هل حماس عميلة لإسرائيل ؟!
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 105
- اشترك في: الخميس مارس 30, 2006 2:21 pm
هل حماس عميلة لإسرائيل ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
هل حماس عميلة لإسرائيل ؟!
ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين وصلي وسلم وبارك على محمد وآله ..
ملاحظة هامة : القصة التالية هي قصة افتراضية وهي لغرض البيان لمن ألقى السمع وهو شهيد فأقول وعلى الله التوكل ومنه التوفيق :
خلال المواجهات الدامية وبين النيران الحامية ، التي سببت كثيرا من البكاء والعويل بين حماس وإسرائيل ، سقط عشرات الشهداء وتفشت موجة الرعب بين الأعداء ، فإسرائيل تقتل النساء والأطفال وحماس ترد بصواريخها وبالإستشهاديين الأبطال ، فقلقلت أمن الصهاينة وكشفت عزيمتهم المتهاوية ، وخلال هذه المواجهات المريعة قام في العراق أحد رجال الشيعة ، وأدلى ببيان عن حماس وهو المعروف بموالاته لأمريكا بين الناس ، فقال:
- يحرم الدعاء لحركة حماس في حربها ضد إسرائيل لأن أهل السنة هم أكثر خطرا على الإسلام من إسرائيل.
- أن حركة حماس ومن ورائها حركة الإخوان المسلمين في العالم هي المسؤولة عن عمليات القتل التي يتعرض لها الشيعة في العراق ويقتلون بالعشرات دون ذنب سوى أنهم شيعة.
-أن حركة حماس قد خانت القضية الفلسطينية لأنها وافقت على تهدئة مع العدو الإسرائيلي بل قد أصبحت مجرد حرس حدود لإسرائيل.
- أن حركة حماس تضطهد المسلمين الشيعة على قلتهم في فلسطين وتعتدي على حرياتهم ولا تقبل أن تكون لهم مساجد خاصة بعد أن استلمت زمام الأمور في غزة.
- أن حركة حماس تقدس كتاب البخاري وهو الكتاب الذي روى عمن مدح قاتل الإمام علي بن أبي طالب.
- أن حركة حماس تكفر أحد أهم الصحابة في الإسلام ألا وهو أبو طالب عم النبي وناصره وحاميه ومربيه.
- أن حركة حماس لا تفعل شيئا سوى إلقاء بعض الألعاب النارية على إسرائيل مما يؤدي إلى خراب غزة وتدميرها ولا تحقق أي إنجازات ولا يمكن وصف ما تفعله بالمقاومة ولا ما تنجزه بالانتصار
- أن حركة حماس مجرد حركة عميلة للخارج تنفذ أيديولوجية الإخوان المسلمين في مصر وتعمل على امتصاص الأزمات التي يمرون بها وتعمل على تحسين شروط مفاوضاتهم مع النظام المصري ومع النظام الدولي ولو على حساب الدمار الكبير الذي يسببونه في غزة وعلى أهلـِها وعلى أطفالها وبنيتها التحتية.
- أن حركة الإخوان المسلمين التي انبثقت من مصر وتعمل لأجلها حماس هي حركة فرعونية مصرية تهدف للسيطرة على العرب وتشكل خطرا قوميا عليهم ولذلك يجب أن يدعو جميع خطباء الشيعة في خطبة الجمعة على اليهود ومن هاودهم وعلى النصارى ومن ناصرهم وعلى الفراعنة ومن فرعنهم.
- أن الشهيد القائد عبدالعزيز الرنتيسي مسؤول عن عمليات تفجير وقعت في العراق.
وبعد أن أدلي هذا الشخص الشيعي الذي يعرف بعلاقات ودية مع أمريكا بهذا التصريح الخطيرسأله أحد الصحفيين حول اتهامات له بأنه يعمل ضمن أجندة أمريكية إسرائيلية لا سيما وهو يعمل على تخذيل حركة حماس أثناء حربها الشريفة وكأنما هو مركز إعلامي صهيوني فيجيبه بكل صلف : بالطبع لا فأنا أعمل من أجل الإسلام وأعمل من أجل القومية العربية ولا أعمل لا لمصلحة أمريكا ولا إسرائيل .. أما حركة حماس فهي العميلة لإسرائيل وهي عميلة لأمريكا أيضا بدليل التلميحات الودية التي تبعثها من حين لآخر لأمريكا وللاتحاد الأوروبي وبدليل تلميحها بإمكانية الاعتراف بدولة إسرائيل 48 كما أن حركة حماس لا تهتم بالمصلحة الوطنية الفلسطينية ولو كانت تهتم لما تسببت بكل ذلك الدمار الذي يلحق بأهل غزة في مقابل بعض الألعاب النارية التي تطلقها ولما قبلت أن تشتعل غزة من أجل أن تحل مشكلة الفراعنة في مصر !!
ثم سأله أحد الصحفيين سؤالا آخر : ولكن كيف يحق لك أن تتكلم باسم التشيع والمقاومة بينما حزب الله الشيعي المقاوم الذي قدم التضحيات أكثر منك ويعيش قادته حياة جهادية بسيطة متواضعة تنسجم مع التدين والتقوى أكثر منك ويناوئون أمريكا وإسرائيل أكثر منك ، كيف تفسر تحالفهم الاستراتيجي مع حماس ؟! وكيف يحق لك أن تصادر خطاب التشيع والإسلام منهم وهم أكثر منك التزاما وتضحيات ؟!
فأجاب ذلك الشخص الشيعي : إن حزب الله هو حزب سني وليس شيعيا !!
فما هو حكمكم – يا معشر السنة – على هذا الشيعي العراقي ؟!
وهل هو معفي أمام الله ورسوله في واجب الوحدة بين المسلمين وهو يخذل غيره من المجاهدين لأنه ليسوا على مذهبه ؟!
وهل هو مخلص لمذهبه الشيعي أم يستغله لتفريق الصف ولخدمة مصالح أمريكا وإسرائيل ؟!
لا بد أن أي عاقل سيدرك أنه رجل مذهبي مريض يستخدم المذهبية لتيسير مهمة الصهاينة في ضرب حماس !!
هل حماس عميلة لإسرائيل ؟!
ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين وصلي وسلم وبارك على محمد وآله ..
ملاحظة هامة : القصة التالية هي قصة افتراضية وهي لغرض البيان لمن ألقى السمع وهو شهيد فأقول وعلى الله التوكل ومنه التوفيق :
خلال المواجهات الدامية وبين النيران الحامية ، التي سببت كثيرا من البكاء والعويل بين حماس وإسرائيل ، سقط عشرات الشهداء وتفشت موجة الرعب بين الأعداء ، فإسرائيل تقتل النساء والأطفال وحماس ترد بصواريخها وبالإستشهاديين الأبطال ، فقلقلت أمن الصهاينة وكشفت عزيمتهم المتهاوية ، وخلال هذه المواجهات المريعة قام في العراق أحد رجال الشيعة ، وأدلى ببيان عن حماس وهو المعروف بموالاته لأمريكا بين الناس ، فقال:
- يحرم الدعاء لحركة حماس في حربها ضد إسرائيل لأن أهل السنة هم أكثر خطرا على الإسلام من إسرائيل.
- أن حركة حماس ومن ورائها حركة الإخوان المسلمين في العالم هي المسؤولة عن عمليات القتل التي يتعرض لها الشيعة في العراق ويقتلون بالعشرات دون ذنب سوى أنهم شيعة.
-أن حركة حماس قد خانت القضية الفلسطينية لأنها وافقت على تهدئة مع العدو الإسرائيلي بل قد أصبحت مجرد حرس حدود لإسرائيل.
- أن حركة حماس تضطهد المسلمين الشيعة على قلتهم في فلسطين وتعتدي على حرياتهم ولا تقبل أن تكون لهم مساجد خاصة بعد أن استلمت زمام الأمور في غزة.
- أن حركة حماس تقدس كتاب البخاري وهو الكتاب الذي روى عمن مدح قاتل الإمام علي بن أبي طالب.
- أن حركة حماس تكفر أحد أهم الصحابة في الإسلام ألا وهو أبو طالب عم النبي وناصره وحاميه ومربيه.
- أن حركة حماس لا تفعل شيئا سوى إلقاء بعض الألعاب النارية على إسرائيل مما يؤدي إلى خراب غزة وتدميرها ولا تحقق أي إنجازات ولا يمكن وصف ما تفعله بالمقاومة ولا ما تنجزه بالانتصار
- أن حركة حماس مجرد حركة عميلة للخارج تنفذ أيديولوجية الإخوان المسلمين في مصر وتعمل على امتصاص الأزمات التي يمرون بها وتعمل على تحسين شروط مفاوضاتهم مع النظام المصري ومع النظام الدولي ولو على حساب الدمار الكبير الذي يسببونه في غزة وعلى أهلـِها وعلى أطفالها وبنيتها التحتية.
- أن حركة الإخوان المسلمين التي انبثقت من مصر وتعمل لأجلها حماس هي حركة فرعونية مصرية تهدف للسيطرة على العرب وتشكل خطرا قوميا عليهم ولذلك يجب أن يدعو جميع خطباء الشيعة في خطبة الجمعة على اليهود ومن هاودهم وعلى النصارى ومن ناصرهم وعلى الفراعنة ومن فرعنهم.
- أن الشهيد القائد عبدالعزيز الرنتيسي مسؤول عن عمليات تفجير وقعت في العراق.
وبعد أن أدلي هذا الشخص الشيعي الذي يعرف بعلاقات ودية مع أمريكا بهذا التصريح الخطيرسأله أحد الصحفيين حول اتهامات له بأنه يعمل ضمن أجندة أمريكية إسرائيلية لا سيما وهو يعمل على تخذيل حركة حماس أثناء حربها الشريفة وكأنما هو مركز إعلامي صهيوني فيجيبه بكل صلف : بالطبع لا فأنا أعمل من أجل الإسلام وأعمل من أجل القومية العربية ولا أعمل لا لمصلحة أمريكا ولا إسرائيل .. أما حركة حماس فهي العميلة لإسرائيل وهي عميلة لأمريكا أيضا بدليل التلميحات الودية التي تبعثها من حين لآخر لأمريكا وللاتحاد الأوروبي وبدليل تلميحها بإمكانية الاعتراف بدولة إسرائيل 48 كما أن حركة حماس لا تهتم بالمصلحة الوطنية الفلسطينية ولو كانت تهتم لما تسببت بكل ذلك الدمار الذي يلحق بأهل غزة في مقابل بعض الألعاب النارية التي تطلقها ولما قبلت أن تشتعل غزة من أجل أن تحل مشكلة الفراعنة في مصر !!
ثم سأله أحد الصحفيين سؤالا آخر : ولكن كيف يحق لك أن تتكلم باسم التشيع والمقاومة بينما حزب الله الشيعي المقاوم الذي قدم التضحيات أكثر منك ويعيش قادته حياة جهادية بسيطة متواضعة تنسجم مع التدين والتقوى أكثر منك ويناوئون أمريكا وإسرائيل أكثر منك ، كيف تفسر تحالفهم الاستراتيجي مع حماس ؟! وكيف يحق لك أن تصادر خطاب التشيع والإسلام منهم وهم أكثر منك التزاما وتضحيات ؟!
فأجاب ذلك الشخص الشيعي : إن حزب الله هو حزب سني وليس شيعيا !!
فما هو حكمكم – يا معشر السنة – على هذا الشيعي العراقي ؟!
وهل هو معفي أمام الله ورسوله في واجب الوحدة بين المسلمين وهو يخذل غيره من المجاهدين لأنه ليسوا على مذهبه ؟!
وهل هو مخلص لمذهبه الشيعي أم يستغله لتفريق الصف ولخدمة مصالح أمريكا وإسرائيل ؟!
لا بد أن أي عاقل سيدرك أنه رجل مذهبي مريض يستخدم المذهبية لتيسير مهمة الصهاينة في ضرب حماس !!
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 105
- اشترك في: الخميس مارس 30, 2006 2:21 pm
هذه القصة الافتراضية الكابوسية ، واضحة الدلالة وضوح الشمس لمن ألقى السمع وهو شهيد ، وواضح فيها شناعة الموقف الذي اتخذه ذلك الشخص الشيعي المتحالف مع أمريكا الذي يعيش عيشة الترف في حياته وليس له من الإسلام إلا اسمه ومن القرءان إلا رسمه كيف صادر الخطاب الشيعي وتكلم بمنطق شنيع واستخدم النعرة المذهبية والقومية ليخدع عقول البسطاء ويحرك عواطفهم وغرائزهم بالباطل لتخذيل خط الجهاد ولنصرة الصهاينة والطواغيت وتقوية موقفهم في الحرب.
فإذا كانت خيانته واضحة واستغلاله للعناوين المذهبية والقومية جلية وخدمته لمخططات الأعداء ملموسة ، فكيف وهناك من يغتر به ويتأثر بكلامه ؟! وكيف بمن يبغض حماس ويحسدها ويتغافل عن حسناتها ويصدق عليها أي كذبة بمجرد سماعها لأنه يريد تصديقها ؟!
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
ولتحليل المغالطات المتضمنة في هذا الطرح والتي تهدف لخذلان المجاهدين ولتدعيم موقف المعتدين نقول وبالله التوفيق :
يمكن لكل قارئ لبيب أن يدرك الفريات العظيمة التي ألصقها ذلك الشيعي الافتراضي بحركة حماس لتحريك المشاعر المذهبية لدى الشيعة لتحقيق أهداف ضيقة تتناقض تماما مع واجبه في لم الشمل ووحدة الصف تجاه التحديات التاريخية العصيبة التي تمر بها أمتنا ونبينا وديننا ومقدساتنا وتجاه الاعتداءات الأمريكية الصهيونية التي لا تراعي حرمة ولا طفولة ،، أما وجه الخطأ والمغالطة في مثل هذه التصريحات الافتراضية فيكمن في التالي :
أولا : أنها مبنية على أكاذيب - وما أسهل الكذب – الذي قد يكون دافعه سياسيا أو استخباريا لتحقيق مصالح غير شريفة وللأسف فإن بعض الأشخاص المتعصبين مذهبيا ينتظرون دعاوى مثل هذه لكي يصدقوها لا لأنها صادقة بل لأنهم يريدون تصديقها ، والسبب أنهم قد احتاروا تماما بين ما يرونه من عظمة وجهاد بعض الحركات والأشخاص المخالفين لهم مذهبيا وبين الاعتقاد بصحة مذهبهم ، فهم يخشون أن يتأثر عامة الناس بأولئك المنتصرين الذين يخالفونهم في المذهب ولذلك تجدهم متعطشين لتصديق أي مطعن في أولئك العظماء وأولئك المنتصرين ثم يعمدون إلى نشر ذلك المطعن باعتباره حقيقة دون ترو ٍ ودون تحر لأن ذلك ينسجم مع نفسيتهم الحاسدة ، فالحاسد يتصرف هكذا يحتار كثيرا في عظمة خصومه ويبحث دائما عن عيوبهم ويضخمها ويبثها بين الناس بينما يغمض عن حسنات من يحسدهم بل وتتحول الحسنات في قاموس حسده إلى معايب.
ثانيا : حتى لو كانت هذه المعطيات صحيحة وكانت حركة حماس كما قال الشيعي الافتراضي فالسؤال هنا : لماذا أثار الموضوع في ذلك التوقيت بالذات ؟.
فنحن نعلم جميعا أن التباينات بين السنة والشيعة هي تباينات تاريخية لا يمكن حلها على المدى القصير ، ونعلم أيضا أن على الأمة أن توحد صفها وتلم شعثها وتوحد جهودها عندما يستهدف دينها وقرءانها ونبيها وعندما يأتيها الغزاة الذين لا يرعون في مؤمن إلا ولا ذمة ويستهدفون كافة المقدسات التي يؤمن بها السنة والشيعة ، نعلم هاذين المعطيين فكيف يتعاطى معهما البعض وهو يضع العقدة في المنشار؟!
يتعاطى معهما باستهتار شديد فتراه يتكلم عن ضرورة وحدة الصف بل ويدعو لذلك في كل صلاة ولكنه في الواقع يعمل على التفريق والخذلان ويظل متحريا ومتتبعا لما يظنه عيوبا في المباينين له فهو يشترط لكي يتعاون معهم ولا يخذل عنهم أن يغيروا مذهبهم وهو يعلم أن ذلك لن يكون فيؤدي بفعله إلى انتصار الغزاة الذين يباينونه أكثر من إخوانه المسلمين ويهينون جميع مقدساته بما في ذلك النبي والقرءان والشرع والعرض والأخلاق ويستبيحون ثرواته وحقوقه ويذلونه ويذلون إخوانه فبئس الفعل ما يفعل وبئس النفس ما يحمل وبئس الحسد ما يملك وبئس المؤدى الذي يدفع بهذه الأمة إليه إما بجهل أو بحقد.
ثالثا : لا يحق لأي جهة تعيش حالة الترف وتتحالف مع أمريكا وليس لها من الإسلام إلا اسمه ومن القرءان إلا رسمه أن تصادر الخطاب المذهبي لا باسم الشيعة ولا باسم السنة ولا يحق لها أن تؤثر في جمهور المذهب الذي تتحدث باسمه ولا أن توجههم ولا أن تحدد لهم العدو من الصديق لا سيما إن كان هناك عظماء من أهل نفس المذهب من يعيشون عيشة الجهاد ويقدمون التضحيات تلو التضحيات ولهم موقف مخالف تماما لذلك الموقف المشبوه المشتت للصفوف.
فإذا كانت خيانته واضحة واستغلاله للعناوين المذهبية والقومية جلية وخدمته لمخططات الأعداء ملموسة ، فكيف وهناك من يغتر به ويتأثر بكلامه ؟! وكيف بمن يبغض حماس ويحسدها ويتغافل عن حسناتها ويصدق عليها أي كذبة بمجرد سماعها لأنه يريد تصديقها ؟!
