبار أن ذلك حسنه وعكسه سيئه .
ولاحظ تناقضك المضحك عندما اتيت الآن لتقول أن الأئمه ( ع ) لم يسكتوا !!! فهل نقول الآن _ على حد رواياتكم أنتم طبعاً _ بأن الأئمه ( ع ) تركوا الحسنه وعملوا بالسيئه !!!!!!!!
قد سبق الرد على الجزء الأول
وأما ماأسميته بالتناقض المضحك ، فالمضحك فعلاً حملك أمر الإمام عليه السلام بالسكوت وإلتزام البيوت هو أمر مؤبد ، وليس مرتبط بظروفه !!!
وكأنه تناقض مضحك من وجهة نظرك أن يأمر رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم أصحابه بكتمان أمرهم ، بينما هو لم يكتم ، فهل أمر أصحابه بالسيئة والعياذ بالله ؟؟؟ أم تراه صلوات الله عليه وآله وسلم ترك الحسنة وعمل بالسيئة والعياذ بالله ؟؟؟ !!!
أما بخصوص المناشده والإستنكار والبراءه مما حدث في صعده ،، فالمجلس السياسي زاخرٌ بذلك ، ولك أن ترجع له لترى . وما إعتقال العلامه / يحيى بن حسين الديلمي ، والعلامه / محمد مفتاح ، والعلامه / يحيى المهدي ، والعلامه / شرف الدين النعمي .......الخ ، إلا شاهدٌ على ذلك .
أنا من متابعي المجلس السياسي ، ولم أجد أي مناشدة أو إستنكار من عالم زيدي ، فهلا تكرمت ونقلت لنا ثلاث منها ؟؟؟
وعلى فكره
أرجوا أن توضح لي المقصود من الحديث الذي أوردته أنت في سياق عرضك لأحاديث الإماميه ، والذي يقول :
لم أدرك له وجهاً ، وفي سنده مجهول وهو " عَمَّنْ أَخْبَرَهُ " .
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 212
- اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
- مكان: جدة
- اتصال:
معاذ حميدالدين كتب:أحببت أن أطرح محاورة بين عالمين رمزت اليهما بداعٍ ومتقٍ ويظهر من خلالها تأثير مفهوم التقية على تحليل الأمور والتفاعل مع الواقع . وفي هذه المحاورة قصد الداعي مخاطبة المتقي لما له من تأثير على الناس وإتباعهم له ولأهمية موقعه بينهم وطلب منه القيام ولكن المتقي أوضح بان الناس لن يسمعوا له ويتبعوه إذا ما هو دعاهم لبذل النفس لإحتمال تطلب ذلك إذا ما تحرك ودعاهم للقيام. وأترككم للتأمل والتعليق فيه:
عبدالملك العولقي كتب:قرأت حوارك فأحببت أن أورد عليه الملاحظات الآتيه :
أولاً : صيغة الحوار واضحة بأنها من بنات أفكارك ، وهذا يتعارض مع قولك " أحببت أن أطرح محاورة بين عالمين رمزت اليهما بداعٍ ومتقٍ ويظهر من خلالها تأثير مفهوم التقية على تحليل الأمور والتفاعل مع الواقع ." الذي يصرح بأن الحوار حقيقي وجرى بين عالمين ، وأنك فقط إستبدلت إسميهما بداعٍ ومتقٍ !!!
فإن كان الحوار من بنات أفكارك فكان يجب عليك بيان ذلك وإن كان حقيقياً فكان يجب عليك إيراد المصدر
ثانياً :...........
ثالثاً : إن كان في حوارك أخي الكريم فائدة فهي إفصاحه عن سؤ فهمك الشديد للتقية ، وهذا ليس بغريب ، فأنت كزيدي تحمل تركة هائلة من الكراهية للتقية توارثها الزيدية عبر القرون ، وهذه التركة هي التي تمنعك أخي الكريم من فهم التقية على حقيقتها !!! ومالم تبذل الجهد للوصول للموضوعية وعزل تأثير هذه التركة الهائلة عليك عند بحثك للتقية فإنك لن تدرك حقيقتها على الإطلاق !!!
معاذ حميدالدين كتب:يا أخي قررت انت في معرض جوابك بأني كاذب في حقيقة وقوع هذا الحوار وأنما هو من إنشائي مع أني لم أتطرق لذلك وكان الأجدر تقديم تساؤلك في هذا قبل تقريرك عليه. ومن ثم إستنقصته بقولك بانه إن كان فائدة فيه فهي إفصاحه عن سؤ فهمي ويظهر كراهيتي المتراكمة للتقية مما يعيق فهمي لها.
يا أخي أنا لم أضع هذا الحوار لتبيين قدرتي على الإنشاء أو إبراز مواهبي المسرحية أو عرض بنات أفكاري أو كشف سؤتي ولكنه حوار وجدته في أحد الكتب فوضعته لإستطلاع رأيكم في مضمونه وليس في شكله وبنائه.
لا عليك، هب اني سلمت لك جدلاً بالفائدة التي إستخلصتها انت من هذا الحوار، فبين لي من الحوار نفسه ما عكس سوء الفهم والكراهية للتقية، دعنا نناقش هذا الحوار كما جاء قولاً قولا بتأنٍ وروية.
وسلام الله عليك.
شغلتني يا أخي بغير مطلبي شغلك الله بطاعته.عبدالملك العولقي كتب:قد قلت لك في ردي السابق " وإن كان حقيقياً فكان يجب عليك إيراد المصدر " وأنت لم تفعل ، وحتى الآن لم تفعل !!!
ولا أخفيك أن سذاجة الحوار هي ماجعلتني أغلب أنه من تأليفك ، إذ أنني لم أكن أتصور ورود مثل هذا الحوار الركيك في أحد كتب الزيدية ، وإن كنت لم أعلم أي كتاب هذا حتى الآن !!!
كلما طلبته منك ومن الآخرين هو نقاش ما جاء في الحوار فقط، ولم أجعله شاهداً أو حجة على شيئ وإنما وضعته لمناقشة محتواه، ولم ألزم أحداً بقبول صدوره حقيقة أو خلاف ذلك حتى تطالبني بالمصدر وعندما أفعل فلك ذلك وكل مقتصر عليه كاف.
وأذكر الجميع بقول أمير المؤمنين صلوات الله عليه: خذ الحكمة أنى كانت، فإن الحكمة تكون في صدر المنافق فتتلجلج في صدره حتى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن. واعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية، فإن رواة العلم كثير، ورعاته قليل. ومن استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطا. وما أكثر العبر وأقل الإعتبار!
فدعنا مما ليس بمطلب وهلم يا أخي ودل على السذاجة والركة وسوء الفهم للتقية فيه كما وصفته انت، وأبن لنا وجه الصواب ومكمن الخطأ وسلام الله عليك.
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 302
- اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً
الأخ الكريم / معاذ حميدالدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حسناً أخي الكريم ، أبيتم علينا مصدر الحوار ، وحرمتمونا من الإطلاع عليه من مصدره ، حيث كنت تواقاً لمعرفة موضوع الكتاب الذي ورد فيه هذا الحوار ، وقلت لربما كان له قبل أو بعد !!!
عموماً ، ذاك الحوار إنطوى على عيب خطير ، وهو أنه كتب بعقلية واحدة رغم أنه يمثل عقليتين مختلفتين ، ولذلك فأسمح لي بأن أتقمص دور المتقي ، وأترك دور الداعي كما هو ، ولعلي أجعله حواراً بين زيدي وإمامي ليكون أقرب لجو الحوار في موضوعنا هذا .
- الزيدي: حبذا لو قمتم بزيارة استجمام الى البلاد، واطّلعتم خلال ذلك على الأوضاع عن كثب، وشاهدتم بأعينكم ماذا يمرّ على هذا الشعب المسلم. كنت أعتقد في زمان المرحوم المجتهد بأنّ عدم مبادرته للقيام ضد الحكومة المتجبّرة لا شائبه عليه، إذ أنّ المحيطين به لا ينقلون له الأحداث، وأعتقد الآن بأنّ الأمر هو كذلك بالنسبة الى سماحتكم، حيث يبدو أنهم لا ينقلون لكم فجائع الحكومة، وإلاّ لما سكتّم.
- الإمامي: سلامة أنظاركم سيدي ، متى خرجت من البلاد حتى تدعوني لزيارتها !!! ، وأي زيارة !!! زيارة إستجمام !!! يبدو أنكم مربوشين اليوم سيدي ، وأنا لست ساكتاً إلا لأنني مطلع أول بأول على كل صغيرة وكبيرة تجري في البلاد ، وأعرف فظائع الحكومة أكثر منكم بكثير ، لكن كأن في نفسكم شيء حجب عنكم تقييم الوضع على حقيقته سيدي !!! .
- الزيدي: لا شك أنّ زيارتكم سيترتب عليها أثر ما، لقد ردعنا الحكومة عن إصدار القرارات الخطيرة بهذا النوع من القيام، كيف لا يكون لذلك أثر؟ لو كان العلماء متحدين لأثّر ذلك قطعاً.
- الإمامي: قلت لكم إنكم مربوشين اليوم سيدي ، أنتم ردعتم الحكومه ، أو أن الحكومه ردعتكم ؟؟؟ ويبدو أنكم تشيرون علينا بأن نصدر فتوى للموالين للقيام على الحكومه ، أليس كذلك ؟؟؟ قد قلت لكم سيدي أن في نفسكم شيء ، وهذا الشيء لا بد أن يظهر ، اليوم أو غداً !!!.
- الزيدي: لا شك أنّ لذلك تأثيره، وقد رأينا أثره نحن، كما أننا نقصد بالعمل "العمل العقلائي"، فالعمل غير العقلائي ليس مطروحاً أساساً. مقصودنا هو عمل العلماء والعقلاء من أبناء الشعب.
- الإمامي: تمام ، وعليكم نور ، وأنتم تعرفون أن دماء المسلمين لايجوز بحال إهدارها لتحقيق أطماع شخصيه ، وإن غلفت بأهداف ساميه !!! ماهكذا تورد الأبل سيدي !!! أنتم تدعونني لتحمل دماء المسلمين ، وأنا وأنتم تعرفون أن نتيجة ماتدعونني إليه ليس إلا إهدار دمآء الأبرياء ، أنا لا يهمني أن يقولوا العالم الفلاني أفتى بالجهاد بقدر مايهمني ماذا سأجيب رب العباد عندما يسألني كيف أفتي بالجهاد وهدر دماء المسلمين ، وكل شيء يؤكد أن دولة الظلم باقية ، بل وسيشتد ساعدها !!! أكل همكم أن يقول الناس سيدي فلان أفتى بالجهاد ؟؟؟ !!! لا سيدي ، نحن لا نفهم دين الله هكذا ، نحن نفهمه ديناً يلزم العلماء بالحفاظ على دماء وأرواح المسلمين ، وهذه الدماء والأرواح الزكية لايجوز هدرها بجرة قلم كما تريدون سيدي ، فمتى رجح لدينا زوال دولة الظلم ستجدوننا في مقدمة المجاهدين ، وأما والأمر على خلاف ذلك فأنا أخشى عندما يسألني الله عز وجل عن هذه الدماء .
- الزيدي: لقد ذكرت لكم بأنّ الناس أثبتوا شجاعتهم وصدقهم في حوادث سابقة.
- الإمامي: أنا أعرف أن الناس يمتلكون الشجاعة والصدق ، ولكن ماجدوى شجاعة الشجاع أمام الدبابة والغازات الكيماويه !!! ، وما جدوى هذه الشجاعة أمام حاكم ظالم لن يتردد في إبادتنا قاطبة للحفاظ على كرسيه ، وما جدوى شجاعة الشجعان وإخواننا في الدين يقفون قلباً وقالباً مع هذا الحاكم ، ويرون أن سفك دمائنا أولى من سفك دماء اليهود والنصارى !!!
- الزيدي: حين ثرنا لم نرَ من أحد غير مزيد من الإحترام والسلام وتقبيل اليد، بل إنّ كل مَن قصّر في تلك الحركة سمع كلاماً بارداً وواجهه الناس بالإعراض. وفي أحد البلاد ذهبت الى إحدى قراها - لا أتذكر اسمها الآن - وقال لي أهالي تلك القرية: إنّ العلماء - عندما كان الحاكم ممعناً في عدائه للدين - إجتمعوا، وتحركوا ضد قراراته، فقام الحاكم بمحاصرة القرية وقتل أربعين من كبار علمائها. فخجلت وفكرت مع نفسي: كيف قام هؤلاء العلماء من أبناء السنّة حينما رأَوا الخطر يتهدد الدين الإسلام، وقدّموا أربعين قتيلاً، في حين لم ينزف أحد علماء الشيعة دماً من أنفه، لا من أنفي ولا من أنفكم أنتم، ولا من أنف أحد آخر. في حين أنّ ديننا تعرض الى هذا الخطر الكبير. حقيقةً إنّ الأمر يبعث على الخجل!
- الإمامي: قلت لكم إن في نفسكم شيء ، ولا بد أن يظهر ، أنا سيدي لا أريد ممن سيبقى من الناس أن يقبلوا يدي !!! خلوا هذا الأمر لكم ، أنا سيدي أضع نصب عيني رضا وغضب المولى عز وجل ، وليس رضا أو غضب الناس ، أما تقرأون قوله تعالى {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} (116) سورة الأنعام ، إن كان مبتغاكم أن يقبل الناس أيديكم فأنتم وشأنكم ، أما أنا فقد قلت لكم أنني سأكون في المقدمة متى رجح عندي زوال دولة الظلم ، وأما قبل ذلك فإنني سأركز جهدي على إكتساب القوة التي تمككني من إزالة الظلم فعلاً ، وليس هدر دماء الأبرياء دون طائل . ومع ترحمي على الأربعين قتيلاً من أهل السنة فلا بأس أن أذكركم سيدي أننا ترجحت عندنا عوامل النصر على دولة الباطل فثرنا في عام 1991 وقدمنا دماءنا وأرواحنا فداء لدين الله عز وجل ، وحققنا نصراً كاسحاً لولا خيانة الإخوان من أهل السنة علماء ودول ، وخيانة الشيطان الأكبر الذي رأى مصلحته مع أهل السنة دوننا ، فإذا كان أنفكم لم ينزف سيدي فقد نزفت قلوبنا وليس فقط أنوفنا !!! .
- الزيدي: إنّ الممارسات المضادة للدين على نوعين: أحدهما من سنخ ما كان يقوم به حاكمنا الأول، الذي كان يتحرك على أساس اللادين ويقول: أنا أفعل! ولا ينسب عمله الى الشرع. وطبيعي أنّ العمل ضده كان من باب النهي عن المنكر. أما الحاكم الحالي فإنه يتحرك ويقوم بممارساته المضادة للقرآن والدين ويقول: إنّ ذلك من الدين، وإنّ ذلك هو رأي القرآن، وإني أتحدث استناداً الى القرآن الكريم. وهذه بدعة كبيرة - توجّه لطمة لا يمكن تحمّلها - الى أساس الدين. ينبغي علينا أن نضحّي، دعوا التاريخ يكتب بأنّ عدداً من علماء الشيعة ثاروا عندما تعرّض الدين الى خطر ما، وأنّ عدداً منهم قُتل.
- الإمامي: قد بينت لكم سيدي أن في نفسكم شيئاً ، إن أردتم أن يكتب عنكم التاريخ فهذا الفرس وهذا الميدان ، ولا أحد يمنعكم ، أما نحن فقبل أن يكتب عنا التاريخ يهمنا أكثر أن نعلم أفعلنا هذا فيه رضاً لله ، أم رضاً للنفس والناس ؟؟؟ !!! ، إن كان رضى الله فإنه لن يتحقق إذا أهدرنا دماء الأبرياء ولا بصيص أمل في تغيير دولة الظلم ، والله سبحانه وتعالى يقول {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} (60) سورة الأنفال ، والخروج دون إمتلاك القوة التي يتحقق بها تغيير دولة الظلم لايعدو أن يكون في أحسن حالاته سذاجة ، ويرقى ليكون إهدار الدماء لأغراض شخصية ، وتقديم خدمات مجانية لدولة الظلم نفسها ، ونحن لسنا حمقى حتى نتحمل في أعناقنا هدر الدماء الزكية ، بل وتقوية شوكة دولة الظلم أكثر وأكثر !!!.
- الزيدي: كيف لا يفيد؟ ألم تقدّم ثورة الحسين بن علي (عليهما السلام) خدمة مؤثرة الى التاريخ؟ أوَلم نستفد من ثورة ذلك الإمام؟
- الإمامي: صلوات الله وسلامه على الحسين ، وعلى علي بن الحسين ، وعلى أبناء الحسين ، وعلى أصحاب الحسين ، الإمام الحسين عليه السلام لم يعلن خروجه إلا عندما أتته آلآف الكتب تدعوه للقدوم ليكون الأمير في الخروج على دولة الفاسق يزيد بن معاويه ، والإمام الحسين لم يبادر إلى الخروج مباشرة بل أنه أرسل مسلم بن عقيل ليرى الأمر على حقيقته ، وعندما أتاه التأكيد خرج ، ولكنه لما قُتل وحبس وجوه أنصاره ، وتفرق عنه عامة الناس ، أبدى رغبته في السلام ، والعيش في دولة الجور والظلم ، فطلب السماح له بالعودة من حيث جاء ، أو السماح له بالإلتحاق بأحد الثغور ، ولما ضيق عليه حكام الجور وخيروه بين السلة والذلة ، فهيهات وهيهات الذلة لأهل بيت النبوة عليهم السلام ، يأبى الله ورسوله والمؤمنون لهم ذلك .
- الزيدي: لو كان للإمام الحسن أنصار ومريدون بعدد ما لديكم لما توانى عن الثورة، وقد ثار في أول الأمر، وحينما رأى أنصاره يتفرقون عنه توقف عن القيام. أما أنتم فلديكم مقلِّدون وأنصار منتشرون في كافة أنحاء البلدان الإسلامية.
- الإمامي: أراكم قد غفلتم سيدي عن أن القوة في وقتنا هذا لا تقاس بعدد الأنصار ، فما الذي سيفعله مئات الألوف من الأنصار أمام غاز كيماوي يبيدهم في غمضة عين ؟؟؟ !!! وليت الأمر سيقف هنا سيدي ، بل أن علماء السلطان لن يترددوا لحظة واحدة في إصدار فتاواهم لهذا الحاكم بأن مافعله هو عين الصواب ، فنحن كما يروننا لسنا سوى روافض ، إبادتهم هي عين العبادة والجهاد عندهم !!!.
- الزيدي: إعملوا أنتم وثوروا، وأنا أول شخص سيتبعكم.
- الإمامي: قد ماتوا الخبلان في سنة النفر سيدي ، هذا هو السيد حسين الحوثي شهرين وهو يقاتل فلماذا لم تذهبوا لتتبعوه ؟؟؟ أم أنكم لا تعرفون الطريق إلى صعده ؟؟؟ !!! .
- الزيدي: إنّ الحكومات إذا كانت تخاف من أحد العلماء، أو أحد المراجع، فإنها لا تخاف من دعائه، ولا تخاف من لعناته التي يصبّهه عليهم. فمتى كان لديها اعتقاد بالدعاء واللعن؟ إنها تخاف من الشعوب،.إنّ هذه الدنيا ذهبت، وتذهب من أيدينا، وهي ليست بشيء، ليست بشيء مهم يتعلق الإنسان به، والمهم هو ذلك العالم الآخر.
الإمامي : قلت لكم إن في نفسكم شيء ، وإلا فصعده قريبه قوي ، لكن يبدو أنكم رأيتم الأمور حاميه ، وعموما أكرر لكم ، هذا الفرس وهذا الميدان ، ولا أحد يمسك بكم ، فإن رأيتم تكليفكم ما تدعونني إليه فأعملوا بتكليفكم ، ودعواتنا لكم بإحدى الحسنيين .
الزيدي : سكوت ووجوم !!!
ما رأيكم ؟
حوار العزي محمد الغيل :
المتقي: بصراحه أنا خائف
الداعي :ومما تخاف !!!
المتقي: من سؤال الله عز وجل عن دماء المساكين الذين تريدونني أن أهدر دمائهم بلا طائل بل وتقوية الظالم بأن يتسلط على المرجعية فيعين لها جماعة من الحمقى {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} (104) سورة الكهف ، وهكذا يلعب بهم الحاكم كما يلعب الطفل بالكرة !!! .
الداعي: وما وجهة المقارنة
المتقي: مدرسة الوجود تجد فيها العقبة الكبرى أمام الحاكم ، فالعالم فيها مستقل عن الحاكم ولا ينتظر منه قوت يومه ، ولا يجد منه الفتوى التي يبتغي ، والحاكم يعلم علم اليقين بأن هذه الحوزة ستطيح به ، وستجعل منه عبرة لمن يعتبر متى تمكنت من وسائل التغيير ما يحققه ، وهو يعلم تماماً أن هذه الحوزة تعمل بكل جد لتحقيق ذلك بأساليب يعجز هو عن رصدها . بينما مدرسة الفناء لا تجد فيها سوى أناس يبنون مجدهم على دماء وأشلآء المساكين ، لا يعرفون تكليفهم الشرعي ، وكل همهم أن يقول الناس فلان !!! ولو على حساب شرع الله ودماء الأبرياء !!!
الداعي : صحيح لكن منزلة الشهيد عند الله عظيمة ، والنهي عن المنكر والامر بالمعروف منزلة رفيعة عند الله .
ولن يفنى الفكر ولن تخرب المدرسة بل سيخلد مثل بقية الخالدين الشهداء فالحق لن يندثر ولن يفنى
المتقي : عيبكم سيدي أنكم لا ترون للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا طريق واحد فقط هو القتال ، حتى لو كانت نتيجة هذا القتال هي تقوية دولة الظلم ، وسفك الدماء الزكيه !!! ولو أنكم عملتم وسعكم في تهيئة عوامل النصر كما أمر رب العزة جل وعلا لكان ذلك أرضى لله ورسوله والمؤمنين ، ولكن يبدو أنكم مستعجلين ، وبريق الكراسي يخطف أبصاركم فلم تعودوا تروا غير ذلك ، أما شرع الله والدماء الزكية فهي آخر ما تفكرون به !!!
الداعي: يا أخي هذا فهم غير صحيح لدين الله هذا فهم خاطئ هذا فهم سقيم وهو عين ما تذهب اليه المدرسه العلمانيه كفانا دروشةً كفانا تقوقعا هيا بنا للنهض بهذه الامة ونعيد امجادها ونصنع تاريخها فحب الحياه عين الذل ومن أحب الحياه واستأثر البقاء عاش ذليلا ومات ذليلا وسيحشر .......
المتقي : النهوض بهذه الأمة لا يكون بالجعجعة سيدي ، بل هو يقوم على قراءة الواقع قراءة صحيحة ، والعمل بكل وسيلة لضمان تحقيق التغيير في هذا الواقع وفقاً للمعايير الشرعية ، أما الجعجعة وإدعاء البطولات دون إمتلاك عوامل تحقيق النصر فلا يستبعد بأنها سبباً أساسياً فيما نحن فيه !!!
الداعي : سكوت ووجوم !!!
وهذا خبري ولا جاكم شر
اللهم صل على محمد وآل محمد
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً
الأخ الكريم / معاذ حميدالدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حسناً أخي الكريم ، أبيتم علينا مصدر الحوار ، وحرمتمونا من الإطلاع عليه من مصدره ، حيث كنت تواقاً لمعرفة موضوع الكتاب الذي ورد فيه هذا الحوار ، وقلت لربما كان له قبل أو بعد !!!
عموماً ، ذاك الحوار إنطوى على عيب خطير ، وهو أنه كتب بعقلية واحدة رغم أنه يمثل عقليتين مختلفتين ، ولذلك فأسمح لي بأن أتقمص دور المتقي ، وأترك دور الداعي كما هو ، ولعلي أجعله حواراً بين زيدي وإمامي ليكون أقرب لجو الحوار في موضوعنا هذا .
- الزيدي: حبذا لو قمتم بزيارة استجمام الى البلاد، واطّلعتم خلال ذلك على الأوضاع عن كثب، وشاهدتم بأعينكم ماذا يمرّ على هذا الشعب المسلم. كنت أعتقد في زمان المرحوم المجتهد بأنّ عدم مبادرته للقيام ضد الحكومة المتجبّرة لا شائبه عليه، إذ أنّ المحيطين به لا ينقلون له الأحداث، وأعتقد الآن بأنّ الأمر هو كذلك بالنسبة الى سماحتكم، حيث يبدو أنهم لا ينقلون لكم فجائع الحكومة، وإلاّ لما سكتّم.
- الإمامي: سلامة أنظاركم سيدي ، متى خرجت من البلاد حتى تدعوني لزيارتها !!! ، وأي زيارة !!! زيارة إستجمام !!! يبدو أنكم مربوشين اليوم سيدي ، وأنا لست ساكتاً إلا لأنني مطلع أول بأول على كل صغيرة وكبيرة تجري في البلاد ، وأعرف فظائع الحكومة أكثر منكم بكثير ، لكن كأن في نفسكم شيء حجب عنكم تقييم الوضع على حقيقته سيدي !!! .
- الزيدي: لا شك أنّ زيارتكم سيترتب عليها أثر ما، لقد ردعنا الحكومة عن إصدار القرارات الخطيرة بهذا النوع من القيام، كيف لا يكون لذلك أثر؟ لو كان العلماء متحدين لأثّر ذلك قطعاً.
- الإمامي: قلت لكم إنكم مربوشين اليوم سيدي ، أنتم ردعتم الحكومه ، أو أن الحكومه ردعتكم ؟؟؟ ويبدو أنكم تشيرون علينا بأن نصدر فتوى للموالين للقيام على الحكومه ، أليس كذلك ؟؟؟ قد قلت لكم سيدي أن في نفسكم شيء ، وهذا الشيء لا بد أن يظهر ، اليوم أو غداً !!!.
