دراسة حول معاوية بن أبى سفيان و الفئة الباغية - الجزء الثان
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 199
- اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
- مكان: مصر
دراسة حول معاوية بن أبى سفيان و الفئة الباغية - الجزء الثان
بسم الله الرحمن الرحيم
نتابع فى هذا المقام ما بدأناه عن شخصية معاوية بن أبى سفيان حيث سنغطى آخر نقطتين :
2- تقصى ما ورد من مناقب فى معاوية بن هند
3-جرائم معاوية بن هند ضد الإسلام و أمة محمد
ثـــانــيــا : تـقـصـى ما ورد مـن مـنـاقب فى مـعـاوية بن هـنـد
سنستعرض ما وضعه الوضاعون من فضائل فى الباغى معاوية بن هند :
-معاوية خال المؤمنين
-معاوية كاتب الوحى
-قال عنه رسول الله ( اللهم أجعله هاديا مهديا و أهد به )
الفضيلة الأولى : معاوية خال المؤمنين
لم يرد عن رسول الله أبدا فى أى موضع و لم يثبت عنه البتة أنه وصف الباغى معاوية بهذا اللقب الغريب الذى أنفرد به !
أما سبب أختراع هذا اللقب المذهل فيذكره أبن كثير فى البداية و النهاية 5: 380 :
كان علي قد أسر جماعة من أهل الشام فلما أراد الانصراف أطلقهم و كان مثلهم فى يد معاوية و كان قد عزم على قتلهم لظنه أن عليا قد قتل أسراه فلما جاءه أولئك الذين أطلقهم أطلق معاوية الذين فى يده . و يقال أن رجلا يقال له عمرو بن أوس الأزدى كان من الأسرى فأراد معاوية قتله فقال : أمنن على فإنك خالى
فقال معاوية : ويحك . من أين أنا خالك ؟!
فقال : إن أم حبيبة زوجة رسول الله و هى أم المؤمنين و أنا أبنها و أنت أخوها ..فأنت خالى
فأعجب ذلك معاوية و أطلقه
و ترينا الرواية أن هذا اللقب وليد الصدفة تفتق عنه ذهن أحد الأسرى تزلف به الى معاوية كى لا يقتله و أن معاوية نفسه تعجب عندما سمعه لأول مرة !
و ترينا الرواية مدى الأستخفاف بالعقول وكم هو مثيرا للشفقة منظر المسلم الأبله الذى يترضى على الباغى معاوية قائلا عنه أنه خال المؤمنين !
و لو سلمنا بأن بمجرد المصاهرة توزع الألقاب و المناقب لكان اليهودى حيى بن أخطب هو (جد المؤمنين ) فهو والد أم المؤمنين صفية بنت حيي
و لماذا لا يمنح أهل السنة و الجماعة كل من الشيخين أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب لقب ( جد المؤمنين ) و هما والدا أما المؤمنين عائشة و حفصة !
و ألا يكون عبد الله بن عمر بن الخطاب و هو من فقهاء أهل السنة أولى بهذا اللقب ( خال المؤمنين ) و هو أخو أم المؤمنين حفصة !
و ستعجب عندما تعرف أن ( معاوية خال المؤمنين ) قد فتك بخالا آخر للمؤمنين !و هو ( محمد بن أبى بكر الصديق خال المؤمنين ) :
كان محمد بن أبى بكر الصديق رحمه الله واليا على مصر من قبل أمير المؤمنين علي فلما أنتزع الباغى معاوية مصر من الخلافة و أحتلها 37 هـ وقع ( خال المؤمنين محمد بن أبى بكر الصديق ) أسيرا فى يد قائد معاوية و هو معاوية بن خديج فقال له :
أتدرى ما أصنع بك ؟ أدخلك جيفة حمار ميت و أحرقها بالنار
فقال له محمد بن أبى بكر الصديق :
لطالما فعلتم ذلك بأولياء الله . أنى لأرجو أن يجعلها عليك و على معاوية و عمرو نارا تلظى كلما خبت زادها الله سعيرا
و بالفعل نفذ المجرم معاوية بن خديج مقالته فقتل محمد بن أبى بكر الصديق يوم 15 جمادى الأولى 38 هـ ( 18 أكتوبر 658 م ) و كان شابا وسيما عمره 28 سنة ثم بعث برأسه الى الباغى معاوية فأمر أن يطاف بها ليراها الناس
و قيل أنه بعد فترة من أستشهاد محمد بن أبى بكر الصديق جاء مولاه ( زمام ) فحمل رأسه و دفنها فى جامع ( محمد الصغير ) فى مصر القديمة . و هذا المسجد أعاد بناءه السلطان المملوكى الأشرف برسباى سنة 1426
فيما بعد أستخدم هذا اللقب السخيف ( خال المؤمنين ) كأداة من أدوات الصراع و التنافس بين شيعة أهل البيت و خصومهم من النواصب
يروى تقى الدين أحمد بن علي المقريزى ( 766-845 هـ ) فى كتابه ( المواعظ و الأعتبار بذكر الخطط و الآثار 3 : 270 ) :
و مازال أمر الشيعة يقوى فى مصر الى أن دخلت سنة 350 هـ . ففى يوم عاشوراء وقعت منازعة بين الجند و بين جماعة من الرعية عند قبر كلثوم العلوية بسبب ذكر السلف و تعصب الجنود على الرعية فكانوا إذا لقوا أحدا قالوا : من خالك ؟ فإن لم يقل معاوية بطشوا به و أكثروا القول : معاوية خال علي .
و تسقط الدولة الأخشيدية و دخل القائد جوهر الصقلى مصر فتظاهر الصيارفة ضد الدولة رافعين شعار : معاوية خال علي فيوشك جوهر الصقلى على إحراق رحبة الصيارفة
الفضيلة الثانية : معاوية كاتب الوحى :
نزل الوحى على رسول الله 23 عاما كان خلال 20 عاما منهم معاوية كافرا بالله يرى رسول الله كاذبا و يعتقد أن وحى رب العالمين أساطير الأولين . فلما كان يوم فتح مكة 8 هـ أضطر معاوية لدخول الإسلام فضمه رسول الله الى كتبته فى إطار سياسة رسول الله فى تقريب المؤلفة قلوبهم و هم الكفار حديثى العهد بالإسلام كى يحببهم فى الإسلام . و لم يكتب معاوية كلمة من وحى رب العالمين بل جعله رسول الله كاتبا بينه و بين العرب حيث لم يكتب له سوى عدة رسائل !
1-قال الحافظ شمس الدين الذهبى فى كتابه ( سير أعلام النبلاء ) 3 : 123 :
كان زيد بن ثابت كاتب الوحى . و كان معاوية كاتبا فيما بين النبى و العرب
2-أما أكذوبة أن الباغى معاوية كان يكتب الوحى فترجع الى رواية سخيفة :
كان المسلمون لا ينظرون الى أبى سفيان و لا يقاعدونه فقال للنبى : يا نبى الله ثلاث أعطنيهن قال : نعم قال : عندي أحسن العرب أم حبيبة بنت أبى سفيان أزوجكها قال :نعم قال : و معاوية تجعله كاتبا بين يديك قال :نعم قال :و تؤمرنى حتى أقاتل الكفاركما كنت أقاتل المسلمين قال : نعم
* صحيح مسلم - باب فضائل أبى سفيان بن حرب رضى الله عنه !
أقر بأن هذا الحديث ليس إلا حديث مزيف موضوع أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزى ( 510- 579 هـ ) فى كتابه ( دفع شبه التشبيه ) فيذكر : هو وهم من بعض الرواة لا شك فيه و لا تردد و قد أتهموا به عكرمة بن عمار راوى الحديث .
و الرواية بأكملها كذبة سخيفة على رسول الله :
و الثابت أن أم حبيبة رضي الله عنها أسلمت و هاجرت الي الحبشة و أبوها أبو سفيان على الكفر و هناك أرتد زوجها عبيد الله بن جحش عن الأسلام فبعث رسول الله يخطبها لنفسه فوكلت عنها خالد بن سعيد بن العاص فعقد عليها لرسول الله و عادت للمدينة مع مهاجرة الحبشة سنة 7 هـ بعد فتح خيبر و كانت أم حبيبة رضي الله عنها نفسها تري في أبيها أبو سفيان أنه من المشركين الأنجاس فعندما نقضت قريش صلح الحديبية أوفدت أبو سفيان لمقابلة رسول الله فدخل على أبنته أم حبيبة فلما جلس أسرعت فجذبت الفراش من تحته فقال لها : أطويته يا بنية رغبة بى عن الفراش أم رغبة بالفراش عنى فردت عليه أبنته أم حبيبة : هو فراش رسول الله و أنت رجل مشرك فلم أحب أن تجلس عليه . فقال لها أبو سفيان : لقد أصابك يا بنية بعدي شر .و ظل أبو سفيان على كفره حتى أضطر للأسلام يوم فتح مكة 8 هـ . فما تلك الخزعبلات أن أباها هو الذى زوجها رسول الله !
و لا نجد أن رسول الله أمر أبو سفيان فى أية غزوة أو سرية ليقاتل الكفار كما كان يقاتل المسلمين !
و أخيرا ... أين يا ترى سيكتب معاوية الوحى لرسول الله ؟ فرسول الله يسكن المدينة حتى بعد فتح مكة و معاوية مقيما بمكة و لم يهاجر للمدينة و لم تتح له فرصة لقاء رسول الله إلا لقاءات محدودة يوم فتح مكة و غزوة حنين كتب له فيهم 3 رسائل للعرب على أقصى تقدير
الفضيلة الثالثة : قال عنه النبى : اللهم أجعله هاديا مهديا و أهد به
لم يقبل هذا الحديث البخارى و لا مسلم و لا النسائى و لا أبن ماجة و لا أبو داود !
و لم يرد هذا الحديث فى كافة الصحاح الستة إلا فى :سنن الترمذى-كتاب المناقب-باب مناقب معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه !
و روى هذا الحديث عن طريقين هما :
الطريق الأول :
عن محمد بن يحيى ( من أهل حمص بالشام المتوفى 258 هـ ) عن أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر ( من أهل الشام المتوفى 218 هـ ) عن سعيد بن عبد العزيز ( من أهل الشام المتوفى 167 هـ ) عن ربيعة بن يزيد ( من أهل الشام المتوفى 121 هـ ) عن عبد الرحمن بن أبي عميرة
و السلسلة كلها من أهل الشام الذين أهوائهم مع بنى أمية !
و السند ينتهى عند عبد الرحمن بن أبى عميرة المزنى الأزدى و هو رجل من أهل حمص من بلاد الشام تحت حكم معاوية الموالية له .
ذكره أحمد بن حجر العسقلانى فى ( تهذيب التهذيب 6 : 220 ) عن أبن عبد البر فقال عنه : لا تصح له صحبة
و ذكره يوسف بن عبد البر الأندلسى فى ( الأستيعاب فى معرفة الأصحاب 2 : 843 ) فقال : حديثه مضطرب لا يثبت فى الصحابة
و قد أختلف عليه هل هو صحابى أم لا ؟!
الطريق الثانى :
عن محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد النفيلى ( المتوفى 234 هـ )عن عمرو بن واقد عن يونس بن حلبس ( من أهل الشام المتوفى 132 هـ ) عن أبي إدريس الخولانى ( من أهل الشام المتوفى 80 هـ ) عن عمير بن سعد
و فى سلسلة السند نجد عمرو بن واقد الدمشقى مولى آل أبى سفيان . و هو من المجروحين عند علماء أهل السنة :
ذكره عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازى ( المتوفى 327 هـ ) فى كتابه ( الجرح و التعديل ) : ليس بشئ . ضعيف . منكر الحديث
و قال عنه الترمذى نفسه : منكر الحديث .
و ذكره أحمد بن شعيب النسائى فى كتابه ( الضعفاء و المتروكين ) : متروك الحديث .
