اخي الرئيس في صعدة تقولون مالا تفعلون

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
نفس حر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 39
اشترك في: الاثنين أغسطس 02, 2004 1:18 am

اخي الرئيس في صعدة تقولون مالا تفعلون

مشاركة بواسطة نفس حر »

الرئيس.. في صعدة.. تقولون ما لا تفعلون!


18/8/2004 عبد الفتاح الحكيمي

يتساءل الناس لماذا فشلت لجنة الوساطة في مساعيها بين الرئيس علي عبدالله صالح وبين العلامة حسين بدر الدين الحوثي؟.. والأصل ان نسأل لماذا لجأت السلطة بدءاً إلى خيار المواجهة العسكرية.. عندها سوف ندرك ان الطرف الذي بدأ الحرب هو الذي قضى على الوساطة واعتبرها مجرد مظلة لكسب الوقت وتلميع صورة النظام أمام الآخرين في الداخل والخارج. ويمكن تمييز حقيقة ان الرئيس قد خضع في موضوع الوساطة لإرادة القيادة العسكرية من أقاربه، وفي مقدمتهم علي محسن الاحمر الذي وضع على عاتقه ضمانات شخصية لنجاح خطة اجتياح مران والرزامات وآل شافعة ونشور وغيرها خلال 72 ساعة. هزيمة الجنرالات وبعد مرور 62 يوماً على تلك الاحداث التي يصادف اندلاعها مثل هذا اليوم بتاريخ 18/ يونيو الماضي لم يسألوا أنفسهم أو يحاسبونها عن جريمة الزج بالقوات المسلحة والأمن في محرقة قادها الجنرالات وخسر فيها من ابناء صعدة والجنود والوطن كله.. فالاخلاق طارئة على السياسة في اليمن، وأقصى ما يمكن لهواة القتل والتعذيب أن يسألوه في هذه المحرقة، هو لماذا هُزمنا وكأنهم يخوضون معركة شرف وليس ممارسة الخراب على حساب الوطن وابنائه. لا الرئيس اقتنع بالوساطة والوسطاء بدءاً من لجنة أحزاب اللقاء المشترك في 26 يونيو 2004م ثم العلماء يوم 3 يوليو 2004م ولا الجنرالات الذين ركبوا رؤوسهم للقضاء على آخر وساطة (الخامسة) بين أطراف النزاع يوم 2004/8/4م. فالمرجح ان خيوط المشكلة خرجت من يد الرئيس بعد أن تعلقت النتائج بما يعتبره الجنرالات هزيمة للجيش اليمني على يد شخص ومجموعة من اتباعه، ولم يتبق من خيار سوى تصفية العلامة المجدد حسين بدرالدين الحوثي دموياً أو إلقاء القبض عليه ذليلاً خانعاً بين أيدي العسكر الذين ارادوا الثأر منه لهزيمتهم. خيار التصفية! وضعت خطة السلطة قبل بدء المواجهات في 18 يونيو الماضي على رأسها اختطاف الزعيم الديني، لتيار الشباب المؤمن وتسليمه حياً لرئيس الجمهورية، وبعد 62 يوماً تقضي الخطة الجديدة بتصفيته والانتقام من الرجل لسمعة القادة العسكريين. وبعد أن كانت التهمة الموجهة إلى الحوثي هي الاعداد للخروج على الحاكم والانتقاص من شرعيته تطورت لائحة الاتهام إلى هزيمة السلطة واركانها في معركة أختاروا هم بأنفسهم زمانها ومكانها وطريقة الانتحار فيها. مؤامرة على الوساطة كان نجاح الوساطة الاخيرة يعني أكثر من هزيمة من منظور العسكر.. الاولى، انهم لم يفوا بالوعود التي قطعوها للرئيس بالحسم الخاطف والسريع، والثانية، انهم ينسفون مبررات الحملة العسكرية على العلامة حسين الحوثي باسم القضاء على التمرد والخروج على الشرعية. اما الهزيمة الثالثة في حساب الجنرالات فهي فيما لو لم يسلم الرجل نفسه للسلطة. رأى العسكر ان نجاح الوساطة سيكون في النهاية على حسابهم، وربما فطنوا بطريقتهم الخاصة لوجود صفقة ما قد تدور من خلف ظهورهم بين الرئيس وكبار اعضاء لجنة الوساطة. وقد لوحظ من قراءة وتحليل محاضر اللجنة المصغرة ولقائها بالحوثي انه عندما ابدى الرجل مرونة كبيرة في تذليل مهمة الوسطاء والتهيئة لاستقبالهم في أعلى قمة بجبال مرَّان امطر الجنرالات مواقع الحوثي بالصواريخ (كان ملحوظاً من لدينا بسماع اطلاق نار مكثف بالاسلحة الثقيلة).. (هاجمت مران ثلاث طائرات مروحية حربية وكنا نراها من حيدان -وبذلك التصرف احبطت مساعي اللجنة(1). والغرض من ذلك دفع الرجل الى التراجع عن قبول الوساطة وعرقلتها بأي ثمن. وتعتبر صحيفة الصحوة من أوائل صحف المشترك التي كشفت عن نوايا الطرف المتضرر من الوساطة والسعي إلى احباطها عندما ذكرت الاسبوع الماضي (وقال المصدر للصحوة أن الحديث عن دور اللجنة بعد التدخل العسكري حديث عن الماضي ولا جدوى منه(2). من المسؤول؟ ولا نعلم من هو الشخص الذي تحكم بمجريات الوساطة إلى هذا المنزلق هل هو القائد الميداني الاخ (علي محسن الاحمر) أم هو تنسيق مواقف بين الرئيس علي عبدالله صالح وأخيه نفسه أم أن المسألة قد تتطور بين الاثنين إلى تراشق بالاتهامات في المستقبل القريب هروباً من المسؤولية عن حجم الضحايا والخراب. وأكثر ما تخشاه السلطة هو ان الحوثي واتباعه مثل أي جماعة عقائدية فكرية يستطيعون إعادة تنظيم أنفسهم بوجود زعيم الجماعة أو في ظل غيابه عن الساحة تحت أي ظرف، أكان بالقبض عليه أو تمكنهم من قتله (لا سمح الله) أو في حال تمكنه من التسلل، إلى مكان ما، وهي أمور لا تقل في دلالتها عن دلالة الصمود الطويل للشباب المؤمن في وجه الزاحفين أكثر من شهرين. جريمة الحكم عندما طلب العلامة حسين الحوثي تحكيم لجنة الوساطة الأخيرة في النظر بأسباب اندلاع المواجهات من بدايتها ادركت السلطة ان ذلك في غير صالحها لأكثر من سبب، أولاً: ان السلطة بقبولها لذلك تتخلى طوعاً عن ادعاءاتها ومزاعمها الاعلامية بوجود تمرد على النظام قاده الحوثي واتباعه.. وثانياً: إن قبول السلطة بالتحكيم سوف يكشف لاعضاء اللجنة انها هي التي افتعلت تنظيم الحملة العسكرية وذلك بمحاولة اختطافه الفاشلة يوم 18 يونيو 2004م عندما أصطدمت 3 أطقم عسكرية من قوات الأمن فجأة بمجموعة من مهربي السلاح على ظن منها انهم من اتباع الحوثي(3). عدا ان السلطة تتفادى قدر الامكان تعريض نفسها للمساءلة الجنائية أمام أي نظام قادم عن الضحايا الذين سقطوا بين صفوف الجيش والمواطنين وخسارة الممتلكات والدمار الذي طال مديريات حيدان وضحيان في معركة ما كان لها أن تندلع منذ البداية. والوجه الآخر للوساطة الذي ارادته السلطة ان يعترف الشيخ حسين الحوثي جزافاً بمسؤوليته عن الكارثة ونتائجها لتسقط السلطة الحاكمة عن نفسها المسؤولية التاريخية عن الجريمة. غير انه في حال كُتبت الشهادة للعلامة المجدد حسين الحوثي في المواجهات التي لا تزال مشتعلة فإن السلطة لا تستطيع ضمان إخفاء ادلة الاثبات الاخرى ضدها ولا إخفاء أدوات الجريمة، فالتداعيات الظالمة للكارثة تجاوزت ثنائية (الرئيس والحوثي) إلى آلاف العائلات التي فقدت ذويها وممتلكاتها وكذلك القبائل التي دخلت ثأراتها خط المواجهة مع السلطة ومع بعضها البعض بفعل توظيف قائد الحملة العسكرية لقبيلته في المعركة(4). هروب السلطة أغلق الرئيس ابواب المساعي الحميدة في وجه الوسطاء الذين اكتفوا بتقديم تقرير مكتوب لسيادته بتاريخ 2004/8/8م وكأنهم ذهبوا في رحلة استجمام صيفية خرافية ولم يكونوا شهوداً امام الله والناس على مأساة آلاف الابرياء من الارامل والايتام والمعوقين والمشردين من بيوتهم وآلاف القتلى من ابناء صعدة والجنود الذين قضوا بسبب نزوة السلطة وشهوة التسلط. ومن باب براءة الذمة وقول الله تعالى (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه) (ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون) لذلك فإن التاريخ سوف يسجل على لجنة الوساطة تواطؤها مع الحاكم في تبرير الكارثة اذا لم يسارع اعضاء اللجنة إلى بيان الحقائق للناس وتحديد الطرف المتعدي.. اما إذا كان تعهدهم للرئيس بعدم إصدار بيان أو تصريح أكبر من مراعاة عهد الله في قول الحق وفضح الباطل وأهله، فإن الله كفيل بهؤلاء وهؤلاء. وإذا كانت واقعة نطح بقرة لبقرة أخرى قبل 14 عاماً في اليمن أدت إلى اشعال الثأرات بين قبيلتين حتى اليوم، فما بالنا عندما تتجاوز الكارثة نطح الرؤؤس إلى قتل النفوس. والسلطة التي لا تريد الاعتراف بحقيقة المعارك الطاحنة في صعدة حتى هذه اللحظة تنسى حكم الله في تحريم قتل النفس البريئة (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً). ثم انتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم اسارى تفادوهم وهو محرم عليكم اخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون (البقرة 85). يستوي عند الله في الخزي المؤمن والكافر، وما بنو اسرائيل في القرآن الكريم إلا مثال للبغي والعدوان والتعدي على حدود الله وقتل النفوس البريئة، والعبرة بعموم اللفظ كما جاء عن الرسول الكريم.. أما مداراة السلطة باسم طاعة أولي الأمر، فلا طاعة في معصية الله.. والله أحق أن تخشوه. هوامش: (1) صحفة «الشورى» 2004/8/11 العدد (495) من محضر لجنة الوساطة ص5. (2) صحيفة «الصحوة» 2004/8/12 العدد (436) ص(4-1). (3) صحفة «الشورى» 2004/8/4 العدد (494) ص8. مقالة (عبدالفتاح الحكيمي). (4) صحيفة «الوحدوي» العدد (621) ص1.

هـمـتـي هـمـة المـلـوك ونفسـي
. . . . نفـس حـر تـرى المهـانــة كـفـرا

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“