الـدين الـبديـل
علاء الاسوانى مؤلف رواية عمار يعقوبيان
من المعروف أن كثيرا من ضباط أمن الدولة ملتزمون دينيا . يؤدون الصلاة فى أوقاتها ويصومون ويحجون إلى بيت الله .. لكن ذلك لا يمنعهم أبدا من ممارسة عملهم اليومى فى التعذيب والضرب وإستعمال الكهرباء فى صعق المعتقلين. فى نفس السياق تربطنى علاقة مصاهرة بمسؤل بارز فى الحكومة إشتهر بتزوير الإنتخابات والإعتداء على إستقلال القضاء وهو معروف فى محيط الأسرة بتدينه العميق حتى إنه يعطى أقاربه دروسا فى الفقه.
الأمثلة لا تحصى : كثير من المصريين يؤدون فرائض الدين بإخلاص لكنهم فى حياتهم اليومية يتصرفون بطريقة أبعد ما تكون عن الدين .... فى شهر رمضان الماضى نشرت جريدة (المصرى اليوم) تحقيقا ممتازا عن المستشفيات العامة ساعة الإفطار . لنكتشف أن معظم الأطباء يتركون المرضى بدون رعاية حتى يتمكنوا من أداء صلاة التراويح الذين يفعلون ذلك ليسوا جهلاء بل هم أطباء متعلمون لكنهم ببساطة يعتبرون أن صلاة التراويح أهم بكثير من رعاية المرضى حتى ولو كانت حياتهم فى خطر المسألة إذن ليست مجرد نفاق أو جهل .. وإنما هى وعى فاسد بالدين يؤدى إلى نوع من التدين الظاهرى الذى يشكل بديلا عن الدين الحقيقى.
وهذا التدين البديل مريح وخفيف ولا يكلف جهدا ولا ثمنا لأنه يحصر الدين فى الشعائر والمظاهر فالدفاع عن مبادىء الإسلام الحقيقية : العدل والحرية والمساواة مسألة محفوفة بالمخاطر فى مصر ستؤدى بك حتما إلى السجن وقطع الرزق والتشريد. أما التدين البديل فلن يكلفك شيئا : وهو يمنحك إحساسا كاذبا بالطمأنينة والرضا عن النفس.
الذين يتبنون التدين البديل يصومون ويصلون ويحيون الناس بتحية الإسلام ويلزمون زوجاتهم وبناتهم بالحجاب والنقاب . وربما يشتركون فى مظاهرة ضد الرسوم الدنماركية أو منع الحجاب فى فرنسا أو يكتبون إلى بريد الأهرام منددين بالكليبات العارية .. وهم يعتقدون بعد ذلك أنهم قد أدوا واجبهم الدينى كاملا غير منقوص .
وهم لا يكترثون إطلاقا للشأن السياسى ولا يهتمون بموضوع التوريث .بل أن بعضهم لايرى بأسا فى أن يورث البلد من الأب إلى الإبن وكأنه مزرعة دواجن . المتدين البديل لا يعتقد أساسا أن له حقوقا سياسية كمواطن وفكرة الديمقراطية لا تشغله وأقصى ما يفعله بهذا الصدد أن يدعو الله ( أن يولى علينا من يصلح ) . ثم يحدثك بحماس عن عظمة الخلفاء العظام مثل عمر بن الخطاب أو عمر بن عبد العزيز التدين البديل مرض محزن أصاب المصريين فأدى بهم إلى السلبية والغفلة . وجعلهم قابلين للإستبداد والقمع .
.
على مدى ثلاثة عقود أنفق النظام السعودى مليارات الدولارات من أجل نشر الفهم السعودى للإسلام الذى يؤدى بالضرورة إلى التدين البديل .وكل من يجادل فى هذه الحقيقة عليه أن يراجع التناقض الفاحش بين المظهر والجوهر فى المجتمع السعودى .
وفى القنوات الفضائية السعودية يظهر يوميا عشرات المشايخ الذين يتكلمون على مدى 24 ساعة عن تعاليم الإسلام . ولا يتكلم أحد منهم أبدا عن حق المواطن فى إنتخاب من يحكمه . أو قوانين الطوارىء والتعذيب والإعتقالات. الفكر السلفى يؤسس للتدين البديل الذى يريحك من تبعات إتخاذ موقف حقيقى من أجل العدل والحرية بل إن بعض الدعاة الجدد يفخرون ويفخر أتباعهم بأنهم قد نجحوا فى إقناع فتيات كثيرات بإرتداء الحجاب .و كأن الإسلام العظيم قد نزل من عند الله من أجل تغطية شعر المرأة وليس من أجل العدل والحرية والمساواة.
النظام يرحب تماما بالتدين البديل لأنه يعفيه من المسؤلية .ففى عرف الإسلام الحقيقى يكون الحاكم المسؤل الأول عن مشاكل المواطنين فى بلاده. أما المتدين البديل فعندما يعانى من الفقر والبطالة لن يفكر أبدا فى مسؤلية الحاكم عن ذلك بل سوف يرجع ذلك إلى أحد إحتمالين : إما أنه قد قصر فى العبادة ولذلك فإن الله يعاقبه. وإما أن الله يختبره بهذا الشقاء فعليه أن يصبر ولا يعترض.
إن شهداء نظام مبارك الذين فاقوا فى عددهم شهداء كل الحروب التى خاضتها مصر : ضحايا القطارات المحترقة والعبارات الغارقة والعمارات المنهارة ومرضى الفشل الكلوى والسرطان بفضل مبيدات يوسف والى وغيرهم . كل هؤلاء فى نظر الإسلام الحقيقى ضحايا الفساد والإستبداد والحاكم مسؤل مباشرة عن موتهم وتشريد أسرهم . أما التدين البديل فيعتبر هذه المآسى جميعا من القضاء والقدر لا أكثر .ويعتقد أن هؤلاء الضحايا قد إنتهت أعمارهم وبالتالى كانوا سيموتون فى كل الأحوال .فلا معنى إذن لأن نلوم أحدا بإعتباره متسببا فى موتهم.
إن الإسلام العظيم قد دفع بالمسلمين يوما لكى يحكموا العالم ويعلموا البشرية الحضارة والفن والعلم، أما التدين البديل فقد أدى بنا إلى كل هذا الهوان والشقاء الذى نعيش فيه. إذا أردنا أن نغير واقعنا علينا أولأ أن نتبنى منهج الإسلام الحقيقى وليس التدين الظاهرى بديلا عنه
مقال اكثر من رائع - الدين البديل
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 786
- اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
- مكان: al-majalis

كأنه يتكلم بلساني !!
لو عرف الناس أن إماماً يُسمى زيد بن علي ( عليهما السلام ) قد بذل نفسه وجسده وما سيلحق به , في سبيل إحياء الدين الحقيقي ضد الدين البديل ؟؟
أحدهم يبني مسجداً لله ( ويراه الناس قد فعل إنجازاً ) لكن لا أحد يسأل عن مصدر المال الذي بنى منه المسجد !
وغيرهم ينفق أموالاً لمعالجة المرضى ( لكن لم يسأل عن مصدر الرجل الطيب هذا ) .
مأساة
شكراً للنقل الموفق
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 188
- اشترك في: الثلاثاء إبريل 29, 2008 8:51 pm
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
لقد دأب عباد الدنيا على حمل الدين السماوي أن يكون طقوس لا علاقة له بأمر آخر اذ يصبح كرياضة اليوغا مثلا حيث المطلوب منه تحقيق شيء من الراحة النفسية.
أخي الفاضل يمكن أن يكون المال خالصا له حتى شرعا لكن المهم أنه يصنع ذلك وهو يعتقد أن هكذا حسنات سوف تذهب ذنبا واحدا كقتل نفس بغير حق.
لا تنسوا أن الذين قتلوا آل البيت ، زعموا أنهم قتلوهم حفاظا عن وحدة الأمة. و هذا نفس المنطق الذي تجابه به المعارضات في كل الدول.
و الحرية المزعومة هي في الحقيقة فخ أمني تكتشف به السلطة معارضيها على مستوى الهوية والبرامج و على غرار ذلك يتم تحديد الأسلوب الأمثل لمجابهتها.
دمتم برعاية الله
السلام عليكم و رحمة الله
لقد دأب عباد الدنيا على حمل الدين السماوي أن يكون طقوس لا علاقة له بأمر آخر اذ يصبح كرياضة اليوغا مثلا حيث المطلوب منه تحقيق شيء من الراحة النفسية.
أخي الفاضل يمكن أن يكون المال خالصا له حتى شرعا لكن المهم أنه يصنع ذلك وهو يعتقد أن هكذا حسنات سوف تذهب ذنبا واحدا كقتل نفس بغير حق.
لا تنسوا أن الذين قتلوا آل البيت ، زعموا أنهم قتلوهم حفاظا عن وحدة الأمة. و هذا نفس المنطق الذي تجابه به المعارضات في كل الدول.
و الحرية المزعومة هي في الحقيقة فخ أمني تكتشف به السلطة معارضيها على مستوى الهوية والبرامج و على غرار ذلك يتم تحديد الأسلوب الأمثل لمجابهتها.
دمتم برعاية الله
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 133
- اشترك في: الثلاثاء يوليو 17, 2007 1:10 am
- مكان: السايلة بدون ماء
السلام عليكم ...
