تصبحون على مذبحة

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
نفس حر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 39
اشترك في: الاثنين أغسطس 02, 2004 1:18 am

تصبحون على مذبحة

مشاركة بواسطة نفس حر »

تصبحون على مذبحة!!


18/8/2004 المراقب السياسي

أعلنت السلطة وعلى لسان رئيس الاركان انتهاء العمليات العسكرية في صعدة قبل حوالى اسبوعين وفي سبيل التأكيد احضرت مراسلي القنوات الفضائية ومصوريها للتصوير وبدا في الصورة الجيش مسيطرا على تباب وجبال فيها حفر وكهوف وقالوا انها مواقع المتمرد الحوثي وهكذا انتهى مشهد الحرب اعلامياً.. في المشهد المقابل استمرت اعمال الحرب كما هي بل ان مصادر تؤكد انها اشد ..... تصريح لنائب رئيس الاركان قال انه ماتزال هناك جيوب الجيوب تبدو ميدانياً كثيرة الى درجة ان الشهداء الذين يسقطون تتوالى انباء جنازاتهم من مختلف القرى اليمنية الى جانب مايشاهد في مقبرة الشهداء بصنعاء.. (والجيوب) هي مشكلة كبيرة في حروبنا الاستنزافية. والتي توحي ان المعارك واسعة وكبيرة.. وكان بيان صادرعن ابناء مران اكد المخاوف من انتشار الطاعون والوباء نتيجة وجود الجثث في مناطق القتال لفترة طويلة ويزداد الوضع مأساوية حين تعلم ان العدمية وحدها هي التي تحكم الموقف برمته في صعدة العجيب ان الأستعداء ضد الشيعة والزيدية والأسماعيلية وآل البيت بلغ اشده الا ان العواطف والمصالح هي التي حكمت رد الفعل اليمني وكأنهم أدمنوا مشاهد القتل والحروب والدمار الى درجة اللامبالاة بصعده وانتظار المزيد والمزيد دون وازع من نخوه او ضمير بانتظار الأنتقام الألهي او المحاسبة العالمية.. قد يشجع هذا الكلام تجار الحروب لانهم متغافلون عن عناية الله متناسين أن الدم (يحيط). فبينما قامت السلطة بحسم الموقف اعلامياً في رسالة موجهة للخارج تتعلق بقدرتها علي حسم التمرد من أجل عملية الاستثمار!! تجد ان الواقع محكوم بالحس العسكري مهما كلف من خسائر خاصة بعد احراق لجنة الوساطة وعدم اعلانها اي بيان عن نتائج ماقامت به ولو من باب (لاتكتموا الشهادة) او وازع من ضمير.. وخلال اسبوعين ماتزال المعارك تدور على اشدها في وضع انساني كارثي بمعنى الكلمة.. حصار شهرين وقصف متواصل واسلحة ثقيلة وفتاكه بما فيها الطيران والصواريخ ضد مواطنين وجدوا انفسهم بين ليلة وضحاها قبل أن يستنفد القانون أو يحضر لآلامهم مُحاربين ومتهمين بالتمرد ومحاطين بمجاميع جاهزة للنهب ومخاوف من شتى صنوف الانتهاك ومعرضين للموت والاذلال مما جعلهم يستميتون في القتال دفاعاً عما يعتقدونه واتقاء لموت ذليل كما يقولون.. خاصة وان الحرب تظافرت معها فتاوى التكفير الرسمية ومن مشائخ الجهاد، والأدهى والأمر أنه بعد شهرين، ووساطات، ووضع مأساوي عقد لقاء لما سمي وجهاء صعده خصص لأعادة أحياء الخطاب التكفيري والطائفي وحشر الرسول (ص) والسنة في الحرب الرسمية داخلياً.. وصلت الى حد المطالبة بأبادتهم جميعاً وكأنهم جراد - دعك من الحديث عن الدين والنخوة والضمير. هنا أنت أمام حالة لم يتم توصيفها في قاموس تدوين حضارة البشر. لم يعد هناك مجال للسؤال عن حكمة السلطة ولا فرصة للبحث عن عقل رشيد في السلطة والمعارضة.. فالواضح ان ثمة تواطؤاً من ذلك النوع الذي لايهتم بالدماء والارواح والحياة أياً كان منبعه لا فرق النتيجة إبادة.. فقط السؤال: اين تلك المزاعم للمنظمات الانسانية والحقوقية الدولية منها خصوصاً؟؟..هل ثمة تواطؤً اقليميا ودولياً من النجف الى صعده. الشيء الثاني الملفت للنظر هو التعتيم الإعلامي على احداث صعده فوجهة النظر الرسمية هي التي روج لها وحكم على الطرف الثاني بموجبها، رغم تناقضاتها لكن ارواح الناس والحالة الانسانية والقتل والدمار لماذا يغيب أعلامياً؟ وكأن مايحدث قضاء وقدر ويمر الامر كأنه حادث سير. دعك من الامانة.. دعك من الترهيب والترغيب الرسمي.. اين المهنية وكيف يستساغ ان حرب شهرين وحصار وتدمير قرى بلا خسائر ولا ضحايا؟ هولاء البشر حتى بفتاوى الكفر الرسمية والسلفية والتخوين ألا يستحقون حتى توثيق موتهم؟ اذاً حتى عندما تمسون على تحريض وتصبحون على مذبحة فلنحرص على تماسك وطني ووحدة وطنية ومواطنة متساوية ونـظام أساسه الدستور والقانون.

أعلى
هـمـتـي هـمـة المـلـوك ونفسـي
. . . . نفـس حـر تـرى المهـانــة كـفـرا

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“