![صورة](http://www.yemenhurr.com/modules/FCKeditor/upload/Image/personages/ibrahimalwazir.jpg)
العلامة / إبراهيم محمد الوزير
هُناك هجمةٌ شرسةٌ تآمُريةٌ مغرضة لتحويل أبناء اليمن إلـَى مجبرة ومشبهة مجسمة ، واليمنيون منذ صدر الإسلام إما زيدية يجزمون بنفي أي تجسيم ، ويقطعون بتأويل الآيات الكريمة وتفسيرها بمعانيها العربية الصحيحة ، وإما شافعية أشاعرة لا يقطعون بجعل الآيات على ظاهرها ، ولا يأولون تأويلاً صريحاً ، فهم على سبيل من الخير والنجات كبير ، وليسوا مثل التكفيريين ، الذين يكفرون كل المسلمين ، ويقطعون بأن الآيات على ظاهرها ، وأن لله أيدياً ، وآذاناً ، وأعيناً ، بل وساقاً سيعرف به يوم القيامة ، ويتحايلون لتمرير معتقدهم ، الذي أدخله أعداء الإسلام في العقيدة الإسلامية بقولهم (بالشكل الذي يليق به) ، وقد أوضح العلامة الحنبلي المحقق الدكتور حسن فرحان المالكي إلـَى أي حد بلغ الحنابلة في تجسيمهم لله تعالى ، وذلك في عدة كتب من كتبه القيمة ، التي يجب على كل مسلم أن يقرأها إن كان من القارئين ليحذر التجسيم ، الذي أدخله أعداء الإسلام في عقيدة المسلمين.
يا إخواننا يا أبناء اليمن الكرام أقول لكم احذروا أن تفتنوا عن دينكم وعقيدتكم ، التي توحدون بها الله جل وعلا ، وتنزهونه عن التشبيه والتجسيم ، فليس والله لله ساق ، وليس له أيدي ولا أرجل ، إنه أجلُّ وأعظم من أن يحتاج إلـَى يد يعملُ بها ولا أرجل يمشي بها ، وليس له ساق يعرف بها يوم القيامة ، كما زعم أعداء الدين ، ومن انطلى عليه تآمرهم ، وأحاديثهم من المسلمين.
إن اللهَ أعظمُ من أن يحتاجَ إلـَى أذن كي يسمَعَ ، أو عين كي يبصر ، أو رجل كي يمشي ، تعالى الله سبحانه عن ذلك علواً كبيرا ، واللهُ جل وعلا يقولُ في كتابه العزيز (ليس كمثله شَيْئ وهو السميع البصير) [آيه 11 -الشورى] ، وكأنه بهذه الآية الكريمة التي جمع فيها بين وصفه لنفسه بأنه ليس كمثله شَيْئ ، وأنه في نفس الوقت هو السميع البصير ، إنه بهذا الجمع يؤكد أنه يسمع كل همسة ونجوى ، ويبصر كل شَيْئ ، ولا تخفى عليه خافية ، ومع ذلك فهو ليس كمثله شَيْئ ، فلا يحتاج إلـَى أذن بها يسمع ولا عين جارحة بها يبصر.إحذروا يا أبناء اليمن ، فنحن في بلدنا هذا منذ صدر الإسلام ، ومنذ آمن أهل اليمن بالقرآن الذي نزل به جبريل عليه السلام على قلب النبي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم ، مسلمون موحدون ، لا مجسمون ولا مجبرة.. دعوا الجبر والتجسيم لمن لا يعرف قدر الله وعظمته ، ولا عدله و حكمته ، ممن أضلتهم روايات أعداء الدين المدسوسة في كتبهم وعقائدهم ، وتمسكوا يا أبناء اليمن بمذاهبكم التوحيدية ، التنزيهية ، التي تصف الله تعالى بالعدل ، فلا يجبر أحداً على المعصية ، ثم يعاقبه على عملها ، وبأنه كما وصف نفسه جل وعلا ليس كمثله شَيْئ ، فلا ساق له ولا قدم ، ولا عين ولا أذن ، وهو سبحانه أعدل العادلين ، وهو العالم بكل شَيْئ ، وهو السميع البصير. إن رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قد دعا لأهل اليمن دعاءً كثيراً ، وَ وَصفهم أوصافاً طيبة ، إذ قال صلى الله عليه وآله وسلم: »جاءكم أهلُ اليمن أرق أفئدةًً وألين قلوباً« ، »الإيمان يمان والحكمة يمانية« ، »إني لأجد نَفَسَ الرحمن من جهة اليمن« ، »اللهم بارك لنا في يمننا وشامنا..« إلى آخر الحديث الذي يعرفه إلـَى آخره كل عالم مسلم ومتعلم) ، وقد استجاب الله تعالى دعاء نبينا الكريم فجعل أهل اليمن موحدين منزهين ، لا مجبرة ولا مجسمين ، فكيف يا إخوان بالله عليكم ترجعون مجبرة مجسمين كما أراد لكم المتآمرون الحاقدون أعداء الدين ، بعد أن كنتم موحدين منزهين كما أراد لكم الله رب العالمين.. فلا والله لن نفتن عن ديننا ولن نرجع على أعقابنا ، حتى نلقى ربنا موحدين له ، منزهين ، مؤمنين بأنه ليس كمثله شَيْئ ، وأنه أعدل العادلين. نسأل اللهَ تعالى أن يثبتنا على دينه القويم وعلى عقيدتنا التوحيدية ، التي بها وحدناه ، وبها نزهناه عن الشبيه والمثيل ، وبها عرفنا أنه كما قال تعالى (ليس كمثله شَيْئ وهو السميع البصير) ، وأنه كما قال (إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون). يا إخواننا يا أبناء وطننا اليمني المبارك الميمون: إنها هجمة شرسة ، هجمة سياسية جاءت من خارج البلد وغذتها أموال طائلة ، ومؤامرات كبيرة ، والمؤسف المحزن المبكي أن ينفذها يمنيون من أسر يمنية زيدية ، آباؤهم موحدون منزهون ، لا مجبرة ولا مجسمة ، غايتها ومُنتهاها الحرص على الجلوس على الكراسي ، والحصول على أموال طائلة من خارج البلاد.
والمسئولية تقع أولاً وآخراً على السلطة التي تشجع على نشر مذهب الجبر والتجسيم ، بل تقوم هي بنشر الجبر والتجسيم بين أبناء اليمن الموحدين لله ، المنزهين له منذ قديم الزمان ، إنهم يقومون بنشر مذهب الجبر والتجسيم في بلادنا وهم جُهال ، لا يعرفون شيئاً عن هذه المذاهب ولا أين وجهُ الحق فيها ، إنهم جُهالٌ متحمسون ، وبيدهم السلطة والقوة والمال ، ينشُرون مذهب الجبر والتجسيم ، ويحاولون محو مذاهب أهل اليمن الصحيحة لأغراض دنيوية خيالية تافهة ، إنهم يستطيعون أن يخربوا ويُدمروا فالتخريب والتدمير سهل ما أيسره ، ولكنهم لا يستطيعون ولن يستطيعوا أن يجعلوا هذا التخريب والتدمير سبباً في تثبيت جلوسهم على الكراسي ، إن الشيطان سيتركهم عندما يحين أجلهم ، ليقول لكل واحد منهم (إني بريئ منك إني أخاف الله رب العالمين). إن عملهم اليوم في تخريب عقيدة اليمن العقيدة الصحيحة يذكرني بعمل إخوانهم عندما قامت ثورة 26 سبتمبر عام 62 وكان يومها سور صنعاء الرائع الجميل الذي كان مبنياً من الطين والماء فقط وثبت لأكثر من ثمانمائة عام كان لايزال قائماً وكان آية من آيات البناء اليمني فاتوا بعد الثورة (بالدركترات) وهدموا ذلك السور العظيم بأيديهم وقالوا هذا السور الموحش الكئيب ، سور العهد البائد لا نريده ، نريدُ أن نتفسحَ وأن ننطلقَ فهدموه وانطلقوا إلـَى لعنة التـَأريخ لأنهم هدموا إحدى آيات مجدهم وتراث حضارتهم بأيديهم ، ثم عادوا بعد ثلاثين أو أربعين عاماً ليرمموه ، فيرممون ولا يستطيعون.. وهاهم اليوم يهدمون عقيدة الإسلام الصحيحة التي منّ الله تعالى بها على أهل اليمن ليتفسحوا وينطلقوا ، وسينطلقون بهذا التخريب إلـَى حيث يستحقون في الدنيا والآخره (فريق في الجنه وفريق في السعير). ما للسلطة والمتسلطين ولعقائد أهل اليمن ، وما داموا جهالاً فليسألوا علماء اليمن عن العقيدة التي كان عليها آباؤهم وأجدادهم هل هي العقيدة الإسلامية الصحيحة أم أن غيرها هو الصحيح والله تعالى يقول (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ، وما كانوا يحتاجون أن يستوردوا فتاوى وفلوساً وأموالاً من خارج اليمن ليمرروا وينشروا تلك العقائد ويخربوا عقائد أهل اليمن وتراثه العظيم الذي يرضي الله رب العالمين ، إنهم ساء ما كانوا يفعلون ، (وسيعلمُ الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون).
يا إخواننا وأبناء وطننا اليمن البلد المبارك الميمون ، لا تفتنوا عن دينكم ، وعقائدكم الإسلامية الصحيحة ، فوالله لأن تنزه يا إبني وإبن وطني وشقيقي وأخي ، لأن تنزه الله تعالى عن الظلم والتجسيم والتشبيه ، لهو والله خير لك مما طلعت عليه الشمس ، حتى تلقى اللهَ آمناً يوم القيامة. يا إخواننا ويا أبناء بلدنا الحبيب ، إنني أبشركم فابشروا: إن الرسول محمداً الذي اختاره الله واصطفاه صلى الله عليه وآله وسلم قد دعا لكم ، وما كان محمدٌ بدعاء ربه شقياً ، ولن يقع دعاؤه هابطاً إلـَى الأرض ، بل إنه قد صعد إلـَى السماء ، وقد استجاب الله له إن شاء الله دعاءَه لأهل اليمن ، كما استجاب لسيدنا ابراهيم عليه السلام دعاءَه لمكة ، ولذلك فانني واثقٌ بالله سبحانه وتعالى ، بأنها ستنجلي الغمرة ، وتنتهي الهجمة الشرسة الممولة المغرضة وأهلها ، وسيعود الذين قد تأثروا بهذه الهجمة ، سيعودون عما قريب إلى عقيدتهم الصافية الصادقة الصحيحة ، وإلى توحيد الله التوحيد الصحيح ، وتنزيهه عن الظلم والتجسيم ، ولن يبقى على الجبر والتجسيم إلا كل من لا خير فيه ، فاثبتوا على عقيدتكم الإسلامية الصحيحة التي كنتم عليها منذ دعا لكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا تحيدوا عنها حتى يمن الله تعالى بالفرج وتنجلي الغمرة ، وتنكشف الغمة ، واذكروا قول سيدنا موسى عليه السلام لقومه (قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرضَ لله يورثـُها من يشاء والعاقبة للمتقين) (والله غالبٌ على أمره ولكن أكثرَ الناس لا يعلمون) ، والله الهادي إلـَى سواء السبيل. وهو وحدَه حسبُنا ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير ، وعلى الله توكلت.
نقلاً عن صحيفة البلاغ