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
ولتحليل المغالطات المتضمنة في هذا الطرح والتي تهدف لخذلان المجاهدين ولتدعيم موقف المعتدين نقول وبالله التوفيق :
يمكن لكل قارئ لبيب أن يدرك الفريات العظيمة التي ألصقها ذلك الشيعي الافتراضي بحركة حماس لتحريك المشاعر المذهبية لدى الشيعة لتحقيق أهداف ضيقة تتناقض تماما مع واجبه في لم الشمل ووحدة الصف تجاه التحديات التاريخية العصيبة التي تمر بها أمتنا ونبينا وديننا ومقدساتنا وتجاه الاعتداءات الأمريكية الصهيونية التي لا تراعي حرمة ولا طفولة ،، أما وجه الخطأ والمغالطة في مثل هذه التصريحات الافتراضية فيكمن في التالي :
أولا : أنها مبنية على أكاذيب - وما أسهل الكذب – الذي قد يكون دافعه سياسيا أو استخباريا لتحقيق مصالح غير شريفة وللأسف فإن بعض الأشخاص المتعصبين مذهبيا ينتظرون دعاوى مثل هذه لكي يصدقوها لا لأنها صادقة بل لأنهم يريدون تصديقها ، والسبب أنهم قد احتاروا تماما بين ما يرونه من عظمة وجهاد بعض الحركات والأشخاص المخالفين لهم مذهبيا وبين الاعتقاد بصحة مذهبهم ، فهم يخشون أن يتأثر عامة الناس بأولئك المنتصرين الذين يخالفونهم في المذهب ولذلك تجدهم متعطشين لتصديق أي مطعن في أولئك العظماء وأولئك المنتصرين ثم يعمدون إلى نشر ذلك المطعن باعتباره حقيقة دون ترو ٍ ودون تحر لأن ذلك ينسجم مع نفسيتهم الحاسدة ، فالحاسد يتصرف هكذا يحتار كثيرا في عظمة خصومه ويبحث دائما عن عيوبهم ويضخمها ويبثها بين الناس بينما يغمض عن حسنات من يحسدهم بل وتتحول الحسنات في قاموس حسده إلى معايب.
ثانيا : حتى لو كانت هذه المعطيات صحيحة وكانت حركة حماس كما قال الشيعي الافتراضي فالسؤال هنا : لماذا أثار الموضوع في ذلك التوقيت بالذات ؟.
فنحن نعلم جميعا أن التباينات بين السنة والشيعة هي تباينات تاريخية لا يمكن حلها على المدى القصير ، ونعلم أيضا أن على الأمة أن توحد صفها وتلم شعثها وتوحد جهودها عندما يستهدف دينها وقرءانها ونبيها وعندما يأتيها الغزاة الذين لا يرعون في مؤمن إلا ولا ذمة ويستهدفون كافة المقدسات التي يؤمن بها السنة والشيعة ، نعلم هاذين المعطيين فكيف يتعاطى معهما البعض وهو يضع العقدة في المنشار؟!
يتعاطى معهما باستهتار شديد فتراه يتكلم عن ضرورة وحدة الصف بل ويدعو لذلك في كل صلاة ولكنه في الواقع يعمل على التفريق والخذلان ويظل متحريا ومتتبعا لما يظنه عيوبا في المباينين له فهو يشترط لكي يتعاون معهم ولا يخذل عنهم أن يغيروا مذهبهم وهو يعلم أن ذلك لن يكون فيؤدي بفعله إلى انتصار الغزاة الذين يباينونه أكثر من إخوانه المسلمين ويهينون جميع مقدساته بما في ذلك النبي والقرءان والشرع والعرض والأخلاق ويستبيحون ثرواته وحقوقه ويذلونه ويذلون إخوانه فبئس الفعل ما يفعل وبئس النفس ما يحمل وبئس الحسد ما يملك وبئس المؤدى الذي يدفع بهذه الأمة إليه إما بجهل أو بحقد.
ثالثا : لا يحق لأي جهة تعيش حالة الترف وتتحالف مع أمريكا وليس لها من الإسلام إلا اسمه ومن القرءان إلا رسمه أن تصادر الخطاب المذهبي لا باسم الشيعة ولا باسم السنة ولا يحق لها أن تؤثر في جمهور المذهب الذي تتحدث باسمه ولا أن توجههم ولا أن تحدد لهم العدو من الصديق لا سيما إن كان هناك عظماء من أهل نفس المذهب من يعيشون عيشة الجهاد ويقدمون التضحيات تلو التضحيات ولهم موقف مخالف تماما لذلك الموقف المشبوه المشتت للصفوف.
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 105
- اشترك في: الخميس مارس 30, 2006 2:21 pm
وإذا كنا لم نحتج وقتا طويلا لإدراك شناعة ذلك المنطق الافتراضي لمجرد أنه منسوب لأحد شخصيات الشيعة فهل سيختلف شيء إن كان منسوبا لأحد مشائخ أهل السنة ؟!
فهذا المنطق وللأسف هو نفس المنطق ونفس النعرة التي يستخدمها بعض الذين صادروا الخطاب السني اليوم ضد إيران وحزب الله ، وللأسف نسمع أصواتا سنية هنا وهناك تؤيدهم وتصدقهم وتميل على ميلهم دون أن تتنبه للمغالطة الكبرى التي تهدف إلى اللعب على مشاعره المذهبية والقومية لصالح المشروع الصهيوأمريكي تماما كحال ذلك الشخص الشيعي المفترض.
ولأن الواجب الشرعي والمسؤولية أمام الله ورسوله اليوم تفرض علينا جميعا رص الصفوف وتجاوز التباينات في مواجهة الأخطار الطاغوتية المتربصة بالإسلام والمسلمين فقد كتبت هذا الموضوع توضيحا لأولئك الذي يصرون على استعداء إيران وحزب الله ويستخدمون نبرة المذهبية والقومية كما يعملون جاهدين على استحضار كل مظاهر التباين التاريخية بين السنة والشيعة في فترة يستهدف فيها الإسلام والنبي والقرءان والأقصى وكل مقدسات السنة والشيعة ليس هذا فحسب بل ويستخدمون الكذب والدجل والافتراء وكل ما هو كفيل بإثارة النعرات والعصبيات وتحقيق هدفهم لتفريق الصف وتضعيف جبهة الممانعة وتقوية موقف أمريكا وإسرائيل وكل ذلك وللأسف يحدث باسم مذهب أهل السنة وجلهم وخيرهم منه براء كما سأبين.
مظاهر ذلك المنطق السقيم عند أهل السنة :
في خضم المعركة التاريخية التي تجري اليوم بين قطبين هامين في المنطقة حول مستقبلها وشكلها وموازين القوى فيها تشكل إيران وسوريا والسودان وحزب الله وحماس وحركة الإخوان المسلمين والناصريين في مصر وحركة الشهيد حسين بدرالدين الحوثي في اليمن وبعض الشخصيات المعروفة بتاريخها ونضالها وإيمانها ونزاهتها كعمر كرامي وسليم الحص وفتحي يكن وهاشم منقارة وميشيل عون وسمير القنطار في لبنان والأستاذ عبدالباري عطوان في فلسطين وغيرهم كثير مما لا يسعنا ذكرهم وهؤلاء جميعا يشكلون محورا للممانعة قطبه وثقله الأكبر إيران فهي تمثل العمق الاستراتيجي الداعم له سياسيا و لوجستيا وماديا ومعنويا وعسكريا .. ويهدف هذا المحور لمواجهة الأطماع الأمريكية الصهيونية في منطقتنا وفي أرضنا وفي ثروتنا وفي ديننا وعدم الاستسلام لإرادة المحتلين والكافرين والغاصبين والمتجبرين ويتسم بأنه محور متنوع ففيه الشيعة وفيه السنة وفيه القوميون وفيه العلماء وفيه المفكرون وفيه رفقاء السلاح وفيه الفرس وفيه العرب ويلتف حوله أهم الشخصيات المناضلة في أمتنا العربية والإسلامية ، وفي المقابل فإن هناك محورا آخر بمشروع آخر وأهداف أخرى وهو المحور الأمريكي الصهيوني الذي تقوده أمريكا يتبعها في ذلك إسرائيل والسعودية ومصر والأردن وبعض دول الخليج وبعض الشخصيات المشبوهة بسلوكها وعلاقاتها وأهدافها كمحمود عباس ومحمد دحلان في فلسطين وكوليد جنبلاط وسمير جعجع وسعد الحريري في لبنان وغيرهم ، ويهدف هذا المحور لتمزيق جسد هذه الأمة وإيقاظ المشاعر المذهبية البغيضة في صفوفها ويهدف إلى تحويل قضية الصراع العربي الإسرائيلي إلى قضية عربية معزولة عن بقية المسلمين من القوميات الإسلامية الأخرى أولا ثم إلى تحويلها إلى قضية فلسطينية معزولة عن بقية العرب.
وفي خضم هذه المعطيات وهذه الاصطفافات التاريخية خرج علينا بعض المفتين من أهل السنة في السعودية والكويت وهما الدولتان المعروفتان بعلاقاتهما الوثيقة والتحالفية والاستراتيجية مع أمريكا لكي يصدروا فتاوى مذهبية بغيضة تجاه حزب الله بسبب مذهبه الشيعي وحرموا الدعاء له بالنصر أو موالاته وحذروا من خطره.
- كما سمعنا وقرأنا هنا وهناك وفي قنوات تابعة للنظام السعودي أصواتا تتحدث باسم أهل السنة تتهم إيران بأنها وراء فرق الموت التي تستهدف السنة في العراق بالقتل.
- كما سمعنا وقرأنا وفي قنوات تابعة للنظام السعودي أصواتا تتحدث باسم أهل السنة تتهم حزب الله وتتهم إيران باضطهاد أهل السنة والاعتداء على مساجدهم ورفض بناء مساجد خاصة بهم.
- كما سمعنا وقرأنا أصواتا تتحدث باسم أهل السنة تتهم حزب الله بأنه عميل لإسرائيل وأنه مجرد حرس حدود لها لأنه توقف عن إطلاق النار عليها ولتوقيعه اتفاق نيسان 96م وتتهم إيران بأنها عميلة لأمريكا لأنها تتحاور معها بشأن الاستقرار في العراق.
- كما سمعنا أصواتا تتحدث باسم أهل السنة تتكلم عن وجود مزار في إيران لأبي لؤلؤة قاتل عمر بن الخطاب.
- كما سمعنا أصواتا تتحدث باسم أهل السنة تقول إن حزب الله لا يطلق على إسرائيل سوى ألعاب نارية وأن صموده وإحباطه لمخططات إسرائيل العسكرية لا يعد انتصارا بل هو تخريب للبنان وهدم لبنيتها التحتية.
- كما سمعنا أصواتا تتحدث باسم أهل السنة تقول إن حزب الله هو حزب عميل لإيران ولا يعمل من أجل مصلحة لبنان بل يعمل من أجل مصالح إيران ويقوم بعملياته لكي يخرج إيران من أزمات ملفها النووي المتعثر.
- كما سمعنا أصواتا تتحدث باسم أهل السنة تقول إن إيران دولة مجوسية وخطر فارسي وأن حزب الله مجرد عميل لها وهي تشكل خطرا على الأمن القومي العربي كما يشكل مشروعها النووي خطرا على العرب ولذلك نسمع بعض الخطباء السنة في خطبة الجمعة وفي غيرها من الخطب يدعون الله على اليهود ومن هاودهم والنصارى ومن ناصرهم والمجوس ومن جاس معهم ويقصدون بذلك إيران والشيعة عموما.
- كما سمعنا من بعض الدوائر التي تتحدث باسم أهل السنة أن الشهيد عماد مغنية الذي اغتالته إسرائيل كان مسؤولا عن تفجيرات الخبر في السعودية وعن حوادث أخرى في الكويت وغيرها.
- عندما أسمع خطباء أهل السنة سواء في صلاة الجمعة أو في المناسبات والمظاهرات العامة أو حتى أتحاور مع عوامهم في الحوارات الشخصية أتحسس نغمة الحسد ظاهرة تجاه حزب الله وتجاه إيران فهم يغمضون جهادهم ويغمضون دورهم في مواجهة إسرائيل ومشاريعها السرطانية وقد يذكرون ما فعله هتلر بهم وما تفعله حماس ولكنهم يطمسون دور حزب الله !! فهل هذا دليل على الإنصاف أم مؤشر على الحقد والحسد ؟!
فهذا المنطق وللأسف هو نفس المنطق ونفس النعرة التي يستخدمها بعض الذين صادروا الخطاب السني اليوم ضد إيران وحزب الله ، وللأسف نسمع أصواتا سنية هنا وهناك تؤيدهم وتصدقهم وتميل على ميلهم دون أن تتنبه للمغالطة الكبرى التي تهدف إلى اللعب على مشاعره المذهبية والقومية لصالح المشروع الصهيوأمريكي تماما كحال ذلك الشخص الشيعي المفترض.
ولأن الواجب الشرعي والمسؤولية أمام الله ورسوله اليوم تفرض علينا جميعا رص الصفوف وتجاوز التباينات في مواجهة الأخطار الطاغوتية المتربصة بالإسلام والمسلمين فقد كتبت هذا الموضوع توضيحا لأولئك الذي يصرون على استعداء إيران وحزب الله ويستخدمون نبرة المذهبية والقومية كما يعملون جاهدين على استحضار كل مظاهر التباين التاريخية بين السنة والشيعة في فترة يستهدف فيها الإسلام والنبي والقرءان والأقصى وكل مقدسات السنة والشيعة ليس هذا فحسب بل ويستخدمون الكذب والدجل والافتراء وكل ما هو كفيل بإثارة النعرات والعصبيات وتحقيق هدفهم لتفريق الصف وتضعيف جبهة الممانعة وتقوية موقف أمريكا وإسرائيل وكل ذلك وللأسف يحدث باسم مذهب أهل السنة وجلهم وخيرهم منه براء كما سأبين.
مظاهر ذلك المنطق السقيم عند أهل السنة :
في خضم المعركة التاريخية التي تجري اليوم بين قطبين هامين في المنطقة حول مستقبلها وشكلها وموازين القوى فيها تشكل إيران وسوريا والسودان وحزب الله وحماس وحركة الإخوان المسلمين والناصريين في مصر وحركة الشهيد حسين بدرالدين الحوثي في اليمن وبعض الشخصيات المعروفة بتاريخها ونضالها وإيمانها ونزاهتها كعمر كرامي وسليم الحص وفتحي يكن وهاشم منقارة وميشيل عون وسمير القنطار في لبنان والأستاذ عبدالباري عطوان في فلسطين وغيرهم كثير مما لا يسعنا ذكرهم وهؤلاء جميعا يشكلون محورا للممانعة قطبه وثقله الأكبر إيران فهي تمثل العمق الاستراتيجي الداعم له سياسيا و لوجستيا وماديا ومعنويا وعسكريا .. ويهدف هذا المحور لمواجهة الأطماع الأمريكية الصهيونية في منطقتنا وفي أرضنا وفي ثروتنا وفي ديننا وعدم الاستسلام لإرادة المحتلين والكافرين والغاصبين والمتجبرين ويتسم بأنه محور متنوع ففيه الشيعة وفيه السنة وفيه القوميون وفيه العلماء وفيه المفكرون وفيه رفقاء السلاح وفيه الفرس وفيه العرب ويلتف حوله أهم الشخصيات المناضلة في أمتنا العربية والإسلامية ، وفي المقابل فإن هناك محورا آخر بمشروع آخر وأهداف أخرى وهو المحور الأمريكي الصهيوني الذي تقوده أمريكا يتبعها في ذلك إسرائيل والسعودية ومصر والأردن وبعض دول الخليج وبعض الشخصيات المشبوهة بسلوكها وعلاقاتها وأهدافها كمحمود عباس ومحمد دحلان في فلسطين وكوليد جنبلاط وسمير جعجع وسعد الحريري في لبنان وغيرهم ، ويهدف هذا المحور لتمزيق جسد هذه الأمة وإيقاظ المشاعر المذهبية البغيضة في صفوفها ويهدف إلى تحويل قضية الصراع العربي الإسرائيلي إلى قضية عربية معزولة عن بقية المسلمين من القوميات الإسلامية الأخرى أولا ثم إلى تحويلها إلى قضية فلسطينية معزولة عن بقية العرب.
وفي خضم هذه المعطيات وهذه الاصطفافات التاريخية خرج علينا بعض المفتين من أهل السنة في السعودية والكويت وهما الدولتان المعروفتان بعلاقاتهما الوثيقة والتحالفية والاستراتيجية مع أمريكا لكي يصدروا فتاوى مذهبية بغيضة تجاه حزب الله بسبب مذهبه الشيعي وحرموا الدعاء له بالنصر أو موالاته وحذروا من خطره.
- كما سمعنا وقرأنا هنا وهناك وفي قنوات تابعة للنظام السعودي أصواتا تتحدث باسم أهل السنة تتهم إيران بأنها وراء فرق الموت التي تستهدف السنة في العراق بالقتل.
- كما سمعنا وقرأنا وفي قنوات تابعة للنظام السعودي أصواتا تتحدث باسم أهل السنة تتهم حزب الله وتتهم إيران باضطهاد أهل السنة والاعتداء على مساجدهم ورفض بناء مساجد خاصة بهم.
- كما سمعنا وقرأنا أصواتا تتحدث باسم أهل السنة تتهم حزب الله بأنه عميل لإسرائيل وأنه مجرد حرس حدود لها لأنه توقف عن إطلاق النار عليها ولتوقيعه اتفاق نيسان 96م وتتهم إيران بأنها عميلة لأمريكا لأنها تتحاور معها بشأن الاستقرار في العراق.
- كما سمعنا أصواتا تتحدث باسم أهل السنة تتكلم عن وجود مزار في إيران لأبي لؤلؤة قاتل عمر بن الخطاب.
- كما سمعنا أصواتا تتحدث باسم أهل السنة تقول إن حزب الله لا يطلق على إسرائيل سوى ألعاب نارية وأن صموده وإحباطه لمخططات إسرائيل العسكرية لا يعد انتصارا بل هو تخريب للبنان وهدم لبنيتها التحتية.
- كما سمعنا أصواتا تتحدث باسم أهل السنة تقول إن حزب الله هو حزب عميل لإيران ولا يعمل من أجل مصلحة لبنان بل يعمل من أجل مصالح إيران ويقوم بعملياته لكي يخرج إيران من أزمات ملفها النووي المتعثر.
- كما سمعنا أصواتا تتحدث باسم أهل السنة تقول إن إيران دولة مجوسية وخطر فارسي وأن حزب الله مجرد عميل لها وهي تشكل خطرا على الأمن القومي العربي كما يشكل مشروعها النووي خطرا على العرب ولذلك نسمع بعض الخطباء السنة في خطبة الجمعة وفي غيرها من الخطب يدعون الله على اليهود ومن هاودهم والنصارى ومن ناصرهم والمجوس ومن جاس معهم ويقصدون بذلك إيران والشيعة عموما.
- كما سمعنا من بعض الدوائر التي تتحدث باسم أهل السنة أن الشهيد عماد مغنية الذي اغتالته إسرائيل كان مسؤولا عن تفجيرات الخبر في السعودية وعن حوادث أخرى في الكويت وغيرها.
- عندما أسمع خطباء أهل السنة سواء في صلاة الجمعة أو في المناسبات والمظاهرات العامة أو حتى أتحاور مع عوامهم في الحوارات الشخصية أتحسس نغمة الحسد ظاهرة تجاه حزب الله وتجاه إيران فهم يغمضون جهادهم ويغمضون دورهم في مواجهة إسرائيل ومشاريعها السرطانية وقد يذكرون ما فعله هتلر بهم وما تفعله حماس ولكنهم يطمسون دور حزب الله !! فهل هذا دليل على الإنصاف أم مؤشر على الحقد والحسد ؟!
