فخامة الرئيس كفاك تخوينا لشرائح المجتمع اليمني فمتى ستقول لنا أنا ربكم الأعلى ؟
(منقول من المجلس اليمني بفلم المتشرد)
http://ye22.com/vb/showthread.php?t=90736
لا يزال فخامة الأخ رئيس الجمهورية يكرر اسطوانته المشروخة في التوجيه والنصح والإرشاد وكأنه نبي مرسل غير آبه أو موليا إهتماما يذكر بالكيفية التي يجب بها إجتثاث جذور الفساد الذي يشكل فخامته عماده الأول ، ففي خطابه الذي ألقاه يوم أمس أمام أعضاء مجلس الشورى القبلي الذين يسبحون بحمده وفي إستعراض يدل على الغباء والسذاجة السياسية المفرطين تطرق إلى ظاهرة البذخ والإسراف في مظاهر الزواج والعزاء التي تمارس في وسط من يشكون التخمة فقط وليست شأنا عاما يهم الشعب اليمني ليستولي على إنتباه فخامته فقال : إنها ظاهرة غير حضارية وتثير المشاكل والأحقاد والضغائن في المجتمع وطالب بأن يكون رجال الدولة ومؤسسات الدولة القدوة الحسنة في كل شيء وواصل فخامته قائلا : إن مظاهر الإسراف قد تكررت وبشكل سلبي مما يؤثر على مظاهر السلام الاجتماعي معتبرا أن الإسراف والتباهي سلوك غير سوي وغير إنساني وطالب العلماء والمرشدين أن يلعبوا دورا فاعلا في التوجيه والإرشاد وضرب بنفسه مثلا فقال : لقد حاولت منذ 14 أن تكون مناسبات الزواج لأولاد أخي ولابني وأقربائي بسيطة وتقتصر الدعوة على أصدقاء وزملاء العرسان وعدد محدود من الشخصيات وهو بتشخيصه للظاهرة تلك التي لا يعيشها السواد الأعظم من أبناء شعبنا اليمني لم يتطرق لمعالجة قضية الفقر وما يسببه من معاناة ووضع بدلا عنها طرق تضمن لمن انتفخت كروشهم وزادت أرصدتهم على حساب الفقراء والمعدمين لتجنب المباهاة منعا لإستثارة ما يعمتل في الصدور من غل وحقد على المستأثرين بخيرات البلاد وأرزاق العباد وواصل نصائحه لهم بعدم الإسراف في الذبائح أو شراء القات لأن الإسراف الذي يصل إلى حد رمي كميات كبيرة من مخلفات الموائد العامرة بشتى أنواع الأكل في الزبالة لا يجوز شرعا ولا قانونا ، واستثار القوى الحزبية المحسوبة عليه وعموم المواطنين لكسب تأييدهم لتوجهاته وإبراز نفسه كعادته كملاك نقي من تبعات ما يعيشه الشعب اليمني من بؤس وحرمان فطالب من يديرون السلطة معه من نواب وعساكر في المؤسسات العسكرية والأمنية بالإلتزام بما يمليه عليهم وأنه ستكون هناك ضوابط إدارية لمن لا يلتزم قد تصل إلى الفصل والخروج من الخدمة أيا كان مركزه الإجتماعي والسياسي مشددا على أنه لن يقبل بهذا السلوك وسيعطي الصحافة الرسمية والحزبية ضوء أخضر لكي تفضح هؤلاء بالاسم على أن تكون المعلومات صحيحة وليس لغرض في نفس يعقوب .