أخوتي الاسطر التي عرضتموها جميلة جداً و لكن ما رأيكم لو نتخصص في موضوعنا فهو مهم
مثل:-
النظام المصري و بفتراته سعى لتدمير اليمن و حقق ذلك في 62 و من جرائم الفرعون المصري الحالي ضد اليمن عندما كان قائد السلاح الجوي في ذلك العام ان قاد طلعات جوية لحماية عمليات نهب اموال بيوت المسلمين في اليمن...الخ
ال سعود شردوا اليمنيين منذ عام 62 و الى اليوم و لنتحدث عما جرى في 90...
لدينا كيمنيين مشاكل جمه تحتاج للعرض و المناقشة... فما رايكم...
أخوتي الاسطر التي عرضتموها جميلة جداً و لكن ما رأيكم لو نتخصص في موضوعنا فهو مهم
مثل:-
النظام المصري و بفتراته سعى لتدمير اليمن و حقق ذلك في 62 و من جرائم الفرعون المصري الحالي ضد اليمن عندما كان قائد السلاح الجوي في ذلك العام ان قاد طلعات جوية لحماية عمليات نهب اموال بيوت المسلمين في اليمن...الخ
ال سعود شردوا اليمنيين منذ عام 62 و الى اليوم و لنتحدث عما جرى في 90...
لدينا كيمنيين مشاكل جمه تحتاج للعرض و المناقشة... فما رايكم...
اخي العزيز
ذكر مصر بالموضوع جاء من باب ضرب المثل خصوصا ان الكاتب مصري وماقصدته من ايراد المقال هو اصابه كبدالحقيقه من واقع التدين لدينا ولو تطرقنا لليمن كحاله سنجد ان الفكرة بالتدين هي الصلاة جماعه باوقاتها وحفظ كلمتي دين تسوغ بعدها لان يرتكب جميع الاثام الجسام من رشوة وكذب واغتصاب حقوق وفرض الوصاية على المخلوقين.وساعطيك امثله
1-جامع الصالح :الفكر السائد ان من بنى مسجدا دخل الجنه,
2-
لو رايت شابا وشابه يمشون مع بعض الفكر السائد ان الشاب يواعد الشابه وتاكد ان معظم المتزوجين لا يطمئنون الا بعد ان ينجبوا اولادا وبعدها يتمشون مطمئنين بعيدا عن غمز ولمز المشاه
3-حرب صعده التي اريقت فيها الدماء باسم الدين وردءا للكفرة الاثني عشرية...........الخ
4-كم من ملتحي ياخذ منك الرشوة ثم تجدة باول الصفوف بالصلاة
وخلاصه القول ان التدين لدينا هو هيئات وصفات بعيده عن صل الدين الذي دعى الى احترام مخلوقات الله بلارض واحترام دمها وفكرها وحقوقها,الدين الذي ما جاء ليجعلنا فقط نقوم بحركات السجود والركوع فالله غني عنها وانما الدين منظومة متكامله هدفها الرفع من شان الانسان وايصاله الى الكمال الخلقي(الصفات) كما هو كامل خلقيا
ذكر مصر بالموضوع جاء من باب ضرب المثل خصوصا ان الكاتب مصري وماقصدته من ايراد المقال هو اصابه كبدالحقيقه من واقع التدين لدينا ولو تطرقنا لليمن كحاله سنجد ان الفكرة بالتدين هي الصلاة جماعه باوقاتها وحفظ كلمتي دين تسوغ بعدها لان يرتكب جميع الاثام الجسام من رشوة وكذب واغتصاب حقوق وفرض الوصاية على المخلوقين.وساعطيك امثله
1-جامع الصالح :الفكر السائد ان من بنى مسجدا دخل الجنه,
2-
لو رايت شابا وشابه يمشون مع بعض الفكر السائد ان الشاب يواعد الشابه وتاكد ان معظم المتزوجين لا يطمئنون الا بعد ان ينجبوا اولادا وبعدها يتمشون مطمئنين بعيدا عن غمز ولمز المشاه
3-حرب صعده التي اريقت فيها الدماء باسم الدين وردءا للكفرة الاثني عشرية...........الخ
4-كم من ملتحي ياخذ منك الرشوة ثم تجدة باول الصفوف بالصلاة
وخلاصه القول ان التدين لدينا هو هيئات وصفات بعيده عن صل الدين الذي دعى الى احترام مخلوقات الله بلارض واحترام دمها وفكرها وحقوقها,الدين الذي ما جاء ليجعلنا فقط نقوم بحركات السجود والركوع فالله غني عنها وانما الدين منظومة متكامله هدفها الرفع من شان الانسان وايصاله الى الكمال الخلقي(الصفات) كما هو كامل خلقيا