كان من المقرر أن يُنضم اعتصام في جامع الشوكاني بصنعاء بحضور السيد العلامة المجتهد محمد المنصور وكذا السيد العلامة الزاهد حمود بن عباس المؤيد حفظهم الله جميعاً ، وكذا بحضور شحصيات اجتماعية وسياسية مرموقة ، بغرض الطلب من الحكومة إيقاف سيول الدماء في صعدة وإيجاد حل سلمي ووقف العدوان على أهل المحافظة،،،
ولكن ماحصل أن ليلة الجمعة (يوم أمس) اعتقلت قوات الأمن السياسي عدد من الشخصيات ، وتم تهديد العلماء والمنظمين للإعتصام بطريقة همجية ومنعهم من عمل سلمي كفله لهم الدستور والقانون ،، وقد تم المنع بتصريح من وزير الداخلية شخصياً ووزير الدفاع ،،،
وقد نددت بعض الأحزاب السياسية بهذا الموقف المستفز والغريب من الحكومة ، وقد صرح قادة الحزب الاشتراكي بأن هناك اعتصام آخر يوم الأثنين في مقر الحزب ....
وفي ما يلي البيان الذي وزع على خطباء جوامع صنعاء ...
بسم الله الرحمن الرحيم
هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ
الأخ الكريم خطيب جامع/ حفظكم الله ورعاكم وبعد
لا يخفاكم ما يدور في محافظة صعدة من معارك ضارية أشعلها من لا يريد لليمن خيراً، نتج عنها إزهاق أرواح آلاف من اليمنيين المسلمين،وخلفت خسائر فادحة من القتل والدمار والخراب، قتلت فيها نفوس محترمة الدم سواءً كانوا من الجيش أومن المواطنين فالكل يمني مسلم ولا يستفيد منها سوى أعداء الإسلام، ولأن الحرب قد طالت فهي قد تجاوزت نصف شهرها الثالث وتوسعت مكاناً وأشخاصاً، وأثبت استمرارها أنه لا جدوى في استمرارها، ولا حل لإيقاف نزيف الدماء إلا بوقفها،وقد أحبطت كل المساعي لإيقافها من قبل الذين لا يخافون الله تعالى ولا يراعون حرمة الدماء ولا يعملون لمصلحة اليمن،وقد ناشد العلماء والمثقفون والشخصيات الاجتماعية والسياسية الحريصة على اليمن واليمنيين فخامة الأخ رئيس الجمهورية بالتدخل لإيقافها منذ اندلاعها، وآخر هذه المناشدات قبل يومين في رسالة وجهت لفخامة الأخ رئيس الجمهورية0
ولأن المسؤولية عظيمة عند الله ولا نجاة لأحد منا من عذاب الله وسخطه إذا لم يتخذ موقفاً يخلص ذمته عند الله،وقد كفل الدستور والقانون والأعراف الدولية لكل فرد أن يعبر عن ما يراه واجباً عليه بالطرق السلمية والقانونية فقد دعى العلماء والمثقفون والشخصيات الاجتماعية والسياسية إلى ممارسة حق دستوري مكفول للجميع وذلك بإقامة اعتصام في المساجد قد أبلغ الأخ الرئيس به وسيكون بداية في جامع الشوكاني -شارع القيادة- يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة بتاريخ 17/رجب/1425هـالموافق 3/9/2004م،والعلماء يدعونكم للمشاركة في هذا الاعتصام ودعوة الناس إلى ذلك.
ولأن اعتلاء المنبر مسؤولية عظيمة توجب على الخطيب أن يكون أميناً على رسالته مؤدياً للنصيحة لله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم،لا يمنعه من أداء ذلك خوف ولا يقعده حرص على مصلحة واضعاً نصب عينيه الوعيد من الله لكل من كتم ما ينفع الأمة (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ)( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) مراعياً لقوله تعالى(الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ) وغيرها من الأحاديث التي تحرم على المسلم السكوت عن كلمة الحق والدعوة إليه،ولا تبرأ ذمتي وذمتك إلا بقولها لكسب رضاء الله تعالى، ولا يشترط أن تكون مقبولة بل الواجب أن يؤديها خلاصاً لذمته أمام الله تعالى ورجاء قبولها قال تعالى (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)
فهذا صوت العلماء يجب عليكم أن تبلغوه إلى الناس (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) وهم يحملوكم الحجة أمام الله تعالى فكونوا خير من يحملها ويؤديها كما أمر الله تعالى .. وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم.
ملاحظة: مرفق لكم بهذا درس قرآني في تفسير بعض الآيات اجعلوها إن أردتم موضوع خطبتكم لهذه الجمعة حرصنا أن نقدمه بين أيديكم عملاً بقوله تعالى(وَالْعَصْرِ إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) وقوله تعالى(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى)وإلا فأنتم ممن يحتاج لناس إلى علمهم ونصيحتهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (27) وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28) )) الأنفال 24-28.
يخاطبنا الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات ويحثنا على الاستجابة له ولرسوله ولشريعته التي جاء بها رسوله وخاتم أنبيائه (ص) ويبين لنا أن للإنسان حياتين هو مأمور أن يحافظ عليهما ويقوم بما أوجب الله عليه فيهما:
الأولى: حياة مادية وهي بقاء الروح في الجسد وشدد الله سبحانه وتعالى في الوعيد لكل من يسعى إلى إزهاق هذه الروح، فحرم القتل للنفس بغير حق، وتوعد القاتل بخلوده في نار جهنم وأنزل عليه لعنته وغضبه وأخبرنا أن من يسعى لقتل نفس فكأنما قتل الناس جميعا ومن يساهم ويسعى إلى إحياء نفس فكأنه أحيا الناس جميعا ونبينا (ص) يقول: (لايزال المرء في فسحة من دينه ما لم يسفك دماً حراماً)، ودعى إلى الإصلاح بين الناس حفاظاً على الأرواح وحقناً للدماء، وجعله خير من عامة الصلاة والصيام، هذه الحياة الأولى للإنسان.
والثانية: حياة معنوية وتعني أن يعش الإنسان حياة العقل والقلب والضمير، وذلك بأن تخضع حياتك كلها لإرادته تعالى ولأحكامه في كل ما تقول وما تفعل في أي موقع كنت فيه لأنك عبد لله تعالى أن تعيش قيم الإسلام وأخلاقه التي أراد الله تعالى أن تحرك حياتك في اتجاهها، إذا كنت كذلك فأنت تعيش حياتك روحية ومعنوية وإذا ابتعد الإنسان عن دين الإسلام وقيمه وخلد إلى الدنيا وانحرف مع الهوى ومال مع النفس واتبع تزيين الشيطان له فهو يعيش موتا روحيا ومعنويا يحول حياته إلى جحيم، (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى).
وعندما تنعزل عن مشاكل الأمة ولا تهتم بأمورها ولا تسعى لإخماد الفتن فيها ولا تتألم لألم المسلمين ولا تتحسس مشاكلهم وقضاياهم، فالناس يتألمون ولا تتألم لألمهم ويصرخون ولا تسمع صراخهم يعانون الظلم وأنت لا تشعر بمعاناتهم فما هو الفرق بينك وبين الميت أنت ميت إجتماعياً؛ لأنك فقدت الحياة الروحية الاجتماعية، لا قيمة لك ولا لعلمك، وصلتك بأمتك مقطوعة مبتوتة لأن النبي (ص) يقول (من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم) عندما تلتزم بالإسلام وتؤدي ما أوجب الله عليك من حقوق له ولخلقه فأنت حي إسلاميا، وعندما تجعل الإسلام وراء ظهرك فأنت ميت إسلامياً تنتمي إلى الإسلام اسماً، وتتركه حركة وأخلاقا فأنت ميت إسلامياً؛ لأنك لا تعيش هموم أمتك ولا تسعى إلى حل مشاكلها لا تأخذ على يد ظالم ولا تنصر مظلوما، لا تأمر بمعروف، ولا تنه عن منكر، لا تصرخ بكلمة حق، ولا تؤدي نصيحة، لا تتواصى بالحق ولا تتواصى بالصبر، ترى المنكر فتسكت خوفا على مصالحك وهذا جهل عظيم ومفهوم خاطئ تعيشه الأمة، عندما ترى في كلمة الحق ضرراً على حياتها وضرراً على
مصالحها أين الثقة بالله تعالى؟ أين قوة الإيمان التي يعيشها المؤمن؟ عندما يسمع قول الله تعالى (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)، قول الحق لا يمنع لك رزقا لأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، قول الحق لا يقدم لك أجلا والسكوت عن قول الحق لا يؤخره (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) سكوتك وهروبك من مواجهة المواقف لا يمنع عنك الموت، (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ).
• وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ: يتذكر الإنسان هذه الآية عندما يقف بين يدي الله تعالى وتكشف لك أقولك وأعمالك وحدك لا عشيرة ولا قبيلة ولا جند: (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ) عندما يسألك الله تعالى هل نصرت مظلوما؟ هل أخذت على يد ظالم؟ هل جهرت بكلمة حق؟ هل أمرت بمعروف ونهيت عن منكر؟ هل قضيت حاجة محتاج؟ هل أغثت ملهوفا؟ هل واسيت مكروبا؟ هل خفت الله في خلقه أم خفت الخلق في الخالق؟ هل تحملت مسؤوليتك أمام الله؟ أم جاملت وداهنت خوفا على حياتك ومصالحك!!.
• وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً: هنا يأمرنا الله تعالى أن نتحمل مسؤوليتنا في مواجهة المواقف والفتن والصراعات لا يجوز لنا أن نقف منها موقف المتفرج الذي لا يهمه شئ لا تقل لا دخل لي في هذا لن يصل إلى شئ منها فتسكت عن قول كلمة حق بحجج واهية، وأوهام زائفة، بل عليك أن تخلص ذمتك أمام الله تعالى وتقول كلمة الحق، نفعت أم لم تنفع، المهم أن يكون لك موقف لأن السكوت عن الحق لا يعفيك من المسؤولية. قال تعالى(وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) الفتنة مثل الإعصار لا تخص أحدا بل تصيب الجميع الفاعل والساكت؛ ألا ترى أن عاقر ناقة ثمود هو واحد ولكن الله تعالى قال (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا).
• وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ: ينزل غضبه ونقمته وعذابه الأمة التي لا تغير منكراً، وتسكت عن كلمة الحق وتلجأ للمداهنة والمجاملة والنفاق، أوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه: (إني معذب من أمتك مائة ألف، أربعين من شرارها وستين من خيارها، فقال: هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ قال الله: لأنهم لم يغضبوا لغضبي وداهنوا أهل المعاصي)، ثم يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ). لا تخونوا الله في إسلامكم لأنه عهد بينكم وبين ربكم ولا تخونوا الرسول في شريعته لا تتمسكوا بالإسلام وقيمه وأخلاقه فقط عندما لا تتضرر مصالحكم فإذا أوهمتم نفوسكم أن التمسك به فيه ضرر على مصالحكم تخليتم عنهم بل عليكم أن تتمسكوا بدينكم ولا يأسركم الواقع ولا يخوفكم شياطين الإنس والجن فلا خوف عليكم (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً) عندما تسعى لرضا الناس بسخط الله فأنت خائن لله ولرسوله وخائن لأمانتك. استمع إلى النبي (ص) حيث يقول (من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عنه وأسخط عنه الناس).
• وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ: يحدثنا الله في هذه الآية أن الإنسان قد يخون أمانته ويؤثر السكوت عن قول الحق عندما يقع تحت تأثير عاطفته تجاه أولاده وأمواله فهو يؤثرهما على قول الحق وأداء الأمانة والسعي إلى رضاء الله فيقول إنما أعطيتكم الأموال والأولاد فتنة لكم واختبارا لأرى هل تؤثروهما على رضاي أم تؤثرون رضاي عليهما، فإذا قمتم بما أمرتكم وتجاوزتم عاطفة الخوف على الأطفال والأموال والمصالح فعندي ثواب عظيم. (وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
• ولأن الله يعلم أن الإنسان سيمر بفتن كقطع الليل المظلم لا يستطيع – مجردا عن إيمانه – أن يميز بين الحق والباطل، دلنا على عمل لو عملناه نستطيع أن نميز بين الحق والباطل وبين الصادق والكاذب وبين الأمين والخائن فقال لنا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً) يزيل الغشاوة من عيونكم وقلوبكم ويجعل لكم نورا تميزون به في حياتكم بين الحق والباطل، إنه التقوى التي تقشع الحجب عن القلوب فتتجلى الحقائق وتعرف الأمور على حقيقتها، (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ).
• هذا هو الدرس الذي يجب أن نعيه وأن نأخذه من كتاب ربنا الذي أخبرنا النبي (ص) أنه المخرج من المحن والفتن والخطوب التي تعصف بالأمة وتهدم كيانها فيلبس الباطل ثوب الحق ويستر الحق عن القلوب التي لا تتصل بالله تعالى فإذا عرف الإنسان الحق من الباطل لا بد أن ينتقل إلى الخطوة الثانية فيحمل الحق ويدافع عنه بكل ما أوتي من قوة، ويسعى إلى إزهاق الباطل ودحره وكشف حيله وإماطة اللثام عن وجهه فيوالي أولياء الله ويعادي أعداء الله ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، لا يثنيه تخويف الطغاة ولا إرجافهم فهو يستمد قوته من القوي الذي بيده ملكوت السموات والأرض، والمسؤولية عظيمة يتحملها كل مؤمن ولا نجاة له أمام الله إلا بالقيام بها كما أمر الله تعالى وقد حذر الله تعالى من كتم أي علم ينتفع به وأوجب على المسلم النصيحة لله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــ
ـــــــــــ
إعتصام في صنعاء لرفض الحرب في صعدة
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 25
- اشترك في: الخميس ديسمبر 25, 2003 2:06 pm
- مكان: صنعاء المحمية
إعتصام في صنعاء لرفض الحرب في صعدة
اعرف الحق تعرف رجاله
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 339
- اشترك في: الأربعاء ديسمبر 03, 2003 11:21 pm
- مكان: صنعاء- اليمن
منعت السلطة الإعتصام بتهديد من ثلاث جهات هي .
وزارة الداخلية .
وزارة الدفاع .
الأمن السياسي.
فما كان من الحاضرين إلا الإكتفاء بتعليق أو تأجيل الإعتصام إلى موعد آخروحتى يجدوا لهم مكانا يعتصمون فيه حيث لاعاصم من عنجهية وكبرياء وغرور وعجب وهمجية السلطة وتصميمها على الحسم العسكري والمزيدمن سفك الدماء البريئة وقد اكتفى المعتصمون بقرآءة سورة يس مع السيدالعلامة حمود بن عباس المؤيد وبقية العلماء بأن الله يحق الحق ويخذل الباطل ويحقن دماء المسلمين ويرد كيد الظالمين في نحورهم .
وقد احسست أنا قرأنا يس على الديمقراطية والحرية والأمن والسلام في اليمن التي إنتقلت كلها إلى رحمة الله بقرار رئاسي
وأصبحنا في سجن كبير إسمه اليمن ممنوعون من الإعتصام ،،ممنوعون من إبداء الرأي ،،ممنوعون من مخالفة رأي السلطة
ممنوعون من البكاء حتى على قتلى المؤسسة العسكرية ،،فمابالكم بالمواطنين الأبرياء المتهمين بالحوثية والمقتولين بنيران
صديقة .
