قرأت لكم ... (( لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم ؟ ))

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
أبو مجد الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 294
اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
اتصال:

قرأت لكم ... (( لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم ؟ ))

مشاركة بواسطة أبو مجد الدين »

كتاب ( لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدّم غيرهم ؟ ) أعتبره من أجمل ما قرأت عيني – على الرغم من تحفظي على بعض ما جاء فيه -. كتاب رائع بمعنى الكلمة ، جمع فيه مؤلفه بين الرأي السديد والتحميس الشديد ، وصبّ باقة من المبادىء الإسلامية الإنسانية السامية في قالب أدبي راق ، عبر عن صفاء فكره ونقاءه.
المؤلف هو الأديب الكبير الأمير شكيب أرسلان المولود سنة 1286 هـ الموافقة لسنة 1869 مـ ببلدة الشويفات في لبنان ، والمتوفى سنة 1366 هـ الموافقة لسنة 1946 مـ. وهو ينحدر من أسرة عريقة ( آل أرسلان ) تعتبر من أعرق البيوتات ، اجتمع فيها إمارتي السيف والقلم. وقد أطلق عليه أدباء عصره لقب ( أمير البيان ) ، وكان السيد محمد رشيد رضا – صاحب المنار – رفيق جهاده ، وأخوه الخبير بعلمه وفضله.
بين يدي الكتاب:
الكتاب من القطع المتوسط ، يقع في حوالي 167 صفحة. وهو أصلاً رسالة ردّ بها شكيب أرسلان على رسالة وصلته من شيخ يقال له محمد بسيوني عمران عن طريق صاحب المنار محمد رشيد رضا. ولعلي أنقل لكم هنا نصاً من الكتاب نفسه يحكي قصة هذه الرسالة: "وفي شهر ربيع الآخر سنة 1348 هـ - 1929 م أرسل الشيخ محمد بسيوني عمران من ( جاوة ) إلى صاحب مجلة المنار السيد رشيد رضا رسالة يوفي فيها الأمير شكيب حقه من الثناء والتقدير على خدمته للإسلام والمسلمين ويقترح عليه أن يبيّن لقرّاء المنار أسباب ما صار إليه المسلمون من الضعف والانحطاط والذل ، وأن يبين أسباب رُقي أهل أوروبا وأمريكا واليابان ، وما إذا كان يمكن للمسلمين مجاراة هؤلاء في سباق الحضارة مع المحافظة على دينهم الحنيف ، فأحال السيد رشيد رضا ، الرسالة إلى الأمير ويظهر أن الرسالة حركت في نفس الأمير كوامن وأثارت شؤوناً وشجوناً وأن السؤال كان يلح في خاطره والإجابة كانت مضمرة في تلافيف ذهنه الوقاد والمنشغل أبداً بالشؤون الإسلامية." اهـ
ويمكن تلخيص ما اعتبره المؤلف من العوامل المؤدية إلى تأخر المسلمين في ما يلي:
أولاً
الأميّة والجهل المتفشيان في شرائح كبيرة من المسلمين.
قال الكاتب رحمه الله: "من أعظم أباب تأخر المسلمين الجهل ، الذي يجعل فيهم من لا يميّز بين الخمر والخل ، فيتقبل السفسطة قضية مسلمة ولا يعرف أن يرد عليها."
ثانياً
أهميّة المال وبذله في بناء حضارات الأمم ، وقد ركّز الكاتب على نقد بخل المسلمين الشديد في بذل المال.
يقول في صفحة 81: "فتجدهم – أي المسلمين – إذا استنهضتهم لمعاونة قوم منهم يقاتلون دولة أجنبية تريد لتمحوهم كان اول جواب لهم: أية فائدة من بذل أموالنا في هذا السبيل وتلك الدول غالبة لا محالة ؟ ولو تأملوا لوجدوا أن الإسلام الاستسلام لا يزيدهم إلا ويلاً ، ولا يزيد العدو إلا استبداداً وجبروتاً: سنة الله في خلقه. ولو فكروا قليلاً لرأوا ان هذا الشح بالمال على إخوانهم الذين في مواطن الجهاد لم يكن توفيراً وإنما كان هو الفقر بعينه ، لأن الأمة المستضعفة لا تعود حرة في تجارتها واقتصادياتها ..." إلى أن قال: "فالمسلمون عزّ عليهم المال ففقدوه ، وعزّت عليهم الحياة ففقدوها ..." اهـ
ثالثاً
ضياع الدين بين الجمود والجحود. فالجامدون هم من يرفضون العلم الحديث من مخترعات واكتشافات بحجة أن السلف الصالح لم يكونوا يعرفونها !! والجاحدون هم الذين يرفضون الدين الإسلامي الحنيف ، ولا يكتفون بالانسلاخ عنه ، بل يطالبون المجتمع الإسلامي بالانسلاخ عنه والتنكر له ، بحجة أنه سبب تخلف الأمة وتقهقرها.
يقول رحمه الله في صفحة 88: "ومن أكبر عوامل انحطاط المسلمين الجمود على القديم ، فكما آفة الإسلام هي الفئة التي تريد أن تلغي كل شيء قديم ، بدون نظر فيما هو ضار منه أو نافع ، كذلك آفة الإسلام هي الفئة الجامدة التي لا تريد أن تغير شيئاً ، ولا ترضى بإدخال أقل تعديل على أصول التعليم الإسلامي ظنـاًّ منهم بأن الاقتداء بالكفار كفر ، وأن نظام التعليم الحديث من وضع الكفار. فقد أضاع الإسلام جاحد وجامد. أما الجاحد فهو الذي يأبى إلا أن يُفرنج المسلمين وسائر الشرقيين ويخرجهم عن جميع مقوماتهم ومشخصاتهم ، ويحملهم على إنكار ماضيهم ..." اهـ

ولعلي قبل أنوّه قبل أن أختم كلامي بميزة عظيمة ، زيّنت تلك الأسطر الرائعة ، وهي كثرة استشهاد الكاتب بآيات القرآن العظيم ، وما صحّ عن الرسول الأعظم – صلى الله عليه وآله وسلم – من الأحاديث ، وربط بعضها ببعض ، وربطها بالواقع والممارسات التي كانت على وقته.
بالفعل ؛ إن من يقرأ تلك الرسالة لابد وأن يتبادر إلى ذهنه هذا الواقع المرير الذي نعيشه الآن ونعاصره ، وكأن الكاتب يعيش بين ظهرانينا.

وتقبلوا خالص التحايا والتقدير ،،،
صورة


لن أنســـــــــــــــــــــــاك

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »


جزاكم الله خيرا سيدي أبو مجد الدين
والشكر لكم موصول والسلام عليكم
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“