- الزيدي: لا شك أنّ لذلك تأثيره، وقد رأينا أثره نحن، كما أننا نقصد بالعمل "العمل العقلائي"، فالعمل غير العقلائي ليس مطروحاً أساساً. مقصودنا هو عمل العلماء والعقلاء من أبناء الشعب.
- الإمامي: تمام ، وعليكم نور ، وأنتم تعرفون أن دماء المسلمين لايجوز بحال إهدارها لتحقيق أطماع شخصيه ، وإن غلفت بأهداف ساميه !!! ماهكذا تورد الأبل سيدي !!! أنتم تدعونني لتحمل دماء المسلمين ، وأنا وأنتم تعرفون أن نتيجة ماتدعونني إليه ليس إلا إهدار دمآء الأبرياء ، أنا لا يهمني أن يقولوا العالم الفلاني أفتى بالجهاد بقدر مايهمني ماذا سأجيب رب العباد عندما يسألني كيف أفتي بالجهاد وهدر دماء المسلمين ، وكل شيء يؤكد أن دولة الظلم باقية ، بل وسيشتد ساعدها !!! أكل همكم أن يقول الناس سيدي فلان أفتى بالجهاد ؟؟؟ !!! لا سيدي ، نحن لا نفهم دين الله هكذا ، نحن نفهمه ديناً يلزم العلماء بالحفاظ على دماء وأرواح المسلمين ، وهذه الدماء والأرواح الزكية لايجوز هدرها بجرة قلم كما تريدون سيدي ، فمتى رجح لدينا زوال دولة الظلم ستجدوننا في مقدمة المجاهدين ، وأما والأمر على خلاف ذلك فأنا أخشى عندما يسألني الله عز وجل عن هذه الدماء .
- الزيدي: لقد ذكرت لكم بأنّ الناس أثبتوا شجاعتهم وصدقهم في حوادث سابقة.
- الإمامي: أنا أعرف أن الناس يمتلكون الشجاعة والصدق ، ولكن ماجدوى شجاعة الشجاع أمام الدبابة والغازات الكيماويه !!! ، وما جدوى هذه الشجاعة أمام حاكم ظالم لن يتردد في إبادتنا قاطبة للحفاظ على كرسيه ، وما جدوى شجاعة الشجعان وإخواننا في الدين يقفون قلباً وقالباً مع هذا الحاكم ، ويرون أن سفك دمائنا أولى من سفك دماء اليهود والنصارى !!!
- الزيدي: حين ثرنا لم نرَ من أحد غير مزيد من الإحترام والسلام وتقبيل اليد، بل إنّ كل مَن قصّر في تلك الحركة سمع كلاماً بارداً وواجهه الناس بالإعراض. وفي أحد البلاد ذهبت الى إحدى قراها - لا أتذكر اسمها الآن - وقال لي أهالي تلك القرية: إنّ العلماء - عندما كان الحاكم ممعناً في عدائه للدين - إجتمعوا، وتحركوا ضد قراراته، فقام الحاكم بمحاصرة القرية وقتل أربعين من كبار علمائها. فخجلت وفكرت مع نفسي: كيف قام هؤلاء العلماء من أبناء السنّة حينما رأَوا الخطر يتهدد الدين الإسلام، وقدّموا أربعين قتيلاً، في حين لم ينزف أحد علماء الشيعة دماً من أنفه، لا من أنفي ولا من أنفكم أنتم، ولا من أنف أحد آخر. في حين أنّ ديننا تعرض الى هذا الخطر الكبير. حقيقةً إنّ الأمر يبعث على الخجل!
- الإمامي: قلت لكم إن في نفسكم شيء ، ولا بد أن يظهر ، أنا سيدي لا أريد ممن سيبقى من الناس أن يقبلوا يدي !!! خلوا هذا الأمر لكم ، أنا سيدي أضع نصب عيني رضا وغضب المولى عز وجل ، وليس رضا أو غضب الناس ، أما تقرأون قوله تعالى {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} (116) سورة الأنعام ، إن كان مبتغاكم أن يقبل الناس أيديكم فأنتم وشأنكم ، أما أنا فقد قلت لكم أنني سأكون في المقدمة متى رجح عندي زوال دولة الظلم ، وأما قبل ذلك فإنني سأركز جهدي على إكتساب القوة التي تمككني من إزالة الظلم فعلاً ، وليس هدر دماء الأبرياء دون طائل . ومع ترحمي على الأربعين قتيلاً من أهل السنة فلا بأس أن أذكركم سيدي أننا ترجحت عندنا عوامل النصر على دولة الباطل فثرنا في عام 1991 وقدمنا دماءنا وأرواحنا فداء لدين الله عز وجل ، وحققنا نصراً كاسحاً لولا خيانة الإخوان من أهل السنة علماء ودول ، وخيانة الشيطان الأكبر الذي رأى مصلحته مع أهل السنة دوننا ، فإذا كان أنفكم لم ينزف سيدي فقد نزفت قلوبنا وليس فقط أنوفنا !!! .
- الزيدي: إنّ الممارسات المضادة للدين على نوعين: أحدهما من سنخ ما كان يقوم به حاكمنا الأول، الذي كان يتحرك على أساس اللادين ويقول: أنا أفعل! ولا ينسب عمله الى الشرع. وطبيعي أنّ العمل ضده كان من باب النهي عن المنكر. أما الحاكم الحالي فإنه يتحرك ويقوم بممارساته المضادة للقرآن والدين ويقول: إنّ ذلك من الدين، وإنّ ذلك هو رأي القرآن، وإني أتحدث استناداً الى القرآن الكريم. وهذه بدعة كبيرة - توجّه لطمة لا يمكن تحمّلها - الى أساس الدين. ينبغي علينا أن نضحّي، دعوا التاريخ يكتب بأنّ عدداً من علماء الشيعة ثاروا عندما تعرّض الدين الى خطر ما، وأنّ عدداً منهم قُتل.
- الإمامي: قد بينت لكم سيدي أن في نفسكم شيئاً ، إن أردتم أن يكتب عنكم التاريخ فهذا الفرس وهذا الميدان ، ولا أحد يمنعكم ، أما نحن فقبل أن يكتب عنا التاريخ يهمنا أكثر أن نعلم أفعلنا هذا فيه رضاً لله ، أم رضاً للنفس والناس ؟؟؟ !!! ، إن كان رضى الله فإنه لن يتحقق إذا أهدرنا دماء الأبرياء ولا بصيص أمل في تغيير دولة الظلم ، والله سبحانه وتعالى يقول {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} (60) سورة الأنفال ، والخروج دون إمتلاك القوة التي يتحقق بها تغيير دولة الظلم لايعدو أن يكون في أحسن حالاته سذاجة ، ويرقى ليكون إهدار الدماء لأغراض شخصية ، وتقديم خدمات مجانية لدولة الظلم نفسها ، ونحن لسنا حمقى حتى نتحمل في أعناقنا هدر الدماء الزكية ، بل وتقوية شوكة دولة الظلم أكثر وأكثر !!!.
- الزيدي: كيف لا يفيد؟ ألم تقدّم ثورة الحسين بن علي (عليهما السلام) خدمة مؤثرة الى التاريخ؟ أوَلم نستفد من ثورة ذلك الإمام؟
- الإمامي: صلوات الله وسلامه على الحسين ، وعلى علي بن الحسين ، وعلى أبناء الحسين ، وعلى أصحاب الحسين ، الإمام الحسين عليه السلام لم يعلن خروجه إلا عندما أتته آلآف الكتب تدعوه للقدوم ليكون الأمير في الخروج على دولة الفاسق يزيد بن معاويه ، والإمام الحسين لم يبادر إلى الخروج مباشرة بل أنه أرسل مسلم بن عقيل ليرى الأمر على حقيقته ، وعندما أتاه التأكيد خرج ، ولكنه لما قُتل وحبس وجوه أنصاره ، وتفرق عنه عامة الناس ، أبدى رغبته في السلام ، والعيش في دولة الجور والظلم ، فطلب السماح له بالعودة من حيث جاء ، أو السماح له بالإلتحاق بأحد الثغور ، ولما ضيق عليه حكام الجور وخيروه بين السلة والذلة ، فهيهات وهيهات الذلة لأهل بيت النبوة عليهم السلام ، يأبى الله ورسوله والمؤمنون لهم ذلك .
- الزيدي: لو كان للإمام الحسن أنصار ومريدون بعدد ما لديكم لما توانى عن الثورة، وقد ثار في أول الأمر، وحينما رأى أنصاره يتفرقون عنه توقف عن القيام. أما أنتم فلديكم مقلِّدون وأنصار منتشرون في كافة أنحاء البلدان الإسلامية.
- الإمامي: أراكم قد غفلتم سيدي عن أن القوة في وقتنا هذا لا تقاس بعدد الأنصار ، فما الذي سيفعله مئات الألوف من الأنصار أمام غاز كيماوي يبيدهم في غمضة عين ؟؟؟ !!! وليت الأمر سيقف هنا سيدي ، بل أن علماء السلطان لن يترددوا لحظة واحدة في إصدار فتاواهم لهذا الحاكم بأن مافعله هو عين الصواب ، فنحن كما يروننا لسنا سوى روافض ، إبادتهم هي عين العبادة والجهاد عندهم !!!.
- الزيدي: إعملوا أنتم وثوروا، وأنا أول شخص سيتبعكم.
- الإمامي: قد ماتوا الخبلان في سنة النفر سيدي ، هذا هو السيد حسين الحوثي شهرين وهو يقاتل فلماذا لم تذهبوا لتتبعوه ؟؟؟ أم أنكم لا تعرفون الطريق إلى صعده ؟؟؟ !!! .
- الزيدي: إنّ الحكومات إذا كانت تخاف من أحد العلماء، أو أحد المراجع، فإنها لا تخاف من دعائه، ولا تخاف من لعناته التي يصبّهه عليهم. فمتى كان لديها اعتقاد بالدعاء واللعن؟ إنها تخاف من الشعوب،.إنّ هذه الدنيا ذهبت، وتذهب من أيدينا، وهي ليست بشيء، ليست بشيء مهم يتعلق الإنسان به، والمهم هو ذلك العالم الآخر.
الإمامي : قلت لكم إن في نفسكم شيء ، وإلا فصعده قريبه قوي ، لكن يبدو أنكم رأيتم الأمور حاميه ، وعموما أكرر لكم ، هذا الفرس وهذا الميدان ، ولا أحد يمسك بكم ، فإن رأيتم تكليفكم ما تدعونني إليه فأعملوا بتكليفكم ، ودعواتنا لكم بإحدى الحسنيين .
الزيدي : سكوت ووجوم !!!
ما رأيكم ؟
حوار العزي محمد الغيل :
المتقي: بصراحه أنا خائف
الداعي :ومما تخاف !!!
المتقي: من سؤال الله عز وجل عن دماء المساكين الذين تريدونني أن أهدر دمائهم بلا طائل بل وتقوية الظالم بأن يتسلط على المرجعية فيعين لها جماعة من الحمقى {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} (104) سورة الكهف ، وهكذا يلعب بهم الحاكم كما يلعب الطفل بالكرة !!! .
الداعي: وما وجهة المقارنة
المتقي: مدرسة الوجود تجد فيها العقبة الكبرى أمام الحاكم ، فالعالم فيها مستقل عن الحاكم ولا ينتظر منه قوت يومه ، ولا يجد منه الفتوى التي يبتغي ، والحاكم يعلم علم اليقين بأن هذه الحوزة ستطيح به ، وستجعل منه عبرة لمن يعتبر متى تمكنت من وسائل التغيير ما يحققه ، وهو يعلم تماماً أن هذه الحوزة تعمل بكل جد لتحقيق ذلك بأساليب يعجز هو عن رصدها . بينما مدرسة الفناء لا تجد فيها سوى أناس يبنون مجدهم على دماء وأشلآء المساكين ، لا يعرفون تكليفهم الشرعي ، وكل همهم أن يقول الناس فلان !!! ولو على حساب شرع الله ودماء الأبرياء !!!
الداعي : صحيح لكن منزلة الشهيد عند الله عظيمة ، والنهي عن المنكر والامر بالمعروف منزلة رفيعة عند الله .
ولن يفنى الفكر ولن تخرب المدرسة بل سيخلد مثل بقية الخالدين الشهداء فالحق لن يندثر ولن يفنى
المتقي : عيبكم سيدي أنكم لا ترون للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا طريق واحد فقط هو القتال ، حتى لو كانت نتيجة هذا القتال هي تقوية دولة الظلم ، وسفك الدماء الزكيه !!! ولو أنكم عملتم وسعكم في تهيئة عوامل النصر كما أمر رب العزة جل وعلا لكان ذلك أرضى لله ورسوله والمؤمنين ، ولكن يبدو أنكم مستعجلين ، وبريق الكراسي يخطف أبصاركم فلم تعودوا تروا غير ذلك ، أما شرع الله والدماء الزكية فهي آخر ما تفكرون به !!!
الداعي: يا أخي هذا فهم غير صحيح لدين الله هذا فهم خاطئ هذا فهم سقيم وهو عين ما تذهب اليه المدرسه العلمانيه كفانا دروشةً كفانا تقوقعا هيا بنا للنهض بهذه الامة ونعيد امجادها ونصنع تاريخها فحب الحياه عين الذل ومن أحب الحياه واستأثر البقاء عاش ذليلا ومات ذليلا وسيحشر .......
المتقي : النهوض بهذه الأمة لا يكون بالجعجعة سيدي ، بل هو يقوم على قراءة الواقع قراءة صحيحة ، والعمل بكل وسيلة لضمان تحقيق التغيير في هذا الواقع وفقاً للمعايير الشرعية ، أما الجعجعة وإدعاء البطولات دون إمتلاك عوامل تحقيق النصر فلا يستبعد بأنها سبباً أساسياً فيما نحن فيه !!!
الداعي : سكوت ووجوم !!!
وهذا خبري ولا جاكم شر
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
عبد الملك بشرى لك ثم بشرى
الآن طفحت المجاري ونتشرة رائحة النشادر وللاسف خرجة من فيك والمعذرة من جميع الاخوة
فقد ذكرني ردك هذا على مشاركتي بالمثال الحضرمي القائل
((خليه يفسي في الماء لوما يحمى))
والى أن يسخن الماء انصحك أن تستعين بعناصر البقل والقثاء لتصبح معدتك مصنع غازات من الدرجة الاولى
عموما معذرة اخرى من كل القراء .
عبودي
بنيتَ ردك علىَّ بأمر غيبي لا يعلمه الا الله وهي(( النية)) فقد فسرت(( نية)) الداعي أكثر من مرة بتفسير عجيب يدل على انك تعلم ما في الضمائر وما تقر الارحام؟؟
من أين لك أن الداعي مراده الحكم والسيطرة على مقاليد الامور ؟؟ من اين لك أن شهوة الحكم هي المصيدرة عليه؟ هل تعلم الغيب ؟؟؟
هل اطلعت على سويداء نفسه ؟؟
هل فتحت قلبه وعرفت ما يضمر في داخله
من اين لك أن دعوة الداعي المغلفة المراد منها سفك الدماء وخلق الفتن ؟؟ تباً
وهل الثورة ضد الفساد وأهل المنكرات هذا العمل من روح الدين أم أنه بدع ونشر فتن ؟؟؟
الم اخبرك أنك في عالم آخر !؟؟!!!!!!
حكمة اليوم تقول :
((أعطني امامي صغير أخرج لك منه علماني كبير وهذا الحوار خير دليل )) مقولة جديدة اليس كذلك؟؟؟ :lol:
ولن أرد على البقية وسأترك الاخوة لينالوا من هذا الفكر الاعوج الاهوج حقا ثم حقا
سلام
الآن طفحت المجاري ونتشرة رائحة النشادر وللاسف خرجة من فيك والمعذرة من جميع الاخوة
فقد ذكرني ردك هذا على مشاركتي بالمثال الحضرمي القائل
((خليه يفسي في الماء لوما يحمى))
والى أن يسخن الماء انصحك أن تستعين بعناصر البقل والقثاء لتصبح معدتك مصنع غازات من الدرجة الاولى
عموما معذرة اخرى من كل القراء .
عبودي
بنيتَ ردك علىَّ بأمر غيبي لا يعلمه الا الله وهي(( النية)) فقد فسرت(( نية)) الداعي أكثر من مرة بتفسير عجيب يدل على انك تعلم ما في الضمائر وما تقر الارحام؟؟
من أين لك أن الداعي مراده الحكم والسيطرة على مقاليد الامور ؟؟ من اين لك أن شهوة الحكم هي المصيدرة عليه؟ هل تعلم الغيب ؟؟؟
هل اطلعت على سويداء نفسه ؟؟
هل فتحت قلبه وعرفت ما يضمر في داخله
من اين لك أن دعوة الداعي المغلفة المراد منها سفك الدماء وخلق الفتن ؟؟ تباً
وهل الثورة ضد الفساد وأهل المنكرات هذا العمل من روح الدين أم أنه بدع ونشر فتن ؟؟؟
الم اخبرك أنك في عالم آخر !؟؟!!!!!!
حكمة اليوم تقول :
((أعطني امامي صغير أخرج لك منه علماني كبير وهذا الحوار خير دليل )) مقولة جديدة اليس كذلك؟؟؟ :lol:
ولن أرد على البقية وسأترك الاخوة لينالوا من هذا الفكر الاعوج الاهوج حقا ثم حقا
سلام

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 302
- اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً
الأخ الكريم / محمد الغيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا سبحان الله !!!
وبيض الله وشك !!!
تبيح لنفسك وصفك من لا تتفق معهم بأن همهم الدنيا وراحة البال – السكينة – الخمس – الاتباع – ال....الخ
وهذا رأيكم ، ونحن نحترم رأيكم برغم أنه مبني على جهل مطبق بالمخالف !!!
فهل تعرف مرجعيات الشيعة الإماميه ؟؟؟
هل تعرف طريقة حياتهم المشهورة بالزهد في الدنيا والتورع عن محارم الله ؟؟؟ !!!
هل تعرف أنهم برغم أموال الخمس الذي يضع بين أيديهم المليارات ، ومع ذلك يعيشون في بيوت قد أجزم أن بيتك أنت أفضل منها ؟؟؟ !!!
ألم تر بأم عينيك البيت الذي هو غاية في التواضع الذي يعيش فيه سماحة آية الله العظمى السيد على السيستاني أعلى الله مقامه ، والبساطة الشديدة في حجراته وفراشه ؟؟؟ !!!
وهل تعلم أن بيت سماحة آية الله العظمى السيد على خامنائي أكثر تواضعاً منه ؟؟؟ !!!
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة ........... أو كنت تدري فالمصيبة أعظم !!!
هكذا بكل بساطة تصف من لا تعرفهم بما ليس فيهم ، ولا ترى في ذلك أي غضاضه !!!
ولما ألمحنا لكم فقط ببعض ما ينبىء عنه تصرفات بعض الزيدية وخاصة من يرفع منهم رايات الجهاد وتخطئة المخالف !!!، وما فيها من دلائل واضحة على حب الدنيا والرئاسة - بدليل حكم العقلاء بإنعدام أي فرصة للنجاح - فإذا بك تثور ثورة عارمه !!!
وهل حال السيد حسين الحوثي يخرج عن هذا الأمر ؟؟؟ !!!
هل يخرج حاله عن رجل بدأ ظهوره بالتعاون مع الرئيس وبدعم كبير منه ، ولما رأى الأتباع قد تكاثروا زقزقت نفسه فلم يعد يرى غير بريق السلطان وكثرة الأتباع ، فلم يعد ينفع معه وساطة الوسطاء ، ولا مناشدة العلماء ، ولا وجاهة الوفود من المؤيد والمخالف ؟؟؟ !!!
هل يخرج حاله عن رجل وهبه الله ملكة الإقناع ، وقوة الحجة ، فكان أن تعاون مع السلطة في مواجهة الوهابية السلفية ، وقد حقق نهضة كبيرة للفكر الزيدي خلال السنوات الخمس الماضية جعلتنا نستبشر بكل الخير بهذا السيد الجليل ، وبذكائه في تعامله مع الرئيس مما سهل للزيدية أن تتنفس الصعداء ، ويصبح صوتها مسموعاً في كل مكان ؟؟؟
ثم لما كثر الأتباع والسلاح ، بدأت أطماع السلطة تخطف الأبصار فإذا بحكمته تتبخر ، ويحل محلها الرعونة والمكابرة والقِمر مما جر عليه وعلى أتباعه وعلى الزيدية كلها بل وعلى التشيع كافة بما فيه الإمامية ، الويل والثبور وعظائم الأمور !!!
بماذا تفسرون غياب الحكمة عنه فيجره المحافظ للفخ الذي نصب إليه ؟؟؟ !!!
كيف تفسرون رده وصم أذنيه للمناشدات من كبار رجالات الزيدية الأفاضل بحقن الدماء ؟؟؟
كيف تفسرون رده لوساطة الوسطاء من الموافق والمخالف ؟؟؟
أنا شخصياً لا أجد لها تفسيراً إلا أنه بريق السلطان ، وكثرة الأتباع والسلاح !!!
وأما قولكم بأن كل ذلك بسبب النداء الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ، فإنها لعمري حجة تضحك الثكلى !!!
وحتى على فرض صحة ذلك كيف غابت عنه حكمته في التعامل ببصيرة مع هكذا حجة واهيه ؟؟؟ !!!
وهل يستحق ترديد هكذا شعار سفك هذه الأنهار من الدماء الزكيه ؟؟؟
وهل يستحق ترديد هذا الشعار وأد النهضة القوية التي ظهر بها الفكر الزيدي مؤخراً ؟؟؟
لا تقل لي أن موته سيجعلكم تحيون ذكره على مدى السنين ، فتجعلونه من موته نهضة شاملة ، فأنتم لم تفعلوا ذلك مع ثورة أبي الأحرار الإمام الحسين عليه صلوات الله وسلامه ، فهاهو عاشوراء يمر عليكم ولا ذكر له عليه السلام !!!
بل أكثر من ذلك فبعض الزيدية لا يتورع في التشنيع على الإمامية إحيائهم لمصيبة أبي عبدالله الحسين عليه السلام !!!
هذه قراءتي للأحداث ، وهذا رأيي ، وأعرف أنه سيثير حفيظتكم ، ولكن لابأس أن تتأملوه ملياً ، فقد يكون فيه بعض الحق .
اللهم صل على محمد وآل محمد
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً
الأخ الكريم / محمد الغيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا سبحان الله !!!
وبيض الله وشك !!!
تبيح لنفسك وصفك من لا تتفق معهم بأن همهم الدنيا وراحة البال – السكينة – الخمس – الاتباع – ال....الخ
وهذا رأيكم ، ونحن نحترم رأيكم برغم أنه مبني على جهل مطبق بالمخالف !!!
فهل تعرف مرجعيات الشيعة الإماميه ؟؟؟
هل تعرف طريقة حياتهم المشهورة بالزهد في الدنيا والتورع عن محارم الله ؟؟؟ !!!
هل تعرف أنهم برغم أموال الخمس الذي يضع بين أيديهم المليارات ، ومع ذلك يعيشون في بيوت قد أجزم أن بيتك أنت أفضل منها ؟؟؟ !!!
ألم تر بأم عينيك البيت الذي هو غاية في التواضع الذي يعيش فيه سماحة آية الله العظمى السيد على السيستاني أعلى الله مقامه ، والبساطة الشديدة في حجراته وفراشه ؟؟؟ !!!
وهل تعلم أن بيت سماحة آية الله العظمى السيد على خامنائي أكثر تواضعاً منه ؟؟؟ !!!
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة ........... أو كنت تدري فالمصيبة أعظم !!!
هكذا بكل بساطة تصف من لا تعرفهم بما ليس فيهم ، ولا ترى في ذلك أي غضاضه !!!
ولما ألمحنا لكم فقط ببعض ما ينبىء عنه تصرفات بعض الزيدية وخاصة من يرفع منهم رايات الجهاد وتخطئة المخالف !!!، وما فيها من دلائل واضحة على حب الدنيا والرئاسة - بدليل حكم العقلاء بإنعدام أي فرصة للنجاح - فإذا بك تثور ثورة عارمه !!!
وهل حال السيد حسين الحوثي يخرج عن هذا الأمر ؟؟؟ !!!
هل يخرج حاله عن رجل بدأ ظهوره بالتعاون مع الرئيس وبدعم كبير منه ، ولما رأى الأتباع قد تكاثروا زقزقت نفسه فلم يعد يرى غير بريق السلطان وكثرة الأتباع ، فلم يعد ينفع معه وساطة الوسطاء ، ولا مناشدة العلماء ، ولا وجاهة الوفود من المؤيد والمخالف ؟؟؟ !!!
هل يخرج حاله عن رجل وهبه الله ملكة الإقناع ، وقوة الحجة ، فكان أن تعاون مع السلطة في مواجهة الوهابية السلفية ، وقد حقق نهضة كبيرة للفكر الزيدي خلال السنوات الخمس الماضية جعلتنا نستبشر بكل الخير بهذا السيد الجليل ، وبذكائه في تعامله مع الرئيس مما سهل للزيدية أن تتنفس الصعداء ، ويصبح صوتها مسموعاً في كل مكان ؟؟؟
ثم لما كثر الأتباع والسلاح ، بدأت أطماع السلطة تخطف الأبصار فإذا بحكمته تتبخر ، ويحل محلها الرعونة والمكابرة والقِمر مما جر عليه وعلى أتباعه وعلى الزيدية كلها بل وعلى التشيع كافة بما فيه الإمامية ، الويل والثبور وعظائم الأمور !!!
بماذا تفسرون غياب الحكمة عنه فيجره المحافظ للفخ الذي نصب إليه ؟؟؟ !!!
كيف تفسرون رده وصم أذنيه للمناشدات من كبار رجالات الزيدية الأفاضل بحقن الدماء ؟؟؟
كيف تفسرون رده لوساطة الوسطاء من الموافق والمخالف ؟؟؟
أنا شخصياً لا أجد لها تفسيراً إلا أنه بريق السلطان ، وكثرة الأتباع والسلاح !!!
وأما قولكم بأن كل ذلك بسبب النداء الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ، فإنها لعمري حجة تضحك الثكلى !!!
وحتى على فرض صحة ذلك كيف غابت عنه حكمته في التعامل ببصيرة مع هكذا حجة واهيه ؟؟؟ !!!
وهل يستحق ترديد هكذا شعار سفك هذه الأنهار من الدماء الزكيه ؟؟؟
وهل يستحق ترديد هذا الشعار وأد النهضة القوية التي ظهر بها الفكر الزيدي مؤخراً ؟؟؟
لا تقل لي أن موته سيجعلكم تحيون ذكره على مدى السنين ، فتجعلونه من موته نهضة شاملة ، فأنتم لم تفعلوا ذلك مع ثورة أبي الأحرار الإمام الحسين عليه صلوات الله وسلامه ، فهاهو عاشوراء يمر عليكم ولا ذكر له عليه السلام !!!
بل أكثر من ذلك فبعض الزيدية لا يتورع في التشنيع على الإمامية إحيائهم لمصيبة أبي عبدالله الحسين عليه السلام !!!
هذه قراءتي للأحداث ، وهذا رأيي ، وأعرف أنه سيثير حفيظتكم ، ولكن لابأس أن تتأملوه ملياً ، فقد يكون فيه بعض الحق .
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 212
- اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
- مكان: جدة
- اتصال:
أخي عبدالملك، لا أبت عليك الصعاب وسأصدر لك المصدر في أوانه إن كان في ذلك مندوحة، ولا حرمك الله من موارد رحمته. وصدق حدسك فللحوار قبل وبعد كما لكل شيء سوى الله عز وجل فله الأمر من قبل ومن بعد وله عاقبة الأمور.عبدالملك العولقي كتب:حسناً أخي الكريم ، أبيتم علينا مصدر الحوار ، وحرمتمونا من الإطلاع عليه من مصدره ، حيث كنت تواقاً لمعرفة موضوع الكتاب الذي ورد فيه هذا الحوار ، وقلت لربما كان له قبل أو بعد !!!
ربما ذلك، وقد يظهر العيب في هذا الحوار من خلال التقحم واتباع الهوى، وأنت ورأيك في ذلك التقمص وأنا ساحاورك بما قاله الداعي الذي آثرت انت بتصنيفه بالزيدي تقريباً لجو الحوار وسأسايرك في ذلك ولو أني كنت أرغب في نقاش الحوار كما جاء، ولكن لا يخلو الأمر من فائدة ستأتيك لاحقاً في تصنيفك انت للمتقي بالإمامي وللداعي بالزيدي مع أني تحريت وصفهما بالداعي والمتقي لإنطباقه على واقعهما. على كلٍ أنا سأستمر بنقل ما قاله الداعي أو الزيدي حسب تصنيفك بعد ما تصدرت أنت للقيام بدور الناطق للمتقي ومفصحاً عن ثقافتك فيه والذي صنفته انت بالإمامي. وسوف أستمر في الحفاظ على النص الأصلي كما جاء على حاله مؤمراً بالخط الثقيل وتلفيق المداخلات الجديدة معه.عبدالملك العولقي كتب:عموماً ، ذاك الحوار إنطوى على عيب خطير ، وهو أنه كتب بعقلية واحدة رغم أنه يمثل عقليتين مختلفتين ، ولذلك فأسمح لي بأن أتقمص دور المتقي ، وأترك دور الداعي كما هو ، ولعلي أجعله حواراً بين زيدي وإمامي ليكون أقرب لجو الحوار في موضوعنا هذا .
========================
(تنويه: الخط الثقيل هو النص الأصلي للحوار الذي طرحته)
- الداعي الزيدي: حبذا لو قمتم بزيارة استجمام الى البلاد، واطّلعتم خلال ذلك على الأوضاع عن كثب، وشاهدتم بأعينكم ماذا يمرّ على هذا الشعب المسلم. كنت أعتقد في زمان المرحوم المجتهد بأنّ عدم مبادرته للقيام ضد الحكومة المتجبّرة لا شائبه عليه، إذ أنّ المحيطين به لا ينقلون له الأحداث، وأعتقد الآن بأنّ الأمر هو كذلك بالنسبة الى سماحتكم، حيث يبدو أنهم لا ينقلون لكم فجائع الحكومة، وإلاّ لما سكتّم.
- المتقي الإمامي: سلامة أنظاركم سيدي ، متى خرجت من البلاد حتى تدعوني لزيارتها !!! ، وأي زيارة !!! زيارة إستجمام !!! يبدو أنكم مربوشين اليوم سيدي ، وأنا لست ساكتاً إلا لأنني مطلع أول بأول على كل صغيرة وكبيرة تجري في البلاد ، وأعرف فظائع الحكومة أكثر منكم بكثير ، لكن كأن في نفسكم شيء حجب عنكم تقييم الوضع على حقيقته سيدي !!! . ما دمتم قد وصلتم أنتم الى هنا الآن، فلا مناسبة للذهاب الى هناك، ثم ماذا يمكن أن تؤدي إليه رحلتي الى هناك، وما هو الأثر الذي سيترتب على ذلك؟
- الداعي الزيدي: لقد سبق لكم من قبل دعوتنا والعلماء الأفاضل غلى الهجرة الجماعية إليكم واجبتكم في حينه بإننا باقون في الوقت الراهن في خضمّ هذا المحيط الملتهب، وصابرون على المخاطر التي تهددنا، ندافع عن حقوق الإسلام والمسلمين، وعن حرمة القرآن واستقلال بلد الإسلام، وسوف نسعى للمحافظة على مركز العلم ما أمكننا، ونأمر الناس بالهدوء والإنضباط ما دام النظام المتجبّر لم يسلك طريقاً يضطرنا فيها الى اللجوء الى أمور نعوذ بالله تبارك وتعالى منها. وها نحن عند كم اليوم، فـ لا شك أنّ زيارتكم سيترتب عليها أثر ما، لقد ردعنا الحكومة عن إصدار القرارات الخطيرة بهذا النوع من القيام، كيف لا يكون لذلك أثر؟ لو كان العلماء متحدين لأثّر ذلك قطعاً . فالويل لهذه البلاد! الويل لهذه الحكومة! الويل لهذه الدنيا! الويل لنا، الويل للعلماء الساكتين! الويل للنجف الساكتة، ولقم الساكتة، ولطهران الساكتة، ولمشهد الساكتة. هذا السكوت المميت سيكون سبباً لأن تداس بلادنا وأعراضنا تحت أقدام "إسرائيل"، على يد هؤلاء "البهائيين"، الويل لنا، الويل لهذا الإسلام، والويل لهؤلاء المسلمين. أيها العلماء لا تظلوا ساكتين هكذا، لا تقولوا: إنّ المسلك المناسب الآن هو مسلك الشيخ (رضوان الله عليه) فوالله لو كان الشيخ موجوداً الآن لكان ما أقوله هو تكليفه. إن سند الإسلام هو القرآن. وبمطالعة للقرآن، أنظروا هل تجدون في القرآن مكاناً يدعو الناس إلى السكوت أمام هؤلاء السلاطين؟ إن هذا القرآن هو الذي فيه دعا الله (عز وجل) موسى (ع) أن انهض واذهب لدعوة فرعون عسى أن يقبل. وتحدث معه بلين بالطبع لكي يستجيب ، هذا الله الذي يأمر موسى بأن يذهب ويعمل (يناهض) فرعون، وهذا الله الذي يرغّب الرسول بقتال المشركين والمنحرفين. إنتفض إبراهيم الخليل، الذي هو من أنبياء السلف وبعيد عنا، إلا أن أخباره وصلت إلينا، وقد نقل القرآن شيئا من أخباره، إنتفض في وجه السلاطين وأولئك العظام الذين كانوا يعبدون الأصنام ويجورون على الناس. موسى (ع) الذي انتفض بعصا، كان راعيا، كان شخصيا يمتهن الرعي، يرعى الغنم. لقد انتفض هذا الراعي بعصاه بوجه فرعون، سلطان مصر الكبير.
- المتقي الإمامي: قلت لكم إنكم مربوشين اليوم سيدي ، أنتم ردعتم الحكومه ، أو أن الحكومه ردعتكم ؟؟؟ ويبدو أنكم تشيرون علينا بأن نصدر فتوى للموالين للقيام على الحكومه ، أليس كذلك ؟؟؟ قد قلت لكم سيدي أن في نفسكم شيء ، وهذا الشيء لا بد أن يظهر ، اليوم أو غداً !!!. إذا كان في ذلك احتمال عقلائي، ثم التحرك على أساس عقلائي، فلا بأس.
- الداعي الزيدي: اللهم احفظ ألسنتنا من الهذر والجدال واللغو والكذب. اللهم نوّر قلوبنا بنور الإسلام ومعانيه الروحية السامية.
وسأوضح لكم بأنّ هذا الأمر ليس وليد الأشهر الأخيرة، بل إنه أمر ممتد الجذور، يعود الى سنوات طويلة خلت، فقد بادروا فور انتقال عالمنا الى جوار رحمة الله تعالى، الى تدمير مركزنا الديني تحت غطاء إجلالهم لمركزكم ، لا لأنهم كانوا يكنّون حباً لذلك المركز، فهم لا يكنّون أدنى إحساس بالحب لأي مركز من المراكز الدينية. فوضعوا منذ ذلك الوقت خطة لتدمير العلمائية، وتدمير الإسلام، ثم تحقيق مصالح "إسرائيل" وعملائها! فالأمر كان كذلك منذ البدء. غاية ما في الأمر أنه كان في الخفاء، لم يعلنوا عن مقاصدهم، وإن كانوا أحياناً يشيرون الى بعضها إشارات خفيفة. لكن بعد رحيل المرحوم سيدنا وضعوا فوراً خطة شيطانية، فطلبوا من الناس في بعض المناطق - على حد علمي - أن يلتزموا بإرسال البرقيات الى مركزكم! أو اختيار المركز الفلاني، لا حباً منهم لمركزكم الديني - كما ذكرت - وإنما بغضاً لهذا المركز.
فـ لا شك أنّ لذلك تأثيره، وقد رأينا أثره نحن، كما أننا نقصد بالعمل "العمل العقلائي"، فالعمل غير العقلائي ليس مطروحاً أساساً. مقصودنا هو عمل العلماء والعقلاء من أبناء الشعب.
- المتقي الإمامي: تمام ، وعليكم نور ، وأنتم تعرفون أن دماء المسلمين لايجوز بحال إهدارها لتحقيق أطماع شخصيه ، وإن غلفت بأهداف ساميه !!! ماهكذا تورد الأبل سيدي !!! أنتم تدعونني لتحمل دماء المسلمين ، وأنا وأنتم تعرفون أن نتيجة ماتدعونني إليه ليس إلا إهدار دمآء الأبرياء ، أنا لا يهمني أن يقولوا العالم الفلاني أفتى بالجهاد بقدر مايهمني ماذا سأجيب رب العباد عندما يسألني كيف أفتي بالجهاد وهدر دماء المسلمين ، وكل شيء يؤكد أن دولة الظلم باقية ، بل وسيشتد ساعدها !!! أكل همكم أن يقول الناس سيدي فلان أفتى بالجهاد ؟؟؟ !!! لا سيدي ، نحن لا نفهم دين الله هكذا ، نحن نفهمه ديناً يلزم العلماء بالحفاظ على دماء وأرواح المسلمين ، وهذه الدماء والأرواح الزكية لايجوز هدرها بجرة قلم كما تريدون سيدي ، فمتى رجح لدينا زوال دولة الظلم ستجدوننا في مقدمة المجاهدين ، وأما والأمر على خلاف ذلك فأنا أخشى عندما يسألني الله عز وجل عن هذه الدماء . إذا تحركنا بحدّة فإنّ الناس لا تتبعنا.. فهم غالباً لا يعرِّضون أرواحهم للخطر في سبيل الدين.
- الداعي الزيدي: لقد ذكرت لكم بأنّ الناس أثبتوا شجاعتهم وصدقهم في حوادث سابقة. والعلماء الدين أعلنوا للعالم عن سموّ قدرهم، وأوضحوا للدنيا بأسرها بأنّ الذي يعترض هو عالم الدين، وإنّ مَن يقف في مواجهة ظلم وجور الظَلَمة والجاهلين هي الحوزات العلمية أيضاً. فهي تتلقى الضربات، ولكنها تصرخ، وتقدّم الضحايا، ولكنها تصبح وتستنكر. يخربون مدرستها، فلا تعبأ بذلك، وتواصل اعتراضها. ويصبّون على رأسها ما يشاؤون من البلايا، وتستمر في التكلم. لقد أعلن العلماء عن وجودهم للعالم أجمع.
- المتقي الإمامي: أنا أعرف أن الناس يمتلكون الشجاعة والصدق ، ولكن ماجدوى شجاعة الشجاع أمام الدبابة والغازات الكيماويه !!! ، وما جدوى هذه الشجاعة أمام حاكم ظالم لن يتردد في إبادتنا قاطبة للحفاظ على كرسيه ، وما جدوى شجاعة الشجعان وإخواننا في الدين يقفون قلباً وقالباً مع هذا الحاكم ، ويرون أن سفك دمائنا أولى من سفك دماء اليهود والنصارى !!! لو ثرنا ونزف أحدهم دماً لحصلت ضجة كبرى، ولشتمنا الناس وأثاروا الفوضى.
- الداعي الزيدي: حين ثرنا لم نرَ من أحد غير مزيد من الإحترام والسلام وتقبيل اليد، بل إنّ كل مَن قصّر في تلك الحركة سمع كلاماً بارداً وواجهه الناس بالإعراض. وفي أحد البلاد ذهبت الى إحدى قراها - لا أتذكر اسمها الآن - وقال لي أهالي تلك القرية: إنّ العلماء - عندما كان الحاكم ممعناً في عدائه للدين - إجتمعوا، وتحركوا ضد قراراته، فقام الحاكم بمحاصرة القرية وقتل أربعين من كبار علمائها. فخجلت وفكرت مع نفسي: كيف قام هؤلاء العلماء من أبناء السنّة حينما رأَوا الخطر يتهدد الدين الإسلام، وقدّموا أربعين قتيلاً، في حين لم ينزف أحد علماء الشيعة دماً من أنفه، لا من أنفي ولا من أنفكم أنتم، ولا من أنف أحد آخر. في حين أنّ ديننا تعرض الى هذا الخطر الكبير. حقيقةً إنّ الأمر يبعث على الخجل!
- المتقي الإمامي: قلت لكم إن في نفسكم شيء ، ولا بد أن يظهر ، أنا سيدي لا أريد ممن سيبقى من الناس أن يقبلوا يدي !!! خلوا هذا الأمر لكم ، أنا سيدي أضع نصب عيني رضا وغضب المولى عز وجل ، وليس رضا أو غضب الناس ، أما تقرأون قوله تعالى {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} (116) سورة الأنعام ، إن كان مبتغاكم أن يقبل الناس أيديكم فأنتم وشأنكم ، أما أنا فقد قلت لكم أنني سأكون في المقدمة متى رجح عندي زوال دولة الظلم ، وأما قبل ذلك فإنني سأركز جهدي على إكتساب القوة التي تمككني من إزالة الظلم فعلاً ، وليس هدر دماء الأبرياء دون طائل . ومع ترحمي على الأربعين قتيلاً من أهل السنة فلا بأس أن أذكركم سيدي أننا ترجحت عندنا عوامل النصر على دولة الباطل فثرنا في عام 1991 وقدمنا دماءنا وأرواحنا فداء لدين الله عز وجل ، وحققنا نصراً كاسحاً لولا خيانة الإخوان من أهل السنة علماء ودول ، وخيانة الشيطان الأكبر الذي رأى مصلحته مع أهل السنة دوننا ، فإذا كان أنفكم لم ينزف سيدي فقد نزفت قلوبنا وليس فقط أنوفنا !!!. ماذا يجب عمله؟ يجب أن نتوقع تحقق أثر لتحركنا، فما هو الأثر المترتب على تقديم القتلى؟
- الداعي الزيدي: إنّ الممارسات المضادة للدين على نوعين: أحدهما من سنخ ما كان يقوم به حاكمنا الأول، الذي كان يتحرك على أساس اللادين ويقول: أنا أفعل! ولا ينسب عمله الى الشرع. وطبيعي أنّ العمل ضده كان من باب النهي عن المنكر. أما الحاكم الحالي فإنه يتحرك ويقوم بممارساته المضادة للقرآن والدين ويقول: إنّ ذلك من الدين، وإنّ ذلك هو رأي القرآن، وإني أتحدث استناداً الى القرآن الكريم. وهذه بدعة كبيرة - توجّه لطمة لا يمكن تحمّلها - الى أساس الدين. ينبغي علينا أن نضحّي، دعوا التاريخ يكتب بأنّ عدداً من علماء الشيعة ثاروا عندما تعرّض الدين الى خطر ما، وأنّ عدداً منهم قُتل. وأنتم غالبون ولستم مغلوبين، ولو طالعتم تاريخ الظَلَمة والظالمين في العالم، سترَون أنّ الغلبة كانت للمظلومين دوماً، فمع القدرة والطغيان اللذين كان عليهما معاوية والنفوذ الذي تمتع به، إلاّ أنه أضحى اليوم لا يُعرف له حتى قبر في نفس الشام التي كانت مركزاً لحكومته. و هؤلاء يدّعون الإسلام، ويدّعون الإيمان، إلاّ أنهم يستغلون هذه الإدعاءات للإعتياش بها، ولتمشية أمورهم فقط. فقد فعلوا أفعالاً لا يليق القيام بها. يقتحمون المراكز العلمية ويسفكون دماء الشبان ويدمرون تلك المراكز! ويوجهون الإهانات للعلماء! ويشتمون الأعراض! ويعتقلون، ويعذبون، ويقتلون، ويضربون بعنف، ويسفكون الدماء، وفي الوقت ذاته يتظاهرون بالإسلام وبالتشيّع في تصريحاتهم وشعاراتهم، ويدّعون بأنهم أصحاب كرامات غيبية. فلا تستاؤوا ولا تقلقوا ولا تضطربوا، وأبعدوا الخوف والرهبة عن أنفسكم، فأنتم أتباع أئمة صبروا وثبتوا أمام المصائب والفجائع، وما نشاهده اليوم ليس شيئاً بالنسبة الى تلك المصائب. إنّ أئمتنا العظام جازوا حوادث شتى، كيوم عاشوراء، وليلة الحادي عشر من المحرم، وتحمّلوا أشد المصائب في سبيل دين الله، فماذا تقولون أنتم اليوم؟ وممّ تخافون؟ وممّ اضطرابكم؟ إنّ من المخجل أن يُهزم مَن يدّعي أنه من أتباع أمير المؤمنين والإمام الحسين (عليهما السلام)، بفعل تصرفات النظام الحاكم المتسافلة والمخزية. إنّ تكليفنا اليوم حيال الأخطار التي تواجه الإسلام والمسلمين هو أن تكون على استعداد لتحمّل أي نوع من المصاعب، حتى نتمكن من قطع أيدي الذين خانوا الإسلام، ونقف بوجه أهدافهم ومطامعهم..
نحن مكلفون بالعمل بقدر استطاعتنا، كل شخص بمقدار استطاعته، أنا أستطيع الآن أن أتكلم معكم وأدعوكم إلى أن تقفوا مع شعبكم الذي ثار من أجل الجميع، فأنتم جزء من أولئك، هذه التيارات المتواجدة في الخارج عليها - ومهما كانت واجهاتها - أن تضع أيديها بأيدي البعض الآخر. أنا أتحدث بما يمكنني معكم، أنتم العدة المعدودة، وأكتب وأنشر ما أمكنني ذلك. وأنتم أيضا أن تفعلوا ما تستطيعون، نظّموا التظاهرات، في حينها إن أمكن أكتبوا وتحدثوا وصرحوا للصحفيين، افعلوا كل ما تستطيعون. كل شخص يجب أن يتعاون ما أمكنه ذلك مع هذا الشعب الضعيف الموجود الآن تحت أقدام هؤلاء المجرمين.
إنها مسألة منطقية يجب أن يتابعها البشر. هؤلاء يطالبون بالحقوق الأولية للبشر. الحق الأولي للبشر هو أن يكون حراً، أنا أريد أن يكون كلامي حراً، أريد أن (أكون) مستقلاً. أريد أن أكون سيداً لنفسي هذا هو كلامنا، هذا كلام في أي مكان تقولونه، يقبله الجميع منكم.
ونحن كلنا موظفون أن نتابع هذه المسألة، لنساعد الإخوة الذين يعطون القتلى، وبقدر استطاعتنا مهما تمكنتم، ساعدوا أولئك الذين يخوضون الجهاد وكأنهم في ساحة حرب. إعملوا بأي شكل تتمكنون، بالقلم.. بالبيان.. بالتحدث بكل ما يمكن.. بالتظاهرات هذا هو كلامنا.
إنّ العلم مسؤولية ثقيلة، وهي بعهدتكم، إلاّ أنّ مسؤوليتكم ليست في تعلم حفنة من الألفاظ والمفاهيم، بل إنّ المسؤولية التي أوكلت إليكم هي حفظ الإسلام وأحكامه، فأنتم الأمناء على الوحي، ينبغي طرح الإسلام الحقيقي، ليس كما هو متعارف حالياً، بضعة أمور شكلية وكتاب مفاتيح الجنان وما شابه. كلا، ينبغي طرح الأحكام الإسلامية الحقيقية، وقد ورد في الرواية أنّ "أهل النار يتأذَّون من ريح العالِم التارك للعمل بعلمه"، فالعالِم إذا انحرف - لا سمح الله - فإنه يتسبب في انحراف أمة بكاملها. وحتى لو لم تفسّر حالنا بذلك، فإنّ واقع الحال هو كذلك، فالإسلام يفسده حب النفس هذا، حب الجاه، حب السلطة، هذه الأمور تدمّر ديننا. تأملوا قليلاً في سبيلٍ لإخراج هذا الحب من قلوبكم، وليس بأمر صعب، كما أنه ليس من الصواب أن تنطوي هذه القلوب على حب الدنيا، وأية دنيا هذه الدنيا الدنيئة؟!
- المتقي الإمامي: قد بينت لكم سيدي أن في نفسكم شيئاً ، إن أردتم أن يكتب عنكم التاريخ فهذا الفرس وهذا الميدان ، ولا أحد يمنعكم ، أما نحن فقبل أن يكتب عنا التاريخ يهمنا أكثر أن نعلم أفعلنا هذا فيه رضاً لله ، أم رضاً للنفس والناس ؟؟؟ !!! ، إن كان رضى الله فإنه لن يتحقق إذا أهدرنا دماء الأبرياء ولا بصيص أمل في تغيير دولة الظلم ، والله سبحانه وتعالى يقول {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} (60) سورة الأنفال ، والخروج دون إمتلاك القوة التي يتحقق بها تغيير دولة الظلم لايعدو أن يكون في أحسن حالاته سذاجة ، ويرقى ليكون إهدار الدماء لأغراض شخصية ، وتقديم خدمات مجانية لدولة الظلم نفسها ، ونحن لسنا حمقى حتى نتحمل في أعناقنا هدر الدماء الزكية ، بل وتقوية شوكة دولة الظلم أكثر وأكثر !!!. ما هي فائدة التاريخ؟ ينبغي أن يكون لتحركنا أثر.
- الداعي الزيدي: كيف لا يفيد؟ ألم تقدّم ثورة الحسين بن علي (عليهما السلام) خدمة مؤثرة الى التاريخ؟ أوَلم نستفد من ثورة ذلك الإمام؟
إذا أراد شعب الصمود من أجل تحقيق كلمة فعليه أن يستفيد من التاريخ والتاريخ الإسلامي ويتدبر فيما شهده ففيه أسوة لنا. لقد تحرك الإمام سيد الشهداء بثلة قليلة لمواجهة يزيد الذي كان يمثل حكومة متجبرة وقوية تتظاهر بالإسلام وتربطها أواصر قرابة الإمام فكان يزيد يعتبر حكومته إسلامية ونه خليفة رسول الله، حسب زعمه، لكن الإشكال هو أنه كان ظالما تسلط على مقدرات الدولة جون حق ولذلك نهض الإمام أبي عبدالله الحسين (ع) وثار ضده بتلك الثلة القليلة مبينا أن تكليفه الشرعي يقتضي الإستنكار والنهي عن المنكر وأن على علماء الأمة أن يقوموا بواجب النهي عن المنكر إذا تسلط حاكم ظالم على الناس. وفي الوقت نفسه كان يعلم بمصيره، وكان الأمر واضحا حسب القواعد المتعارفة أيضا، فمعظم الأربعة آلاف شخص الذين رافقوه تخلوا عنه في تلك الليلة ولم يبق معه إلا ثلة قليلة من 80 أو 72 شخصا، ورغم ذلك كان (ع) يرى أن تكليفه هو أن يقاوم هذه السلطة ويضحي بنفسه لكي تتزعزع الأوضاع ويفضح هذه الحكومة بتضحياته هو والثلة المرافقة له.. لقد رأى حكومة جائرة تتسلط على مقدرات بلده فحدد أن تكليفه الإلهي يوجب عليه أن ينهض ويتحرك للمعارضة والإستنكار مهما كانت العواقب فهذا تكليفه رغم أن الحسابات المعروفة تحكم بأن تلك الثلة القليلة لا تستطيع مواجهة تلك الحكومة كما كان واضحا، وفي هذا الموقف أسوة لكم ولنا. والآيات الواردة في القرآن بشأن القتال، الواردة في القتال والحرب، ليست واحدة أو اثنتين، الآيات النازلة في الحرب، والآمرة بأن اذهبوا وقاتلوا... واذهبوا وانتفضوا... اذهبوا وأوقفوا هؤلاء عند حدودهم.. قاتلوهم كافة.. وقاتلوا المنحرفين كافة.. هي أوامر سارية بالنسبة لنا أيضا الآن.. إلا أنه ليس لدينا الآن أسباب القتال بذلك المعنى، لكن أسباب هذا المعنى هو أن نوقظ الشعوب، وتعرف الشعوب بوضع الإسلام وبوضع المسلمين، وبوضع العلماء، حسناً نحن نستطيع أن نفعل ذلك الآن، أو شيئا فشيئا.
