القصة من البداية كما أوردتها صحيفة النداء الأسبوع الماضي مع تعديل بعض المعلومات الغير دقيقة :
«لؤي» 23 عاماً في الساعة الـ 10 صباحاً رنَّ تلفونه المحمول. «نزار» أخوه الأكبر منه على الجهة الأخرى يطلب منه بتلعثم: «اذهب إلى البيت للضرورة». كان لؤي يعدَّ نفسه للامتحان بعد ساعتين. لم يتأخر في الإسراع إلى أخيه.
لم يقصد نزار 30 عاماً الإيقاع بأخيه. لقد تلقى وعوداً من الأفراد، بإطلاقه بعد ساعتين، عندما وصل لؤي إلى الموقع المحدد تفاجأ بمحاصرة الأمن، الذين ما إن رأوه حتى أخلوا سبيل نزار وجردوا لؤي تلفونه وقبضوا عليه.
صرخ نزار بلهجة عطف ترجّى فيها الأمن قائلاً: «أخي تعبان عنده فيروس الكبد لا تتعبوه». لحظتها، انطلقوا مبتهجين بصيد الصباح الطري.
لم يتسن للؤي الطالب في المستوى الثاني كلية الشريعة والقانون، إنهاء الاختبارات الجامعية، فقد غيَّبة الاعتقال عن حصور امتحان 3 مقرارات دراسية.
فزعُ لؤي وخوفه من التهديدات، كانت تشتد يوماً بعد آخر؛ قبل شهرين بدأت تصرفاته تتغير، تقول والدته: «لا ندري ما الذي جرى له كانت صورته مش طبيعية وحركاته». تضاعفت حالة الرهبة عنده، فمنذ بدأت الأجهزة الأمنية باعتقالات مقربين من لؤي وأصدقاء له، بدأ لؤي يأخذ حذره. كان يصطحب أخته «ندى» أو أحد إخوانه لمرافقته عند خروجه إلى أي مكان. تقول ندى: «كان في تهديدات في التلفون وكانوا (الأمن) مراقبين للبيت دائماً لكن لؤي ما كانش يكلم ماما عشان ما تخافش». والدته رضيه أبو طالب، قلقت من تصرفاته فسألته قبل اعتقاله بأيام وقبل زيارتها لأسرتها المقيمة في الممكلة العربية السعودية قائلة: «ليش يا ابني جوالك محول على طول... أحد بيهددك بتخاف من شيء؟» إلا أنه ظل كتوماً وامتنع عن البوح.
لؤي، الناشط الحقوقي والسياسي في حزب الحق وابن الصحفي الكبير عبدالوهاب المؤيد، يعاني من التهاب مزمن في الكبد منذ عام 2005. إذ اكتشفت الأسرة المرض عن طريق «جهاد الحتاملة» الطبيب الاردني، صاحب مركز الطب الصيني الطبيعي في عمان. من يومها يتابع الحتاملة الحالة. لؤي ملزم بإجراء فحوصات دورية «كل4 أشهر». وعند آخر تحليل وصف الدكتور حالته بالحرجة مؤكداً «سوء حالته وحاجته إلى العلاج والراحة السريرية وعدم ممارسة أي جهد جسدي».
منزل لؤي ليس بعيداً عن مكان اعتقاله، فهو يسكن في منزل بشارع الحرية بجانب وزارة التخطيط مع أسرته المكونة من 9 أشخاص: والدته و8 أخوة.
<<<
بعد ساعتين توقعت الأسرة الإفراج عن ابنها، حسب العهد الذي قطعه نزار مع مسؤول حملة الاعتقال، مساء اتصل شخص -أمني- من هاتف لؤي وطلب من أسرته إحضار الدواء وجهازه «اللبتوب» إلى شارع 45 باعتبار أنهم سيفرجوا عنه صباح اليوم الثاني.
زيد 45 عاماً -الأخ الاكبر للؤي- تولى المهمة فذهب إلى المكان المتفق عليه. قابله شخص، خرج من أحد الازقة، وسلمه «الدواء واللابتوب وقارورة عسل وفلوس»، قالت والدة لؤي متشككة من حصوله عليها، تنبأ الأخ الأكبر إطلاق أخيه الا أن ذلك لم يحدث.
مصير لؤي وحالته الصحية مجهولان، فأسرته لم تزوده سوى بعلاج «لمدة أسبوع». فيما حالة فيروس الكبد لديه نشطة، وفقاً لتقرير طبي أرسله -من عمَّان- الطبيب المتابع لحالة لؤي.
والدته رضيه، حالتها متأزمة تماماً فهي غاضبة على نفسها لأنها لم تجب على آخر اتصال أجراه لها بعد أسبوع من اعتقاله. عندما كانت تؤدي «عُمرة» في مكة. سأل عليها شقيقه مضر 13 سنة، عندما أجاب على تلفونها: «فين ماما؟ بلِّغها إني بخير.. لا تقلق عليَّا». يومها لم يتح لمضر أكثر من استجوابه عن مكانه، لكن لؤي لم يخبره بالحقيقة إذ أوهمه بأنه خرج وأنه «عند إخوته».
<<<
عرف لؤي بهدوئه ورزانته عند أسرته. وقد عمل لفترة بسيطة مديراً تنفيذياً لموقع «يمن حرّ».
تبدو والدته مكروبة على ولدها، فهي تهم حالته الصحية أكثر من نفسها. وتعتب كثيراً على الدولة ومسؤوليها فتقول: «كرَّموا عبدالوهاب- أبو لؤي- على كتابة موسوعة الصحافة اليمنية بقلمين والآن كرَّموه بعد موته باعتقال ابنه وإخفائه».
لكنها تتمنى أن يكرم في الذكرى الثالثة لوفاته والتي ستصادف غداً بإطلاق سراح ابنها، «وهذا أقل تقدير يمكن للدولة أن تمنحه للأسرة»، قالتها باكية.
تذكر الأم جيداً كل أصدقائه وأحبائه الذين اعتقلوا خلال هذين الشهرين الفائتين وتعدد بعضهم متحسرة: «أخذوهم واحد بعد واحد: خالد الشريف، معين المتوكل، ياسر الوزير، طه اسماعيل حمران، مصطفى الضحياني، عبدالحميد حجر، أمين الخزان، عبدالرحمن أبو طالب، عبدالله المؤيد».
لؤي المؤيد، هو أحد أبناء مديرية ضحيان محافظة صعدة. تناشد أسرة لؤي رئيس الجمهورية التوجيه إلى الأجهزة الأمنية بالإفراج عن ابنها، منوِّهةً إلى أن عبدالوهاب المؤيد كان أحد المناضلين الذين خدموا الوطن مدى حياتهم، هو والد لؤي المعتقل منذ ما يزيد على شهر ونصف. منتظرين من الرئيس الخير وإطلاق سراح الابن اليتيم. 3 أطقم من أفراد الأمن المركزي مدججين بالأسلحة كانت مطوقة على سيارته مشتبهة بأنها تابعة للؤي.
خبر الاعتقال من موقع صحيفة الأمة :
اختطاف العلامة المؤيد ,و حزب الحق يدين استمرار السلطة اعتقال أبناء المذهب الزيدي والهاشميين في اليمن
الخميس , 3 يوليو 2008 م
الأمة نت / خاص
علمت الأمة نت بأن العلامة / عبد الله حسين المؤيد ( 59) عاما قد اختطف بالعاصمة صنعاءوالذي اتخذها مقرا لإقامته قبل نشوب حرب صعدة
وكان أحد أعضاء لجنة الوساطة ومن مؤسسي حزب الحق والمؤيد من ابرز المعارضين للحرب , وفي وقت سابق أقدمت الأجهزة الأمينة على اعتقال الأستاذ/ لؤي عبد الوهاب المؤيد المدير التنفيذي لموقع يمن حر وقد أصدر حزب الحق بلاغا أدان فيها استمرار عمليات الاعتقال التي تطال الناشطين الزيديين والهاشميين , وطالب بالإفراج الفوري عنهم وعن معتقلي الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية القابعين في سجون الأمن السياسي والأمن القومي , ودعا الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى إدانة هذه الأعمال المنافية للدستور والقانون وإعلان التضامن معهم.
http://newomma.net/index.php?action=showNews&id=785