فتوى حول أخبار الإذاعات عن رؤية الهلال

[الشريف الحمزي]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد ألأمين وعلى آله الطاهرين وبعد
بمناسبة هذه ألأيام أنقل لكم أيه ألأخوة ألأعزاء الكرام هذا السؤال الموجه لسيدي العلامة المجتهد السيد علي العجري رحمه الله رحمة ألأبرار وأسكنه فسيح جناته فقد وجدت فيه من الفائدة ماهو جدير بنقله لأنظاركم الشريفة فرب ناقل علم لمن هو أعلم منه
السؤال : هل يعمل بلإذاعات في رؤية هلال رمضان وشوال وإن لم يعرف عدالة المذيع والحاكمين بالرؤية وهل إستعمال المراقبين لرؤيته للمجسمات له يقدح في صحة الرؤية ؟
الجواب : إنه قد إنعقد ألإجماع على أنه يجب الصوم وألإفطار لرؤية الهلال أو تواترها أو مضي الثلاثين لقوله صلى الله عليه وآله وسلم (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين ) وقبوله شهادة ألأثنين تارة وشهادة الواحد أخرى مع أنه إنما تعرف إسلامه ,يدل على أن المعتبر حصول الظن برؤية الهلال . وقد قيل أنه يعمل في رؤيته بخبر عدلة وقيل بخبر عدلتين وهو نص في أنه يعمل في ثبوتها بالظن وقال به المؤيد بالله وابن حنبل وغيرهما ولهذا لم يعتبروا العدد ويشهد له قبول علي عليه السلام لشهادة القوم مع تردده في صحة خبرهم ومناشدته إياهم على المصحف . والظن طريق شرعية وعليه بني أكثر العبادات والمعاملات . إذا عرفت هذا فالإذاعات إذا تواردت على معنى واحد فأقل أحوالها أفادة الظن بصدق ماأخبر به المذيعون عن الحكام والشهود لكثرتها ولإنه لاحامل لهم على الكذب في مثل هذا بل الظاهر أنهم يتوقونه في شعائر ألإسلام خوفا من نسبتهم ونسبة حكومتهم وعلمائهم الى عدم التمسك بالإسلام والتحري في احكامه ولو فرض فسقهم فهم رواة عن الحكام فقط . والفسق ليس بسلب أهلية بل مظنة تهمة وهي ترتفع بظهور التحرز عن الكذب لهذه المونع ونحوها وعدم الحامل على تعمد الكذب . وأما كونه لايعرف مذهب الحاكمين بالرؤية فالمروي عن ألأمة بأسرها اعتبار الرؤية وعدم ألإعتبار بالحساب وسير القمر إلا عن ألإمامية فإنهم يعتبرون سير القمر ولايعتد بخلافهم , وروى عن الصادق اعتباره وقد ضعفت الرواية عنه وإنه قال رمضان كغيره أي أنه ينقص ويختلف بحسب رؤية الهلال , وأما إستعمال المجسمات للهلال عند مراقبة رؤيته فلا يقدح في صحة الرؤية لأنها آلة لرؤيته .. لالإيجاده فهو فعل الله تعالى لايقدر عليه البشر لابآلة ولاغيرها .هذا الذي ظهر . وفوق كل ذي علم عليم
تم النقل من كتاب الفتاوى للعلامة المجتهد علي بن محمد العجري رحمه الله ص257-258 والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد ألأمين وآله الطاهرين

[العصري]

مواضيع متميزة جديرة بالاهتمام والاطلاع تحياتي