جــاهــد يـــا ولـــدي ... سيــرةُ خالــدة

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
الحوراء
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 760
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 4:29 pm

جــاهــد يـــا ولـــدي ... سيــرةُ خالــدة

مشاركة بواسطة الحوراء »

السلام عليكم جميعاً و رحمة الله و بركاته ...،

لا يخفى على أحد ما يجري على أرض الواقع في يمننا الحبيب و قلبه الجريح "صعده" ..،
و كلما ينظر المرء إلى حقيقة الحياة، يجدها حقاً تافهة. إذ إن كل امرء ٍ فيها محاسب على نفسه و ذاته، و لو تأملنا أكثر في كينونة أنفسنا لوجدنا كلام الحق يتجلى فينا تماماً،

أولاً : ( كل نفس بما كسبت رهينة ) و ثانياً : ( كل نفس ذائقة الموت ) صدق الله العظيم .

هاتين الآتين تحددان بكل إيجاز حدود المرء و تصوراته في هذه الحياة الدنيا ..

ما أريد أيصاله هو الآتي :

مهما يكن مصابنا في هذه الحياة .. مهما كان و مهما صعب و مهما آلمنا .. فأمامنا أمران :

أن نصبر و نتكل على الله و نفهم و نتيقن حق اليقين أن كل الدنيا بمن "فيها" زائل و العاقبة كلها كلها في الآخرة، و هنا يجب أن لا نهون و لا نضعف و سحقاً و الويل و جهنم في إنتظار كل طاغية أبكانا يوماً ، سلبنا ، ظلمنا ، قتلنا .. أسرنا أو حتى أذانا في عرض أو شرف أو أهاننا و هو في غطرسته و غروره و جبروته قد نسي حقيقة كونه إنسان .. مجرد إنسان لا حول له و لا قوة ، و إنما الأماني و الغرور و تلك الأيام يداولها الله بين الناس .

و الأمر الآخر : لا بأس في اسبال الدمع فهو يريحنا و لا بأس في الذكرى، و لا تنس أبداً أن المصاب و الفتنة مادامت لم تقتلك فهي تجعلك أقوى و أقوى من أي شيء في الوجود فأنت حينها لا ترى إلا الله نصب عينيك و لا تكون في الوجود إلا جسداً و روحك تنازع كي تنتقل لجواره سبحانه فتشكو اليه ما هو أعلم به منها.. و يصبرك الله لسويعات أو أقل حتى يقتص لك في زمن غير مقاس ولا تحس أنت بطول ثوانيه و أنت عنده . . و إذا لم تمت فأنت تعيش و لم يعد فوق الأرض من المخلوقات ما يجعلك بمثقال ذرة تهابه و لن يبقى بين جنبيك إلا إخلاص تام و فداء تام و العاقبة لله .


و الآن لنقرأ معاً هذه الأسطر :



و بعد أن طافوا بالرؤوس على أسنة الرماح في نواحي العراق و بلاد الشام رحل وفد بلاد الشام يحمل الراس الشريف نحو المدينة لينصبه على قبر الرسول _صلى الله عليه و آله و سلم_ ..

و كأن السلالة الأموية تردد :

هذا بذاك و لست أنسـى عتبة ** و لا الوليد و لا اخراجك الحكم
هذا بذاك و لست أنسى عصبة ً قتلوا بأحد ٍ ** و بيوم بدر لنا فيكم عدوا و قاتلا


و أقبل وفد الشام برأس يحيى بن زيد بن الحسين _عليهم صلوات الله و سلامه_ يطوي شوارع المدينة .. حاملين هدية الشام .. إلى من سكن بالمدينة .. ليتكرر نفس المشهد الذي رآه أهل المدينة قبل زمن .. يوم أن وصل موكب الشام برأس أبيه الإمام زيد بن علي _عليهم صلوات الله و سلامه _ .

هدايــا ما رأينا مثلها في القرى ...

كلا و لا حتى في البوادي ...

أي قلب قد حوت تلك الضلوع ؟؟ .. و بأي إسلام تنادي ..؟؟؟؟

أي حقد قد تضاهى و تعالى و أحال الرحمة ناراً ..؟؟

أنتم الحقد .. أنتم وصمة عار في جبين الدهر تبقى ..

ماذا جنت بنت الكرام حتى يُــحطم قلبها بوليدها ؟!

أما في قتلكم إياه ما يطفي نار الحقد في أحشائكم ؟!

أما في صَلبكم إياه .. ما يشفي الغليل .. و يوهن الحقد البغيض ؟!

آه ٍ لحقد ٍ صاغه الأوغاد فعلاً و مقالاً في المساجد و النوادي ..


****

و طُرق الباب ..

وما إن فـُتح حتى ألقى الرسول إلى وسط الدار شيئاً ما ملفوفاً في خرقة و هو يقول :

هذه هدية لكم يا أهل زيد بن علي ، ثم انصرف.

و تتقدم الأم المسكينة نحوه لتكشف القماش و ترى ما فيه ..

فأفصح القماش عن رأس الحبيب الغائب الذي طااااال انتظاره ..

إنه رأس يحيى بن زيد ..

شهقت الأم شقهة ً كادت روحها أن تخرج .. و أستحيا الدمع أن يسيل على خدها فتجمد ..

من لك يا بنت عبد الله ؟

فالزوج قد صلب ..

و هذا رأس وحيدك .. و حبيب قلبك .. و فلذة كبدك .

لك الله .. يا بنت عبد الله ..


و أنطلق لسان الأم لينطق بكلمة الإباء الممتزجة بالحزن و الدموع ليخلدها التأريخ :

(((( شرتدموه عني طويلا ً .. و أهديتموه إلي َّ قتيلاً .. فصلوات الله عليه و على آبائه )))).



***


سلام الله عليك .. يحيى بن زيد الشهيد بن الشهيد بن الشهيد بن الشهيد ..،،

_____________________________________


هذا كان الحال طوال الزمن .. و لا تجزعي يا أم الشهيد يا أم المعتقل و يا أم الأسير .. لا تجزعي ..

لك الله ما حييت و ابتسمي فهاهناك في العُلا مثوى الرجال و فلذات الأكباد ولا ضيــر عليهم ..،
اللهم ارحم موتانا و موتى المؤمنين والمؤمنات...و كتب الله أجر الصابرين و المجاهدين ،،
صورة
صورة

سعي الآخرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 188
اشترك في: الثلاثاء إبريل 29, 2008 8:51 pm

مشاركة بواسطة سعي الآخرة »

بسم الله الرحمان الرحيم

شكر الله لكم

كان ذلك تاريخ التجاذب بين الحق و الباطل. نسأل الله الثبات عند اللقاء ، فكم من فصيح و كم من متحمس حين جد الجد غلبت عليه الدنيا و طرحته نفسه. نسأل الله لنا و لكم و لكل المخلصين الثبات على عهد الرحمان و العون على القيام بأمره.

دمتم برعاية الرحمان

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“