نقل من المقال الرائع من موقع المنبر الاخباري
تقرير خاص : التدخل السعودي في قضية صعدة
الأربعاء 14-05-2008 04:06 صباحا
المنبر نت - تقارير
محمد عبد السلام
منذ انطلاق الشرارة الأولى في حرب مران عام 2007م والى انطلاق
الخامسة في محافظة صعدة هذه الأيام والمملكة السعودية على تدخل
هام ومحوري في القضية ويبرز التدخل السعودي في قضية صعدة على
كل المحاور السياسية والعسكرية والمادية واللوجستية وغير ذلك
..
القراءات: 522
التعليقات: 0
المشاركات: 145
التسجيل: الإثنين 18-06-2007
مراسلة موقع
ففي الحرب الأولى كان للسعودية موقفا صريحاً حيث أدانت التمرد حسب زعمها، ودعت
إلى إنهائه وقدمت دعماً عسكرياً من قواعدها في مدينة (جازان) الحدودية حيث
جبال مران مطلة عليها وتواترت الأخبار عن وجود شعار السعودية الرسمي (سيفين
ونخلة) في بقايا الصواريخ التي كانت تقذف على منطقة مران خلال الحرب الأولى .
كما أنها استقبلت التعزيزات التي كانت تصل إلى المنطقة في تلك الأيام وساندتهم
بالتغذية وأساليب التنقل داخل الحدود السعودية إلى الجبال المطلة الممتدة من
رازح والى مران .
وبعد انتهاء الحرب كان لها دوراً بارزاً في كثير من الأمور السياسية وحتى
الدينية حيث اعتمدت بناء مساجد وتزويد خطباء ومرشدين من الطائفة السلفية في
منطقة مران وأعلن دعمها آنذاك بما يسمى ( إعمار مران) بما يزيد عن مائة مليون
ريال سعودي .
وخلال الحربين الثانية والثالثة لم تكن السعودية بعيدة عما يجري في الساحة
فكان لها أدواراً تبرز أحياناً وتخفى أحياناً أخرى، تتمثل في تعاون تربوي
قدمته السعودية حيث اعتمدت عشرات المدرسين السعوديين إلى صعدة كمحاولة لتثقيف
المجتمع حسبما تراه مصلحة البلدين كما تزعم، و وزع هؤلاء المدرسين على معظم
المديريات في صعدة والمحافظة وبرواتب مغرية وصلت إلى (25.000) ريال سعودي أي
بما يعادل (1.250.000) ريال يمني .
تطور هذا الأداء التثقيفي الإرشادي إلى اعتماد السعودية رواتب لخطباء المساجد
في خولان مديرية ساقين وحيدان وعبر القيادة الشمالية الغربية بقيادة / علي
محسن الأحمر، كما حدثت نقلة نوعية في هذا الجانب حيث قدمت السعودية دعماً
كبيراً تجاوز المعتاد بمراحل لمركزها في دماج المركز السلفي المعروف بصعدة،
وحاول خطبائها ورموزها في بقية المناطق بصعدة استدعاء الناس وحتى النساء إلى
الدراسة الدينية في مركز دماج .
وفي الحرب الرابعة كان لها تدخل ربما هو الأبرز من نوعه مادياً وعسكرياً
وسياسياً وحتى على المستوى الغذائي، فساندت السلطة في الحرب عندما اُعلن عن
مشروع اجتثاث الحوثيين إلى الأبد، وإجراء حرب شاملة تستأصلهم فكان للسعودية
دور إعلامي مساند، وكذلك دور مادي بارز حيث تكفلت بميزانية الحرب كاملة وبرزت
السيارات السعودية خلال الحرب بوضوح .
وفي نفس الوقت قدمت السعودية دعماً غذائياً للقوات المسلحة اليمنية كان يقدم
في وجبة جاهزة مجمده كجبن وخبز وبرتقالة أوعصير وتمور مختوم عليها العلم
الرسمي السعودي .
وبرز تدخلها المساند عسكرياً في فتح مطاراتها للطائرات الميج والمروحيات وكذلك
الجيش الذي دخل إلى منطقة (رازح) من خلال الأراضي السعودية حيث كان الجيش
محاصر هناك في ذلك الوقت .
وأطلقت من قواعدها العسكرية وخاصة( قاعدة الخميس) صواريخ صوب منطقة نقعة ورازح
أيضاً.
كما أنها قامت بالضغط على المشائخ الذين يستلمون رواتب منها بمساندة القوات
المسلحة وأرفدتهم بحوافز مغرية .
وعندما لم تفلح الحرب الرابعة في صعده للقضاء على الحوثيين بكل الوسائل وأصبح
دورها مكشوفاً أو بالأصح رهان فاشل عمدت إلى الصمت خلال الأيام الأخيرة من
الحرب .
ببروز دولة قطر في القضية ومساهمتها في إيقاف الحرب الرابعة عبر توسطها وتوقيع
الطرفين على اتفاق موقع منهما، وتحدث الشعب اليمني عن دور دولة قطر بمساعيها
الحميدة لوقف نزيف الدماء اليمنية، زاد ذلك من حنق الدولة السعودية التي لا
تبارك أولاً أي اتفاق قد يوصل اليمن إلى استقرار داخلي، كما تستاء كثيراً من
تدخل قطر لما بينهما من عداء تاريخي متأصل .
عند ذلك عمدت السعودية وبدورها الخطير ولما لها من نفوذ في السلطة اليمنية
الحاكمة والقبيلة عبر المشائخ والقيادة الشمالية الغربية حيث كل مشائخ اليمن
وحكامها وقادتها العسكريين والقبليين من الرئيس وحتى اصغر شيخ في اليمن
يستلمون رواتب شهرية من قبل الجهاز المسمى(اللجنة الخاصة) بمجلس الوزراء
المعنية بهذه الأمور وهذا شيء واضح لا احد ينكره.
