مقابلة السيد عبدالملك الحوثي مع صحيفة الناس

[علي الحضرمي]

بسم الله الرحمن الرحيم

المقابلة التي أجرتها صحيفة الناس مع السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله

يوم الجمعة بتاريخ 26 ربيع الثاني 1429هـ

o صحيفة الناس: نبدأ فيما حدث اليوم من تفجير في صعدة أصابع الاتهام وجهت إليكم وأنتم سارعتم إلى إدانته واتهام طرف ثالث من هو ؟

· السيد عبد الملك : لا يخفى على من يتابع الأحداث أن هناك فريقا داخل السلطة له موقف سلبي من اتفاق الدوحة ويعارض أي حلول سلمية وينادي بالحرب كأسلوب وحيد لمعالجة قضية صعدة وهذا الفريق على رأسه بعض القادة العسكريين وبعض السياسيين وحتى بعض البرلمانيين وله إعلامه القائم على التحريض وإثارة النزاعات والفرقة داخل المجتمع اليمني وهذا الفريق يستفيد من الحرب وينتفع منها لتثبيت قواعده وأركانه داخل السلطة من أجل حسابات للمستقبل ، كما يستفيد ماديًّا ففي الحرب تبدد المليارات من أموال الشعب بسخاء لا نظير له في تدعيم القتل والدمار والخراب ، ويستفيد هذا الفريق سياسيا عبر ابتزاز كل الأطراف في البلد باسم الوطنية التي فتكوا تحت عنوانها بأبناء الوطن ونهبوا خيراته وأضاعوا أمنه ومزّقوا نسيجه الاجتماعي ، وهذا الفريق بذل جهدًا كبيرًا إعلاميا وسياسيا من أجل إثارة الحرب من جديد وإفشال المساعي القطرية الحميدة وكان له موقف سلبي حتى من القطريين لا لشيء إلا لوساطتهم في إنهاء الحرب وإحلال السلام ، وفي هذا السياق يعمد هذا الفريق على إثارة الحرب بأسلوب أكثر خطورة وهو القيام بارتكاب جرائم فظيعة وتوظيفها واستغلالها للدفع باتجاه الحرب وهذا ما بدى واضحا في الحادثة الأخيرة وانا على يقين أن لهذا الفريق ارتباطات خارجية مضرة بالبلد وعلى حساب أمنه واستقراره.

o صحيفة الناس: محافظ صعدة اتهمكم مباشرة وخطيب المسجد المستهدف كذلك وقبلها اتهمتكم وزارة الدفاع في بيان رسمي بقتل 7 جنود عزل من السلاح في ضحيان عصر يوم الثلاثاء الماضي ؟

· السيد عبد الملك : الاتهامات التي وجهها بعض الحاقدين الذين أعماهم حقدهم لا تستند إلى الحقيقة ولا تعتمد على دليل ولا برهان وهؤلاء الذين اتهمونا هم من أمروا قبل أسبوع بتدمير جامع ذيبان في حيدان على المصلين يوم الجمعة وهم من لا أخلاق لهم ، أما حادثة ضحيان فقد طالبنا من حينها بتشكيل لجنة تحقيق لأن إطلاق النار بدأ من موقع جرف الهوى العسكري وتسبب في الحادث ولم تتجاوب السلطة لهذا الطلب لأنها تخشى الحقيقة من تشكيل لجنة تقصي الحقائق والسلطة في الوقت الذي تكيل فيه الاتهامات هي تتجاهل ما تقوم به هي من جرائم وعمليات قتل غير مبررة ففي يوم أمس قتلوا في النقاط العسكرية في سفيان ومنبه ثلاثة شهداء وجرحوا آخرين بدون أي مبرر وقبلها عمليات قتل في نقطة العند ونقطة مفرق الطلح وعمليات قتل في حيدان شملت حتى النساء وتدمير للقرى والمساجد هناك في هذه الأيام بدباباتها علنا والذين تقوم السلطة بقتلهم من رجال ونساء في حيدان وغيرها من مناطق صعدة هم بشر مسلمون لهم كرامتهم ولهم إنسانيتهم والحرمة المغلظة للاعتداء عليهم ولكن الإعلام لا ينصف وينحاز إلى الطرف الظالم .


o صحيفة الناس: أنتم متهمون بإعلان التمرد المسلح والخروج على الدولة واستخدام القوة في مواجهة السلطات القائمة ، ماذا تريدون بالتحديد وإلى أين تريدون المضي بحركتكم ؟·

السيد عبد الملك : استخدامنا للقوة المتمثلة ببندقية الكلاشنكوف وقذائف الآر بي جي هو للإضطرار في مواجهة اعتداء السلطة علينا بالطيران وراجمات الصواريخ والدبابات والمدفعية الميدانية والهاون وغير ذلك من الأسلحة المتوفرة لدى السلطة فنحن لم نبدأ بالحرب ولكنهم هم من فرضوا الحرب علينا ويعتدون علينا إلى قرانا وبيوتنا ولذلك نضطر للدفاع عن أنفسنا وهذا حق مشروع مقدس شرعيا وفطريا وإنسانيا، فالمسألة ليست مسألة أن لدينا أهدافا ومشاريع نفرضها بالقوة ونحارب لتحقيق مكاسب معينة أبدًا ليس الأمر كذلك فلدينا الأسلوب الآخر المتمثل بالنشاط الثقافي السلمي أما الحرب فللدفاع فقط .


o صحيفة الناس: هل لا زلت ترى إمكانية نجاح الوساطة القطرية في ظل هذه الأحداث وما أسباب تعثر اتفاق الدوحة ؟·

السيد عبد الملك : لست متفائلا بنجاح الوساطة القطرية لأن هذا يحتاج إلى إرادة وجِذّ وحرص على البلد وسلامه وأمنه من جانب السلطة وهذا غير موجود إضافة إلى ما يقوم به فريق الحرب المتاجر بالدماء والأرواح من جهود وأعمال لإعاقة الجهود المبذولة من أجل السلام .



o صحيفة الناس: الدولة تتهمكم بالتنصل عن الاتفاق برفضكم النزول من الجبال رغم التزامها هي بكل ما عليها كما تقول؟


· السيد عبد الملك : السلطة هي التي لم تطبق شيئًا من الاتفاق والاتفاق واضح وتسلسله واضح أيضا ، وبنوده مرتبة بشكل واضح وهو يقضي بالإفراج عن جميع السجناء في مدة أقصاها شهر من حين توقيع الاتفاق ويرسم خطوات متتالية نحو ا لسلام بتسلسل واضح لم تطبق السلطة شيئا من ذلك كله ، أما البند السابع الذي له موقعه ومرحلته في الاتفاق وهو ينص على بسط النظام العام في المديريات كغيرها من مديريات الجمهورية اليمنية فالمديريات في صعدة خاضعة للسلطة ويتواجد فيها المسئولون ويمارسون أعمالهم ولا أحد يمنعهم من ذلك .




o صحيفة الناس: السيد عبدالملك : هل تتوقعون اندلاع حرب خامسة بينكم وبين الدولة؟ وهل أنتم مستعدون لمزيد من المواجهات وإلى متى ؟


· السيد عبد الملك : هناك سعي حثيث من المجرمين النفعيين المتاجرين بالدماء على إثارة حرب جديدة ولا أستبعد وقوع ذلك ، ولكني هنا أذكّر بأمور :

1- في حال قامت السلطة بشن حرب جديدة فإنها ستلقى من جانبنا ردًّا غير مسبوق وتمتد الحرب إلى محافظات متعددة في الشمال والجنوب ومناطق حساسة بالنسبة للسلطة وستتكبد السلطة من الخسائر أكثر بكثير من مجموع خسائرها في الحروب الأربعة السابقة.

2- نحن الآن أقوى منا بكثير عددا وعدة وإمكانيات من الماضي وأعظم من كل ذلك نراهن على الله ونستفيد من مظلوميتنا ولنا أيضا تحالفات داخلية جيدة ستظهر ثمرتها في الوقت الملائم ولدينا الخبرات من الحروب الماضية ولنا التدفق المعلوماتي والاختراق الذي يفيدنا جَيّدًا .

3- لدينا القدرة على خوض حرب طويلة الأمد ولدينا القدرة على الاستمرار في الصراع عبر الأجيال.

4- وضع السلطة الراهن ووضع البلد لا يناسب معه شن حرب كبيرة إلا إذا لم يبق لدى السلطة قليل من الذكاء .



o صحيفة الناس: من أين تحصلون على كل هذا الدعم الذي يمكنكم من الصمود طيلة هذه الفترة في مواجهة قوات الدولة والأمن ؟

· السيد عبد الملك : نعتمد على الله الذي بيده خزائن السماوات والأرض وهو خير الرازقين وهو الرزاق ذو القوة المتين ، كما نستفيد من الدعم المحلي ، وكما أن الجميع لدينا ينطلقون بأنفسهم وأموالهم بدافع إيماني وديني .




o صحيفة الناس: متى التقيتم بأعضاء الوساطة القطرية وماذا دار بينكم وما هو أبرز ما طلبوه منكم وطلبتموه منهم؟



· السيد عبد الملك : التقينا مرتين بالأخوة القطريين وما دار بيننا من حديث يتعلق بالاتفاق وسبل تطبيقه والعمل على إنجاحه .

o صحيفة الناس: ما هي أبرز نقاط الخلاف بينكم وبين الدولة في بنود اتفاق الدوحة وكيف يتم تسويتها من وجهة نظركم؟

· السيد عبد الملك : اتفاق الدوحة أصبح اتفاقًا موقعا مقبولا فليس الخلاف على نفس الاتفاق المشكلة أن السلطة لا تريد تطبيق إلا بند واحد هو البند السابع وتصيغ له تفسيرات عجيبة لا تتفق مع النص ومع عباراته أما بقية البنود فتحاول السلطة التهرب من تطبيقها .


o صحيفة الناس: النائب علي أبو حليقة رئيس اللجنة الرئاسية الجديدة أعلن الخميس الماضي عن بدء مهمة لجنته في صعدة غدًا السبت هل ترى إمكانية بالنسبة لكم وهل تتعاملون مع اللجان الرئاسية في تنفيذ الاتفاق؟

· السيد عبد الملك : نتعامل مع أي لجنة رئاسية في تطبيق الاتفاق ومن ضمن بنود الاتفاق اعتماد خمسة مندوبين لنا منصوص عليهم بأسمائهم .

o صحيفة الناس: كلمة أخيرة تودون قولها عبر صحيفة الناس ؟



· السيد عبد الملك : الوضع في صعدة يمثل خطورة على البلد بكله وبجميع أبنائه ولذلك فالجميع في اليمن معنيون من حيث المسئولية ومن حيث مردود الضرر البالغ والكبير أن يتحركوا من أجل اليمن ومن أجل أنفسهم لإيقاف نزيف الدم ولبلسمة الجروح وألا يتركوا الأمور ويتجاهلوا الوضع حتى يتم استغلاله خارجيًّا كما هو الحال في دارفور والعاملون من أجل السلام في اليمن هم الأشجع والأفضل والأقدر والأكثر إخلاصا ، أما المجرمون ومعهم المتجاهلون والمتغاضون فليس للبلد فيهم أي أمل.