و ذكره عبد الرحمن بن علي بن الجوزى فى كتابه ( الضعفاء و المتروكين ) : قال البخاري : منكر الحديث . و قال أبو مسهر و دحيم ليس بشيء . و قال النسائي و الدارقطني : متروك . و قال ابن حبان : يقلب الأسانيد ويروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك
و ذكره عبد الله بن عدى الجرجانى ( 277- 365 هـ ) فى كتابه ( الكامل فى ضعفاء الرجال )
ثـــالـــثــا : جـرائـم مـعـاويـة بـن هـنـد ضـد الإسـلام و أمـة مـحـمد :
حيث أن جرائم معاوية بن هند لا يسعنا عرضها جميعا سنستعرض أمثلة لجرائم معاوية :
1-فتح معاوية باب الجهر بسب الصحابة
2-مؤامرة معاوية لسم الإمام الحسن سبط رسول الله
3-قتل معاوية لعمار بن ياسر رضى الله عنه
4-قتل معاوية لحجر بن عدى و أصحابه ( شهداء مرج عذراء )
5-سفك معاوية لدماء المسلمين و إرهاب الآمنين و ذبح الأطفال
6-فتح معاوية باب الإغتيالات السياسية
1-فتح الباغى معاوية باب الجهر بسب الصحابة
كان معاوية اذا قنت في صلاته سب علي و أبن عباس و الحسن و الحسين و مالك الأشتر . و اذا خطب على المنبر يختم خطبته لاعنا الإمام علي قائلا : اللهم ان أبا تراب ألحد في دينك و صد عن سبيلك فألعنه لعنا وبيلا وعذبه عذابا أليما
و كتب بذلك اللعن الى الآفاق ليجهر به على المنابر فكان الناس يكرهون سماع اللعن فكانوا اذا أدوا صلاة العيد خرجوا من المساجد فألزم معاوية الناس على تقديم الخطبة لسماع لعن الإمام علي و كان غرض معاوية أن يغرس في نفوس المسلمين أن أهل البيت لا كرامة لهم و أن إمامهم الذين يصولون و يفتخرون بمناقبه و سابقته و هجرته و جهاد هذا حاله و هذا مقداره فيكون من ينتمي اليه عن الشرف أبعد
و يروى أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسى فى كتابه ( العقد الفريد ) حوار معاوية بن هند و الأحنف بن قيس الذى أستنكر سب الإمام علي :
الأحنف بن قيس : أتق الله يا معاوية و دع عنك عليا فلقد لقى ربه و أفرد بقبره و كان مبرورا فى سبقه طاهر الثوب
معاوية بن هند : أما و الله لتصعدن المنبر و تلعن عليا كرها أو طوعا
الأحنف بن قيس : أما و الله لأنصفنك فى القول و الفعل
معاوية بن هند : و ما أنت بقائل إن أنصفتنى ؟
الأحنف بن قيس : إن معاوية أمر بأن ألعن عليا . و إن عليا و معاوية أختلفا و أقتتلا فأدعى كل واحد منهما أنه بغى عليه و على فئته فإذا دعوت فأمنوا . ثم أقول : اللهم ألعن أنت و ملائكتك و أنبياؤك و جميع خلقك الباغى منهما على صاحبه و ألعن الفئة الباغية
معاوية بن هند : إذا نعفيك
و أوصى معاوية بن هند المغيرة بن شعبة عندما ولاه الكوفة : لا تترك شتم علي وذمّه
فقال له المغيرة : قد جَرّبتُ وجُرّبتُ و عملت قبلك لغيرك فلم يذممني و ستبلو فتحمد أو تذم .
فكان المغيرة لا يدع شتم علي و الوقوع فيه وكان ينال في خطبته من عليّ و أقام خطباء ينالون منه
* الكامل في التاريخ 3 : 472 و سير أعلام النبلاء 3 : 31
ونتيجة لاستمرار شتم الاِمام عليّ و سبّه كتبت أُمّ المؤمنين أُمّ سلمة إلى معاوية بن هند :
أنكم تلعنون الله و رسوله على منابركم و ذلك أنّكم تلعنون عليّ بن أبي طالب ومن أحبّه و أنا أشهدُ أنَّ الله أحبّه و رسوله
* العقد الفريد لأبن عبد ربه الأندلسى 5 : 115 و مجمع الزوائد للهيثمى 9 : 130
و بفتح الباغى معاوية باب سب الصحابة جهرا يكون له كفلا فى أثم كل من سب الصحابة من يومه و حتى اليوم و إلى يوم الحساب . و من يفتح هذا الباب توعده رسول الله باللعنة و بئس المصير . قال رسول الله صلى الله عليه و آله سلم :
لا تسبوا أصحابي . لعن الله من سب أصحابى
من سب أصحابي فعليه لعنة الله و الملائكة والناس أجمعين
* مجمع الزوائد (10/21) و صحيح الجامع للألبانى رقم 6285
و ظلت بدعة الباغى معاوية البذيئة 60 سنة حتى أمر عمر بن عبد العزيز ( 99 -101 هـ ) بأستبدال السب و اللعن في خطبة الجمعة و الأعياد بقول الله تعالى :
ان الله يأمر بالعدل و الأحسان و ايتاء ذى القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغى
و هكذا فإن هذا الباغى قد فتح بابا من أبواب الجحيم و هو الجهر بسب صحابة رسول الله
2- مؤامرة الباغى معاوية لسم الإمام الحسن عليه السلام سبط رسول الله :
يتفق أكثر المؤرخون المسلمون بأن الإمام الحسن بن علي قد قتل مسموما بالشربة المسمومة التى ذاقها قبله مالك الأشتر و عبد الرحمن بن خالد و وردت قصة إغتيال الإمام الحسن فىعدة مراجع مثل مقاتل الطالبيين لأبى الفرج الأصفهانى و مروج الذهب للمسعودى و الأستيعاب فى معرفة الأصحاب لأبن عبد البر :
لما أراد معاوية البيعة لأبنه يزيد من بعده ثقل عليه أمر الإمام الحسن الذى صالحه سنة الجماعة 41 هـ على أن لا يعهد معاوية لأحد من بعده و الأمر بعده للحسن فراسل معاوية أحدى زوجات الإمام الحسن و هى ( جعدة بنت الأشعث الكندية ) أن تسم الإمام الحسن و لها 100 ألف درهم و أن يزوجها أبنه يزيد فأستجابت له و وضعت لزوجها السم فى اللبن و كان الإمام الحسن صائما فلما تناول منه جرعة تقطعت أمعاؤه و أحس بألم شديد و قال لها :
يا عدوة الله قتلتنى قاتلك الله . أما و الله لا تصيبين منى خلفا و لا تنالين من اللعين خيرا
ثم قال الإمام الحسن لأخيه الإمام الحسين :
إنى سقيت السم مرارا فلم أسق مثل هذه المرة . لقد ألقيت طائفة من كبدى
ثم حضر فى ذهن الإمام الحسن غدر معاوية بن هند فقال قبل أن يسلم الروح :
لقد حاقت شربته و الله ما وفى بما وعد و لا صدق فيما قال .
أستشهد الإمام الحسن بن علي فى 7 صفر 49 هـ ( 15 مارس 669 )
يروى يوسف بن عبد البر الأندلسى فى كتابه ( الأستيعاب فى معرفة الأصحاب ) عن موقف معاوية بن هند من موت الإمام الحسن :
لما بلغ معاوية بن هند موت الإمام الحسن بن بنت رسول الله سجد لله شكرا و كبر و كبر أتباعه معه فخرجت زوجته فاختة بنت قرظة فقالت : سرك الله يا أمير المؤمنين . ما الذى بلغك فأسرك ؟
فقال معاوية بن هند : موت الحسن بن علي
فبكت زوجته و قالت : إنا لله و إنا إليه راجعون . مات أبن بنت رسول الله
و بلغ خبر سرور معاوية عبد الله بن العباس فدخل على معاوية و عاتبه :
معاوية بن هند : علمت يا أبن عباس أن الحسن توفى
عبد الله بن العباس : ألذلك كبرت ؟
معاوية بن هند : نعم
عبد الله بن العباس :و الله ما موته بالذى يؤخر أجلك . و لا سدت حفرته حفرتك . و لئن أصبنا به فقد أصبنا بجده رسول الله فجبر الله تلك المصيبة و رفع تلك العبرة
معاوية بن هند : كم ترك من بنين صغار ؟
عبد الله بن العباس :كلنا كنا صغيرا فكبر
معاوية بن هند : كم كان عمره ؟
عبد الله بن العباس :الحسن أعظم من أن يجهل أحد مولده
معاوية بن هند :أصبحت يا أبن عباس سيد قومك
عبد الله بن العباس :لا ما أبقى الله أبا عبد الله الحسين
معاوية بن هند : لله درك يا أبن عباس ما أستنبأتك إلا و وجدتك معدا
3- قتل الباغى معاوية لعمار بن ياسر رضى الله عنه
عن عمار بن ياسر رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : تقتله الفئة الباغية الناكبة عن الطريق
من دلائل نبوة رسول الله أنه تنبأ لنا عن فئة باغية ناكبة عن الطريق القويم و علمها لنا بعلامة هى أن بغيها سيصل لقتل الصحابى عمار بن ياسر رضى الله عنه
و لعمار بن ياسر مكانة عظيمة فقد حدث أن أغلظ خالد بن الوليد لعمار بن ياسر فى حضرة النبى فبكى عمار فقال : يا رسول الله ألا تراه . فرفع النبي رأسه و قال : من عادى عمارا عاداه الله و من أبغض عمارا أبغضه الله .
* فضائل الصحابة للنسائى
و حدث ما كان من الفتنة الكبرى فأنضم عمار بن ياسر رضى الله عنه الى جانب أمير المؤمنين علي ليجاهد معه عدوه معاوية بن هند و ذيله عمرو بن العاص أبن النابغة . فلما تراءت الفئتان للنزال يوم صفين 37 هـ أختلفت بينهما الرسل فأنظر ما كان من معاوية رأس الفئة التى تحارب تجاه قتل عمار حيث لم يخف رغبته فى قتله صراحة :
قال له شبث بن ربعى : أيسرك يا معاوية أنك أمكنت من عمار تقتله
فقال معاوية : وما يمنعني من ذلك و الله لو أمكنت من أبن سمية ما قتلته بعثمان و لكن كنت قاتله بمولى عثمان
فقال له شبث بن ربعى : و آله الأرض و السماء ما عدلت معتدلا لا والذي لا إله إلا هو لا تصل إلى عمار حتى تندر الهام عن كواهل الأقدام وتضيق الأرض الفضاء عليك برحبها
و ألتقى الجمعان فئة أمير المؤمنين علي و شيعته من المؤمنين و معه عمار بن ياسر و فئة معاوية بن هند فقتلت فئة معاوية عمار بن ياسر فأضطرب أمر الفئة الباغية من أهل الشام فقال المجرم معاوية بن هند : أو نحن قتلنا عمارا إنما قتل عمارا من جاء به
و هذا الهراء يرينا مدى إستخفاف معاوية بن هند بأرواح المسلمين و مدى إستهزاءه بكلام رسول الله و لو أخذنا بكلام الباغى معاوية لكان رسول الله هو الذى قتل عمه حمزة لأنه هو الذى جاء به لحرب المشركين يوم أحد !
و لا نجد شاهدا على لئم معاوية بن هند أبين من مقالته هو نفسه لما دس لمالك الأشتر من يسمه و جاءه خبر قتله فخطب فى أهل الشام :
إنه كانت لعلي بن أبي طالب يدان يمينان قطعت إحداهما يوم صفين ( يعني عمار بن ياسر) و قطعت الأخرى اليوم ( يعنى الأشتر )
* تاريخ الأمم و الملوك للطبرى 3 : 137
4- قتل الباغى معاوية لحجر بن عدى رضى الله عنه و أصحابه ( شهداء مرج عذراء )
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم :
سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم و أهل السماء
كان حجر بن عدي بن جبلة الكندى من خيرة المسلمين . وفد على رسول الله و شهد موقعة القادسية
قال عنه الحاكم النيسابورى فى ( المستدرك على الصحيحين 3 :531 ) : أنه راهب أصحاب محمد
و كان رحمه الله من أشد المخلصين للإمام علي حيث شهد معركة الجمل و صفين و وردت قصة قتل حجر بن عدي رحمه الله فى العديد من كتب السير مثل تاريخ الأمم و الملوك للطبري و البداية و النهاية لأبن كثير و الكامل فى التاريخ لأبن الأثير و مروج الذهب للمسعودى :
-فى جمادى سنة 41 هـ ولى معاوية بن هند على الكوفة المغيرة بن شعبة و أوصاه بسب الإمام علي و ذمه فكان المغيرة بن شعبة يشتم الإمام علي على المنبر فإذا سمع ذلك حجر بن عدي يقول : بل إياكم ذم الله و لعن . أنا أشهد أن من تذمون أحق بالفضل .
