كرسي الرئاسة .. ومرض كسل الدجاج " في بلادي " ،، قد تبدو المقارنة هزلية ولكن بها شيئا من المنطق ينطلق من فصاحة أو وقاحة منطق حقائق يومنا البئيس التعيس الذي نعيشه ،، ومن منكم لم يعرج على سوق أو متجر فيعرف ويتعرف على ما آل إليه حالنا وحالتنا ..؟ وكيف تساوى كأس الشاي وكأس ريب المنون وكيف الوضع المأسوي الذي آلت إليه عملتنا الورقية بعد أن فقدت تغطيتها من المعدن النفيس ثم الإدراة الإقتصادية السيئة التي جعلت إقتصادنا مرتهنا وتنميتنا تقزيمية بعد أن تم تشويش الأفكار وطمس الذاكرة ..
مرض كسل الدجاج ياسادة ياكرام لايعرفه إلا من كانت خلفيته ريفية ويهتم بتربية الدواجن والمواشي ليقلل من عدد رحلاته للسوق ... سمعنا مؤخرا عن أمراض تصيب الطيور عامة والدجاج خاصة وهو مرض عالمي عابر للقارات ويطلق عليه أنفلونزا الطيور ،، وهناك أمراض أخرى مثل النيوكاسل أو جدري الدجاج ، وهذه الأمراض لم تكن متواجدة باليمن ... لكن كان هناك "كسل الدجاج " وتشخيصه من حكم معرفتي المتواضعة ،، يقوم المدجن بتجهيز محضنة للدجاجة المرشحة لتصبح أما والحاضنة مكوناتها التبن والحشائش الجافة ،،، فتقوم حضرة الدجاجة المبجلة بوضع سلسلة من البيض بالعش أو الحاضنة .. ثم تنام عليها لفترة زمنية وبعدها يتم التفريخ لمجموعة من الصيصان " الكتاكيت " التي تجعل من يوم ولادتها عيدا للصبيان والبعض يقوم بإحتفال خاص بالمناسبة السعيدة ، وأحينا عندما تلد القطة أيضا ..
أما الدجاجة التي تصاب بمرض كسل الدجاج ،،، فإنها تكن ذات مزاج حاد وعنيف يمكن معه أن تؤذي من يلمسها بنقرة من منقارها الحاد فتسيل الدماء غزار وعند الأطفال تقترن الدماء بالدموع إنهمارا ... وهذه الدجاجة الكسولة العصبية المزاج لايبدو أنها تحرك بيضها بعناية وبالتالي يفسد ولاينتج عنه صيصان ،، ولكن القضية أعمق من هذا كثيرا فهي تمكث بالحاضنة أكثر من اللازم وتتسلل إليها أنواع من القمل يطلق عليه قمل الدجاج ، وحينها تقع الكارثة بالمنزل ، ولتجنب تلك الكارثة يراقب المزارع دجاجته الكسولة عند الموعد المفترض فإذا تأكد له فساد بيضها ، قام بطرد الدجاجة خارج الحائط ولايسمح لها بدخول المنزل ،،، ونادرا ما تعود هذه الدجاجة وتتعافي ،، وغالبا ما يكن أبى الحصين (الثعلب) بإنتظارها حيث أن الدجاج يقع بأول سلم قائمة طعامه المفضل .. المزارع بطرده للدجاجة الكسولة يتخلص من شرها المحتمل ، أما إذا سهى أو تغاضى فإن القمل يغزو المنزل وتصبح الراحة والحياة في مهب الريح ..
(( ديمومة الجلوس على الكراسي )) هذه العبارة الطريفة التي قال أحدهم أنها تعني الديموقراطية .. والديمومة هنا قد تتشابه مع الفترة التي نطلق عليها كسل الدجاج ونعرفها من المكوث الطويل .
وكما أشرت لمعاناتنا وأزماتنا والتي يبدو أن بالأفق روافد لاتبشر بخير على الإطلاق ( والعياذ بالله ) بكل تأكيد كانت وستكن نتاجا منطقيا لديمومة الجلوس على الكراسي ،، لم يكن من الصواب السماح لأهل المناصب العليا المكوث أكثر من أربعة أعوام ، وقد تجدد لفترة أخرى ولمرة واحدة ، فهذه هي قوة الإنسان العادي للبذل والعطاء ... وبعدها يسعى للتوريث وتصبح له بطانة وبطانة البطانة .... وهلم جرا ..
الكلام قاله العظماء أمثال الجنرال جورج واشنطن ، مؤسس الولايات المتحدة .. وقاله الشعب الإنجليزي عندما رفض التجديد لزعيمه المنتصر بالحرب العالمية الثانية " سير وينستون تشرشل " .. وأنسحب مانديلا بعدما قضى زهرة حياته بغياهب السجون .. عظماء شيدوا صروحا عظيمة ... ولاننسى في الزحمة نضال المهاتما غاندي ، الزعيم الهندي الذي نرى حاليا نتائج نضاله الطويل ... وطالما أن النتائج هي من تحكم فلنا بالملهمين والحكماء ( كما يرددون ) من حكامنا مثال ..
وأعود لبلادي (اليمن) ... كسل الدجاج يساوي ديمومة الجلوس على الكراسي ... والسلام .
كرسي الرئاسة ... ومرض كسل الدجاج ..!
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال:
-
- مشرف مجلس الأدب
- مشاركات: 404
- اشترك في: السبت ديسمبر 23, 2006 3:46 pm
- مكان: أمام الكمبيوتر !
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال: