صعدة الـــــــغراء وإرتباطها الوثيق بالعصيد تروى له القصص وتسرد الحكايات ،، فمن صعدة يأتي الإناء التقليدي والتاريخي المتفرد لإعداد العصيد بالطريقة الإحترافية .. وهذا الإناء ينحت من الصخر ، وله مناجم خاصة بمديرية رازح .... ولايضاهيه إناء آخر على الإطلاق وربما عالميا ..
وبصعدة حيث يسود العصيد مطبخها ويتربع على عروش المواعد والموائد يسانده المثال القائل العصيد خيرة ماتصيد ... ولربما أعتقد البعض أن أهل صعدة يعانون من مشاكل بأسنانهم ... وذاك منفي جملة ولفظا وتفصيلا بالماضي .. لكن ومنذ ثلاثة عقود دخلت هذه المشكلة لصعدة وأصبح الكثير يعانون من أمراض اللثة والأسنان لكثرة مضغهم القات المعالج كيميائيا ثم التدخين الشره ... وبالتالي تكرس إستعمال العصيد ... وفي هذه الحالة مع السلتة (الحلبة) ليسهل البلع .. حيث يطلق بعظهم على هذه العادة المحمودة مسمى "اللطف الخفي " ..
ومما لاشك به أن العصيد يشغل حيزا واسعا من ثقافة وأدبيات صعدة وأن المصنفات المخطوطة الموجودة بخزائن إما مؤممة أو محضور طباعتها .. لاشك أنها حوت النوادر والنفائس وتفنن أصحابها وأبدعوا بوصف العصيد وتقريضه وإيراد أنبل المعاني بخصائصة وأجود أنواع الشرح لبديع صنعه وإعداده وتنوعه وتفرعه .. حيث يقال عصيدا فيدا .. وهريشا ، وشاربا ، وأبيضا ، وأحمرا ..... الخ .. وأشتهر عن أهل صعدة تسميتهم الرومانسية ( العشقية) للقيمات العصيد حيث يطلقون عليا إسم كواعيب ... وهو تصغيرا لإسم ثدي الفتاة اليافعة .. ولكن الصعديين ليسوا متأدبين وشاعريين مع العصيد وحسب ... بل تمتد الإسماء الشاعرية للكثير فمثلا الرغيف الصغير يسمونه حنون .. من مصدر الحنان ، والأوسط حمامي من الحمام .. وهكذا رغم ما يقال عنهم أو ماروي عن أحدهم .. حيث كان مدعوا بمنزل صنعاني ... وعندما شاهد صاحبنا طقوس إعداد السلتة ورآئ كل يدلي بدلوه للحرضة ( الحرضة إناء صعدي منحوت من الصخر) فدعوه ليدلي بدلوه ، أي يضيف شيئا للسلتة إما خضار ونحوه .. فأعتذر الرجل أن صعدة ممثلة بقوة ويتجسد تمثيلها بالإناء ... لكن لم يقتنعوا وأعادوا دعوته للمشاركة ... فوضع بالسلتة كرة من العصيد .... وهناك أسم لعاصمة مديرية دوعن بمحافظة حضرموت حيث تسمى حريضة .. ولست أعلم إن كان الإسم تصغيرا لحرضة عصيد صعدة .. لكن كل شئ جائز وخاصة عندما نسمع القصيدة التي تختتم .... يماني الإصل وساكن دوعـــــــنا ..
وحاليا نحن بصعدة نعاني من التهميش والنسيان و التجاهل المتعمد علاوة على وضع الرجل الغير مناسب بمكان .. وطبعا هذا التهميش الممنهج حدى ببعضهم للتفكير بالإنفصال ... وكانت الورطة بكيفية إطلاق إسم للكيان الجديد ... صعودية .. الصعداوية ... التصعيدية . . ووقع الجميع في حيص بيص .. وأدركوا أن الأوائل وقبل آلاف السنين لم تفتهم المشكلة ولم يمروا عليها مرور الكرا م فسموا الإقليم كاملا " يمن " ببساطة ورشاقة وخفة ... ثلاثة أحرف هجائية ... وأهلها يدعون .. يمانون ، يمانيون ، يمنيين .... سواء كان من ظفار أو المحويت أو حضرموت ...... أو إب .. أوصعدة الغراء ....
أحدهم وجد الحل ... وكان هذا العبقري قد تخرج من جامعة صنعاء كأول طالب بمجموعته من كلية الزراعة ، وكان موعودا بمنحة للدراسة العليا ... لكنه تفاجأء أن من يأتي دونه بمخمسة عشر طالب قد فاز بالمنحة لكون أباه مسئولا حكوميا .. ... صاحبنا أصيب بالإحباط وعوضا عن الهندسة الزراعية إنصرف لبيع الإسمنت والصخور ..... هذا المهندس نتيجة شعوره بالخيبة ... إقترح أن نطلق على الكيان الصعدي المقترح .. صعدة - عصيد ستان .
صـعـــــدة - عصيد ستـــان ....!؟
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال: