أسباب تحولي من الجعفرية الى الزيدية

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

ماذا تعرفون عن زواج المتعة؟

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم إخواني المؤمنين جميعا و رحمة الله و بركاته


ماذا تعرفون عن زواج المتعة؟

http://almut3a.com/

http://71.18.61.110/forum/viewtopic.php?p=45121#45121

تحياتي للجميع
آخر تعديل بواسطة alimohammad في الثلاثاء مايو 06, 2008 10:37 am، تم التعديل مرة واحدة.
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

هل تعرفون أن ( الأمر بين الأمرين ) ماهو؟

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ايها المؤمنون جميعا

هل تعرفون أن ( الأمر بين الأمرين ) ماهو؟

http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/aq ... /index.htm

تحياتي لجميع المؤمنين
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

ماهي اسطورة السرداب؟!

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام على إخوتي المؤمنين

اسطورة السرداب

كان الإمام المهدي (عليه السلام)، خلال الفترة الأولى من حياته يعيش في بيت أبيه الإمام العسكري (عليه السلام)، وكان يتستر عن عيون الحكام و جواسيسهم، و يلجأ أحياناً إلى مخبأ في البيت يسمونه (السرداب)، و كان السرداب - ولا يزال حتى اليوم - يستعمل في بيوت العراق للوقاية من حر الصيف اللاهب.

فإذا اشتدّ الطلب عليه، أو حوصر بيته.. كان يخرج من البيت محاطاً بعناية الله و رعايته، و يغيب مدة يحضر فيها المواسم الدينية. أو يزور مجالس أصحابه الأوفياء، يحل مشاكلهم و يقضي حوائجهم، من حيث لا يعرفه إلاّ الصفوة المخلصون منهم.

و حين بدأت غيبته الكبرى (عليه السلام)، خرج من بيت أبيه في سامراء، إلى أرض الله الواسعة، يعيش مع الناس، و يقاسي ما يقاسون، و يحضر مواسم الحج و غيرها من المناسبات، دون أن يعرفه أحد، حسب التخطيط الإلهي، و المصلحة الإسلامية العامة، الأمر الذي هو سر من سر الله و غيب من غيبه، كما قال الصادق (عليه السلام).

و قد استغلّ الحاقدون زيارات المؤمنين لمرقد الإمامين الهادي و العسكري (عليهما السلام)، في سامراء، و اتّهموهم بالقول بأنّهم يعتقدون أنّ الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) دخل السرداب و ما زال فيه و هذا - لا شك - افتراء رخيص و ادّعاء باطل.

فقد عرفنا أنّ المهدي (عليه السلام)، غادر بيت أبيه نهائياً ليعيش كما يعيش غيره من الناس. و ذلك حتى يحين وقت المهمة التي ادّخره الله لها، فيظهر ليحقّ الحق و يزهق الباطل، و يملأ الدنيا قسطا و عدلاً، بعد أن ملئت ظلماً و جوراً، تسليماً بقول الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله)، الذي لا ينطق عن الهوى، و مصداقاً لوعد رب العالمين بأن يرث المؤمنون الأرض و ما عليها.

و علينا نحن إلى ذلك الوقت.. وقت ظهوره الشريف، أن نجند أنفسنا لنكون من أعوانه و أنصاره، و ذلك بأن نتقيد بتعاليم رسالة جدّه المصطفى (صلى الله عليه وآله)، و أن نكون من أمة تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر، و تأبى الظلم و تحارب الظالمين، لنستحقّ أن نكون من جنوده (عليه السلام)، جنود الحق و العدل و الإيمان، داعين إلى الله سبحانه أن يعجّل فرجه، و يسهّل مخرجه، و يجعلنا من أنصاره، و الدعاة إلى سبيله.

شبهة قديمة:

كما قلنا أن السرداب هو المكان الذي يحفر تحت الأرض في الأماكن الحارة عادة يكون بعيداً عن الشمس و قريباً من الرطوبة يكون بارداً و قد كان ذلك من القديم و لكن اعتقاد الشيعة به ليس لأجل انه يسكن فيه الإمام حيث لم يتفوه بذلك أحد قط بل لأجل انه كان في بيت الأمام الهادي و الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، و ان الإمام الحجة كان في أوائل عمره فيه لأجل كونه تراثاً فيه ذكريات الأئمة نحترمه و أما كون الإمام يسكن فيه فهو تهمة مفتراة و هي ليست تهمة مستحدثة بل كانت من القديم.

نعم هناك رواية واحدة تقول إن الإمام حينما هجموا عليه بعد الصلاة على أبيه التجأ إلى السرداب و غاب عن الأنظار و لكن ليس معنى ذلك انه مقيم فيه إلى الآن.

فالإمامية تقول بغيبة الإمام المهدي (عليه السلام) و دخوله إلى السرداب كانت حاله طارئة دفعته للاختفاء فيه عند مداهمه السلطة لبيت أبيه (عليه السلام)، و كانت خطوة احترازية ذكيه، أربك فيها السلطة وقت ذاك بعد أن كانت القوة المسلحة المرسلة من قبل الخليفة لم تتوقع دخوله في سرداب بيته فان إخفاء نفسه في بيته المداهم لم يكن متوقعا، فمن المستبعد لديهم أن المهدي الملاحق من قبلها يختفي في مكان قريب منها، ثم هو يخرج من بينهم خارج الدار و هم ينظرون إليه لعدم توقعهم أن الملاحق هذا الفتى الذي يخرج من السرداب و لم يعرفوا شكله حيث أخفاه أبوه عن أعين العامة، فمتى يتاح للقوة المداهمة معرفته و ملاحقته بعد ذلك؟

هذا ما كان من خبر السرداب الذي ترويه الشيعة و هو الموافق تماما للخطوات الاحترازية الأمنية المتخذة من قبل أي شخص مطارد و قد دوهم بيته غيلة فضلا عن المهدي الذي اتخذ في اختفائه خطوات طبيعية، ثم هي مناورة سريعة غير مرتقبة لا من قبل النظام، و لا من قبل القوة المداهمة حيث أربكها تماما و اسقط ما في أيديها و رجعت خائبة لم تحقق مهمتها بعد ذلك.

إذن لم تعد كلمة (السرداب) انتقاصا لمسألة الغيبة، حتى يعدها الآخرون عملية مستهجنة تدلل على سخف فكرة الغيبة، فأصل الغيبة و مستلزماتها لا علاقة لها أصلا بقضية السرداب، إنما هو مقدمة تكتيكية كان الإمام قد عملها بعد مداهمة قوات الأمن لبيته ثم يعاجلهم بعد ذلك بالخروج فورا دون أدنى تأخير، فلم تكن مسألة السرداب هي المعبر عن الغيبة إذن.

و لم يقل أحد أنه سيظهر من السرداب بل تردد في الأحاديث انه يخرج في بيت الله الحرام نعم قد وردت زيارة في السرداب كما وردت زيارات في أماكن أخرى بل تستحب زيارته في كل مكان و في كل زمان.

و عليه ليس اشتهار هذا السرداب بسرداب الغيبة لان الحجة (عليه السلام) غاب فيه كما زعمه بعض من يجهل التاريخ بل لان بعض الأولياء تشرف بخدمته و حيث انه مبيت الثلاثة من الأئمة و معبدهم طوال المدة، كما حظى فيه عدة من الصلحاء بلقائه صار من البقاع المتبركة فينبغي إتيانه بخضوع و حضور قلب والوقوف على الباب والدعاء.

و إن الامامية تعتقد أن الحجة اسمه يطابق اسم رسول الله، و كنيته كنيته و شمائله شمائله، و قد ولد في سر من رأى في 15 من شعبان سنة 256 هـ … فلما توفى أبوه غاب عن الأنظار لا انه دخل في السرداب و أمه تنظر إليه كما توجد هذه العبارات في بعض كتب العامة و أن الشيعة الامامية براء من هذه المعتقدات التي يلصقها بهم من أراد الحط من كرامة مذهبهم.

لقد أجمعت الفرقة الناجية على هذا الرأي الحسن الذي يعتري من الخرافات والخزعبلات الواهنة.
والقدسية التي نعقدها ما هي إلا ارتباط روحي و وجداني مع اثر من آثار ثلاثة أئمة من أئمة المسلمين في مكان واحد.
فهل يصح أن نلام و نحن نتتبع آثار العترة الطاهرة و نبحث عن بركاتهم و كل ما يتصل بهم مهما كانت ظروف تلك الموجودات وطبائعها الكونية.

قطعا لا … إن التجاذب الروحي و عنصر العاطفة الذي يتأجج مع اقتراب المحبوب من حبيبه هو أساس السلوكيات التي نسلكها مع تلك الآثار الطيبة كتعبير على مدى الحب المتفجر من جوانب المحبين و الموالين للائمة (عليهم السلام).

http://www.14masom.com/hkaek-mn-tareek/41.htm

تحياتي للجميع
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

عصمة الإمام ؛ تعريفها، و أدلتها

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم جميعا ايها المؤمنون

عصمة الإمام ؛ تعريفها، و أدلتها

عصمة الإمام:

تفرّدت الإمامية من بين الفرق الإسلامية بوجوب عصمة الامام من الذنب و الخطأ، مع اتّفاق غيرهم على عدمه .

قال الشيخ المفيد: إنّ الأئمّة معصومون كعصمة الأنبياء، و لا تجوز عليهم صغيرة إلاّ ما تقدم ذكر جوازه على الأنبياء، و لا ينسون شيئاً من الأحكام، و لا يدخل في مفهوم العصمة سلب القدرة عن المعاصي، و لا كون المعصوم مضطراً إلى فعل الطاعات، فإنّ ذلك يستدعي بطلان الثواب و العقاب، هذه هي عقيدة الإمامية في الامامة، و قد استدلّوا عليه بوجوه من العقل و السمع. أمّا العقل فقالوا: إنّ الامام منفذ لما جاء به الرسول، و حافظ للشرع، و قائم بمهام الرسول كلّها، فلو جاز عليه الخطأ و الكذب، لا يحصل الغرض من إمامته .

حقيقة العصمة:

العصمة قوة تمنع صاحبها من الوقوع في المعصية و الخطأ، حيث لا يترك واجباً، و لا يفعل محرَّماً مع قدرته على الترك و الفعل، و إلاّ لم يستحق مدحاً و لا ثواباً، و إن شئت قلت: إنّ المعصوم قد بلغ من التقوى حدّاً لا تتغلَّب عليه الشهوات و الأهواء، و بلغ من العلم في الشريعة و أحكامها مرتبةً لا يخطأ معها أبداً.

و ليست العصمة شيئاً ابتدعته الشيعة، و إنّما دلَّهم عليها في حق العترة الطاهرة، كتاب اللّه و سنّة رسوله. قال سبحانه: (إنَّما يُريدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ وَ يُطَهِّرِكُمْ تَطْهِيراً)-الأحزاب / 33- و ليس المراد من الرجس إلاّ الرجس المعنوي و أظهره هو الفسق. و قال رسول الله صلى الله عليه و آله: "علي مع الحق و الحق مع عليٍّ يدور معه كيفما دار."- حديث مستفيض، رواه الخطيب في تاريخه 14 / 321 و الهيثمي في مجمعه 7 / 236 و غيرهما- و من دار معه الحق كيفما دار، محال أن يعصي أو أن يخطأ، و قول الرسول في حق العترة: "إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا أبدا"- حديث متواتر أخرجه مسلم في صحيحه، و الدارمي في فضائل القرآن و أحمد في مسنده 2 / 114 و غيرهم- فاذا كانت العترة عدل القرآن تصبح معصومة كالكتاب، لا يخالف أحدهما الآخر.

و ليس القول بعصمة العترة بأعظم من القول بكون الصحابة كلّهم عدول .و ليس للقول بالعصمة في حق العترة منشأ سوى الكتاب و السنّة، و سيوافيك بعض دلائلهم .

نعم شذَّ من قال انّ عقيدة العصمة تسرّبت إلى الشيعة من الفرس الذين نشأوا على تقديس الحاكم، لهذا أطلق عليها العرب النزعة الكسروية، و لا أعرف أحداً من العرب قال ذلك في حدود اطلاعي، و لعلّ غالبية الشيعة كانت ترمي من وراء هذه الفكرة إلى تنزيه علي من الخطأ حتّى يتّضح للملأ عدوان بني أمية في اغتصاب الخلافة. هذا و في اليهودية كثير من المذاهب الّتي تسرَّبت إلى الشيعة- الدكتور نبيه حجاب: مظاهر الشعوبية في الأدب العربي 492، كما في هوية التشيع 166- .

هب انّ عصمة الامام تسرّبت إلى الشيعة من الطريق الّذي أشار إليه الكاتب فمن أين تسرّبت عصمة النبي الّتي يقول بها أهل السنّة جميعاً في التبليغ و بيان الشريعة، فهل هذه الفكرة تسرّبت إلى أهل السنّة من اليهود .

لا و اللّه إنّها عقيدة اسلامية و اقتبسها القوم من الكتاب و السنّة من دون أخذ من اليهود و الفرس، فما ذكره الكاتب تخرُّص على الغيب، بل فرية واضحة .

إنّ الاختلاف في لزوم توصيف الامام و عدمه، ينشأ من الاختلاف في تفسير الامامة بعد الرسول و ماهيتها و حقيقتها فمن تلقّى الامامة ـ بعد الرسول ـ بأنّها مقام عرفي لتأمين السبل، و تعمير البلاد و اجراء الحدود، فشأنه شأن سائر الحكّام العرفيين. و أمّا من رأى الامامة بأنّها استمرار لتحقيق وظيفة الرسالة و أنّ الامام ليس بنبىّ و لا يوحى إليه، لكنّه مكلّف بملء الفراغات الحاصلة برحلة النبي، فلا محيص له عن الالتزام بها، لأنّ الغاية المنشودة لا تحصل بلا تسديد إلهي كما سيوافيك، نعم إنّ أهل السنّة يتحرَّجون من توصيف الامام بالعصمة و يتخيِّلون أنّ ذلك يلازم النبوّة و ما هذا إلاّ أنّهم لا يفرّقون بين الإمامتين و لكل معطياته و التفصيل موكول إلى محلّه .

الدليل على لزوم عصمة الامام بعد النبىّ:

استدل على لزوم العصمة في الامام بوجوه نأتي بها.

الأوّل: انّ الامامة إذا كانت استمراراً لوظيفة النبوة و الرسالة، و كان الامام يملأ جميع الفراغات الحاصلة جرّاء رحلة النبي الأكرم، فلا مناص من لزوم عصمته، و ذلك لأنّ تجويز المعصية يتنافى مع الغاية الّتي لأجلها نصبه اللّه سبحانه إماماً للاُمّة، فانّ الغاية هي هداية الاُمّة إلى الطريق المهيع، و لا يحصل ذلك إلاّ بالوثوق بقوله، و الاطمئنان بصحة كلامه، فاذا جاز على الامام الخطأ و النسيان، و المعصية و الخلاف، لم يحصل الوثوق بأفعاله و أقواله، و ضعفت ثقة الناس به، فتنتفي الغاية من نصبه، و هذا نفس الدليل الّذي استدلّ به المتكلمون على عصمة الأنبياء، و الامام و إن لم يكن رسولا و لا نبيّاً و لكنّه قائم بوظائفهما .

نعم لو كانت وظيفة الامام مقتصرة بتأمين السبل و غزو العدو و الانتصاف للمظلوم و ما أشبه ذلك، لكفى فيه كونه رجلا عادلا قائماً بالوظائف الدينية، و أمّا إذا كانت وظيفته أوسع من ذلك كما هو الحال في مورد النبىّ، فكون الامام عادلا قائماً بالوظائف الدينية، غير كاف في تحقيق الهدف المنشود من نصب الامام .

فقد كان النبي الأكرم يفسّر القرآن الكريم و يشرح مقاصده و أهدافه و يبيّن أسراره .
كما كان يجيب على الأسئلة في مجال الموضوعات المستحدثة و كان يردّ على الشبهات و التشكيكات الّتي كان يلقيها أعداء الإسلام .

و كان يصون الدين من محاولات التحريف و التغيير .

و كان يربّي المسلمين و يهذّبهم و يدفعهم نحو التكامل .

فالفراغات الحاصلة برحلة النبي الأكرم لا تسدّ إلاّ بوجود انسان مثالي تقوم بتلك الواجبات و هو فرع كونه معصوماً عن الخطأ و العصيان - هذا اجمال ما أوضحناه في بحوثنا الكلامية فلاحظ الإلهيات 2 / 528 ـ 539 .

الثاني: قوله سبحانه: (أطِيعُوا اللّهَ و أطِيعُوا الرَّسُولَ وَ اُولِى الأمْرِ مِنْكُمْ) - النساء / 59.

و الاستدلال مبني على دعامتين:

1- إنّ اللّه سبحانه أمر بطاعة اُولي الأمر على وجه الاطلاق، اي في جميع الأزمنة و الأمكنة، و في جميع الحالات و الخصوصيات، و لم يقيّد وجوب امتثال أوامرهم و نواهيهم بشيء كما هو مقتضى الآية .

2- إنّ من البديهي أنّه سبحانه لا يرضى لعباده الكفر و العصيان (و لا يَرْضى لِعِبادِهِ الكُفْر) -الزمر / 7- من غير فرق بين أن يقوم به العباد ابتداءً من دون تدخّل أمر آمر أو نهي ناه، أو يقومون به بعد صدور أمر و نهي من اُولي الأمر .

فمقتضى الجمع بين هذين الأمرين (وجوب اطاعة اُولي الأمر على وجه الاطلاق، و حرمة طاعتهم إذا أمروا بالعصيان) أن يتّصف أُولي الأمر الذين وجبت اطاعتهم على وجه الاطلاق، بخصوصية ذاتية و عناية إلهية ربّانية، تصدّهم عن الأمر بالمعصية و النهي عن الطاعة. و ليس هذا إلاّ عبارة أُخرى عن كونهم معصومين، و إلاّ فلو كانوا غير واقعين تحت تلك العناية، لما صحّ الأمر باطاعتهم على وجه الاطلاق و لما صحَّ الأمر بالطاعة بلا قيد و شرط. فتستكشف من إطلاق الأمر بالطاعة، اشتمال المتعلّق على خصوصية تصدّه عن الأمر بغير الطاعة .

و ممّن صرّح بدلالة الآية على العصمة الامام الرازي في تفسيره، و يطيب لي أن أذكر نصَّه حتّى يمعن فيه أبناء جلدته و أتباع طريقته قال:

إنّ اللّه تعالى أمر بطاعة اُولي الأمر على سبيل الجزم في هذه الآية، و من أمر اللّه بطاعته على سبيل الجزم و القطع، لابد و أن يكون معصوماً عن الخطأ، إذ لو لم يكن معصوماً عن الخطأ كان بتقدير اقدامه على الخطأ يكون قد أمر اللّه بمتابعته، فيكون ذلك أمراً بفعل ذلك الخطأ، و الخطأ لكونه خطأ منهيا عنه، فهذا يفضي إلى اجتماع الأمر و النهي في الفعل الواحد بالاعتبار الواحد، و أنّه محال، فثبت أنّ اللّه تعالى أمر بطاعة اُولي الأمر على سبيل الجزم، و ثبت أنّ كل من أمر اللّه بطاعته على سبيل الجزم وجب أن يكون معصوماً عن الخطأ، فثبت قطعاً أنّ اُولي الأمر المذكور في هذه الآية لابد و أن يكون معصوماً - مفاتيح الغيب 10 / 144 .

و لمّا وقف الرازي على تمامية دلالة الآية على عصمة اُولي الأمر، و هي لا توافق مذهبه في الامامة حاول أن يؤول الآية بما يوافقه مع أنّ الواجب على أمثاله، أن يتعرّف على «اُولي الأمر» الّذي استظهر من الآية كونهم معصومين، و لكنّه زلّت قدمه، و لم يستغل هذه الفكرة، و لم يستثمرها، فأخذ يتهرّب من نتائج الفكرة بالقول بأنّا عاجزون عن معرفة الامام المعصوم، عاجزون عن الوصول إليه، عاجزون عن استفادة الدين و العلم منه، فاذا كان الأمر كذلك فالمراد ليس بعضاً من أبعاض الاُمّة، بل المراد هو أهل الحل و العقد من الاُمّة .

يلاحظ عليه: بأنّه إذا دلّت الآية على عصمة اُولي الأمر فيجب علينا التعرّف عليهم، و ادّعاء العجز، هروب من الحقيقة فهل العجز يختص بزمانه أو كان يشمل زمان نزول الآية، لا أظن أن يقول الرازي بالثاني فعليه أن يتعرّف على المعصوم في زمان النبىّ و عصر نزول الآية، فبالتعرّف عليهم، يعرف معصوم زمانه، حلقة بعد أخرى، و لا يعقل أن يأمر الوحي الإلهي باطاعة المعصوم ثم لا يقوم بتعريفه حين النزول، فلو آمن الرازي بدلالة الآية على عصمة اُولي الأمر، لكان عليه أن يؤمن بقيام الوحي الإلهي على تعريفهم بلسان النبي الأكرم .

إذ لا معنى أن يأمر اللّه سبحانه باطاعة المعصوم، و لا يقوم بتعريفه .

ثمّ إنّ تفسير «اُولي الأمر» بأهل الحل و العقد، تفسير للغامض - حسب نظر الرازي - بالأغمض إذ هو ليس بأوضح من الأول، فهل المراد منهم: العساكر و الضباط، أو العلماء و المحدّثون، أو الحكام و السياسيون أو الكل؟ و هل اتّفق اجماعهم على شيء، و لم يخالفهم لفيف من المسلمين ؟
إذا كانت العصمة ثابتة للاُمّة عند الرازي كما علمت، فهناك من يرى العصمة لجماعة من الاُمّة كالقراء و الفقهاء و المحدّثين، هذا هو ابن تيمية يقول في ردّه على الشيعة عند قولهم:

"انّ وجود الامام المعصوم لابدّ منه بعد موت النبي يكون حافظاً للشريعة و مبيّناً أحكامها خصوصاً أحكام الموضوعات المتجدّدة"، يقول:

إنّ أهل السنّة لا يسلمون أن يكون الامام حافظاً للشرع بعد انقطاع الوحي، و ذلك لأنّ ذلك حاصل للمجموع، و الشرع إذا نقله أهل التواتر كان ذلك خيراً من نقل الواحد، فالقرّاء معصومون في حفظ القرآن و تبليغه، و المحدّثون معصومون في حفظ الأحاديث و تبليغها، و الفقهاء معصومون في الكلام و الاستدلال - ابن تيمية: منهاج السنّة كما في نظرية الامامية 120 .

يلاحظ عليه: كيف يدّعي العصمة لهذه الطوائف مع أنّهم غارقين في الاختلاف في القراءة و التفسير، و الحديث و الأثر، و الحكم و الفتوى، و العقيدة و النظر؟! و لو أغمضنا عن ذلك فما الدليل على عصمة تلكم الطوائف خصوصاً على قول القائل بأنّ القول بالعصمة تسرّب من اليهود إلى الأوساط الإسلامية .

الثالث: قوله سبحانه: (و إذِ ابْتَلى إبراهيمَ رَبُّهُ بِكَلِمات فَأتَمَّهُنَّ قالَ إنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمينَ) - البقرة /124.

و الاستدلال بالآية على عصمة الامام، يتوقّف على تحديد مفهوم الامامة الوارد في الآية و المقصود منها غير النبوّة و غير الرسالة، فأمّا الأوّل فهو عبارة عن منصب تحمّل الوحي، و الثاني عبارة عن منصب ابلاغه إلى الناس. و الإمامة المعطاة للخليل عليه السلام في اُخريات عمره غير هذه و تلك، لأنّه كان نبياً و رسولا و قائماً بوظائفهما طيلة سنين حتّى خوطب بهذه الآية، فالمراد من الإمامة في المقام هو منصب القيادة، و تنفيذ الشريعة في المجتمع بقوة و قدرة. و يعرب عن كون المراد من الامامة في المقام هو المعنى الثالث، قوله سبحانه: (أمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى مَا آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إبْراهيمَ الكِتابَ و الحِكْمَةَ و آتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظيماً - النساء / 54 .

فالإمامة الّتي أنعم بها اللّه سبحانه على الخليل عليه السلام و بعض ذرّيته، هي الملك العظيم الوارد في هذه الآية. و علينا الفحص عن المراد بالملك العظيم، إذ عند ذلك يتّضح أنّ مقام الامامة، وراء النبوّة و الرسالة، و انّما هو قيادة حكيمة، و حكومة إلهية، يبلغ المجتمع بها إلى السعادة. و اللّه سبحانه يوضح حقيقة هذا الملك في الآيات التالية:

1- يقول سبحانه - حاكياً قول يوسف - عليه السلام : (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ المُلْكِ وَ عَلَّمْتَنِي مِنْ تَأويلِ الأحاديثِ)- يوسف / 101 .

و من المعلوم أنّ الملك الّذي منّ به سبحانه على عبده يوسف، ليس النبوّة، بل الحاكمية حيث صار أميناً مكيناً في الأرض. فقوله: (وعلمتني من تأويل الأحاديث) اشارة إلى نبوّته، و الملك اشارة إلى سلطته و قدرته .

2- و يقول سبحانه في داود عليه السلام : (وَ آتاهُ اللّهُ المُلْكَ وَ الحِكْمَةَ وَ عَلَّمَهُ مِمَّا يَشآءُ - البقرة / 251 . و يقول سبحانه:(وَ شَدَدْنَا مُلْكَهُ و آتَيْنَاهُ الحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الخِطَابِ - ص / 20 .

3- و يحكي اللّه تعالى عن سليمان أنّه قال: (وَ هَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأحَد مِنْ بَعْدِي إنَّكَ أنْتَ الوَهَّابُ - ص / 35 .

فملاحظة هذه الآيات يفسر لنا حقيقة الامامة، و ذلك بفضل الاُمور التالية:

أ- إنّ إبراهيم طلب الإمامة لذريته، و قد أجاب سبحانه دعوته في بعضهم.

ب ـ إنّ مجموعة من ذرّيته، كيوسف و داود و سليمان، نالوا - وراء النبوّة و الرسالة - منصب الحكومة و القيادة .

ج- إنّه سبحانه أعطى آل ابراهيم الكتاب، و الحكمة، و الملك العظيم .

فمن ضم هذه الاُمور بعضها إلى بعض، يخرج بهذه النتيجة: انّ ملاك الإمامة في ذرّية إبراهيم، هو قيادتهم و حكمهم في المجتمع، و هذه هي حقيقة الامامة، غير أنّها ربّما تجتمع مع المقامين الاُخريين، كما في الخليل، و يوسف، و داود، و سليمان، و غيرهم، و ربّما تنفصل عنهما كما في قوله سبحانه: (وَ قَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قالُوا أنّى يَكُونُ لَهُ المُلْكُ عَلَيْنَا وَ نَحْنُ أحَقُّ بِالمُلكِ مِنْهُ وَ لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ المَالِ قَالَ إنَّ اللّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُم وَ زَادَهُ بَسْطَةً فِي العِلْمِ وَ اللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشآءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَليمٌ -البقرة / 247 .

و الامامة الّتي يتبنّاها المسلمون بعد رحلة النبي الأكرم، تتّحد واقعيتها مع هذه الامامة.

ما هو المراد من الظالم:

قد تعرّفت على المقصود من جعل الخليل إماماً للناس، و انّ المراد هو القيادة الإلهية، و سوق الناس إلى السعادة بقوّة و قدرة و منعة. بقي الكلام في تفسير الظالم الّذي ليس له من الإمامة سهم، فنقول:

لمّا خلع سبحانه ثوب الامامة على خليله، و نصبه إماماً للناس، و دعا إبراهيم أن يجعل من ذرّيته إماماً، اُجيب بأنّ الامامة منصب إلهي، لا يناله الظالمون، لأنّ الإمام هو المطاع بين الناس، المتصرّف في الأموال و النفوس، فيجب أن يكون على الصراط السويّ، و الظالم المتجاوز عن الحد لا يصلح لهذا المنصب .

إنّ الظالم الناكث لعهد اللّه، و الناقض لقوانينه و حدوده، على شفا جرف هار، لا يؤتمن عليه و لا تلقى إليه مقاليد الخلافة، لأنّه على مقربة من الخيانة و التعدي، و على استعداد لأن يقع أداة للجائرين، فكيف يصحّ في منطق العقل أن يكون إماماً مطاعاً، نافذ القول، مشروع التصرّف.

و على ذلك، فكل من ارتكب ظلماً و جاوز حداً في يوم من أيام عمره، أو عبد صنماً، أو لاذ إلى وثن، و بالجملة ارتكب ما هو حرام فضلا عمّا هو شرك و كفر، ينادى من فوق العرش في حقه:(لا ينال عهدي الظالمين) من غير فرق بين صلاح حالهم بعد تلك الفترة، أو البقاء على ما كانوا عليه .

نعم اعترض «الجصاص» على هذا الاستدلال و قال: "إنّ الآية إنّما تشمل من كان مقيماً على الظلم و أمّا التائب منه فلا يتعلّق به الحكم، لأنّ الحكم إذا كان معلّقاً على صفة، و زالت تلك الصفة، زال الحكم. ألاترى أنّ قوله: (وَ لا تَرْكَنُوا إلى الَّذِينَ ظَلَمُوا - هود /113 إنّما ينهى عن الركون إليهم ما أقاموا على الظلم، فقوله تعالى: (لا يَنال عَهدِى الظّالِمينَ) لم ينف به العهد عمّن تاب عن ظلمه، لأنّه في هذه الحاله لا يسمّى ظالماً، كما لا يسمّى من تاب من الكفر كافراً - تفسير آيات الأحكام 1 / 72.

يلاحظ عليه: أنّ قوله "الحكم يدور مدار وجود الموضوع" ليس ضابطاً كلياً، بل الأحكام على قسمين: قسم كذلك، و آخر يكفي فيه اتّصاف الموضوع بالوصف و العنوان آناً ما، و لحظة خاصة، و إن انتفى بعد الاتّصاف، فقوله: "الخمر حرام"، أو: "في سائمة الغنم زكاة" من قبيل القسم الأوّل، و أمّا قوله: "الزاني يحد"، و "السارق يقطع" فالمراد منه انّ الإنسان المتلبّس بالزنا أو السرقة يكون محكوماً بهما و إن زال العنوان، و تاب السارق و الزاني، و مثله: "المستطيع يجب عليه الحج" فالحكم ثابت، و إن زالت عنه الاستطاعة عن تقصير لا عن قصور .

و على ذلك فالمدعى أنّ "الظالمين" في الآية المباركة كالسارق و السارقة و الزاني و الزانية و المستطيع و اُمّهات نسائكم في الآيات الراجعة إليهم .

نعم المهم في المقام، اثبات أنّ الموضوع في الآية من قبيل الثاني، و أنّ التلبّس بالظلم و لو آناً ما، يسلب عن الإنسان صلاحية الامامة، و إن تاب من ذنبه، فإنّ الناس بالنسبة إلى الظلم على أقسام أربعة:
1- من كان طيلة عمره ظالماً .
2- من كان طاهراً و نقياً في جميع فترات عمره.
3- من كان ظالماً في بداية عمره، و تائباً في آخره .
4- من كان طاهراً في بداية عمره، و ظالماً في آخره .

عند ذلك يجب أن نقف على أنّ إبراهيم عليه السلام ، الّذي سأل الإمامة لبعض ذريته أىّ قسم منها أراد؟

حاشا إبراهيم أن يسأل الإمامة للقسم الأوّل، و الرابع من ذريته، لوضوح انّ الغارق في الظلم من بداية عمره إلى آخره، أو المتّصف به أيام تصدّيه للإمامة، لا يصلح لأن يؤتمن عليها.

بقي القسمان الآخران، الثاني و الثالث، و قد نص سبحانه على أنّه لا ينال عهده الظالم، و الظالم في هذه العبارة لا ينطبق إلاّ على القسم الثالث، أعني من كان ظالماً في بداية عمره، و كان تائباً حين التصدي .

فإذا خرج هذا القسم، بقي القسم الثاني، و هو من كان نقي الصحيفة طيلة عمره، و لم ير منه لا قبل التصدّي و لا بعده أي انحراف عن جادة الحق، و مجاوزة للصراط السوي. و هو يساوي المعصوم .

العصمة في القول و الراي:

إنّ الأئمة معصومون عن العصيان و المخالفة أوّلا، و عن الخطأ و الزلة في القول ثانياً و ما ذلك إلاّ لأنّ كلّ إمام من الأوّل إلى الثاني عشر، قد أحاط إحاطة شاملة كاملة بكل ما في هذين الأصلين بحيث لا يشذ عن علمهم معنى آية من آي الذكر الحكيم تنزيلا و تأويلا، و لا شيء من سنّة رسول اللّه قولا و فعلا و تقريراً و كفى بمن أحاط بعلوم الكتاب و السنّة فضلا وعلماً.

و من هنا كانوا قدوة الناس جميعاً بعد جدّهم الرسول صلى الله عليه و آله و سلم.

مراتب عصمة الأنبياء:

العِصمة تعني المصُونيّة و لها في باب النبوّة مراتب هي:

ألف: العصمة في مرحلة تلقّي الوحي و إبلاغه.

ب : العصمة عن المعصية و الذنب.

ج : العصمة عن الخطأ في الأُمور الفردية و الاجتماعية.

و عصمة الأَنبياء في المرحلة الأُولى موضعُ اتفاق الجميع، لأنّ احتمالَ الخطأ و الإلتباس في هذه المرحلة يؤثر على وثوق الناس، و اطمئنانِهم، و يوجب أن لا يعتمدَ الناسُ على إخبارات النبي و أقواله، فينتقضُ هدفُ النبوّةِ في المآل.

هذا مضافاً إلى أنّ القرآن الكريم يصرّح بأنّ الله يحفظُ نبيَّه، و يصونهُ صيانةً كاملةً حتى يبلّغ الوحيَ الإلهيَّ بصورة صحيحة كما قال: (عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُول فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيهِ وَ مِنْ خَلْفهِ رَصَداً * لِيَعْلَمَ أن قَد أَبْلَغُوا رِسالات رَبّهِمْ وَ أَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَ أَحْصَى كُلَّ شَيء عَدَدا - الجن / 26 ـ 28.

ففي هذه الآية ذكَرَ القرآن الكريم نوعين من الحَفَظَة لصيانة الوحي:

ألف: الملائكة الذين يحيطون بالنبيّ من كلّ ناحية و جانب.

ب : انّ الله تعالى نفسه يحيط بالملائكة و النبيّ .

و هذه النظارة الشديدة و المراقَبَة الكاملة انّما هي لتحقيق غرض النبوّة، و هو إيصال الوحي الإلهيّ إلى البشر.

عصمة الأنبياء من كل معصية و ذنب

إنّ أنبياء الله و رُسُلَه معصومون من الذنب و الزلل، في مجال العمل بأحكامِ الشريعةِ، عصمةً مطلقةً.

لأنّ الهدف من بعثة الأنبياء إنّما يتحقّق أساساً إذا تمتّع الأنبياء و الرُسُل بمثل هذه العصمة، لأنّهم إذا لم يلتزموا بالأَحكام الإلهيّة التي كُلِّفُوا بإِبلاغها إلى الناس، انتفى الوثوق بكلامهم، فلم يتحقّق الغرضُ المنشودُ من بعثِهم، و إرسالهم.

و لقد أشارَ المحققُ الطوسيُّ إلى هذا البرهان بعبارة موجَزَة حيث قال: "و يجب في النبيّ العصمةُ ليحصلَ الوثوقُ فيحصل الغرضُ- كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد 217.

إنّ عصمة الأنبياء عن المعصية أمر قد أكّده القرآنُ الكريمُ في آيات مختلفة نورد هنا بعضها:

ألف: إنّ القرآن الكريم يعتبر الأنبياءَ أشخاصاً مهدِيّين و مختارين من قِبل الله تعالى إذ قال:
(وَ اجْتَبَيْناهُمْ وَ هَدَيْناهُمْ إلى صِراط مُسْتَقيْم -الأنعام / 87.

ب : إنَّ القرآنَ الكريمَ يذكِّر بأنّ الذي يهديه الله لا يقدر أحد على إضلاله إذ يقول: (وَ مَنْ يَهْدِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلّ - الزمر / 37.

ج : يعتبر المعصية ضَلالاً إذ يقول: (وَ لَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً) -يس / 62.

فيستفاد من مجموعة هذه الآيات أنّ الأنبياء معصومون من كلّ أنواع الضلال، و مصونون من كل ألوان المعصية.

إنّ البُرهانَ العَقليّ الذي أقمناه فيما سبق على عِصمة الأنبياء يدلّ على عصمتهم قبل البعثة أيضاً، لأنّ الإنسان الذي صَرَفَ رَدْحاً من عمره في الذنب و المعصية، ثم حَمَلَ لواءَ الهداية و الإرشاد لم يتمكّن من الحصول على ثقة النّاس به، و سكونهم إلى أقواله، بخلاف من عاش قَبلَ بعثته نقيَّ الجيب، طاهِرَ الذَيل، فإنّه قادرٌ على جَلب ثقة الناس، و كسب تأييدهم له. هذا مضافاً إلى أنّ في مقدور معارضي الرسالة، أن يغتالوا بسهولة شخصيّة الرسول، و يطعنوا فيه بالتلويح بسوابقه قبلَ النبوة، و يحطُّوا بذلك من شأنه، و شأن رسالته.

إنّ الذي استطاع - بفضل العيش بطهر و نقاء، في بيئة فاسدة - أن يكتسب لقب "محمد الأمين" هو الشخص الوحيد الذي يستطيع بشخصيّتهِ الساطعة النقيّة، أن يُبدّد حُجُب الدعايات المضادة، و يفنّد مزاعم أعدائه، و معارضي رسالته، و يضيء باستقامته العجيبة، البيئةَ الجاهليةَ المظلمة تدريجاً.

هذا مضافاً إلى أنّ من البديهي أنّ الإنسان الذي كان معصوماً من بداية حياته، أفضلُ من الذي تحلّى بصفة العصمة منذ أن صار نَبيّاً، كما أنّ تأثيرَه، و دوره الإرشاديّ لا ريب يكون أقوى، و الحكمة الإلهيّة تقتضي اختيار الفَردِ الأحسن الأكمل.

عصمة الأنبياء عن الخطأ و الزلل

إنَّ الأنبياء - مضافاً إلى كونهم معصومين من الذَّنْب - معصومون كذلك في الأُمور التالية:

ألف : في القضاء في المنازعات و الفصل في الخصومات.

و النبي(ص) و إنْ كان مأموراً بالقضاء على وفق البيّنة و اليمين، لكنّه في صورة خطأ البيّنة أو كذب الحالف واقف على الحق المرّ، و إنْ لم يكن مأموراً بالقضاء على طبقه.

ب : في تشخيص موضوعات الأحكام الشرعية (مثل انّ المائع الفلانيّ هل هو خمرٌ أم لا؟).

ج : في القضايا اليوميّة العاديّة .

إنّ لزوم وصف النبيّ بالعصمة في الموارد المذكورة نابعٌ من أنّ الخطأ في مثل هذه المجالات ملازمٌ للخطأ في مجال الأحكام الدينيّة، و بالتالي فإنّ الخطأ في هذه الأُمور و المجالات يَضُرُّ بثقةِ النّاس بشخص النبيّ، و يُوجب في المآل تَعَرُّضَ الغَرَض المنشُود للخَطَر، و ان كان لُزوم العصمة في الصورتين الأُولَيَين، أوضح من العصمة في الصورة الأخيرة.

الأنبياء مبرَّأون عن الأمراض المنفّرة

إنّ من مراتب العصمة هي أن لا تكون في وجود الأنبياء أُمور توجب تنفّر الناس و ابتعادهم عنهم.

فكلُّنا يعلم بأنّ بعضَ الأمراض و العاهات الجسمية، أو بعض الخصال الروحيّة، التي تنم عن دناءة الطبع، و خِسّة النفس توجب تنفّرَ النّاسِ و ابتعادهم عنه.

و لهذا فإنّ على الأنبياء أنّ يكونوا مُنَزَّهين عن العيوب الجسمية و الروحيّة، لأنّ تَنَفّرَ الناس من النبي، و اجتنابَهم عنه ينافي الهدف من بعثهم، و هو إبلاغ الرسالات الإلهيّة بواسطة الأنبياء إلى الناس.

كما أنّنا نُذَكِّرُ بأنَّ المراد من حكمِ العقل في هذا المجال هو الكشف عن حقيقة، هي أنّ على الله - لكونه حكيماً - أنّ يختارَ للنبوّة من يكون عارياً و منزَّهاً عن مِثل هذه العيوب.

إنّ حكمَ العقل في هذا المجال حكمٌ قَطعيٌّ، و لهذا فإنّ بعضَ الروايات التي وَرَدت حول النبي أيوب و هي تحكي عن ابتلائه بأمراض منفِّرة، مضافاً إلى كونها مخالفةً للحكمِ القَطعيِّ للعقل تنافي الرواياتِ المعارضة التي وَرَدَت عن أهل البيت في هذا المجال.

فقد قال الإمامُ الصادق (ع) : "إنَّ أيوب مع جميع ما ابتُلي به لم تنتنْ له رائحةٌ، و لا قَبُحَتْ له صورةٌ، و لا خرجَتْ منه مَدّةٌ من دَم، و لا قيح، و لا استَقْذرَهُ أحَدٌ رآه، و لا استوحش منه أحدٌ شاهدَه و لادوّد شيءٌ من جَسَدهِ، و هكذا يصنعُ الله عزّ وجلّ بجميع من يبتليه من أنبيائه، و أوليائه المكرَّمين عليه، و إنما اجتنَبَهُ الناسُ لِفَقره، و ضَعْفِهِ في ظاهِرِ أمرهِ، لجَهْلهم بما لَهُ عند ربّه تعالى ذكْرُهُ، من التأييد و الفَرَج.- الخصال ج 1، أبواب السبعة، الحديث 107.

و لهذا فإنّ الروايةَ المخالفةَ لهذا الموضوع، لا أساس لها من الصحة فهي مرفوضة.

دراسة الآيات الدالة على عدم العصمة

لقد عرفنا بِحُكمِ العقل القطعيّ، و قضاء القرآنِ الصَريح عصمة الأنبياء، و لكن ثمّة في هذا الصعيد بضع آيات تحكي - في بدو النظر - عن صُدُور الذنب و المعصية عنهم (مثل الآيات الواردة حول النبي آدم و غيره) فما هو الحلّ في هذه الآيات؟

في البداية يجب أنّ نقول: إنّ من المُسَلَّم أنّه حيث لا تناقض في القرآن الكريم أبداً، وجب أنْ نهتدي في ضوءِ القرائن الموجودة في نفس الآيات إلى المراد الحقيقي فيها.

ففي هذه الموارد لا يمكن أن يكونَ الظهور الإبتدائيّ هو الملاك للحكم المُتسَرِّع.

و من حُسن الحَظّ أنَّ كبار مفَسّري الشيعة و متكلّميهم قاموا بدراسة هذه الآيات القرآنية، بل و أقدم بعضهم على تأليف كتب مستقلة في هذا المجال.

و حيث إنّ معالَجة هذه الآيات واحدة واحدةً لا تحتملُها هذه الرسالةُ فإنّنا نحيل القرّاء الكرام إلى الكتب المذكورة في الهامش- تنزيه الأنبياء للسيد المرتضى، و عصمة الأنبياء للفخر الرازي، و مفاهيم القرآن لجعفر السبحاني ج5 فصل عصمة الأنبياء-.

منشأ العصمة و سببها

يمكن انّ نلَخّص منشأ العصمة و سببها في أمرين:

ألف : إنّ الأنبياء حيث إنّهم يتمتعون بمعرفة واسعة بالله سبحانه، لا يَستبدلون رضاه تعالى بشيء مطلقاً.

و بِعبارة أُخرى : انّ إدراكهم العميق للعظمة الإلهيّة و للجمالِ و الكمال الإلهيّين يمنعهم من التوجّه إلى أيّ شيء غير الحقّ تعالى، و التفكير في أيّ شيء غير الله سبحانه.

إنّ هذه المرتَبَة و الدَّرَجة من المعرفة هي التي قال عنها الإمامُ أميرُ المؤمنين عليُ بن أبي طالب(ع): "ما رَأَيتُ شَيئاً إلاّ وَ رَأَيْتُ اللهَ قبْلَهُ، و بَعْدَهُ و مَعَهُ"- بحار الأنوار 70 / 22 .

و قال عنها الإمام الصادقُ (ع): "وَ لكنِّي أعْبُدُهُ حُبّاً لَهُ فتلكَ عِبادةُ الكِرامِ"-المصدر السابق: 70 / 18 ضمن الحديث 9.

ب : إنّ اطّلاع الأنبياء الكامل على نتائج الطاعة و ثمارها، و على آثار المعصية و تبعاتها السَيئة، هو سبب صيانتهم عن مخالفة الأمر الإلهيّ.

على أنّ العصمة المطلقة مختصّة بثلَّة خاصّة من أولياء الله، إلاّ أنّ في إمكان بعض المؤمنين الأتقياء أنْ يكونوا معصومين عن ارتكاب المعصية في قسم عظيم من أفعالهم، فالفَرد المتّقي مثلاً، لا يُقدم على الإنتحار، أو قتل الأبرياء أبداً- قالَ الإمامُ عليُ بن أبي طالب (ع) عن هذا الفريق: "هُم و الجَنّةُ كَمَنْ قَدْ رآها فَهُمْ فيها مُنَعَّمون، وَ هُمْ و النّارُ كَمَنْ قد رَآها فَهُمْ فيها مُعَذَّبُون" - نهج البلاغة، الخطبة رقم 193 الموجّهة إلى همّام.

بل و حتّى بعضُ الأشخاص العاديّين يتمتعون بالعصمة عن بعض الذنوب، و للمثال لا يُقدمُ أيُّ شخص على لمس سلك كهربائي فعّال تجنباً من الصَعق بالتيار الكهربائي.

و من البَيّن أنّ العصمة في هذه الموارد ناشئ من العِلم القطعيّ بآثار عمله السيئة، فإذا كان مثل هذا العِلم حاصلاً للشخص في مجال تبعات الذنوب الخطيرة جداً أيضاً، كان ذلك موجباً حتماً لصيانة الشخص عن المعصية.

لا تنافي بين العصمة و الاختيار

نَظَراً لمَنشأ العصمة نُذَكّر بأنّ العصمة لا تنافي إختيار المعصوم، و كونه حرّاً في إرادته، بل إنّ الشخصَ المعصومَ مع مَعرفته الكاملة بالله، و بآثار الطاعة و المعصية و نتائجهما، يمكنه أنّ يرتكب المعصية و إنْ لم يستخدم هذه القدرة، مثل الوالد الحنون الذي يقدر على قتل ابنه، و لكنّه لا يفعل ذلك أبَداً.

و أوضحُ من ذلك هو عدمُ صدور القبيح من الله تعالى، فإنَّ الله القادرَ المطلَق يمكنه أن يُدخلَ الصالحين المطيعين في جهنم، أو يُدخِل العاصِين في الجنة، إلاّ أنّ عدلَه و حكمته يمنعان من القيام بمثل هذا العمل.

و مِن هذا البيان يتضح أَنَّ تركَ المعصية و التزام الطاعة، و العبادة، يُعتبران مفخرة كبرى للأنبياء، لأنّهم مع كونهم قادرين على ترك الطاعة، و فعل المعصية، لا يفعلون ذلك اختياراً، و بإرادة منهم.

العصمة لاتلازم النبوّة

نحن مع اعتقادنا بعصمة جميع الأنبياء لا نرى أنّ العصمة تلازم النبوّة، أي أنّنا لا نرى أنّ كلَ معصوم هو نبيٌّ بالضرورةِ، و إنْ كان كلّ نبيٍّ معصوماً بالضرورة، فربّ إنسان معصومٌ و لكنّه ليس بِنبيّ، فها هو القرآنُ الكريم يقول حول السيدة مريم: (يا مَرْيَمُ إنّ اللهَ اصْطفاكِ وَ طَهَّرَكِ و اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ العالَمِيْن- آل عمران / 42.

إنّ استخدامَ القرآن الكريم للفظة "الاصطفاء" في شأن السيّدة مريم (س) يَدلُّ على عِصمتها لأنّ نفسَ هذه اللَّفظة "الإصطفاء" استخدمت في شأن الأنبياء سلامُ الله عليهم أيضاً:

(إنّ الله اصْطَفى آدمَ و نُوحاً و آلَ إبراهيمَ و آلَ عِمرانَ عَلى العالَمِيْن- آل عمران / 33.

هذا مضافاً إلى أنّ الآية قد تحدَّثتْ حول طهارة السيدة مريم(س)، و المقصود هو طهارتها من أيّ نوع من أنواع الرجْس، و المعصية، و ليست هذه الطهارة و البراءة هو براءتها من الذنب الذي رَمَتْها اليهودُ به في مجال ولادة عيسى منها من دون والد، لأنّ تبرئة مريم من هذه المعصية ثبتت في الأيّام الأُولى لولادة عيسى(ع) بتكلُّمه- (فَأشارَتْ إليه...)- مريم / 29. فلم تعُدْ حاجة إلى بيان ذلك مجدّداً.

إضف إلى ذلك أنّ الآية تتحدّث عن مريم قبل ان تحمل بالمسيح، حيث جاء حديث حملها له عبر هذه الآية فلاحظ.

لُزُوم عِصمَةِ الإمام

ثبت في محلّه أنّ الامام و الخليفة ليس قائداً عاديّاً، يقدر على إدارة دفّة البلاد اقتصادياً، و سياسيّاً، و حفظ ثغور البلاد الإسلامية تجاه الأعداء فقط، بل ثمّة وظائف أُخرى يجب أن يقومَ بها مضافاً إلى الوظائف المذكُورة. و قد أشرنا إليها في الأصل السابق.

إنّ القيام بِهذه الوَظائف الخطيرة مثل تفسير القرآن الكَريم، و بَيان الأحكام الشرعيّة، و الإجابة على أسئلة الناس الإعتقادية ، و الحيلولة دون تسرّب الانحراف إلى العقيدة، و التحريف إلى الشريعة، رهنُ علم واسع، لا يخطئ و لا يتطرّق إليه الاشتباهُ. و الأشخاص العاديّون إذا تَوَلَّوا هذه الأُمور لن يكونوا في مأمن عن الخطأ والزللِ.

على أنّه يجب أن نَعلمَ بأنّ العصمة لا تساوي النبوّة، و لا تلازمُها و لا تستلزمها، لأنّه ربما يكونُ الشخص معصوماً عن الخطأ و لكن لا يتمتع بمقام النبوة أي لا يكون نبياً.

و أوضحُ نموذج لذلك السيدةُ مريم العذراء التي مرّت الإشارةُ إلّى أدلّة عصمتها، عند الحديث عن عصمة الأنبياءِ و الرُسُل. - راجع كتاب الإلهيّات، تأليف صاحب هذه الرسالة: 2 / 146 ـ 198 .

ثم إنّ هناك - مضافاً إلى التحليل و الاستدلال العقلي السابق - أُموراً تدلُّ على عصمةِ الإمام نذكر هنا بعضها:

1- تعلّق إرادةِ الله القطعيّة و الحتمية بطهارة أهل البيت عن "الرجس"كما قال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً)- الأحزاب / 33.

إنّ دَلالَة هذه الآية على عِصمة أهل البيت(ع) تكونُ على النحو التالي: إنّ تعلّق إرادة الله الخاصّـة بطهـارة أهـل البيت من أي نـوع من أنواع الرّجس يلازمُ عصمَتهم مِن الذُنوب و المعاصي، لأنّ المقصودَ مِن تطهيرهم من "الرِّجس" في الآية هو تطهيرهم من أيّ نوع مِن أنواع القذارة الفِكرية و الرُّوحِيَّة، و العَمَليّة التي من أبرزها المعاصي و الذُنوب.

و حيث إنّ هذه الإرادة تعلّقَتْ بأفراد مخصوصين لا بجميع الأفراد، فإنّها تَختَلِف عن إرادة التطهير التي تعَلّقت بالجميع بدونِ إستثناء. إن إرادةَ التَّطهير التي تَشملُ عامّة المسلمين إرادةٌ تشريعيةٌ (وَ لَكِن يُرِيدُ لِيُطَهّرَكُمْ ) - المائدة / 6. و ما أكثر الموارد الّتي تتخلّف فيها هذه الإرادةُ، و لا تتحقق بسبب تمرّد الأشخاص، و عدم إطاعتهم للأوامر و النواهي الشرعية في حين أنّ هذه الإرادة إرادةٌ تكوينيّةٌ لا يتخلّف فيها المرادُ و المتعلَّقُ (و هو العصمة عن الذَّنب و المعصية) عنها أبداً.

و الجدير بالذكر أن تعلّق الإرادة التكوينيّة الإلهيّة بعصمة أهل البيت(ع) لا توجبُ سَلب الإختيار و الحريّة عنهم تماماً كما لا يوجب تعلّق الإرادة التكوينية الإلهيّة بعصمة الأنبياء سلبَ الإختيار و الحرية عن الأنبياء أيضاً (و قد جاءَ تفصيل هذا الموضوع في كتب العقائد).

2- إنّ أئمة أهل البيت (ع) يمثِّلون بحكم حديث الثقلين الذي قال فيه رسولُ الله: "إني تاركٌ فيكمُ الثَّقَلَين كتابَ الله وعترتي" عِدلَ القرآن الكريم، يعني أنّه كما يكون القرآنُ الكريمُ مصوناً من أيّ لون من ألوانِ الخطأ و الإشتباه، كذلك يكون أئمة أهلِ البَيت مصونين من أيّ لون من ألوانِ الخطأ الفكري، و العملي، و معصومين من أيّ نوع من أنواعِ الزَلَل و الخَطَل.

و هذا المطلب واضحٌ تمامَ الوضوح، إذا أمعنّا في العبارات التي جاءت في ذيلِ الحَديث المذكور.

ألف: "ما إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِما لَنْ تَضِلُّوا أَبَداً".

ب: "إنَّهما لَنْ يَفْتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ".

لأنّ ما يكون التمسُّكُ به موجباً للهداية و أنه لا يفترق عن القرآن(المصون و المعصوم) مَصُونٌ و معصومٌ هو كذلك .

3- لقد شَبَّهَ رسولُ الله (ص) أهلَ بيته بسفينةِ نوح التي ينجو من الغرق من رَكِبها و يغرق في الأمواج من تخلّف عنها، إذ قال: "إنّما مَثَلُ أهل بَيْتي كَسَفينَةِ نُوْح مَن رَكِبَها نَجا وَ مَنْ تخلَّفَ عَنهاَ غَرِقَ"- مستدرك الحاكم: 2 / 151، و الخصائص الكبرى للسيوطي: 2 / 266.

بالنَظَر إلى هذه الأدلّة الّتي بينتها بصورة موجزة تكونُ عصمة أهل البيت واضحةً، و حقيقةً مبرهَناً عليها.
و من الجدير بالذِّكر أنّ الأدلّة النَقليّة على عِصمة أهل البَيت (ع) لا تنحصر في ما ذكرناه.

http://www.imamsadeq.org/html/maqalat/m ... x.php?id=5


تحياتي لكم جميعا
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

حقيقة التقية في الفكر الاسلامي

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم

ايها المؤمنون / السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

لاحظوا هذا العنوان في موضوع "التقية في الفكر الاسلامي":

http://www.rafed.net/books/aqaed/altaqia/index.html

تحياتي للجميع
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

موقف جماعة من علماء الشيعة حول التطبير

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم

ايها المؤمنون المحترمون

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


هذا موقف جماعة من علماء الشيعة حول التطبير :

http://www.alalbait.4t.com/fav_topics/b ... ber_3.html

تحياتي
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

ابن الجنيدي!!
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 146
اشترك في: الثلاثاء مارس 07, 2006 8:17 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة ابن الجنيدي!! »

اللهم أشهد علي

اللهم إني لم أكن زيدياً أو جعفرياً


ولكني كنت سنياً

واللهم إني بحثت في الزيدية وفي كتبها ومراجعها

واللهم إني بحثت في الجعفرية وفي كتب ومراجع هي أقل مما قرأته عن الزيدية


واللهم أني وجدت أن الجفرية هي الحق لاغيرة


وأزيدك من القصيد بيت


هو أني وصلت إلى الجعفرية بتزكية من الزيدية
الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام:
صمام الأمان للدولة الإسلاميــــــــــة ..
..

http://www.althqlin.net/sounds/ram/1289.ram

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

ابن الجنيدي!! كتب:اللهم أشهد علي

اللهم إني لم أكن زيدياً أو جعفرياً


ولكني كنت سنياً

واللهم إني بحثت في الزيدية وفي كتبها ومراجعها

واللهم إني بحثت في الجعفرية وفي كتب ومراجع هي أقل مما قرأته عن الزيدية

واللهم أني وجدت أن الجفرية هي الحق لاغيرة


وأزيدك من القصيد بيت


هو أني وصلت إلى الجعفرية بتزكية من الزيدية
مبروك أخي إبن الجنيدي !!

فقط أستغرب أنكم طالعتم كتب زيدية أكثر من إثني عشرية !!
أين تعيشون يا ترى في عهد الإمام الهادي أم في عصر المتوكل على الله إسماعيل !!

المعروف والمشهور والمعلوم أن كتب الزيدية كتب نادرة والمطبوع منها قليل !!
وأن كتب الإثني عشرية هي أكثر إنتشاراً منها وأرخص أثماناً وأجمل نظرة وطباعة !!



أنا كما يعلم الله تفتحت أنظاري على التشيع من كتب الإثني عشرية التي كنت أجدها في كل مكان !!
وصادفت بداية كتب المستبصرين من أمثال الإدريسي صاحب المغرب وأحمد الكاتب السوداني وصالح الورداني المصري وغيرهم !!

وفعلاً مريت بمرحلة تشيع إثني عشرية كنت أرى فيها أن أوجب الواجبات وأهم أركان الدين والعقيدة أن نفضح أعمال أبوبكر وعمر ومن معهم .. واقتنعت بأغلب الأفكار الــ 12 ية !!


لكن بمن الله بعد البحث والتقصي وجدت في الزيدية المنبع الصافي !

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

مكرررررررررر

alhashimi
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1048
اشترك في: الجمعة فبراير 29, 2008 12:44 am

مشاركة بواسطة alhashimi »

السلام عليكم

اخي العزيز علي محمود قد قرات بعض من الموقع الذي طرحت رابطة عن موضوع التطير

ولكن هذا ليس صحيحا ابدا الم تسمع ما قال المهاجر

http://youtube.com/watch?v=PjNnIBWekfU&feature=related

حبيبي اسمع كويس وعي وارجو ان لا تنشروا بيننا كلام والواقع كلام اخر


فهذا عالم من علمائكم يبيح ذلك وهذا لا يتطابق مع ما ورد في المو قع المذكور

تحياتي












وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عيانا

ابن الجنيدي!!
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 146
اشترك في: الثلاثاء مارس 07, 2006 8:17 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة ابن الجنيدي!! »

علي الحضرمي كتب:

مبروك أخي إبن الجنيدي !!

فقط أستغرب أنكم طالعتم كتب زيدية أكثر من إثني عشرية !!
أين تعيشون يا ترى في عهد الإمام الهادي أم في عصر المتوكل على الله إسماعيل !!

المعروف والمشهور والمعلوم أن كتب الزيدية كتب نادرة والمطبوع منها قليل !!
وأن كتب الإثني عشرية هي أكثر إنتشاراً منها وأرخص أثماناً وأجمل نظرة وطباعة !!



أنا كما يعلم الله تفتحت أنظاري على التشيع من كتب الإثني عشرية التي كنت أجدها في كل مكان !!
وصادفت بداية كتب المستبصرين من أمثال الإدريسي صاحب المغرب وأحمد الكاتب السوداني وصالح الورداني المصري وغيرهم !!

وفعلاً مريت بمرحلة تشيع إثني عشرية كنت أرى فيها أن أوجب الواجبات وأهم أركان الدين والعقيدة أن نفضح أعمال أبوبكر وعمر ومن معهم .. واقتنعت بأغلب الأفكار الــ 12 ية !!


لكن بمن الله بعد البحث والتقصي وجدت في الزيدية المنبع الصافي !


ياعزيزي الإمام الهادي عندي صورة مخطوط هو اثبات ولاية أمير المؤمنين علي بن ابي طالب



ويا عزيزي في المخطوط خط سيدي الامام الهادي وسطر لعنة الواضح والصريح للشيخين

قال هاكذا كما في المخطوط ( لعنهــــــــــــــــم اللــه ) وتقريباً اغلب الأئمة أن لم يكن كلامهم لعن فهو اللعن ولكن بطريقة سياسية .. أي تقية سياسية تناسب الوضع الذي عاشة الأئمة بين اليمنيين ..

نعم يا صديقي من الواجب ان يعلم المسلمين من هو المخطئ ومن هو السبب في تمزيق الأمة لأن هذا خطب جلل يستدعي إلى البحث والتأني ثم سرد الحقيقة ..


وبث خبر السبب في بكاء الرسول (ص) عندما بكى بسبب الشيخين وبسبب ما يضمراه في نفسيهما تجاه الإمام علي عليه السلام
الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام:
صمام الأمان للدولة الإسلاميــــــــــة ..
..

http://www.althqlin.net/sounds/ram/1289.ram

ابن الجنيدي!!
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 146
اشترك في: الثلاثاء مارس 07, 2006 8:17 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة ابن الجنيدي!! »

على فكرة ..


أغلب ما قرأته من كتب الزيدية التي نالها شرف الطبع فصدقني هو يزكي عقيدة الجعفرية

وما مالم يناله شرف الطبع من كتب الزيدية فأقول ( ماخفي كان أعظم ) :)
الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام:
صمام الأمان للدولة الإسلاميــــــــــة ..
..

http://www.althqlin.net/sounds/ram/1289.ram

ابن الجنيدي!!
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 146
اشترك في: الثلاثاء مارس 07, 2006 8:17 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة ابن الجنيدي!! »

ايضاً على فكرة


أنا لا أملك كتب تخص المذهب الأثني عشري

كل ما كنت أقرأة كنت أستعيرة من صديق ولايوجد معي كتب


فأتمنى أن يصل هذا الى الأخوة الاثني عشرية فيكرمونا بما طبع لنقتنية يوماً ما :)
الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام:
صمام الأمان للدولة الإسلاميــــــــــة ..
..

http://www.althqlin.net/sounds/ram/1289.ram

alimohammad
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 357
اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm

... و آمنوا بولاية اهل البيت عليهم السلام

مشاركة بواسطة alimohammad »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام على الاخوة المؤمنين جميعا

السلام على الذين آمنوا بولاية الله تبارك و تعالى

و آمنوا بولاية رسول الله صلى الله عليه و آله

و آمنوا بولاية اهل البيت عليهم السلام

ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَ عَلَى النَّاسِ وَ لَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ

http://www.aqaed.com/mostabser/index.html
ماشاء الله لاقوة الا بالله، عليه توكلت و اليه انيب.

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

أين الأخ المشرف , يتكرم بحذف تعقيبات الإمامية من موضوع الأخ الزيدي ؟
على الأقل اتركوا فرصة للرجل يكتب ويوجه موضوعه كما يريد !!


ابن الجنيدي , كذبت , فحاشا سيدي الهادي عليه السلام أن يلعن الشيخين رضي الله عنهما , وإن كانت من مخطوطة , فهي من دسائس الرافضة أخزاهم الله , والمخطوط له عدة نسخ فالرافضي أدنى من أن نصدقه .

ولو كان مذهب الهادي عليه السلام , هو اللعن لكان اللعن منتشر بلا حرج - ولا حرج في الدين .
فالتقية ليست ديناً لنا , نتخذها مع الإكراه وغير الإكراه . فتأمل واهدأ من التحمس الفارغ .

ولا تكن من الإثنين الهالكين" المحب الغال والمبغض القال "
والسلام
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“