مسكينة أيتها البساطة ، كم ترتكب باسمك الجرائم ، مسكينة أنت وضعيفة .
سيدي الرئيس تحية ..
أتعرف أننا لا نملك ثلاجة أو تلفاز أو هاتف ؟
حتى ملايات النوم يا سيدي نتوارثها لأننا نعتقد بأنها تجلب النوم السعيد .!
أتعرف أننا أكثر من بسطاء يا سيدي ؟
أتعرف أننا بقية السذاجة الموجودة في الكون ، ومجموع الفقر والذل الذي حل على هذه الأرض ؟!
أخر مرة يا سيدي رأيت فيها اللحم كان في ذاك اليوم العظيم ، الذي أمرت فيه أمنائك للحضور إلى بيتك المتواضع المكون من – ألف كيلو متر مربع – كنت عابرا من أمامه فرأيتهم يرمون الطعام ومن بينه اللحم في مزبلة الحياة القريبة جدا من بلادنا ، وكأننا شعب لا يموت من الجوع أبدا ولا يشتاق إلى الطعام .!
شاهدت يا سيدي ثلاثة مجانين .
أولهم . عرفته دكتور تخرج بأكثر من مرتبة شرف ، وتميز عالي ، وزمالات لم يستطع اكثر من جدار تحمل شهاداته . رفض الحياة الهنيئة بكل ما فيها من أزهار وشتاء وبحرا يغري بالسباحة ، وعاد بكل شيء إلى نظام وطنه الذي يتبنى الحرية ، فلم يجد الشيء الكثير أو القليل لم يجد نفسه يا سيدي إلا سائرا في الطرقات لا يملك إلا تلك القطع الممزقة التي تستر عورته وتفضح عورات أسرته .
لم يستطيع أن يكمل المسير فترك شهاداته وهرب إلى عالم الجنون عله يجد فيه ما يدخل به على بقايا أسرته التي لم يأكلها أمنائك .
وثانيهم . شاب يصارع الأسود ويقتل ألف ذئب كل لليلة . لا يهاب الموت أو ما بعد الموت انتقل بعد دراسته إلى كلية الشرطة – لأنه يحمل بين طيات ذكرياته حلما نائما في أعماقه – لينظم نظام بلده الذي قدم له كثيرا من الكتب أثناء دراسته الأولية ، بما يعادل خمسة كتب سنويا ، تخرج من هذه الكلية العظيمة التي لا تلد إلا رجالا شرفاء يعيشون ويموتون من اجل تراب بلادهم وفضلات نظامهم . في أولى رحلاته مع الأمانة بينما كان ينظم الطرق في إحدى الليالي الهادئة يضطر لأن يوقف سيارةً كان يرى بداخلها مصارعة جنسية بين فتيان وفتيات ، حاول بكل أخلاق مهنته ثم بفطرته الطاهرة ، ولكن للأسف كان الفتيان من أولاد أمنائك يا سيدي فأمروا مرافقيهم _وجنود وطننا_ وما أن انتهى الأمر حتى كان ذاك الفتى يجري بين دمائه ، وأخته تؤكل من نهدها وزوجته تموت بين أحضان عشرة رجال .
لم يستطع – يا سيدي – بعد هذا أن يلبس طقم الشرطة ففصل من وظيفته وكشف عورته وخلع نجومه وأوسمته وسار ملكا متوجا في عالم الجنون الخالي من الحياة .
وثالثهم . أراه كل صباح أمام بيتي ومكتبي ومدرسة أبني التي تبعد أكثر من عشرة كيلو مترات عن مدرسة ابنتي ، فلا أدري كيف أراه هناك ثانية ؟!
مجنون يبكي الضحك ، ويسعد الأحزان ، أبله هو في عقيدته ، مشردٌ من أخلاقه ، مجنون نجس لن يدخل الجنة أبدا . مجنون بمراقبة الناس ، مجنون ينقل أخباري إلى أمنائك يا سيدي كي ينقلوها إليك ، مجنون يصنع قرارت نظامك ووطني – يا سيدي الرئيس - .
مجنون رحل إلى عالم الجنون فلم يقبلوه بل وطردوه .
سيدي الرئيس تحية عطرة بكل الأزهار الجميلة والعطور الفرنسية التي تعبدها .
مجنون أنا رابع لأني مازلت أدعوك سيدي .
مجنون أنا فعلا لأني مازلت أبحث لك عن مخرج .
مجنون أنا فعلا لأني فكرت يوما أن من الممكن أن تكون غير ذلك المجرم الذي لا يقتل الواحد والأثنين ،ولكن يقتل شعبا بأكمله ويدفنهم بأيديه تحت "الإزفلت" .
أريد أن أعرف يا مجرم ماذا تريد أن تحكم ، وكم تريد أن تأكل ؟!
نعم يجب أن تتفاعل مع أسئلتي هذه ، فهناك أكثر من مائة مليون مجنون ينتظرون إجابة مجرم .
أتعرف انك لو قتلتنا جميعا واستوليت على كل ما نملك ، لن تأكل أكثر من ثلاث وجبات ولن تنام إلا على سرير واحد ، ولن تستطيع أن تسكر وتمارس الحب مع النساء لأنك فقدت تلك الطاقة الروحية الخاصة بالمجانين الساكنين في عالم الجنون .
نعم أنت يا من تدعو نفسك بالــ… سأنتصر عليك قريبا ، أتعرف لماذا وكيف ؟!
سأنتصر عليك لأن المجنون لا يملك كرسيا أو اسما يخاف عليه ، والمذبوح ما عادت تأكل ظهره بقية رصاصات جنودك .
سأنتصر لأني أستطيع أن أعود من عالم الجنون إلى عقلي ، لكنك لا تستطيع أن تعود من عالم الإجرام والدعارة السياسية إلى العاطفة البشرية .
وداعا يا مجرمُ حتى نلتقي .
مجنون - مقال -
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 108
- اشترك في: الاثنين مارس 07, 2005 2:39 pm
مجنون - مقال -
قال الله تعالى
في مدح رسول الله ( وإنك لعلى خلق عظيم )
لآل بيت رسول الله ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
عن رسول الله ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )
قال رسول الله :
كتاب الله وعترتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض
في مدح رسول الله ( وإنك لعلى خلق عظيم )
لآل بيت رسول الله ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
عن رسول الله ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )
قال رسول الله :
كتاب الله وعترتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2
- اشترك في: الأربعاء يونيو 18, 2008 3:40 am
Re: مجنون - مقال -
سلمت يداك على المقال ياأخ معاذ
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1344
- اشترك في: الاثنين أغسطس 01, 2005 1:58 am
- مكان: هنااك
- اتصال:
Re: مجنون - مقال -
نعم أنت يا من تدعو نفسك بالــ… سأنتصر عليك قريبا ، أتعرف لماذا وكيف ؟!
سأنتصر عليك لأن المجنون لا يملك كرسيا أو اسما يخاف عليه ، والمذبوح ما عادت تأكل ظهره بقية رصاصات جنودك .
سأنتصر لأني أستطيع أن أعود من عالم الجنون إلى عقلي ، لكنك لا تستطيع أن تعود من عالم الإجرام والدعارة السياسية إلى العاطفة البشرية
سلمت حبيب قلبي يامعاذ
سأنتصر عليك لأن المجنون لا يملك كرسيا أو اسما يخاف عليه ، والمذبوح ما عادت تأكل ظهره بقية رصاصات جنودك .
سأنتصر لأني أستطيع أن أعود من عالم الجنون إلى عقلي ، لكنك لا تستطيع أن تعود من عالم الإجرام والدعارة السياسية إلى العاطفة البشرية
سلمت حبيب قلبي يامعاذ
وإنك لعلى خلق عظيم فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون.......!
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1155
- اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am
Re: مجنون - مقال -
﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾
سلمتم اخي معاذ ووفقكم الله الى كل خير
مع خالص تحياتي
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 407
- اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2007 11:59 pm
- مكان: Heart al-majalis
Re: مجنون - مقال -
لا حول ولا قوة الا باللهأولهم . عرفته دكتور تخرج بأكثر من مرتبة شرف ، وتميز عالي ، وزمالات لم يستطع اكثر من جدار تحمل شهاداته . رفض الحياة الهنيئة بكل ما فيها من أزهار وشتاء وبحرا يغري بالسباحة ، وعاد بكل شيء إلى نظام وطنه الذي يتبنى الحرية ، فلم يجد الشيء الكثير أو القليل لم يجد نفسه يا سيدي إلا سائرا في الطرقات لا يملك إلا تلك القطع الممزقة التي تستر عورته وتفضح عورات أسرته .
صح لسانك اخي

