رسالة القاضي الارياني إلى المشير عامر بعد مقتل عدد من الثوار

[freedom]

جزء من نص رسالة القاضي/ عبدالرحمن الإرياني رئيس المجلس الجمهوري الأسبق إلى

المشير/ عبدالحكيم عامر والقيادة المصرية في الجمهورية العربية المتحدة سابقاً

في يوم الثلاثاء وبتاريخ 20/10/66م وبينما كان الرئيس الراحل عبدالله السلال خارج العاصمة تم تنفيذ حكم الإعدام الصادر من محكمة أمن الدولة بكل من رجالات الثورة (علي هادي عيسى- محمد الرعيني - حسين الاهجري - حسين العواضي - عبدالحميد الدباس- علي محسن هارون - محمد أحمد العميسي). وعقب الإعدام تم سحلهم بالشوارع من قبل الناس التي كانت معبأة ضدهم وتم تعليق جثثهم على باب السجن كان ذلك بسبب اتهامهم بمحاولة قتل السلال والتآمر على النظام الجمهوري.

وجاء حكم الإعدام بعد أن تم إرسالهم من السجن الحربي في مصر كدفعة أولى تمت محاكمتهم.

وفي هذه تفاصيل مثيرة يمكن عرضها في أعداد قادمة.

ما حدث ضد ضباط ورجال الثورة دفع القاضي عبدالرحمن الإرياني والذي كان محتجزا مع الأستاذ أحمد النعمان وآخرين في مصر عقب مطالبتهم بتنحية السلال من الحكم وتشكيل مجلس شورى على أسس سليمة دفعه لإرسال الرسالة التي تنشر ربما لأول مرة وفيها من الغصة الكثير. نعيد نشرها في (الوسط) تعميما للفائدة ولمن يبحث في تاريخ ما بعد الثورة.

أذيع ونشر خبر إعدام العميد/ محمد الرعيني والعميد/ هادي عيسى وغيرهم بحكم من المحكمة العسكرية.

وكان الخبر مفاجئاً لنا لأننا كنا نتصور أن أحدا لن يندفع إلى حد سفك دماء إخوانه الأبرياء مهما كان الدفع والتشجيع وكان محمد الرعيني يختلف كثيرا عن هادي عيسى فقد كان من ضباط الثورة المعتدلين اشترك في عدة معارك للدفاع عن الثورة ولم يؤثر عنه أي تطرف في إجراءاته كما كان الحال بالنسبة إلى هادي عيسى ولهذا فقد تأثرنا لإعدامه وحملنا هذا التأثر على إرسال المذكرة التالية إلى السيد المشير/ عامر نائب رئيس الـ ج.ع.م:

تحية طيبة.. وبعد... فإننا لا نزال نعتقد أنكم مهما كانت الإثارة لم تكونوا مصممين على أن تتخلوا عن أصدقائكم المخلصين الصادقين المصدقين فإنكم لم تيأسوا من إمكان إصلاح من أخطأ وإن ارتكبوا أي إساءة جرت إلى الحماقة وجرأت عليها الدولة هذا ما أريد أن أقوله أولا أما ثانيا فأقول: وأخيرا وقعت الكارثة، وقع ما كنت أخشاه وسفك الدم الحرام وجاءت الفتنة وصرع محمد الرعيني برصاصات الثورة، محمد الرعيني الذي ظل طيلة الأربع السنوات متعاونا مع القيادة العربية، يدعونه في الليل فلا يتردد ويدعونه في النهار فلا يتأخر. محمد الرعيني الذي جازف غير مرة في سبيل الثورة وفي سبيل الجمهورية يعفر وجهه في التراب برصاص الثورة وبأيدي الزملاء محمد الرعيني الذي لا تزال رصاصات العدو تنام في جسده يقتل علنا في إحدى ميادين العاصمة صنعاء لا على أيدي الملكيين ولا على أيدي السعوديين ولا على أيدي الإنجليز بل على أيدي الثوار. الثوار الذين لم يطلقوا في وجه العدو طلقة واحدة ولا قادوا معركة ولا أسهموا في موقعة ولم يقرأوا في القانون العسكري أو المدني ولا الشريعة الإسلامية التي هي مصدر التشريع حرفا واحدا. ولكن شاءت الأقدار وشئتم أنتم أن يتحكموا في رقاب الناس وفي دماء الأحرار.

