كفوا أيديكم يا دعاة الحرب بقلم العلامة عصام العماد

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
خالد الصبري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 75
اشترك في: الاثنين يناير 23, 2006 12:17 am
مكان: اليمن
اتصال:

كفوا أيديكم يا دعاة الحرب بقلم العلامة عصام العماد

مشاركة بواسطة خالد الصبري »

بقلم العلامة عصام العماد
كفوا أيديكم يا دعاة الحرب


ليس إعلان وقف الحرب الخامسة بين الدولة وبين أهل صعدة شأناً عادياً بل إعلان وقف الحرب , هو قيمة إنسانية كبرى تكتسب أهميتها من النصوص الإسلامية العديدة في القرآن التي تؤكد على أهمية السلم والسلام والتي تحث على احترامها للانسان وتنهى عن الحرب إلا في حالات نادرة . وكثيرة هي الأسباب التي تدخل كعوامل أساسية في إعلان وقف الحرب الخامسة , ولكن نحن لا يهمنا البحث عن أسباب وقوف الحرب بل لا بد لنا أن نبحث عن الطرق والسبل التي لا تقودنا الى حربٍ سادسة أخرى .
ليس هنالك احدٌ ينكر بأن مشهد الحروب المتكررة - بكل ويلاتها و مآسيها منذ الحرب الاولى في مران إلى الحرب الخامسة الآخيرة - لم تنفع إلا خصوم الشعب اليمني الذين يريدون كل الشر والدمار لليمن . ولعل المسبب الأساسي في تلك الحروب كلّها هم نمط من الناس يقودهم التعصّب إلى غزو الآخر وإلغاء خصوصيته ومكانته فهم يخيرون الآخر بين الموت أو التخلي عن كلَّ ما عنده من فكر ٍ وعقيدة . والقرآن الكريم يرفض ذلك المنطق الذي يلغي الآخر ويضع مبداً ربانياً يحدد العلاقة مع الآخر المخالف لنا في العقيدة ( وجعلنا كم شعوباً وقبائل لتعارفوا ) ( سورة الحجرات )
هذا المبدأ القرآني يقرر أن الاختلاف بين الناس لا يصح أن يقود الناس إلى الإفساد في الأرض وسفك الدماء حيث يجعل القرآن مبداً ربانياً يحدد العلاقة بين المختلفين أطلق عليه القرآن مبدأ ( التعارف ) ويعني هذا المبدأ الاعتراف بالآخر ولو كنت مختلفاً معه
وهذا لا يعني بأن القرآن يريد أن يقرر بأن الجميع على الحق بل العكس يرى القرآن بأن الحق واحد لا يتعدد وما عداه ليس إلا الضلال ولكن القرآن يؤسس علاقة التعارف بين المختلفين ويرفض القران إعلان الحرب مع المخالف لنا في المعتقد ويدعو إلي بناء علاقة سوية وسليمة مع المخالف لنا في المعتقد أسماها علاقة (التعارف ) .. والقرآن يرفض التقاتل والتحارب بين المختلفين في العقيدة لأن الأساس هو تعارف اصحاب العقائد المختلفة .
ومن هنا فالذين يعلنون الحرب على شمال اليمن من أهل صعده أو أهل حرف سفيان أو على منطقة بني حشيش أو يعلنون الحرب على جنوب اليمن من أهل الضالع وعدن وحضرموت ... إنما هم من الذين قال في شأنهم الملائكة ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) ( سورة البقرة : 30) . وإذا أردنا أن نضع سلم أولويات العمل بعد وقوف الحرب الخامسة , فإن على الرئيس علي عبدالله صالح أن يطلق كل الذين سجنوا بسبب الحرب الخامسة وما قبلها من الحروب . كما أن عليه أن يطلق كل المساجين من أبناء المحافظات الجنوبية . فقد إمتلأت السجون اليمنية من الذين سجنوا بدون أي ذنب وأعتقد أن من يمتلك الجرأة على إيقاف الحرب يهون عليه أن يعلن تفريغ السجون من المظلومين من أبناء الشمال و أبناء الجنوب . إن وقوف الحرب وإطلاق المساجين هو في صالح الرئيس علي عبدالله صالح ... والسبيل الوحيد لحل أزمة صعدة و أزمة الجنوب . هو الحوار بوصفه الوسيلة الوحيدة ,وقد أعجبني الرئيس علي عبدالله صالح حينما صرّح بضرورة الحوار بين المتحاربين ... و أسال الله أن يجنب اليمن من شر دعاة الحروب .

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“