خليط تاريخي، مذهبي، قبلي، أميركي، إيراني وسعودي في «اليمن ال

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
نبض عدن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 24
اشترك في: السبت سبتمبر 17, 2005 4:13 pm
مكان: بلاد الله

خليط تاريخي، مذهبي، قبلي، أميركي، إيراني وسعودي في «اليمن ال

مشاركة بواسطة نبض عدن »

خليط تاريخي، مذهبي، قبلي، أميركي، إيراني وسعودي في «اليمن السعيد»


المنسيّون في جبال صعدة لمصلحـة مـن استئصـال الحوثييـن؟!









وسام متى



في الوقت الذي نجحت فيه جهود قطر في حل الأزمة السياسية في لبنان عبر رعايتها مؤتمر الحوار الوطني في الدوحة، يبدو أن وساطتها في اليمن تعثرت مع تجدد الاشتباكات بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين، لتتواصل بذلك الحرب الضارية التي اندلعت بين الطرفين في العام ,2004 والتي بدأت تخرج عن نطاقها الجغرافي في محافظة صعدة الشمالية إلى مناطق أخرى، بعدما توعّد زعيم المتمردين عبد الملك بدر الدين الحوثي بنقل الصراع إلى كافة المحافظات اليمنية.
ويمكن النظر إلى الصراع في صعدة على أنه نتاج لوضع بالغ التعقيد، يتخطى مسألة الشعار الذي يرفعه الحوثيون ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، والذي شكل الذريعة الأساسية لاندلاع الحرب الأولى، حيث يمكن وضعه في إطار تتداخل فيه السياسة بالنزاعات المذهبية والقبلية، وتتشابك فيه المطامح الداخلية بالمصالح الخارجية، ويجعل من ظاهرة «الحوثية» أقرب إلى شبح يحوم فوق شمال اليمن، حيث يختلف المحللون في تحديد جذورها وامتداداتها، في ظل تعتيم إعلامي فرضته السلطة منذ بدء المواجهات.
ويرى البعض أنّ أوّل ظهور لتيار الحوثيين كان في أواسط الثمانينات عندما أسس الشيخ صلاح أحمد فليته عام 1986 ما عرف حينها بـ«اتحاد الشباب المؤمن»، ويقال أنّ أعضاء هذا التيار كانوا يدرسون الثورة الإيرانية على يد محمد بدر الدين الحوثي، الذي يعتبر الأب الروحي للتيار.
الشعار الذي أغضب السلطة
لكن منذ أواسط التسعينات ارتبط اسم الحوثيين بحسين بدر الدين الحوثي، الذي انضم بعد الوحدة بين الشمال والجنوب إلى «حزب الحق» الزيدي وانتخب ورفيقه عبد الله الرزامي في البرلمان عام ,1993 لكنهما عادا وانشقا عن الحزب نتيجة لخلافات داخل الزيدية بين تيار تقليدي، مثله الشيخ مجد الدين المؤيدي، والتيار التجديدي الذي شكل منتدى «الشباب المؤمن» إطاراً له.
وأحجم الحوثي عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية في العام ,1997 مفضّلا مغادرة البلاد إلى السودان حيث نال الماجستير في علوم القرآن من جامعة الخرطوم، ليعود بعد سنتين إلى اليمن، مطلقاً ما يعرف بـ«حركة الشعار» لتمييز أتباعه عن «الشباب المؤمن».
وفيما كان التوجه داخل الحركة على النشاط التثقيفي، كان الحوثي مولعاً بالعمل الحركي، فأطلق شعاره الشهير «الله أكبر... الموت لأميركا... الموت لإسرائيل... اللعنة على اليهود... النصر للإسلام»، وذلك كرمز سياسي، مستلهماً سلسلة من التغيرات في المنطقة لاسيما انتصار المقاومة في جنوب لبنان واندلاع الانتفاضة الثانية في فلسطين.
ويرى عبد الملك الحوثي، الذي يقود المواجهات حالياً في صعدة بعد مقتل شقيقه حسين في أيلول عام ,2004 أنّ الشعار، الذي أطلق للمرة الأولى في أعقاب استشهاد الطفل الفلسطيني محمّد الدرة، «أقل ما يمكن القيام به في مواجهة الهجمة الأميركية ـ الصليبية، المتمثلة بأميركا وإسرائيل، على العالم الإسلامي». وعليه بدأ حسين الحوثي تنظيم رحلات لأتباعه إلى المساجد الكبرى في اليمن، خصوصاً الجامع الكبير في صنعاء، من دون سلاح حيث كانوا يرددون الشعار أثناء الخطبتين وبعد الصلاة.
ويبدو أنّ الشعار تسبب بإحراج كبير للسلطات في صنعاء، بعدما وصلت أصداؤه إلى العالم عندما نقلت إحدى الفضائيات صلاة الجمعة في جامع صنعاء الكبير ردّد خلالها الحوثيون الشعار، فيما لمس الرئيس اليمني علي عبد الله صالح هذا الإحراج بنفسه، خلال إحدى زياراته إلى مسجد الإمام الهادي التاريخي في صعدة، حيث أراد أن يلقي كلمة فقوطع من المصلين بترداد الشعار فغضب وغادر المكان.
وفيما نقلت السفارة الأميركية في صنعاء احتجاجاً رسمياً للحكومة اليمنية على الشعار، عبثاً حاولت السلطات مواجهة مطلقيه، حيث اعتقلت المئات منهم وأرغمتهم على توقيع تعهدات بعدم ترداده. ورغم ذلك انتقل الشعار من مجرّد الهتاف في المساجد، إلى الجدران والكراسات المدرسية، وحتى الأكياس البلاستيكية.
وسط هذا الجو المتوتر، اتهمت الأوساط الرسمية حسين الحوثي بـ«محاولة الانقلاب على الحكم» و«حمل راية حزب الله» و«السعي إلى عودة نظام الإمام» وحتى «ادعاء النبوة»، لكنها سعت، رغم ذلك، إلى مفاوضته، ومع فشل ست محاولات لإقناعه بالنزول من معقله في الجبال والعودة إلى صنعاء، اغتنمت السلطة الفرصة ولجأت إلى الخيار العسكري فاندلع القتال، الذي خلف ما يزيد عن عشرة آلاف قتيل وجريح بين الطرفين، فضلاً عن الخسائر المادية التي فاقت الـ114 مليار ريال.
جذور الصراع وأبعاده
لكن ثمة من يعتقد أنّ الحرب تتخطى قضية الشعار، وفي هذا الإطار، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء عبد الله الفقيه لـ«السفير» إن «جذور الأزمة تعود إلى العام ,1962 حين قامت ثورة في شمال اليمن أطاحت بالهاشميين (الزيديين) الذين حكموا البلاد قرابة 11 قرناً»، مشيراً إلى أنّ البلاد شهدت في أعقاب الثورة حرباً أهلية دامت ست سنوات بين الملكيين الهاشميين، المدعومين من السعودية، والجمهوريين، المدعومين من مصر الناصرية، انتهت بمصالحة واتفاق على تقاسم السلطة مع المحافظة على النظام الجمهوري.
ويوضح الفقيه أنّ «الفئات الجمهورية التي هيمنت على السلطة، ومعظمها أيضا من الزيدية القبلية، ظلت تشعر بالقلق من احتمال عودة الهاشميين إلى الحكم، فيما ظل الهاشميون يشعرون بالقلق من الاستهداف الذي يمكن أن يطمس ثقافتهم ويضعف المذهب الزيدي الذي ترتكز عليه شرعيتهم في طلب السلطة».
وفي الواقع، فإنّ الزيديين تعرّضوا مع انتصار الجمهوريين لضربة قوية، مع سعي السلطة الجديدة إلى إضعاف مواقعهم، رغم أنّ العديد من المسؤولين، وبينهم الرئيس الحالي، ينتمون إلى هذا المذهب، حتى أنّ بعض علماء الزيدية تخوفوا من «الانقراض» في ظل انتشار التيار الوهابي حتى في معقلهم الرئيسي في المناطق الشمالية المحاذية للحدود مع السعودية.
هذه المخاوف تزايدت مع تحقق الوحدة في العام ,1990 حيث فقد الزيديون الغالبية الديموغرافية لمصلحة السنة، الذين يشكلون غالبية سكان اليمن الجنوبي. فبعدما كانوا يشكلون قبل الوحدة 45 في المئة من سكان اليمن الشمالي أصبحوا يشكلون اليوم نسبة لا تزيد عن ربع الشعب اليمني، وباتت الزيدية أشبه بمجموعة من الجزر الصغيرة في محيط من السنّة.
هنا سعت الحكومة إلى تصحيح الخطأ التاريخي بأن قررت دعم التيار الزيدي لكن العلاقات مع الحوثيين سرعان ما تدهورت مع حرب العام ,1994 حيث نشأ تقارب بين «الانفصاليين» الاشتراكيين وبدر الدين الحوثي، على أساس تقاطع سياسي ومذهبي، انتهى بفرار الأخير إلى لبنان فإيران، لكنه عاد بوساطة قبلية في العام .1997
وفيما يضع النائب يحيى بدر الدين الحوثي استهداف الحوثيين في إطار انتمائهم للزيدية، يشير الفقيه إلى أنّه يمكن النظر إلى الصراع على أنه «حرب داخل المذهب الواحد، بين الزيدية القبلية التي تهيمن على السلطة من جهة، والهاشميين وأنصارهم من القبائل من جهة أخرى»، واصفاً إياه بأنه «سياسي بحت».
في المقابل، يضع منسق «تيار المستقلين الجنوبيين» في أوروبا محمد النعماني الحرب في إطار «الضغوط الأميركية ضد جماعات الشيعة في المنطقة»، لكنه أوضح لـ«السفير» أنّ الحوثيين «بعيدون عن الشيعة الاثني عشرية خلافاً لما تروّج له أوساط السلطة»، مشيراً إلى أنّهم «يدافعون عن أنفسهم ووجودهم».
وفي إطار حملة التشكيك التي تمارسها بعض أوساط السلطة ضدهم، يقول وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية الشيخ يحيى النجار أنّه «من خلال متابعة هذه الجماعة منذ صيف عام 2004 وحتى اليوم، واستنادا إلى أدبياتهم ... يظهر أنهم اعتنقوا المذهب الشيعي الإثني عشري الصفوي».
أما بالنسبة لأهمية المذهب الزيدي في الصراع، فيرى الفقيه أنّها «تنبع من المبادئ المتعلقة بالسلطة، وبشكل خاص مبدأ الإمامة في البطنين، أي في أحفاد الحسن والحسين، أمّا الشعار، فهو تعبير رمزي يتم توظيفه ليعني: الموت لحلفاء أميركا في اليمن، أي النظام القائم»، لكنه يؤكد في المقابل أنّ «السلطة تستخدم تهمة سعي الحوثيين لإعادة حكم الإمامة كأسلوب دعائي، والحقيقة أنّ الصراع عندما بدأ لم يكن أكثر من صراع إرادات معززة بالمخاوف لدى كل طرف»، موضحاً «صحيح أن للحوثيين مطالب سياسية، وإن لم يتم التعبير عنها صراحة، لكن ليس إلى هذا الحد، فنظام الإمامة تجاوزه الزمن».
هذا الأمر يؤكده النعماني الذي وصف هذه الاتهامات بـ«الباطلة»، مشدداً على أنّها «استخدام إعلامي للتأثير على الرأي العام». وأوضح أنّ الحكومة اليمنية «تتعامل مع الصراع في إطار طائفي، وتحاول خلق حال من التوتر والفوضى وعدم الاستقرار للحصول على المساعدات الأميركية في إطار الحرب على الإرهاب، والتغطية على التصفيات التي يقوم بها النظام ضد معارضيه».
لكن من الواضح أنّ الحوثيين يشككون في شرعية النظام، وهذا ما أظهره الاحتقان الذي أعقب الفتوى الشهيرة التي أطلقها عدد من علماء الزيدية، وبعضهم من «حزب الحق»، بمراجعة شرط أن يكون الحاكم من البطنين، وقد اعتبرها بدر الدين الحوثي باطلة ومنحرفة عن أصول المذهب، في وقت تحدثت العديد من الصحف اليمنية عن خطط، يحرمها الزيديون، لتوريث السلطة للابن الأكبر للرئيس وقائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبد الله صالح، الذي يقود حالياً معارك «القوات الخاصة» في صعدة.
أزمة النظام وتشابك المصالح
أفرزت التطورات التي شهدها اليمن والمنطقة والعالم منذ أوائل التسعينات، بدءاً بالوحدة وحرب الخليج الأولى مروراً بحرب العام 1994 وصولاً إلى هجمات 11 أيلول في الولايات المتحدة، خريطة جديدة من التحالفات الداخلية بالنسبة لحزب «المؤتمر الشعبي» الحاكم، وفرضت على النظام واقعاً جديداً.
فقد قام تحالف مؤقت بين الشريكين البارزين علي عبد الله صالح، في قيادة الدولة والجيش، ورئيس مجلس النواب الراحل الشيخ عبد الله الأحمر على رأس القبيلة و«حزب الإصلاح» الديني. هذا التحالف، الذي أضعف الجماعات الدينية الزيدية، لم يدم طويلاً، حيث خرج «الإصلاح» من السلطة في انتخابات العام ,1997 من دون أن يعني ذلك تقوية الزيديين، حيث ظلت محافظة صعدة مهمشة، فقد حصد الحزب الحاكم غالبية المقاعد فيها من دون تحالفات، ما وفر أرضية خصبة لتعزيز «حركة الشعار»، فيما شعر «الشباب المؤمن» بنوع من الإجحاف بعدما اعتبر أنّ «حزب المؤتمر» استغله لضرب خصمين في آن معاً: «حزب الحق» ذو التوجهات الملكية، و«التجمع الإصلاحي» الذي يقترب بفكره من «الإخوان المسلمين».
ويشير النعماني إلى أنّ الرئيس اليمني «استخدم مراكز القوة القبلية في حرب صعدة، وفيما كان تأثير ذلك مهماً في البداية، إلا أنه تراجع في الفترة الأخيرة، والدليل فشل الوساطات التي كان يقوم بها زعماء القبائل، خصوصاً أنّ من أبرز نتائج هذه الحرب هو القضاء على الانتماء والإرث القبليين».
والواقع أنّ السلطة حاولت في البداية تحييد القبائل في المعركة، بالرغم من أهمية دور القبيلة في الاستقرار السياسي والتوازن بين مراكز القوى، لكن إدخالها لاحقاً أدى إلى فتح صراع بين أهم قبائل الشمال، حاشد وبكيل.
أمّا على المستوى الإقليمي، فقد سعى النظام اليمني إلى احتواء نتائج موقفه الداعم للرئيس العراقي الراحل صدام حسين خلال غزو الكويت، والذي تسبب بتعكير علاقاته مع السعودية ودول الجوار، ليخسر بذلك مليارات الدولارات من الدعم الخليجي السنوي. وبعدما فقد رهانه على صدام، سعى صالح إلى التقارب مع الرياض، كان من أبرز نتائجه اتفاقية ترسيم الحدود التي تنازلت فيها صنعاء عن مئة ألف كيلومتر مربع للسعودية.
وفي هذا الإطار، يؤكد النعماني أنّ «للسعودية دورا كبيرا في تمويل النظام اليمني لحسم الحرب في صعدة، والحد من المد الزيدي إلى المناطق المحاذية لحدودها الجنوبية، إضافة إلى سعيها لنشر الفكر الوهابي داخل المجتمع اليمني».
من جهة ثانية، وضع استهداف المدمرة الأميركية «كول» في خليج عدن، ومن ثم ناقلة النفط الفرنسية «ليمبرغ» في المياه اليمنية، صنعاء في موقف حرج، حيث برزت اتهامات للسلطة بالتواطؤ مع تنظيم «القاعدة»، خصوصاً بعدما ضمت «قائمة الإرهاب» الأميركية شخصيات مقربة من النظام كالشيخ الوهابي عبد المجيد الزنداني، الذي كان عضواً في مجلس الرئاسة، إضافة إلى الأخ غير الشقيق للرئيس، علي محسن الأحمر، الذي قالت مجلة «جينز» أنّه قام بـ«تجنيد الجهاديين» في معسكراته الخاصة.