و حبس المغيرة بن شعبة الأرزاق عن حجر بن عدي و أصحابه فكان حجر بن عدي يناديه : مر لنا أيها الأنسان بأرزاقنا فقد حبستها عنا و ليس ذلك لك
و فى سنة 51 هـ توفى المغيرة بن شعبة و ولى بعده زياد بن سمية فخطب على منبر الكوفة يشتم الإمام علي و أخر الصلاة فقال له حجر : الصلاة . فمضى زياد بن سمية فى الخطبة فقال حجر : الصلاة . فمضى زياد فى الخطبة فضرب حجر بكف من الحصى و ثار الناس معه فنزل زياد بن سمية و صلى بالناس
أعتقل زياد بن سمية حجر بن عدي و 13 رجلا من أصحابه و هم :
الأرقم بن عبد الله الكندى . شريك بن شداد الحضرمى
صيفى بن فسيل الشيبانى . قبيصة بن ضبيع العبسى
كريم بن عفيف الخثعمى . عاصم بن عوف البجلى
كدام بن حسان العنزى . عبد الرحمن بن حسان العنزى
محرز بن شهاب التميمى . عبد الله بن حوىة السعدى
عتبة بن الأخمس . سعد بن نمران الهمدانى
ورقاء بن سمى البجلى
جمع زياد بن سمية أعوانه من المخلصين لبنى أمية و طلب منهم أن يشهدوا زورا على حجر و أصحابه . فقال أبو بردة بن أبى موسى الأشعرى :
هذا ما شهد عليه أبو بردة بن أبو موسى الأشعرى لله رب العالمين . شهد أن حجر بن عدي خلع الطاعة و فارق الجماعة و جمع الجموع يدعوهم إلى نكث البيعة و كفر بالله
فقال زياد بن سمية : على مثل هذه الشهادة فأشهدوا أما و الله لأجهدن على قطع خيط عنق الخائن
فشهد زورا أعوانه ممن باعوا دينهم بدنياهم و منهم أسحق و موسى أبناء طلحة بن عبيد الله و المنذر بن الزبير بن العوام و عمر بن سعد بن أبى وقاص و عمارة بن عقبة بن أبى معيط و غيرهم .
و كتب زياد بن سمية شهادة على لسان القاضى شريح بن الحارث و شريح بن هانئ الحارثى فبعث شريح بن هانئ الى معاوية كتابا يقول فيه :
أنه قد بلغنى أن زيادا كتب إليك بشهادتى على حجر بن عدي و إن شهادتى أنه ممن يقيم الصلاة و يؤتى الزكاة و يديم الحج و العمرة و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر
أما القاضى شريح بن الحارث فقال : سألنى عن حجر فأخبرته أنه كان صواما قواما
دفع زياد بن سمية حجر و أصحابه الى وائل بن حجر الحضرمى و كثير بن شهاب الحارثى و أمرهما أن يسيرا بهم الى معاوية بن هند فى الشام فساروا حتى بلغوا مرج عذراء قرب دمشق . فقال حجر بن عدي رحمه الله : و الله إنى لأول مسلم نبحته كلابها و أول مسلم كبر بواديها
بعث معاوية بن هند رسولا أعورا هو هدبة بن فياض القضاعى و قد أمره بإعدام حجر و أصحابه إن لم يتبرأوا من الإمام علي و يسبوه فقال الجلاد لحجر بن عدي :
إن أمير المؤمنين أمرنى بقتلك يا رأس الضلال و معدن الكفر و المتولى لأبى تراب و أقتل أصحابك إلا أن ترجعوا عن كفركم و تلعنوا صاحبكم
فقال حجر و أصحابه :
إن الصبر على حد السيف لأيسر علينا مما تدعونا إليه و القدوم على الله و نبيه أحب إلينا من دخول النار
رجع نصف أصحاب حجر و ثبت النصف الآخر فطلب حجر من جلاده أن يصلى قبل إعدامه فأطال الصلاة ثم قال :
و الله ما صليت صلاة أخف منها و لولا أن تظنوا في جزعا من الموت لأستكثرت منها
و كان آخر ما نطق به حجر بن عدي :
لا تطلقوا عنى حديدا و لا تغسلوا عنى دما فإنى ملاق معاوية على الجادة
و قتل مع حجر 5 من أصحابه و هم رحمهم الله جميعا :
محرز بن شهاب التميمى . صيفى بن فسيل الشيبانى
قبيصة بن ضبيع العبسى . شريك بن شداد الحضرمى
كدام بن حسان العنزى
أما السادس عبد الرحمن بن حسان العنزى فقد أعيد الى زياد بن سمية والى الكوفة فدفنه حيا
عندما حج معاوية بن هند ألتقى بأم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر الصديق فقالت له : ما حملك على قتل أهل عذراء حجر و أصحابه ؟
فقال معاوية بن هند : رأيت قتلهم إصلاحا للأمة و بقاءهم فسادا
فقالت السيدة عائشة بنت أبى بكر الصديق سمعت رسول الله يقول : سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم و أهل السماء
* البداية و النهاية لأبن كثير 635:4
و حزن المؤمنون لقتل حجر و أصحابه و أظهر الحزن الإمام الحسين و عائشة بنت أبى بكر و بكاه عبد الله بن عمر بن الخطاب
و لما حانت ساعة هلاك معاوية بن هند ( 15 رجب 60 هـ ) و أحس أن حجر و شهداء عذراء سيخاصمونه أمام الجبار قال :
يوم لي من ابن الأدبر طويل - ثلاث مرات ( يعني حجرا )
* تاريخ الأمم و الملوك للطبرى 3 : 232
و عاش حجر بن عدي و أصحابه أطول مما عاش معاوية و زبانيته . فهم لا يزالون باقين فى قلوب المؤمنين رمزا للقيم أما معاوية بن هند فقد ألقيت عظامه فى مزبلة التاريخ
رحم الله حجر و أصحابه الأبرار فقد أخلصوا لأهل بيت رسول الله و شهد عليهم زورا و قتلوا ظلما و لن ينجو الباغى معاوية بقتله الأبرياء ظلما
و يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم
5- سفك الباغى معاوية لدماء المسلمين و أرهاب الآمنين و ذبح الأطفال و سبى المسلمات
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم :
المسلم على المسلم حرام ..دمه و ماله و عرضه
فى سنة 39 هـ وجه الباغى معاوية مجموعات من قواته للإغارة على المسلمين الآمنين فى المناطق تحت حكم أمير المؤمنين علي :
-وجه قوة من ألفين رجل بقيادة النعمان بن بشير للإغارة على ( عين التمر)
-وجه قوة من ستة آلاف رجل بقيادة سفيان بن عوف للإغارة على ( هيت ) و ( الأنبار ) و ( المدائن )
-وجه قوة من ألف و سبعمائة رجل بقيادة عبد الله بن مسعدة الفزارى للإغارة على ( تيماء )
-وجه قوة من ثلاثة آلاف رجل بقيادة الضحاك بن قيس للإغارة على ( واقصة )
-خرج الباغى معاوية بن هند نفسه الى مشارف دجلة ثم نكص راجعا
و أمر الباغى معاوية قواته فنهبوا أموال المسلمين و قتلوا من الأعراب الآمنين من كان فى طاعة أمير المؤمنين علي
* تاريخ الأمم و الملوك للطبرى 3 : 150
و فى سنة 40 هـ بلغ بغى معاوية و سفكه لدماء المسلمين الآمنين ذروته بغارة قائده السفاح بسر بن أرطأة العامرى على الحجاز و اليمن :
يروى الطبرى فى تاريخ الأمم و الملوك 3 : 153 :
أرسل معاوية بن أبي سفيان بعد تحكيم الحكمين بسر بن أبي أرطاة العامرى فى جيش من ثلاثة آلاف رجل فساروا من الشام حتى قدموا المدينة و عامل علي على المدينة أبو أيوب الأنصارى ففر منها فأتى عليا الكوفة ودخل بسر المدينة فصعد منبرها ولم يقاتله بها أحد ثم قال : يا أهل المدينة والله لولا ما عهد إلي معاوية ما تركت بها محتلما إلا قتلته
ثم بايع أهل المدينة وأرسل إلى بني سلمة فقال : و الله مالكم عندي من أمان ولا مبايعة حتى تأتونى بجابر بن عبد الله
فأنطلق جابر إلى أم سلمة زوج النبي فقال : لها ماذا ترين إني قد خشيت أن أقتل و هذه بيعة ضلالة
قالت أم المؤمنين : أرى أن تبايع فإني قد أمرت ابني عمر بن أبي سلمة أن يبايع وأمرت ختني عبد الله بن زمعة
فأتاه جابر فبايعه وهدم بسر بن أرطأة دورا بالمدينة ثم مضى حتى أتى مكة و كتب أبو موسى الأشعرى إلى اليمن : إن خيلا مبعوثة من عند معاوية تقتل من أبى أن يقر بالحكومة ثم مضى بسر إلى اليمن وكان عليها عبيدالله بن عباس عاملا لعلي فلما بلغه مسيره فر إلى الكوفة و أستخلف عبد الله بن عبد المدان الحارثى فأتاه بسر بن أرطأة فقتله و قتل أبنه و لقى بسر ابنان لعبيد الله بن عباس صغيران ( قثم و عبد الرحمن ) فذبحهما وقد قال بعض الناس إنه وجد ابني عبيدالله بن عباس عند رجل من بني كنانة
فلما أراد قتلهما قال الكنانى : علام تقتل هذين ولا ذنب لهما فإن كنت قاتلهما فأقتلني معهما
قال : أفعل . فبدأ بالكناني فقتله ثم قتلهما
و في ( الاستيعاب فى معرفة الأصحاب ) لأبن عبد البر الأندلسى و ( أُسد الغابة فى معرفة الصحابة ) لأبن الأثير :
أغار بسر بن أرطاة على همدان و قتل و سبى نساءهم فكُنَّ أولّ مسلمات سُبين في الاسلام فأُقمن في السوق
و قتل بسر فى مسيره ذلك جماعة كثيرة من شيعة علي باليمن وبلغ عليا خبر بسر فوجه قائده جارية بن قدامة فى ألفين و وهب بن مسعود فى ألفين و هرب المجرم بسر بن أرطأة منه حتى بلغ مكة
6- فتح الباغى معاوية باب الإغتيالات السياسية
تميز الباغى معاوية باللؤم فى تدبير أغتيال خصومه و الغدر فى تدبير أغتيال حلفاءه و لم يعرف عن خليفة قبله أن أغتال خصما له أو غدر بأحد قواده .. و إليك بعض النماذج :
1-أغتيال مالك الأشتر :
و هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث النخعى ( 25 ق.هـ - 38 هـ ) رحمه الله
وصفه شمس الدين الذهبى فى ( سير أعلام النبلاء 4 : 34 ) فقال : ملك العرب . أحد الأشراف والأبطال المذكورين . كان شهما مطاعا ذا فصاحة وبلاغة
لم تتح لمالك رؤية رسول الله إلا أنه أبلى أعظم البلاء فى الجهاد فحارب المرتدين فى عهد الخليفة أبو بكر الصديق . و شهد معركة اليرموك 13 هـ و فيها شترت عينه فلقب بالأشتر ثم بعثه الخليفة عمر بن الخطاب مددا لحرب الفرس فشهد القادسية و أخيرا أستقر فى الكوفة
كان مالك من أشد الناقمين على الخليفة عثمان بن عفان و من أشد المتعصبين للإمام علي الذى شهد معه حروب الجمل 36 هـ قائدا على الميمنة و كان أحد الثلاثة الذين عقروا جمل عائشة بنت أبى بكر الصديق ( و الآخران هما أخيها محمد بن أبى بكر الصديق و عمار بن ياسر ) . وشهد مع الإمام علي صفين 37 هـ أميرا على قوة من 4 آلاف فارس فخرج يوم الأربعاء 1 صفر 37 هـ لقتال حبيب بن مسلمة الفهرى قائد معاوية و شهد وقعة الخميس 9 صفر و فيها قتل حرس معاوية المعممون بالحرير الأخضر و أستمر القتال إلى ليلة الجمعة 10 صفر و هى ( ليلة الهرير )
عقب حرب صفين ولاه الإمام علي على الموصل و نصيبين و سنجار و هيت لذا لم يشهد معركة النهروان 38 هـ
كان معاوية يطمع فى أنتزاع مصر من أمير المؤمنين علي و هى الولاية التى لأجلها أنضم عمرو بن العاص للفئة الباغية و باع دينه مقابلها و كان واليها من قبل أمير المؤمنين محمد بن أبى بكر الصديق الذى كان يعانى الصعاب فى التصدى لمكائد معاوية و أعوانه فعين أمير المؤمنين علي مالك الأشتر واليا على مصر
هزت تولية مالك الأشتر ولاية مصر معاوية الذى كان يخشى مالك أشد الخشية فدبر وسيلة لأغتياله . فبعث الى ( الجايستار )و هو المسئول عن خراج مصر و دهقان القلزم و قال له : إن الأشتر قد ولى مصر فإن كفيتنيه لم آخذ منك خراجا ما بقيت و بقيت
فخرج جابى خراج مصر الى القلزم و أستقبل مالك الأشتر و أستضافه ثم أتاه بشربة عسل بها السم فلما شربها مات . فلما وصل الخبر للباغى معاوية بن هند قال : لله جندا من عسل
* البداية و النهاية لأبن كثير 7 : 313
نعى الإمام علي مالك الأشتر لما بلغه خبر أغتياله :
إن مالك بن الحارث قد قضى نحبه و أوفى بعهده و لقى ربه . فرحم الله مالكا لو كان جبلا لكان فندا و لو كان حجرا لكان صلدا . رحم الله مالكا فلقد كان لى كما كنت لرسول الله . و ما أقول فى رجل هزمت حياته أهل الشام و هزم موته أهل العراق . و الله إن هلاكه قد أعز أهل المغرب و أذل أهل المشرق . و الله لا أرى مثله أبدا على مثله فلتبك البواكي
و يقال أن قبر مالك الأشتر هو نفسه الضريح المعروف بضريح الشيخ العجمى فى منطقة القلج قرب الخانكة الذى جددته قريبا طائفة الشيعة الإسماعيلية البهرة
2-أغتيال عبد الرحمن بن خالد بن الوليد :
و هو أحد قادة الباغى معاوية و حامل لواءه يوم صفين 37 هـ و أحد شهود كتاب التحكيم و واليه على مدينة حمص
فى سنة 46 هـ قاد عبد الرحمن بن خالد شاتية فى بلاد الروم و عاد غانما و كان أمره قد عظم بين أهل الشام و بدأ معاوية يخشاه على نفسه فأمر أبن أثال النصرانى أن يحتال فى قتله و ضمن له أن يوليه جباية خراج حمص فلما وصل عبد الرحمن الى حمص سقاه أبن أثال النصرانى شربة عسل مسمومة فمات ..أنتقم خالد بن عبد الرحمن لأبيه فأتى أبن أثال فقتله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نتابع فى هذا المقام ما بدأناه عن شخصية معاوية بن أبى سفيان حيث سنغطى آخر نقطتين :
2- تقصى ما ورد من مناقب فى معاوية بن هند
3-جرائم معاوية بن هند ضد الإسلام و أمة محمد
ثـــانــيــا : تـقـصـى ما ورد مـن مـنـاقب فى مـعـاوية بن هـنـد
سنستعرض ما وضعه الوضاعون من فضائل فى الباغى معاوية بن هند :
-معاوية خال المؤمنين
-معاوية كاتب الوحى
-قال عنه رسول الله ( اللهم أجعله هاديا مهديا و أهد به )
الفضيلة الأولى : معاوية خال المؤمنين
لم يرد عن رسول الله أبدا فى أى موضع و لم يثبت عنه البتة أنه وصف الباغى معاوية بهذا اللقب الغريب الذى أنفرد به !
أما سبب أختراع هذا اللقب المذهل فيذكره أبن كثير فى البداية و النهاية 5: 380 :
كان علي قد أسر جماعة من أهل الشام فلما أراد الانصراف أطلقهم و كان مثلهم فى يد معاوية و كان قد عزم على قتلهم لظنه أن عليا قد قتل أسراه فلما جاءه أولئك الذين أطلقهم أطلق معاوية الذين فى يده . و يقال أن رجلا يقال له عمرو بن أوس الأزدى كان من الأسرى فأراد معاوية قتله فقال : أمنن على فإنك خالى
فقال معاوية : ويحك . من أين أنا خالك ؟!
فقال : إن أم حبيبة زوجة رسول الله و هى أم المؤمنين و أنا أبنها و أنت أخوها ..فأنت خالى
فأعجب ذلك معاوية و أطلقه
و ترينا الرواية أن هذا اللقب وليد الصدفة تفتق عنه ذهن أحد الأسرى تزلف به الى معاوية كى لا يقتله و أن معاوية نفسه تعجب عندما سمعه لأول مرة !
و ترينا الرواية مدى الأستخفاف بالعقول وكم هو مثيرا للشفقة منظر المسلم الأبله الذى يترضى على الباغى معاوية قائلا عنه أنه خال المؤمنين !
و لو سلمنا بأن بمجرد المصاهرة توزع الألقاب و المناقب لكان اليهودى حيى بن أخطب هو (جد المؤمنين ) فهو والد أم المؤمنين صفية بنت حيي
و لماذا لا يمنح أهل السنة و الجماعة كل من الشيخين أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب لقب ( جد المؤمنين ) و هما والدا أما المؤمنين عائشة و حفصة !
و ألا يكون عبد الله بن عمر بن الخطاب و هو من فقهاء أهل السنة أولى بهذا اللقب ( خال المؤمنين ) و هو أخو أم المؤمنين حفصة !
و ستعجب عندما تعرف أن ( معاوية خال المؤمنين ) قد فتك بخالا آخر للمؤمنين !و هو ( محمد بن أبى بكر الصديق خال المؤمنين ) :
كان محمد بن أبى بكر الصديق رحمه الله واليا على مصر من قبل أمير المؤمنين علي فلما أنتزع الباغى معاوية مصر من الخلافة و أحتلها 37 هـ وقع ( خال المؤمنين محمد بن أبى بكر الصديق ) أسيرا فى يد قائد معاوية و هو معاوية بن خديج فقال له :
أتدرى ما أصنع بك ؟ أدخلك جيفة حمار ميت و أحرقها بالنار
فقال له محمد بن أبى بكر الصديق :
لطالما فعلتم ذلك بأولياء الله . أنى لأرجو أن يجعلها عليك و على معاوية و عمرو نارا تلظى كلما خبت زادها الله سعيرا
و بالفعل نفذ المجرم معاوية بن خديج مقالته فقتل محمد بن أبى بكر الصديق يوم 15 جمادى الأولى 38 هـ ( 18 أكتوبر 658 م ) و كان شابا وسيما عمره 28 سنة ثم بعث برأسه الى الباغى معاوية فأمر أن يطاف بها ليراها الناس
و قيل أنه بعد فترة من أستشهاد محمد بن أبى بكر الصديق جاء مولاه ( زمام ) فحمل رأسه و دفنها فى جامع ( محمد الصغير ) فى مصر القديمة . و هذا المسجد أعاد بناءه السلطان المملوكى الأشرف برسباى سنة 1426
فيما بعد أستخدم هذا اللقب السخيف ( خال المؤمنين ) كأداة من أدوات الصراع و التنافس بين شيعة أهل البيت و خصومهم من النواصب
يروى تقى الدين أحمد بن علي المقريزى ( 766-845 هـ ) فى كتابه ( المواعظ و الأعتبار بذكر الخطط و الآثار 3 : 270 ) :
و مازال أمر الشيعة يقوى فى مصر الى أن دخلت سنة 350 هـ . ففى يوم عاشوراء وقعت منازعة بين الجند و بين جماعة من الرعية عند قبر كلثوم العلوية بسبب ذكر السلف و تعصب الجنود على الرعية فكانوا إذا لقوا أحدا قالوا : من خالك ؟ فإن لم يقل معاوية بطشوا به و أكثروا القول : معاوية خال علي .
و تسقط الدولة الأخشيدية و دخل القائد جوهر الصقلى مصر فتظاهر الصيارفة ضد الدولة رافعين شعار : معاوية خال علي فيوشك جوهر الصقلى على إحراق رحبة الصيارفة
الفضيلة الثانية : معاوية كاتب الوحى :
نزل الوحى على رسول الله 23 عاما كان خلال 20 عاما منهم معاوية كافرا بالله يرى رسول الله كاذبا و يعتقد أن وحى رب العالمين أساطير الأولين . فلما كان يوم فتح مكة 8 هـ أضطر معاوية لدخول الإسلام فضمه رسول الله الى كتبته فى إطار سياسة رسول الله فى تقريب المؤلفة قلوبهم و هم الكفار حديثى العهد بالإسلام كى يحببهم فى الإسلام . و لم يكتب معاوية كلمة من وحى رب العالمين بل جعله رسول الله كاتبا بينه و بين العرب حيث لم يكتب له سوى عدة رسائل !
1-قال الحافظ شمس الدين الذهبى فى كتابه ( سير أعلام النبلاء ) 3 : 123 :
كان زيد بن ثابت كاتب الوحى . و كان معاوية كاتبا فيما بين النبى و العرب
2-أما أكذوبة أن الباغى معاوية كان يكتب الوحى فترجع الى رواية سخيفة :
كان المسلمون لا ينظرون الى أبى سفيان و لا يقاعدونه فقال للنبى : يا نبى الله ثلاث أعطنيهن قال : نعم قال : عندي أحسن العرب أم حبيبة بنت أبى سفيان أزوجكها قال :نعم قال : و معاوية تجعله كاتبا بين يديك قال :نعم قال :و تؤمرنى حتى أقاتل الكفاركما كنت أقاتل المسلمين قال : نعم
* صحيح مسلم - باب فضائل أبى سفيان بن حرب رضى الله عنه !
أقر بأن هذا الحديث ليس إلا حديث مزيف موضوع أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزى ( 510- 579 هـ ) فى كتابه ( دفع شبه التشبيه ) فيذكر : هو وهم من بعض الرواة لا شك فيه و لا تردد و قد أتهموا به عكرمة بن عمار راوى الحديث .
و الرواية بأكملها كذبة سخيفة على رسول الله :
و الثابت أن أم حبيبة رضي الله عنها أسلمت و هاجرت الي الحبشة و أبوها أبو سفيان على الكفر و هناك أرتد زوجها عبيد الله بن جحش عن الأسلام فبعث رسول الله يخطبها لنفسه فوكلت عنها خالد بن سعيد بن العاص فعقد عليها لرسول الله و عادت للمدينة مع مهاجرة الحبشة سنة 7 هـ بعد فتح خيبر و كانت أم حبيبة رضي الله عنها نفسها تري في أبيها أبو سفيان أنه من المشركين الأنجاس فعندما نقضت قريش صلح الحديبية أوفدت أبو سفيان لمقابلة رسول الله فدخل على أبنته أم حبيبة فلما جلس أسرعت فجذبت الفراش من تحته فقال لها : أطويته يا بنية رغبة بى عن الفراش أم رغبة بالفراش عنى فردت عليه أبنته أم حبيبة : هو فراش رسول الله و أنت رجل مشرك فلم أحب أن تجلس عليه . فقال لها أبو سفيان : لقد أصابك يا بنية بعدي شر .و ظل أبو سفيان على كفره حتى أضطر للأسلام يوم فتح مكة 8 هـ . فما تلك الخزعبلات أن أباها هو الذى زوجها رسول الله !
و لا نجد أن رسول الله أمر أبو سفيان فى أية غزوة أو سرية ليقاتل الكفار كما كان يقاتل المسلمين !
و أخيرا ... أين يا ترى سيكتب معاوية الوحى لرسول الله ؟ فرسول الله يسكن المدينة حتى بعد فتح مكة و معاوية مقيما بمكة و لم يهاجر للمدينة و لم تتح له فرصة لقاء رسول الله إلا لقاءات محدودة يوم فتح مكة و غزوة حنين كتب له فيهم 3 رسائل للعرب على أقصى تقدير
الفضيلة الثالثة : قال عنه النبى : اللهم أجعله هاديا مهديا و أهد به
لم يقبل هذا الحديث البخارى و لا مسلم و لا النسائى و لا أبن ماجة و لا أبو داود !
و لم يرد هذا الحديث فى كافة الصحاح الستة إلا فى :سنن الترمذى-كتاب المناقب-باب مناقب معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه !
و روى هذا الحديث عن طريقين هما :
الطريق الأول :
عن محمد بن يحيى ( من أهل حمص بالشام المتوفى 258 هـ ) عن أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر ( من أهل الشام المتوفى 218 هـ ) عن سعيد بن عبد العزيز ( من أهل الشام المتوفى 167 هـ ) عن ربيعة بن يزيد ( من أهل الشام المتوفى 121 هـ ) عن عبد الرحمن بن أبي عميرة
و السلسلة كلها من أهل الشام الذين أهوائهم مع بنى أمية !
و السند ينتهى عند عبد الرحمن بن أبى عميرة المزنى الأزدى و هو رجل من أهل حمص من بلاد الشام تحت حكم معاوية الموالية له .
ذكره أحمد بن حجر العسقلانى فى ( تهذيب التهذيب 6 : 220 ) عن أبن عبد البر فقال عنه : لا تصح له صحبة
و ذكره يوسف بن عبد البر الأندلسى فى ( الأستيعاب فى معرفة الأصحاب 2 : 843 ) فقال : حديثه مضطرب لا يثبت فى الصحابة
و قد أختلف عليه هل هو صحابى أم لا ؟!
الطريق الثانى :
عن محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد النفيلى ( المتوفى 234 هـ )عن عمرو بن واقد عن يونس بن حلبس ( من أهل الشام المتوفى 132 هـ ) عن أبي إدريس الخولانى ( من أهل الشام المتوفى 80 هـ ) عن عمير بن سعد
و فى سلسلة السند نجد عمرو بن واقد الدمشقى مولى آل أبى سفيان . و هو من المجروحين عند علماء أهل السنة :
ذكره عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازى ( المتوفى 327 هـ ) فى كتابه ( الجرح و التعديل ) : ليس بشئ . ضعيف . منكر الحديث
و قال عنه الترمذى نفسه : منكر الحديث .
و ذكره أحمد بن شعيب النسائى فى كتابه ( الضعفاء و المتروكين ) : متروك الحديث .
و ذكره عبد الرحمن بن علي بن الجوزى فى كتابه ( الضعفاء و المتروكين ) : قال البخاري : منكر الحديث . و قال أبو مسهر و دحيم ليس بشيء . و قال النسائي و الدارقطني : متروك . و قال ابن حبان : يقلب الأسانيد ويروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك
و ذكره عبد الله بن عدى الجرجانى ( 277- 365 هـ ) فى كتابه ( الكامل فى ضعفاء الرجال )
ثـــالـــثــا : جـرائـم مـعـاويـة بـن هـنـد ضـد الإسـلام و أمـة مـحـمد :
حيث أن جرائم معاوية بن هند لا يسعنا عرضها جميعا سنستعرض أمثلة لجرائم معاوية :
1-فتح معاوية باب الجهر بسب الصحابة
2-مؤامرة معاوية لسم الإمام الحسن سبط رسول الله
3-قتل معاوية لعمار بن ياسر رضى الله عنه
4-قتل معاوية لحجر بن عدى و أصحابه ( شهداء مرج عذراء )
5-سفك معاوية لدماء المسلمين و إرهاب الآمنين و ذبح الأطفال
6-فتح معاوية باب الإغتيالات السياسية
1-فتح الباغى معاوية باب الجهر بسب الصحابة
كان معاوية اذا قنت في صلاته سب علي و أبن عباس و الحسن و الحسين و مالك الأشتر . و اذا خطب على المنبر يختم خطبته لاعنا الإمام علي قائلا : اللهم ان أبا تراب ألحد في دينك و صد عن سبيلك فألعنه لعنا وبيلا وعذبه عذابا أليما
و كتب بذلك اللعن الى الآفاق ليجهر به على المنابر فكان الناس يكرهون سماع اللعن فكانوا اذا أدوا صلاة العيد خرجوا من المساجد فألزم معاوية الناس على تقديم الخطبة لسماع لعن الإمام علي و كان غرض معاوية أن يغرس في نفوس المسلمين أن أهل البيت لا كرامة لهم و أن إمامهم الذين يصولون و يفتخرون بمناقبه و سابقته و هجرته و جهاد هذا حاله و هذا مقداره فيكون من ينتمي اليه عن الشرف أبعد
و يروى أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسى فى كتابه ( العقد الفريد ) حوار معاوية بن هند و الأحنف بن قيس الذى أستنكر سب الإمام علي :
الأحنف بن قيس : أتق الله يا معاوية و دع عنك عليا فلقد لقى ربه و أفرد بقبره و كان مبرورا فى سبقه طاهر الثوب
معاوية بن هند : أما و الله لتصعدن المنبر و تلعن عليا كرها أو طوعا
الأحنف بن قيس : أما و الله لأنصفنك فى القول و الفعل
معاوية بن هند : و ما أنت بقائل إن أنصفتنى ؟
الأحنف بن قيس : إن معاوية أمر بأن ألعن عليا . و إن عليا و معاوية أختلفا و أقتتلا فأدعى كل واحد منهما أنه بغى عليه و على فئته فإذا دعوت فأمنوا . ثم أقول : اللهم ألعن أنت و ملائكتك و أنبياؤك و جميع خلقك الباغى منهما على صاحبه و ألعن الفئة الباغية
معاوية بن هند : إذا نعفيك
و أوصى معاوية بن هند المغيرة بن شعبة عندما ولاه الكوفة : لا تترك شتم علي وذمّه
فقال له المغيرة : قد جَرّبتُ وجُرّبتُ و عملت قبلك لغيرك فلم يذممني و ستبلو فتحمد أو تذم .
فكان المغيرة لا يدع شتم علي و الوقوع فيه وكان ينال في خطبته من عليّ و أقام خطباء ينالون منه
* الكامل في التاريخ 3 : 472 و سير أعلام النبلاء 3 : 31
ونتيجة لاستمرار شتم الاِمام عليّ و سبّه كتبت أُمّ المؤمنين أُمّ سلمة إلى معاوية بن هند :
أنكم تلعنون الله و رسوله على منابركم و ذلك أنّكم تلعنون عليّ بن أبي طالب ومن أحبّه و أنا أشهدُ أنَّ الله أحبّه و رسوله
* العقد الفريد لأبن عبد ربه الأندلسى 5 : 115 و مجمع الزوائد للهيثمى 9 : 130
و بفتح الباغى معاوية باب سب الصحابة جهرا يكون له كفلا فى أثم كل من سب الصحابة من يومه و حتى اليوم و إلى يوم الحساب . و من يفتح هذا الباب توعده رسول الله باللعنة و بئس المصير . قال رسول الله صلى الله عليه و آله سلم :
لا تسبوا أصحابي . لعن الله من سب أصحابى
من سب أصحابي فعليه لعنة الله و الملائكة والناس أجمعين
* مجمع الزوائد (10/21) و صحيح الجامع للألبانى رقم 6285
و ظلت بدعة الباغى معاوية البذيئة 60 سنة حتى أمر عمر بن عبد العزيز ( 99 -101 هـ ) بأستبدال السب و اللعن في خطبة الجمعة و الأعياد بقول الله تعالى :
ان الله يأمر بالعدل و الأحسان و ايتاء ذى القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغى
و هكذا فإن هذا الباغى قد فتح بابا من أبواب الجحيم و هو الجهر بسب صحابة رسول الله
2- مؤامرة الباغى معاوية لسم الإمام الحسن عليه السلام سبط رسول الله :
يتفق أكثر المؤرخون المسلمون بأن الإمام الحسن بن علي قد قتل مسموما بالشربة المسمومة التى ذاقها قبله مالك الأشتر و عبد الرحمن بن خالد و وردت قصة إغتيال الإمام الحسن فىعدة مراجع مثل مقاتل الطالبيين لأبى الفرج الأصفهانى و مروج الذهب للمسعودى و الأستيعاب فى معرفة الأصحاب لأبن عبد البر :
لما أراد معاوية البيعة لأبنه يزيد من بعده ثقل عليه أمر الإمام الحسن الذى صالحه سنة الجماعة 41 هـ على أن لا يعهد معاوية لأحد من بعده و الأمر بعده للحسن فراسل معاوية أحدى زوجات الإمام الحسن و هى ( جعدة بنت الأشعث الكندية ) أن تسم الإمام الحسن و لها 100 ألف درهم و أن يزوجها أبنه يزيد فأستجابت له و وضعت لزوجها السم فى اللبن و كان الإمام الحسن صائما فلما تناول منه جرعة تقطعت أمعاؤه و أحس بألم شديد و قال لها :
يا عدوة الله قتلتنى قاتلك الله . أما و الله لا تصيبين منى خلفا و لا تنالين من اللعين خيرا
ثم قال الإمام الحسن لأخيه الإمام الحسين :
إنى سقيت السم مرارا فلم أسق مثل هذه المرة . لقد ألقيت طائفة من كبدى
ثم حضر فى ذهن الإمام الحسن غدر معاوية بن هند فقال قبل أن يسلم الروح :
لقد حاقت شربته و الله ما وفى بما وعد و لا صدق فيما قال .
أستشهد الإمام الحسن بن علي فى 7 صفر 49 هـ ( 15 مارس 669 )
يروى يوسف بن عبد البر الأندلسى فى كتابه ( الأستيعاب فى معرفة الأصحاب ) عن موقف معاوية بن هند من موت الإمام الحسن :
لما بلغ معاوية بن هند موت الإمام الحسن بن بنت رسول الله سجد لله شكرا و كبر و كبر أتباعه معه فخرجت زوجته فاختة بنت قرظة فقالت : سرك الله يا أمير المؤمنين . ما الذى بلغك فأسرك ؟
فقال معاوية بن هند : موت الحسن بن علي
فبكت زوجته و قالت : إنا لله و إنا إليه راجعون . مات أبن بنت رسول الله
و بلغ خبر سرور معاوية عبد الله بن العباس فدخل على معاوية و عاتبه :
معاوية بن هند : علمت يا أبن عباس أن الحسن توفى
عبد الله بن العباس : ألذلك كبرت ؟
معاوية بن هند : نعم
عبد الله بن العباس :و الله ما موته بالذى يؤخر أجلك . و لا سدت حفرته حفرتك . و لئن أصبنا به فقد أصبنا بجده رسول الله فجبر الله تلك المصيبة و رفع تلك العبرة
معاوية بن هند : كم ترك من بنين صغار ؟
عبد الله بن العباس :كلنا كنا صغيرا فكبر
معاوية بن هند : كم كان عمره ؟
عبد الله بن العباس :الحسن أعظم من أن يجهل أحد مولده
معاوية بن هند :أصبحت يا أبن عباس سيد قومك
عبد الله بن العباس :لا ما أبقى الله أبا عبد الله الحسين
معاوية بن هند : لله درك يا أبن عباس ما أستنبأتك إلا و وجدتك معدا
3- قتل الباغى معاوية لعمار بن ياسر رضى الله عنه
عن عمار بن ياسر رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : تقتله الفئة الباغية الناكبة عن الطريق
من دلائل نبوة رسول الله أنه تنبأ لنا عن فئة باغية ناكبة عن الطريق القويم و علمها لنا بعلامة هى أن بغيها سيصل لقتل الصحابى عمار بن ياسر رضى الله عنه
و لعمار بن ياسر مكانة عظيمة فقد حدث أن أغلظ خالد بن الوليد لعمار بن ياسر فى حضرة النبى فبكى عمار فقال : يا رسول الله ألا تراه . فرفع النبي رأسه و قال : من عادى عمارا عاداه الله و من أبغض عمارا أبغضه الله .
* فضائل الصحابة للنسائى
و حدث ما كان من الفتنة الكبرى فأنضم عمار بن ياسر رضى الله عنه الى جانب أمير المؤمنين علي ليجاهد معه عدوه معاوية بن هند و ذيله عمرو بن العاص أبن النابغة . فلما تراءت الفئتان للنزال يوم صفين 37 هـ أختلفت بينهما الرسل فأنظر ما كان من معاوية رأس الفئة التى تحارب تجاه قتل عمار حيث لم يخف رغبته فى قتله صراحة :
قال له شبث بن ربعى : أيسرك يا معاوية أنك أمكنت من عمار تقتله
فقال معاوية : وما يمنعني من ذلك و الله لو أمكنت من أبن سمية ما قتلته بعثمان و لكن كنت قاتله بمولى عثمان
فقال له شبث بن ربعى : و آله الأرض و السماء ما عدلت معتدلا لا والذي لا إله إلا هو لا تصل إلى عمار حتى تندر الهام عن كواهل الأقدام وتضيق الأرض الفضاء عليك برحبها
و ألتقى الجمعان فئة أمير المؤمنين علي و شيعته من المؤمنين و معه عمار بن ياسر و فئة معاوية بن هند فقتلت فئة معاوية عمار بن ياسر فأضطرب أمر الفئة الباغية من أهل الشام فقال المجرم معاوية بن هند : أو نحن قتلنا عمارا إنما قتل عمارا من جاء به
و هذا الهراء يرينا مدى إستخفاف معاوية بن هند بأرواح المسلمين و مدى إستهزاءه بكلام رسول الله و لو أخذنا بكلام الباغى معاوية لكان رسول الله هو الذى قتل عمه حمزة لأنه هو الذى جاء به لحرب المشركين يوم أحد !
و لا نجد شاهدا على لئم معاوية بن هند أبين من مقالته هو نفسه لما دس لمالك الأشتر من يسمه و جاءه خبر قتله فخطب فى أهل الشام :
إنه كانت لعلي بن أبي طالب يدان يمينان قطعت إحداهما يوم صفين ( يعني عمار بن ياسر) و قطعت الأخرى اليوم ( يعنى الأشتر )
* تاريخ الأمم و الملوك للطبرى 3 : 137
4- قتل الباغى معاوية لحجر بن عدى رضى الله عنه و أصحابه ( شهداء مرج عذراء )
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم :
سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم و أهل السماء
كان حجر بن عدي بن جبلة الكندى من خيرة المسلمين . وفد على رسول الله و شهد موقعة القادسية
قال عنه الحاكم النيسابورى فى ( المستدرك على الصحيحين 3 :531 ) : أنه راهب أصحاب محمد
و كان رحمه الله من أشد المخلصين للإمام علي حيث شهد معركة الجمل و صفين و وردت قصة قتل حجر بن عدي رحمه الله فى العديد من كتب السير مثل تاريخ الأمم و الملوك للطبري و البداية و النهاية لأبن كثير و الكامل فى التاريخ لأبن الأثير و مروج الذهب للمسعودى :
-فى جمادى سنة 41 هـ ولى معاوية بن هند على الكوفة المغيرة بن شعبة و أوصاه بسب الإمام علي و ذمه فكان المغيرة بن شعبة يشتم الإمام علي على المنبر فإذا سمع ذلك حجر بن عدي يقول : بل إياكم ذم الله و لعن . أنا أشهد أن من تذمون أحق بالفضل .
و حبس المغيرة بن شعبة الأرزاق عن حجر بن عدي و أصحابه فكان حجر بن عدي يناديه : مر لنا أيها الأنسان بأرزاقنا فقد حبستها عنا و ليس ذلك لك
و فى سنة 51 هـ توفى المغيرة بن شعبة و ولى بعده زياد بن سمية فخطب على منبر الكوفة يشتم الإمام علي و أخر الصلاة فقال له حجر : الصلاة . فمضى زياد بن سمية فى الخطبة فقال حجر : الصلاة . فمضى زياد فى الخطبة فضرب حجر بكف من الحصى و ثار الناس معه فنزل زياد بن سمية و صلى بالناس
أعتقل زياد بن سمية حجر بن عدي و 13 رجلا من أصحابه و هم :
الأرقم بن عبد الله الكندى . شريك بن شداد الحضرمى
صيفى بن فسيل الشيبانى . قبيصة بن ضبيع العبسى
كريم بن عفيف الخثعمى . عاصم بن عوف البجلى
كدام بن حسان العنزى . عبد الرحمن بن حسان العنزى
محرز بن شهاب التميمى . عبد الله بن حوىة السعدى
عتبة بن الأخمس . سعد بن نمران الهمدانى
ورقاء بن سمى البجلى
جمع زياد بن سمية أعوانه من المخلصين لبنى أمية و طلب منهم أن يشهدوا زورا على حجر و أصحابه . فقال أبو بردة بن أبى موسى الأشعرى :
هذا ما شهد عليه أبو بردة بن أبو موسى الأشعرى لله رب العالمين . شهد أن حجر بن عدي خلع الطاعة و فارق الجماعة و جمع الجموع يدعوهم إلى نكث البيعة و كفر بالله
فقال زياد بن سمية : على مثل هذه الشهادة فأشهدوا أما و الله لأجهدن على قطع خيط عنق الخائن
فشهد زورا أعوانه ممن باعوا دينهم بدنياهم و منهم أسحق و موسى أبناء طلحة بن عبيد الله و المنذر بن الزبير بن العوام و عمر بن سعد بن أبى وقاص و عمارة بن عقبة بن أبى معيط و غيرهم .
و كتب زياد بن سمية شهادة على لسان القاضى شريح بن الحارث و شريح بن هانئ الحارثى فبعث شريح بن هانئ الى معاوية كتابا يقول فيه :
أنه قد بلغنى أن زيادا كتب إليك بشهادتى على حجر بن عدي و إن شهادتى أنه ممن يقيم الصلاة و يؤتى الزكاة و يديم الحج و العمرة و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر
أما القاضى شريح بن الحارث فقال : سألنى عن حجر فأخبرته أنه كان صواما قواما
دفع زياد بن سمية حجر و أصحابه الى وائل بن حجر الحضرمى و كثير بن شهاب الحارثى و أمرهما أن يسيرا بهم الى معاوية بن هند فى الشام فساروا حتى بلغوا مرج عذراء قرب دمشق . فقال حجر بن عدي رحمه الله : و الله إنى لأول مسلم نبحته كلابها و أول مسلم كبر بواديها
بعث معاوية بن هند رسولا أعورا هو هدبة بن فياض القضاعى و قد أمره بإعدام حجر و أصحابه إن لم يتبرأوا من الإمام علي و يسبوه فقال الجلاد لحجر بن عدي :
إن أمير المؤمنين أمرنى بقتلك يا رأس الضلال و معدن الكفر و المتولى لأبى تراب و أقتل أصحابك إلا أن ترجعوا عن كفركم و تلعنوا صاحبكم
فقال حجر و أصحابه :
إن الصبر على حد السيف لأيسر علينا مما تدعونا إليه و القدوم على الله و نبيه أحب إلينا من دخول النار
رجع نصف أصحاب حجر و ثبت النصف الآخر فطلب حجر من جلاده أن يصلى قبل إعدامه فأطال الصلاة ثم قال :
و الله ما صليت صلاة أخف منها و لولا أن تظنوا في جزعا من الموت لأستكثرت منها
و كان آخر ما نطق به حجر بن عدي :
لا تطلقوا عنى حديدا و لا تغسلوا عنى دما فإنى ملاق معاوية على الجادة
و قتل مع حجر 5 من أصحابه و هم رحمهم الله جميعا :
محرز بن شهاب التميمى . صيفى بن فسيل الشيبانى
قبيصة بن ضبيع العبسى . شريك بن شداد الحضرمى
كدام بن حسان العنزى
أما السادس عبد الرحمن بن حسان العنزى فقد أعيد الى زياد بن سمية والى الكوفة فدفنه حيا
عندما حج معاوية بن هند ألتقى بأم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر الصديق فقالت له : ما حملك على قتل أهل عذراء حجر و أصحابه ؟
فقال معاوية بن هند : رأيت قتلهم إصلاحا للأمة و بقاءهم فسادا
فقالت السيدة عائشة بنت أبى بكر الصديق سمعت رسول الله يقول : سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم و أهل السماء
* البداية و النهاية لأبن كثير 635:4
و حزن المؤمنون لقتل حجر و أصحابه و أظهر الحزن الإمام الحسين و عائشة بنت أبى بكر و بكاه عبد الله بن عمر بن الخطاب
و لما حانت ساعة هلاك معاوية بن هند ( 15 رجب 60 هـ ) و أحس أن حجر و شهداء عذراء سيخاصمونه أمام الجبار قال :
يوم لي من ابن الأدبر طويل - ثلاث مرات ( يعني حجرا )
* تاريخ الأمم و الملوك للطبرى 3 : 232
و عاش حجر بن عدي و أصحابه أطول مما عاش معاوية و زبانيته . فهم لا يزالون باقين فى قلوب المؤمنين رمزا للقيم أما معاوية بن هند فقد ألقيت عظامه فى مزبلة التاريخ
رحم الله حجر و أصحابه الأبرار فقد أخلصوا لأهل بيت رسول الله و شهد عليهم زورا و قتلوا ظلما و لن ينجو الباغى معاوية بقتله الأبرياء ظلما
و يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم
5- سفك الباغى معاوية لدماء المسلمين و أرهاب الآمنين و ذبح الأطفال و سبى المسلمات
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم :
المسلم على المسلم حرام ..دمه و ماله و عرضه
فى سنة 39 هـ وجه الباغى معاوية مجموعات من قواته للإغارة على المسلمين الآمنين فى المناطق تحت حكم أمير المؤمنين علي :
-وجه قوة من ألفين رجل بقيادة النعمان بن بشير للإغارة على ( عين التمر)
-وجه قوة من ستة آلاف رجل بقيادة سفيان بن عوف للإغارة على ( هيت ) و ( الأنبار ) و ( المدائن )
-وجه قوة من ألف و سبعمائة رجل بقيادة عبد الله بن مسعدة الفزارى للإغارة على ( تيماء )
-وجه قوة من ثلاثة آلاف رجل بقيادة الضحاك بن قيس للإغارة على ( واقصة )
-خرج الباغى معاوية بن هند نفسه الى مشارف دجلة ثم نكص راجعا
و أمر الباغى معاوية قواته فنهبوا أموال المسلمين و قتلوا من الأعراب الآمنين من كان فى طاعة أمير المؤمنين علي
* تاريخ الأمم و الملوك للطبرى 3 : 150
و فى سنة 40 هـ بلغ بغى معاوية و سفكه لدماء المسلمين الآمنين ذروته بغارة قائده السفاح بسر بن أرطأة العامرى على الحجاز و اليمن :
يروى الطبرى فى تاريخ الأمم و الملوك 3 : 153 :
أرسل معاوية بن أبي سفيان بعد تحكيم الحكمين بسر بن أبي أرطاة العامرى فى جيش من ثلاثة آلاف رجل فساروا من الشام حتى قدموا المدينة و عامل علي على المدينة أبو أيوب الأنصارى ففر منها فأتى عليا الكوفة ودخل بسر المدينة فصعد منبرها ولم يقاتله بها أحد ثم قال : يا أهل المدينة والله لولا ما عهد إلي معاوية ما تركت بها محتلما إلا قتلته
ثم بايع أهل المدينة وأرسل إلى بني سلمة فقال : و الله مالكم عندي من أمان ولا مبايعة حتى تأتونى بجابر بن عبد الله
فأنطلق جابر إلى أم سلمة زوج النبي فقال : لها ماذا ترين إني قد خشيت أن أقتل و هذه بيعة ضلالة
قالت أم المؤمنين : أرى أن تبايع فإني قد أمرت ابني عمر بن أبي سلمة أن يبايع وأمرت ختني عبد الله بن زمعة
فأتاه جابر فبايعه وهدم بسر بن أرطأة دورا بالمدينة ثم مضى حتى أتى مكة و كتب أبو موسى الأشعرى إلى اليمن : إن خيلا مبعوثة من عند معاوية تقتل من أبى أن يقر بالحكومة ثم مضى بسر إلى اليمن وكان عليها عبيدالله بن عباس عاملا لعلي فلما بلغه مسيره فر إلى الكوفة و أستخلف عبد الله بن عبد المدان الحارثى فأتاه بسر بن أرطأة فقتله و قتل أبنه و لقى بسر ابنان لعبيد الله بن عباس صغيران ( قثم و عبد الرحمن ) فذبحهما وقد قال بعض الناس إنه وجد ابني عبيدالله بن عباس عند رجل من بني كنانة
فلما أراد قتلهما قال الكنانى : علام تقتل هذين ولا ذنب لهما فإن كنت قاتلهما فأقتلني معهما
قال : أفعل . فبدأ بالكناني فقتله ثم قتلهما
و في ( الاستيعاب فى معرفة الأصحاب ) لأبن عبد البر الأندلسى و ( أُسد الغابة فى معرفة الصحابة ) لأبن الأثير :
أغار بسر بن أرطاة على همدان و قتل و سبى نساءهم فكُنَّ أولّ مسلمات سُبين في الاسلام فأُقمن في السوق
و قتل بسر فى مسيره ذلك جماعة كثيرة من شيعة علي باليمن وبلغ عليا خبر بسر فوجه قائده جارية بن قدامة فى ألفين و وهب بن مسعود فى ألفين و هرب المجرم بسر بن أرطأة منه حتى بلغ مكة
6- فتح الباغى معاوية باب الإغتيالات السياسية
تميز الباغى معاوية باللؤم فى تدبير أغتيال خصومه و الغدر فى تدبير أغتيال حلفاءه و لم يعرف عن خليفة قبله أن أغتال خصما له أو غدر بأحد قواده .. و إليك بعض النماذج :
1-أغتيال مالك الأشتر :
و هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث النخعى ( 25 ق.هـ - 38 هـ ) رحمه الله
وصفه شمس الدين الذهبى فى ( سير أعلام النبلاء 4 : 34 ) فقال : ملك العرب . أحد الأشراف والأبطال المذكورين . كان شهما مطاعا ذا فصاحة وبلاغة
لم تتح لمالك رؤية رسول الله إلا أنه أبلى أعظم البلاء فى الجهاد فحارب المرتدين فى عهد الخليفة أبو بكر الصديق . و شهد معركة اليرموك 13 هـ و فيها شترت عينه فلقب بالأشتر ثم بعثه الخليفة عمر بن الخطاب مددا لحرب الفرس فشهد القادسية و أخيرا أستقر فى الكوفة
كان مالك من أشد الناقمين على الخليفة عثمان بن عفان و من أشد المتعصبين للإمام علي الذى شهد معه حروب الجمل 36 هـ قائدا على الميمنة و كان أحد الثلاثة الذين عقروا جمل عائشة بنت أبى بكر الصديق ( و الآخران هما أخيها محمد بن أبى بكر الصديق و عمار بن ياسر ) . وشهد مع الإمام علي صفين 37 هـ أميرا على قوة من 4 آلاف فارس فخرج يوم الأربعاء 1 صفر 37 هـ لقتال حبيب بن مسلمة الفهرى قائد معاوية و شهد وقعة الخميس 9 صفر و فيها قتل حرس معاوية المعممون بالحرير الأخضر و أستمر القتال إلى ليلة الجمعة 10 صفر و هى ( ليلة الهرير )
عقب حرب صفين ولاه الإمام علي على الموصل و نصيبين و سنجار و هيت لذا لم يشهد معركة النهروان 38 هـ
كان معاوية يطمع فى أنتزاع مصر من أمير المؤمنين علي و هى الولاية التى لأجلها أنضم عمرو بن العاص للفئة الباغية و باع دينه مقابلها و كان واليها من قبل أمير المؤمنين محمد بن أبى بكر الصديق الذى كان يعانى الصعاب فى التصدى لمكائد معاوية و أعوانه فعين أمير المؤمنين علي مالك الأشتر واليا على مصر
هزت تولية مالك الأشتر ولاية مصر معاوية الذى كان يخشى مالك أشد الخشية فدبر وسيلة لأغتياله . فبعث الى ( الجايستار )و هو المسئول عن خراج مصر و دهقان القلزم و قال له : إن الأشتر قد ولى مصر فإن كفيتنيه لم آخذ منك خراجا ما بقيت و بقيت
فخرج جابى خراج مصر الى القلزم و أستقبل مالك الأشتر و أستضافه ثم أتاه بشربة عسل بها السم فلما شربها مات . فلما وصل الخبر للباغى معاوية بن هند قال : لله جندا من عسل
* البداية و النهاية لأبن كثير 7 : 313
نعى الإمام علي مالك الأشتر لما بلغه خبر أغتياله :
إن مالك بن الحارث قد قضى نحبه و أوفى بعهده و لقى ربه . فرحم الله مالكا لو كان جبلا لكان فندا و لو كان حجرا لكان صلدا . رحم الله مالكا فلقد كان لى كما كنت لرسول الله . و ما أقول فى رجل هزمت حياته أهل الشام و هزم موته أهل العراق . و الله إن هلاكه قد أعز أهل المغرب و أذل أهل المشرق . و الله لا أرى مثله أبدا على مثله فلتبك البواكي
و يقال أن قبر مالك الأشتر هو نفسه الضريح المعروف بضريح الشيخ العجمى فى منطقة القلج قرب الخانكة الذى جددته قريبا طائفة الشيعة الإسماعيلية البهرة
2-أغتيال عبد الرحمن بن خالد بن الوليد :
و هو أحد قادة الباغى معاوية و حامل لواءه يوم صفين 37 هـ و أحد شهود كتاب التحكيم و واليه على مدينة حمص
فى سنة 46 هـ قاد عبد الرحمن بن خالد شاتية فى بلاد الروم و عاد غانما و كان أمره قد عظم بين أهل الشام و بدأ معاوية يخشاه على نفسه فأمر أبن أثال النصرانى أن يحتال فى قتله و ضمن له أن يوليه جباية خراج حمص فلما وصل عبد الرحمن الى حمص سقاه أبن أثال النصرانى شربة عسل مسمومة فمات ..أنتقم خالد بن عبد الرحمن لأبيه فأتى أبن أثال فقتله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
بارك الله فيك أخي أحمد ؛ وصدق أمير المؤمنين حين قال :
وَأَمَّا قَوْلُكَ: إِنَّا بَنُو عَبْدِ مَنَاف، فَكَذلِكَ نَحْنُ، وَلكِنْ لَيْسَ أُمَيَّةُ كَهَاشِمَ، وَلاَ حَرْبٌ كَعَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَلاَ أَبُوسُفْيَانَ كَأَبِي طَالِب، وَلاَ المُهَاجرُ كَالطَّلِيقِ، وَلاَ الصَّرِيحُ كَاللَّصِيقِ، وَلاَ الْـمُحِقُّ كَالْمُبطِلِ، وَلاَ الْمُؤْمِنُ كَالمُدْغِلِ، وَلَبِئْسَ الْخَلَفُ خَلَفٌ يَتْبَعُ سَلَفاً هَوَى فِي نَارِ جَهَنَّمَ.
وَفِي أَيْدِينَا بعْدُ فَضْلُ النُّبُوَّةِ الَّتِي أَذْلَلْنَا بِهَا الْعَزِيزَ، وَنَعَشْنَا بِهَا الذَّلِيلَ.
وَلَمَّا أَدْخَلَ اللهُ الْعَرَبَ فِي دِينِهِ أَفْوَاجاً، وَأَسْلَمَتْ لَهُ هذِهِ الاُْمَّةُ طَوْعاً وَكَرْهاً، كُنْتُمْ مِمَّنْ دَخَلَ فِي الدِّينِ: إِمَّا رَغْبَةً وَإِمَّا رَهْبَةً، عَلَى حِينَ فَازَ أَهْلُ السَّبْقِ بِسَبْقِهِمْ، وَذَهَبَ الْمُهَاجِرُونَ الاَْوَّلُونَ بِفَضْلِهِمْ.
فَلاَ تَجْعَلَنَّ لِلشَّيْطَانِ فِيكَ نَصِيباً، وَلاَ عَلَى نَفْسِكَ سَبِيلاً، وَالسَّلاَمُ.
وَأَمَّا قَوْلُكَ: إِنَّا بَنُو عَبْدِ مَنَاف، فَكَذلِكَ نَحْنُ، وَلكِنْ لَيْسَ أُمَيَّةُ كَهَاشِمَ، وَلاَ حَرْبٌ كَعَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَلاَ أَبُوسُفْيَانَ كَأَبِي طَالِب، وَلاَ المُهَاجرُ كَالطَّلِيقِ، وَلاَ الصَّرِيحُ كَاللَّصِيقِ، وَلاَ الْـمُحِقُّ كَالْمُبطِلِ، وَلاَ الْمُؤْمِنُ كَالمُدْغِلِ، وَلَبِئْسَ الْخَلَفُ خَلَفٌ يَتْبَعُ سَلَفاً هَوَى فِي نَارِ جَهَنَّمَ.
وَفِي أَيْدِينَا بعْدُ فَضْلُ النُّبُوَّةِ الَّتِي أَذْلَلْنَا بِهَا الْعَزِيزَ، وَنَعَشْنَا بِهَا الذَّلِيلَ.
وَلَمَّا أَدْخَلَ اللهُ الْعَرَبَ فِي دِينِهِ أَفْوَاجاً، وَأَسْلَمَتْ لَهُ هذِهِ الاُْمَّةُ طَوْعاً وَكَرْهاً، كُنْتُمْ مِمَّنْ دَخَلَ فِي الدِّينِ: إِمَّا رَغْبَةً وَإِمَّا رَهْبَةً، عَلَى حِينَ فَازَ أَهْلُ السَّبْقِ بِسَبْقِهِمْ، وَذَهَبَ الْمُهَاجِرُونَ الاَْوَّلُونَ بِفَضْلِهِمْ.
فَلاَ تَجْعَلَنَّ لِلشَّيْطَانِ فِيكَ نَصِيباً، وَلاَ عَلَى نَفْسِكَ سَبِيلاً، وَالسَّلاَمُ.
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 7
- اشترك في: الثلاثاء أغسطس 10, 2004 10:27 pm
هلك معاوية وبقى من هم أحط من معاوية
السلام عليكم
هذه أول رسالة لى فى هذا المنتدى المبارك أنا أخوكم مصطفى أحمد من مصر الكنانة
المهم أخى أحمد ما أريد أن أعقب به على بحثك القيم الذى ليس عليه مزيد فى التأريخ والسرد هو العبرة الواقعية لهذه الشخصية فقد هلك ومات و قد يفرض البعض أنه تاب قبل موته!!هذا لا يعنينى كما أن صب اللعنات والسباب على معاوية أو سين أو صاد لا يزيد فى الأمة إلا خبالا فأحببت أن أعالج السنة الأموية التى استبدلت وبنجاح السنة النبوية والراشدة فى الحكم فى أوطاننا منذ واقعة التحكيم وحتى اليوم!!
إن معاوية هو صاحب" الدكتاتورية اللمتأسلمة" هذا هوا المصطلح المناسب وهو أستاذها الأول الذى أتخذ من الصحبة وإدعائها عصمة من القول والفعل تماما كما اتخذ أتباعه الكرسى عمصة من السؤال والنقاش.
وإذا كان الواقع أيامه كان غلبة التدين على المجتمع فأراد أن يسوغ المظالم باسم الدين بالإضافة إلى العصمة الصحابية فعمد إلى الجبر وهو أحقر المذاهب المفسرة لأفعال العباد!!ومازال الأمة تعانى من هذين المرضين منذ التحكييم وحتى اليوم
مرض الكرسى ومرض الجبر
وأما أن أحاكم تاريخا أنتصر به على الحشوية فنعم ولكنه بالنسبة لى لا يساهم فى بناء نهضة للأمة فستلعن اليوم معاوية وتعتنق سنته غدا كما اعتنقتها بالأمس.
يتبع
هذه أول رسالة لى فى هذا المنتدى المبارك أنا أخوكم مصطفى أحمد من مصر الكنانة
المهم أخى أحمد ما أريد أن أعقب به على بحثك القيم الذى ليس عليه مزيد فى التأريخ والسرد هو العبرة الواقعية لهذه الشخصية فقد هلك ومات و قد يفرض البعض أنه تاب قبل موته!!هذا لا يعنينى كما أن صب اللعنات والسباب على معاوية أو سين أو صاد لا يزيد فى الأمة إلا خبالا فأحببت أن أعالج السنة الأموية التى استبدلت وبنجاح السنة النبوية والراشدة فى الحكم فى أوطاننا منذ واقعة التحكيم وحتى اليوم!!
إن معاوية هو صاحب" الدكتاتورية اللمتأسلمة" هذا هوا المصطلح المناسب وهو أستاذها الأول الذى أتخذ من الصحبة وإدعائها عصمة من القول والفعل تماما كما اتخذ أتباعه الكرسى عمصة من السؤال والنقاش.
وإذا كان الواقع أيامه كان غلبة التدين على المجتمع فأراد أن يسوغ المظالم باسم الدين بالإضافة إلى العصمة الصحابية فعمد إلى الجبر وهو أحقر المذاهب المفسرة لأفعال العباد!!ومازال الأمة تعانى من هذين المرضين منذ التحكييم وحتى اليوم
مرض الكرسى ومرض الجبر
وأما أن أحاكم تاريخا أنتصر به على الحشوية فنعم ولكنه بالنسبة لى لا يساهم فى بناء نهضة للأمة فستلعن اليوم معاوية وتعتنق سنته غدا كما اعتنقتها بالأمس.
يتبع
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
بسم الله الرحمن الرحيم
ليسمح لي أخي احمد بهذه المداخلة
نرحب بالاخ العزيز مسلم حر يفكر
انت بين أخوتك واصحابك فهلا وسهلا بك
في هذا المنتدى وشكرا على مداخلتك الجميلة
===
أخي أحمد تفضل ........ والسلام عليكم

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 7
- اشترك في: الثلاثاء أغسطس 10, 2004 10:27 pm
السلام عليكم
نكمل ما سبق وذكرته من مجابهة الواقع المنبثق من الدراسة التاريخية التى قام بها الأخ الغالى أحمد شريف
قلت أن السنة الأموية لاقت فى نفوس الحكام من بعده قبولا واسعا حتى من أتى وثار عليه كان يحمل نفس المبادئ الاستعبادية للعباد والجبرية للأفعال وووو إلى آخره مما تعلمناه بلاشك من الواقع الذى هو أفضل من مؤرخ!!