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 105
- اشترك في: الخميس مارس 30, 2006 2:21 pm
ولبيان أن هذه المظاهر ليست إلا مؤامرة على الإسلام واستغلالا من بعض الأنظمة الموالية لأمريكا لمشاعر أهل السنة وللقوميين العرب لا بد من نقاش ذلك تحت هذه العناوين :
أولا : من هي الفئة السنية الأولى بتمثيل أهل السنة في هذا الزمان ؟!
من بلاء هذا الزمان أن يصادر بعض المترفين خطاب أهل السنة وهم جزء واضح من المشروع الأمريكي المعادي للإسلام سنة وشيعة !! فهل يحق لهم توجيه القاعدة الجماهيرية الكبيرة لأهل السنة فيحددون لها العدو من الصديق والصواب من الخطأ وهم لا يعيشون في سلوكهم ما يوحي بأنهم أتقياء أو علماء أو حريصون على الإسلام أو أهل السنة ؟!
فإذا لم يكن من حق أولئك المترفين أو أبواقهم المذهبية الحديث باسم أهل السنة فمن الأولى بذلك في هذا الزمان ؟!
لا شك بأن حركة حماس السنية التي تقدم كل يوم التضحيات تلو التضحيات والتي يحمل قادتها نعوشهم على أكفهم وينتظرون الشهادة ليل نهار ويعيشون عيشة الزهد ويجسدون سيرة الصحابة ويرفعون رؤوس العرب ويشفون غليل المؤمنين فلا يضرهم من ناوأهم هم أحق من يتكلم في هذا الزمان باسم أهل السنة وهم أحق من يؤثر في قاعدتهم الجماهيرية العريضة وهم أحق من يحدد لهم العدو من الصديق والصواب من الخطأ وهم أحق من يقود أهل السنة للجهاد والنصر إن شاء الله بما من الله على قيادتها وكوادرها ومجتمعها من توفيق وإيمان وبطولة وصبر يشرف به أي عربي ويفخر به أي مسلم فضلا عن أهل السنة ..
فأولئك الرجال والنساء والأطفال الذين قدموا للعالم عزالدين القسام ثم قدموا الشيخ الشهيد أحمد ياسين ، ومن قبله المهندس الشهيد يحيى عياش ومن قبلهما وبعدهما ومعهما عشرات الشهداء والعظماء الذين لا زالت أمة الإسلام عزيزة بهم رغم ذلها ولا زالت قضية فلسطين صامدة بهم رغم سقوطها أولئك الذين يعيشون عيشة الزهد ويموتون ميتة العز وهم الراكعون الساجدون الأتقياء المؤمنون الملتزمون بالشرع وتعاليمه المفارقون للباطل وزينته المعتزون بدينهم وهويتهم وتراثهم لا يبتغون من هذه الدنيا إلا الحق والحرية وسلوكهم وحياتهم دليل على ذلك وقد نصرهم الله إذ لم يكسرهم الخلل في موازين القوة بإخلاصهم فانتصروا بدمهم وأشلاء أطفالهم على آلة التدمير الغربية القبيحة وحصارها القاسي دون أن تنكسر لهم شوكة أو يهن منهم عزم ،، فمثل هؤلاء العظماء ومعهم وفي خندقهم وعلى أسلوبهم ومنهجهم رجال مؤمنون صادقون صالحون في حركة الجهاد الإسلامي التي قدمت الشهيد القائد فتحي الشقاقي وكالنظام السوداني الذي تتآمر عليه القوى الغربية وكحركة الإخوان المسلمين في مصر بقيادة المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف وكجبهة العمل الإسلامي في لبنان بقيادة الدكتور فتحي يكن وحركة التوحيد بقيادة الشيخ المظلوم هاشم منقارة إن لم يكونوا حجة فمن الحجة ؟! وإن لم يكونوا ثقة فمن هو الثقة ؟!
وفي مقابل أولئك المجاهدين نجد جبهة أخرى ورجالا آخرين يفتون وهم قاعدون ، يتحدثون ولا يجاهدون يجهلون أكثر مما يعلمون ، عقلهم سطحي وهمهم مذهبي ، لا يفرقون بين الخطر الجزئي والخطر الكلي ، ولا يدركون ما تقتضيه ساحة الحرب والجهاد والمقاومة من وحدة الصف والعض على الجروح والتعالي عن التباين والتركيز على المتوافق حتى اختلط عليهم الأمر فلا يستطيعون التمييز بين الوقت الملائم لدفع الخطر المذهبي بينما بيضة الدين تكاد تكسر فخانوا نبيهم وأعانوا عدوهم !! يخذلون من يباينهم في القليل ويشبههم في الكثير ، وينصرون من يباينهم في الكثير ويدنس أقدس مقدساتهم ويبتغي طمس دينهم فأصبحوا للكافرين ظهيرا بجهلهم وأصبحوا جزءا من حلقات ضرب الإسلام وهم يشعرون أو لا يشعرون.
وهؤلاء الرجال الذين يطلقون هذه الفتاوى المذهبية المشبوهة التي تفرق الصف وتشغل الناس بهموم صغيرة عن همهم الواحد الكبير إنما هم أذيال لأنظمة موالية لأمريكا صراحة باعت قضيتنا بأرخص الأثمان وباعت إخواننا في المخيمات والشتات لأجل حفظ العروش وتربية الكروش وفي سبيل الترف والعبث بأموال المسلمين وعقول شبابهم بفضائيات المجون والفساد واللهو واللعب ونزع الغيرة والحمية وتمييع الدين والهوية وتدنيس العرض والأرض !!
وبعد هذا كله أسأل كل سني صادق تجري في دمائه فورة الحمية على الدين والعرض ويعلم مسؤوليته أمام الله ورسوله في رص الصفوف ووحدة الكلمة للدفاع عن بيضة الدين : من من هذين الفريقين السنيين أولى بتمثيل أهل السنة في هذا الزمان فيحدد لهم العدو من الصديق والصواب من الخطأ ؟! حركة حماس أم أولئك المترفين وأبواقهم السطحية المشبوهة !!
ثانيا : ما هو موقف أولئك السنيين الأبطال من إيران وحزب الله ؟!
فإن كنت ترى أن الأولى بتمثيلك والأحرى بالثقة في مواقفهم هم المرابطون في ساحة العز والجهاد والصبر والثبات لا يضرهم خذلان من خذلهم من مشائخ الترف ولا عدوان من عاداهم الذين لا يفرطون في قضيتهم وقضيتك وقضية المسلمين بأي ثمن حتى لو كان دمائهم وأبنائهم وأنفسهم فأنت قطعا لن تحيد في ثقتك عن حركة حماس وستعلم أنها هي من ينبغي أن يثق به عامة أهل السنة في هذا الزمان فكيف بهم يعادون من تواليه وتعتبره حليفا لها ومعينا استراتيجيا على الظلم والجبروت والطاغوت وترى نفسها وإياه في محور واحد ومصير مشترك واحد وخندق واحد ؟!
وفي المقابل فإن عليك أن تعلم أن تلك الأنظمة العميلة التي تحاول أن توظف مشاعرك المذهبية لتفريق وحدة الصف قد خذلت حماسا وخذلت جميع المجاهدين وأسلمت قياداتهم للأعداء فلم يعد لهم سوى الجمهورية الإسلامية وسوريا معينا حالهم كحال حزب الله الغالب في لبنان ، فهل يحق لتلك الأنظمة بعد هذا أن تتحدث عن الخطر الشيعي على مذهب أهل السنة ؟! عن أي أهل سنة تتحدثون وأنتم تسلمون خيرة رجالها وزهرة أطفالها وعقول شبابها وتقطعون عنهم أبسط أبجديات الاستمرار في الجهاد والصمود وتوفرون لهم أجود أنواع الانحراف والمجون فلم يهب لنصرتهم سوى إخوانهم وشركائهم في المحنة والمصير من الشيعة ؟!
عجبا .. كيف يتأثر العوام بكم وأنتم الخونة المزايدون باسم مذهب أهل السنة والمستخدمون له لخدمة أغراض العدو وتفريق الصفوف إلا لو كانوا لا يفرقون بين الناقة والجمل ؟!
ثالثا: من هم أولى الناس بالعروبية في هذا الزمان ؟! وما هو موقفهم من إيران وحزب الله ؟!
وكما فصلنا فيما يتعلق بالفئة السنية الأولى بتمثيل السنة وتحديد وجهتهم وصديقهم وعدوهم فإننا سنجد نفس الأمر منطبقا على مستوى القوى المتعلقة بالطرح القومي ، فسوريا ذات النظام القومي هي اليوم النظام العربي الوحيد والأخير (إلى جوار السودان) في خندق الممانعة الذي يصر على نيل بعض الحقوق والكرامة في مواجهة إسرائيل رغم ما تتعرض له من تهديدات وضعوط أمريكية وعربية ودولية فهي الدولة العربية الوحيدة التي تنشط فيها مقرات لقوى المقاومة الفلسطينية وما زالت متهمة بأنها مسؤولة هي وإيران عما يفعله حزب الله وحماس والجهاد بإسرائيل كما تتهم بأنها مسؤولة عما تفعله قوى المقاومة العراقية بأمريكا ، ولو تخلت سوريا عن مبادئها العروبية الصادقة لانفكت العقد بينها وبين أمريكا وبينها وبين الأنظمة العربية الموالية لها وربما سيصبح الاحتلال السوري للبنان حينئذ متوافقا مع استقلال لبنان وسيادته ولن تكون هناك مشكلة رئاسية في لبنان تعرقل انعقاد القمم العربية !!
فهذه سوريا بصمودها في خندق الممانعة ودفعها ثمن ذلك بتطاول شخصيات كجنبلاط وأمثاله نراها متحالفة مع إيران ونسمعها تتحدث عن تعاون استراتيجي مع الجمهورية الإسلامية للدفاع عن القضايا القومية العربية شهد له محمد حسنين هيكل بأنه نابع من رؤية استراتيجية.
ومن جهة أخرى لمسنا المواقف الإيجابية للنظام السوداني وللقوميين الناصريين تجاه حزب الله وحربه المظفرة في تموز 2006م تجلى في تصريحات نجل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ، والموقف الإيجابي للأستاذ عبدالباري عطوان رئيس تحرير القدس العربي بما يمثله من صوت قومي حر ، والرئيس سليم الحص والرئيس عمر كرامي والأسير سمير القنطار والكاتب نجاح وكيم وغيرهم فإذا كان هذا هو موقف القوى والشخصيات القومية العروبية فكيف نسمع خطابا قوميا يعاكس ذلك ؟!
وقبل ذلك ينبغي علينا أن نجيب عن هذا السؤال : ما هي هوية أولئك الذين يتحدثون عن أخطار إيرانية باسم العروبية وما هو تاريخهم وكم هو رصيدهم النضالي ومن يكونون بالمقارنة مع سوريا ومن ذكرناهم من العروبيين المعروفين بتاريخه وبرصيدهم أعلاه ؟!
رابعا : كل من يتهم بالتبعية لإيران هم من الشرفاء :
أغلب القوى الدينية والوطنية التي ترفض الرضوخ لإرادة أمريكا تتهم بولائها لإيران ومن أطرف ما سمعناه في ذلك الاتهامات الموجهة للعماد ميشيل عون المسيحي العلماني الذي اشتهر بمناوأته للوجود السوري في لبنان اتهموه بالعمالة لإيران لمجرد أنه آوى أهل الجنوب أيام حرب تموز 2006م وعابوا عليه حرصه على التوافق الوطني مع حزب الله ذي القاعدة الشعبية العريضة في لبنان !!
فإذا كان ميشيل عون متهما بموالاة إيران وهو على هذا القدر العالي من الإنسانية والوطنية اللبنانية وإذا كانت حماس والجهاد متهمتان بذلك رغم أنهما سنيتان لأنهما تناضلان من أجل حرية بلدهما وشعبهما وإذا كانت سوريا متهمة بذلك وهي النظام القومي لأنها النظام العربي الوحيد المرابط في خندق المقاومة وإذا كانت حركة الحوثيين في صعدة متهمة بذلك رغم أنها زيدية لأنها حريصة على ترديد شعار "الموت لأمريكا وإسرائيل" وإذا كان بعض الباحثين الغربيين المنكرين لخرافة الهولوكوست متهمون بذلك وهم غربيون فمن الواضح أن تهمة الموالاة لإيران بهذا الحسبان هي سمة للإنسان النبيل الحر الوطني المناضل من أجل حرية بلده وشعبه ومن أجل الحقيقة مهما كان مذهبه ودينه وأيديولوجيته ، وكما قال السيد حسن نصر الله : "التهمة بالشريف شرف".
وفي المقابل فإن الأنظمة التي تلعب على الأوتار المذهبية البغيضة وتتحكم بكثير من منابر أهل السنة هي أنظمة تصفها أمريكا وإسرائيل بأنها أنظمة معتدلة وتفتخر بالعلاقات الدبلوماسية المتينة وبتطابق وجهات النظر إلى حد كبير معها إزاء القضايا المصيرية في المنطقة فهي وأمريكا وإسرائيل يشعرون جميعا بخطر المشروع النووي الإيراني وهي وأمريكا وإسرائيل يشعرون جميعا بأن حزب الله مغامر ويعمل من أجل خراب لبنان !!
خامسا : دعاوى الوحدة الإسلامية هل هي مجرد شعارات ؟!
الحرب على الإسلام هي حرب عالمية تتخذ عدة صور وأشكال ثقافية وعسكرية وسياسية واقتصادية وأخلاقية وكاريكاتورية وغيرها ولذلك فكل مؤمن لديه أدنى قدر من المعرفة الشرعية يعلم أن الأمر جد وهو غير مزاح وأن العمل من أجل الوحدة الإسلامية والتعالي عن التباينات المذهبية ورص الصفوف هو واجب شرعي ومسؤولية تاريخية وإلا فهي الخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.
ولذلك فإن من المنطقي أن نسمع دعوات حثيثة للوحدة الإسلامية هنا وهناك ولكن لماذا لا يتحقق هذا الهدف ؟!
هل التباينات التي بيننا هي أكبر مما بين دول الاتحاد الأوروبي التي خاضت الحرب العالمية الثانية ؟!
هل المطلوب لكي نتوحد أن يلغي أحدنا الآخر فيتحول الشيعة إلى سنة أو يتحول السنة إلى شيعة ؟!
ألا يمكن أن نتعاون أو نحسن الظن ببعضنا إلا بعد أن نحسم جميع المشاكل الفكرية العالقة بيننا منذ مئات السنين ؟!
ألن ندافع عن قدسنا ونبينا وديننا سويا إلا لو سلم أحدنا للآخر ؟!
هل المطلوب من الشيعة أكثر من الشهادتين الصلاة والصوم والزكاة والحج لكي لا ينبزهم السنة بالمجوس ؟!
هل المطلوب من الشيعة أكثر من اليد الممدودة لإخوانهم أهل السنة ؟!
ألا يعني شيئا أن تكون إيران الشيعية هي التي تدعم حماس السنية بينما خذلتها جميع الأنظمة السنية الموالية لأمريكا ؟!
هل المطلوب من الشيعة أن يتحولوا إلى أهل سنة كشرط للتعاون معهم وحسن الظن بهم ؟!
وعندما يجتمع قادة السنة والشيعة من أجل وحدة الصف ترى الحمقى منهم يضعون مشكلات مذهبية على طاولة الحوار و الوحدة فوامصيبتاه !! إن من يبحث عن الوحدة يبحث عن المتشابهات - وهي كثيرة - ولا يثير الخلافات المزمنة التي لاحل لها وكأنما يقول : إما أن تغيروا وجهة نظركم في هذه القضايا التاريخية المزمنة حالا وإلا فنجوم الظهر أقرب لكم من وحدة الصف !!! نعوذ بالله من التعصب وعمى البصيرة ولا حول ولا قوة إلا بالله !!!
سادسا : لماذا لا نجد بعض أهل السنة يقبلون اليد الممدودة من إيران و يتعاونون معها كما فعلت حماس وسوريا والسودان ؟!
إذا كان هناك شيعة عملاء ودنيون يقدمون مصلحة المذهب على مصلحة الإسلام فإن هناك سنة عملاء ودنيون أيضا يقدمون مصلحة المذهب على مصلحة الإسلام ، ولكن للأسف فإن بعض الأنظمة الموالية لأمريكا تتحكم بالكثير من المنابر السنية الموجودة في العالم الإسلامي وتستطيع أن توجه مشاعر السنة بالطريقة التي تتلائم مع مصالح المستفيدين من تشرذم الصف والشحن الطائفي والحرب المذهبية ، فتبقيهم دائما منفعلين تجاه الآخرين ومستحضرين للعصبية المذهبية عندما يتعلق الأمر بهم غير قادرين على التعاون معهم أو مجرد الاتصال بهم او مجرد تصور أي خير فيهم وبهذه الطريقة تضمن استحالة اللقاء واستحالة الاتفاق ، فكيف تتفق مع أشخاص تبغضهم وتعيش ليل نهار والمنابر تشحنك ضدهم بعد كل صلاة حتى أصبحوا هم الهم الأول والعدو الأكبر في حياتك ، ووصل نفورك منهم حدا لا يمكن تجاوزه ولا التغاضي عنه ولا التعالي عليه كيف وهم أساس كل شر وسر كل بلاء ؟!
وأشبه ما يكون ذلك بأسرتين متجاورتين أرادتا الاتحاد والاتفاق بسبب تهديدات خارجية بإبادتهما ولكن رب أحد الأسرتين يقوم إثر كل وجبة طعام وإثر كل فرض صلاة بشحن أبنائه ضد أبناء الأسرة الأخرى حتى نسي أبناؤه الأعداء الخارجيين وركزوا أن الأسرة المجاورة هي العدو الرئيس لهم فتركوها تقاتل عدوهم المبيد وحدها وراحوا يشمتون فيها ويشككون في دوافعها ويتمنون هزيمتها !! فلاحول ولا قوة إلا بالله .. فكيف بهم بعدئذ ونصال الأعداء على رقابهم تستأصل شأفتهم وتبدل دينهم وتستحل أعراضهم وأموالهم ؟! بئس القوم هم ..
لكن وجود هذه الظاهرة بين أهل السنة لا يعني أنهم جميعا قد وقعوا ضحية لها ، فالكثير منهم – بل خيرهم وأفضلهم وأمثلهم وأعقلهم وأتقاهم – قد تجاوزها وتعالى عليها وتحمل مسؤوليته أمام الله فيها ولكن ما زال هناك الكثير من قواعد أهل السنة وقياداتهم ما زالوا يستحضرون الحالة المذهبية كلما دعاهم الداعي للوحدة الإسلامية وبعضهم يتشدق ببعض الشبه لتبرير رفضه اليد الممدودة من إيران وحزب الله سنناقشها في النقطة التالية.