الحقيقة التي لامراء فيها أن لاقيمة لنا كبشر في حساب الدولة والرئاسة ،ولاقيمة للأرواح والأعراض في هذا الوطن
كنا قد وجهنا قبل الإعتصام رسالة إلى الأخ الرئيس نناشده فيها وقف الحرب وإستمرار جهود الوساطة لإنهاء النزاع
والإحتكام إلى العقل وجعلناها بديلا عن الإعتصام وقد وقع على الرسالة كل من فضيلة العلماء
(محمدبن محمدالمنصور،، حمود بن عباس المؤيد،،، أحمدمحمد الشامي ،،،محمدبن علي المنصور،،يحى حسين الديلمي ،،،محمدمفتاح ،،،عبدالسلام الوجيه،،،شرف النعمي،،، )وغيرهم من الشخصيات العلمية والإجتماعية
وكانت المفاجاة جواب من الأخ الرئيس ونصه التالي .
(الوالد العلامة محمدبن محمد المنصور والعلامة حمود عباس المؤيدومن معهم .....المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
لقد إطلعنا على رسالتكم التي تطالبون فيها بإيقاف الحملة ضد المتمرد حسين بدرالدين الحوثي وأني لأستغرب ماجاء
فيها فأنتم أول من يعلم مدى الجهود التي بذلناها والوساطات المتكررة التي ارسلناها من العلماء ومختلف الشخصيات
السياسية والإجتماعية والوجاهات والفعاليات السياسية والإجتماعية وأنتم في مقدمتهم وذلك من أجل إيقاف نزيف
الدم وإنهاء الفتنة التي أشعلها الحوثي
ان الأولى بنصيحتكم هو الحوثي ليكف عن أفعاله ومايرتكبه ومن معه من جرائم قتل وعدوان على افراد القوات المسلحة
والأمن والمواطنين وتخريب في الوطن وأن يسلم نفسه للعدالة .
وإن دفاعكم عنه لايزيده إلا تعنتا وإستمرارا في تمرده ونحن نربأ بالجميع أن يكونوا متعاطفين مع الحوثي ولايتعاطفوا مع أمن وإستقرار الوطن .،،،،،،،،، والله المستعان .
علي عبدالله صالح
رئيس الجمهورية 1/9/2004م
هذا نص جواب الرئيس على العلماء وهو ماحدا بالتصميم على الإعتصام وكوني واحدا من المحترمين ممن معهم
أصدقكم القول أني صدمت جدا من جواب الرئيس الذي يشتم منه رائحة عبده بورجي ،،،لإنه أولا يرى أن كل
من طالبه بإيقاف نزيف الدم حوثيا ،أو متعاطف مع الحوثي ،ولإنه ثانيا يرى نفسه فوق النصح وفوق الإستماع
إلى أحد وفوق العلماء والمشائخ والمواطنين الذين نصحوه ،ولإنه ثالثا يرى أن الحوثي مرتكب جرائم قتل وعدوان على
أفراد القوات المسلحة والأمن وكأن الحوثي جاء غازيا للقوات المسلحة ولم يغزه الجيش العسكري والجيش الحافي وأمراء
الفود وجنرالات الحرب إلى عقرداره ،،
أما الوساطات المتكررة فالرئيس أعلم بما كان المطلوب منها (تسليم الحوثي نفسه بلاقيد ولاشرط وجره بإذنه ليلقى
جزاءه وإلا فسوف يسلط عليه من لايرحمه وقد سلطه )وكانت الوساطات تترى والحرب تشتعل ولم تتوقف يوما
واحدا ولم تترك للوسطاء فرصة دون السعي الحثيث من الجنرالات لإفشالها بأوامرعليا .
