الحلقة السادسة

ا
لإفتتاحية
قال تعالى : " أفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25) اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
دعاء يوم السبت
بسم الله الرحمن الرحيم
بِسْمِ الِلّهِ كَلِمَةِ الْمُعْتَصِمِينَ، وَمَقالَةِ الْمُتَحَرِّزِينَ، وَأَعُوذُ بِالِلّه تَعالى مِنْ جَوْرِ الْجآئِرِينَ، وَكَيْدِ الْحاسِدِينَ، وَبَغْيِ الظَّالِمِينَ، وَأَحْمَدُهُ فَوْقَ حَمْدِ الْحامِدِينَ. أَللَّهُمَّ أَنْتَ الْواحِدُ بِلا شَرِيك، وَالْمَلِكُ بِلا تَمْلِيك، لا تُضَادُّ فِي حُكْمِكَ، وَلا تُنازَعُ فِي مُلْكِكَ. أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّىَ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَأَنْ تُوزِعَنِي مِنْ شُكْرِ نُعْماكَ ما تَبْلُغُ بِي غايَةَ رِضاكَ، وَأَنْ تُعِينَنِي عَلى طاعَتِكَ، وَلُزُومِ عِبادَتِكَ، وَاسْتِحْقاقِ مَثُوبَتِكَ بِلُطْفِ عِنايَتِكَ، وَتَرْحَمَنِي، وَتَصُدَّنِي عَنْ مَعَاصِيكَ مَا أَحْيَيْتَنِي، وَتُوَفِّقَنِي لِما يَنْفَعُنِي ما أَبْقَيْتَنِي، وَأَنْ تَشْرَحَ بِكِتابِكَ صَدْرِي، وَتَحُطَّ بِتِلاوَتِهِ وِزْرِي، وَتَمْنَحَنِي السَّلامَةَ فِي دِينِي وَنَفْسِي، وَلا تُوحِشَ بِي أَهْلَ أُنْسِي، وَتُتِمَّ إحْسَانَكَ فِيما بَقِيَ مِنْ عُمُرِي كَما أَحْسَنْتَ فِيما مَضَى مِنْهُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
كلمة اليوم
في ليلة يوم السادس من شهر رمضان من العام الماضي رحل عَلَم من أعلام اليمن والأمتين العربية والإسلامية الأفذاذ سماحة العلامة المجتهد مرجع علماء العصر وواحدهم المؤرخ الأديب الشاعر المحقق/ مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي مرجع الزيدية الأول في عصره الذي مضى إلى جوار ربه تقياً ورعاً زاهداً يحفه عظم الخطب وجلال الرزء في القلوب والنفوس.
لقد رحل بعدَ 96 عاماً قضاها رضوانُ الله عليه في خدمة الإسلام عالماً ومرجعاً ومدرساً ومحققاً ومؤلفاً ومجاهداً لا يخافُ في الله لومةَ لائم..
كذا فليجل الخطبُ وليفدح الأمر **** فليس لعين لم يفض ماؤها عذرُ
لقد حفلت سيرته العطرة بجليل الأفعال والصفات والمواقف، وكان المثالَ الأسمى لأخلاق ورثة الأنبياء، زهداً وتقوى وتسامحاً وجوداً وإصلاحاً بين الناس حتى أتاه اليقين.
وبهذه المناسبة فليسمح لي قرآء ومتابعي حلقات هذه الواحات الرمضانية أن أخصص هذه الواحة لهذه المناسبة وسأذكر تعريف بشخصية الراحل وقصائد رثته فقط !
الإمام مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي
نسبه
هُو أبو الحسنَيْن مجدالدين بن محمد بن منصور بن أحمد بن عبدالله بن يحيى بن الحسن بن يحيى بن عبدالله بن علي بن صلاح بن علي بن الحسين بن الإمام المؤتمن عزالدين بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد بن جبريل بن فقيه آل محمد المؤيد بن ترجمان الدين أحمد الملقب المهدي بن الأمير شمس الدين الداعي إلى الله يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الحسن بن المعتضد بالله عبدالله بن الإمام المنتصر لدين الله محمد بن الإمام القاسم المختار بن الإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن نجم آل الرسول القاسم الرسِّي بن إبراهيم بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الشبه بن الحسن الرضا بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب . عليه وعلى آبائه السلام .