- المتقي الإمامي: صلوات الله وسلامه على الحسين ، وعلى علي بن الحسين ، وعلى أبناء الحسين ، وعلى أصحاب الحسين ، الإمام الحسين عليه السلام لم يعلن خروجه إلا عندما أتته آلآف الكتب تدعوه للقدوم ليكون الأمير في الخروج على دولة الفاسق يزيد بن معاويه ، والإمام الحسين لم يبادر إلى الخروج مباشرة بل أنه أرسل مسلم بن عقيل ليرى الأمر على حقيقته ، وعندما أتاه التأكيد خرج ، ولكنه لما قُتل وحبس وجوه أنصاره ، وتفرق عنه عامة الناس ، أبدى رغبته في السلام ، والعيش في دولة الجور والظلم ، فطلب السماح له بالعودة من حيث جاء ، أو السماح له بالإلتحاق بأحد الثغور ، ولما ضيق عليه حكام الجور وخيروه بين السلة والذلة ، فهيهات وهيهات الذلة لأهل بيت النبوة عليهم السلام ، يأبى الله ورسوله والمؤمنون لهم ذلك . ما رأيك بالإمام الحسن؟ إنه لم يَثُر؟
- الداعي الزيدي: لا ينبغي لنا أن نصدق كل ما يقال أو يروّج له بين الناس أنها من نوع من الأمراض.. المعدية، فالإنسان السليم لا ينقل موضوعا أو يعمل على نشره دون تفحص وتأمل. فقد رويت عن سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) خطبة ذكر فيها علة نهضته ضد حكومة عصره حيث يقول مخاطبا الناس:".. أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله (أي يبيح ما حرم الله) ناكثا عهده مخالفا لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعمل في عباده بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بعمل ولا قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله..". أي من يسكت قبالة مثل هذا السلطان الجائر يدخل مدخله في الآخرة وأوصاف هذا السلطان الجائر هي أنه يغير سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وينكث عهد الله تبارك وتعالى ويستحل حرماته، فمن يراه ويسكت عنه يكون في مثل محله في الآخرة حتى لو كان يلتزم أداء كل الأعمال الواجبة بل والمستحبة ويقيم الصلوات في المساجد وينشر ويبلغ أحكام الله ويعمل طبق ما يرضي الله ويعمل كل الصالحات ويجتنب كل السيئات، فمحله محل السلطان الجائر من طبقات جهنم، هذا هو مصير من يسكت ليفعل السلطان الجائر كل ما اشتهى، وهذا ما يصرح به الحديث الشريف المنقول عن سيد الشهداء (ع) حيث يبين أن علة نهضته ضد حكومة عصره هو أنه يريد العمل بقول رسول الله ولا يتخلف عنه لأن مصير المتخلف عنه كمصير السلطان الجائر نفسه. والآن لنلاحظ الوضع ونعرف هل توجد في حكومة عصرنا وسلطان زماننا الصفات التي يذكرها الحديث الشريف؟ إذا كانت موجودة ونحن ساكتون فالمعنى الوارد في الحديث ينطبق علينا خاصة وأنه (ع) قد أعلن هذا الأمر وثار وقام بنهضته ضد يزيد السلطان الجائر بثلة قليلة العدد في مقابل فئة كثيرة وقوة كبرى كانت تتسلط على كل شيء، وبذلك أسقط من أيدينا الإعتذار بأن نقول: إن عددنا قليل وقوتنا ضعيفة. سلب منا الإعتذار بمثل هذا عندما خطب الناس وهو يعزم على التحرك ضد سلطان عصره حيث بين علة ثورته بأن يزيد قد نكث عهد الله وغيّر سنة رسوله ونقض حرام الله فمن يسكت عنه يحشر معه في نفس درجة جهنم.
ولو كان للإمام الحسن أنصار ومريدون بعدد ما لديكم لما توانى عن الثورة، وقد ثار في أول الأمر، وحينما رأى أنصاره يتفرقون عنه توقف عن القيام. أما أنتم فلديكم مقلِّدون وأنصار منتشرون في كافة أنحاء البلدان الإسلامية.
- المتقي الإمامي: أراكم قد غفلتم سيدي عن أن القوة في وقتنا هذا لا تقاس بعدد الأنصار ، فما الذي سيفعله مئات الألوف من الأنصار أمام غاز كيماوي يبيدهم في غمضة عين ؟؟؟ !!! وليت الأمر سيقف هنا سيدي ، بل أن علماء السلطان لن يترددوا لحظة واحدة في إصدار فتاواهم لهذا الحاكم بأن مافعله هو عين الصواب ، فنحن كما يروننا لسنا سوى روافض ، إبادتهم هي عين العبادة والجهاد عندهم !!!. إنني لا أرى أنّ هناك مَن يتبعني إذا قمت بحركة ما.
- الداعي الزيدي: إعملوا أنتم وثوروا، وأنا أول شخص سيتبعكم. ولمّا لم يكن الظلمة هم ربنا، ولمّا كان الله هو الرب فما لنا نخاف وما لنا نحزن؟! إنّ مَن يريدون أن نخافهم ليسوا بشراً أصلاً، فبماذا يهددوننا؟ ولِمَ علينا أن نخاف من تهديدياتهم؟! فلِمَ علينا أن نخافهم؟! نحن أتباع الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأتباع أمير المؤمنين (ع) وأتباع أبا عبد الله (ع) فلِمَ الخوف..؟! أعدّوا أنفسكم للقتل، أعدّوا أنفسكم للسجن، أعدّوا أنفسكم للتعرّض للإهانة والهتك، ولتحمّل المصائب التي ستلاقيكم في سبيل الدفاع عن الإسلام واستقلال البلاد.. شدّوا الأحزمة، واستعدّوا للسجن والنفي وخلع العمائم و.. و...، ولنغص أكثر في التاريخ، فنقف عند سيدنا موسى (سلام الله عليه)، لقد حمل عصاه وواجه فرعون مصر، إنه لم يقف إلى جانب فرعون ويدعو الناس إلى الإستسلام!! لقد هب موسى بعصاه وأعلن الدعوة إلى الله. وإبراهيم الذي حمل فأسه ليحطم أصنام الطغاة، ووقف يتحدى الظالمين دفاعا عن الجماهير، لقد كانوا يرَون واجبهم في النهوض ضد الظلم الذي يصبّه الأقوياء على الأمم المغلوبة، فكيف يمكننا أن نقول إن الدين هو من صنع الأقوياء لكي تغفو عليه الشعوب؟ إنها دعايات يروّجوها من أجل إبعادكم عن القرآن والإسلام ليحطموا حقد السد المنيع.. وقد أفلحوا في ذلك، وتحطم هذا السد أمام أعين المسلمين، واستسلم المسلمون لنوم عميق، ثم دعَوهم لحرب الإسلام دون وعي، وهذا هو معنى ما يقوله البعض ويردده، ما هي علاقة الإسلام بالحياة، هذه المقولة حرب على الإسلام، جهل الإسلام.... إنها تعني حرب على الإسلام يقوم بها المسلمون أنفسهم.
- المتقي الإمامي: قد ماتوا الخبلان في سنة النفر سيدي ، هذا هو السيد حسين الحوثي شهرين وهو يقاتل فلماذا لم تذهبوا لتتبعوه ؟؟؟ أم أنكم لا تعرفون الطريق إلى صعده ؟؟؟ !!! . تبسّمٌ وسكوت.
- الداعي الزيدي: إنّ الإسلام ليس هذا، قَسَماً بالله أنّ الإسلام ليس هذا،إلاّ أنهم قد شوّهوا صورته، أنا لست من أولئك المعممين الذين يفضّلون الجلوس هنا والإمساك بالمسبحة، أنا لست "البابا" لأقيم مراسم العبادة أيام الآحاد فقط، ثم أعيش بقية أيامي سلطاناً لنفسي، لا شغل لي بأية أمور أخرى إنّ مبدأ الإستقلال الإسلامي ها هنا، ويجب إنقاذ البلاد من هذه الورطة. هذا ليس إسلاماً! لقد وقف الإسلام بوجه الظلمة، وأصدر أحكاماً بالقتال، أصدر أحكاماً بالقتل على الكفار والمعتدين، وله أحكام على الأشخاص الذين هم كذا. أفكل هذه الأحكام موجودة في الإسلام حول القتال والجهاد وكذا وكذا، والإسلام بعيد عن السياسة؟! والإسلام ليس سوى ارتياد المسجد وقراءة القرآن وأداء الصلاة؟! كلا، ليس كذلك، الإسلام لديه أحكام يجب تطبيقها.
إن مصيبة الإسلام، قديما وحديثا، هو أن الذين بحثوا فيه لم يفهموه على حقيقته وفي كل أبعاده. كل فرد ينظر إليه من خلال إدراكه فيرى بعدا واحدا منه، وكل يجده في الإسلام وفي القرآن خاضع لتلك النظرة الأحادية. فقد كان الكلاميون في القرون الماضية لا يفهمون الإسلام إلا من خلال إدراكهم ليكون دينا مبنيا على قواعد الكلام. أما الفلاسفة فكانوا ينظرون إلى الإسلام كعقيدة فلسفية، فيما كان العرفاء يدركون الجانب العرفاني في الإسلام فقط فهو في رأيهم عقيدة عرفانية، ومن ذلك الوقت وإلى يومنا هذا والإسلام ما يزال مجهولا بعد. فما تزال كل طائفة تنظر إلى بُعدٍ واحد منه، ومن هنا فإنهم يبحثون الإسلام في ضوء إدراكهم وفهمهم. فهم ينظرون إلى آيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة (ع) من خلال فهمهم الخاص. يأخذون من الإسلام ما يوافق حساباتهم، يتصفحون الأوراق ويقفون أمام الصفحة التي تتلاءم وذوقهم.
لقد أدرك هؤلاء بأن ما يؤديه العلماء من صلاة فرضها الإسلام لا تمثل أي ضرر عليهم، فليصلّوا ما شاؤوا، ليقطعوا صلتهم بالنفط ثم ليصلوا ما شاؤوا، ليصلوا حتى تنقطع أنفاسهم، وليدرسوا ما طاب لهم، وليتباحثوا حول دروسهم ما طاب لهم، لكن ليكفّوا أنفسهم عن التدخل ضد السياسات الإستعمارية وليدعوهم وشأنهم. هكذا عرّفوا الإسلام إلى المجتمعات الإسلامية، فالإسلام صلاة وصوم، ولا شأن له بحياة الشعوب، وأن العلماء يستخدمون الدين كأفيون للأمة، لكي تغفو وتنام وتضعف، لكي يسلبهم الدين قدرة الرفض والمقاومة إزاء غارات الناهبين، وأبواقهم تروّج لكل هذا وذلك يصدقهم، حتى المتنورين دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث في القرآن والسنة، هذا هو الدين في زعمهم! الدين هو نتاج أو وسيلة الأثرياء والأقوياء، لكي يحذروا به الناس، ومن ثم يصادرون حقهم ومقدراتهم. شيئا فشيئا راح الناس يصدقون مزاعمهم، حتى أنك لتجد بعض العلماء والمعممين يرددون وراءه: لا.. لا يمكن أبدا تطبيق الشريعة.. إنه أمر يعود إلى 1400 سنة.
ولا يلزمنا بحث عميق في القرآن، إن مجرد مطالعة ولو سطحية سترشدنا إلى أهداف الأنبياء.. ولماذا بعثهم الله إلى الناس جميعا.. وهل حقا أنهم جاؤوا يدعون الجماهير إلى النوم، وهل كانوا حقا عملاء للأقوياء. وهل جاء القرآن للذكر والدعاء وكتابة الحروز؟ هل طالعوا القرآن حقا؟ هل عرفوه؟ من يطالع القرآن يرى فيه آيات عن الحرب.. تدعو إلى حرب، حرب من؟ حرب الأقوياء – ليست آية أو آيتين إنما آيات عديدة تبحث في الحرب- ولقد كان تاريخ الإسلام في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم تاريخ حرب مع الأقوياء، والقرآن كتاب (حركي) أكثر منه في شيء آخر. كتاب يدعو الشعوب إلى النهوض، إلى كسر الجمود والخنوع والصراع مع الطواغيت. ينبغي علينا أن نرى مع من كان رسول الله يحارب؟ مع أقوياء مكة وطواغيت الحجاز.. علينا أن ننظر الخلفاء من بعده.. الذين نقبلهم أو لا نقبلهم ضد من كانوا يحاربون.. لقد حشدوا قواتهم ضد سلاطين إيران وسلاطين الروم وحاربوهم.
لقد دعَوا الشعوب إلى النهوض لا إلى النوم.. دعَوا المستضعفين إلى الثورة ضد ناهبيهم.. ولقد فتحوا إيران وبلاد الروم، وكانت حربا من اجل الإسلام، ولم يكن هناك من يساوم السلاطين، وكان منطق الإسلام الحرب دون هوادة مع الطواغيت والأقوياء والناهبين. من أجل هذا حارب رسول الإسلام وخلفاؤه من بعده.
إنّ الحكومات إذا كانت تخاف من أحد العلماء، أو أحد المراجع، فإنها لا تخاف من دعائه، ولا تخاف من لعناته التي يصبّهه عليهم. فمتى كان لديها اعتقاد بالدعاء واللعن؟ إنها تخاف من الشعوب،.إنّ هذه الدنيا ذهبت، وتذهب من أيدينا، وهي ليست بشيء، ليست بشيء مهم يتعلق الإنسان به، والمهم هو ذلك العالم الآخر.
- المتقي الإمامي : قلت لكم إن في نفسكم شيء ، وإلا فصعده قريبه قوي ، لكن يبدو أنكم رأيتم الأمور حاميه ، وعموما أكرر لكم ، هذا الفرس وهذا الميدان ، ولا أحد يمسك بكم ، فإن رأيتم تكليفكم ما تدعونني إليه فأعملوا بتكليفكم ، ودعواتنا لكم بإحدى الحسنيين .
- الداعي الزيدي : اذا قلتم انكم بذلك تحتفظون ببعض الأحكام فأنا اتوجه اليكم بهذا السؤال:
- هل تقيمون الحدود، وتنفذون قانون العقوبات في الإسلام؟
- لا.
فأنتم هنا قد احدثتم صدعا في بناء الإسلام، كان يجب عليكم رأبه ورتقه، او منع حدوثه من أول الامر.
- هل تدافعون عن الثغور، وتحافظون على سلامة ارض الإسلام واستقلالها؟
- لا! نحن ندعوا الله أن يفعل ذلك.
وهنا قد انهار جانب آخر من البناء الى جانب ما انهار سابقا.
- هل تجمعون حقوق الفقراء التي فرضها الله في أموال الاغنياء وتؤدونها الى اصحابها تنفيذا لما أُمرتم به في ذلك؟
- لا! ذلك ليس من شأننا. إن شاء الله يتحقق ذلك على يد غيرنا.
ماذا بقي من البناء؟ لقد اوشك البناء كله على الخراب، مَثَلكم في ذلك كمَثَل الغافلين. أي حصن للاسلام أنتم؟ ما يكاد يُعهد الى أحدكم بحفظ جانب الا اعتذر منه! هل المراد من حصن الإسلام هو هذا الذي أنتم عليه؟! فقوله (ع): "الفقهاء حصون الإسلام" يعني انهم مكلّفون بحفظ الإسلام بكل ما يستطيعون. وحفظ الإسلام من أهم الواجبات المطلقة بلا قيد ولا شرط. وهذا مما يجب على المجامع والهيئات العلمية الدينية ان تفكر في شأنه طويلا لتجهز نفسها بأجهزة وإمكانات وظروف يُحرس فيها الإسلام ويُصان ويُحفظ: احكاما وعقائد وانظمة، كما حافظ عليه الرسول الاعظم (ص) والائمة الهداة (ع).
نحن اكتفينا بمقدار يسير من الأحكام نبحث فيه خَلَفا عن سَلَف. وطرحنا الكثير من مسائله وجزئياته ومفرداته. كثير من مسائله غريب علينا. والإسلام كله غريب، ولم يبقَ منه الا اسمه، فقد أُغفلت عقوباته. والعقوبات الواردة في القرآن تُقرأ كآيات، فلم يبقَ من القرآن الا رسمه. نحن نقرأ القرآن لا لشيء الا لنحسن اخراج الحروف من مخارجها الطبيعية، اما الواقع الاجتماعي الفاسد، وانتشار الفساد في طول البلاد وعرضها تحت سمع الحكومات وبصرها، أو بتأييد منها، للفجور والفحشاء واشاعتها، فذلك امر لا شأن لنا به. حسبنا ان نفهم ان الزاني والزانية قد جعل لهما حد معيّن. اما تنفيذ ذلك الحد وغيره من الحدود فليس ذلك من شأننا!
نحن نسأل: أهكذا كان الرسول الاعظم (ص)؟ هل كان يكتفي بتلاوة القرآن وترتيله من غير اقامة لحدوده، وتنفيذ لأحكامه؟ هل كان خلفاؤه من بعده يكتفون بإبلاغ الأحكام الشرعية الى الناس ثم يتركون الحبل على الغارب بعد ذلك؟ ألم يكن الرسول (ص) ومَن بعده يقيمون حد الجلد والرجم والحبس والنفي؟ عودوا الى دراسة باب الحدود والقصاص والديات لتجدوا ان جميع ذلك من صميم الإسلام. الإسلام جاء لتنظيم المجتمع بواسطة الحكومة العادلة التي يقيمها في الناس.
نحن مكلفون بحفظ الإسلام، وهذا من اهم الواجبات، ولعله لا يقل أهمية عن الصلاة والصوم. وهذا هو الواجب الذي اريقت في سبيل ادائه دماء زكية. فليس أزكى من دم الحسين (ع) وقد أريق في سبيل الإسلام. علينا ان نفهم هذا ونُفهمه الناس. انتم تكونون خلفاء الرسول (ص) اذا علّمتم الناس وعرفتموهم بالإسلام على واقعه. لا تقولوا ندع ذلك حتى ظهور الحجة (عليه السلام) فهلاّ تركتم الصلاة بانتظار الحجة؟! لا تقولوا كما قال بعض: ينبغي اشاعة المعاصي كي يظهر الحجة (ع)، بمعنى ان الفواحش اذا لم تنتشر فإن الحجة لن يظهر! لا تكتفوا بالجلوس هنا للتباحث في أمور خاصة، بل تعمقوا في دراسة سائر الأحكام. أنشروا حقائق الإسلام. أُكتبوا وانشروا فذلك سيؤثر في الناس بإذن الله، وقد جربت ذلك بنفسي.
وإذا فرضنا أن مجموعة من الأشخاص آمنت بعقيدة شخص معين وشاركته في تبني هدف معين دون بقية أفراد المجتمع الذين شاركوه أو خالفوه، وهذا الموقف أسوأ، فإن قدرة هذه المجموعة على تحقيق المهام المطلوبة تبقى محدودة فلا تنجز سوى بعض الأعمال البسيطة. هذا إذا تركها بقية أفراد المجتمع وحالها. فهي حصلت على قدرة معينة من خلال الإتصال بين أفرادها واستطاعت إنجاز بعض الأعمال لعدم وجود معارضين لها، أما إذا ظهرت مجموعة أخرى تعارضها وتسير بعكس اتجاهها وتعرقل أي منها لهدفها، فحتى هذا الهدف المحدد لا يمكن تٍحقيقه. إنني هيأت قلبي الآن للحراب ..... إنني سوف أسعى لتبيان أحكام الله ما وسعني بإذن الله، وما دام قلمي في يدي، فإني سأوضح للملأ الأعمال المخالفة لمصالح البلاد.
لا يستطيع مؤمن يتقي الله أن يعيش ملتزما ومحتفظا بإيمانه وهديه. وأمامه سبيلان لا ثالث لهما: إما ان يقسر على ارتكاب أعمال مردية، أو يتمرد على حكم الطاغوت ويحاربه، ويحاول إزالته، أو يقلل من آثاره على الاقل. ولا سبيل لنا إلا الثاني، لا سبيل لنا إلا أن نعمل على هدم الأنظمة الفاسدة المفسدة، ونحطم زمر الخائنين والجائرين من حكام الشعوب. لذا أرى أنّ وجودي هنا أضحى لا مبرر له، فإنّ البقاء في بلد يتعامل مع المسلمين، ومع مجاوري أضرحة الأئمة (عليهم السلام) بهذا الشكل أضحى صعب عليّ. طبيعي أنّ ذهابي يتم بناءً على مصالح لعلها تخفى على الكثيرين، عسى الباري (جل وعلا) أن يمنّ علينا بالشهادة، فالنصر أو الإنكسار إنما يكمنان في الشعار السامي (إحدى الحسنيين).
===============
عفوك أخي من الإطالة فقد وجبت لمزيد من التوضيح وبيان الأمر فتدبر والروية مطلوبة وسلام الله عليك.
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي /معاذ سلمت يداك
هذه خاتمة جيدة للموضوع
ولا غرابة تعتريني فأنت من تلك الشجرة ثابة الاصل والفارعةُ في السماء زادك الله من فضله ورفعك في أعلا عليين والسلام عليكم.
= = =
الاخ /عبد الملك تذكر المثال القائل ((اذن السارق تصاب بحالة طنين دائم))
ولن أرد على ما جنيتَ به على الشهيد السيد/ حسين بن بدر الدين الحوثي فلحمه مسموم وستعرف هذا قريبا.
وأعلم إن نيلك من هذا الشهيد وبهذا الشكل ليس له جواب الا من رب العباد والسلام
سيدي /معاذ سلمت يداك
هذه خاتمة جيدة للموضوع
ولا غرابة تعتريني فأنت من تلك الشجرة ثابة الاصل والفارعةُ في السماء زادك الله من فضله ورفعك في أعلا عليين والسلام عليكم.
= = =
الاخ /عبد الملك تذكر المثال القائل ((اذن السارق تصاب بحالة طنين دائم))
ولن أرد على ما جنيتَ به على الشهيد السيد/ حسين بن بدر الدين الحوثي فلحمه مسموم وستعرف هذا قريبا.
وأعلم إن نيلك من هذا الشهيد وبهذا الشكل ليس له جواب الا من رب العباد والسلام

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 302
- اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً
الأخ الكريم / معاذ حميدالدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملاحظة أخرى أرجو منك قبولها أخي الكريم
قلت أن الحوار ليس لك ، بل هو منقول عن كتاب ، وأنت لم تذكره حتى الآن !!!
فهل نعد هذا من التقيه ؟؟؟
وتصرفت في الحوار ، دون أن تشير إلى ذلك ، وهذا مخالف للموضوعية والأمانة في النقل !!!
عموماً ، قد إختلف مقالكم ، ويقتضي ذلك تغيير مقالي ، وأتمنى أن لايدخل في قولي ماليس منه !!!
- الداعي الزيدي: حبذا لو قمتم بزيارة استجمام الى البلاد، واطّلعتم خلال ذلك على الأوضاع عن كثب، وشاهدتم بأعينكم ماذا يمرّ على هذا الشعب المسلم. كنت أعتقد في زمان المرحوم المجتهد بأنّ عدم مبادرته للقيام ضد الحكومة المتجبّرة لا شائبه عليه، إذ أنّ المحيطين به لا ينقلون له الأحداث، وأعتقد الآن بأنّ الأمر هو كذلك بالنسبة الى سماحتكم، حيث يبدو أنهم لا ينقلون لكم فجائع الحكومة، وإلاّ لما سكتّم.
- المتقي الإمامي: سلامة أنظاركم سيدي ، متى خرجت من البلاد حتى تدعوني لزيارتها !!! ، وأي زيارة !!! زيارة إستجمام !!! يبدو أنكم مربوشين اليوم سيدي ، وأنا لست ساكتاً إلا لأنني مطلع أول بأول على كل صغيرة وكبيرة تجري في البلاد ، وأعرف فظائع الحكومة أكثر منكم بكثير ، لكن كأن في نفسكم شيء حجب عنكم تقييم الوضع على حقيقته سيدي !!! .
- الداعي الزيدي: لقد سبق لكم من قبل دعوتنا والعلماء الأفاضل غلى الهجرة الجماعية إليكم واجبتكم في حينه بإننا باقون في الوقت الراهن في خضمّ هذا المحيط الملتهب، وصابرون على المخاطر التي تهددنا، ندافع عن حقوق الإسلام والمسلمين، وعن حرمة القرآن واستقلال بلد الإسلام، وسوف نسعى للمحافظة على مركز العلم ما أمكننا، ونأمر الناس بالهدوء والإنضباط ما دام النظام المتجبّر لم يسلك طريقاً يضطرنا فيها الى اللجوء الى أمور نعوذ بالله تبارك وتعالى منها. وها نحن عند كم اليوم، فـ لا شك أنّ زيارتكم سيترتب عليها أثر ما، لقد ردعنا الحكومة عن إصدار القرارات الخطيرة بهذا النوع من القيام، كيف لا يكون لذلك أثر؟ لو كان العلماء متحدين لأثّر ذلك قطعاً . فالويل لهذه البلاد! الويل لهذه الحكومة! الويل لهذه الدنيا! الويل لنا، الويل للعلماء الساكتين! الويل للنجف الساكتة، ولقم الساكتة، ولطهران الساكتة، ولمشهد الساكتة. هذا السكوت المميت سيكون سبباً لأن تداس بلادنا وأعراضنا تحت أقدام "إسرائيل"، على يد هؤلاء "البهائيين"، الويل لنا، الويل لهذا الإسلام، والويل لهؤلاء المسلمين. أيها العلماء لا تظلوا ساكتين هكذا، لا تقولوا: إنّ المسلك المناسب الآن هو مسلك الشيخ (رضوان الله عليه) فوالله لو كان الشيخ موجوداً الآن لكان ما أقوله هو تكليفه. إن سند الإسلام هو القرآن. وبمطالعة للقرآن، أنظروا هل تجدون في القرآن مكاناً يدعو الناس إلى السكوت أمام هؤلاء السلاطين؟ إن هذا القرآن هو الذي فيه دعا الله (عز وجل) موسى (ع) أن انهض واذهب لدعوة فرعون عسى أن يقبل. وتحدث معه بلين بالطبع لكي يستجيب ، هذا الله الذي يأمر موسى بأن يذهب ويعمل (يناهض) فرعون، وهذا الله الذي يرغّب الرسول بقتال المشركين والمنحرفين. إنتفض إبراهيم الخليل، الذي هو من أنبياء السلف وبعيد عنا، إلا أن أخباره وصلت إلينا، وقد نقل القرآن شيئا من أخباره، إنتفض في وجه السلاطين وأولئك العظام الذين كانوا يعبدون الأصنام ويجورون على الناس. موسى (ع) الذي انتفض بعصا، كان راعيا، كان شخصيا يمتهن الرعي، يرعى الغنم. لقد انتفض هذا الراعي بعصاه بوجه فرعون، سلطان مصر الكبير.
