لا حسرة ..!

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
الحوراء
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 760
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 4:29 pm

لا حسرة ..!

مشاركة بواسطة الحوراء »

في كل لحظة نحس فيها بالظلم يقع علينا ..
وفي كل يوم نتألم من سطوة شر في نفوس بعض البشر ..
و في كل مشهد يتقطع له فؤادنا و يرتسم في خيالنا كل حين ..

يتبادر إلى ذهني تساؤل اعجزتني غرابته عن فهمه ..!

كيف للإنسان أن يحمل بين جنباته الكره و الحقد .. و يتطور هذا الإحساس ليكون
دافعاً للبطش و الظلم و الإنتقام ..؟

كيف للإنسان أن تتحول نفسه إلى مدعاة للشر و يستهلك عقله في التفكير
بكل أنواع العبث و الطيش ..؟

و كيف للإنسان .. هذا الإنسان الذي يمرضه و تهد قواه أقل وغزة من أصغر إبره ... .
كيف له أن يدمع عيني أخيه الإنسان .. فرضاً بحق فما بالكم بغير حق ..

إن كان له حق فالمسامحة أولى .. و إن كان بغير حق .. فمن أين أتى كل ذلك الشر
المصور في الأفعال و النيات و الأقوال .. ؟

إن فرضنا أن العقل يموت و يصبح مسيراً يفكر و يخطط و يدبر على هوى النفس ..
فهل من الممكن للمشاعر الإنسانية من أن تموت و تمحى من ذات الإنسان تماماً ؟

الظلم بأنواعه .. كالقتل و الانتقام بالحبس و التشريد و التيتيم و التعذيب النفسي
و الجسدي .. كل هذه الأساليب و غيرها .. واعجبي ممن يمارسها .. واعجبي من الظالم ..!

أين يحسب نفسه سيختبىء يوم الندامة .. أو هل يحسب حقيقة ً أنه يحسن صنعاً ..!
بدلوا الحق بالباطل .. و أعدموا الضمائر .. هؤلاء الأشرار في هذه الدنيا .. كل الأشرار في الدنيا !!


وا حسرة ً عليهم يوم الحساب .. و ليت شعري لو رُدوا لعادوا لما كانوا فيه .. !

نفوسهم شيطانية بل أعتى ..!

لا حسرة عليهم .. و ننتظرهم جميعهم في موعد لا يخلفه الله .. و نعم الحكم بيننا و بينهم هو ..!
اللهم ارحم موتانا و موتى المؤمنين والمؤمنات...و كتب الله أجر الصابرين و المجاهدين ،،
صورة
صورة

ابوالقمرين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 34
اشترك في: الجمعة يوليو 11, 2008 11:01 pm

مشاركة بواسطة ابوالقمرين »

تساؤل يدل على نفس كريمة أختي الحوراء ، مجبولة على الفطرة السليمة النقية من الشوائب

اما بالنسبة لدوافع العنف والاقدام على الأذى فمن أسبابه التي يمكن شرحها:

أولا : الخــــوف !!
أول دافع للعنف لدى ليس فقط الانسان ، بل جميع الحيوانات هو الخوف ، مصدر التهديد قد يكون على الحياة وهنا يكون دافع العنف في قمته ، وقد ينحدر الى الخوف على فقدان سلطة أو مصلحة مادية أو معنوية ، وهنا تكمن أهمية المعايير والقيم الفردية لكل شخص ، وأيضا تحديد وجهة ولائه ، هل ولائه لله عز وجل ! للناس (الصالحين ؟ الحاكمين على رقاب الناس ؟ .... الخ)

ثانيا: الانتقام
يتعرض الانسان في حياته لعدة تجارب مؤلمة (ظلم - قهر - حرمان - احتقار - استغلال - اعتداءات جنسية وجسدية - تحرشات - مضايقات ....الخ) ، تنتج هذه العوامل جميعها وبناء على مقدار تأثيرها النفسي ، دوافع عنف كامنة في تركيبته النفسية (السيكولوجية) ، قد تظل محبوسة ضمن حدود نفسه وقد تنطلق الى محيطه البيئي بسبب صدور مؤشر معين (موقف معين ذو تأثير سلبي) أو أيضا ايجاد فرصة لاطلاق هذه العدائية الكامنة (سلطة ، مناخ عدائي ، فوضى)