مولده
كان مولده ــ أيده الله تعالى ــ يوم السبت السادس و العشرين من شهر شعبان، سنة اثنين و ثلاثين و ثلاثمائة و ألف من الهجرة النبوية الشريفة (26/8/1332 هـ) بهجرة برط من أرض اليمن السعيد.
والده ( هُوَ السيد العلامة محمد بن منصور المؤيدي ، كان رحمه الله على غاية من العلم و الزهد و الورع و التمسك بمذهب العترة الزكية، قرأ عليه ولده ــ أي سيدي مجدالدين ــ المقروءات الواسعة، و كان من أعيان أصحاب الإمام المهدي ــ جد سيدي مجدالدين لأمه ــ و الموالين له، توفي رحمة الله تعالى عليه في جمادى الأولى سنة ستين و ثلاثمائة و ألف (1360 هـ) بمدينة صعدة المحروسة.
أمه (ع) :
أمه هي الشريفة الطاهرة أمة الله بنت الإمام المهدي محمد بن القاسم بن محمد الحوثي الكاظمي الحسيني (ع) ،
صفاته الخَلقية و الخُلُقية :
طويل القامة إلى الاعتدال، أقرب بين النحافة و السمن، أقنى الأنف، أبلج الوجه، أزج العينين، تام اللحية مع خفة في العارضين، لا عاهة به أبداً، صحيح الأطراف، سليم الحواس، كان يعتريه مرض في أذنيه لا يخل بسمعه أبداً.
و هو أيده الله تعالى حسن الأخلاق، لين الجناب، لطيف الشمائل، متواضع، سهل الطبيعة، يعتريه بعض الغضب حين يسمع أو يرى أحداً يتعدى حدود الله، لا تأخذه في الله لومة لائم.
حالته الاقتصادية :
لم يكن مترفاً و لا مشغولاً بالرفاهية، فقد نشأ على الزهد و استمر عليه، لا فقيراً فقراً مدقعاً يزدريه الأراذل و لا ثرياًّ ثراءً مبطراً كمن نشاهده من أبناء الدنيا الذي همهم الأكل و الشرب و الراحة، يقنع من الزاد بما يقيم صلبه غير شره و لا نهم، لا يبالي بالزمان و لا يهمه اكتساب درهم و لا دينار.
ورعه و زهده :
ورع عفيف، لم يخالط الدولة و لم يقم بوظيفة قط سوى تدريس العلم و راتبه مشترط أن يكون من أموال المعارف الموقوف على العلماء و المتعلمين. لم يقم بقضية تتصل بالدولة إلا نافعاً أو شافعاً لضعيف ظُلِم.
تنقلاته وجهوده في نشر العلم :
كان الإمام (ع) في الستينات قد انتقل إلى نجران مع أسرته، وهنالك أحاط به طلاب العلم المتلهفون إلى سماع دروسه، فقام بدوره في نشر المعارف بعيداً عن وطنه، ثم انتقل إلى الطائف وهنالك أدى نفس الوظيفة، فما زال يَتَنَـقَّل بين نجران والطائف وجدة والرياض ومكة والمدينة وصنعاء وصعدة، وفي كل مكان يهطل على قلوب طلاب العلم كهطول الماء على الأكباد الظامئة. وهُوَ الآن في مُقيمٌ في صعدة عازمٌ على مواصلة نشر العلوم .
مشائخه
والده العلامة محمد بن منصور و السيد العلامة سيف الإسلام عبدالله بن الإمام الهادي الحسن بن يحيى المؤيدي و المولى السيد العلامة الحسن بن الحسين بن محمد الحوثي.
الآخذين عنه :
و من أبرز الآخذين عنه ــ أيده الله تعالى ــ السيد العلامة الولي إبراهيم بن علي الشهاري رحمه الله تعالى، و القاضي العلامة علي بن إسماعيل الحشحوش، و القاضي العلامة الحسين بن علي حابس، و السيد العلامة المفضال بدر الدين بن أمير الدين الحوثي، و أخواه الشهيد عبدالكريم و حميد الدين، و كذلك السيد العلامة بدر آل محمد الحسين بن يحيى بن الحسين الحوثي. و السيد العلامة الأوحد علي بن عبدالكريم الفضيل و السيد العلامة الهمام علم الإسلام قاسم بن صلاح عامر و أخوه عبدالرحمن و السيد العلامة حسن بن محمد الفيشي و الفقيه العلامة صلاح بن أحمد فليته. و غيرهم .
مؤلفاته (ع) :
1- لوامع الأنوار في جوامع العلوم و الآثار و تراجم أولي العلم و الأنظار .
2- مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد و ضالة الناشد وفيه مجموعة كتب .
3-التحف شرح الزلف . ( قصيدة ساق فيها ذكر أئمة أهل البيت ، ثمّ شَرَحَها )
4- كتاب الحج والعُمرَة .
5- عيون المختار من فنون الأشعار والآثار .
6- إيضاح الدّلالة في تحقيق أحكام العدالة .
7- الحُجج المُنيرَة على الأصول الخطيرة .
8- الرسالة الصادعة بالدليل في الرد على صحاب التبديع والتضليل .
9- وله رسائل أخرى .
أولاده : الحسين و الحسن و علي و إبراهيم و إسماعيل. و له من الأحفاد محمد و عبدالوهاب و عبدالله و أحمد و طــه و المؤيد و الحسن أبناء الحسن بن مجدالدين، و محمد و عبدالله و يحيى و علي و الحسن أبناء الحسين بن مجدالدين، و محمد بن علي بن مجدالدين، و محمد بن إبراهيم بن مجدالدين، و محمد بن إسماعيل بن مجدالدين، و أحمد و علي ابنا محمد بن الحسين بن مجدالدين بارك الله فيهم أجمعين.
هذا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين .
حديقة الشعر
سنضع اليوم مجموعة من القصائد التي جاءت في رثاء إمام العصر المولى مجد الدين المؤيدي وسنكتفي بها عوضاً عن عدة فقرات في واحة اليوم فالمعذرة من الجميع !!!!
للعلامة عبد الرحمن شايم
خطب أحال الدمع لوناً أحمرا *** وأثار وجداً في النفوس وحيرا
خطب ألم فكل خطب دونه *** ملأ القلوب تحزناً و تحسرا
خطب أثار النار في وسط الحشا *** و أتا بأمرٍ هوله عمّ الورا
فلِموت مولانا الإمام تصدعت *** شم الشوامخ من منيفات الذرا
و لِموت مولانا الإمام تنكست *** أعلام أهل الفضل مما قد جرا
و لموت مولانا أمير المؤمنــيــــــن السابق المفضال لم أذق الكرا
ولِموت مجد الدين حقاً أكسفت *** شمس الفضائل قد عراها ما عرا
من للعلوم يخوض في غمراتها *** ويبين الحق الصريح الأنورا
و يهد من شبه النواصب أسّها *** و يزيل ما صنع الشقى و عمّرا
و يشيد عمراناً لآل محـمـد *** و يقيم بالتدليل صرحاً نيرا
آهٍ لمجد الدين إن مماته *** ثلم لدين محمد لن يجبرا
آهٍ و ما آهٍ بـــنافعةٍ لـــنا *** أضحت رزيتنا أجلّ و أخطرا
رزءٌ على الإسلام هدّ مناره *** ورمى إلى قلب اليقين فدمرا
ما كنت أحسب أن يومك سابق *** بل كنت أرضى أن أموت فأقبرا
لو كنت تفدى كان نفسي فدية*** لأبي الحسين لكي يعيش و يعمرا
أو كان يشري عمره لشريته *** لكن قضاء الله طاف و بكرا
من ذاك بعدك للمشاكل إن عرت ***و غدت إلى الأقوام صاباً ممقرا
من ذا لطلاب الشريعة فيصلاً *** بالإجتهاد مفصلاً و مفسرا
من ذاك بعدك مرشداً و معلماً *** و لعلم أهل البيت صار مقررا
عجز النساء بأن يجئن بواحدٍ *** مثل الإمام نزاهةً و تطهرا
عجز الزمان بأن يجيء بمثله *** أبداً ولن تلق له مثلاً يرى
عَمِهَ الأولى لم يستبينوا فضله *** نفضوا من الأيدي وثيقات العرى
ضل الذي في بغضه متسرع *** ويل له مما جناه و زورا
آه لمصرع خير من وطئ الحصى*** في عصرنا و إمام من فوق الثرى
لكنه حُكْم المهيمن ربنا ***صبراً و إن كَبُر المصاب و دمرا
ياشيعة المولى الإمام تصبروا *** و لروحه فاتلوا الكتاب النيرا
وامشوا على نهج الإمام وهديه *** نهجاً لأهل البيت لن يتغيرا
و لكم بطــه المصطفى خير الأسى*** و المرتضى الكرار أعني حيدرا
و بجعفــر و بحمــزة و بفـــاطم *** و بولدها أعني شبير و شبرا
و بآل طــه كلهم أهل التقى *** حلوا اليفاع ففضلهم لن ينكرا
صلى عليهم ربهم خلاقهم*** مادامت الدنيا وما القاري قرا
وعلى الفقيد صلاته وسلامه *** وجزاه جنته و نهراً كوثرا
و جزا محبيه بخير جزائه*** و حباهم الله النعيم الأوفرا
للشاعر / حسن شرف المرتضى
ما بالُ أفراحِ قلبي اليوم تنتحبُ
عيْنا شرودي كمن بنباهةٍ تثبُ
لون الرجاء على آفاق سحنتها
يلوي العنان بريح الموت يختضبُ
فارحم غيوما ستحمل فأس آهتنا
واترك لقاحا بذاك الجسم يحتطبُ
تحكي المرايا رؤاها ,,يا لفجعتها
فالموت ليس له وجه ولا رتبُ
با ارض صعدة قد جاء المغيب كما
لا ح الممات على أسيادنا ذهبوا
هذا المغيب له دمع يفيض على
وجه الهموم وهذا الحزن ينسكبُ
كفّاه سافرة والبرق يجلدها
ودُعاه :با رب قد مسني العطبُ
جفني تمرّغ ,,والألباب باكية
(مجدٌ) توفّى ,, وهذا المجد ينتسبُ
والموت مكتبة ما فاتها أحد
وانشد الى (زلفٍ) تلقاه ما كتبوا
عيسى يعزي بكم طه وينشده
يا آل طه عليكم جاست النوبُ
للحزن أبجدة والموت يقضمها
و(المجد ) منها انقضى والياء يقتربُ
عنّي سأرويك ميما قبله حاء
والميم مؤتزرٌ والدال يحتجبُ
منذ الرحيل وصنعا مثلها نجد
تبكي لضحيان] ,, عمرانٌ بها نصبُ
أُرقت يا قلمي والحبر مدمعة
أغرقت ُ من ورقي بالشعر ما يجبُُ
فيم انا وجلٌ؟؟بي من تباريحي
قوم غلاظٌ علوا هم ههنا الكذبُ
قد عافَ ما كتبتْ أيديه سيدنا
من جوفها شهبٌ كالسهم تنتصبُ
ألوامعُ وهدى والنور مشكاة
ل كنهم في سقوف الغيّ قد لهبوا
كلّ الذي يسري للعين يخطفها
والظلم ديدنهم لدمائنا سغبُ
أواه يا قمري أوجست خيفتهم
ويلاه شمسا بهذا الصدر تلتهبُُ
يا زيد خذ من عزائي مجد حاضرنا
ماذا عسانا بغير القول نختطبُ؟؟
يا ارض هادينا خلف الضباب لكم
مرساة تلك السفينة ايها النجبُ
ناهزتُ حدّ السقامِ بحبّ منقذنا
يوما ( بكرعة)تهمي فيضها السحبُ
عساه وجه الضحى يأتي بمقدمه
ذاك الذي في سراديب العلى يهبُ
للشاعر حسن ابراهيم المؤيد (آل حوريه) من نجران
خطبٌ أثـار مشاعراً و شجونْ ***** خطبٌ دها قلبي وابكا لي عيونْ
خطبٌ عظيم دك اركـان الحشا ***** إنـا لخالقنـا وانـا راجعـونْ
لمـا علمت بان مولانـا رحل ***** هاضت قريحة خاطري المفتـون
فنظمـت ابياتي وصغت قصيدتي ***** متسرعاً مستعجلاً خوف الجنون
هذا امـام العصر راح بكـله ***** نجـم من الآل الكرام مصـون
هـذا بقيةُ آل بيـت المصطفى ***** خاض العلـوم بحكمةٍ و فنـون
من قـاد مذهبنا بخـير قيـادة ***** صدقاً و عدلاً بالتواضع و الليون
هـذا امام الفضل لب زمـانه ***** عجز الكلام بوصفـه والمدحون
زهـد وتقوى والـوراعة ذاته ***** بطلاً شجاعاً فعله هـد الحصون
رد النواصب حين جاؤوا بالشبه ***** بجوابـه عجزوا و ظلوا مبهتون
كـرم و جـود والمروءة اصله ***** جـمع العلوم بدرها المكنـون
هـذا بحار العلم عذب طعمه ***** من ذاقـه ماذاق هماً أوغبـون
عجز الرجال بـأن يقوموا مثله ***** صعـب عليهم إنهم لمقصرون
اسـم يليق بفعلـه وبشكـله ***** مجـد الهدى مـن خانه مهيون
مـن مثله قـد قام طول حياته ***** هل كان يوجد مثله يا جاهلون
مـن كان أرخاء الظلام سدوله ***** والناس من حول المكان سكون
يبكي و يدعـو ربـه بتضرع ***** غفران ذنب قد تسطر بـالمتون
هـذا ولـي الله نسل محمـد ***** العرب تعرف اصله والاعجمون
من كـان للطلاب خير معلم ***** مـن كان للأيتام كالأب الحنون
هـذا بحق خير من داس الثرى ***** في فقده زادت جروحي والطعون
قـد غاب عنا كي يلاقي جده ***** اعنـي النبي محمـد و المتقـون
يـارب فاحشرنا بزمرتهم وزد ***** في رفعنا دور الكرام الطاهـرون
وارحم امـام الحق واخلف ربنا ***** خير الخلافة إننا لك ضارعـون
ثـم الصلاة على النبي محمـد ***** ماطاف بالبيت العتيق مهللـون
والآل صـلى ربنا خلاقنـا ***** ماغرد القمري وصلى المسلمون
للشاعر : عبد السلام المتميز .
اللــهُ يا (صعدةُ الغراء) اللــهُ *** إذا أرتضى عاشقَ العَلْيا توفاهُ
اللــه - ياصعدةَ الهادي- اصطفاهُ وقد *** وافاهُ بالعملِ الأوفَى فوفّاه
الله يسمع نجوى سائليـــه فمن *** ناداه يطلبُ منه القُرب أدناه
اليومَ ياصعدة الثكلى قفي فزعاً *** فأيُ خطب كهذا الخطب نخشاه
توجعي والبسي ثوبَ السواد فقد *** دهاكِ ما لو أصاب النجم أطفاه
توجعي ماعليكِ اليوم من حَرجٍ *** إذا صرختِ بهذا الخطب (أوّاهُ)
فهل نعيبُ على الموجوع زفرته *** إنْ أظهرَتْ ألماً في القلب أخفاه
خَطبٌ أصَابكِ لو أن الجبال وعَتْ *** معناهُ لانْصدَعت من هوْلِ معناه
قالتْ " فكم من خُطُوبٍ قد أُصبتُ بها" *** فقلتُ: " ليس لهذا الخطبِ أشباهُ "
قالت "فما ذلك الخطبُ المريع ؟ ومن *** ذاك الذي عمّت له الأرجاءَ بلواه ؟ "
أجبتها ودموع الخلقِ تحملني : *** ذاك الذي ربُّــهُ بالعلم أعــــلاه
نور البصائر (مجد الدين ) سيدنا *** مَنْ سُطرتْ في كتاب المجد ِ ذكراه
مجدٌ لِملّتنا في اسمٍ وفي صفةٍ *** كأنما خالقُ الأسماءِ سمــــاه
قلب السفينة ،عين الحق ، قائدنا *** حِمَى الحقيقةِ، سِرُ الدينِ ، معناه
مذ كان يرضعُ نورَ العلم في صِغر *** وفي المعارف ربُ الناس ربَّــاه
كأنهُ هو والعَلْيا قد أقترنـــــا *** بموثق العهد يرعاها وترعاه
قد كان في حلقات الدرس فارسَها *** كعاشق شّب يهواها وتهواه
كأنما جدُهُ ( المختارُ) أرسل مِنْ *** أنواره قبساً أهداه إيــــاه
في هيبةٍ لكأن الله ألْبَســـهُ *** فيضَ المهابةِ بداءً حين سوّاه
ما أرفع الخُلُق السامي وأعذَبــه *** رّقت طبيعتهُ طابت سجاياه
تدافع الناس أموجاً تودّعُـــــــهُ *** وحوله هالةُ الأنوار تغشاه
تدافعوا يطلبون القربَ كلهُمُ *** كأنما الله ذاك اليوم أحياه
يُعظمون عظيماً عالماً علَمَا *** الله عـــظمه ، والله زكـــــاه
أليس ذلك من أحيا الكتاب ومن *** ذادتْ عنه السنة الغراء يُمناه
كأنني بكتاب اللهِ يندُبــــهُ *** فاضتْ لتسكبَ دمع الحزن عيناه
كأن والدهُ( الهادي الإمام) أتى *** يشارك الجمع إذ وافى مُصلاه
تلك الجموع تداعتْ نحو مسجده *** راحت تواسياه في ( مجدٍ) سُلبناه
كأن خمسةَ أرواحِ (الكِسا) حضرت *** يستقبلون حفيداً طاب ملقاه
فأَسمعوا أُذنَ التاريخ صرختهم *** ما أعظم الملا الأزكى وأبهاه
هنا الجموع على آلامها زحفت *** بصوت مجدٍ وتهليلِ عشقناه
هنا التوحدُ فالقرآنُ يجمعنا *** هنا الإخاء على التقوى بنيناه
لله ( مجد الهدى) ماكان أعظمه *** يلُمُ شملاً بلاُ الدهر أبلاه
كم جَمّــعَ الناس حياً حول رايتهِ *** واليومَ تجْمَعُ بين الناس ذكراه
مهلاً ( أبا الحسنين) اسمع مقالتنا *** وخّذ - فديتك - عن ذا العصرِ شكواه
وانقُلْ لجدكَ ( طه ) ما رأيت بنا *** من نائبات من رزءٍ أُصبنــــــاه
لكننا - رغم مانلقى- على ثقةٍ *** بأننا سوف نُحيي ما دفناه
فتلك تُربةُ (مجد الدين) قد سُقيتْ *** بِطيــبِــهِ ، طاب ساقيها ومسقاه
منها سنطلعُ رايات مظفرة *** فــــ(المجد) لا زال في الأرواح مأواه
منها سنطلع في علم ومعرفةٍ *** بالعلم نحيا كما قد كان أحياه
يا أمة المصطفى بالله فأتحدي *** لولا التوحد تاه الناس لولاه
يا أمة المصطفى بالعم عزتنا *** فالناس في غمرة التجهيل قد تاهوا
عزاءنا(آل مجد الدين) نرسله *** بوافر الحب والإخلاص سُقناه
نظمتُ فيه من التبجيل ماسمحت *** به قريحةُ قلب ظل يهواه
والشعر لا زال يرجو أن يوفّيه *** ما أعجز الشعر عن هذا وأعياه
وبالصلاة على (طه) وعترته *** وحَمْدِ خالقنا المولى ختمناه
وهذه قصيدة كتبها بذات المناسبة في حينه محرر الواحة ( علي الحضرمي ! )
أما تكفي بساحتنا المواجع **** لكي تلحق مواجعها الفواجع
أتدروا أي خطبٍ قد أتانا **** وأي مصيبـةٍ طرقت مسامع
رحيلُ إمامنا مجدُ الأماجد **** سليـلُ المجد نبراسُ المجامـع
إمـامٌ عـالمٌ ورعٌ تقيٌ **** ومصباحٌ لحـيرانٍ وضـائع
عظيمٌ طلق الدنيـا ثلاثاً **** وأعرض عن زخارِفها مقانِع
أفاد الخلق هديـاً وبياناً **** وكان لكل خيراتٍ مسارع
تنقل في ربا سهلٍ ووادٍ **** وفي حضرٍ و في جبلٍ ممـانع
أمجدُالدين يا علماً تعلَّى **** ورفرف عالياً فوق الصوامع
أمجدُالدين يا نوراً تجلَّى **** وأشرق في المساجد و الجوامع
أمجدُالدين يا بدراً تبدَّى **** وغطّى ضوءهُ أرضـين سابع
أمجدُالدين يامن عشت دهراً ** لأجل الحق والعـدل تدافـع
ألا يا مهجتي صبرٌ جميل ٌ **** ويا عينُ اسكبي سيل المدامـع
فما احترموا لشيبته وقاراً **** رموا سودان بنـيران المدافـع
أولئك مجرموا جيش الطغاةِ ** ومن قد أحدثوا كل الفضـائع
ولكن الزيود أبوا خضوعاً ** فكانت أرضهم أرضُ المصارع
أمجدُالدين يا نجماً لعصرٍ **** وأستـاذُ المشـائخ والمراجـع
ستبقى خالداً بخلود فكرٍ **** عظيمٍ في الذرى وبلا منـازع
ستبقى التحفةُ الغراءُ ذخراً ** ويبقى نهجنـا نهـجُ اللوامـع
صلاةٌ ثم تسليـمٌ دوامـاً **** على خير الورى والآل تابـع
وعشرينيةُالأبيات أرِّخ بزاهي ** سادس رمضنا إحسب وطالع
25 + 125 + 1091+71+116 = 1428 هجرية !!