زف الرئيس أيضا التهاني لمؤسسات الدولة على ما تحقق من نصر على الحوثي في محافظة صعده وكرر تهديداته لأحزاب اللقاء المشترك لمواقفها من حرب الحكومة ضد الحوثي ومنح صك براءة لحزب التجمع اليمني للإصلاح من المشاركة في تلك المواقف واعتبره خارجا من أحزاب اللقاء المشترك ووصم البقية ( وبصورة مغايرة هذه المرة لما كان يوصم به الحزب الإشتراكي اليمني منفردا ) بمؤازرة وتشجيع حرب الإنفصال مؤكدا أنها نفس الوجوه التي عرفها ، وعلى نفس سيمفونية بوش في تهديده للعالم ( من ليس معنا فهو ضدنا ) وكأنه أصيب بعدوى بوشية ذكر أن حزب الإصلاح وقف معه في حرب الإنفصال وحرب الحوثي ، وعاود لهجته التهديدية بنفس نبراتها السابقة في تلميح منه بحل بقية الأحزاب إستنادا للصلاحيات الدستورية الممنوحة له وبتهم جاهزة وهي إستغلال التعددية السياسية بشكل سيىء دون وضع ضوابط للحرية والديمقراطية وذكر بأنها خيانة لما قدم من أنهار من الدماء من كل بيت ومحافظة وقرية سقطوا دفاعا عن الوحدة والديمقراطية ، وعاود كعادته اللعب بالعواطف وإستغلال قرب مناسبة ثورة 26 سبتمبر وفي صورة مماثلة لما كرره علينا العسكر منذ أن استلم عبد الله السلال مقاليد الحكم وحتى عهد المشير فذكر أن فتنة الحوثي هي إمتداد لذلك الإرث الرجعي الذي دكت عروشه يوم 26 سبتمبر ، وألمح في تهديد آخر لرموز الطائفة الزيدية وبقية الأحزاب السياسية الوطنية إلى معرفته بمن وقف إلى جانب الحوثي ومن اعتصم معه ومن الذي كتب مع الحوثي ، وفي إشارة منه إلى المحاكمة الجائرة والظالمة التي تمت بحق الخيواني وصحيفة الشورى وبنبرة تهديدية أخرى وإتهام بالعمالة للخارج والإرتهان له قال انه يعرف من يوجه تلك الصحافة وهو على إطلاع بذلك ويعرف حق المعرفة من أين يستلم كتابها ومن أين يدفع لهم ويعرف أيضا المخربين الذين يتسكعون على أبواب السفارات ويتحدثون عن الحرية والديمقراطية وهم مجتدون هم وأولادهم وبناتهم داخل السفارة الأمريكية وهم الذين يقولون الموت لأمريكا فأي ديمقراطية وأي حرية وأي إصلاح ...تحدث الرئيس أيضا عن المجالس المحلية وتوجيهاته في ما يخص مهامها وأعمالها ولم يأت بجديد يتجاوز النقد المماثل الموجه للمسؤلين الحكوميين والعسكر الذي سمعناه منه في أكثر من مناسبة ، وما يفترض في كل الأقلام الشريفة هو طلب محاسبة الرئيس على إدعائه الباطل وإتهامه الصريح لرجال المعارضة من حملة الأقلام وأبنائهم وبناتهم بأنهم مجندون ومتسكعون على أبواب السفارة الأمريكية فمن أبقى فخامته من قطاعات الشعب اليمني لم يلوثها بلسانه ويتهمها بالعمالة للخارج من الرجال والنساء من مختلف الفئات العمرية ؟
فهل نفوت له زلات لسانه وعفونتها بما يستعرضه أمام الشعب اليمني الذي يعتبره ساذجا إلى أبعد الحدود ليتشدق أمام مجلس الشورى متهما كل قطاعات الشعب بالعمالة والإنفصالية وبيع الأعراض ومهددا ومصدرا أحكاما لا تليق بوضعه كرئيس للدولة فمن هم مستحقوا البراءة في نظر فخامته ؟
لا مجال للتصفيق والتهليل والتكبير أو السكوت على هفوات وعثرات علي عبد الله صالح فقد يأتي يوم يقول لنا فيه كما قال فرعون من قبل مستعرضا غطرسته وجبروته ( أنا ربكم الأعلى )