صعدة ... حربا سادسة تلوح في الافق
المنبر نت - آراء ومقالات
محمد عبدالسلام
بعد انتهاء الحرب الخامسة في العام المنصرم في محافظة صعده تنفس الجميع الصعداء وتفائلوا بغد مشرق خاصة وان الرئيس قال ان الحرب لن تعود مرة اخرى ... لكن لم يمض على ذلك التفائل الا قليلا حتى سارت محافظة صعده نحو التأزم من جديد على مختلف المحاور التي تدور الحرب عليها فرئيس لجنة الاعمار بصعده يتم تغييره اكثر من مرة والقوات العسكرية رفضت الخروج من اغلب القرى والمناطق والمدارس والسلفيين رفضوا الخروج من المساجد التي احتلوها في ضروف الحرب وما زالوا يمارسون ادوارهم التكفيرية التي لعبوها ايام الحرب ، المعتقلين رفضت السلطة الافراج عنهم ،والمفقودين لم تفصح عن مصير ايا منهم ، التعويضات ما زالت سرابا يحسبه الظمئان ماء ، المنهوبات لم يتم الحديث عنها مطلقا ، اصلاح الوضع الذي خلفه خمس حروب متتابعه هو الاخر ما زال على عادته بدون أي خدمات تذكر .
والاسوأ من ذلك كله ان الامور تتجه نحو التصعيد والاستعداد لحرب سادسة انما بطريقة الحرب الباردة والهادئة التي لا ضجيج لها ولا صخب تؤدي الى الاهداف التي رسمتها السلطه خلال الحروب السابقة وفشلت بتلك الوسيلة
فتغذية الصراعات القبلية والطائفية تاخذ منحى رسمي فالمواجهات التي حدثت في ضواحي ضحيان بمنطقة آل الحماطي كانت مواجهات طائفية حشدت لها السلطة من المدارس السلفية من صعدة وخارجها وساندتهم المواقع العسكريةالمطله بالضرب بالمدفعية والدبابات ، والاعتداءات التي حصلت في الخوالد منطقة خولان بن عامر هي كذلك تغذية عنصرية ظهرت الى الساحة من جديد رغم رفض ابناء المنطقة الدخول في هذا الصراع سابقا .
كذلك بعض ابناء منطقة ولد نوار واسفل مران والذين تعايشوا مع الواقع في منطقتهم بكل سلاسه ويسر زجت بهم السلطة في مواجهات طائفية وزودتهم بالدعم المالي والعسكري والتعبوي .
كذلك في مناطق الجوف وسفيان أي صراع مهيأ للانفجار سواء كان طائفيا اومذهبيا اوقبليا السلطة تسعى الى تأزيمة وتغذيته .
ونجد في كل مكان يمكن ان يتهيأ وجود صراع طائفي او قبلي او أي صراع تحاول السلطه تشجيعهم على المواجهة في حين رفضوا خلال خمس حروب ماضية أي مواجهة مع ابناء صعده ايا كانت توجهاتهم لان أي مواجهات من هذا النوع بين ابناء المنطقة الواحده ستكون آثارها وخيمه وبشكل دائم
الذين تساؤلوا وهم كثر عن كيف وقفت الحرب الخامسة بذلك الهدوء المريب وعلى ماذا ، غاب عنهم ان السلطة بعد ان فشلت في حسم الموضوع عسكريا واصبح بقاء الحرب بتلك الصورة يشكل عليها عبئا هائلا وسبب لها الكثير من المشاكل في الداخل والخارج .
لم يفهم البعض ان السلطة اخذت ابعاد استراتيجية اخرى ووسائل تعتبرها افضل من سابقاتها بعيدة عن الضجيج والاعلام والمنظمات الحقوقية والانسانية وغيرها وستحقق عبر تلك الوسائل الانفة الذكر الاهداف التي فشلت في تحقيقها خلال الحروب
تتضح تلك الاستراتيجية القادمة من خلال تصرف السلطة مع لجان الوساطة فكلما كادت لجنة ان تصل الى المصداقية وتدخل الى المراحل العملية في معالجة الوضع وانهاء الحرب الى الابد تعرقل السلطة ذلك اما بمحاولة اغتيالات او بلبلة كما حدث للوساطة عندما اطلقت النيران عليهم في شهر رمضان وتعرقل عمل اللجان بالتغيير والاقالة والتخوين وهكذا حتى شارك في لجان صعده ما بين اعمار ووساطات كل شخصيات اليمن واخيرا من خارج اليمن .
السلطة منطقيا وعمليا بيدها الحل والعقد وهي تستطيع ان تعمل كل شيئ وقد اوقفت الحرب الخامسة بسرعة دون عراقيل فهي من تحتفظ بالمعتقلين وترفض الكشف عن المفقودين وتماطل في تعويض المتضررين وتعرقل اعمال اللجان والوساطة مرة بالتخوين ومرة بالاقالة والتغيير تعمل وبصورة مكشوفة الى تمديد الوضع الراهن لما يسمح بانتقال المحافظة من وضع سيئ الى وضع اسوأ منه والذي رسمته مؤخرا وهو الدخول في صراع قبلي وطائفي ومذهبي واقتتال وتقطع واغتيالات .