سيادة المشير لقد ناشدتكم ثم ناشدتكم، ناشدتكم الله وناشدتكم العدل الذي قامت عليه السموات والأرض، أن لا تسلموا هؤلاء إلى أعدائهم لينفسوا فيهم عن أحقادهم وينفذوا أغراضهم بسلطانكم وتكونوا أنتم المسئولون أمام الله وأمام التاريخ. رجوت وصرخت. وتضرعت، ولكن صرخاتي ذهبت كصيحة في واد وحولها الغضب إلى رماد تذروه الرياح.

ونقول كلنا أننا هنا لا نريد أن ندافع عن خونة ثبتت خيانتهم بمحاكمة عادلة لأن الله تعالى يقول "ولا تكن للخائنين خصيما" ونحن نقرر هنا أنه من ثبت أنه رمى إلى بيت السلال وإلى القيادة العربية وألقى القنابل في الشوارع وقتل الأطفال والأبرياء مجرم وخائن ويستحق الإعدام جزاء وفاقا. ولكنا نطالب ونلح في الطلب بالعدالة، العدالة التي منحتموها للإخوان المسلمين الذين قيل إنهم تآمروا عليكم وعلى الرئيس عبدالناصر ومنحتموها للشيوعيين الذين دبروا عملية الاغتيال.

يا سيادة المشير.. لقد حاكمتم (الإخوان المسلمين) وحاكمتم (الشيوعيين) بضعة اشهر وليس يوما واحدا كما حصل في صنعاء، وكانت محاكمتهم علنية أذاعت تفاصيلها الإذاعات ونشرتها الصحف ومكنتموهم من الدفاع عن أنفسهم. وحتى حينما كانوا ينكرون بعض ما جاء في التحقيقات ويزعمون أنهم أكرهوا عليه وعذبوا. كان هذا ينشر ويذاع ويؤخذ في اعتبار المحكمة، الأمر الذي أثبت أن العدالة موجودة في المحاكمة، فلماذا تحرمون المواطنين اليمنيين من هذا الحق الذي منحتموه مواطنيكم وأنتم المسئولون هنا وهنا لأن اليمنيين هم بشر يعنوكم وليسوا أغناما ويهمني أن أذكر سيادتكم بما قطعتموه على أنفسكم من عهد كررتموه غير مرة أنه لا يسفك دم طالما أن قواتكم في اليمن وقد أكدتم هذا القسم بالشرق وقتها حينما كنتم بالقيادة بصنعاء.

يا سيادة المشير.. لقد اتهم الدكتور/ سوبانداريو وزير خارجية اندونيسيا السابق باشتراكه في قيادة وتخطيط انقلاب دموي تسبب في مقتل الألوف من المواطنين قدرهم المبالغون بأربعمائة ألف وقدرهم المقتصدون بمائة ألف، هذا الرجل حقق معه وحوكم.

سنة كاملة ومكن من الدفاع عن نفسه وحكم عليه بالإعدام وأعطي فرصة شهر ليستأنف الحكم أو يطلب الرحمة من رئيس الجمهورية هذا برغم تظاهر الآلاف من الجماهير مطالبة بإعدامه ولكن هناك دولة تملك بعدا سياسيا ولا تنساق وراء عواطف الجماهير بل أعطته كامل حقه من العدالة، العدالة التي اتفقت على تقديس كل القوانين والشرائع. ولكن اليمنيين يحرمون منها في عهد الثورة التي قامت لتقوض حكما طاغيا وتعيد للمواطن اليمني كرامته وحقه في الحياة.

يا سيادة المشير لقد سمعنا من إذاعة صنعاء أن الرعيني وإخوانه قد حوكموا بعض ساعات ثم أعدموا فور النطق بالحكم، ومن الذي حاكمهم خصومهم في محكمة عسكرية...... وكأنه لا يوجد في اليمن علماء في القانون ولا ضباط خالون من الأحقاد ولا مشائخ وكأن الذين ذبحوا كانوا أغناما لا من بني آدم يحيون الحياة التي قدستها واحترمتها كل القوانين والشرائع. والذي يرى ما نشر في الصحف عن المحاكمة والتهم التي وجهت إليهم يرى أن هادي عيسى كما قيل قد شهد على الأهجري والأهجري شهد على عيسى ووهاس أدان الرعيني وأن ذنب علي محسن هارون الذي قتل الإمام أحمد أباه وأخاه وألحقته الثورة بهما لأنه وجد في بيته سلاح وبازوكا ونحن جميعا نعرف أن كثيرا من المشائخ لديهم الكثير من هذه الأسلحة ولدن بعضهم مدرعات ومدافع سلمت لهم من القيادة العربية والذي يرى ما نشرته الصحف يرى أنهم قالوا إن هادي عيسى في يوم من الأيام استدعى أحد الوزراء وقابلهم بالصفعات والسجن. فلماذا...........؟!

