أيام قلائل تفصلنا عن يوم العرض الأول لمسرحية ( إنتخاب المحافظين ) ! هذه المسرحية التي أخرجها وأنتجها النظام اليمني على عجل وبسرعة قياسية تم إجراء كل التعديلات القانونية اللازمة على قانون السلطة المحلية لشروط إنتخاب المحافظين عن طريق أعضاء المجالس المحلية .. !!
التعديلات تضمنت مواد تجيز للرئيس رأساً إعفاء أي محافظ منتخب من مسؤليته وعزله مباشرةً ! وهذا يكفي كدلالة على عظمة هذا الإنجاز !
مجموعة من الدوافع والأهداف والمرامي السلطوية تقف وراء هذا القرار الرئاسي المربك كما وصفته بعض الشخصيات المعارضة !
الدوافع الجوهرية لمسرحية إنتخاب المحافظين !!
وجد النظام نفسه محاصراً بمجموعة من الإستحقاقات والمشاكل ، فضلاً عن أن عام واحد تقريباً وتحديداً هو الزمن المتبقي لخوض الإنتخابات البرلمانية الرابعة بعد الوحدة والتي ستكون بلا شك الأكثر سخونة مما سبقها !
النظام الحاكم من الآن يريد أن يهيأ الأجواء لعملية إكتساح جديدة في تلك الإنتخابات المرتقبة !
في نفس الوقت يجد نفسه مطالب بالوفاء بوعوده الإنتخابية الرئاسية التي حتى الآن لم يتحقق أي منها بل على العكس ..!
ودعونا من وعود النووي والسكك الحديدية وأمثالها .... !
ولنستذكر نماذج من وعود أخرى قطعها لنا الرئيس أثناء حملاته الإنتخابية في إنتخابات سبتمبر 2006 م !
- الجرع وإرتفاع الأسعار :
الجميع سمع الرئيس خاصةً في مهرجان منطقة ( رداع ) وهو يؤكد ويعلنها : أنه لا جرع بعد اليوم ؟!
يومها كان سعر الكيس القمح - كمثال - أقل من 2500 ريال ؟
واليوم هاهو بفضل التنمية قد نمى سعره إلى الـــــ 7000 ريال وقابل للزيادة !
أما المواد الغذائية والأساسية الأخرى فحدث ولا حرج !!
- البطالة :كم إنتشى فرحاً وطرباً بعض الشباب العاطلين بكل غباء حينما صدقوا أن الرئيس سيفي بوعده الإنتخابي المتعلق بالقضاء على البطالة خلال عامين فقط !!
وهاهي قد مرت الأيام ولم يتبقى على المهلة المحددة سوى بضعة أشهر ؟!
وليس التغطية على عدم الوفاء بالوعود الإنتخابية هو الوحيد من أسباب ودوافع مسرحية إنتخاب المحافظين فهناك أمور أخرى منها :-
قضية صعدة التي لم تندمل جراحها بعد ، وما نتج عنها من آثار على عدة مستويات ومحاولة التهرب من إلتزامات تجاهها وهي القضية التي أعلنت إنكسار هيبة الجيش والنظام لدى عامة الشعب !
مما أتاح الفرصة لظهور إحتجاجات وفعاليات سلمية في المحافظات الجنوبية إتسمت بالجرأة والشجاعة الغير مسبوقة !
أبطال المسرحية !
ستوكل مهمة البطولة في مسرحية إنتخاب المحافظين أولاً على أبواق السلطة على إختلاف اسمائها ومسمياتها ومهامها !
من قنوات إلى إذاعات إلى صحف ومجلات إلى .... إلى .... الخ !
سيتحدث كل أولئك عن هذا الإنجاز الفريد والعظيم والوحيد في تأريخ البشرية ؟!
سيطنبون في الإشادة بحكمة القائد وحنكة القائد وديمقراطية القائد وعظمة القائد الرمز !!
أبطال آخرون سيقومون بدور المحافظين الجدد الذين جاءوا عبر صناديق الإقتراع !!
ولا شك ولا ريب أنهم سيكونون في أغلبهم تكراراً لنفس الوجوه الكريهة !
اللقاء المشترك ( كمبارس المسرحية ) ؟!
قد يستغرب البعض توصيف المعارضة بأنهم كمبارس أو أصحاب الدور الثانوي في المسرحية !
خاصة وأنهم قد أظهروا موقفاً قوياً بقرار المقاطعة ؟
لكن المعارضة سيقومون بدور الكمبارس سواء شعروا أم لم يشعروا وذلك حينما تصبح مقاطعتهم سلبية على أساس الترقب والإنتظار فقط !!
فمن المفترض أن يصاحب قرار المقاطعة مجموعة من الفعاليات الإحتجاجية السلمية يكون هدفها تعرية هذه المسرحية ، وإرغام النظام على إعادة النظر فيها وإعادة النظر أولاً في تفاصيل العملية الإنتخابية بشكل عام بدءً من مراجعة كشوفات الناخبين المليئة بالأموات والجنود المكررين ومروراً بتفعيل الرقابة الداخلية والخارجية على الإنتخابات - أي إنتخابات رئاسية أو برلمانية أو محلية - وإنتهاءً بالعمل على تجسيد الإستقلال الحقيقي للجنة الإنتخابات تمهيداً للإنتخابات التشريعية القادمة .
بعد المسرحية !
ربما يظن النظام أنه بمسرحيته سيخفف بعض السخط المنتشر بين عموم المواطنين من جراء سياساته !
وربما سيحاول إستغلال المسرحية وإستثمارها سياسياً داخلياً وخارجياً !
لكن كل ذلك لن يغير شيئاً على الواقع !
ستظهر وجوه جديدة - بحسب توقعاتنا – خاصة من الشخصيات الجنوبية سواء كمحافظين أو كوزراء جدد في حكومة جديدة يتم تشكيلها بعد المسرحية المذكورة !
الواحد والأصفار !
ما معنى أن يملك لص
أعناق جميع الأشراف
ليس اللص شجاعاً أبداً
لكنّ الأشراف تخاف
والثعلب قد يبدو أسداً
في عين الأسد الخواف
ما بلغ ( الواحد ) مقداراً
لولا أن واجه أصفاراً
فغدا الآف الآلاف !!
أحمد مطر ....
( مسرحية ) .. إنتخاب المحافظين ؟!
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1036
- اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am