أولا : من هي الفئة السنية الأولى بتمثيل أهل السنة في هذا الزمان ؟!
من بلاء هذا الزمان أن يصادر بعض المترفين خطاب أهل السنة وهم جزء واضح من المشروع الأمريكي المعادي للإسلام سنة وشيعة !! فهل يحق لهم توجيه القاعدة الجماهيرية الكبيرة لأهل السنة فيحددون لها العدو من الصديق والصواب من الخطأ وهم لا يعيشون في سلوكهم ما يوحي بأنهم أتقياء أو علماء أو حريصون على الإسلام أو أهل السنة ؟!
فإذا لم يكن من حق أولئك المترفين أو أبواقهم المذهبية الحديث باسم أهل السنة فمن الأولى بذلك في هذا الزمان ؟!
لا شك بأن حركة حماس السنية التي تقدم كل يوم التضحيات تلو التضحيات والتي يحمل قادتها نعوشهم على أكفهم وينتظرون الشهادة ليل نهار ويعيشون عيشة الزهد ويجسدون سيرة الصحابة ويرفعون رؤوس العرب ويشفون غليل المؤمنين فلا يضرهم من ناوأهم هم أحق من يتكلم في هذا الزمان باسم أهل السنة وهم أحق من يؤثر في قاعدتهم الجماهيرية العريضة وهم أحق من يحدد لهم العدو من الصديق والصواب من الخطأ وهم أحق من يقود أهل السنة للجهاد والنصر إن شاء الله بما من الله على قيادتها وكوادرها ومجتمعها من توفيق وإيمان وبطولة وصبر يشرف به أي عربي ويفخر به أي مسلم فضلا عن أهل السنة ..
فأولئك الرجال والنساء والأطفال الذين قدموا للعالم عزالدين القسام ثم قدموا الشيخ الشهيد أحمد ياسين ، ومن قبله المهندس الشهيد يحيى عياش ومن قبلهما وبعدهما ومعهما عشرات الشهداء والعظماء الذين لا زالت أمة الإسلام عزيزة بهم رغم ذلها ولا زالت قضية فلسطين صامدة بهم رغم سقوطها أولئك الذين يعيشون عيشة الزهد ويموتون ميتة العز وهم الراكعون الساجدون الأتقياء المؤمنون الملتزمون بالشرع وتعاليمه المفارقون للباطل وزينته المعتزون بدينهم وهويتهم وتراثهم لا يبتغون من هذه الدنيا إلا الحق والحرية وسلوكهم وحياتهم دليل على ذلك وقد نصرهم الله إذ لم يكسرهم الخلل في موازين القوة بإخلاصهم فانتصروا بدمهم وأشلاء أطفالهم على آلة التدمير الغربية القبيحة وحصارها القاسي دون أن تنكسر لهم شوكة أو يهن منهم عزم ،، فمثل هؤلاء العظماء ومعهم وفي خندقهم وعلى أسلوبهم ومنهجهم رجال مؤمنون صادقون صالحون في حركة الجهاد الإسلامي التي قدمت الشهيد القائد فتحي الشقاقي وكالنظام السوداني الذي تتآمر عليه القوى الغربية وكحركة الإخوان المسلمين في مصر بقيادة المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف وكجبهة العمل الإسلامي في لبنان بقيادة الدكتور فتحي يكن وحركة التوحيد بقيادة الشيخ المظلوم هاشم منقارة إن لم يكونوا حجة فمن الحجة ؟! وإن لم يكونوا ثقة فمن هو الثقة ؟!
وفي مقابل أولئك المجاهدين نجد جبهة أخرى ورجالا آخرين يفتون وهم قاعدون ، يتحدثون ولا يجاهدون يجهلون أكثر مما يعلمون ، عقلهم سطحي وهمهم مذهبي ، لا يفرقون بين الخطر الجزئي والخطر الكلي ، ولا يدركون ما تقتضيه ساحة الحرب والجهاد والمقاومة من وحدة الصف والعض على الجروح والتعالي عن التباين والتركيز على المتوافق حتى اختلط عليهم الأمر فلا يستطيعون التمييز بين الوقت الملائم لدفع الخطر المذهبي بينما بيضة الدين تكاد تكسر فخانوا نبيهم وأعانوا عدوهم !! يخذلون من يباينهم في القليل ويشبههم في الكثير ، وينصرون من يباينهم في الكثير ويدنس أقدس مقدساتهم ويبتغي طمس دينهم فأصبحوا للكافرين ظهيرا بجهلهم وأصبحوا جزءا من حلقات ضرب الإسلام وهم يشعرون أو لا يشعرون.
وهؤلاء الرجال الذين يطلقون هذه الفتاوى المذهبية المشبوهة التي تفرق الصف وتشغل الناس بهموم صغيرة عن همهم الواحد الكبير إنما هم أذيال لأنظمة موالية لأمريكا صراحة باعت قضيتنا بأرخص الأثمان وباعت إخواننا في المخيمات والشتات لأجل حفظ العروش وتربية الكروش وفي سبيل الترف والعبث بأموال المسلمين وعقول شبابهم بفضائيات المجون والفساد واللهو واللعب ونزع الغيرة والحمية وتمييع الدين والهوية وتدنيس العرض والأرض !!
وبعد هذا كله أسأل كل سني صادق تجري في دمائه فورة الحمية على الدين والعرض ويعلم مسؤوليته أمام الله ورسوله في رص الصفوف ووحدة الكلمة للدفاع عن بيضة الدين : من من هذين الفريقين السنيين أولى بتمثيل أهل السنة في هذا الزمان فيحدد لهم العدو من الصديق والصواب من الخطأ ؟! حركة حماس أم أولئك المترفين وأبواقهم السطحية المشبوهة !!
ثانيا : ما هو موقف أولئك السنيين الأبطال من إيران وحزب الله ؟!
فإن كنت ترى أن الأولى بتمثيلك والأحرى بالثقة في مواقفهم هم المرابطون في ساحة العز والجهاد والصبر والثبات لا يضرهم خذلان من خذلهم من مشائخ الترف ولا عدوان من عاداهم الذين لا يفرطون في قضيتهم وقضيتك وقضية المسلمين بأي ثمن حتى لو كان دمائهم وأبنائهم وأنفسهم فأنت قطعا لن تحيد في ثقتك عن حركة حماس وستعلم أنها هي من ينبغي أن يثق به عامة أهل السنة في هذا الزمان فكيف بهم يعادون من تواليه وتعتبره حليفا لها ومعينا استراتيجيا على الظلم والجبروت والطاغوت وترى نفسها وإياه في محور واحد ومصير مشترك واحد وخندق واحد ؟!
وفي المقابل فإن عليك أن تعلم أن تلك الأنظمة العميلة التي تحاول أن توظف مشاعرك المذهبية لتفريق وحدة الصف قد خذلت حماسا وخذلت جميع المجاهدين وأسلمت قياداتهم للأعداء فلم يعد لهم سوى الجمهورية الإسلامية وسوريا معينا حالهم كحال حزب الله الغالب في لبنان ، فهل يحق لتلك الأنظمة بعد هذا أن تتحدث عن الخطر الشيعي على مذهب أهل السنة ؟! عن أي أهل سنة تتحدثون وأنتم تسلمون خيرة رجالها وزهرة أطفالها وعقول شبابها وتقطعون عنهم أبسط أبجديات الاستمرار في الجهاد والصمود وتوفرون لهم أجود أنواع الانحراف والمجون فلم يهب لنصرتهم سوى إخوانهم وشركائهم في المحنة والمصير من الشيعة ؟!
عجبا .. كيف يتأثر العوام بكم وأنتم الخونة المزايدون باسم مذهب أهل السنة والمستخدمون له لخدمة أغراض العدو وتفريق الصفوف إلا لو كانوا لا يفرقون بين الناقة والجمل ؟!
ثالثا: من هم أولى الناس بالعروبية في هذا الزمان ؟! وما هو موقفهم من إيران وحزب الله ؟!
وكما فصلنا فيما يتعلق بالفئة السنية الأولى بتمثيل السنة وتحديد وجهتهم وصديقهم وعدوهم فإننا سنجد نفس الأمر منطبقا على مستوى القوى المتعلقة بالطرح القومي ، فسوريا ذات النظام القومي هي اليوم النظام العربي الوحيد والأخير (إلى جوار السودان) في خندق الممانعة الذي يصر على نيل بعض الحقوق والكرامة في مواجهة إسرائيل رغم ما تتعرض له من تهديدات وضعوط أمريكية وعربية ودولية فهي الدولة العربية الوحيدة التي تنشط فيها مقرات لقوى المقاومة الفلسطينية وما زالت متهمة بأنها مسؤولة هي وإيران عما يفعله حزب الله وحماس والجهاد بإسرائيل كما تتهم بأنها مسؤولة عما تفعله قوى المقاومة العراقية بأمريكا ، ولو تخلت سوريا عن مبادئها العروبية الصادقة لانفكت العقد بينها وبين أمريكا وبينها وبين الأنظمة العربية الموالية لها وربما سيصبح الاحتلال السوري للبنان حينئذ متوافقا مع استقلال لبنان وسيادته ولن تكون هناك مشكلة رئاسية في لبنان تعرقل انعقاد القمم العربية !!
فهذه سوريا بصمودها في خندق الممانعة ودفعها ثمن ذلك بتطاول شخصيات كجنبلاط وأمثاله نراها متحالفة مع إيران ونسمعها تتحدث عن تعاون استراتيجي مع الجمهورية الإسلامية للدفاع عن القضايا القومية العربية شهد له محمد حسنين هيكل بأنه نابع من رؤية استراتيجية.
ومن جهة أخرى لمسنا المواقف الإيجابية للنظام السوداني وللقوميين الناصريين تجاه حزب الله وحربه المظفرة في تموز 2006م تجلى في تصريحات نجل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ، والموقف الإيجابي للأستاذ عبدالباري عطوان رئيس تحرير القدس العربي بما يمثله من صوت قومي حر ، والرئيس سليم الحص والرئيس عمر كرامي والأسير سمير القنطار والكاتب نجاح وكيم وغيرهم فإذا كان هذا هو موقف القوى والشخصيات القومية العروبية فكيف نسمع خطابا قوميا يعاكس ذلك ؟!
وقبل ذلك ينبغي علينا أن نجيب عن هذا السؤال : ما هي هوية أولئك الذين يتحدثون عن أخطار إيرانية باسم العروبية وما هو تاريخهم وكم هو رصيدهم النضالي ومن يكونون بالمقارنة مع سوريا ومن ذكرناهم من العروبيين المعروفين بتاريخه وبرصيدهم أعلاه ؟!
رابعا : كل من يتهم بالتبعية لإيران هم من الشرفاء :
أغلب القوى الدينية والوطنية التي ترفض الرضوخ لإرادة أمريكا تتهم بولائها لإيران ومن أطرف ما سمعناه في ذلك الاتهامات الموجهة للعماد ميشيل عون المسيحي العلماني الذي اشتهر بمناوأته للوجود السوري في لبنان اتهموه بالعمالة لإيران لمجرد أنه آوى أهل الجنوب أيام حرب تموز 2006م وعابوا عليه حرصه على التوافق الوطني مع حزب الله ذي القاعدة الشعبية العريضة في لبنان !!
فإذا كان ميشيل عون متهما بموالاة إيران وهو على هذا القدر العالي من الإنسانية والوطنية اللبنانية وإذا كانت حماس والجهاد متهمتان بذلك رغم أنهما سنيتان لأنهما تناضلان من أجل حرية بلدهما وشعبهما وإذا كانت سوريا متهمة بذلك وهي النظام القومي لأنها النظام العربي الوحيد المرابط في خندق المقاومة وإذا كانت حركة الحوثيين في صعدة متهمة بذلك رغم أنها زيدية لأنها حريصة على ترديد شعار "الموت لأمريكا وإسرائيل" وإذا كان بعض الباحثين الغربيين المنكرين لخرافة الهولوكوست متهمون بذلك وهم غربيون فمن الواضح أن تهمة الموالاة لإيران بهذا الحسبان هي سمة للإنسان النبيل الحر الوطني المناضل من أجل حرية بلده وشعبه ومن أجل الحقيقة مهما كان مذهبه ودينه وأيديولوجيته ، وكما قال السيد حسن نصر الله : "التهمة بالشريف شرف".
وفي المقابل فإن الأنظمة التي تلعب على الأوتار المذهبية البغيضة وتتحكم بكثير من منابر أهل السنة هي أنظمة تصفها أمريكا وإسرائيل بأنها أنظمة معتدلة وتفتخر بالعلاقات الدبلوماسية المتينة وبتطابق وجهات النظر إلى حد كبير معها إزاء القضايا المصيرية في المنطقة فهي وأمريكا وإسرائيل يشعرون جميعا بخطر المشروع النووي الإيراني وهي وأمريكا وإسرائيل يشعرون جميعا بأن حزب الله مغامر ويعمل من أجل خراب لبنان !!
خامسا : دعاوى الوحدة الإسلامية هل هي مجرد شعارات ؟!
الحرب على الإسلام هي حرب عالمية تتخذ عدة صور وأشكال ثقافية وعسكرية وسياسية واقتصادية وأخلاقية وكاريكاتورية وغيرها ولذلك فكل مؤمن لديه أدنى قدر من المعرفة الشرعية يعلم أن الأمر جد وهو غير مزاح وأن العمل من أجل الوحدة الإسلامية والتعالي عن التباينات المذهبية ورص الصفوف هو واجب شرعي ومسؤولية تاريخية وإلا فهي الخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.
ولذلك فإن من المنطقي أن نسمع دعوات حثيثة للوحدة الإسلامية هنا وهناك ولكن لماذا لا يتحقق هذا الهدف ؟!
هل التباينات التي بيننا هي أكبر مما بين دول الاتحاد الأوروبي التي خاضت الحرب العالمية الثانية ؟!
هل المطلوب لكي نتوحد أن يلغي أحدنا الآخر فيتحول الشيعة إلى سنة أو يتحول السنة إلى شيعة ؟!
ألا يمكن أن نتعاون أو نحسن الظن ببعضنا إلا بعد أن نحسم جميع المشاكل الفكرية العالقة بيننا منذ مئات السنين ؟!
ألن ندافع عن قدسنا ونبينا وديننا سويا إلا لو سلم أحدنا للآخر ؟!
هل المطلوب من الشيعة أكثر من الشهادتين الصلاة والصوم والزكاة والحج لكي لا ينبزهم السنة بالمجوس ؟!
هل المطلوب من الشيعة أكثر من اليد الممدودة لإخوانهم أهل السنة ؟!
ألا يعني شيئا أن تكون إيران الشيعية هي التي تدعم حماس السنية بينما خذلتها جميع الأنظمة السنية الموالية لأمريكا ؟!
هل المطلوب من الشيعة أن يتحولوا إلى أهل سنة كشرط للتعاون معهم وحسن الظن بهم ؟!
وعندما يجتمع قادة السنة والشيعة من أجل وحدة الصف ترى الحمقى منهم يضعون مشكلات مذهبية على طاولة الحوار و الوحدة فوامصيبتاه !! إن من يبحث عن الوحدة يبحث عن المتشابهات - وهي كثيرة - ولا يثير الخلافات المزمنة التي لاحل لها وكأنما يقول : إما أن تغيروا وجهة نظركم في هذه القضايا التاريخية المزمنة حالا وإلا فنجوم الظهر أقرب لكم من وحدة الصف !!! نعوذ بالله من التعصب وعمى البصيرة ولا حول ولا قوة إلا بالله !!!
سادسا : لماذا لا نجد بعض أهل السنة يقبلون اليد الممدودة من إيران و يتعاونون معها كما فعلت حماس وسوريا والسودان ؟!
إذا كان هناك شيعة عملاء ودنيون يقدمون مصلحة المذهب على مصلحة الإسلام فإن هناك سنة عملاء ودنيون أيضا يقدمون مصلحة المذهب على مصلحة الإسلام ، ولكن للأسف فإن بعض الأنظمة الموالية لأمريكا تتحكم بالكثير من المنابر السنية الموجودة في العالم الإسلامي وتستطيع أن توجه مشاعر السنة بالطريقة التي تتلائم مع مصالح المستفيدين من تشرذم الصف والشحن الطائفي والحرب المذهبية ، فتبقيهم دائما منفعلين تجاه الآخرين ومستحضرين للعصبية المذهبية عندما يتعلق الأمر بهم غير قادرين على التعاون معهم أو مجرد الاتصال بهم او مجرد تصور أي خير فيهم وبهذه الطريقة تضمن استحالة اللقاء واستحالة الاتفاق ، فكيف تتفق مع أشخاص تبغضهم وتعيش ليل نهار والمنابر تشحنك ضدهم بعد كل صلاة حتى أصبحوا هم الهم الأول والعدو الأكبر في حياتك ، ووصل نفورك منهم حدا لا يمكن تجاوزه ولا التغاضي عنه ولا التعالي عليه كيف وهم أساس كل شر وسر كل بلاء ؟!
وأشبه ما يكون ذلك بأسرتين متجاورتين أرادتا الاتحاد والاتفاق بسبب تهديدات خارجية بإبادتهما ولكن رب أحد الأسرتين يقوم إثر كل وجبة طعام وإثر كل فرض صلاة بشحن أبنائه ضد أبناء الأسرة الأخرى حتى نسي أبناؤه الأعداء الخارجيين وركزوا أن الأسرة المجاورة هي العدو الرئيس لهم فتركوها تقاتل عدوهم المبيد وحدها وراحوا يشمتون فيها ويشككون في دوافعها ويتمنون هزيمتها !! فلاحول ولا قوة إلا بالله .. فكيف بهم بعدئذ ونصال الأعداء على رقابهم تستأصل شأفتهم وتبدل دينهم وتستحل أعراضهم وأموالهم ؟! بئس القوم هم ..
لكن وجود هذه الظاهرة بين أهل السنة لا يعني أنهم جميعا قد وقعوا ضحية لها ، فالكثير منهم – بل خيرهم وأفضلهم وأمثلهم وأعقلهم وأتقاهم – قد تجاوزها وتعالى عليها وتحمل مسؤوليته أمام الله فيها ولكن ما زال هناك الكثير من قواعد أهل السنة وقياداتهم ما زالوا يستحضرون الحالة المذهبية كلما دعاهم الداعي للوحدة الإسلامية وبعضهم يتشدق ببعض الشبه لتبرير رفضه اليد الممدودة من إيران وحزب الله سنناقشها في النقطة التالية.
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 105
- اشترك في: الخميس مارس 30, 2006 2:21 pm
سابعا : مناقشة بعض التهم الموجهة لإيران
يجب أن ننبه أن مصدر معظم هذه الاتهامات – التي بدون دليل - هو من شخصيات وجهات مجهولة في قنوات إعلامية لأنظمة موالية لأمريكا تسعى بشكل واضح لتحريك المشاعر المذهبية لدى أهل السنة تجاه إيران وحزب الله بعد حرب تموز 2006م وما نتج عنها من كسر لهيبة إسرائيل وهزيمتها وتأكيد أن خط الممانعة هو الخط الوحيد للتعاطي معها أما هذه التهم فمنها :
1- إيران تقف وراء (فرق الموت) في العراق ضد أهل السنة : بالرغم من أن العراق واقع تحت السيطرة العسكرية الأمريكية وبالرغم من أن أمريكا هي المسؤول عن الخروقات الأمنية والجرائم الدموية التي يتعرض لها السنة والشيعة وهي المستفيد الوحيد من تفجير الوضع بين السنة والشيعة في العراق لتبرير استمرار وجودها ، وبالرغم من أن الشيعة يتعرضون أيضا لهجمات دموية أثناء ممارستهم لبعض شعائر مذهبهم فلا أدري كيف يتهم البعض إيران بأنها وراء فرق الموت ولا يتهمون أمريكا ؟!
وفي المقابل فإن الشيعة رغم ما يتعرضون له من هجمات دموية تعلن عن نفسها زرقاوية باسم أهل السنة وتستهدف الحسينيات والتجمعات والزيارات والمسيرات والمشاهد والقبور لكن الشيعة لا يتهمون عموم أهل السنة !! ويخصصون التهمة لتلك الفئة الضالة التي أعلنت عن نفسها وتعمل لمصلحة المحتلين الغزاة !! فلماذا لا يتحلى أهل السنة بنفس القدر من الوعي والإنصاف ، فالتاريخ لن ينسى لكم هذا الموقف ؟!
لا سيما أننا لم نسمع أنهم قد ألقوا القبض على شخص إيراني واحد أو سموا شخصا إيرانيا واحدا وراء عمليات فرق الموت التي أدانتها إيران بوضوح بل واعتبرتها خدمة للأهداف الأمريكية والإسرائيلية ، بينما تم توقيف بعض العرب من غير العراقيين وهم يهمون بعمليات إرهابية ضد الشيعة بل إن الزرقاوي شخصيا هو أردني وليس عراقيا مما يؤكد أن الإرهابيين المسؤولين عن عمليات التفجير العشوائي يتم تصديرهم للعراق من دول الجوار العربي للقيام بعمليات تخريبية موجهة ضد الشيعة لإحداث فتنة مذهبية في العراق بل هذا ما يصرحون به !!
والأعجب من كل ذلك أن ما يسمى بفرق الموت الشيعية لم تظهر إلا بعد أن تمت عدة عمليات إرهابية ضد الشيعة كان أبرزها اغتيال السيد محمد باقر الحكيم ولم نسمع حينئذ أيا من قيادات الشيعة يتهم أهل السنة جميعا بقتله بل أدان الإرهابيين فقط وفي المقابل لم نسمع قيادات السنة يدينون عمليات القتل ضد الشيعة وكأنما هم راضون بها وكان الواجب عليهم أن يدينوها كما أدانوا هجمات 11 سبتمبر على الأقل !!
فيجب علينا جميعا سنة وشيعة أن ندين عمليات القتل في العراق سواء منها التي تستهدف الشيعة أم السنة ويجب علينا في نفس الوقت أن لا نحمل كل الشيعة مسؤولية ما يفعله بعض المجرمين الشيعة ، كما يجب علينا أن لا نحمل كل السنة مسؤولية ما يفعله بعض المجرمين السنة ؟! كما يجب علينا أن لا نسمح بالانجرار إلى حرب مذهبية وأحقاد إسلامية نتشظى بها لا يستفيد منها سوى الأمريكان والصهاينة يثبتون بها أقدامهم في أرضنا.
2- الجمهورية الإسلامية تضطهد أهل السنة في إيران : تتهم إيران بأنها تضطهد أهل السنة من رعاياها فهي لا تسمح لهم ببناء مساجد خاصة بهم في طهران ، ولذلك فطبول الحرب تدق في معسكرات الأنظمة العميلة التي صادرت الخطاب السني لتأليب العوام ضد إيران وخط الممانعة لتشحن نفوسهم بالبغضاء والنفور حتى يتمنى بعضهم هزيمة الجمهورية الإسلامية في معركتها مع أمريكا وقد صرح بعضهم بذلك ، ولا أدري لماذا لا تتحسس حركة حماس مثلما يتحسسون ؟! وإذا كانت تلك الأنظمة غيورة على أهل السنة كما تزعم فلماذا لا تدعم حركة حماس السنية المجاهدة المضطهدة من الكافرين كما تدعمها إيران ؟! ولماذا لا نجد مواقفها الحازمة تلك في مواجهة إسرائيل بدلا من السعي للسلام معها وهي تمتلك مشروعا نوويا أقرب إلى القاهرة وعمّان ومكة والمدينة المنورة كما أنها تضطهد أهل السنة في فلسطين وتذيقهم العبرة والذل والهوان بل وتدنس مقدسات الإسلام وتكاد تهدم مسرى النبي صلى الله عليه وآله وسلم على مرأى ومسمع من العالم وهي ما زالت تعزف اسطوانة السلام المشروخة مع إسرائيل ، بينما يدقون طبول الحرب والشحن المذهبي ضد إيران باسم اضطهاد أهل السنة ؟!
ولماذا لا نجد نفس الشحن في مواجهة فرنسا وهي تضطهد المسلمين فيها وتمنع نساءهم من لبس الحجاب الشرعي وتمتلك مشروعا نوويا وتتحالف مع العدوان الصهيوني ؟!
ولماذا لم نسمع تلك الشحناء المذهبية في مواجهة سلمان رشدي وهو الذي تطاول على مقام النبي الأعظم وأمهات المؤمنين ؟!
ولماذا لا نجد ذلك الشحن في مواجهة تركيا وهي النظام العلماني الذي طرد امرأة سنية من البرلمان لمجرد أنها لبست الحجاب ؟!! ويستهدف الإسلام (السني والشيعي) ويستهين به ؟! كما أنه يستبيح أرض العراق ويقتل أكراده من أهل السنة ؟!
فالقضية ليست قضية الغيرة على أهل السنة أو الحرص على حقوقهم بل القضية هي قضية استهداف إيران والعمل على شحن أهل السنة عليها مذهبيا ..
والعجيب أن هذه الأنظمة وهي تتباكى على أهل السنة في إيران تقوم بأشنع من ذلك في حق الشيعة من رعاياها فهي لا تقبل شهاداتهم في المحاكم ولا تسمح لهم بإقامة ما يريدونه من حسينيات وتجمعات بل ويعتبرونهم كفارا بها خارجون عن الملة !! كما أن الشيعة عموما متهمون من جهة تلك الأنظمة العميلة بعدم الوطنية.
فأين الإنصاف في هذه الحالة ممن يتباكون على محراب المذهبية هنا وهناك ؟! فالإنصاف يقتضي أن ندين اضطهاد أهل السنة في إيران بنفس القدر الذي ندين به اضطهاد الشيعة في بلاد العربان وأن يكون حماسنا في المطالبة بحقوق السنة في إيران هو نفس حماسنا في المطالبة بحقوق الشيعة في بلاد العربان وإلا فلا نلومن من يتهمنا بأنا نستخدم الشحن المذهبي لأغراض أمريكية ولخذلان من يقفون في مواجهة إسرائيل وأمريكا لكن ببوق مذهبي لاستغلال العواطف السنية للوصول إلى أغراض دنيئة لا يقبلها أهل السنة أنفسهم لو عرفوها !!
3- إيران وراء التبشير بالفكر الاثني عشري بين أهل السنة : السؤال الأهم هنا هو : هل الموقف الرسمي لإيران هو نشر المذهب الاثني عشري في العالم الإسلامي على غرار ما فعله النظام السعودي في نشره للوهابية في العالم الإسلامي ؟!
فالمعلوم أن القيادة الإيرانية تنفي ذلك بشدة وتتنصل منه بل وتدينه ولم نسمع أن للسفارة الإيرانية أية أنشطة مذهبية على الساحة اليمنية على الأقل فإن كان هناك مسؤولون إيرانيون قد تورطوا في أي نوع من الأنشطة المذهبية بما يخالف ما تعلنه قيادتهم فهم محجوجون بها وهم يسيئون لها أعظم الإساءة ويتسببون في فقد مصداقيتها ويؤكدون تهمة عملها بالتقية فهل ذلك ما يبغونه ويخططون له ؟!
وفي المقابل فإن معظم من يفتحون ملف التبشير المذهبي على إيران أين هم من التبشير السعودي بالفكر الوهابي ذلك التبشير الذي لم يتحرج من استخدام المال والقوة وسفك الدماء والتكفير والتبديع والتشنيع بالباطل حتى أدى إلى تغيير التركيبة السكانية في عدد من الدول الإسلامية فكانت الوهابية تنشر بين المسلمين وكأنما تدعوهم إلى الإسلام (وهذا ما حدث مع الزيدية في اليمن) !!؟
الفارق بين إدانة مزعوم التبشير الإيراني وواقع التبشير الوهابي هو أن إدانة التبشير الإيراني لم يأتِ إلا في مرحلة حاسمة في المواجهة بين إيران وأمريكا وكأنما قصد به خذلان إيران لا إدانة التبشير الإيراني ، والأسوأ من كل ذلك أنه مبني على أوهام وظنون لا على حقائق وأرقام ، فكم من السنة تم استقطابهم على يد إيران ليصبحوا شيعة ؟! وكم من دولة تغيرت تركيبتها المذهبية والسكانية بسبب التبشير الإيراني ؟!
وختاما أقول لأهل السنة في هذا المجال : احذروا من أبواق الأنظمة العميلة لأمريكا واحذروا من استخباراتها ومن شهودها أهل الزور ومن أهدافها الدنيئة ومن رغبتها في تفريق الصف واتعظوا من خذلانها لحماس واعملوا بقوله تعالى : "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"
4- أن إيران مجوسية فارسية : تنبز إيران عند بعض أهل السنة بأنها مجوسية فارسية باعتبار ما كانت عليه قبل الإسلام !! فإذا كانت إيران مجوسية باعتبار ما كانت عليه فأنتم أيها المتهمون لها لستم سوى أعراب أجلاف نزل القرءان بذمكم ولم ينزل بذم الفرس فقال عز من قائل : "الأعراب أشد كفرا ونفاقا" طالما عاديتم النبي ودين الإسلام وطالما تآمرتم عليه وناصبتموه وأهل بيته العدواة والبغضاء والقتل والتشريد ، بينما أولئك الفرس الذين كانوا مجوسا خرج منهم سلمان الفارسي رضي الله عنه وأرضاه وهو الذي قال فيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم : "سلمان منا أهل البيت" ولم يقل صلى الله عليه وآله وهو الذي تمت به مكارم الأخلاق : "سلمان هذا مجوسي فارسي" ، كما أن معظم علماء الإسلام وعلماء أهل السنة إنما كانوا فرسا كالبخاري ومسلم وغيرهما كما أن الكثير من المجاهدين في تاريخ الإسلام إنما كانوا من الفرس وهناك أهل سنة من الفرس في هذا الزمان ، فلماذا هذه النظرة العنصرية لأهل فارس وقد أسلموا وأصبحوا جزءا لا يتجزأ من هذه الأمة ؟!
ولا يخفى القراء النجباء أن هذه التهمة تختزن عصبية جاهلية وضعها الإسلام ، فإذا كان العرب يتفاخرون على غيرهم بأنهم قوم النبي الذين نزل القرءان الكريم بلغتهم فقد صدقوا لكنهم ألزموا أنفسهم بما لم يلتزموا إذ احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة ، فكيف بهم يرفعون أنفسهم على غيرهم في الإسلام لاشتراكهم مع النبي في القومية لكنهم لا يرفعون قومه وعصبته ومن هم أقرب الناس إليه فأضاعوا قول الحق جل وعلا : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى" وهم ما زالوا إلى اليوم يستهينون بما حدث لحفيد رسول الله وقرة عينه الحسين بن علي وما حدث لبنات رسول الله في كربلاء !! هل مثلكم يحق له أن يتفاخر على غير العرب بالإسلام وأنتم تبررون لقتلة أهل البيت وتمتعضون عندما يتذكر مأساتهم أحد من المسلمين !! فماذا يضيركم بالله إن بكى أحد الناس هنا أو هناك على الحسين إلا البغض لسيد شباب أهل الجنة والاستهانة به وبمصيبته وموالاة يزيد الطاغية اللعوب الذي هدم الكعبة واستباح مدينة رسول الله وقتل عترته وأهانه في عرضه واستباح مدينته وقتل بقية أنصاره ودنس مقدساته ؟!
وتتحججون في منافحتكم عن يزيد بأن نبش الماضي سيفرق صف هذه الأمة ؟! عجباه : فلماذا تنبزون أهل فارس المسلمين اليوم بالمجوس فرية منكم وفجورا وقد أسلموا بل وأصبحوا خيرا منكم في الدين والدنيا ؟!
والأعجب أنكم حين تنبزون المسلمين الفرس بالمجوس تقولون قول المجوس عندما تنسبون المعاصي إلى الله فيقول قائلكم : لقد قضى الله عليّ بالزنا حين زنيت ولا مفر لي من قضاء الله !!
وكيف بكم أيها الأعراب تتجاهلون أن الخميني والخامنئي هاشميان قرشيان من خيرة الخيرة في بطون العرب وقريش ؟! بل هم عرب أكثر منكم فلا ندري ما هي أصولكم أيها الأعراب الناطقون بالعربية ؟! ولا ندري من أي أرض قدمتم على جزيرتنا العربية فاستبحتم أموالها وتلاعبتم بعقول أبنائها ولعبتم على أوتارها المذهبية القبيحة لتفريق الصف وتمهيد الأرض للغزاة والمحتلين ؟! فما أعجب أن يأتي المجهول ليحاكم المعلوم ؟! وما أعجب أن يأتي الأدعياء ليزايدوا على أحفاد النبي في العروبية ؟!
ومتى بالله عليكم كان في الإسلام القول : هذا فارسي وهذا عربي ؟! فهذه الدعاوى جميعها هي دعاوى ونعرات أمرنا الإسلام أن نتركها ، ألم يقل الله عز وجل : "وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى" ، فلماذا يسمح أولئك الأعراب لأنفسهم أن يصفوا المسلمين في إيران بالفرس المجوس ؟! أليس هذا من باب التنابز بالألقاب المذموم شرعا ؟!
والصواب أن لا يقال هذا فارسي أو هذا مجوسي لمجرد أنه من إيران التي كانت مجوسية فالإسلام لم يأت لمحو الفرس أو لتغيير لغتهم أو قوميتهم أو عاداتهم التي ليست معارضة لأحكام الله بل جاء لهداية البشرية جمعاء عربا وعجما بيضا وسودا صفرا وحمرا رجالا ونساء فإن كان هناك فخر للعرب وأفضلية على غيرهم بأن كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم وبلسانهم ، فكيف بأولئك الأعراب وهم لا يحترمون ولا يفضلون عترته وقومه وآله وعنصره وأبنائه كالخميني والخامنئي ونجاد ؟! أم أن المسألة هي مجرد استغلال للعواطف العروبية في مواجهة الجمهورية الإسلامية ورجالها المؤمنين بناء على أجندة أمريكية صهيونية مشبوهة لا تبتغي وجه الله ؟!
5- أن لإيران أطماعا في العالم العربي وامتدادات : يجب علينا قبل نقاش أي فكرة في هذه الشبهة أن نجيب على سؤال هام يطرح نفسه على بعض المشائخ الذين يعزفون هذه السمفونية باسم المذهبية وهو : ما هي قيمة الحدود الدولية المصطنعة عندكم ؟! هل هي حدود مقدسة ؟! هل أنزلها الله ورسوله ؟! أم هي بدعة ابتدعها سايكس وبيكو وأمثالهما من الغزاة المحتلين؟! كيف تقدسون ما ابتدعه أولئك الكفرة الفسقة (الذين ليسوا من أهل السنة قطعا) فتفرقون بين لبناني وسوري وبين إيراني وعراقي فترددون تهما فارغة من قبيل : "إيران تتدخل في الشؤون اللبنانية" أو "إيران تحاول الهيمنة على العراق" أو "حزب الله يخدم المصالح السورية والإيرانية" !!
هل تقرون عملية الفصل السياسي التي تفرض على المسلمين في الإعلام لشرذمة مصيرهم وهويتهم وحدودهم وقومياتهم ودولهم ؟!
فما رأيكم إذن في حركة الإخوان المسلمين العالمية ؟! أليس لها امتدادات في شتى أنحاء العالم .. في فلسطين وفي اليمن وفي سوريا وفي لبنان وفي العراق ، فهل تقرون ذلك أم تدينونه ؟!
فإن أدنتموه فقد أثبتم فعلا أن الموضوع ليس موضوع سنة وشيعة ولكنكم ستثبتون من جهة أخرى أنكم متحمسون للوقوف أمام أي مشروع إسلامي سياسي عالمي ، وهذا ما يثير السخرية لأنه تلاق مثير مع أهداف العلمانية التي تبتغي الفصل بين الدين والسياسة وتهيم في بحر القوميات السايكسبيكية المصطنعة وهو في رأيي ما ينسجم مع أهداف الأنظمة الموالية لأمريكا حتى وإن لبست لبوس الدين.
ومن زاوية أخرى فإن تلك الأنظمة الموالية للمشروع الأمريكي وهي تضخم الخطر الإيراني لم تطرح أي مشروع عربي يغير موازين القوى ويجعل للعرب وزنا ورأيا مستقلا عن القرار الأمريكي أو يضمن الحقوق العربية المسلوبة أو يوقف العجرفة الصهيونية ، فمشروعها هو مجرد الرضوخ للإرادة الأمريكية وللثقافة الأمريكية وغالبا ما يكون هذا الرضوخ بحجة أن أمريكا أقوى منهم !!
فإن كانت حجتهم أن أمريكا أقوى منهم فمن المنطقي أن تكون تلك الأنظمة سعيدة بأي مشروع مضاد لأمريكا فهو يضعفها ويتيح لتلك الأنظمة خيارات أخرى لم تكن متاحة في ظل الواحدية الأمريكية في المنطقة ، فمن المنطقي إذن أن تبارك تلك الأنظمة وجود قوة إيرانية موازية أو معاندة لقوة أمريكا وإسرائيل (إن كانت صادقة ومخلصة لقضيتها وأمتها) فإن لم تبارك فإن الصمت وإن كان سلبيا لكنه أكثر إيجابية من الوقوف بالمرصاد في مواجهة إيران وشحن الناس ضدها وضد مشروعها النووي ، فأي خيانة هذه ؟! وما هي العمالة إن لم تكن هذه غايتها ومنتهاها ؟!
أولئك العربان الذين وضعوا بلدانهم موضع من يطمع فيه الغير منذ أن تركوا دينهم وراء ظهورهم وركنوا إلى الفسق والمجون والترف ، أهملوا العلم والبحث وأسباب القوة والجدية وتفاخروا بالعهر والفساد والاستسلام ، سالموا أعدائهم وعادوا إخوانهم ، أولئك العربان يخشون أن تكون لإيران قوة نووية مثلما تخشاها إسرائيل وأمريكا ؟! ولو لم تكن أمريكا تخشى على مخططاتها من المشروع النووي الإيراني لما سمعناكم تملأون الأرض ضجيجا حول الخطر النووي الإيراني وهو ما لا تفعلونه في مواجهة الرؤوس النووية الإسرائيلية الموجهة لعواصم المسلمين !!
أتتشككون في أطماع افتراضية لإخوانكم وجيرانكم وشركائكم في المظلومية وتصمتون إزاء العربدة الصهيونية بأطفالكم في غزة ؟! أتخشون من إيران الإسلامية وتترصدون لها وتعادونها في نفس الوقت الذي تصادقون فيه أمريكا وإسرائيل وتستقبلون وزراءهم وقاداتهم الملطخة أيديهم بتدنيس مقدساتكم وبدماء أطفالكم وأعراضكم ؟! بئس القوم أنتم ..
ولو باعت إيران قضيتها كما فعلتم لما سمعنا منكم ومن أبواقكم أي وصف لها بالفارسية والمجوسية ولما سمعنا منكم أي شحن للناس من الرافضة ، فما أنتم إلا أدوات تستخدم الدين والمذهبية لخدمة أغراض أمريكا والصهيونية.
ثم ما هي الأطماع الإيرانية فيكم يا ترى ؟! هل الأطماع هي أن ترى العرب مستقلين في قراراتهم عن أمريكا وإسرائيل ؟! أو أن يكون قادة العرب أتقياء علماء حلماء زهاد بدلا مما هم عليه الآن من الفسق والمجون وإباحة الحرام وتحريم الحلال وترديد شعارات فارغة عن الديمقراطية والعولمة تستر ديكتاتوريتهم وجرائمهم وجهالاتهم وعجزهم واستهانتهم بتعاليم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
أم أن الأطماع الإيرانية فيكم أن تكون لكم قوة وهيبة وشأن تستطيعون به الوقوف بوجه الحضارات العالمية العاتية بدلا من بقائكم في خانة تستباح وتدمر وتنهب وتسلب وما زالت تصادق من دمرها وتستجديه مزيدا من التدمير والتمزيق ، وإن قام فيها حر ترصدت له وطعنت فيه وأوهنت عزمه ؟!
أم أن الأطماع الإيرانية هي أن تكون هناك وحدة إسلامية من المشرق إلى المغرب تتجاوز المذهبية وهو ما لا يطيقه مدمنوا التكفير والتفريق والفتن منكم ؟!
يجب أن ننبه أن مصدر معظم هذه الاتهامات – التي بدون دليل - هو من شخصيات وجهات مجهولة في قنوات إعلامية لأنظمة موالية لأمريكا تسعى بشكل واضح لتحريك المشاعر المذهبية لدى أهل السنة تجاه إيران وحزب الله بعد حرب تموز 2006م وما نتج عنها من كسر لهيبة إسرائيل وهزيمتها وتأكيد أن خط الممانعة هو الخط الوحيد للتعاطي معها أما هذه التهم فمنها :
1- إيران تقف وراء (فرق الموت) في العراق ضد أهل السنة : بالرغم من أن العراق واقع تحت السيطرة العسكرية الأمريكية وبالرغم من أن أمريكا هي المسؤول عن الخروقات الأمنية والجرائم الدموية التي يتعرض لها السنة والشيعة وهي المستفيد الوحيد من تفجير الوضع بين السنة والشيعة في العراق لتبرير استمرار وجودها ، وبالرغم من أن الشيعة يتعرضون أيضا لهجمات دموية أثناء ممارستهم لبعض شعائر مذهبهم فلا أدري كيف يتهم البعض إيران بأنها وراء فرق الموت ولا يتهمون أمريكا ؟!
وفي المقابل فإن الشيعة رغم ما يتعرضون له من هجمات دموية تعلن عن نفسها زرقاوية باسم أهل السنة وتستهدف الحسينيات والتجمعات والزيارات والمسيرات والمشاهد والقبور لكن الشيعة لا يتهمون عموم أهل السنة !! ويخصصون التهمة لتلك الفئة الضالة التي أعلنت عن نفسها وتعمل لمصلحة المحتلين الغزاة !! فلماذا لا يتحلى أهل السنة بنفس القدر من الوعي والإنصاف ، فالتاريخ لن ينسى لكم هذا الموقف ؟!
لا سيما أننا لم نسمع أنهم قد ألقوا القبض على شخص إيراني واحد أو سموا شخصا إيرانيا واحدا وراء عمليات فرق الموت التي أدانتها إيران بوضوح بل واعتبرتها خدمة للأهداف الأمريكية والإسرائيلية ، بينما تم توقيف بعض العرب من غير العراقيين وهم يهمون بعمليات إرهابية ضد الشيعة بل إن الزرقاوي شخصيا هو أردني وليس عراقيا مما يؤكد أن الإرهابيين المسؤولين عن عمليات التفجير العشوائي يتم تصديرهم للعراق من دول الجوار العربي للقيام بعمليات تخريبية موجهة ضد الشيعة لإحداث فتنة مذهبية في العراق بل هذا ما يصرحون به !!
والأعجب من كل ذلك أن ما يسمى بفرق الموت الشيعية لم تظهر إلا بعد أن تمت عدة عمليات إرهابية ضد الشيعة كان أبرزها اغتيال السيد محمد باقر الحكيم ولم نسمع حينئذ أيا من قيادات الشيعة يتهم أهل السنة جميعا بقتله بل أدان الإرهابيين فقط وفي المقابل لم نسمع قيادات السنة يدينون عمليات القتل ضد الشيعة وكأنما هم راضون بها وكان الواجب عليهم أن يدينوها كما أدانوا هجمات 11 سبتمبر على الأقل !!
فيجب علينا جميعا سنة وشيعة أن ندين عمليات القتل في العراق سواء منها التي تستهدف الشيعة أم السنة ويجب علينا في نفس الوقت أن لا نحمل كل الشيعة مسؤولية ما يفعله بعض المجرمين الشيعة ، كما يجب علينا أن لا نحمل كل السنة مسؤولية ما يفعله بعض المجرمين السنة ؟! كما يجب علينا أن لا نسمح بالانجرار إلى حرب مذهبية وأحقاد إسلامية نتشظى بها لا يستفيد منها سوى الأمريكان والصهاينة يثبتون بها أقدامهم في أرضنا.
2- الجمهورية الإسلامية تضطهد أهل السنة في إيران : تتهم إيران بأنها تضطهد أهل السنة من رعاياها فهي لا تسمح لهم ببناء مساجد خاصة بهم في طهران ، ولذلك فطبول الحرب تدق في معسكرات الأنظمة العميلة التي صادرت الخطاب السني لتأليب العوام ضد إيران وخط الممانعة لتشحن نفوسهم بالبغضاء والنفور حتى يتمنى بعضهم هزيمة الجمهورية الإسلامية في معركتها مع أمريكا وقد صرح بعضهم بذلك ، ولا أدري لماذا لا تتحسس حركة حماس مثلما يتحسسون ؟! وإذا كانت تلك الأنظمة غيورة على أهل السنة كما تزعم فلماذا لا تدعم حركة حماس السنية المجاهدة المضطهدة من الكافرين كما تدعمها إيران ؟! ولماذا لا نجد مواقفها الحازمة تلك في مواجهة إسرائيل بدلا من السعي للسلام معها وهي تمتلك مشروعا نوويا أقرب إلى القاهرة وعمّان ومكة والمدينة المنورة كما أنها تضطهد أهل السنة في فلسطين وتذيقهم العبرة والذل والهوان بل وتدنس مقدسات الإسلام وتكاد تهدم مسرى النبي صلى الله عليه وآله وسلم على مرأى ومسمع من العالم وهي ما زالت تعزف اسطوانة السلام المشروخة مع إسرائيل ، بينما يدقون طبول الحرب والشحن المذهبي ضد إيران باسم اضطهاد أهل السنة ؟!
ولماذا لا نجد نفس الشحن في مواجهة فرنسا وهي تضطهد المسلمين فيها وتمنع نساءهم من لبس الحجاب الشرعي وتمتلك مشروعا نوويا وتتحالف مع العدوان الصهيوني ؟!
ولماذا لم نسمع تلك الشحناء المذهبية في مواجهة سلمان رشدي وهو الذي تطاول على مقام النبي الأعظم وأمهات المؤمنين ؟!
ولماذا لا نجد ذلك الشحن في مواجهة تركيا وهي النظام العلماني الذي طرد امرأة سنية من البرلمان لمجرد أنها لبست الحجاب ؟!! ويستهدف الإسلام (السني والشيعي) ويستهين به ؟! كما أنه يستبيح أرض العراق ويقتل أكراده من أهل السنة ؟!
فالقضية ليست قضية الغيرة على أهل السنة أو الحرص على حقوقهم بل القضية هي قضية استهداف إيران والعمل على شحن أهل السنة عليها مذهبيا ..
والعجيب أن هذه الأنظمة وهي تتباكى على أهل السنة في إيران تقوم بأشنع من ذلك في حق الشيعة من رعاياها فهي لا تقبل شهاداتهم في المحاكم ولا تسمح لهم بإقامة ما يريدونه من حسينيات وتجمعات بل ويعتبرونهم كفارا بها خارجون عن الملة !! كما أن الشيعة عموما متهمون من جهة تلك الأنظمة العميلة بعدم الوطنية.
فأين الإنصاف في هذه الحالة ممن يتباكون على محراب المذهبية هنا وهناك ؟! فالإنصاف يقتضي أن ندين اضطهاد أهل السنة في إيران بنفس القدر الذي ندين به اضطهاد الشيعة في بلاد العربان وأن يكون حماسنا في المطالبة بحقوق السنة في إيران هو نفس حماسنا في المطالبة بحقوق الشيعة في بلاد العربان وإلا فلا نلومن من يتهمنا بأنا نستخدم الشحن المذهبي لأغراض أمريكية ولخذلان من يقفون في مواجهة إسرائيل وأمريكا لكن ببوق مذهبي لاستغلال العواطف السنية للوصول إلى أغراض دنيئة لا يقبلها أهل السنة أنفسهم لو عرفوها !!
3- إيران وراء التبشير بالفكر الاثني عشري بين أهل السنة : السؤال الأهم هنا هو : هل الموقف الرسمي لإيران هو نشر المذهب الاثني عشري في العالم الإسلامي على غرار ما فعله النظام السعودي في نشره للوهابية في العالم الإسلامي ؟!
فالمعلوم أن القيادة الإيرانية تنفي ذلك بشدة وتتنصل منه بل وتدينه ولم نسمع أن للسفارة الإيرانية أية أنشطة مذهبية على الساحة اليمنية على الأقل فإن كان هناك مسؤولون إيرانيون قد تورطوا في أي نوع من الأنشطة المذهبية بما يخالف ما تعلنه قيادتهم فهم محجوجون بها وهم يسيئون لها أعظم الإساءة ويتسببون في فقد مصداقيتها ويؤكدون تهمة عملها بالتقية فهل ذلك ما يبغونه ويخططون له ؟!
وفي المقابل فإن معظم من يفتحون ملف التبشير المذهبي على إيران أين هم من التبشير السعودي بالفكر الوهابي ذلك التبشير الذي لم يتحرج من استخدام المال والقوة وسفك الدماء والتكفير والتبديع والتشنيع بالباطل حتى أدى إلى تغيير التركيبة السكانية في عدد من الدول الإسلامية فكانت الوهابية تنشر بين المسلمين وكأنما تدعوهم إلى الإسلام (وهذا ما حدث مع الزيدية في اليمن) !!؟
الفارق بين إدانة مزعوم التبشير الإيراني وواقع التبشير الوهابي هو أن إدانة التبشير الإيراني لم يأتِ إلا في مرحلة حاسمة في المواجهة بين إيران وأمريكا وكأنما قصد به خذلان إيران لا إدانة التبشير الإيراني ، والأسوأ من كل ذلك أنه مبني على أوهام وظنون لا على حقائق وأرقام ، فكم من السنة تم استقطابهم على يد إيران ليصبحوا شيعة ؟! وكم من دولة تغيرت تركيبتها المذهبية والسكانية بسبب التبشير الإيراني ؟!
وختاما أقول لأهل السنة في هذا المجال : احذروا من أبواق الأنظمة العميلة لأمريكا واحذروا من استخباراتها ومن شهودها أهل الزور ومن أهدافها الدنيئة ومن رغبتها في تفريق الصف واتعظوا من خذلانها لحماس واعملوا بقوله تعالى : "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"
4- أن إيران مجوسية فارسية : تنبز إيران عند بعض أهل السنة بأنها مجوسية فارسية باعتبار ما كانت عليه قبل الإسلام !! فإذا كانت إيران مجوسية باعتبار ما كانت عليه فأنتم أيها المتهمون لها لستم سوى أعراب أجلاف نزل القرءان بذمكم ولم ينزل بذم الفرس فقال عز من قائل : "الأعراب أشد كفرا ونفاقا" طالما عاديتم النبي ودين الإسلام وطالما تآمرتم عليه وناصبتموه وأهل بيته العدواة والبغضاء والقتل والتشريد ، بينما أولئك الفرس الذين كانوا مجوسا خرج منهم سلمان الفارسي رضي الله عنه وأرضاه وهو الذي قال فيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم : "سلمان منا أهل البيت" ولم يقل صلى الله عليه وآله وهو الذي تمت به مكارم الأخلاق : "سلمان هذا مجوسي فارسي" ، كما أن معظم علماء الإسلام وعلماء أهل السنة إنما كانوا فرسا كالبخاري ومسلم وغيرهما كما أن الكثير من المجاهدين في تاريخ الإسلام إنما كانوا من الفرس وهناك أهل سنة من الفرس في هذا الزمان ، فلماذا هذه النظرة العنصرية لأهل فارس وقد أسلموا وأصبحوا جزءا لا يتجزأ من هذه الأمة ؟!
ولا يخفى القراء النجباء أن هذه التهمة تختزن عصبية جاهلية وضعها الإسلام ، فإذا كان العرب يتفاخرون على غيرهم بأنهم قوم النبي الذين نزل القرءان الكريم بلغتهم فقد صدقوا لكنهم ألزموا أنفسهم بما لم يلتزموا إذ احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة ، فكيف بهم يرفعون أنفسهم على غيرهم في الإسلام لاشتراكهم مع النبي في القومية لكنهم لا يرفعون قومه وعصبته ومن هم أقرب الناس إليه فأضاعوا قول الحق جل وعلا : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى" وهم ما زالوا إلى اليوم يستهينون بما حدث لحفيد رسول الله وقرة عينه الحسين بن علي وما حدث لبنات رسول الله في كربلاء !! هل مثلكم يحق له أن يتفاخر على غير العرب بالإسلام وأنتم تبررون لقتلة أهل البيت وتمتعضون عندما يتذكر مأساتهم أحد من المسلمين !! فماذا يضيركم بالله إن بكى أحد الناس هنا أو هناك على الحسين إلا البغض لسيد شباب أهل الجنة والاستهانة به وبمصيبته وموالاة يزيد الطاغية اللعوب الذي هدم الكعبة واستباح مدينة رسول الله وقتل عترته وأهانه في عرضه واستباح مدينته وقتل بقية أنصاره ودنس مقدساته ؟!
وتتحججون في منافحتكم عن يزيد بأن نبش الماضي سيفرق صف هذه الأمة ؟! عجباه : فلماذا تنبزون أهل فارس المسلمين اليوم بالمجوس فرية منكم وفجورا وقد أسلموا بل وأصبحوا خيرا منكم في الدين والدنيا ؟!
والأعجب أنكم حين تنبزون المسلمين الفرس بالمجوس تقولون قول المجوس عندما تنسبون المعاصي إلى الله فيقول قائلكم : لقد قضى الله عليّ بالزنا حين زنيت ولا مفر لي من قضاء الله !!
وكيف بكم أيها الأعراب تتجاهلون أن الخميني والخامنئي هاشميان قرشيان من خيرة الخيرة في بطون العرب وقريش ؟! بل هم عرب أكثر منكم فلا ندري ما هي أصولكم أيها الأعراب الناطقون بالعربية ؟! ولا ندري من أي أرض قدمتم على جزيرتنا العربية فاستبحتم أموالها وتلاعبتم بعقول أبنائها ولعبتم على أوتارها المذهبية القبيحة لتفريق الصف وتمهيد الأرض للغزاة والمحتلين ؟! فما أعجب أن يأتي المجهول ليحاكم المعلوم ؟! وما أعجب أن يأتي الأدعياء ليزايدوا على أحفاد النبي في العروبية ؟!
ومتى بالله عليكم كان في الإسلام القول : هذا فارسي وهذا عربي ؟! فهذه الدعاوى جميعها هي دعاوى ونعرات أمرنا الإسلام أن نتركها ، ألم يقل الله عز وجل : "وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى" ، فلماذا يسمح أولئك الأعراب لأنفسهم أن يصفوا المسلمين في إيران بالفرس المجوس ؟! أليس هذا من باب التنابز بالألقاب المذموم شرعا ؟!
والصواب أن لا يقال هذا فارسي أو هذا مجوسي لمجرد أنه من إيران التي كانت مجوسية فالإسلام لم يأت لمحو الفرس أو لتغيير لغتهم أو قوميتهم أو عاداتهم التي ليست معارضة لأحكام الله بل جاء لهداية البشرية جمعاء عربا وعجما بيضا وسودا صفرا وحمرا رجالا ونساء فإن كان هناك فخر للعرب وأفضلية على غيرهم بأن كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم وبلسانهم ، فكيف بأولئك الأعراب وهم لا يحترمون ولا يفضلون عترته وقومه وآله وعنصره وأبنائه كالخميني والخامنئي ونجاد ؟! أم أن المسألة هي مجرد استغلال للعواطف العروبية في مواجهة الجمهورية الإسلامية ورجالها المؤمنين بناء على أجندة أمريكية صهيونية مشبوهة لا تبتغي وجه الله ؟!