لست فى بيان أسباب قبولها وانتشارها لأنها معروفة للجميع على ما أظن ولكنى أبحث-معكم- عن حل لها يطبقه الصالحون من الأمة والشباب العامل بنية الانتصار لأهل العدل ولسنة النبى فى كل جوانبها وتقويض وتجفيف المنابع التى أدت بمثل معاوية ويزيد للظهور والبغى بل والإفساد إلى يومنا هذا!!
إن الأصول التى طلع عليها معاوية والتى ذكرها أحمد" بدون تكليف لقربه من قلبى وبيتى!!" والتى تتلخص فى الحرب الإعلامية ب"خال المؤمنين!!" وإدعائه ولاية الدم عن عثمان"رض" وكذا سباب الإمام على"ع"والحرب النفسية ب"قتل الأكابر من الصحابة"والحرب الدنيئة ب"الغدر والخيانة" قامت هذه الأصول-بلاشك-بإنسان يسعى إلا السلطة والفتك بعدوه وأددركه "طلب الباطل وأدركه"وكما قلت لما كان المجتمع متدينا أراد تسويغ الدين لمصلحته فقال "خال المؤمنين" و"الجبر" ووضعت الأحاديث بروحه وإن لم توضع بيده فقد كان تعصب خلفاءه من بعد له أشد من تعصبهم للدين والدليل أنهم قتلوا وظلموا وشردوا واضطهدوا من عاب فى معاوية ولنا بغيلان الدمشقىالشهيد دليل على ذلك فلوقام رجل بالمعاصى التى هى حرابة الله لم يحركوا ساكنا مادام الرجل لم ينال من الحضرة الأموية الشريفة!!إذن ظهر الخلف الحافظ للسلف من يزيد وحتى الحمار وكذا استعانوا بالمحدثين وتنكروا لمعظم الفقهاء والمتكلمين لعدم ضعف عقولهم بل كان مصير معظمهم القتل والتغريب كالإمام الحسن البصرى والإمام أبو حنيفة وهذه حقيقة تاريخية ووضعوا ماشاؤوا من أحاديث ترتكز على التالى:-
1- عدالة الصحابة بما فيهم على بن أبى طالب لتنطلى اللعبة!!.
2- التعصب للمذهب وهذا أول بوادرالتشرذم ولى فيها بحث مطول نفرده فى مكانه إن شاء الله على هذا المنتدى فى رابط جديد.
3- مفهوم الجبر وتجسيده.
4- الفساد العقائدى من ناحية التجسيم والتشبيه وإن كنت أظن أنه لم يهمهم فى النواحى السياسية وإن كان مهم من ناحية إفساد العقل المفكر وجعل الإحستحسان نقلى لسهولة اللعب به!!
5- الفساد العقائدى من ناحية العدل والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
أدت هذه "الأصول الخمسة!!"إلى تقديس الكرسى ومن جلس عليه وإن كانت لم تحكم له بالعصمة ولكنها ليست بحاجة إلى العصمة لأن ما يريده الحاكم صار إرادة لله!!فلاداعى إطلاقا لمفهوم العصمة الإمامى أو السنى.
المهم سواءا ثبتت هذه الأصول على معاوية أو خلفائه أو لم تثبت فلاشك أنها أتت علينا أقصد على زمانا موروثا بل وعقيدة يكفر ويستحل دم مخالفها!!
إذن نحن بحاجة إلى معالجة كل ماسبق كيف؟ بإعادة الإمة إلى وعيها الفكرى والعقلى والبحث عن كل ماورد وحمله لنا التاريخ ووزنه بميزان حساس
الكل متفق على المراجعات التاريخية بما فيها العقائدية ولكن هناك"ظلاميون"هكذا استحبوا التقليد الأعمى لأسلافهم من ابن تيمية وابن القيم ولا أظن أن هؤلاء مخاطبون بهذا الكلام
الميزان الحساس هو ميزان أصوله العقل فالكتاب فالسنة كأساس والتوحيد والعدل كنتيجة أساسية أصلية فهل من متفق؟
نعم الكل متفق ولكن ما أن يظهر أن هذا الميزان هو ميزان المعتزلة والزيدية فستجد الجميع ينفرون منك ويعيدونك إلى حظيرة "افترقت أمتى...!!".
إذن سنضطر إلى بيان فساد هذا المفهوم أى سنخوض فى البخارى ومسلم!!"ينهار مش زى بعضه ده معصوم بعصمة الأمة وإجماعها ياهذا المبتدع" وكذا الحديث موجود عند الإمامية وإن كانوا لا يدعون عليها العصمة إلا أن أرى غير ذلك!!
إذن سنمشى فى سلسلة طويلة لا مفر من خوضها وقد يلاقى البعض من المحررين جراء ذلك النكد والأذى بل والقتل!!.
ألا لعنة الله على الظالمين وضعوا الجور وجعلوه دينا ولما جئنا نحرر أنفسنا وأمتنا اهمنا بمخالفة الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
نتبعه بأساليب الحل والتطهيير من الرجس الفكرى والخبال وبرجاء المشاركة من الجميع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
نكمل ما سبق وذكرته من مجابهة الواقع المنبثق من الدراسة التاريخية التى قام بها الأخ الغالى أحمد شريف
قلت أن السنة الأموية لاقت فى نفوس الحكام من بعده قبولا واسعا حتى من أتى وثار عليه كان يحمل نفس المبادئ الاستعبادية للعباد والجبرية للأفعال وووو إلى آخره مما تعلمناه بلاشك من الواقع الذى هو أفضل من مؤرخ!!
لست فى بيان أسباب قبولها وانتشارها لأنها معروفة للجميع على ما أظن ولكنى أبحث-معكم- عن حل لها يطبقه الصالحون من الأمة والشباب العامل بنية الانتصار لأهل العدل ولسنة النبى فى كل جوانبها وتقويض وتجفيف المنابع التى أدت بمثل معاوية ويزيد للظهور والبغى بل والإفساد إلى يومنا هذا!!
إن الأصول التى طلع عليها معاوية والتى ذكرها أحمد" بدون تكليف لقربه من قلبى وبيتى!!" والتى تتلخص فى الحرب الإعلامية ب"خال المؤمنين!!" وإدعائه ولاية الدم عن عثمان"رض" وكذا سباب الإمام على"ع"والحرب النفسية ب"قتل الأكابر من الصحابة"والحرب الدنيئة ب"الغدر والخيانة" قامت هذه الأصول-بلاشك-بإنسان يسعى إلا السلطة والفتك بعدوه وأددركه "طلب الباطل وأدركه"وكما قلت لما كان المجتمع متدينا أراد تسويغ الدين لمصلحته فقال "خال المؤمنين" و"الجبر" ووضعت الأحاديث بروحه وإن لم توضع بيده فقد كان تعصب خلفاءه من بعد له أشد من تعصبهم للدين والدليل أنهم قتلوا وظلموا وشردوا واضطهدوا من عاب فى معاوية ولنا بغيلان الدمشقىالشهيد دليل على ذلك فلوقام رجل بالمعاصى التى هى حرابة الله لم يحركوا ساكنا مادام الرجل لم ينال من الحضرة الأموية الشريفة!!إذن ظهر الخلف الحافظ للسلف من يزيد وحتى الحمار وكذا استعانوا بالمحدثين وتنكروا لمعظم الفقهاء والمتكلمين لعدم ضعف عقولهم بل كان مصير معظمهم القتل والتغريب كالإمام الحسن البصرى والإمام أبو حنيفة وهذه حقيقة تاريخية ووضعوا ماشاؤوا من أحاديث ترتكز على التالى:-
1- عدالة الصحابة بما فيهم على بن أبى طالب لتنطلى اللعبة!!.
2- التعصب للمذهب وهذا أول بوادرالتشرذم ولى فيها بحث مطول نفرده فى مكانه إن شاء الله على هذا المنتدى فى رابط جديد.
3- مفهوم الجبر وتجسيده.
4- الفساد العقائدى من ناحية التجسيم والتشبيه وإن كنت أظن أنه لم يهمهم فى النواحى السياسية وإن كان مهم من ناحية إفساد العقل المفكر وجعل الإحستحسان نقلى لسهولة اللعب به!!
5- الفساد العقائدى من ناحية العدل والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
أدت هذه "الأصول الخمسة!!"إلى تقديس الكرسى ومن جلس عليه وإن كانت لم تحكم له بالعصمة ولكنها ليست بحاجة إلى العصمة لأن ما يريده الحاكم صار إرادة لله!!فلاداعى إطلاقا لمفهوم العصمة الإمامى أو السنى.
المهم سواءا ثبتت هذه الأصول على معاوية أو خلفائه أو لم تثبت فلاشك أنها أتت علينا أقصد على زمانا موروثا بل وعقيدة يكفر ويستحل دم مخالفها!!
إذن نحن بحاجة إلى معالجة كل ماسبق كيف؟ بإعادة الإمة إلى وعيها الفكرى والعقلى والبحث عن كل ماورد وحمله لنا التاريخ ووزنه بميزان حساس
الكل متفق على المراجعات التاريخية بما فيها العقائدية ولكن هناك"ظلاميون"هكذا استحبوا التقليد الأعمى لأسلافهم من ابن تيمية وابن القيم ولا أظن أن هؤلاء مخاطبون بهذا الكلام
الميزان الحساس هو ميزان أصوله العقل فالكتاب فالسنة كأساس والتوحيد والعدل كنتيجة أساسية أصلية فهل من متفق؟
نعم الكل متفق ولكن ما أن يظهر أن هذا الميزان هو ميزان المعتزلة والزيدية فستجد الجميع ينفرون منك ويعيدونك إلى حظيرة "افترقت أمتى...!!".
إذن سنضطر إلى بيان فساد هذا المفهوم أى سنخوض فى البخارى ومسلم!!"ينهار مش زى بعضه ده معصوم بعصمة الأمة وإجماعها ياهذا المبتدع" وكذا الحديث موجود عند الإمامية وإن كانوا لا يدعون عليها العصمة إلا أن أرى غير ذلك!!
إذن سنمشى فى سلسلة طويلة لا مفر من خوضها وقد يلاقى البعض من المحررين جراء ذلك النكد والأذى بل والقتل!!.
ألا لعنة الله على الظالمين وضعوا الجور وجعلوه دينا ولما جئنا نحرر أنفسنا وأمتنا اهمنا بمخالفة الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
نتبعه بأساليب الحل والتطهيير من الرجس الفكرى والخبال وبرجاء المشاركة من الجميع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 302
- اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 294
- اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
- مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
- اتصال:
السلام عليكم ورحمة الله ...
أسجل في مداخلتي هذه شكري لأخي العزيز الأستاذ / أحمد شريف طنطاوي ، على هذا المجهود الأكثر من رائع. كما أسجل ترحيبي بأخي الجديد الأستاذ / مصطفى أحمد ( مسلم حر يفكر ، ويظهر أن له من لقبه نصيب الأسد ) والذي يظهر لي أن في جعبته الكثير من الفرائد ، فحيّاك الله أخي مصطفى بيننا
أسجل في مداخلتي هذه شكري لأخي العزيز الأستاذ / أحمد شريف طنطاوي ، على هذا المجهود الأكثر من رائع. كما أسجل ترحيبي بأخي الجديد الأستاذ / مصطفى أحمد ( مسلم حر يفكر ، ويظهر أن له من لقبه نصيب الأسد ) والذي يظهر لي أن في جعبته الكثير من الفرائد ، فحيّاك الله أخي مصطفى بيننا


لن أنســـــــــــــــــــــــاك
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 451
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 5:07 pm
- مكان: اليمن- صنعاء
أحمد شريف طنطاوى
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الشكر الكثير للاخ /أحمد شريف طنطاوى
وشكرا للاخوه المتابعين والمعلقين
وارجوا اكمال الموضوع
الشكر الكثير للاخ /أحمد شريف طنطاوى
وشكرا للاخوه المتابعين والمعلقين
وارجوا اكمال الموضوع
لآل البيت عــز لا يـــزول ... وفضــل لا تحيـط به العقــول
أبوكـم فـارس الهيجا علـي ... وأمكــم المطهــرة البتــول
كفاكم يا بـني الزهـراء فخرا ... إذا ما قيل جدكم الرسولُ

أبوكـم فـارس الهيجا علـي ... وأمكــم المطهــرة البتــول
كفاكم يا بـني الزهـراء فخرا ... إذا ما قيل جدكم الرسولُ