إذا جعلتم الخصم حكما إن الله سائلكم عن هذا وإننا لم نضرع إليكم ونكرر ضراعاتنا إلا لأننا نعرف ما بينهم من عداء وخصومات وأنهم سيتخلصون منهم ويجرمونهم بأي وسيلة وبأوهى الأسباب بينما تكونون أنتم الـ ج.ع.م. والسيد المشير عبدالحكيم عامر المسئولين عن ذلك بين يدي الله. إننا لا نستطيع السكوت والـ ج. ع. م. تنساق وراء طغمة حاقدة موتورة لا يهمها إلا تنفيذ أهوائها على حساب علاقة الشعبين الشقيقين إن السكوت في نظري خيانة لله ولليمن ولكم.

يا سيادة المشير.. إننا نطالب ونلح في الطلب ونرجو ونكرر الرجاء أن تأمروا بتشكيل محكمة ترضى عنها العدالة ويثق بها ضميركم ويطمئن الشعب اليمني إلى عدالة أحكامها وأن أولاده لن يذبحوا ذبح النعاج.

على أن لا يكون فيها أحد من الحاقدين والمنافسين الخصوم والمنتقمين وأن تكون العدالة التي قامت الثورة من أجل تحقيقها مكفولة بكل معانيها دفاعا وادعاء وقضاء. أما الإخوة الذين لجأوا إلى رحابكم وسلموا أنفسهم إليكم فإننا واثقون أن ضميركم ومبادئكم وشهامتكم وتقاليدكم كل ذلك يأبى عليكم أن تعيدوهم إلى خصومهم والله سبحانه يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم في حق المشركين عبدة الأوثان "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه" ونحن نطالبكم بأن تطبقوا في حق إخوان لكم حرم الإسلام دماءهم وأعراضهم وأحوالهم ما أمر الله رسوله بتطبيقه في حق المشركين به. فإما أن تسمحوا لهم في العيش كلاجئين في هذا البلد الكريم الذي آوى الكثيرين ممن قاموا بانقلابات دموية كعارف عبدالرزاق وغيره، ووجدوا فيه الأمن والحياة الكريمة أو تبلغوهم مأمنهم وليس بطبيعة الحال بتسليمهم إلى خصومهم يشفون فيهم غيظهم ويظهرون حقدهم وإذا كانت لديكم أدلة على إدانتهم فنحن نطالب أن يحاكموا هنا في القاهرة حيث العدل والعقل والضمير متوافرة وأنتم أولا وأخيرا مسئولون أمام الله، نقول هذا بمناسبة ما بلغ من أن الوفد قد وصل يطلب تسليمهم وإن حصل على وعد بذلك وإذا كان هذا صحيحا فليرحم الله كل القيم الإنسانية والاخلاق العربية والتعاليم الإسلامية، هذا وليس في يدنا إلا أن ......................

كانت العادة أنا نبعث رسائلنا إلى المشير وغيره عن طريق اللواء وحيد مدير مكتب شئون اليمن. ولكن هذه الرسالة لأهمية موضوعها رأينا إرسالها بواسطة الفريق المرتجى الذي كان أخيرا لدى المشير وقد أصحبناها بالمذكرة التالية للفريق نفسه.

سعادة الأخ المؤمن الإنسان الفريق الأول عبدالمحسن كامل مرتجى تحية طيبة.. وبعد.. فإنها حينما تشتد الظلمة لا يمزقها إلا نور الإيمان يشع من وجه رجل مؤمن ذي ضمير إنساني، وأنت ذلك الرجل المؤمن الذي نرجوه لتمزيق هذه الظلمة التي نعيش فيها نحن اليمنيين.