5- أن لإيران أطماعا في العالم العربي وامتدادات : يجب علينا قبل نقاش أي فكرة في هذه الشبهة أن نجيب على سؤال هام يطرح نفسه على بعض المشائخ الذين يعزفون هذه السمفونية باسم المذهبية وهو : ما هي قيمة الحدود الدولية المصطنعة عندكم ؟! هل هي حدود مقدسة ؟! هل أنزلها الله ورسوله ؟! أم هي بدعة ابتدعها سايكس وبيكو وأمثالهما من الغزاة المحتلين؟! كيف تقدسون ما ابتدعه أولئك الكفرة الفسقة (الذين ليسوا من أهل السنة قطعا) فتفرقون بين لبناني وسوري وبين إيراني وعراقي فترددون تهما فارغة من قبيل : "إيران تتدخل في الشؤون اللبنانية" أو "إيران تحاول الهيمنة على العراق" أو "حزب الله يخدم المصالح السورية والإيرانية" !!
هل تقرون عملية الفصل السياسي التي تفرض على المسلمين في الإعلام لشرذمة مصيرهم وهويتهم وحدودهم وقومياتهم ودولهم ؟!
فما رأيكم إذن في حركة الإخوان المسلمين العالمية ؟! أليس لها امتدادات في شتى أنحاء العالم .. في فلسطين وفي اليمن وفي سوريا وفي لبنان وفي العراق ، فهل تقرون ذلك أم تدينونه ؟!
فإن أدنتموه فقد أثبتم فعلا أن الموضوع ليس موضوع سنة وشيعة ولكنكم ستثبتون من جهة أخرى أنكم متحمسون للوقوف أمام أي مشروع إسلامي سياسي عالمي ، وهذا ما يثير السخرية لأنه تلاق مثير مع أهداف العلمانية التي تبتغي الفصل بين الدين والسياسة وتهيم في بحر القوميات السايكسبيكية المصطنعة وهو في رأيي ما ينسجم مع أهداف الأنظمة الموالية لأمريكا حتى وإن لبست لبوس الدين.
ومن زاوية أخرى فإن تلك الأنظمة الموالية للمشروع الأمريكي وهي تضخم الخطر الإيراني لم تطرح أي مشروع عربي يغير موازين القوى ويجعل للعرب وزنا ورأيا مستقلا عن القرار الأمريكي أو يضمن الحقوق العربية المسلوبة أو يوقف العجرفة الصهيونية ، فمشروعها هو مجرد الرضوخ للإرادة الأمريكية وللثقافة الأمريكية وغالبا ما يكون هذا الرضوخ بحجة أن أمريكا أقوى منهم !!
فإن كانت حجتهم أن أمريكا أقوى منهم فمن المنطقي أن تكون تلك الأنظمة سعيدة بأي مشروع مضاد لأمريكا فهو يضعفها ويتيح لتلك الأنظمة خيارات أخرى لم تكن متاحة في ظل الواحدية الأمريكية في المنطقة ، فمن المنطقي إذن أن تبارك تلك الأنظمة وجود قوة إيرانية موازية أو معاندة لقوة أمريكا وإسرائيل (إن كانت صادقة ومخلصة لقضيتها وأمتها) فإن لم تبارك فإن الصمت وإن كان سلبيا لكنه أكثر إيجابية من الوقوف بالمرصاد في مواجهة إيران وشحن الناس ضدها وضد مشروعها النووي ، فأي خيانة هذه ؟! وما هي العمالة إن لم تكن هذه غايتها ومنتهاها ؟!
أولئك العربان الذين وضعوا بلدانهم موضع من يطمع فيه الغير منذ أن تركوا دينهم وراء ظهورهم وركنوا إلى الفسق والمجون والترف ، أهملوا العلم والبحث وأسباب القوة والجدية وتفاخروا بالعهر والفساد والاستسلام ، سالموا أعدائهم وعادوا إخوانهم ، أولئك العربان يخشون أن تكون لإيران قوة نووية مثلما تخشاها إسرائيل وأمريكا ؟! ولو لم تكن أمريكا تخشى على مخططاتها من المشروع النووي الإيراني لما سمعناكم تملأون الأرض ضجيجا حول الخطر النووي الإيراني وهو ما لا تفعلونه في مواجهة الرؤوس النووية الإسرائيلية الموجهة لعواصم المسلمين !!
أتتشككون في أطماع افتراضية لإخوانكم وجيرانكم وشركائكم في المظلومية وتصمتون إزاء العربدة الصهيونية بأطفالكم في غزة ؟! أتخشون من إيران الإسلامية وتترصدون لها وتعادونها في نفس الوقت الذي تصادقون فيه أمريكا وإسرائيل وتستقبلون وزراءهم وقاداتهم الملطخة أيديهم بتدنيس مقدساتكم وبدماء أطفالكم وأعراضكم ؟! بئس القوم أنتم ..
ولو باعت إيران قضيتها كما فعلتم لما سمعنا منكم ومن أبواقكم أي وصف لها بالفارسية والمجوسية ولما سمعنا منكم أي شحن للناس من الرافضة ، فما أنتم إلا أدوات تستخدم الدين والمذهبية لخدمة أغراض أمريكا والصهيونية.
ثم ما هي الأطماع الإيرانية فيكم يا ترى ؟! هل الأطماع هي أن ترى العرب مستقلين في قراراتهم عن أمريكا وإسرائيل ؟! أو أن يكون قادة العرب أتقياء علماء حلماء زهاد بدلا مما هم عليه الآن من الفسق والمجون وإباحة الحرام وتحريم الحلال وترديد شعارات فارغة عن الديمقراطية والعولمة تستر ديكتاتوريتهم وجرائمهم وجهالاتهم وعجزهم واستهانتهم بتعاليم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
أم أن الأطماع الإيرانية فيكم أن تكون لكم قوة وهيبة وشأن تستطيعون به الوقوف بوجه الحضارات العالمية العاتية بدلا من بقائكم في خانة تستباح وتدمر وتنهب وتسلب وما زالت تصادق من دمرها وتستجديه مزيدا من التدمير والتمزيق ، وإن قام فيها حر ترصدت له وطعنت فيه وأوهنت عزمه ؟!
أم أن الأطماع الإيرانية هي أن تكون هناك وحدة إسلامية من المشرق إلى المغرب تتجاوز المذهبية وهو ما لا يطيقه مدمنوا التكفير والتفريق والفتن منكم ؟!
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 105
- اشترك في: الخميس مارس 30, 2006 2:21 pm
ثامنا: ماذا تمثل الجمهورية الإسلامية للمسلمين اليوم وما هو مشروعها وماذا يعني سقوطها ومن سيستفيد من ذلك ؟!
في هذا العصر توجد العديد من التحديات للإسلام والمسلمين تكاد تعصف بهذه الأمة فالمنكر أصبح معروفا والمعروف منكرا وأصبح الشباب مستوحشا من الدين وتعاليمه يستثقل كثيرا منها.
وفي ظل التأثير الكبير للفضائيات التي تروج للثقافة الغربية فإن الانحلال سيزداد في كل جيل سيأتي من أجيال الإسلام ما لم يكن المسلمون على قدر التحدي .
فالتحدي اليوم الذي يواجهه الإسلام هو تحد في طرح رؤية شاملة للحياة تلتزم بالدين وتحترم العلم والعقل وتلبي مستجدات العصر وتعالج مقولة الحقوق والحريات فلم يعد هناك مستقبل للتزمت والانغلاق والتحجر والتواكل.
وهذا التحدي يجب معالجته في إطار ثلاثة محاور :
المحور الأول : ضرورة وجود ثقالة سياسية للمسلمين :
يجب أن توجد ثقالة سياسية للمسلمين تتبنى مواقفهم وتدافع عن مصالحهم وأهم شرط في هذا الثقالة السياسية أن تكون مستقلة في قرارها عن أمريكا والغرب وصلبة وقوية فتكون قطبا دوليا في مواجهة الأقطاب الدولية الأخرى كأمريكا والصين وروسيا وأوروبا ، فإذا غابت هذه الثقالة السياسية فمن سيدفع بمصالح المسلمين نحو التحقق ؟! أنظمة تابعة للغرب بعيدة كل البعد عن الإسلام سواء كان في سلوكها أو في شرائعها ؟! أم الدول الغربية والصين وروسيا ؟! أم منظمات مجهولة الهوية والأهداف والمشروع لا نعرف عنها سوى أنها تقتل المسلمين وغير المسلمين قتلا جماعيا ؟!
المحور الثاني : ضرورة وجود عمق استراتيجي للمسلمين :
يجب أن يكون هناك عمق استراتيجي لهم يستطيعون اللجوء إليه كلما أعوزتهم الحاجة فيكون لهم درعا ويكون لهم رفدا يوفر لهم المال والسلاح المتطور والأمان والمعنويات لينطلقوا للقيام بواجباتهم مهما تكالب عليهم الغربيون ومهما حاصروهم على أن يكون ذلك العمق الاستراتيجي مستقلا بنفسه في زاده وعتاده يصنع الصناعة الثقيلة ولديه وسائل إعلامية متقدمة كالسينما وغير ذلك من أدوات القوة والعصر، فإذا لم يكن ثمة عمق استراتيجي للمسلمين فكيف سيمكنهم الصمود إذا ما تآمرت عليهم أنظمتهم وأعانت عدوهم عليهم (وهو ما يحدث فعلا هذه الأيام) ؟!
المحور الثالث : ضرورة وجود نموذج واقعي يجسد نظريات المسلمين :
يجب أن يوجد نموذج واقعي يجسد نظرياتهم في السياسة والمجتمع والاقتصاد والعلوم والفنون والعسكرية والحقوق والحريات لأن النموذج الواقعي يتكفل بنفسه في إقناع الكثيرين ويوفر الجهود ويؤمن الاستقطاب ويوحد الجهود ويجعلها تصب في خانة واحدة بدلا من ضياعها سدى وتشتتها ، فإذا لم يوجد نموذج واقعي للمسلمين يجسد نظرياتهم فمن السهل عزل هذا الجيل عن الإسلام باتهامه أنه غير واقعي وبأنه لا يتناسب مع روح العصر وبأنه متخلف وسبب للهزيمة فالنموذج لوحده كفيل بتفنيد كل هذه الشبه التي قد تعزل شريحة كبيرة من أفراد الأمة عن دينها وأمتها وفي نفس الوقت هو كفيل باستقطاب الكثير من أبناء الأمة فيعرفوا كيف يوحدون جهودهم ويجعلونها في نصرة الدين وقضاياه.
فهل هناك نظام سياسي في هذا العصر سوى إيران يوفر للمسلمين ثقالة سياسية وعمقا استراتيجيا ونموذجا واقعيا وفرصا أفضل لخوض التحدي العالمي المفروض على هذه الأمة ؟!
ولتوضيح ذلك نتطرق إلى ثلاث نقاط هي :
1- إيران أصبحت قطبا دوليا يكبر يوما فيوما يتفرد بأهدافه واستراتيجيته وأيديولوجيته وهو مستقل تماما عن الإرادة الأمريكية والغربية.
2- إيران أصبحت عمقا استراتيجيا لكثير من القوى الإسلامية والعربية كحماس وحزب الله وسوريا والسودان وغيرهم.
3- إيران أصبحت نموذجا واقعيا يمكن الاحتجاج به لبيان حضارة الإسلام فهي النظام الذي يحكمه علماء دين يطلقون لحاهم ويلتزمون بالشريعة ويفرضون الحجاب الشرعي ولكن ذلك لم يمنع من أن تكون إيران قوة إقليمية بل وقطبا عالميا مستقلا ومتفوقا بصناعته واقتصاده وسلاحه وسينماه وسياساته بل وحتى بديمقراطيته التي تعبر عن إرادة الشعب أكثر من ديمقراطية الأمريكيين وكل ذلك يفند بشكل تام مقولة العلمانيين التي تقرر "التعارض بين العلم والدين" أو التي تقرر "عدم واقعية الحكم بالإسلام".
وأرى من المفارقة أن يعمل بعض الإسلاميين على إثبات فشل التجربة الإسلامية في إيران !!
فإذا ما أثبتوا فشلها فكيف سيثبتون صحة نظرياتهم حول نجاح الحكومة الإسلامية ؟!
أم أن هناك فرقا بين أن تكون هذه الحكومة سنية أو شيعية ؟! فما هو الفرق حينئذ ؟!
إن إثبات فشل التجربة الإسلامية في إيران يعني فشل أي حكومة تقوم على أساس الدين الإسلامي وعلى أساس مقولة "دستورنا القرءان" وذلك الفشل سيكون حجة بيد العلمانية والإلحاد في وجوهكم فلا أدري كيف تغفلون عن ذلك ؟! أم أن التعصب والحسد قد أعماكم فطمس على بصيرتكم ؟!
ومن ناحية أخرى أليست الأصوات المنادية بضرورة وجود قوة مستقلة للمسلمين وهي تعادي إيران اليوم إنما تعادي الشعارات التي تطلقها وحالها كحال اليهود الذين انتظروا النبي فلما خرج تآمروا عليه لأنه لم يكن منهم ؟!
وأليست الأصوات المنادية باحترام الإرادة الجماهيرية الشعبية مناقضة لنفسها عندما تعادي الجمهورية الإسلامية التي قامت في إيران بإرادة شعبية عارمة ؟!
كما أن هناك سؤالا مهما يجب أن يجيبوا عليه : ما هو المشروع السياسي الإيراني ؟! أليس في تعزيز قوى الممانعة التي تواجه أمريكا وإسرائيل ؟! أليس في إيجاد متنفس للأنظمة العربية العميلة التي كانت تتحجج بالضعف وعدم القدرة على مواجهة أمريكا سياسيا وعسكريا ؟!
أيها الإخوان أيها الأعزاء أيها الغيارى أيها المؤمنون : من الواضح جدا أن قوة إيران هي قوة للمسلمين وفي نفس الوقت هي إضعاف للدور الأمريكي والإسرائيلي فمن غير المنطقي إذن أن يشتغل بعض المسلمين في محاربة إيران ومحاولة إضعافها لأنهم بذلك إنما يعملون على تقوية الدور الأمريكي والإسرائيلي ، فكيف يقبل بذلك الدور المشبوه بعض المشائخ ؟!
وللاختصار فليس لكم أيها المسلمون إلا واحدا من خيارين تاريخيين :
1- الخيار الأول هو نصرة إيران والتعاون معها والدفاع عنها والالتفاف حولها لتكون قوة عالمية تدافع عن الإسلام والمسلمين وتقف بوجه الأمركة والأمريكيين ، ولكي تعالجوا مخاوفكم المذهبية تجاه إيران وتشيعها يمكنكم التحاور معها في ذلك واشتراط تحييدها للمذهبية وعدم استخدام قوتها ونفوذها لأغراض مذهبية في مواجهة بقية المسلمين ، وهناك مؤشرات إيجابية من إيران بهذا الصدد يعرفها الدكتور يوسف القرضاوي جيدا وتعرفها حركة حماس وتعرفها سوريا والسودان وهذا ما يمليه علينا واجب وحدة الصف الذي ينادي به الجميع ويعرف أهميته.
2- الخيار الثاني هو خذلان إيران وتجاهلها والحذر منها وانتظار دولة لكل مذهب من مذاهب الإسلام (مع صعوبة ذلك بل شبه استحالته الآن) فالشافعية لن ينتصروا سوى للشافعيين والمالكية لن ينتصروا سوى للمالكيين والأحناف لن ينتصروا سوى للأحناف والسلفية لن ينتصروا سوى للسلفية والإخوان لن ينتصروا سوى للإخوان والزيدية لن ينتصروا سوى للزيديين والإباضية لن ينتصروا سوى للإباضيين فتتحول أمة الإسلام من أمة واحدة إلى أمم ومذاهب وطوائف محققة ما يطلبه الأعداء وتصبح مشتتة الجهود خائرة القوى وليس من البعيد أن تتناحر فيما بينها ليطيب لأعدائها المقام على أرضها وتدنيس مقدساتها طالما بقيت بهذه العقلية الضيقة المريضة.
وفي خضم ذلك الانتظار الطويل للدول المذهبية المتعددة تسود في مجتمعاتنا تيارات مذهبية وسياسية مجهولة الهوية والمشروع توجه أمتنا وترسم ملامحنا العالمية بما يعزز الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي التي تستبيح دماء المسلمين وأعراضهم لأي سبب وتوجه مدافعها إليهم أكثر مما توجهها نحو الغزاة المحتلين فلا شغل لها سوى شحن السنة ضد الشيعة وشحن السنة ضد السنة ومحاربة الإخوان المسلمين والعلماء والعقلاء في هذه الأمة وتؤلف كتبا من قبيل "الكلب العاوي يوسف القرضاوي" و"التصوف الكفري لزين العابدين الجفري" و"الكفر الرئيسي في قول الشيخ الكبيسي" وتختزل الدين في قضايا مثل "الصواعق في تحريم الأكل بالملاعق" و"المدية في تحريم تخفيف اللحية" و"الإنذار الشفوي في تحريم المولد النبوي" و"الشرك الخفي في زيارة قبر النبي" وتركز جهودها في إعادة نشر الإسلام بين المسلمين من زيدية وشافعية ومالكية وحنفية وإباضية وإثني عشرية فتغزوها في عقر دارها وتثير الفتن والقلاقل والشحناء والبغضاء والتكفير والتبديع في جميع مجتمعات المسلمين فتزيدهم تشتتا وتفرقا ، وتعمل للقضاء على جميع الآثار الحسية للإسلام كردم خندق الأحزاب الذي حفره النبي وصحابته بأيديهم وكتهديم قبور أهل البيت والصحابة وكتسوية بيت الزوجية للنبي وأم المؤمنين خديجة عليها السلام بالأرض.
كما تسود فيها جنبا إلى جنب مع تلك التيارات المجهولة حالة عامة بين الشباب الذي تربى على قنوات خليعة وبرامج أجنبية أصبح بها الانحراف نجومية والالتزام تخلفا ورجعية وأصبح بها المعروف منكرا والمنكر معروفا فيضيع الإسلام بين الإفراط والتفريط تحت شعارات مذهبية بغيضة.
فهذه هي الخيارات التاريخية المتروكة بين أيديكم أيها الغيارى والله تعالى سائلكم عنها وستقفون بين يدي نبيه عما قريب وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
مشائخ الخذلان والسذاجة :
أما عن بعض المشائخ السنيين في السعودية والكويت الذين يتجرأون على الإفتاء بتخذيل الناس عن نصرة حزب الله وأنه إنما أدى بمقاومته الشريفة إلى تدمير لبنان فإن أكبر دليل على التعصب المذهبي الذي نبع من خطابهم هو عدم قولهم في حماس نفس ما قالوه في حزب الله لأن حماس سنية فقط !! وإذا ما تجرأوا أكثر وأفتوا بتخذيل الناس عن نصرة حماس أيضا بسبب الضحايا التي تقع في صفوف الفلسطينيين فقد أهدروا ذروة سنام هذا الدين المتمثل في الجهاد وجعلوا من أنفسهم أسلحة تقاتل مع إسرائيل بل وتحسم لها المعارك قبل أن تخوضها وبهم وبأمثالهم يستتب الأمن والأمان لإسرائيل.
في هذا العصر توجد العديد من التحديات للإسلام والمسلمين تكاد تعصف بهذه الأمة فالمنكر أصبح معروفا والمعروف منكرا وأصبح الشباب مستوحشا من الدين وتعاليمه يستثقل كثيرا منها.
وفي ظل التأثير الكبير للفضائيات التي تروج للثقافة الغربية فإن الانحلال سيزداد في كل جيل سيأتي من أجيال الإسلام ما لم يكن المسلمون على قدر التحدي .
فالتحدي اليوم الذي يواجهه الإسلام هو تحد في طرح رؤية شاملة للحياة تلتزم بالدين وتحترم العلم والعقل وتلبي مستجدات العصر وتعالج مقولة الحقوق والحريات فلم يعد هناك مستقبل للتزمت والانغلاق والتحجر والتواكل.
وهذا التحدي يجب معالجته في إطار ثلاثة محاور :
المحور الأول : ضرورة وجود ثقالة سياسية للمسلمين :
يجب أن توجد ثقالة سياسية للمسلمين تتبنى مواقفهم وتدافع عن مصالحهم وأهم شرط في هذا الثقالة السياسية أن تكون مستقلة في قرارها عن أمريكا والغرب وصلبة وقوية فتكون قطبا دوليا في مواجهة الأقطاب الدولية الأخرى كأمريكا والصين وروسيا وأوروبا ، فإذا غابت هذه الثقالة السياسية فمن سيدفع بمصالح المسلمين نحو التحقق ؟! أنظمة تابعة للغرب بعيدة كل البعد عن الإسلام سواء كان في سلوكها أو في شرائعها ؟! أم الدول الغربية والصين وروسيا ؟! أم منظمات مجهولة الهوية والأهداف والمشروع لا نعرف عنها سوى أنها تقتل المسلمين وغير المسلمين قتلا جماعيا ؟!
المحور الثاني : ضرورة وجود عمق استراتيجي للمسلمين :
يجب أن يكون هناك عمق استراتيجي لهم يستطيعون اللجوء إليه كلما أعوزتهم الحاجة فيكون لهم درعا ويكون لهم رفدا يوفر لهم المال والسلاح المتطور والأمان والمعنويات لينطلقوا للقيام بواجباتهم مهما تكالب عليهم الغربيون ومهما حاصروهم على أن يكون ذلك العمق الاستراتيجي مستقلا بنفسه في زاده وعتاده يصنع الصناعة الثقيلة ولديه وسائل إعلامية متقدمة كالسينما وغير ذلك من أدوات القوة والعصر، فإذا لم يكن ثمة عمق استراتيجي للمسلمين فكيف سيمكنهم الصمود إذا ما تآمرت عليهم أنظمتهم وأعانت عدوهم عليهم (وهو ما يحدث فعلا هذه الأيام) ؟!
المحور الثالث : ضرورة وجود نموذج واقعي يجسد نظريات المسلمين :
يجب أن يوجد نموذج واقعي يجسد نظرياتهم في السياسة والمجتمع والاقتصاد والعلوم والفنون والعسكرية والحقوق والحريات لأن النموذج الواقعي يتكفل بنفسه في إقناع الكثيرين ويوفر الجهود ويؤمن الاستقطاب ويوحد الجهود ويجعلها تصب في خانة واحدة بدلا من ضياعها سدى وتشتتها ، فإذا لم يوجد نموذج واقعي للمسلمين يجسد نظرياتهم فمن السهل عزل هذا الجيل عن الإسلام باتهامه أنه غير واقعي وبأنه لا يتناسب مع روح العصر وبأنه متخلف وسبب للهزيمة فالنموذج لوحده كفيل بتفنيد كل هذه الشبه التي قد تعزل شريحة كبيرة من أفراد الأمة عن دينها وأمتها وفي نفس الوقت هو كفيل باستقطاب الكثير من أبناء الأمة فيعرفوا كيف يوحدون جهودهم ويجعلونها في نصرة الدين وقضاياه.
فهل هناك نظام سياسي في هذا العصر سوى إيران يوفر للمسلمين ثقالة سياسية وعمقا استراتيجيا ونموذجا واقعيا وفرصا أفضل لخوض التحدي العالمي المفروض على هذه الأمة ؟!
ولتوضيح ذلك نتطرق إلى ثلاث نقاط هي :
1- إيران أصبحت قطبا دوليا يكبر يوما فيوما يتفرد بأهدافه واستراتيجيته وأيديولوجيته وهو مستقل تماما عن الإرادة الأمريكية والغربية.
2- إيران أصبحت عمقا استراتيجيا لكثير من القوى الإسلامية والعربية كحماس وحزب الله وسوريا والسودان وغيرهم.
3- إيران أصبحت نموذجا واقعيا يمكن الاحتجاج به لبيان حضارة الإسلام فهي النظام الذي يحكمه علماء دين يطلقون لحاهم ويلتزمون بالشريعة ويفرضون الحجاب الشرعي ولكن ذلك لم يمنع من أن تكون إيران قوة إقليمية بل وقطبا عالميا مستقلا ومتفوقا بصناعته واقتصاده وسلاحه وسينماه وسياساته بل وحتى بديمقراطيته التي تعبر عن إرادة الشعب أكثر من ديمقراطية الأمريكيين وكل ذلك يفند بشكل تام مقولة العلمانيين التي تقرر "التعارض بين العلم والدين" أو التي تقرر "عدم واقعية الحكم بالإسلام".
وأرى من المفارقة أن يعمل بعض الإسلاميين على إثبات فشل التجربة الإسلامية في إيران !!
فإذا ما أثبتوا فشلها فكيف سيثبتون صحة نظرياتهم حول نجاح الحكومة الإسلامية ؟!
أم أن هناك فرقا بين أن تكون هذه الحكومة سنية أو شيعية ؟! فما هو الفرق حينئذ ؟!
إن إثبات فشل التجربة الإسلامية في إيران يعني فشل أي حكومة تقوم على أساس الدين الإسلامي وعلى أساس مقولة "دستورنا القرءان" وذلك الفشل سيكون حجة بيد العلمانية والإلحاد في وجوهكم فلا أدري كيف تغفلون عن ذلك ؟! أم أن التعصب والحسد قد أعماكم فطمس على بصيرتكم ؟!
ومن ناحية أخرى أليست الأصوات المنادية بضرورة وجود قوة مستقلة للمسلمين وهي تعادي إيران اليوم إنما تعادي الشعارات التي تطلقها وحالها كحال اليهود الذين انتظروا النبي فلما خرج تآمروا عليه لأنه لم يكن منهم ؟!
وأليست الأصوات المنادية باحترام الإرادة الجماهيرية الشعبية مناقضة لنفسها عندما تعادي الجمهورية الإسلامية التي قامت في إيران بإرادة شعبية عارمة ؟!
كما أن هناك سؤالا مهما يجب أن يجيبوا عليه : ما هو المشروع السياسي الإيراني ؟! أليس في تعزيز قوى الممانعة التي تواجه أمريكا وإسرائيل ؟! أليس في إيجاد متنفس للأنظمة العربية العميلة التي كانت تتحجج بالضعف وعدم القدرة على مواجهة أمريكا سياسيا وعسكريا ؟!
أيها الإخوان أيها الأعزاء أيها الغيارى أيها المؤمنون : من الواضح جدا أن قوة إيران هي قوة للمسلمين وفي نفس الوقت هي إضعاف للدور الأمريكي والإسرائيلي فمن غير المنطقي إذن أن يشتغل بعض المسلمين في محاربة إيران ومحاولة إضعافها لأنهم بذلك إنما يعملون على تقوية الدور الأمريكي والإسرائيلي ، فكيف يقبل بذلك الدور المشبوه بعض المشائخ ؟!
وللاختصار فليس لكم أيها المسلمون إلا واحدا من خيارين تاريخيين :
1- الخيار الأول هو نصرة إيران والتعاون معها والدفاع عنها والالتفاف حولها لتكون قوة عالمية تدافع عن الإسلام والمسلمين وتقف بوجه الأمركة والأمريكيين ، ولكي تعالجوا مخاوفكم المذهبية تجاه إيران وتشيعها يمكنكم التحاور معها في ذلك واشتراط تحييدها للمذهبية وعدم استخدام قوتها ونفوذها لأغراض مذهبية في مواجهة بقية المسلمين ، وهناك مؤشرات إيجابية من إيران بهذا الصدد يعرفها الدكتور يوسف القرضاوي جيدا وتعرفها حركة حماس وتعرفها سوريا والسودان وهذا ما يمليه علينا واجب وحدة الصف الذي ينادي به الجميع ويعرف أهميته.
2- الخيار الثاني هو خذلان إيران وتجاهلها والحذر منها وانتظار دولة لكل مذهب من مذاهب الإسلام (مع صعوبة ذلك بل شبه استحالته الآن) فالشافعية لن ينتصروا سوى للشافعيين والمالكية لن ينتصروا سوى للمالكيين والأحناف لن ينتصروا سوى للأحناف والسلفية لن ينتصروا سوى للسلفية والإخوان لن ينتصروا سوى للإخوان والزيدية لن ينتصروا سوى للزيديين والإباضية لن ينتصروا سوى للإباضيين فتتحول أمة الإسلام من أمة واحدة إلى أمم ومذاهب وطوائف محققة ما يطلبه الأعداء وتصبح مشتتة الجهود خائرة القوى وليس من البعيد أن تتناحر فيما بينها ليطيب لأعدائها المقام على أرضها وتدنيس مقدساتها طالما بقيت بهذه العقلية الضيقة المريضة.
وفي خضم ذلك الانتظار الطويل للدول المذهبية المتعددة تسود في مجتمعاتنا تيارات مذهبية وسياسية مجهولة الهوية والمشروع توجه أمتنا وترسم ملامحنا العالمية بما يعزز الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي التي تستبيح دماء المسلمين وأعراضهم لأي سبب وتوجه مدافعها إليهم أكثر مما توجهها نحو الغزاة المحتلين فلا شغل لها سوى شحن السنة ضد الشيعة وشحن السنة ضد السنة ومحاربة الإخوان المسلمين والعلماء والعقلاء في هذه الأمة وتؤلف كتبا من قبيل "الكلب العاوي يوسف القرضاوي" و"التصوف الكفري لزين العابدين الجفري" و"الكفر الرئيسي في قول الشيخ الكبيسي" وتختزل الدين في قضايا مثل "الصواعق في تحريم الأكل بالملاعق" و"المدية في تحريم تخفيف اللحية" و"الإنذار الشفوي في تحريم المولد النبوي" و"الشرك الخفي في زيارة قبر النبي" وتركز جهودها في إعادة نشر الإسلام بين المسلمين من زيدية وشافعية ومالكية وحنفية وإباضية وإثني عشرية فتغزوها في عقر دارها وتثير الفتن والقلاقل والشحناء والبغضاء والتكفير والتبديع في جميع مجتمعات المسلمين فتزيدهم تشتتا وتفرقا ، وتعمل للقضاء على جميع الآثار الحسية للإسلام كردم خندق الأحزاب الذي حفره النبي وصحابته بأيديهم وكتهديم قبور أهل البيت والصحابة وكتسوية بيت الزوجية للنبي وأم المؤمنين خديجة عليها السلام بالأرض.
كما تسود فيها جنبا إلى جنب مع تلك التيارات المجهولة حالة عامة بين الشباب الذي تربى على قنوات خليعة وبرامج أجنبية أصبح بها الانحراف نجومية والالتزام تخلفا ورجعية وأصبح بها المعروف منكرا والمنكر معروفا فيضيع الإسلام بين الإفراط والتفريط تحت شعارات مذهبية بغيضة.
فهذه هي الخيارات التاريخية المتروكة بين أيديكم أيها الغيارى والله تعالى سائلكم عنها وستقفون بين يدي نبيه عما قريب وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
مشائخ الخذلان والسذاجة :
أما عن بعض المشائخ السنيين في السعودية والكويت الذين يتجرأون على الإفتاء بتخذيل الناس عن نصرة حزب الله وأنه إنما أدى بمقاومته الشريفة إلى تدمير لبنان فإن أكبر دليل على التعصب المذهبي الذي نبع من خطابهم هو عدم قولهم في حماس نفس ما قالوه في حزب الله لأن حماس سنية فقط !! وإذا ما تجرأوا أكثر وأفتوا بتخذيل الناس عن نصرة حماس أيضا بسبب الضحايا التي تقع في صفوف الفلسطينيين فقد أهدروا ذروة سنام هذا الدين المتمثل في الجهاد وجعلوا من أنفسهم أسلحة تقاتل مع إسرائيل بل وتحسم لها المعارك قبل أن تخوضها وبهم وبأمثالهم يستتب الأمن والأمان لإسرائيل.
-
- مشرف مجلس الفتوى
- مشاركات: 416
- اشترك في: السبت مارس 20, 2004 9:41 am
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1606
- اشترك في: الجمعة يونيو 24, 2005 5:42 pm
- مكان: صنعاء حده
- اتصال:
القصه افتراضيه حتى يعلم االعالم ان بامكان اى شخص ان يضع التهم ويلصقها على الشخص الذى لايوفقه فقصه حماس الافتراضيه ... استخدمت على حزب الله .القصة التالية هي قصة افتراضية وهي لغرض البيان
تم الغاء عرض الصورة التي استخدمتها في التوقيع كون المستضيف لها يحتوي على برمجيات ضارة، يرجى رفعها على موقع آمن .. رابط صورتك القديمة::
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 3
- اشترك في: الثلاثاء مارس 18, 2008 11:25 am
- مكان: اليمن
اعتقد ان لا خوف على حماس من كلام كالذي جاء في القصة ، من اي شخص صدر سني او شيعي ، انما الخوف على حماس هو من تخابر انظمة العالم العربي والاسلامي ذا الغالبية السنية مع اسرائيل واميركا وخصوصا نظام ال سعود وعلماء البلاط الملكي الذين يتبعون نهج سلفهم الصالح في التزلف عند اقدام بني امية .
تحياتي
تحياتي
اذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم
فلا تقنع بما دون النجوم
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 357
- اشترك في: الأربعاء مارس 26, 2008 2:47 pm
اعرف الحق تعرف أهله و اعرف الباطل تعرف أهله
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد عبدالوكيل التهامي/ المحترم
السلام عليكم و على جميع المؤمنين
بارك الله فيكم و كثر الله أمثالكم
http://71.18.61.110/forum/viewtopic.php?p=45204#top
عن الامام علي (سلام الله عليه): " ان الحق و الباطل لايعرفان باقدار الرجال ، اعرف الحق تعرف أهله و اعرف الباطل تعرف أهله ."
السيد عبدالوكيل التهامي/ المحترم
السلام عليكم و على جميع المؤمنين
بارك الله فيكم و كثر الله أمثالكم
http://71.18.61.110/forum/viewtopic.php?p=45204#top
عن الامام علي (سلام الله عليه): " ان الحق و الباطل لايعرفان باقدار الرجال ، اعرف الحق تعرف أهله و اعرف الباطل تعرف أهله ."
آخر تعديل بواسطة alimohammad في الخميس مايو 08, 2008 12:21 pm، تم التعديل مرتين في المجمل.
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 221
- اشترك في: السبت ديسمبر 08, 2007 1:51 pm
- مكان: صنعاء
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 5
- اشترك في: السبت أغسطس 02, 2008 10:00 pm
اولا :جعل الله .كل مقالاتك في ميزان اعمالك وهي كذلك لا محالة.
ثانيا:القصة خيالية كما تفضلتم .ولا تعليق عليها لعدم حدوثها
ثالثا:لدي تساؤل عن اصرارك عن الحديث في خلاقات اثنى عشرية -زيدية .فهل لكم ان توضحوا لنا ما الفائدة من ذلك؟انا كجعفري اعتقد ان لا فرق بيني وبين اخي الزيدي.وبالذات في اليمن.فالاصل واحد وهو القران والسنة الصحيحة ثم الامام علي ثم الامامين السبطين ثم الامام السجاد.ثم اخذ الزيدي عن الامام الشهيد زيد وابناؤه واخذ الجعفري عن الامام الشهيد الباقر واولاده.نعم حدث خلاف امتد لقرون ليس بين الائمه انفسهم ولكن بين اتباعهم.والحمد لله اختفى هذا الاختلاف منذ 30 عاما.بقيام دولة ولاية الفقية وفق شروطها .وتاكد الاتفاق والوحدة بين اتباع اهل البيت في التعديلات التي ادخلها علماء الزيدية في فصل الامامة قبل حوالي 18 عاما(بعد الوحدة).ليخرج المذهبان برؤية واحدة للحكم والذي كان السبب الرئيسي في الخلافات السابقة.هذا مع التطابق الواسع في التوحيد والاحكام وغيره(الا ما ندر).فلماذا نختلف اخي؟؟؟؟ونحن ندعوا لوحدة اسلامية عامة مع الاخوة السنة.فكيف بنا ونحن(النفس).
ثانيا:القصة خيالية كما تفضلتم .ولا تعليق عليها لعدم حدوثها
ثالثا:لدي تساؤل عن اصرارك عن الحديث في خلاقات اثنى عشرية -زيدية .فهل لكم ان توضحوا لنا ما الفائدة من ذلك؟انا كجعفري اعتقد ان لا فرق بيني وبين اخي الزيدي.وبالذات في اليمن.فالاصل واحد وهو القران والسنة الصحيحة ثم الامام علي ثم الامامين السبطين ثم الامام السجاد.ثم اخذ الزيدي عن الامام الشهيد زيد وابناؤه واخذ الجعفري عن الامام الشهيد الباقر واولاده.نعم حدث خلاف امتد لقرون ليس بين الائمه انفسهم ولكن بين اتباعهم.والحمد لله اختفى هذا الاختلاف منذ 30 عاما.بقيام دولة ولاية الفقية وفق شروطها .وتاكد الاتفاق والوحدة بين اتباع اهل البيت في التعديلات التي ادخلها علماء الزيدية في فصل الامامة قبل حوالي 18 عاما(بعد الوحدة).ليخرج المذهبان برؤية واحدة للحكم والذي كان السبب الرئيسي في الخلافات السابقة.هذا مع التطابق الواسع في التوحيد والاحكام وغيره(الا ما ندر).فلماذا نختلف اخي؟؟؟؟ونحن ندعوا لوحدة اسلامية عامة مع الاخوة السنة.فكيف بنا ونحن(النفس).
لبيك يا نصرالله