- المتقي الإمامي: قلت لكم إنكم مربوشين اليوم سيدي ، الله أعلم ماوقع صبوحكم ، يمكن مطيط بلها !!! وهذا الذي خلاكم تخلطوا الحابل بالنابل ، تفهمونا غلط من ناحيه ، وتفهموا كلام الله غلط من ناحيه ثانيه !!! أنتو قلتو " الويل للعلماء الساكتين! الويل للنجف الساكتة، ولقم الساكتة، ولطهران الساكتة، ولمشهد الساكته " وقصدكم بالسكوت ولا شك هو عدم القتال ، ولو كنتم تقصدون بالسكوت عدم بيان الحق ودين الله فقد ذهبتم بها عريضه سيدي !!! هاهي الحوزات وعلماؤها في المدن التي ذكرتم يصدعون بأمر الله ليل نهار ، وما توقفوا غمضة عين عن البيان والتبيين ، وحسبكم أن تعلمو سيدي أنكم لن تجدو عالماً حوزوياً واحداً يشرعن للسلطان الجائر أفعاله وأقواله كما يفعل بعضكم !!! فهل أدركتم مدى سؤ فهمكم سيدي ؟؟؟ !!!
وأما سؤ فهمكم لكتاب الله فحسبكم ما أردتم الإستشهاد به من قصة موسى على نبينا وآله وعليه السلام !!! فهل وجدتم أن موسى عليه السلام قاتل أم قال له ربه ولأخيه هارون {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} (43) سورة طـه {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (44) سورة طـه ، هذا مع العلم بأن فرعون هو من قال { أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} (24) سورة النازعات ، والتكليف الشرعي لموسى وهارون عليهما السلام كان {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى} (47) سورة طـه ، فمن أين فهمتم بأن تكليف موسى وهارون عليهما السلام كان القتال كما يوهم كلامكم ؟؟؟ وكما تدعوني إليه سيدي !!!
وأما إبراهيم عليه السلام فما حمل السلاح قط ، بل لايوجد نبي حمل السلاح قط إلا نبينا محمد صلوات الله عليه وآله وسلم ، ولم يحمل السلاح للقتال فهو رحمة للعالمين ، وما حمله إلا دفاعاً عن نفسه ، وعن الثلة المؤمنة التي طمع الكفار بأن يإدوا شرع الله بإهلاكم تلك العصبة المؤمنة ، وبعد أن أخرجه الكفار من بيت الله الحرام مسقط رأسه صلوات الله عليه وآله وسلم ، ورغم هذا كله فهو صلوات الله عليه وآله وسلم لم يترك فرصة للسلام إلا وعمل بها حتى تجرأ عليه من تجرأ بقوله " كيف نعطي الدنية في ديننا " !!!
وهاهو نبي الله نوح عليه السلام يدعو قومه أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا وما رفع في وجوههم السيف أبداً ، فهل تقولون أن جميع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام كانوا ساكتين ؟؟؟ !!! لأنني أشم من كلامكم أنكم تقصدون بالسكوت عدم القتال !!!
وأما كلامكم عن البهائية فهم يقفون في الطرف المقابل لكم ، فإن كنتم أنتم لا ترون إنكاراً للمنكر إلا بالقتال ، فهم يرون أن لاقتال البتة ، ونحن نقف في المنتصف تماماً ، فلا نسكت على باطل بل نبين الباطل وأهله ، وإن تبدت لنا رايات النصر كنا أول المجاهدين ، وإن أجبرتنا الظروف على مسايرة الباطل سايرناه بألسنتنا في حدود الضرورة ، وقلوبنا والحمد لله مطمئنة بالإيمان ، والعجيب أنكم تشنعون علينا في ذلك ، وأنتم في نفس الوقت لا تقاتلون فهل توالون الظالمين بألسنتكم وقلوبكم كذلك ؟؟؟ !!!
- الداعي الزيدي: اللهم احفظ ألسنتنا من الهذر والجدال واللغو والكذب. اللهم نوّر قلوبنا بنور الإسلام ومعانيه الروحية السامية.
وسأوضح لكم بأنّ هذا الأمر ليس وليد الأشهر الأخيرة، بل إنه أمر ممتد الجذور، يعود الى سنوات طويلة خلت، فقد بادروا فور انتقال عالمنا الى جوار رحمة الله تعالى، الى تدمير مركزنا الديني تحت غطاء إجلالهم لمركزكم ، لا لأنهم كانوا يكنّون حباً لذلك المركز، فهم لا يكنّون أدنى إحساس بالحب لأي مركز من المراكز الدينية. فوضعوا منذ ذلك الوقت خطة لتدمير العلمائية، وتدمير الإسلام، ثم تحقيق مصالح "إسرائيل" وعملائها! فالأمر كان كذلك منذ البدء. غاية ما في الأمر أنه كان في الخفاء، لم يعلنوا عن مقاصدهم، وإن كانوا أحياناً يشيرون الى بعضها إشارات خفيفة. لكن بعد رحيل المرحوم سيدنا وضعوا فوراً خطة شيطانية، فطلبوا من الناس في بعض المناطق - على حد علمي - أن يلتزموا بإرسال البرقيات الى مركزكم! أو اختيار المركز الفلاني، لا حباً منهم لمركزكم الديني - كما ذكرت - وإنما بغضاً لهذا المركز.
فـ لا شك أنّ لذلك تأثيره، وقد رأينا أثره نحن، كما أننا نقصد بالعمل "العمل العقلائي"، فالعمل غير العقلائي ليس مطروحاً أساساً. مقصودنا هو عمل العلماء والعقلاء من أبناء الشعب.
- المتقي الإمامي: لا تتحدثوا سيدي عن أمر أنتم تجهلونه !!! فخلاف أهل الطائفة الواحدة وارد ، ولا يسلم من ذلك طائفه ، ودعونا سيدي من بيتنا الداخلي فأهل البيت أدرى بما فيه ، ولكن قولو لي سيدي ، هل راجعتم الستون عاماً من تاريخ صراعكم مع إسرائيل ؟؟؟ وهل بان لكم أن كل أفعالكم – في الحقيقة – كانت دوماً تخدم دولة اليهود حتى دون أن تشعروا ؟؟؟ وهل لفت نظركم أنه لم يحقق أي جيش من جيوشكم نصراً حقيقياً على هذه الدولة السرطانية ، بل كان نصيبكم الهزيمة تلو الهزيمه ؟؟؟ وأنه لم يحقق نصراً حقيقياً على هذه الدولة الملعونة إلا ثلة من المؤمنين إسمهم أبطال حزب الله ؟؟؟
أفبعد كل هذا لا زلتم تدعونني إلى تجربة المجرب الذي أثبتت الأيام أنه يخدم العدو أكثر مما يضره !!!
هيا مه سيدي ، متى تزول عنكم هذه الغفلة ، وتفهمون شرع الله على حقيقته فتنالون النصر بإذن الله !!!
- الداعي الزيدي: لقد ذكرت لكم بأنّ الناس أثبتوا شجاعتهم وصدقهم في حوادث سابقة. والعلماء الدين أعلنوا للعالم عن سموّ قدرهم، وأوضحوا للدنيا بأسرها بأنّ الذي يعترض هو عالم الدين، وإنّ مَن يقف في مواجهة ظلم وجور الظَلَمة والجاهلين هي الحوزات العلمية أيضاً. فهي تتلقى الضربات، ولكنها تصرخ، وتقدّم الضحايا، ولكنها تصبح وتستنكر. يخربون مدرستها، فلا تعبأ بذلك، وتواصل اعتراضها. ويصبّون على رأسها ما يشاؤون من البلايا، وتستمر في التكلم. لقد أعلن العلماء عن وجودهم للعالم أجمع.
- المتقي الإمامي: قلت لكم سيدي أن مرادكم واضح لنا تماماً ، فها أنتم تقرون بأننا لم نسكت ، بل صرخنا ، وقدمنا الضحايا ، وأستنكرنا ، وأعترضنا ، وتكلمنا ، وعلى ذلك فمطلبكم القتال سيدي أليس كذلك ؟؟؟
أنا أعرف أن الناس يمتلكون الشجاعة والصدق ، ولكن ماجدوى شجاعة الشجعان أمام الدبابة والغازات الكيماويه !!! ، وما جدوى هذه الشجاعة أمام حاكم ظالم لن يتردد في إبادتنا قاطبة للحفاظ على كرسيه ، وما جدوى شجاعة الشجعان وإخواننا في الدين يقفون قلباً وقالباً مع هذا الحاكم ، ويرون أن سفك دمائنا أولى من سفك دماء اليهود والنصارى !!!
- الداعي الزيدي: حين ثرنا لم نرَ من أحد غير مزيد من الإحترام والسلام وتقبيل اليد، بل إنّ كل مَن قصّر في تلك الحركة سمع كلاماً بارداً وواجهه الناس بالإعراض. وفي أحد البلاد ذهبت الى إحدى قراها - لا أتذكر اسمها الآن - وقال لي أهالي تلك القرية: إنّ العلماء - عندما كان الحاكم ممعناً في عدائه للدين - إجتمعوا، وتحركوا ضد قراراته، فقام الحاكم بمحاصرة القرية وقتل أربعين من كبار علمائها. فخجلت وفكرت مع نفسي: كيف قام هؤلاء العلماء من أبناء السنّة حينما رأَوا الخطر يتهدد الدين الإسلام، وقدّموا أربعين قتيلاً، في حين لم ينزف أحد علماء الشيعة دماً من أنفه، لا من أنفي ولا من أنفكم أنتم، ولا من أنف أحد آخر. في حين أنّ ديننا تعرض الى هذا الخطر الكبير. حقيقةً إنّ الأمر يبعث على الخجل!
- المتقي الإمامي: أنا سيدي لا أريد ممن سيبقى من الناس أن يقبلوا يدي !!! خلوا هذا الأمر لكم ، أنا سيدي أضع نصب عيني رضا وغضب المولى عز وجل ، وليس رضا أو غضب الناس ، أما تقرأون قوله تعالى {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} (116) سورة الأنعام ، إن كان مبتغاكم أن يقبل الناس أيديكم فأنتم وشأنكم ، أما أنا فقد قلت لكم أنني سأكون في المقدمة متى رجح عندي زوال دولة الظلم ، وأما قبل ذلك فإنني سأركز جهدي على إكتساب القوة التي تمككني من إزالة الظلم فعلاً ، وليس هدر دماء الأبرياء دون طائل . ومع ترحمي على الأربعين قتيلاً من أهل السنة فلا بأس أن أذكركم سيدي أننا ترجحت عندنا عوامل النصر على دولة الباطل فثرنا في عام 1991 وقدمنا دماءنا وأرواحنا فداء لدين الله عز وجل ، وحققنا نصراً كاسحاً لولا خيانة الإخوان من أهل السنة علماء ودول ، وخيانة الشيطان الأكبر الذي رأى مصلحته مع أهل السنة دوننا ، فإذا كان أنفكم لم ينزف سيدي فقد نزفت قلوبنا وليس فقط أنوفنا !!!.
- الداعي الزيدي: إنّ الممارسات المضادة للدين على نوعين: أحدهما من سنخ ما كان يقوم به حاكمنا الأول، الذي كان يتحرك على أساس اللادين ويقول: أنا أفعل! ولا ينسب عمله الى الشرع. وطبيعي أنّ العمل ضده كان من باب النهي عن المنكر. أما الحاكم الحالي فإنه يتحرك ويقوم بممارساته المضادة للقرآن والدين ويقول: إنّ ذلك من الدين، وإنّ ذلك هو رأي القرآن، وإني أتحدث استناداً الى القرآن الكريم. وهذه بدعة كبيرة - توجّه لطمة لا يمكن تحمّلها - الى أساس الدين. ينبغي علينا أن نضحّي، دعوا التاريخ يكتب بأنّ عدداً من علماء الشيعة ثاروا عندما تعرّض الدين الى خطر ما، وأنّ عدداً منهم قُتل. وأنتم غالبون ولستم مغلوبين، ولو طالعتم تاريخ الظَلَمة والظالمين في العالم، سترَون أنّ الغلبة كانت للمظلومين دوماً، فمع القدرة والطغيان اللذين كان عليهما معاوية والنفوذ الذي تمتع به، إلاّ أنه أضحى اليوم لا يُعرف له حتى قبر في نفس الشام التي كانت مركزاً لحكومته. و هؤلاء يدّعون الإسلام، ويدّعون الإيمان، إلاّ أنهم يستغلون هذه الإدعاءات للإعتياش بها، ولتمشية أمورهم فقط. فقد فعلوا أفعالاً لا يليق القيام بها. يقتحمون المراكز العلمية ويسفكون دماء الشبان ويدمرون تلك المراكز! ويوجهون الإهانات للعلماء! ويشتمون الأعراض! ويعتقلون، ويعذبون، ويقتلون، ويضربون بعنف، ويسفكون الدماء، وفي الوقت ذاته يتظاهرون بالإسلام وبالتشيّع في تصريحاتهم وشعاراتهم، ويدّعون بأنهم أصحاب كرامات غيبية. فلا تستاؤوا ولا تقلقوا ولا تضطربوا، وأبعدوا الخوف والرهبة عن أنفسكم، فأنتم أتباع أئمة صبروا وثبتوا أمام المصائب والفجائع، وما نشاهده اليوم ليس شيئاً بالنسبة الى تلك المصائب. إنّ أئمتنا العظام جازوا حوادث شتى، كيوم عاشوراء، وليلة الحادي عشر من المحرم، وتحمّلوا أشد المصائب في سبيل دين الله، فماذا تقولون أنتم اليوم؟ وممّ تخافون؟ وممّ اضطرابكم؟ إنّ من المخجل أن يُهزم مَن يدّعي أنه من أتباع أمير المؤمنين والإمام الحسين (عليهما السلام)، بفعل تصرفات النظام الحاكم المتسافلة والمخزية. إنّ تكليفنا اليوم حيال الأخطار التي تواجه الإسلام والمسلمين هو أن تكون على استعداد لتحمّل أي نوع من المصاعب، حتى نتمكن من قطع أيدي الذين خانوا الإسلام، ونقف بوجه أهدافهم ومطامعهم..
نحن مكلفون بالعمل بقدر استطاعتنا، كل شخص بمقدار استطاعته، أنا أستطيع الآن أن أتكلم معكم وأدعوكم إلى أن تقفوا مع شعبكم الذي ثار من أجل الجميع، فأنتم جزء من أولئك، هذه التيارات المتواجدة في الخارج عليها - ومهما كانت واجهاتها - أن تضع أيديها بأيدي البعض الآخر. أنا أتحدث بما يمكنني معكم، أنتم العدة المعدودة، وأكتب وأنشر ما أمكنني ذلك. وأنتم أيضا أن تفعلوا ما تستطيعون، نظّموا التظاهرات، في حينها إن أمكن أكتبوا وتحدثوا وصرحوا للصحفيين، افعلوا كل ما تستطيعون. كل شخص يجب أن يتعاون ما أمكنه ذلك مع هذا الشعب الضعيف الموجود الآن تحت أقدام هؤلاء المجرمين.
إنها مسألة منطقية يجب أن يتابعها البشر. هؤلاء يطالبون بالحقوق الأولية للبشر. الحق الأولي للبشر هو أن يكون حراً، أنا أريد أن يكون كلامي حراً، أريد أن (أكون) مستقلاً. أريد أن أكون سيداً لنفسي هذا هو كلامنا، هذا كلام في أي مكان تقولونه، يقبله الجميع منكم.
ونحن كلنا موظفون أن نتابع هذه المسألة، لنساعد الإخوة الذين يعطون القتلى، وبقدر استطاعتنا مهما تمكنتم، ساعدوا أولئك الذين يخوضون الجهاد وكأنهم في ساحة حرب. إعملوا بأي شكل تتمكنون، بالقلم.. بالبيان.. بالتحدث بكل ما يمكن.. بالتظاهرات هذا هو كلامنا.
إنّ العلم مسؤولية ثقيلة، وهي بعهدتكم، إلاّ أنّ مسؤوليتكم ليست في تعلم حفنة من الألفاظ والمفاهيم، بل إنّ المسؤولية التي أوكلت إليكم هي حفظ الإسلام وأحكامه، فأنتم الأمناء على الوحي، ينبغي طرح الإسلام الحقيقي، ليس كما هو متعارف حالياً، بضعة أمور شكلية وكتاب مفاتيح الجنان وما شابه. كلا، ينبغي طرح الأحكام الإسلامية الحقيقية، وقد ورد في الرواية أنّ "أهل النار يتأذَّون من ريح العالِم التارك للعمل بعلمه"، فالعالِم إذا انحرف - لا سمح الله - فإنه يتسبب في انحراف أمة بكاملها. وحتى لو لم تفسّر حالنا بذلك، فإنّ واقع الحال هو كذلك، فالإسلام يفسده حب النفس هذا، حب الجاه، حب السلطة، هذه الأمور تدمّر ديننا. تأملوا قليلاً في سبيلٍ لإخراج هذا الحب من قلوبكم، وليس بأمر صعب، كما أنه ليس من الصواب أن تنطوي هذه القلوب على حب الدنيا، وأية دنيا هذه الدنيا الدنيئة؟!
- المتقي الإمامي: سيدي ، أنتم تتحدثون عن الإسلام الحقيقي وأنتم لا تعرفونه ، أوتعلمون أن الخروج بالسيف دون الأخذ بأسباب القوة الكافية لتحقيق النصر هو إنحراف عن شرع الله عز وجل ، لأن فعل كهذا مصيره الفشل المؤكد ، وأنتم تقاتلون براية عنوانها الإسلام ، فإقدامكم على أمر الهزيمة فيه مؤكدة هو إهانة للراية التي تحملونها ، والتي للأسف الشديد تجعلون الإسلام عنوانها !!! فهل رأيتم إنحراف عن الإسلام أكبر من هذا الإنحراف ؟؟؟ وهل بان لكم الآن أن إقدامكم عالم على أمر فيه الهزيمة مؤكدة هو تدعيم لدولة الباطل ، وترك من العالم للعمل بعلمه الحق في سبيل تحقيق أطماع شخصية زائلة ، فإن حقق الخروج بالسيف نصراً فهو المتربع على الكرسي ، وإن حقق هيبة لدى الحاكم دفعته لإرضاء هؤلاء العلماء فلا بأس فوقود الحرب كانوا مجموعة من المساكين لا قيمة لدمائهم !!! وأما إذا لم يحقق الخروج شيء من ذلك فالبلا بتذكره وأطرف بلاد !!!
- الداعي الزيدي: كيف لا يفيد؟ ألم تقدّم ثورة الحسين بن علي (عليهما السلام) خدمة مؤثرة الى التاريخ؟ أوَلم نستفد من ثورة ذلك الإمام؟
إذا أراد شعب الصمود من أجل تحقيق كلمة فعليه أن يستفيد من التاريخ والتاريخ الإسلامي ويتدبر فيما شهده ففيه أسوة لنا. لقد تحرك الإمام سيد الشهداء بثلة قليلة لمواجهة يزيد الذي كان يمثل حكومة متجبرة وقوية تتظاهر بالإسلام وتربطها أواصر قرابة الإمام فكان يزيد يعتبر حكومته إسلامية ونه خليفة رسول الله، حسب زعمه، لكن الإشكال هو أنه كان ظالما تسلط على مقدرات الدولة دون حق ولذلك نهض الإمام أبي عبدالله الحسين (ع) وثار ضده بتلك الثلة القليلة مبينا أن تكليفه الشرعي يقتضي الإستنكار والنهي عن المنكر وأن على علماء الأمة أن يقوموا بواجب النهي عن المنكر إذا تسلط حاكم ظالم على الناس. وفي الوقت نفسه كان يعلم بمصيره، وكان الأمر واضحا حسب القواعد المتعارفة أيضا، فمعظم الأربعة آلاف شخص الذين رافقوه تخلوا عنه في تلك الليلة ولم يبق معه إلا ثلة قليلة من 80 أو 72 شخصا، ورغم ذلك كان (ع) يرى أن تكليفه هو أن يقاوم هذه السلطة ويضحي بنفسه لكي تتزعزع الأوضاع ويفضح هذه الحكومة بتضحياته هو والثلة المرافقة له.. لقد رأى حكومة جائرة تتسلط على مقدرات بلده فحدد أن تكليفه الإلهي يوجب عليه أن ينهض ويتحرك للمعارضة والإستنكار مهما كانت العواقب فهذا تكليفه رغم أن الحسابات المعروفة تحكم بأن تلك الثلة القليلة لا تستطيع مواجهة تلك الحكومة كما كان واضحا، وفي هذا الموقف أسوة لكم ولنا. والآيات الواردة في القرآن بشأن القتال، الواردة في القتال والحرب، ليست واحدة أو اثنتين، الآيات النازلة في الحرب، والآمرة بأن اذهبوا وقاتلوا... واذهبوا وانتفضوا... اذهبوا وأوقفوا هؤلاء عند حدودهم.. قاتلوهم كافة.. وقاتلوا المنحرفين كافة.. هي أوامر سارية بالنسبة لنا أيضا الآن.. إلا أنه ليس لدينا الآن أسباب القتال بذلك المعنى، لكن أسباب هذا المعنى هو أن نوقظ الشعوب، وتعرف الشعوب بوضع الإسلام وبوضع المسلمين، وبوضع العلماء، حسناً نحن نستطيع أن نفعل ذلك الآن، أو شيئا فشيئا.
- المتقي الإمامي: صلوات الله وسلامه على الحسين ، وعلى علي بن الحسين ، وعلى أبناء الحسين ، وعلى أصحاب الحسين ، الإمام الحسين عليه السلام لم يعلن خروجه إلا عندما أتته آلآف الكتب تدعوه للقدوم ليكون الأمير في الخروج على دولة الفاسق يزيد بن معاويه ، والإمام الحسين لم يبادر إلى الخروج مباشرة بل أنه أرسل مسلم بن عقيل ليرى الأمر على حقيقته ، وعندما أتاه التأكيد خرج ، ولكنه لما قُتل وحبس وجوه أنصاره ، وتفرق عنه عامة الناس ، أبدى رغبته في السلام ، والعيش في دولة الجور والظلم ، فطلب السماح له بالعودة من حيث جاء ، أو السماح له بالإلتحاق بأحد الثغور ، ولما ضيق عليه حكام الجور وخيروه بين السلة والذلة ، فهيهات وهيهات الذلة لأهل بيت النبوة عليهم السلام ، يأبى الله ورسوله والمؤمنون لهم ذلك .
وأما آيات القتال في كتاب الله فكلها متوجهة لجهاد الدفع ، أي قتال الكفار الذين يعتدون على دولة الإسلام ، ولا تعني بحال المبادرة لقتالهم وهو مايسمى بجهاد الفتح ، ولا يحق هذا الأمر لأحد مطلقاً إلا المعصوم .
- الداعي الزيدي: لا ينبغي لنا أن نصدق كل ما يقال أو يروّج له بين الناس أنها من نوع من الأمراض.. المعدية، فالإنسان السليم لا ينقل موضوعا أو يعمل على نشره دون تفحص وتأمل. فقد رويت عن سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) خطبة ذكر فيها علة نهضته ضد حكومة عصره حيث يقول مخاطبا الناس:".. أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله (أي يبيح ما حرم الله) ناكثا عهده مخالفا لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعمل في عباده بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بعمل ولا قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله..". أي من يسكت قبالة مثل هذا السلطان الجائر يدخل مدخله في الآخرة وأوصاف هذا السلطان الجائر هي أنه يغير سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وينكث عهد الله تبارك وتعالى ويستحل حرماته، فمن يراه ويسكت عنه يكون في مثل محله في الآخرة حتى لو كان يلتزم أداء كل الأعمال الواجبة بل والمستحبة ويقيم الصلوات في المساجد وينشر ويبلغ أحكام الله ويعمل طبق ما يرضي الله ويعمل كل الصالحات ويجتنب كل السيئات، فمحله محل السلطان الجائر من طبقات جهنم، هذا هو مصير من يسكت ليفعل السلطان الجائر كل ما اشتهى، وهذا ما يصرح به الحديث الشريف المنقول عن سيد الشهداء (ع) حيث يبين أن علة نهضته ضد حكومة عصره هو أنه يريد العمل بقول رسول الله ولا يتخلف عنه لأن مصير المتخلف عنه كمصير السلطان الجائر نفسه. والآن لنلاحظ الوضع ونعرف هل توجد في حكومة عصرنا وسلطان زماننا الصفات التي يذكرها الحديث الشريف؟ إذا كانت موجودة ونحن ساكتون فالمعنى الوارد في الحديث ينطبق علينا خاصة وأنه (ع) قد أعلن هذا الأمر وثار وقام بنهضته ضد يزيد السلطان الجائر بثلة قليلة العدد في مقابل فئة كثيرة وقوة كبرى كانت تتسلط على كل شيء، وبذلك أسقط من أيدينا الإعتذار بأن نقول: إن عددنا قليل وقوتنا ضعيفة. سلب منا الإعتذار بمثل هذا عندما خطب الناس وهو يعزم على التحرك ضد سلطان عصره حيث بين علة ثورته بأن يزيد قد نكث عهد الله وغيّر سنة رسوله ونقض حرام الله فمن يسكت عنه يحشر معه في نفس درجة جهنم.
ولو كان للإمام الحسن أنصار ومريدون بعدد ما لديكم لما توانى عن الثورة، وقد ثار في أول الأمر، وحينما رأى أنصاره يتفرقون عنه توقف عن القيام. أما أنتم فلديكم مقلِّدون وأنصار منتشرون في كافة أنحاء البلدان الإسلامية.
- المتقي الإمامي: أراكم قد غفلتم سيدي عن أن القوة في وقتنا هذا لا تقاس بعدد الأنصار ، فما الذي سيفعله مئات الألوف من الأنصار أمام غاز كيماوي يبيدهم في غمضة عين ؟؟؟ !!! وليت الأمر سيقف هنا سيدي ، بل أن علماء السلطان لن يترددوا لحظة واحدة في إصدار فتاواهم لهذا الحاكم بأن مافعله هو عين الصواب ، فنحن كما يروننا لسنا سوى روافض ، إبادتهم هي عين العبادة والجهاد عندهم !!!.
ثم إنني أدعوكم سيدي لدراسة ثورة أبي عبدالله الحسين عليه السلام دراسة معمقة ، دون التأثر بالتراكمات التاريخية التي تحجب عنكم الكثير من الحقائق !!!
أبي عبدالله الحسين عليه السلام عاش عشر سنوات تحت حكم الملعون معاوية ، ولم يعلن خروجه على الفاسق يزيد إلا وقد جاءته آلآف الكتب تريد نصرته ، ولم يكتف بذلك بل أرسل إبن عمه مسلم بن عقيل ليستوثق من الأمر ، ولما تم التأكد منه أعلن روحي له الفداء خروجه على الفاسق يزيد ، ولكنه عليه السلام لما رأى أنه لم يبق في أرض المعركة غيره وأهله طلب السلام ، ولكن الفاسق أبى عليه ذلك فكانت الشهادة التي أحيا بها دين جده صلوات الله عليه وآله وسلم .
ثم تأملوا سيدي فيما نقلتم من قول الحسين عليه السلام " فلم يغير عليه بعمل ولا قول " فالتغيير على المنكر يكون بالعمل عند توفر أدواته ، أو بالقول ، أو حتى مجرد الإنكار بالقلب ، ولكنكم سيدي لا ترون إلا الخروج والخروج والخروج ، وهذا فيه من الإنحراف عن دين الله ما فيه .
- الداعي الزيدي: إعملوا أنتم وثوروا، وأنا أول شخص سيتبعكم. ولمّا لم يكن الظلمة هم ربنا، ولمّا كان الله هو الرب فما لنا نخاف وما لنا نحزن؟! إنّ مَن يريدون أن نخافهم ليسوا بشراً أصلاً، فبماذا يهددوننا؟ ولِمَ علينا أن نخاف من تهديدياتهم؟! فلِمَ علينا أن نخافهم؟! نحن أتباع الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأتباع أمير المؤمنين (ع) وأتباع أبا عبد الله (ع) فلِمَ الخوف..؟! أعدّوا أنفسكم للقتل، أعدّوا أنفسكم للسجن، أعدّوا أنفسكم للتعرّض للإهانة والهتك، ولتحمّل المصائب التي ستلاقيكم في سبيل الدفاع عن الإسلام واستقلال البلاد.. شدّوا الأحزمة، واستعدّوا للسجن والنفي وخلع العمائم و.. و...، ولنغص أكثر في التاريخ، فنقف عند سيدنا موسى (سلام الله عليه)، لقد حمل عصاه وواجه فرعون مصر، إنه لم يقف إلى جانب فرعون ويدعو الناس إلى الإستسلام!! لقد هب موسى بعصاه وأعلن الدعوة إلى الله. وإبراهيم الذي حمل فأسه ليحطم أصنام الطغاة، ووقف يتحدى الظالمين دفاعا عن الجماهير، لقد كانوا يرَون واجبهم في النهوض ضد الظلم الذي يصبّه الأقوياء على الأمم المغلوبة، فكيف يمكننا أن نقول إن الدين هو من صنع الأقوياء لكي تغفو عليه الشعوب؟ إنها دعايات يروّجوها من أجل إبعادكم عن القرآن والإسلام ليحطموا حقد السد المنيع.. وقد أفلحوا في ذلك، وتحطم هذا السد أمام أعين المسلمين، واستسلم المسلمون لنوم عميق، ثم دعَوهم لحرب الإسلام دون وعي، وهذا هو معنى ما يقوله البعض ويردده، ما هي علاقة الإسلام بالحياة، هذه المقولة حرب على الإسلام، جهل الإسلام.... إنها تعني حرب على الإسلام يقوم بها المسلمون أنفسهم.
- المتقي الإمامي: أما السجن والإهانة والهتك والقتل والنفي فقد نلنا منها الكثير الكثير ، ونحن دوماً وعلى مدى الزمان نعاني من كل ذلك وما زحزحنا ذلك عن إيماننا قيد أنملة ، والحمد لله أن من يقف بجانب السلطان ليشرعن له ظلمه وبغيه ليس منا ، وإنك سيدي لو تعمقت في دراسة التاريخ لوجدت أن من جنى على الإسلام حقيقة هم أهله من المخالفين ، فلو أنهم سلكوا مسلكنا في التعامل مع دول الظلم والجور لزالت تلك الدول من أزمان بعيدة جداً ، ولكن المخالفين لطالما شرعوا لحكام البغي والظلم كل أفعالهم ، وعلى الخصوص شرعوا لهم قتل وتشريد كل من هو على الشرع الحق وهو شرع محمد وآل محمد ، ولازال المخالفون إلى يوم الناس هذا يسيرون على سيرتهم هذه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
- الداعي الزيدي: إنّ الإسلام ليس هذا، قَسَماً بالله أنّ الإسلام ليس هذا،إلاّ أنهم قد شوّهوا صورته، أنا لست من أولئك المعممين الذين يفضّلون الجلوس هنا والإمساك بالمسبحة، أنا لست "البابا" لأقيم مراسم العبادة أيام الآحاد فقط، ثم أعيش بقية أيامي سلطاناً لنفسي، لا شغل لي بأية أمور أخرى إنّ مبدأ الإستقلال الإسلامي ها هنا، ويجب إنقاذ البلاد من هذه الورطة. هذا ليس إسلاماً! لقد وقف الإسلام بوجه الظلمة، وأصدر أحكاماً بالقتال، أصدر أحكاماً بالقتل على الكفار والمعتدين، وله أحكام على الأشخاص الذين هم كذا. أفكل هذه الأحكام موجودة في الإسلام حول القتال والجهاد وكذا وكذا، والإسلام بعيد عن السياسة؟! والإسلام ليس سوى ارتياد المسجد وقراءة القرآن وأداء الصلاة؟! كلا، ليس كذلك، الإسلام لديه أحكام يجب تطبيقها.
إن مصيبة الإسلام، قديما وحديثا، هو أن الذين بحثوا فيه لم يفهموه على حقيقته وفي كل أبعاده. كل فرد ينظر إليه من خلال إدراكه فيرى بعدا واحدا منه، وكل يجده في الإسلام وفي القرآن خاضع لتلك النظرة الأحادية. فقد كان الكلاميون في القرون الماضية لا يفهمون الإسلام إلا من خلال إدراكهم ليكون دينا مبنيا على قواعد الكلام. أما الفلاسفة فكانوا ينظرون إلى الإسلام كعقيدة فلسفية، فيما كان العرفاء يدركون الجانب العرفاني في الإسلام فقط فهو في رأيهم عقيدة عرفانية، ومن ذلك الوقت وإلى يومنا هذا والإسلام ما يزال مجهولا بعد. فما تزال كل طائفة تنظر إلى بُعدٍ واحد منه، ومن هنا فإنهم يبحثون الإسلام في ضوء إدراكهم وفهمهم. فهم ينظرون إلى آيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة (ع) من خلال فهمهم الخاص. يأخذون من الإسلام ما يوافق حساباتهم، يتصفحون الأوراق ويقفون أمام الصفحة التي تتلاءم وذوقهم.
لقد أدرك هؤلاء بأن ما يؤديه العلماء من صلاة فرضها الإسلام لا تمثل أي ضرر عليهم، فليصلّوا ما شاؤوا، ليقطعوا صلتهم بالنفط ثم ليصلوا ما شاؤوا، ليصلوا حتى تنقطع أنفاسهم، وليدرسوا ما طاب لهم، وليتباحثوا حول دروسهم ما طاب لهم، لكن ليكفّوا أنفسهم عن التدخل ضد السياسات الإستعمارية وليدعوهم وشأنهم. هكذا عرّفوا الإسلام إلى المجتمعات الإسلامية، فالإسلام صلاة وصوم، ولا شأن له بحياة الشعوب، وأن العلماء يستخدمون الدين كأفيون للأمة، لكي تغفو وتنام وتضعف، لكي يسلبهم الدين قدرة الرفض والمقاومة إزاء غارات الناهبين، وأبواقهم تروّج لكل هذا وذلك يصدقهم، حتى المتنورين دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث في القرآن والسنة، هذا هو الدين في زعمهم! الدين هو نتاج أو وسيلة الأثرياء والأقوياء، لكي يحذروا به الناس، ومن ثم يصادرون حقهم ومقدراتهم. شيئا فشيئا راح الناس يصدقون مزاعمهم، حتى أنك لتجد بعض العلماء والمعممين يرددون وراءه: لا.. لا يمكن أبدا تطبيق الشريعة.. إنه أمر يعود إلى 1400 سنة.
ولا يلزمنا بحث عميق في القرآن، إن مجرد مطالعة ولو سطحية سترشدنا إلى أهداف الأنبياء.. ولماذا بعثهم الله إلى الناس جميعا.. وهل حقا أنهم جاؤوا يدعون الجماهير إلى النوم، وهل كانوا حقا عملاء للأقوياء. وهل جاء القرآن للذكر والدعاء وكتابة الحروز؟ هل طالعوا القرآن حقا؟ هل عرفوه؟ من يطالع القرآن يرى فيه آيات عن الحرب.. تدعو إلى حرب، حرب من؟ حرب الأقوياء – ليست آية أو آيتين إنما آيات عديدة تبحث في الحرب- ولقد كان تاريخ الإسلام في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم تاريخ حرب مع الأقوياء، والقرآن كتاب (حركي) أكثر منه في شيء آخر. كتاب يدعو الشعوب إلى النهوض، إلى كسر الجمود والخنوع والصراع مع الطواغيت. ينبغي علينا أن نرى مع من كان رسول الله يحارب؟ مع أقوياء مكة وطواغيت الحجاز.. علينا أن ننظر الخلفاء من بعده.. الذين نقبلهم أو لا نقبلهم ضد من كانوا يحاربون.. لقد حشدوا قواتهم ضد سلاطين إيران وسلاطين الروم وحاربوهم.
لقد دعَوا الشعوب إلى النهوض لا إلى النوم.. دعَوا المستضعفين إلى الثورة ضد ناهبيهم.. ولقد فتحوا إيران وبلاد الروم، وكانت حربا من اجل الإسلام، ولم يكن هناك من يساوم السلاطين، وكان منطق الإسلام الحرب دون هوادة مع الطواغيت والأقوياء والناهبين. من أجل هذا حارب رسول الإسلام وخلفاؤه من بعده.
إنّ الحكومات إذا كانت تخاف من أحد العلماء، أو أحد المراجع، فإنها لا تخاف من دعائه، ولا تخاف من لعناته التي يصبّهه عليهم. فمتى كان لديها اعتقاد بالدعاء واللعن؟ إنها تخاف من الشعوب،.إنّ هذه الدنيا ذهبت، وتذهب من أيدينا، وهي ليست بشيء، ليست بشيء مهم يتعلق الإنسان به، والمهم هو ذلك العالم الآخر.
- المتقي الإمامي : قلت لكم إن في نفسكم شيء ، وإلا فكيف تفسرون لي سيدي أنكم لا ترون من القرآن إلا آيات الحرب والقتال ؟؟؟ إهدؤا قليلاً سيدي حتى تتمكنو من رؤية الصورة على حقيقتها ، وكفاكم خطابة فيها الباطل أكير من الحق ، وهل ماحل بالإسلام إلا بسبب هذا الخطاب المتشنج الذي لاينم إلا عن رؤية ضيقة جداً لا تتعدى بريق كرسي السلطه ، ولو وسعتم نظرتكم سيدي لتكون شاملة لغيركم ، بل ينبغي لها أن تكون شاملة للبشرية قاطبة لما قلتم ماقلتم !!!
الله سبحانه وتعالى لم يأمرنا بالعنترة إلا بعد أن نعمل على إمتلاك عوامل النصر ، فإن كنتم ترون أن الله عز وجل قد أخطأ في ذلك – والعياذ بالله – فهذا شأنكم ، وصعده قريبه !!!
- الداعي الزيدي : اذا قلتم انكم بذلك تحتفظون ببعض الأحكام فأنا اتوجه اليكم بهذا السؤال:
- هل تقيمون الحدود، وتنفذون قانون العقوبات في الإسلام؟
- لا.
فأنتم هنا قد احدثتم صدعا في بناء الإسلام، كان يجب عليكم رأبه ورتقه، او منع حدوثه من أول الامر.
- هل تدافعون عن الثغور، وتحافظون على سلامة ارض الإسلام واستقلالها؟
- لا! نحن ندعوا الله أن يفعل ذلك.
وهنا قد انهار جانب آخر من البناء الى جانب ما انهار سابقا.
- هل تجمعون حقوق الفقراء التي فرضها الله في أموال الاغنياء وتؤدونها الى اصحابها تنفيذا لما أُمرتم به في ذلك؟
- لا! ذلك ليس من شأننا. إن شاء الله يتحقق ذلك على يد غيرنا.
ماذا بقي من البناء؟ لقد اوشك البناء كله على الخراب، مَثَلكم في ذلك كمَثَل الغافلين. أي حصن للاسلام أنتم؟ ما يكاد يُعهد الى أحدكم بحفظ جانب الا اعتذر منه! هل المراد من حصن الإسلام هو هذا الذي أنتم عليه؟! فقوله (ع): "الفقهاء حصون الإسلام" يعني انهم مكلّفون بحفظ الإسلام بكل ما يستطيعون. وحفظ الإسلام من أهم الواجبات المطلقة بلا قيد ولا شرط. وهذا مما يجب على المجامع والهيئات العلمية الدينية ان تفكر في شأنه طويلا لتجهز نفسها بأجهزة وإمكانات وظروف يُحرس فيها الإسلام ويُصان ويُحفظ: احكاما وعقائد وانظمة، كما حافظ عليه الرسول الاعظم (ص) والائمة الهداة (ع).
نحن اكتفينا بمقدار يسير من الأحكام نبحث فيه خَلَفا عن سَلَف. وطرحنا الكثير من مسائله وجزئياته ومفرداته. كثير من مسائله غريب علينا. والإسلام كله غريب، ولم يبقَ منه الا اسمه، فقد أُغفلت عقوباته. والعقوبات الواردة في القرآن تُقرأ كآيات، فلم يبقَ من القرآن الا رسمه. نحن نقرأ القرآن لا لشيء الا لنحسن اخراج الحروف من مخارجها الطبيعية، اما الواقع الاجتماعي الفاسد، وانتشار الفساد في طول البلاد وعرضها تحت سمع الحكومات وبصرها، أو بتأييد منها، للفجور والفحشاء واشاعتها، فذلك امر لا شأن لنا به. حسبنا ان نفهم ان الزاني والزانية قد جعل لهما حد معيّن. اما تنفيذ ذلك الحد وغيره من الحدود فليس ذلك من شأننا!
نحن نسأل: أهكذا كان الرسول الاعظم (ص)؟ هل كان يكتفي بتلاوة القرآن وترتيله من غير اقامة لحدوده، وتنفيذ لأحكامه؟ هل كان خلفاؤه من بعده يكتفون بإبلاغ الأحكام الشرعية الى الناس ثم يتركون الحبل على الغارب بعد ذلك؟ ألم يكن الرسول (ص) ومَن بعده يقيمون حد الجلد والرجم والحبس والنفي؟ عودوا الى دراسة باب الحدود والقصاص والديات لتجدوا ان جميع ذلك من صميم الإسلام. الإسلام جاء لتنظيم المجتمع بواسطة الحكومة العادلة التي يقيمها في الناس.
نحن مكلفون بحفظ الإسلام، وهذا من اهم الواجبات، ولعله لا يقل أهمية عن الصلاة والصوم. وهذا هو الواجب الذي اريقت في سبيل ادائه دماء زكية. فليس أزكى من دم الحسين (ع) وقد أريق في سبيل الإسلام. علينا ان نفهم هذا ونُفهمه الناس. انتم تكونون خلفاء الرسول (ص) اذا علّمتم الناس وعرفتموهم بالإسلام على واقعه. لا تقولوا ندع ذلك حتى ظهور الحجة (عليه السلام) فهلاّ تركتم الصلاة بانتظار الحجة؟! لا تقولوا كما قال بعض: ينبغي اشاعة المعاصي كي يظهر الحجة (ع)، بمعنى ان الفواحش اذا لم تنتشر فإن الحجة لن يظهر! لا تكتفوا بالجلوس هنا للتباحث في أمور خاصة، بل تعمقوا في دراسة سائر الأحكام. أنشروا حقائق الإسلام. أُكتبوا وانشروا فذلك سيؤثر في الناس بإذن الله، وقد جربت ذلك بنفسي.
وإذا فرضنا أن مجموعة من الأشخاص آمنت بعقيدة شخص معين وشاركته في تبني هدف معين دون بقية أفراد المجتمع الذين شاركوه أو خالفوه، وهذا الموقف أسوأ، فإن قدرة هذه المجموعة على تحقيق المهام المطلوبة تبقى محدودة فلا تنجز سوى بعض الأعمال البسيطة. هذا إذا تركها بقية أفراد المجتمع وحالها. فهي حصلت على قدرة معينة من خلال الإتصال بين أفرادها واستطاعت إنجاز بعض الأعمال لعدم وجود معارضين لها، أما إذا ظهرت مجموعة أخرى تعارضها وتسير بعكس اتجاهها وتعرقل أي منها لهدفها، فحتى هذا الهدف المحدد لا يمكن تٍحقيقه. إنني هيأت قلبي الآن للحراب ..... إنني سوف أسعى لتبيان أحكام الله ما وسعني بإذن الله، وما دام قلمي في يدي، فإني سأوضح للملأ الأعمال المخالفة لمصالح البلاد.
لا يستطيع مؤمن يتقي الله أن يعيش ملتزما ومحتفظا بإيمانه وهديه. وأمامه سبيلان لا ثالث لهما: إما ان يقسر على ارتكاب أعمال مردية، أو يتمرد على حكم الطاغوت ويحاربه، ويحاول إزالته، أو يقلل من آثاره على الاقل. ولا سبيل لنا إلا الثاني، لا سبيل لنا إلا أن نعمل على هدم الأنظمة الفاسدة المفسدة، ونحطم زمر الخائنين والجائرين من حكام الشعوب. لذا أرى أنّ وجودي هنا أضحى لا مبرر له، فإنّ البقاء في بلد يتعامل مع المسلمين، ومع مجاوري أضرحة الأئمة (عليهم السلام) بهذا الشكل أضحى صعب عليّ. طبيعي أنّ ذهابي يتم بناءً على مصالح لعلها تخفى على الكثيرين، عسى الباري (جل وعلا) أن يمنّ علينا بالشهادة، فالنصر أو الإنكسار إنما يكمنان في الشعار السامي (إحدى الحسنيين).
-- المتقي الإمامي : هذا صورتكم سيدي قد تأثرتوا قوي بالوهابيه !!! الذين لا يرون من الدين إلا الحدود !!!
نعم نحن نقيم الحود متى توفرت كافة أركانها ، وكما أمر الله ورسوله .
ونعم نحن من يدافعون عن الثغور، ويحافظون على سلامة ارض الإسلام واستقلالها ، فإن كنتم تجهلون هذا عنا فالعيب في جهلكم سيدي وليس فينا !!!
ونعم نحن نجمع حقوق الفقراء التي فرضها الله في أموال الاغنياء ونؤدويها الى اصحابها تنفيذا لما أُمرنا به ، بل نحن نفعل ذلك دوماً بينما تخلى غيرنا عنه !!!
هل تعلمون سيدي أنه لدينا إذا تخاصم إثنان أو أكثر على أرض أو مال أو غير ذلك يقوم العلماء في مجالسهم بالفصل في ذلك الخلاف خلال أيام فقط ، بينما غيرنا تأخذ مثل هذه القضايا عندهم سنوات وسنوات ، مافي ذلك من عواقب وخيمة جداً!!!
وي وي وي سيدي ، قولكم " لا تقولوا ندع ذلك حتى ظهور الحجة (عليه السلام) فهلاّ تركتم الصلاة بانتظار الحجة؟! لا تقولوا كما قال بعض: ينبغي اشاعة المعاصي كي يظهر الحجة (ع)، بمعنى ان الفواحش اذا لم تنتشر فإن الحجة لن يظهر! " يثبت تأثركم الكبير بالوهابيه ، بل أن هذا المنطق منطق وهابي غب !!! فإذا كان ديدن الوهابية الكذب والدجل على المخالف فإنني أربأ بكم عن هكذا مسلك سيدي !!!
{مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} (5) سورة الكهف .
ونصيحة أخيرة لكم سيدي ، ترفقوا بالناس في دعوتكم ، وبينوا للناس الحق من الباطل باللتي هي أحسن ، وأعملوا في ذات الوقت على إمتلاك عوامل القوة التي تضمن تحقيق النصر عندما يأتي وقته ، ولا يغرنكم إمتلاك بعض القوة فتتهوروا ، ويرتد عملكم وبالاً على العباد والبلاد ، بل وبالاً على شرع الله ذاته .
أخي الكريم / محمد الغيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لأبأس عليك أخي الكريم
فالتقية مشروعه هنا !!!
لعل هذا درس عملي نأخذ منه عبره !!!
وأنا لم أقل غير ماقرأته في الأحداث
وحاشا أن يكون غرضي النيل من السيد الجليل
اللهم صل على محمد وآل محمد
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً
الأخ الكريم / معاذ حميدالدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملاحظة أخرى أرجو منك قبولها أخي الكريم
قلت أن الحوار ليس لك ، بل هو منقول عن كتاب ، وأنت لم تذكره حتى الآن !!!
فهل نعد هذا من التقيه ؟؟؟
وتصرفت في الحوار ، دون أن تشير إلى ذلك ، وهذا مخالف للموضوعية والأمانة في النقل !!!
عموماً ، قد إختلف مقالكم ، ويقتضي ذلك تغيير مقالي ، وأتمنى أن لايدخل في قولي ماليس منه !!!
- الداعي الزيدي: حبذا لو قمتم بزيارة استجمام الى البلاد، واطّلعتم خلال ذلك على الأوضاع عن كثب، وشاهدتم بأعينكم ماذا يمرّ على هذا الشعب المسلم. كنت أعتقد في زمان المرحوم المجتهد بأنّ عدم مبادرته للقيام ضد الحكومة المتجبّرة لا شائبه عليه، إذ أنّ المحيطين به لا ينقلون له الأحداث، وأعتقد الآن بأنّ الأمر هو كذلك بالنسبة الى سماحتكم، حيث يبدو أنهم لا ينقلون لكم فجائع الحكومة، وإلاّ لما سكتّم.
- المتقي الإمامي: سلامة أنظاركم سيدي ، متى خرجت من البلاد حتى تدعوني لزيارتها !!! ، وأي زيارة !!! زيارة إستجمام !!! يبدو أنكم مربوشين اليوم سيدي ، وأنا لست ساكتاً إلا لأنني مطلع أول بأول على كل صغيرة وكبيرة تجري في البلاد ، وأعرف فظائع الحكومة أكثر منكم بكثير ، لكن كأن في نفسكم شيء حجب عنكم تقييم الوضع على حقيقته سيدي !!! .
- الداعي الزيدي: لقد سبق لكم من قبل دعوتنا والعلماء الأفاضل غلى الهجرة الجماعية إليكم واجبتكم في حينه بإننا باقون في الوقت الراهن في خضمّ هذا المحيط الملتهب، وصابرون على المخاطر التي تهددنا، ندافع عن حقوق الإسلام والمسلمين، وعن حرمة القرآن واستقلال بلد الإسلام، وسوف نسعى للمحافظة على مركز العلم ما أمكننا، ونأمر الناس بالهدوء والإنضباط ما دام النظام المتجبّر لم يسلك طريقاً يضطرنا فيها الى اللجوء الى أمور نعوذ بالله تبارك وتعالى منها. وها نحن عند كم اليوم، فـ لا شك أنّ زيارتكم سيترتب عليها أثر ما، لقد ردعنا الحكومة عن إصدار القرارات الخطيرة بهذا النوع من القيام، كيف لا يكون لذلك أثر؟ لو كان العلماء متحدين لأثّر ذلك قطعاً . فالويل لهذه البلاد! الويل لهذه الحكومة! الويل لهذه الدنيا! الويل لنا، الويل للعلماء الساكتين! الويل للنجف الساكتة، ولقم الساكتة، ولطهران الساكتة، ولمشهد الساكتة. هذا السكوت المميت سيكون سبباً لأن تداس بلادنا وأعراضنا تحت أقدام "إسرائيل"، على يد هؤلاء "البهائيين"، الويل لنا، الويل لهذا الإسلام، والويل لهؤلاء المسلمين. أيها العلماء لا تظلوا ساكتين هكذا، لا تقولوا: إنّ المسلك المناسب الآن هو مسلك الشيخ (رضوان الله عليه) فوالله لو كان الشيخ موجوداً الآن لكان ما أقوله هو تكليفه. إن سند الإسلام هو القرآن. وبمطالعة للقرآن، أنظروا هل تجدون في القرآن مكاناً يدعو الناس إلى السكوت أمام هؤلاء السلاطين؟ إن هذا القرآن هو الذي فيه دعا الله (عز وجل) موسى (ع) أن انهض واذهب لدعوة فرعون عسى أن يقبل. وتحدث معه بلين بالطبع لكي يستجيب ، هذا الله الذي يأمر موسى بأن يذهب ويعمل (يناهض) فرعون، وهذا الله الذي يرغّب الرسول بقتال المشركين والمنحرفين. إنتفض إبراهيم الخليل، الذي هو من أنبياء السلف وبعيد عنا، إلا أن أخباره وصلت إلينا، وقد نقل القرآن شيئا من أخباره، إنتفض في وجه السلاطين وأولئك العظام الذين كانوا يعبدون الأصنام ويجورون على الناس. موسى (ع) الذي انتفض بعصا، كان راعيا، كان شخصيا يمتهن الرعي، يرعى الغنم. لقد انتفض هذا الراعي بعصاه بوجه فرعون، سلطان مصر الكبير.
- المتقي الإمامي: قلت لكم إنكم مربوشين اليوم سيدي ، الله أعلم ماوقع صبوحكم ، يمكن مطيط بلها !!! وهذا الذي خلاكم تخلطوا الحابل بالنابل ، تفهمونا غلط من ناحيه ، وتفهموا كلام الله غلط من ناحيه ثانيه !!! أنتو قلتو " الويل للعلماء الساكتين! الويل للنجف الساكتة، ولقم الساكتة، ولطهران الساكتة، ولمشهد الساكته " وقصدكم بالسكوت ولا شك هو عدم القتال ، ولو كنتم تقصدون بالسكوت عدم بيان الحق ودين الله فقد ذهبتم بها عريضه سيدي !!! هاهي الحوزات وعلماؤها في المدن التي ذكرتم يصدعون بأمر الله ليل نهار ، وما توقفوا غمضة عين عن البيان والتبيين ، وحسبكم أن تعلمو سيدي أنكم لن تجدو عالماً حوزوياً واحداً يشرعن للسلطان الجائر أفعاله وأقواله كما يفعل بعضكم !!! فهل أدركتم مدى سؤ فهمكم سيدي ؟؟؟ !!!
وأما سؤ فهمكم لكتاب الله فحسبكم ما أردتم الإستشهاد به من قصة موسى على نبينا وآله وعليه السلام !!! فهل وجدتم أن موسى عليه السلام قاتل أم قال له ربه ولأخيه هارون {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} (43) سورة طـه {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (44) سورة طـه ، هذا مع العلم بأن فرعون هو من قال { أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} (24) سورة النازعات ، والتكليف الشرعي لموسى وهارون عليهما السلام كان {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى} (47) سورة طـه ، فمن أين فهمتم بأن تكليف موسى وهارون عليهما السلام كان القتال كما يوهم كلامكم ؟؟؟ وكما تدعوني إليه سيدي !!!
وأما إبراهيم عليه السلام فما حمل السلاح قط ، بل لايوجد نبي حمل السلاح قط إلا نبينا محمد صلوات الله عليه وآله وسلم ، ولم يحمل السلاح للقتال فهو رحمة للعالمين ، وما حمله إلا دفاعاً عن نفسه ، وعن الثلة المؤمنة التي طمع الكفار بأن يإدوا شرع الله بإهلاكم تلك العصبة المؤمنة ، وبعد أن أخرجه الكفار من بيت الله الحرام مسقط رأسه صلوات الله عليه وآله وسلم ، ورغم هذا كله فهو صلوات الله عليه وآله وسلم لم يترك فرصة للسلام إلا وعمل بها حتى تجرأ عليه من تجرأ بقوله " كيف نعطي الدنية في ديننا " !!!
وهاهو نبي الله نوح عليه السلام يدعو قومه أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا وما رفع في وجوههم السيف أبداً ، فهل تقولون أن جميع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام كانوا ساكتين ؟؟؟ !!! لأنني أشم من كلامكم أنكم تقصدون بالسكوت عدم القتال !!!
وأما كلامكم عن البهائية فهم يقفون في الطرف المقابل لكم ، فإن كنتم أنتم لا ترون إنكاراً للمنكر إلا بالقتال ، فهم يرون أن لاقتال البتة ، ونحن نقف في المنتصف تماماً ، فلا نسكت على باطل بل نبين الباطل وأهله ، وإن تبدت لنا رايات النصر كنا أول المجاهدين ، وإن أجبرتنا الظروف على مسايرة الباطل سايرناه بألسنتنا في حدود الضرورة ، وقلوبنا والحمد لله مطمئنة بالإيمان ، والعجيب أنكم تشنعون علينا في ذلك ، وأنتم في نفس الوقت لا تقاتلون فهل توالون الظالمين بألسنتكم وقلوبكم كذلك ؟؟؟ !!!
- الداعي الزيدي: اللهم احفظ ألسنتنا من الهذر والجدال واللغو والكذب. اللهم نوّر قلوبنا بنور الإسلام ومعانيه الروحية السامية.
وسأوضح لكم بأنّ هذا الأمر ليس وليد الأشهر الأخيرة، بل إنه أمر ممتد الجذور، يعود الى سنوات طويلة خلت، فقد بادروا فور انتقال عالمنا الى جوار رحمة الله تعالى، الى تدمير مركزنا الديني تحت غطاء إجلالهم لمركزكم ، لا لأنهم كانوا يكنّون حباً لذلك المركز، فهم لا يكنّون أدنى إحساس بالحب لأي مركز من المراكز الدينية. فوضعوا منذ ذلك الوقت خطة لتدمير العلمائية، وتدمير الإسلام، ثم تحقيق مصالح "إسرائيل" وعملائها! فالأمر كان كذلك منذ البدء. غاية ما في الأمر أنه كان في الخفاء، لم يعلنوا عن مقاصدهم، وإن كانوا أحياناً يشيرون الى بعضها إشارات خفيفة. لكن بعد رحيل المرحوم سيدنا وضعوا فوراً خطة شيطانية، فطلبوا من الناس في بعض المناطق - على حد علمي - أن يلتزموا بإرسال البرقيات الى مركزكم! أو اختيار المركز الفلاني، لا حباً منهم لمركزكم الديني - كما ذكرت - وإنما بغضاً لهذا المركز.
فـ لا شك أنّ لذلك تأثيره، وقد رأينا أثره نحن، كما أننا نقصد بالعمل "العمل العقلائي"، فالعمل غير العقلائي ليس مطروحاً أساساً. مقصودنا هو عمل العلماء والعقلاء من أبناء الشعب.
- المتقي الإمامي: لا تتحدثوا سيدي عن أمر أنتم تجهلونه !!! فخلاف أهل الطائفة الواحدة وارد ، ولا يسلم من ذلك طائفه ، ودعونا سيدي من بيتنا الداخلي فأهل البيت أدرى بما فيه ، ولكن قولو لي سيدي ، هل راجعتم الستون عاماً من تاريخ صراعكم مع إسرائيل ؟؟؟ وهل بان لكم أن كل أفعالكم – في الحقيقة – كانت دوماً تخدم دولة اليهود حتى دون أن تشعروا ؟؟؟ وهل لفت نظركم أنه لم يحقق أي جيش من جيوشكم نصراً حقيقياً على هذه الدولة السرطانية ، بل كان نصيبكم الهزيمة تلو الهزيمه ؟؟؟ وأنه لم يحقق نصراً حقيقياً على هذه الدولة الملعونة إلا ثلة من المؤمنين إسمهم أبطال حزب الله ؟؟؟
أفبعد كل هذا لا زلتم تدعونني إلى تجربة المجرب الذي أثبتت الأيام أنه يخدم العدو أكثر مما يضره !!!
هيا مه سيدي ، متى تزول عنكم هذه الغفلة ، وتفهمون شرع الله على حقيقته فتنالون النصر بإذن الله !!!
- الداعي الزيدي: لقد ذكرت لكم بأنّ الناس أثبتوا شجاعتهم وصدقهم في حوادث سابقة. والعلماء الدين أعلنوا للعالم عن سموّ قدرهم، وأوضحوا للدنيا بأسرها بأنّ الذي يعترض هو عالم الدين، وإنّ مَن يقف في مواجهة ظلم وجور الظَلَمة والجاهلين هي الحوزات العلمية أيضاً. فهي تتلقى الضربات، ولكنها تصرخ، وتقدّم الضحايا، ولكنها تصبح وتستنكر. يخربون مدرستها، فلا تعبأ بذلك، وتواصل اعتراضها. ويصبّون على رأسها ما يشاؤون من البلايا، وتستمر في التكلم. لقد أعلن العلماء عن وجودهم للعالم أجمع.
- المتقي الإمامي: قلت لكم سيدي أن مرادكم واضح لنا تماماً ، فها أنتم تقرون بأننا لم نسكت ، بل صرخنا ، وقدمنا الضحايا ، وأستنكرنا ، وأعترضنا ، وتكلمنا ، وعلى ذلك فمطلبكم القتال سيدي أليس كذلك ؟؟؟
أنا أعرف أن الناس يمتلكون الشجاعة والصدق ، ولكن ماجدوى شجاعة الشجعان أمام الدبابة والغازات الكيماويه !!! ، وما جدوى هذه الشجاعة أمام حاكم ظالم لن يتردد في إبادتنا قاطبة للحفاظ على كرسيه ، وما جدوى شجاعة الشجعان وإخواننا في الدين يقفون قلباً وقالباً مع هذا الحاكم ، ويرون أن سفك دمائنا أولى من سفك دماء اليهود والنصارى !!!
- الداعي الزيدي: حين ثرنا لم نرَ من أحد غير مزيد من الإحترام والسلام وتقبيل اليد، بل إنّ كل مَن قصّر في تلك الحركة سمع كلاماً بارداً وواجهه الناس بالإعراض. وفي أحد البلاد ذهبت الى إحدى قراها - لا أتذكر اسمها الآن - وقال لي أهالي تلك القرية: إنّ العلماء - عندما كان الحاكم ممعناً في عدائه للدين - إجتمعوا، وتحركوا ضد قراراته، فقام الحاكم بمحاصرة القرية وقتل أربعين من كبار علمائها. فخجلت وفكرت مع نفسي: كيف قام هؤلاء العلماء من أبناء السنّة حينما رأَوا الخطر يتهدد الدين الإسلام، وقدّموا أربعين قتيلاً، في حين لم ينزف أحد علماء الشيعة دماً من أنفه، لا من أنفي ولا من أنفكم أنتم، ولا من أنف أحد آخر. في حين أنّ ديننا تعرض الى هذا الخطر الكبير. حقيقةً إنّ الأمر يبعث على الخجل!
- المتقي الإمامي: أنا سيدي لا أريد ممن سيبقى من الناس أن يقبلوا يدي !!! خلوا هذا الأمر لكم ، أنا سيدي أضع نصب عيني رضا وغضب المولى عز وجل ، وليس رضا أو غضب الناس ، أما تقرأون قوله تعالى {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} (116) سورة الأنعام ، إن كان مبتغاكم أن يقبل الناس أيديكم فأنتم وشأنكم ، أما أنا فقد قلت لكم أنني سأكون في المقدمة متى رجح عندي زوال دولة الظلم ، وأما قبل ذلك فإنني سأركز جهدي على إكتساب القوة التي تمككني من إزالة الظلم فعلاً ، وليس هدر دماء الأبرياء دون طائل . ومع ترحمي على الأربعين قتيلاً من أهل السنة فلا بأس أن أذكركم سيدي أننا ترجحت عندنا عوامل النصر على دولة الباطل فثرنا في عام 1991 وقدمنا دماءنا وأرواحنا فداء لدين الله عز وجل ، وحققنا نصراً كاسحاً لولا خيانة الإخوان من أهل السنة علماء ودول ، وخيانة الشيطان الأكبر الذي رأى مصلحته مع أهل السنة دوننا ، فإذا كان أنفكم لم ينزف سيدي فقد نزفت قلوبنا وليس فقط أنوفنا !!!.
- الداعي الزيدي: إنّ الممارسات المضادة للدين على نوعين: أحدهما من سنخ ما كان يقوم به حاكمنا الأول، الذي كان يتحرك على أساس اللادين ويقول: أنا أفعل! ولا ينسب عمله الى الشرع. وطبيعي أنّ العمل ضده كان من باب النهي عن المنكر. أما الحاكم الحالي فإنه يتحرك ويقوم بممارساته المضادة للقرآن والدين ويقول: إنّ ذلك من الدين، وإنّ ذلك هو رأي القرآن، وإني أتحدث استناداً الى القرآن الكريم. وهذه بدعة كبيرة - توجّه لطمة لا يمكن تحمّلها - الى أساس الدين. ينبغي علينا أن نضحّي، دعوا التاريخ يكتب بأنّ عدداً من علماء الشيعة ثاروا عندما تعرّض الدين الى خطر ما، وأنّ عدداً منهم قُتل. وأنتم غالبون ولستم مغلوبين، ولو طالعتم تاريخ الظَلَمة والظالمين في العالم، سترَون أنّ الغلبة كانت للمظلومين دوماً، فمع القدرة والطغيان اللذين كان عليهما معاوية والنفوذ الذي تمتع به، إلاّ أنه أضحى اليوم لا يُعرف له حتى قبر في نفس الشام التي كانت مركزاً لحكومته. و هؤلاء يدّعون الإسلام، ويدّعون الإيمان، إلاّ أنهم يستغلون هذه الإدعاءات للإعتياش بها، ولتمشية أمورهم فقط. فقد فعلوا أفعالاً لا يليق القيام بها. يقتحمون المراكز العلمية ويسفكون دماء الشبان ويدمرون تلك المراكز! ويوجهون الإهانات للعلماء! ويشتمون الأعراض! ويعتقلون، ويعذبون، ويقتلون، ويضربون بعنف، ويسفكون الدماء، وفي الوقت ذاته يتظاهرون بالإسلام وبالتشيّع في تصريحاتهم وشعاراتهم، ويدّعون بأنهم أصحاب كرامات غيبية. فلا تستاؤوا ولا تقلقوا ولا تضطربوا، وأبعدوا الخوف والرهبة عن أنفسكم، فأنتم أتباع أئمة صبروا وثبتوا أمام المصائب والفجائع، وما نشاهده اليوم ليس شيئاً بالنسبة الى تلك المصائب. إنّ أئمتنا العظام جازوا حوادث شتى، كيوم عاشوراء، وليلة الحادي عشر من المحرم، وتحمّلوا أشد المصائب في سبيل دين الله، فماذا تقولون أنتم اليوم؟ وممّ تخافون؟ وممّ اضطرابكم؟ إنّ من المخجل أن يُهزم مَن يدّعي أنه من أتباع أمير المؤمنين والإمام الحسين (عليهما السلام)، بفعل تصرفات النظام الحاكم المتسافلة والمخزية. إنّ تكليفنا اليوم حيال الأخطار التي تواجه الإسلام والمسلمين هو أن تكون على استعداد لتحمّل أي نوع من المصاعب، حتى نتمكن من قطع أيدي الذين خانوا الإسلام، ونقف بوجه أهدافهم ومطامعهم..
نحن مكلفون بالعمل بقدر استطاعتنا، كل شخص بمقدار استطاعته، أنا أستطيع الآن أن أتكلم معكم وأدعوكم إلى أن تقفوا مع شعبكم الذي ثار من أجل الجميع، فأنتم جزء من أولئك، هذه التيارات المتواجدة في الخارج عليها - ومهما كانت واجهاتها - أن تضع أيديها بأيدي البعض الآخر. أنا أتحدث بما يمكنني معكم، أنتم العدة المعدودة، وأكتب وأنشر ما أمكنني ذلك. وأنتم أيضا أن تفعلوا ما تستطيعون، نظّموا التظاهرات، في حينها إن أمكن أكتبوا وتحدثوا وصرحوا للصحفيين، افعلوا كل ما تستطيعون. كل شخص يجب أن يتعاون ما أمكنه ذلك مع هذا الشعب الضعيف الموجود الآن تحت أقدام هؤلاء المجرمين.
إنها مسألة منطقية يجب أن يتابعها البشر. هؤلاء يطالبون بالحقوق الأولية للبشر. الحق الأولي للبشر هو أن يكون حراً، أنا أريد أن يكون كلامي حراً، أريد أن (أكون) مستقلاً. أريد أن أكون سيداً لنفسي هذا هو كلامنا، هذا كلام في أي مكان تقولونه، يقبله الجميع منكم.
ونحن كلنا موظفون أن نتابع هذه المسألة، لنساعد الإخوة الذين يعطون القتلى، وبقدر استطاعتنا مهما تمكنتم، ساعدوا أولئك الذين يخوضون الجهاد وكأنهم في ساحة حرب. إعملوا بأي شكل تتمكنون، بالقلم.. بالبيان.. بالتحدث بكل ما يمكن.. بالتظاهرات هذا هو كلامنا.
إنّ العلم مسؤولية ثقيلة، وهي بعهدتكم، إلاّ أنّ مسؤوليتكم ليست في تعلم حفنة من الألفاظ والمفاهيم، بل إنّ المسؤولية التي أوكلت إليكم هي حفظ الإسلام وأحكامه، فأنتم الأمناء على الوحي، ينبغي طرح الإسلام الحقيقي، ليس كما هو متعارف حالياً، بضعة أمور شكلية وكتاب مفاتيح الجنان وما شابه. كلا، ينبغي طرح الأحكام الإسلامية الحقيقية، وقد ورد في الرواية أنّ "أهل النار يتأذَّون من ريح العالِم التارك للعمل بعلمه"، فالعالِم إذا انحرف - لا سمح الله - فإنه يتسبب في انحراف أمة بكاملها. وحتى لو لم تفسّر حالنا بذلك، فإنّ واقع الحال هو كذلك، فالإسلام يفسده حب النفس هذا، حب الجاه، حب السلطة، هذه الأمور تدمّر ديننا. تأملوا قليلاً في سبيلٍ لإخراج هذا الحب من قلوبكم، وليس بأمر صعب، كما أنه ليس من الصواب أن تنطوي هذه القلوب على حب الدنيا، وأية دنيا هذه الدنيا الدنيئة؟!
- المتقي الإمامي: سيدي ، أنتم تتحدثون عن الإسلام الحقيقي وأنتم لا تعرفونه ، أوتعلمون أن الخروج بالسيف دون الأخذ بأسباب القوة الكافية لتحقيق النصر هو إنحراف عن شرع الله عز وجل ، لأن فعل كهذا مصيره الفشل المؤكد ، وأنتم تقاتلون براية عنوانها الإسلام ، فإقدامكم على أمر الهزيمة فيه مؤكدة هو إهانة للراية التي تحملونها ، والتي للأسف الشديد تجعلون الإسلام عنوانها !!! فهل رأيتم إنحراف عن الإسلام أكبر من هذا الإنحراف ؟؟؟ وهل بان لكم الآن أن إقدامكم عالم على أمر فيه الهزيمة مؤكدة هو تدعيم لدولة الباطل ، وترك من العالم للعمل بعلمه الحق في سبيل تحقيق أطماع شخصية زائلة ، فإن حقق الخروج بالسيف نصراً فهو المتربع على الكرسي ، وإن حقق هيبة لدى الحاكم دفعته لإرضاء هؤلاء العلماء فلا بأس فوقود الحرب كانوا مجموعة من المساكين لا قيمة لدمائهم !!! وأما إذا لم يحقق الخروج شيء من ذلك فالبلا بتذكره وأطرف بلاد !!!
- الداعي الزيدي: كيف لا يفيد؟ ألم تقدّم ثورة الحسين بن علي (عليهما السلام) خدمة مؤثرة الى التاريخ؟ أوَلم نستفد من ثورة ذلك الإمام؟
إذا أراد شعب الصمود من أجل تحقيق كلمة فعليه أن يستفيد من التاريخ والتاريخ الإسلامي ويتدبر فيما شهده ففيه أسوة لنا. لقد تحرك الإمام سيد الشهداء بثلة قليلة لمواجهة يزيد الذي كان يمثل حكومة متجبرة وقوية تتظاهر بالإسلام وتربطها أواصر قرابة الإمام فكان يزيد يعتبر حكومته إسلامية ونه خليفة رسول الله، حسب زعمه، لكن الإشكال هو أنه كان ظالما تسلط على مقدرات الدولة دون حق ولذلك نهض الإمام أبي عبدالله الحسين (ع) وثار ضده بتلك الثلة القليلة مبينا أن تكليفه الشرعي يقتضي الإستنكار والنهي عن المنكر وأن على علماء الأمة أن يقوموا بواجب النهي عن المنكر إذا تسلط حاكم ظالم على الناس. وفي الوقت نفسه كان يعلم بمصيره، وكان الأمر واضحا حسب القواعد المتعارفة أيضا، فمعظم الأربعة آلاف شخص الذين رافقوه تخلوا عنه في تلك الليلة ولم يبق معه إلا ثلة قليلة من 80 أو 72 شخصا، ورغم ذلك كان (ع) يرى أن تكليفه هو أن يقاوم هذه السلطة ويضحي بنفسه لكي تتزعزع الأوضاع ويفضح هذه الحكومة بتضحياته هو والثلة المرافقة له.. لقد رأى حكومة جائرة تتسلط على مقدرات بلده فحدد أن تكليفه الإلهي يوجب عليه أن ينهض ويتحرك للمعارضة والإستنكار مهما كانت العواقب فهذا تكليفه رغم أن الحسابات المعروفة تحكم بأن تلك الثلة القليلة لا تستطيع مواجهة تلك الحكومة كما كان واضحا، وفي هذا الموقف أسوة لكم ولنا. والآيات الواردة في القرآن بشأن القتال، الواردة في القتال والحرب، ليست واحدة أو اثنتين، الآيات النازلة في الحرب، والآمرة بأن اذهبوا وقاتلوا... واذهبوا وانتفضوا... اذهبوا وأوقفوا هؤلاء عند حدودهم.. قاتلوهم كافة.. وقاتلوا المنحرفين كافة.. هي أوامر سارية بالنسبة لنا أيضا الآن.. إلا أنه ليس لدينا الآن أسباب القتال بذلك المعنى، لكن أسباب هذا المعنى هو أن نوقظ الشعوب، وتعرف الشعوب بوضع الإسلام وبوضع المسلمين، وبوضع العلماء، حسناً نحن نستطيع أن نفعل ذلك الآن، أو شيئا فشيئا.
- المتقي الإمامي: صلوات الله وسلامه على الحسين ، وعلى علي بن الحسين ، وعلى أبناء الحسين ، وعلى أصحاب الحسين ، الإمام الحسين عليه السلام لم يعلن خروجه إلا عندما أتته آلآف الكتب تدعوه للقدوم ليكون الأمير في الخروج على دولة الفاسق يزيد بن معاويه ، والإمام الحسين لم يبادر إلى الخروج مباشرة بل أنه أرسل مسلم بن عقيل ليرى الأمر على حقيقته ، وعندما أتاه التأكيد خرج ، ولكنه لما قُتل وحبس وجوه أنصاره ، وتفرق عنه عامة الناس ، أبدى رغبته في السلام ، والعيش في دولة الجور والظلم ، فطلب السماح له بالعودة من حيث جاء ، أو السماح له بالإلتحاق بأحد الثغور ، ولما ضيق عليه حكام الجور وخيروه بين السلة والذلة ، فهيهات وهيهات الذلة لأهل بيت النبوة عليهم السلام ، يأبى الله ورسوله والمؤمنون لهم ذلك .
وأما آيات القتال في كتاب الله فكلها متوجهة لجهاد الدفع ، أي قتال الكفار الذين يعتدون على دولة الإسلام ، ولا تعني بحال المبادرة لقتالهم وهو مايسمى بجهاد الفتح ، ولا يحق هذا الأمر لأحد مطلقاً إلا المعصوم .
- الداعي الزيدي: لا ينبغي لنا أن نصدق كل ما يقال أو يروّج له بين الناس أنها من نوع من الأمراض.. المعدية، فالإنسان السليم لا ينقل موضوعا أو يعمل على نشره دون تفحص وتأمل. فقد رويت عن سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) خطبة ذكر فيها علة نهضته ضد حكومة عصره حيث يقول مخاطبا الناس:".. أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله (أي يبيح ما حرم الله) ناكثا عهده مخالفا لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعمل في عباده بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بعمل ولا قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله..". أي من يسكت قبالة مثل هذا السلطان الجائر يدخل مدخله في الآخرة وأوصاف هذا السلطان الجائر هي أنه يغير سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وينكث عهد الله تبارك وتعالى ويستحل حرماته، فمن يراه ويسكت عنه يكون في مثل محله في الآخرة حتى لو كان يلتزم أداء كل الأعمال الواجبة بل والمستحبة ويقيم الصلوات في المساجد وينشر ويبلغ أحكام الله ويعمل طبق ما يرضي الله ويعمل كل الصالحات ويجتنب كل السيئات، فمحله محل السلطان الجائر من طبقات جهنم، هذا هو مصير من يسكت ليفعل السلطان الجائر كل ما اشتهى، وهذا ما يصرح به الحديث الشريف المنقول عن سيد الشهداء (ع) حيث يبين أن علة نهضته ضد حكومة عصره هو أنه يريد العمل بقول رسول الله ولا يتخلف عنه لأن مصير المتخلف عنه كمصير السلطان الجائر نفسه. والآن لنلاحظ الوضع ونعرف هل توجد في حكومة عصرنا وسلطان زماننا الصفات التي يذكرها الحديث الشريف؟ إذا كانت موجودة ونحن ساكتون فالمعنى الوارد في الحديث ينطبق علينا خاصة وأنه (ع) قد أعلن هذا الأمر وثار وقام بنهضته ضد يزيد السلطان الجائر بثلة قليلة العدد في مقابل فئة كثيرة وقوة كبرى كانت تتسلط على كل شيء، وبذلك أسقط من أيدينا الإعتذار بأن نقول: إن عددنا قليل وقوتنا ضعيفة. سلب منا الإعتذار بمثل هذا عندما خطب الناس وهو يعزم على التحرك ضد سلطان عصره حيث بين علة ثورته بأن يزيد قد نكث عهد الله وغيّر سنة رسوله ونقض حرام الله فمن يسكت عنه يحشر معه في نفس درجة جهنم.
ولو كان للإمام الحسن أنصار ومريدون بعدد ما لديكم لما توانى عن الثورة، وقد ثار في أول الأمر، وحينما رأى أنصاره يتفرقون عنه توقف عن القيام. أما أنتم فلديكم مقلِّدون وأنصار منتشرون في كافة أنحاء البلدان الإسلامية.
- المتقي الإمامي: أراكم قد غفلتم سيدي عن أن القوة في وقتنا هذا لا تقاس بعدد الأنصار ، فما الذي سيفعله مئات الألوف من الأنصار أمام غاز كيماوي يبيدهم في غمضة عين ؟؟؟ !!! وليت الأمر سيقف هنا سيدي ، بل أن علماء السلطان لن يترددوا لحظة واحدة في إصدار فتاواهم لهذا الحاكم بأن مافعله هو عين الصواب ، فنحن كما يروننا لسنا سوى روافض ، إبادتهم هي عين العبادة والجهاد عندهم !!!.
ثم إنني أدعوكم سيدي لدراسة ثورة أبي عبدالله الحسين عليه السلام دراسة معمقة ، دون التأثر بالتراكمات التاريخية التي تحجب عنكم الكثير من الحقائق !!!
أبي عبدالله الحسين عليه السلام عاش عشر سنوات تحت حكم الملعون معاوية ، ولم يعلن خروجه على الفاسق يزيد إلا وقد جاءته آلآف الكتب تريد نصرته ، ولم يكتف بذلك بل أرسل إبن عمه مسلم بن عقيل ليستوثق من الأمر ، ولما تم التأكد منه أعلن روحي له الفداء خروجه على الفاسق يزيد ، ولكنه عليه السلام لما رأى أنه لم يبق في أرض المعركة غيره وأهله طلب السلام ، ولكن الفاسق أبى عليه ذلك فكانت الشهادة التي أحيا بها دين جده صلوات الله عليه وآله وسلم .
ثم تأملوا سيدي فيما نقلتم من قول الحسين عليه السلام " فلم يغير عليه بعمل ولا قول " فالتغيير على المنكر يكون بالعمل عند توفر أدواته ، أو بالقول ، أو حتى مجرد الإنكار بالقلب ، ولكنكم سيدي لا ترون إلا الخروج والخروج والخروج ، وهذا فيه من الإنحراف عن دين الله ما فيه .
- الداعي الزيدي: إعملوا أنتم وثوروا، وأنا أول شخص سيتبعكم. ولمّا لم يكن الظلمة هم ربنا، ولمّا كان الله هو الرب فما لنا نخاف وما لنا نحزن؟! إنّ مَن يريدون أن نخافهم ليسوا بشراً أصلاً، فبماذا يهددوننا؟ ولِمَ علينا أن نخاف من تهديدياتهم؟! فلِمَ علينا أن نخافهم؟! نحن أتباع الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأتباع أمير المؤمنين (ع) وأتباع أبا عبد الله (ع) فلِمَ الخوف..؟! أعدّوا أنفسكم للقتل، أعدّوا أنفسكم للسجن، أعدّوا أنفسكم للتعرّض للإهانة والهتك، ولتحمّل المصائب التي ستلاقيكم في سبيل الدفاع عن الإسلام واستقلال البلاد.. شدّوا الأحزمة، واستعدّوا للسجن والنفي وخلع العمائم و.. و...، ولنغص أكثر في التاريخ، فنقف عند سيدنا موسى (سلام الله عليه)، لقد حمل عصاه وواجه فرعون مصر، إنه لم يقف إلى جانب فرعون ويدعو الناس إلى الإستسلام!! لقد هب موسى بعصاه وأعلن الدعوة إلى الله. وإبراهيم الذي حمل فأسه ليحطم أصنام الطغاة، ووقف يتحدى الظالمين دفاعا عن الجماهير، لقد كانوا يرَون واجبهم في النهوض ضد الظلم الذي يصبّه الأقوياء على الأمم المغلوبة، فكيف يمكننا أن نقول إن الدين هو من صنع الأقوياء لكي تغفو عليه الشعوب؟ إنها دعايات يروّجوها من أجل إبعادكم عن القرآن والإسلام ليحطموا حقد السد المنيع.. وقد أفلحوا في ذلك، وتحطم هذا السد أمام أعين المسلمين، واستسلم المسلمون لنوم عميق، ثم دعَوهم لحرب الإسلام دون وعي، وهذا هو معنى ما يقوله البعض ويردده، ما هي علاقة الإسلام بالحياة، هذه المقولة حرب على الإسلام، جهل الإسلام.... إنها تعني حرب على الإسلام يقوم بها المسلمون أنفسهم.
- المتقي الإمامي: أما السجن والإهانة والهتك والقتل والنفي فقد نلنا منها الكثير الكثير ، ونحن دوماً وعلى مدى الزمان نعاني من كل ذلك وما زحزحنا ذلك عن إيماننا قيد أنملة ، والحمد لله أن من يقف بجانب السلطان ليشرعن له ظلمه وبغيه ليس منا ، وإنك سيدي لو تعمقت في دراسة التاريخ لوجدت أن من جنى على الإسلام حقيقة هم أهله من المخالفين ، فلو أنهم سلكوا مسلكنا في التعامل مع دول الظلم والجور لزالت تلك الدول من أزمان بعيدة جداً ، ولكن المخالفين لطالما شرعوا لحكام البغي والظلم كل أفعالهم ، وعلى الخصوص شرعوا لهم قتل وتشريد كل من هو على الشرع الحق وهو شرع محمد وآل محمد ، ولازال المخالفون إلى يوم الناس هذا يسيرون على سيرتهم هذه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
- الداعي الزيدي: إنّ الإسلام ليس هذا، قَسَماً بالله أنّ الإسلام ليس هذا،إلاّ أنهم قد شوّهوا صورته، أنا لست من أولئك المعممين الذين يفضّلون الجلوس هنا والإمساك بالمسبحة، أنا لست "البابا" لأقيم مراسم العبادة أيام الآحاد فقط، ثم أعيش بقية أيامي سلطاناً لنفسي، لا شغل لي بأية أمور أخرى إنّ مبدأ الإستقلال الإسلامي ها هنا، ويجب إنقاذ البلاد من هذه الورطة. هذا ليس إسلاماً! لقد وقف الإسلام بوجه الظلمة، وأصدر أحكاماً بالقتال، أصدر أحكاماً بالقتل على الكفار والمعتدين، وله أحكام على الأشخاص الذين هم كذا. أفكل هذه الأحكام موجودة في الإسلام حول القتال والجهاد وكذا وكذا، والإسلام بعيد عن السياسة؟! والإسلام ليس سوى ارتياد المسجد وقراءة القرآن وأداء الصلاة؟! كلا، ليس كذلك، الإسلام لديه أحكام يجب تطبيقها.
إن مصيبة الإسلام، قديما وحديثا، هو أن الذين بحثوا فيه لم يفهموه على حقيقته وفي كل أبعاده. كل فرد ينظر إليه من خلال إدراكه فيرى بعدا واحدا منه، وكل يجده في الإسلام وفي القرآن خاضع لتلك النظرة الأحادية. فقد كان الكلاميون في القرون الماضية لا يفهمون الإسلام إلا من خلال إدراكهم ليكون دينا مبنيا على قواعد الكلام. أما الفلاسفة فكانوا ينظرون إلى الإسلام كعقيدة فلسفية، فيما كان العرفاء يدركون الجانب العرفاني في الإسلام فقط فهو في رأيهم عقيدة عرفانية، ومن ذلك الوقت وإلى يومنا هذا والإسلام ما يزال مجهولا بعد. فما تزال كل طائفة تنظر إلى بُعدٍ واحد منه، ومن هنا فإنهم يبحثون الإسلام في ضوء إدراكهم وفهمهم. فهم ينظرون إلى آيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة (ع) من خلال فهمهم الخاص. يأخذون من الإسلام ما يوافق حساباتهم، يتصفحون الأوراق ويقفون أمام الصفحة التي تتلاءم وذوقهم.
لقد أدرك هؤلاء بأن ما يؤديه العلماء من صلاة فرضها الإسلام لا تمثل أي ضرر عليهم، فليصلّوا ما شاؤوا، ليقطعوا صلتهم بالنفط ثم ليصلوا ما شاؤوا، ليصلوا حتى تنقطع أنفاسهم، وليدرسوا ما طاب لهم، وليتباحثوا حول دروسهم ما طاب لهم، لكن ليكفّوا أنفسهم عن التدخل ضد السياسات الإستعمارية وليدعوهم وشأنهم. هكذا عرّفوا الإسلام إلى المجتمعات الإسلامية، فالإسلام صلاة وصوم، ولا شأن له بحياة الشعوب، وأن العلماء يستخدمون الدين كأفيون للأمة، لكي تغفو وتنام وتضعف، لكي يسلبهم الدين قدرة الرفض والمقاومة إزاء غارات الناهبين، وأبواقهم تروّج لكل هذا وذلك يصدقهم، حتى المتنورين دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث في القرآن والسنة، هذا هو الدين في زعمهم! الدين هو نتاج أو وسيلة الأثرياء والأقوياء، لكي يحذروا به الناس، ومن ثم يصادرون حقهم ومقدراتهم. شيئا فشيئا راح الناس يصدقون مزاعمهم، حتى أنك لتجد بعض العلماء والمعممين يرددون وراءه: لا.. لا يمكن أبدا تطبيق الشريعة.. إنه أمر يعود إلى 1400 سنة.
ولا يلزمنا بحث عميق في القرآن، إن مجرد مطالعة ولو سطحية سترشدنا إلى أهداف الأنبياء.. ولماذا بعثهم الله إلى الناس جميعا.. وهل حقا أنهم جاؤوا يدعون الجماهير إلى النوم، وهل كانوا حقا عملاء للأقوياء. وهل جاء القرآن للذكر والدعاء وكتابة الحروز؟ هل طالعوا القرآن حقا؟ هل عرفوه؟ من يطالع القرآن يرى فيه آيات عن الحرب.. تدعو إلى حرب، حرب من؟ حرب الأقوياء – ليست آية أو آيتين إنما آيات عديدة تبحث في الحرب- ولقد كان تاريخ الإسلام في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم تاريخ حرب مع الأقوياء، والقرآن كتاب (حركي) أكثر منه في شيء آخر. كتاب يدعو الشعوب إلى النهوض، إلى كسر الجمود والخنوع والصراع مع الطواغيت. ينبغي علينا أن نرى مع من كان رسول الله يحارب؟ مع أقوياء مكة وطواغيت الحجاز.. علينا أن ننظر الخلفاء من بعده.. الذين نقبلهم أو لا نقبلهم ضد من كانوا يحاربون.. لقد حشدوا قواتهم ضد سلاطين إيران وسلاطين الروم وحاربوهم.
لقد دعَوا الشعوب إلى النهوض لا إلى النوم.. دعَوا المستضعفين إلى الثورة ضد ناهبيهم.. ولقد فتحوا إيران وبلاد الروم، وكانت حربا من اجل الإسلام، ولم يكن هناك من يساوم السلاطين، وكان منطق الإسلام الحرب دون هوادة مع الطواغيت والأقوياء والناهبين. من أجل هذا حارب رسول الإسلام وخلفاؤه من بعده.
إنّ الحكومات إذا كانت تخاف من أحد العلماء، أو أحد المراجع، فإنها لا تخاف من دعائه، ولا تخاف من لعناته التي يصبّهه عليهم. فمتى كان لديها اعتقاد بالدعاء واللعن؟ إنها تخاف من الشعوب،.إنّ هذه الدنيا ذهبت، وتذهب من أيدينا، وهي ليست بشيء، ليست بشيء مهم يتعلق الإنسان به، والمهم هو ذلك العالم الآخر.
- المتقي الإمامي : قلت لكم إن في نفسكم شيء ، وإلا فكيف تفسرون لي سيدي أنكم لا ترون من القرآن إلا آيات الحرب والقتال ؟؟؟ إهدؤا قليلاً سيدي حتى تتمكنو من رؤية الصورة على حقيقتها ، وكفاكم خطابة فيها الباطل أكير من الحق ، وهل ماحل بالإسلام إلا بسبب هذا الخطاب المتشنج الذي لاينم إلا عن رؤية ضيقة جداً لا تتعدى بريق كرسي السلطه ، ولو وسعتم نظرتكم سيدي لتكون شاملة لغيركم ، بل ينبغي لها أن تكون شاملة للبشرية قاطبة لما قلتم ماقلتم !!!
الله سبحانه وتعالى لم يأمرنا بالعنترة إلا بعد أن نعمل على إمتلاك عوامل النصر ، فإن كنتم ترون أن الله عز وجل قد أخطأ في ذلك – والعياذ بالله – فهذا شأنكم ، وصعده قريبه !!!
- الداعي الزيدي : اذا قلتم انكم بذلك تحتفظون ببعض الأحكام فأنا اتوجه اليكم بهذا السؤال:
- هل تقيمون الحدود، وتنفذون قانون العقوبات في الإسلام؟
- لا.
فأنتم هنا قد احدثتم صدعا في بناء الإسلام، كان يجب عليكم رأبه ورتقه، او منع حدوثه من أول الامر.
- هل تدافعون عن الثغور، وتحافظون على سلامة ارض الإسلام واستقلالها؟
- لا! نحن ندعوا الله أن يفعل ذلك.
وهنا قد انهار جانب آخر من البناء الى جانب ما انهار سابقا.
- هل تجمعون حقوق الفقراء التي فرضها الله في أموال الاغنياء وتؤدونها الى اصحابها تنفيذا لما أُمرتم به في ذلك؟
- لا! ذلك ليس من شأننا. إن شاء الله يتحقق ذلك على يد غيرنا.
ماذا بقي من البناء؟ لقد اوشك البناء كله على الخراب، مَثَلكم في ذلك كمَثَل الغافلين. أي حصن للاسلام أنتم؟ ما يكاد يُعهد الى أحدكم بحفظ جانب الا اعتذر منه! هل المراد من حصن الإسلام هو هذا الذي أنتم عليه؟! فقوله (ع): "الفقهاء حصون الإسلام" يعني انهم مكلّفون بحفظ الإسلام بكل ما يستطيعون. وحفظ الإسلام من أهم الواجبات المطلقة بلا قيد ولا شرط. وهذا مما يجب على المجامع والهيئات العلمية الدينية ان تفكر في شأنه طويلا لتجهز نفسها بأجهزة وإمكانات وظروف يُحرس فيها الإسلام ويُصان ويُحفظ: احكاما وعقائد وانظمة، كما حافظ عليه الرسول الاعظم (ص) والائمة الهداة (ع).
نحن اكتفينا بمقدار يسير من الأحكام نبحث فيه خَلَفا عن سَلَف. وطرحنا الكثير من مسائله وجزئياته ومفرداته. كثير من مسائله غريب علينا. والإسلام كله غريب، ولم يبقَ منه الا اسمه، فقد أُغفلت عقوباته. والعقوبات الواردة في القرآن تُقرأ كآيات، فلم يبقَ من القرآن الا رسمه. نحن نقرأ القرآن لا لشيء الا لنحسن اخراج الحروف من مخارجها الطبيعية، اما الواقع الاجتماعي الفاسد، وانتشار الفساد في طول البلاد وعرضها تحت سمع الحكومات وبصرها، أو بتأييد منها، للفجور والفحشاء واشاعتها، فذلك امر لا شأن لنا به. حسبنا ان نفهم ان الزاني والزانية قد جعل لهما حد معيّن. اما تنفيذ ذلك الحد وغيره من الحدود فليس ذلك من شأننا!
نحن نسأل: أهكذا كان الرسول الاعظم (ص)؟ هل كان يكتفي بتلاوة القرآن وترتيله من غير اقامة لحدوده، وتنفيذ لأحكامه؟ هل كان خلفاؤه من بعده يكتفون بإبلاغ الأحكام الشرعية الى الناس ثم يتركون الحبل على الغارب بعد ذلك؟ ألم يكن الرسول (ص) ومَن بعده يقيمون حد الجلد والرجم والحبس والنفي؟ عودوا الى دراسة باب الحدود والقصاص والديات لتجدوا ان جميع ذلك من صميم الإسلام. الإسلام جاء لتنظيم المجتمع بواسطة الحكومة العادلة التي يقيمها في الناس.
نحن مكلفون بحفظ الإسلام، وهذا من اهم الواجبات، ولعله لا يقل أهمية عن الصلاة والصوم. وهذا هو الواجب الذي اريقت في سبيل ادائه دماء زكية. فليس أزكى من دم الحسين (ع) وقد أريق في سبيل الإسلام. علينا ان نفهم هذا ونُفهمه الناس. انتم تكونون خلفاء الرسول (ص) اذا علّمتم الناس وعرفتموهم بالإسلام على واقعه. لا تقولوا ندع ذلك حتى ظهور الحجة (عليه السلام) فهلاّ تركتم الصلاة بانتظار الحجة؟! لا تقولوا كما قال بعض: ينبغي اشاعة المعاصي كي يظهر الحجة (ع)، بمعنى ان الفواحش اذا لم تنتشر فإن الحجة لن يظهر! لا تكتفوا بالجلوس هنا للتباحث في أمور خاصة، بل تعمقوا في دراسة سائر الأحكام. أنشروا حقائق الإسلام. أُكتبوا وانشروا فذلك سيؤثر في الناس بإذن الله، وقد جربت ذلك بنفسي.
وإذا فرضنا أن مجموعة من الأشخاص آمنت بعقيدة شخص معين وشاركته في تبني هدف معين دون بقية أفراد المجتمع الذين شاركوه أو خالفوه، وهذا الموقف أسوأ، فإن قدرة هذه المجموعة على تحقيق المهام المطلوبة تبقى محدودة فلا تنجز سوى بعض الأعمال البسيطة. هذا إذا تركها بقية أفراد المجتمع وحالها. فهي حصلت على قدرة معينة من خلال الإتصال بين أفرادها واستطاعت إنجاز بعض الأعمال لعدم وجود معارضين لها، أما إذا ظهرت مجموعة أخرى تعارضها وتسير بعكس اتجاهها وتعرقل أي منها لهدفها، فحتى هذا الهدف المحدد لا يمكن تٍحقيقه. إنني هيأت قلبي الآن للحراب ..... إنني سوف أسعى لتبيان أحكام الله ما وسعني بإذن الله، وما دام قلمي في يدي، فإني سأوضح للملأ الأعمال المخالفة لمصالح البلاد.
لا يستطيع مؤمن يتقي الله أن يعيش ملتزما ومحتفظا بإيمانه وهديه. وأمامه سبيلان لا ثالث لهما: إما ان يقسر على ارتكاب أعمال مردية، أو يتمرد على حكم الطاغوت ويحاربه، ويحاول إزالته، أو يقلل من آثاره على الاقل. ولا سبيل لنا إلا الثاني، لا سبيل لنا إلا أن نعمل على هدم الأنظمة الفاسدة المفسدة، ونحطم زمر الخائنين والجائرين من حكام الشعوب. لذا أرى أنّ وجودي هنا أضحى لا مبرر له، فإنّ البقاء في بلد يتعامل مع المسلمين، ومع مجاوري أضرحة الأئمة (عليهم السلام) بهذا الشكل أضحى صعب عليّ. طبيعي أنّ ذهابي يتم بناءً على مصالح لعلها تخفى على الكثيرين، عسى الباري (جل وعلا) أن يمنّ علينا بالشهادة، فالنصر أو الإنكسار إنما يكمنان في الشعار السامي (إحدى الحسنيين).
-- المتقي الإمامي : هذا صورتكم سيدي قد تأثرتوا قوي بالوهابيه !!! الذين لا يرون من الدين إلا الحدود !!!
نعم نحن نقيم الحود متى توفرت كافة أركانها ، وكما أمر الله ورسوله .
ونعم نحن من يدافعون عن الثغور، ويحافظون على سلامة ارض الإسلام واستقلالها ، فإن كنتم تجهلون هذا عنا فالعيب في جهلكم سيدي وليس فينا !!!
ونعم نحن نجمع حقوق الفقراء التي فرضها الله في أموال الاغنياء ونؤدويها الى اصحابها تنفيذا لما أُمرنا به ، بل نحن نفعل ذلك دوماً بينما تخلى غيرنا عنه !!!
هل تعلمون سيدي أنه لدينا إذا تخاصم إثنان أو أكثر على أرض أو مال أو غير ذلك يقوم العلماء في مجالسهم بالفصل في ذلك الخلاف خلال أيام فقط ، بينما غيرنا تأخذ مثل هذه القضايا عندهم سنوات وسنوات ، مافي ذلك من عواقب وخيمة جداً!!!
وي وي وي سيدي ، قولكم " لا تقولوا ندع ذلك حتى ظهور الحجة (عليه السلام) فهلاّ تركتم الصلاة بانتظار الحجة؟! لا تقولوا كما قال بعض: ينبغي اشاعة المعاصي كي يظهر الحجة (ع)، بمعنى ان الفواحش اذا لم تنتشر فإن الحجة لن يظهر! " يثبت تأثركم الكبير بالوهابيه ، بل أن هذا المنطق منطق وهابي غب !!! فإذا كان ديدن الوهابية الكذب والدجل على المخالف فإنني أربأ بكم عن هكذا مسلك سيدي !!!
{مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} (5) سورة الكهف .
ونصيحة أخيرة لكم سيدي ، ترفقوا بالناس في دعوتكم ، وبينوا للناس الحق من الباطل باللتي هي أحسن ، وأعملوا في ذات الوقت على إمتلاك عوامل القوة التي تضمن تحقيق النصر عندما يأتي وقته ، ولا يغرنكم إمتلاك بعض القوة فتتهوروا ، ويرتد عملكم وبالاً على العباد والبلاد ، بل وبالاً على شرع الله ذاته .
أخي الكريم / محمد الغيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لأبأس عليك أخي الكريم
فالتقية مشروعه هنا !!!
لعل هذا درس عملي نأخذ منه عبره !!!
وأنا لم أقل غير ماقرأته في الأحداث
وحاشا أن يكون غرضي النيل من السيد الجليل
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 212
- اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
- مكان: جدة
- اتصال:
صحيح، وقد صرحت أنا بذلك مراراً، فما مرادك بتكرار ذلك؟عبدالملك العولقي كتب:ملاحظة أخرى أرجو منك قبولها أخي الكريم
قلت أن الحوار ليس لك ، بل هو منقول عن كتاب ، وأنت لم تذكره حتى الآن !!!
وما سيفيد جوابي في هذا، فلعل جوابي على سؤالك يكون تقية مني في الجواب!!!! فكيف ستعرف الحقيقة ؟عبدالملك العولقي كتب: فهل نعد هذا من التقيه ؟؟؟
تمهل يا أخي فقد آذيتني ولبست على المطالعين، فلا ترميني بالباطل فقد حرصت أنا من أول طرحي على الحوار أن أضعه كما رأيته على أصله ونوهت على ذلك مراراً ولم أتصرف فيه بشيء بل وحرصت على تأمير النص الأصلي بالخط الثقيل ليظهر ذلك جلياً للجميع.عبدالملك العولقي كتب:وتصرفت في الحوار ، دون أن تشير إلى ذلك ، وهذا مخالف للموضوعية والأمانة في النقل !!!
عجبي عليك، اطرح أنا نصاً محدداً لمحاورة حدثت فعلاً وأطلب نقاشها من الجميع فتقوم أنت بدلاً عن نقاشها بالتصرف في نصها وتلغي تماماً كلام أحد المتحاورين وتتكلم انت بدلاً عنه وتضعه للجميع ثم تطلب مني السماح بذلك بعد وضعه!!!!!! فهلا انتظرت لمعرفة موافقتي علىطلبك من عدمها قبل التصرف ؟؟؟؟؟؟؟؟عبدالملك العولقي كتب:عموماً ، قد إختلف مقالكم ، ويقتضي ذلك تغيير مقالي ، وأتمنى أن لايدخل في قولي ماليس منه !!!
نعم، للمصلحة والعبرة المرجوة من طرحي أصلاً ولإنتفاء النواقض سايرتك في ما فرضته أنت علينا من تبديل للنص مع ابداء رأيي بتحبيذي الإلتزام بأصل النص. وكذلك منعاً للبس كان تنويهي للمطالعين بالإنتباه لأصل النص والتزمت أنا بالتأمير عليه بالخط الثقيل مراعاة لذلك والذي لم تأبه له و أزلته انت في ردك. ومع هذا كله حرصت أنا أيضاً على ان يكون ردي عليك في الحوار الذي صغته انت هو من كلام المدعي نفسه دون أي تحريف أو زيادة.
وبعد هذا كله ترميني واهماً بعدم الأمانة والموضوعية ومن قبل بالكذب، &يا أخي لا أطلب منك هنا الإعتذار مني فحسبنا الله، ولكني أدعوك ان تزيل الغشاوة عن عينيك وتتدبر الكلام قبل الإندفاع في الجواب فلسنا في مسابقة سرعة أو إبراز مواهب.
عودة إلى الموضوع.
قرأت تعديلك الثاني للحوار بلسانك انت تقمصاً لشخصية المحاور الأصلي المتقي الذي وصفته أنت بالإمامي ولا أرى موجب للتعقيب عليه فكلام المحاور الداعي الذي نقلته أنا عنه ووصفته أنت بالزيدي كافٍ للرد على ما أتيت به أنت سابقاً ولاحقاً فالأمر قد وضح وظهر تأثير فهم الدين على كلٍ من الجميع، فهم الداعي والمتقي وفهمك انت.
ويحضرني الآن شعراً فيه عبرة لمن يعنبر.
العيس في البيداء يقتلها الظمأ ***** والماء فوق ظهورها محمول
وسلام الله عليك.