إننا لا ندري كيف تخلى العقل والحكمة بل والرحمة، في معالجة الموقف معالجة بعيدة عن الغضب والنزق جاعلة في الاعتبار الأول القضية ككل. معالجة نستوحيها من أرواح الشهداء وذكريات الضحايا والدماء والدموع التي بذلت في الأربع السنوات الماضية. لقد ترددنا بغية الاجتماع بكم ولنقول لكم ما لا يستطيع القلم أن يقوله فلم يسعدنا الحظ وبجانب هذا رسالة إلى سيادة المشير نحملكم أمانة إبلاغها إلى سيادته حررناها براءة للذمة..... وأداء للنصيحة الواجبة وليفعل الله بعد ذلك ما يشاء...............!

إننا نضع أنفسنا وأفكارنا وجهودنا تحت تصرف الـ ج. ع. م. في سبيل مصلحة بلادنا اليمن وسنبذل جهودنا لإصلاح الموقف وتصحيح الأخطاء ونشهد الله علينا وعليكم. وتقبلوا تحياتنا ... 29/10/1966م


http://www.alwasat-ye.net/modules.php?n ... e&sid=5897

[مواطن صالح]

أذيع ونشر خبر إعدام العميد/ محمد الرعيني والعميد/ هادي عيسى وغيرهم بحكم من المحكمة العسكرية.

هادى عيسى هو الذى امر باعدام جدى رحمه الله ابو والدتى ليس لاذنب الا لنهم من بنى هاشم وقد سمع احد حراس السجن دعاء جدى عليه بان الموقف عند الله والحكم هو الله

[alkhearbi]

لا حول و لا قوة الا بالله ،،،
عظم الله اجركم بوفاته و كم من ارواح زهقت يا اخي في اليمن من اجل تحقيق اهداف الشاذيين من العرب مثل القيادة المصرية ممثلة بجمال و زعيم الوهابية البغيظه عبدالعزيز بن سعود...
عندما تقراء هذا المقال هل يتبادر الى ذهنك ان هولاء ثوار او قيادة سياسية ...
حقيقةً هولاء خانوا ارض اليمن و ناسها و ائمة اليمن و لم و لن يلحقهم الله خيراً ابداً فلقد افسدوا حياة اليمنيين وساهموا في قتل الكثيرين منذ ذلك التاريخ الى يومنا هذا ... تحت اسم الثورة و هي منهم براء
ماذا يعني محاكمة الثوار في مصر و في محكمة عسكرية هناك هم عملاء لذلك المحتل الذي شحد الجيوش لحرب اسرائيل ووجههم لليمن لنهب الاموال التي كانت في بيوت اموال المسلمين...
لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيمز

[freedom]

الرساله تؤكد بان سبتمبركان انقلابا بعد ان ستعانوا بالخارج وهم المصريين الذين احتلوا اليمن وساموااهلهاسؤ العذاب بدء بالخونه من اسمواانفسهم ثوارا ولذين حبسهم المصريين في سجونهم بالرغم من انهم حكومة انقلاب وهذامايريهم قدرهم وهم الى الان يتحملون كل اوزار من ظلم ويظلم الشعب الى الان بسبب خيانتهم لمن امنهم واعطاهم المناصب
ولهذا تجدون الخوف الان من الاستعانه بالخارج ومن تولي غير الاقارب للمناصب لحساس

[alkhearbi]

السلام عليكم...
الاخ العزيز ...هناك فرق بين الانقلاب ة الاحتلال...


الانقلاب: هو تغير نظام الحكم عبر وسائل سلمية (الانقلاب الأبيض) أو غير سلمية و يكون على العادة من داخل مؤسسة الحكم نفسها سواء كانت سياسية أو مدنية التي تحكم الدول.

الانقلاب العسكري هو تحرك أحد العسكريين للاستيلاء على السلطة لتحقيق طموحات واطماع ذاتية بغية الاستفادة المادية من كرسي الحكم

الاحتلال :-
تنص المادة 42 من لائحة لاهاي لعام 1907 على ما يلي : " تعتبر أرض محتلة حين تكون تحت السلطة الفعلية لجيش العدو. ولا يشمل الاحتلال سوى الأراضي التي أقيمت فيها مثل هذه السلطة ويمكن أن تمارس فيها".
فهناك فرق بين كلا منهم ...
ما هو رأايك بعد مطالعة التعاريف...!
أن ما حدث لليمن احتلال ! و ليس انقلاب...