سيادة الرئيس يريد أن يكون ولي الأمر ويعرف أن له حق الطاعة لكنه يجهل أن ولي الأمر عليه واجبات صون الأعراض
والأموال والدماء والأرواح ،،يريدالرئيس أن يقتل من شاء كيف شاء وأنى شاء ومتى شاء دون أن يعترض عليه أحد
تحت إسم الشرعية ودفاعا عن الوحدة والثورة والجمهورية .
إن مايجري في صعدة من معارك ضارية ،،وقصف صاروخي ومدفعي ،جوا،وبرا،وخراب ودمار وإزهاق للأرواح
والممتلكات ،،وتشريد لمئات الأسر وحبس وإعتقالات لمئات الأبرياء ،،،وعنجهية وتخويف وترهيب لايرضي أحد
وإذا كان للأخ الرئيس من يسمعه هذا الكلام فإنا نناشده الله ونناشده بإسم الإنسانية ونناشده بضميره وقيمه وبكل
صفة أخلاقية يتمتع بها أن يترك الغرور جانبا وأن يراجع نفسه وأن يبحث عن الحل ،،فهو في يده وحده ،،وليكن
على يقين أن الحل سياسي وليس عسكري وأن المنتصرفي هذه المعركة العبثية مهزوم ولافخرله وأن الدماء التي تسفك
ليلا ونهارا هو المسئول عنها أمام الله سبحانه وتعالى ،،
والله من وراء القصد
وزارة الداخلية .
وزارة الدفاع .
الأمن السياسي.
فما كان من الحاضرين إلا الإكتفاء بتعليق أو تأجيل الإعتصام إلى موعد آخروحتى يجدوا لهم مكانا يعتصمون فيه حيث لاعاصم من عنجهية وكبرياء وغرور وعجب وهمجية السلطة وتصميمها على الحسم العسكري والمزيدمن سفك الدماء البريئة وقد اكتفى المعتصمون بقرآءة سورة يس مع السيدالعلامة حمود بن عباس المؤيد وبقية العلماء بأن الله يحق الحق ويخذل الباطل ويحقن دماء المسلمين ويرد كيد الظالمين في نحورهم .
وقد احسست أنا قرأنا يس على الديمقراطية والحرية والأمن والسلام في اليمن التي إنتقلت كلها إلى رحمة الله بقرار رئاسي
وأصبحنا في سجن كبير إسمه اليمن ممنوعون من الإعتصام ،،ممنوعون من إبداء الرأي ،،ممنوعون من مخالفة رأي السلطة
ممنوعون من البكاء حتى على قتلى المؤسسة العسكرية ،،فمابالكم بالمواطنين الأبرياء المتهمين بالحوثية والمقتولين بنيران
صديقة .
الحقيقة التي لامراء فيها أن لاقيمة لنا كبشر في حساب الدولة والرئاسة ،ولاقيمة للأرواح والأعراض في هذا الوطن
كنا قد وجهنا قبل الإعتصام رسالة إلى الأخ الرئيس نناشده فيها وقف الحرب وإستمرار جهود الوساطة لإنهاء النزاع
والإحتكام إلى العقل وجعلناها بديلا عن الإعتصام وقد وقع على الرسالة كل من فضيلة العلماء
(محمدبن محمدالمنصور،، حمود بن عباس المؤيد،،، أحمدمحمد الشامي ،،،محمدبن علي المنصور،،يحى حسين الديلمي ،،،محمدمفتاح ،،،عبدالسلام الوجيه،،،شرف النعمي،،، )وغيرهم من الشخصيات العلمية والإجتماعية
وكانت المفاجاة جواب من الأخ الرئيس ونصه التالي .