ويؤكد النعماني أنّ «تنظيم القاعدة ناشط بقوة في اليمن، وهو متغلغل حتى على مستوى أجهزة السلطة، خصوصاً مع احتضان اليمن الأفغان العرب في نهاية السبعينات». ويشير إلى أنّ النظام يسعى إلى استخدام ورقة صعدة، للظهور بصورة المتعاون في «الحرب على الإرهاب».
في المقابل يؤكد الفقيه أنّ «صنعاء تبدي درجة عالية من التعاون مع الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، أما تسليم المطلوبين، فتحكمه النصوص الدستورية التي تمنع تسليم اليمني إلى دولة أجنبــية. ولا يستطيع النظام تجاوز هذا النــص الدسـتوري».
وبحسب «جينز» فإنّ آلاف الجهاديين يشاركون القوات الحكومية، بينهم عناصر في تنظيم «جيش عدن أبين»، في حرب صعدة، استناداً إلى فتوى أصدرها رجل الدين المتطرف محمد إسماعيل العمراني تضمنت «إعلان الجهاد ضد جماعة الشباب المؤمن» واعتباره «جهاداً ضد الزنادقة الشيعة».
وللتغطية على حملتها العسكرية، تتهم صنعاء إيران بالتورط في النزاع، في حين يحذر بعض المقربين من السلطة من أنّ التقسيمات العرقية داخل المجتمع اليمني وتبعثر المجموعات الزيدية تمهّد الطريق لطهران لاختراقها. وتردّد أنّ وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي عرض على السلطات الإيرانية، بعد مقتل حسين الحوثي، وثائق توضح الجهات والمجموعات الخارجية التي كانت على صلة بالتمرد، رغم أنّ الحكومة اليمنية تؤكد أنّ الدعم الإيراني ليس بالضرورة مرتبطاً مباشرة بحكومة طهران.
وحول الدور الإيراني في الصراع، يوضح النعماني أنّ «هناك تداخلاً للقوى الإقليمية والدولية في الحرب، ولكن بشكل غير مكشوف».
وحتى الآن لم يخرج الدعم الإيراني للحوثيين عن إطار خطابات الدعم من قبل بعض المرجعيات في قم، فيما طالب متظاهرون من أتباع الحوثي كانوا مجتمعين أمام السفارة اليمنية في طهران بطرد السفير اليمني وتغيير اسم الشارع الذي تقع فيه السفارة إلى اسم الحوثي.
لكن استناداً إلى الخريطة الجيو ـ سياسية في المنطقة، تبدو الزيدية كمذهب شيعي، في حال من العزلة عن المجموعات الشيعية الأخرى في المنطقة، خلافاً لسنة اليمن الذين هم على تواصل مع جوارهم، حسبما يشير الباحث الفرنسي فرانسوا تويال في كتابه «الشيعة في العالم».
وفيما تتواصل الاشتباكات مع الحوثيين، يتوقع النعماني استمرار الحرب في صعدة «لأنّ السعودية لا تريد للوساطة القطرية أن تنجح في أي مكان في العالم العربي».
في المقابل يرى الفقيه أنّه «ليس لأي طرف إقليمي أو دولي مصلحة في استمرار الحرب في صعدة، لأنّ ذلك يهدّد الدولة اليمنية بالانهيار كما حدث في الصومال، وتطوّر الأمور إلى هذا الحد لا يخدم أي طرف»، موضحاً أنّ «جميع المؤشرات تدل على أن كافة الدول المجاورة، وإيران والولايات المتحدة، تؤيد الحل السلمي، لكن هذه المواقف قد تتغير في أي لحظة تبعاً للتطورات الدولية والإقليمية».
هكذا يمكن القول أنّ الأزمة في صعدة نتاج لتركة الماضي الثقيلة وتعقيدات الحاضر المتشعبة. ووسط الهدنة الهشة التي شهدتها المنطقة في حزيران الماضي، يبدو أن حرباً جديدة تلوح في الأفق، تهدّد بلاد «اليمن السعيد».


http://www.assafir.com/WeeklyArticle...85%d8%aa%d9%89

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“