رأت السعودية أن تدخل قطر كان له قبولاً لدى الطرفين –رغم تعنت الطرف الحكومي
في البداية – زاد من حنق وكراهية الدور القطري حيث وشعبيتها بدأت تتزايد في
الشارع اليمني .
فحاولت الحكومة السعودية وعبر نفوذها في الداخل تعكير الاتفاق من أول وهلة،
وتحت مسميات كثيرة جداً وتعنتات من قبل القيادة العسكرية التي رفضت الإفراج عن
السجناء، والنزول من الجبال والقرى الآهلة بالسكان، وكانت تختلق في كل وقت
أعذاراً لمحاولة عرقلة الاتفاق .
ولولا حرص القطريين الوسطاء ومتابعتهم لتلاشى الاتفاق ووقف إطلاق النار من أول
وهلة ، إلا أن السعودية وعبر عملائها في الداخل اليمني استطاعت وبنفس طويل
عرقلة الاتفاق وتمييعه وضياعه، حيث كان مشائخ صعدة يعلنون الرفض الدائم
للتهدئة وبحجج لا تنتهي .
كما أن صحف الموالين للسعودية في اليمن كانوا يعارضون دائما الاتفاق المبرم
بين الطرفين الحكومي والحوثي بكل الوسائل، فمرة بأنه مهين، وأخرى بأنه يسقط
هيبة الدولة، الخ،،،أخيرا اتهموا قطر بأنها تقوم بدور مشبوه وقاموا بتخوينها
والتحريض على اتفاقها ومطالبتها بإيقاف وساطتها، ولم تكتفي السعودية بالإيعاز
للصحافة اليمنية بهذا الدور الغير أخلاقي بل كشفت عن نفسها عبر صحفها المحلية
فقد واصلت مشوار محاولة التشكيك في الوساطة القطرية عبر اتهامها بأنهم جزء من
لعبة "إحراق اليمن" كما جاء في كلمة صحيفة الرياض بتاريخ 5/5/2008 والتي كانت
بعنوان "من يتسبب في إحراق اليمنيين؟!" والذي نشر بعد قيام الشرطة السعودية
فعلاً بإحراق 18 يمنياً بالبنزين– بعضهم أطفال – دون إدانة واحدة من أي جهة
حكومية يمنية.
وخلال زيارة القائد / علي محسن الأحمر إلى المملكة السعودية في شهر رمضان
الماضي بحجة العمرة، التقى بقادة المملكة وتباحث الطرفان عن كيفية الوصول إلى
حل نهائي لإنهاء المقاومة الحوثية والفكر الزيدي في اليمن وخصوصاً صعدة ،
وبأي طريقة وإنهاء الاتفاق الموقع بين الطرفين وتحت حجج تبدي الحوثيين هم
المعرقلين للاتفاق، وخلال الزيارة اعتمدت ميزانية رسمية للقيادة الشمالية
الغربية حول متابعة قضية صعدة والإفشال وبشكل نهائي اتفاق الدوحة.
وهذا كان واضحاً جلياً كالشمس حين يناقش مجلس الوزراء في يوم أمس الأول – خلال
جلسته الأسبوعية العادية – وبكافة وزرائه قضية صعدة، وكأنها مدينة سعودية، ثم
يخرجون من خلاله بتصريح يباركون للرئيس جهوده في حل القضية بالطرق السلمية
ويحملون الحوثي ومن معه عدم الالتزام بالاتفاق، لتظهر السعودية من جديد لاعباً
محورياً صاحبة أدواراً خطيرة جداً في التدخل بالشأن الداخلي اليمني، وتبدي
وبلا شك عمالة الحكومة اليمنية التي تبث في قناتها أي تصريح أو خبر من قبل
السعوديين لقضية صعدة أو غيرها، وكأن الحكومة والسلطة اليمنية موظفين وأبواق
إعلامية لدى أمراء آل سعود .
كما يوضح ذلك إنهم فعلا أصبحوا معنيين وقد صرح سعود الفيصل وزير الخارجية
السعودي في مؤتمره الصحفي بالرياض حين قال بالحرف الواحد" إن المملكة تتابع
وبقلق ما يجري في صعدة وتثمن دور الرئيس اليمني في محاولته لإنهاء الفتنه ،
وتطالب المتمردين بتنفيذ الاتفاق "،وهذا إعلان واضح عن انتقال تدخل المملكة
السعودية في اليمن وفي حرب صعدة بالذات إلى مرحلة جديدة وبشكل علني سافر، لا
يبقي للسلطة والشعب أي سيادة على أرضه، ويبين أيضاً أن أمراء آل سعود تضاعف
قلقهم وخوفهم من تقليص نفوذهم في اليمن، ويريدون إيهام المهتمين بحل قضية حرب
صعدة أنهم كانوا موافقين على ما جاء في اتفاق الدوحة – وإن تجنبوا ذكر قطر
وجهودها تماماً – بحيث يدعون بشكل ضمني وخفي إلى استمرار الحل العسكري حيث
تبارك جهود الرئيس – التي كانت فعلاً جهود مضنية بخوضه أربعة حروب ضد أبناء
شعبه – وتزج به في مواصلة الحرب الخامسة حيث لا يستطيع بعدها العودة إلى اتفاق
الدوحة الذي كان ربما آخر الحلول التي سعت من خلالها قطر فعلاً لمصلحة اليمن ،
وليس لإحراقها حكومةً وشعباً كما تريد الجارة