(الوالد العلامة محمدبن محمد المنصور والعلامة حمود عباس المؤيدومن معهم .....المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
لقد إطلعنا على رسالتكم التي تطالبون فيها بإيقاف الحملة ضد المتمرد حسين بدرالدين الحوثي وأني لأستغرب ماجاء
فيها فأنتم أول من يعلم مدى الجهود التي بذلناها والوساطات المتكررة التي ارسلناها من العلماء ومختلف الشخصيات
السياسية والإجتماعية والوجاهات والفعاليات السياسية والإجتماعية وأنتم في مقدمتهم وذلك من أجل إيقاف نزيف
الدم وإنهاء الفتنة التي أشعلها الحوثي
ان الأولى بنصيحتكم هو الحوثي ليكف عن أفعاله ومايرتكبه ومن معه من جرائم قتل وعدوان على افراد القوات المسلحة
والأمن والمواطنين وتخريب في الوطن وأن يسلم نفسه للعدالة .
وإن دفاعكم عنه لايزيده إلا تعنتا وإستمرارا في تمرده ونحن نربأ بالجميع أن يكونوا متعاطفين مع الحوثي ولايتعاطفوا مع أمن وإستقرار الوطن .،،،،،،،،، والله المستعان .
علي عبدالله صالح
رئيس الجمهورية 1/9/2004م
هذا نص جواب الرئيس على العلماء وهو ماحدا بالتصميم على الإعتصام وكوني واحدا من المحترمين ممن معهم
أصدقكم القول أني صدمت جدا من جواب الرئيس الذي يشتم منه رائحة عبده بورجي ،،،لإنه أولا يرى أن كل
من طالبه بإيقاف نزيف الدم حوثيا ،أو متعاطف مع الحوثي ،ولإنه ثانيا يرى نفسه فوق النصح وفوق الإستماع
إلى أحد وفوق العلماء والمشائخ والمواطنين الذين نصحوه ،ولإنه ثالثا يرى أن الحوثي مرتكب جرائم قتل وعدوان على
أفراد القوات المسلحة والأمن وكأن الحوثي جاء غازيا للقوات المسلحة ولم يغزه الجيش العسكري والجيش الحافي وأمراء
الفود وجنرالات الحرب إلى عقرداره ،،
أما الوساطات المتكررة فالرئيس أعلم بما كان المطلوب منها (تسليم الحوثي نفسه بلاقيد ولاشرط وجره بإذنه ليلقى
جزاءه وإلا فسوف يسلط عليه من لايرحمه وقد سلطه )وكانت الوساطات تترى والحرب تشتعل ولم تتوقف يوما
واحدا ولم تترك للوسطاء فرصة دون السعي الحثيث من الجنرالات لإفشالها بأوامرعليا .
سيادة الرئيس يريد أن يكون ولي الأمر ويعرف أن له حق الطاعة لكنه يجهل أن ولي الأمر عليه واجبات صون الأعراض
والأموال والدماء والأرواح ،،يريدالرئيس أن يقتل من شاء كيف شاء وأنى شاء ومتى شاء دون أن يعترض عليه أحد
تحت إسم الشرعية ودفاعا عن الوحدة والثورة والجمهورية .
إن مايجري في صعدة من معارك ضارية ،،وقصف صاروخي ومدفعي ،جوا،وبرا،وخراب ودمار وإزهاق للأرواح
والممتلكات ،،وتشريد لمئات الأسر وحبس وإعتقالات لمئات الأبرياء ،،،وعنجهية وتخويف وترهيب لايرضي أحد
وإذا كان للأخ الرئيس من يسمعه هذا الكلام فإنا نناشده الله ونناشده بإسم الإنسانية ونناشده بضميره وقيمه وبكل
صفة أخلاقية يتمتع بها أن يترك الغرور جانبا وأن يراجع نفسه وأن يبحث عن الحل ،،فهو في يده وحده ،،وليكن
على يقين أن الحل سياسي وليس عسكري وأن المنتصرفي هذه المعركة العبثية مهزوم ولافخرله وأن الدماء التي تسفك
ليلا ونهارا هو المسئول عنها أمام الله سبحانه وتعالى ،،
والله من وراء القصد
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 302
- اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك