بسم الله ،
2- الزواج يحقق مصالح مشتركة للطرفين الرئيسيين وقد أقول حتى مصالح متساوية ، أذا وبالتالي يجب أن يكون الطرفان حريصان على اتمامه والعمل على نجاحه بدافع تحقيق المصلحة الذاتية وأيضا وفي حال توفر الأخلاق الدينية الكريمة ، تحقيق رضى المولى سبحانه
فلا يحق لطرف هنا اذا عقلا ومنطقا أن يتكبر على الطرف الآخر بوضع شروط تعجيزية أو بعرقلة سلاسة مراحل اتمام الزواج أو تعقيدها بعد اتمامه لان هذا يضر بشكل أساسي بمصالحه هو نفسه.
3- تساوي المصالح يوجب بالتالي تساوي الفرص وحق الأختيار... نعم وان كان البعض سيستغرب لكن يجب التحرك لوضع نقطة على السطر لمرحلة كون البنت هي الطرف المحكوم عليه بالأنتظار السلبي "لما يجي النصيب" ومن ثم التعلق بحبال أول طارق خوفا من أن يفوت قطار الزواج ، وياويلها اذا ما سقطت عن هذا القطار بالطلاق أو الترمل فان كان لها حسن طاغ أو مال يطمع فيه والا فيا ليتها كانت القاضية ، ستعود لبيت الوالد أو ربما أحد الاخوان ان كان فيهم خير "مهمشة" ان لم تكن مهانه
هذا وللعلم انني لست مبتدعا بقولي هذا أوليست أمنا خديجة سلام الله عليها عرضت نفسها على النبي (ص وآله) ، لما وجدت فيه صفات الرجل الصالح ، الذي سيصون كرامتها
او لم ننتبه في تلاوتنا لكتاب الله توصية أبنه نبي الله شعيب عليه السلام باستئجار القوي الأمين وعدم تفويت فرصة مكسب شخص كهذا وضمه للعائلة
أولم يخبرنا القرآن الكريم عن قصة الصحابية التي عرضت نفسها على النبي ، وبالرغم من كونه (ص وآله) لم يقبل عرضها الا أنها مارست حقها الانساني في الاختيار ونرى كيف ساعدها النبي في تحقيق غرضها بالاحصان ورشح لها الشخص الذي رأى أنه مناسب لها !
نعم الزمان غير الزمان والنيات غير النيات ، لكن هذا مشروع ثقافة يجب نشرها بل وغرسها في جذور مجتمعاتنا لتلافي تفاقم المآسي التي لا يكاد يخلى منها كل بيت هاشمي خاصة!
4- لم نستعرض المصالح المتعلقة بالاطراف الجانبية والتي أذكر بعضها للتمثيل لا الحصر:
بالنسبة للأهل من كلا الطرفين ، المساهمة في استقرار وسعادة الأبناء (بنين وبنات) والذي يعتبر التتويج الحقيقي لجميع مراحل التعهد بالرعا ية و التربية السابقة
زيادة مستوى التأثير الاجتماعي في البيئة المشتركة في حال كون الزواج من ذات البيئة أو الاستفادة من العلاقات الأجتماعية والامتيازات المتاحة في بيئات اجتماعية أخرى في حال كون الزواج تعدى حدود بيئة كل من الزوجين الأصلية
بالنسبة للبيئة المحيطة ، ضمان الاستقرار الاجتماعي في البيئة والذي تكون نتيجتة زيادة ايجابية وانتاجية المجتمع
اذا وكما توصلنا في السابق لذات النتيجة يتحتم على الأهل والمجتمع السعي لتسهيل مسألة الزواج في محيطهم وعدم وضع أي عراقيل وشكليات من شأنها تعطيل هذا الزواج في حال توفر شروط نجاحه ، نتيجة لطمع أو تكبر أو تعنت ... الخ
كما ومع التأكيد على أن لكل حاله ظروفها والتي يجب أن تستوفى بالدراسة والتمحيص من قبل كافة الأطراف المتعرضة للمصلحة أو المصالح المترتبة على هذا الزواج وبالتالي سيكون عليها ان تتحمل واجباتها أمامه ، لكن لا يجب الاستسلام لتعميمات دخيلة تفرض نفسها كمسألة عدم تزويج الشباب قبل الانتهاء من المرحلة الجامعية مثلا (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج) أو عدم القبول بتاتا بالآخر اذا كان من مستوى اجتماعي أدنى (اذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) .... وأعود للتأكيد أنه ليس هنالك من تعميم في هاتين المسألتين ويجب احترام فردية وخصوصية كل حالة ، لكن مع وضع الحديثين السابقين في الاعتبار
- أيضا يجب أن نبعث الحياة في المقولة الرائعة "أخطب لبنتك ولا تخطب لابنك" وطبعا هناك أساليب عديده ، غير مهينه ولا منقصة للأعتبار خاصة في حال الأخذ بعين الأعتبار أختيار الشخص الكريم ذا الأصل والدين والخلق.
هذه الآن مجموعة الأفكار المبعثرة التي اردت طرحها من رأسي وجمعها في هذه المساحة للنقاش على أمل أن تحظى بانتباه أكبر عدد من الأخوة الأعضاء وانشاء الله أنها تتبلور وتكون باذن الله لبنة أساس لتطوير ثقافة جديدة تحسن من وضع المقبلين على الزواج في مجتمعنا وخاصة السيدات .
خاطركم

الهم اجمع أمة نبيك على الحق والف بينهم وأجعل سطوتهم على عدوك وعدوهم ، وادخلنا جميعا في رحمتك ياأرحم الراحمين آمين اللهم آمين