ثالثا: الاحساس بالضعف وعدم الثقة بالنفس ، والذي يترتب عنه أحيانا عدائية تجاه المحيط بغرض اثبات الذات او كسب الاحترام (الرهبة)

رابعا: عوامل بيئية:الرغبة في لفت الأنظار - التقدير - الثناء (في حال كون المحيط يشجع العنف)

خامسا: عوامل سيكولوجية ، ناتجة عن اضطرابات نفسية

خامسا: عوامل كيميائية بحته (افرازات هرمونية تثير رغبات عدائية)

سادسا: عوامل وراثية يكون لها عادة تأثيرات هرمونية

طبعا كل ما سبق يمكن احتوائه والسيطرة عليه ، أنا لا أؤمن بوجود الشر المطلق والا فأن مصيره يكون الى الزوال لا شك، حيث ينتهى به المطاف الى تدمير ذاته!



من الناحية الفردية ، يمكن التغلب على دوافع الشر:
- عبر تطوير التجارب الروحانية (زيادة وتحسين نوعية التعبد - التأمل) والتي تؤدي بالتالي الى زيادة التقوى
- العلاج (نفسي - أدوية تنظم افراز الهرمونات)
- التفكير المنطقي ، العميق في العواقب التي قد تترتب من جراء العدوانية الزائدة على البيئة المحيطة وعلى الذات!! (التعرض للعقاب الجسدي او القانوني من قبل الآخرين - الانتقام)

ومن ناحية المجتمع:
- تفهم أسباب العنف وبالتالي محاولة احتواء مصدره لا مواجهته وتدميره (ما عدا في الحالات المتقدمة التي تعرض حياة الانسان ،أو عرضه ...الخ الى خطر مؤكد)
- العمل على نشر فضيلتي الصبر والتسامح في المجتمع وأيضا دفع السيئة بالحسنة
- معالجة بؤر التوتر بحكمة وسرعة
- العمل على نشر الوعي الايماني ، وعدم تبرير الظلم بالظلم (ولا يجرمنكم شنئان قوم الا تعدلوا ...)
- نشر العدل ، كل بحسب قدرته وفي محيطه والنظر الى حاجات الآخرين ضمن البيئة المحيطة
- تجنب الاضطهاد العرقي (احتقار الأشخاص بناء على الأصل أو النسب) "كلكم لآدم وآدم من تراب"
- عدم تحقير الآخرين بسبب عيب خلقي أو نقص في العقل أو الجسم
- عدم التنابز باالالقاب
- زرع محبة الآخرين في النفس والولد والأهل والمحيط البيئي والعمل على نشر ثقافة المحبة لجميع الخلق وطلب الهداية للجميع
- التعقل وعدم التعصب عند النظر في مسائل الانتماء الديني / المذهبي / السياسي والايمان اليقيني بأن الاختلاف لا يفسد للود قضية بل يثري النقاش

طبعا كل ما ذكر أعلاه يوجه الى الطبيعة العدائية السلبية / الضارة / الشريرة ، كون العدائية هي في الأصل نعمة، من الله بها على الأنسان بغرض الدفاع عن النفس وحفظ النوع وحماية البيئة، وهذا مايفسر خلق المولى عز وجل بعض مسبباتها ضمن جسد الانسان.

هذا وأسأل المولى عز وجل أن يبعد عنا جميعا ، كل المصائب والشرور وأن يرفع الظلم عن جميع المضطهدين ويعلي راية الحق والدين
ربنا نرجو رحمتك ونخشى عذابك ، ان لم يكن بك غضب علينا فلانبالي

الحوراء
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 760
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 4:29 pm

مشاركة بواسطة الحوراء »

:)

سعيدة للغاية بردكم الكريم سيدي أبو القمرين .. و حقاً استفدت من كافة ما ذكرتموه..
و تساؤلي وجدت له عندكم الإجابة الوافية.