مصادر حوثية مطلعة كشفت عن بعض التحركات السرية التي تقوم بها السلطة الى تغذية هذه الاعمال العدوانية مستقبلا ومنها :ـ
1ـ تدريب مكثف للمجندين من ابناء صعدة والتنسيق مع جهات معنية لتنفيذ اعمال اغتيالات تستهدف شخصيات اجتماعية وسياسية حتى من الذين هم في طرفها حتى تخلق اجواء مشحونة ومقبولة فعلا تخدم الوضع القادم .
2ـ العمل على اثارة المشاكل المذهبية والقبلية بين المجتمع في صعده لاعتداءات وتحرشات كما حصل في ال الحماطي وولد نوار ومران وغمر والجوف وغيرها
3ـ جلب اسلحة حديثة تدل على طبيعة العمليات والاداء العسكري القادم الذي تركز عليه السلطة مستقبلا ومن تلك الاسلحة التي وصلت صعدة هي (رشاش 12.7نوع محمول حديث بمنظار ليلي ) هذا السلاح سهل التنقل خاص بالقنص الليلي في الضروف الصعبة
اضافة الى ( معدل شيكي بمنظار ليلي ونهاري ) له القدة على اقتناص الهدف على ابعاد واسعة .
اضافة الى ( رشاش مع آلية خوذه عسكرية بها منظار متصل بها )
اما سلاح الجو فقد تم تزويده باجهزة حديثة تفيد في تأخير الصوت حتى لا يعرف مجيئ الطائرة قبل ظهورها بحيث يتأخر عنها الصوت فترة زمنية محدده تفاجئ بالضرب قبل ان يكشفها الصوت وقد تم تركيبه في الطائرات النفاثة بمطار صنعاء والعمل جار على الطائرات العمودية المروحية .
4ـ من خيوط الاستراتيجية القادمه فرض حالة عدم استقرار في الطرق الرسمية على محافظة صعدة وبالذات الطريق الرئيسي بين صعده وصنعاء وذلك بالدفع بحاشد لممارسة قطع الطريق بذرائع واهية وبتشجيع من السلطة وادواتها في المنطقة وفرض حالة حصار غير رسمي او معلن يهيئ ان يكون وضع المحافظة القادم متدهورا من الناحية الاقتصادية حتى يتم تهيئة الاجواء لاي عدوان قادم كما حصل في قطاع غزة تماما .
ومن خلال الوضع الراهن في محافظة صعده يؤكد ان السلطة تسعى الى عزل المحافظة وحصارها فهي تعيش حالة الحصار التام من كل المواد الغذائية والمتشقات النفطية فدبة الغاز سعرها ( 2000ريال ) ودبة البترول سعرها (بين الـ2000والـ1700ريال ) ويرتفع السعر كلما ازدادت حالة الحصار واستمر الوضع على ماهو عليه
من خلال الحرب القائمه ( في السواد ) بين قبائل سفيان التابعة لبكيل والعصيمات التابعة لحاشد يتضح فعلا ان السلطة تريد ان تشغل كل المحاور في المحافظة وخارجها الى الاستهلاك الداخلي عبر حروب داخلية تأكل الاخضر واليابس وتعرقل مسيرة الحياة فبرزت الحرب بين الطرفين في ضروف غير مهيأه لعودة الحرب بينهم وبدعم سخي حتى ان السلطة تقدم لطرف في الحرب اطقم عسكرية ومدافع ورشاشات كما تسمح لبعض القبائل بقطع الخط الرئيسي على ابناء صعده وتحت سمعها وبصرها وبالاكيد تأييدها .
في هذه الأوضاع المتدنية بالمحافظة وإشغال الناس بالحصار القائم وفرض حالة جديدة من الصراعات الداخلية والقطاعات ...تظل السلطة تحيك المؤامرات وتتفرج على أبنائها وتنتظر اللحظة الانية التي يكون فيها ابناء صعده وغيرهم قد أنهكتهم الأوضاع المزرية اما بصراعات طائفية او بحروب اقتصادية لتعلن حربا جديدة ، وتحاول مرة أخرى تحقيق الأهداف التي انطلقت الشرارة الاولى من جبال مران عام 2004م من اجلها واخفقت في ذلك .
المصادر ذاتها اكدت ان السلطة لن تجني من اعمالها تلك سوى العلقم لعدة اسباب عزاها المصدر الى ان المخططات والاستراتيجيات العسكرية التي ترسمها السلطة مكشوفة بالنسبة لهم ـ منها ما ذكره لنا ـ ويتم معالجتها اضافة الى ان فرض الحالات الجماعية على المجتمع ككل تزيد من توحده وتماسكه وقد مرت المحافظة بضروف صعبة للغاية خرجت منها بنجاح فلن يكون أي وضع قادم له أي تأثير خاصة مع تماسك المجتمع واحساسه بالاستهداف المباشر في كل شئون حياته .
والاهم من ذلك ان الحوثيين لم يبدوا لهذه الاعمال أي وزن يذكر وفشل استدراجهم في أي مواجهة قبلية او مذهبية حتى الان .