شكراً على وقتكم و على المعلومات و على كل شيء ..


دمتم سيدي الكريم .. و خواتم مباركة :)
اللهم ارحم موتانا و موتى المؤمنين والمؤمنات...و كتب الله أجر الصابرين و المجاهدين ،،
صورة
صورة

سعي الآخرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 188
اشترك في: الثلاثاء إبريل 29, 2008 8:51 pm

مشاركة بواسطة سعي الآخرة »

بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله

أزيد على أخي باقتراح لكل من يهتم بالجانب النفسي و الاجتماعي للانسان . الاقتراح ببساطة هو النظر في القرآن العظيم و احصاء ثم اخراج كل الآيات الواردة في أفعال و أقول الذين أعرضوا عن الصرط ، و كذا وصف الرحمان لهم ، تصبح للفرد صورة تشخص الحالة و تجيب على السبب الحقيقي لهذا الجنوح كما تبرز الادعاء الكاذب لأصحاب هذا الخط .

دمتم في حفظ الرحمان

ابوالقمرين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 34
اشترك في: الجمعة يوليو 11, 2008 11:01 pm

مشاركة بواسطة ابوالقمرين »

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي العزيز سعي الآخرة

أشكرك جزيل الشكر على مداخلتك ، كما أشكر لك هذا الاقتراح العظيم ، وبالطبع فان القراآن الكريم وسنة النبي المصطفى وآثار الآل الكرام ستظل انشاء الله الحاكم على كل طرح وفيها والله الكفاية وزيادة، عسى المولى أن يعيننا وجميع المهتمين على القيام بحقها ، ونلتمس منكم الدعاء
ربنا نرجو رحمتك ونخشى عذابك ، ان لم يكن بك غضب علينا فلانبالي

الزيدي اليماني
مشرف مجلس الأدب
مشاركات: 404
اشترك في: السبت ديسمبر 23, 2006 3:46 pm
مكان: أمام الكمبيوتر !

مشاركة بواسطة الزيدي اليماني »

قد أتفق مع أستاذنا الكريم أبو القمرين بأن الخوف ( بتفصيله ) والإنتقام ( بمختلف صوره ) *
ربما هما أهم دوافع العنف الصادر من شخص ما .

أما بالنسبة للعوامل السيكولوجية ، والكيميائية البحته والعوامل الوراثية فلا أظن أن لها أي تأثير يُعتد به إطلاقاً .

تحية لصاحبة الموضوع وللجميع



* بعض صور الإنتقام قد تكون إيجابية مثل القصاص ورد العدوان وغيره .
هل تعلم أن :
( الزيدية : هي الإمتداد الطبيعي للمنهج الإسلامي القرآني الأصيل وأن بلاد الزيدية : هي البلاد الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مساجد خاصة بالشيعة وأخرى خاصة بالسنة ....)

سعي الآخرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 188
اشترك في: الثلاثاء إبريل 29, 2008 8:51 pm

مشاركة بواسطة سعي الآخرة »

بسم الله الرحمان الرحيم

الأخ اليماني ، السلام عليكم و رحمة الله

أخي الفاضل القصاص لا يحمل في طياته مطلقا انتقاما انما هو ارجاع للحق دون زيادة و لا نقصان في الوقت الذي يصبغ الانتقام عادة بشعور بعيد عن التربية الدينية الصحيحة . هو شعور فطري لكن للذي لم يروض نفسه كفاية فالمؤمن كاظم للغيظ عاف عن الناس و هذا يعني خلو قلبه من مشاعر مصاحبة للانتقام كحب الغلبة ... و الله أعلم

أما أن اليمن ليس فيه مساجد خاصة بالشيعة ، فهذا الاسلام الذي نعرف و نريد

دمتم في رعاية الله

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“