![صورة](http://www.lyngsat-logo.com/logo/tv/aa/al_kawthar.jpg)
قناه الكوثر _برنامج حقائق التاريخ _ثورة زيد بن علي (عليهما السلام)
![صورة](http://www.alkawthartv.ir/nosos/haghaegh/image/aljazari.gif)
مقدم البرنامج : عبد الباقي الجزائري
![صورة](http://www.alkawthartv.ir/nosos/haghaegh/image/najdi0104.gif)
فضيلة الدكتور حميد النجدي
باحث إسلامي واستاذ في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في لندن (من دمشق)
![صورة](http://www.alkawthartv.ir/nosos/haghaegh/image/farhan.gif)
فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي
الكاتب الاسلامي من المملكة العربية السعودية (عبر الهاتف)
![صورة](http://www.alkawthartv.ir/nosos/haghaegh/image/DZahirGhazavi.gif)
فضيلة الدكتور زهير الغزاوي
باحث اسلامي واستاذ اكاديمي في جامعة دمشق
عبد الباقي الجزائري : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين . مشاهدينا الكرام ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، اهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (حقائق التأريخ) ، عنوان حلقة الليلة (ثورة زيد بن علي عليهما السلام) . لم تكن واقعة الطف الأليمة نهاية المواجهة العسكرية والصدام المسلح بين المعارضة التي يقودها اهل البيت وشيعتهم ومحبوهم من جهة وبين السلطة الغاشمة الاموية في الشام من جهة اخرى ، والسبب واضح ، وهو ان السلطة الاموية لم تكف عن ممارسة العنف والقهر تجاه المعارضة بشكل عام ، واهل البيت بشكل خاص ، لانها كانت دائمة الخوف على الخلافة المغصوبة التي تحولت الى ملك عضوض ، وعلى هذا الاساس كان يتم بين الحين والحين خروج علم من اعلام اهل البيت ، او بطل من شيعتهم ليحمل لواء المقاومة المسلحة وخاصة وان سياسة التمييز العنصري والقبلي التي مارستها السلطة كانت كفيلة بتعبئة الجماهير ضدها ، خارج نطاق الشام والحجاز وفي الامصار غير العربية التي كان خراجها يساق الى جيوب الحاكمين والمقربين منهم ، جاءت ثورة زين بن علي (عليهما السلام) ضد هذا الواقع المرير الذي اعاد الى الاذهان ايام يزيد بن معاوية والحجاج . في هذه الحلقة من برنامج حقائق التأريخ نحاول ان نسلط الضوء على ملابسات ثورة الشهيد زيد بن علي ونهايتها ، وبهذه المناسبة يكون معنا عبر الاقمار الصناعية من لندن فضيلة الدكتور حميد النجدي الباحث والاكاديمي والاستاذ في الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية ، كما يكون معنا من المملكة العربية السعودية فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي الكاتب والباحث الاسلامي ، وايضاً يكون معنا من دمشق فضيلة الدكتور زهير غزاوي الباحث الاكاديمي واستاذ التأريخ في جامعة دمشق .
صاحب الثورة هو زيد بن علي بن الحسين (عليهما السلام) ، فنحاول ان نتعرف على شخصية زيد وعلاقته باخيه الإمام الباقر ( ) ، نوجه هذا السؤال الى الدكتور حميد النجدي في لندن .
فضيلة الدكتور حميد النجدي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على حبيبنا محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى اصحابه الغر الميامين ، الذين ساروا بهديه وكانوا له كظله . الشهيد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) ، ولد في المدينة المنورة سنة (76 او 77) وكان ( ) قد تربى في حجر ابيه زين العابدين ( ) ، واخذ العلم عنه وعن اخيه الباقر وعن ابن اخيه الصادق (عليهم السلام) وكان استشهاده سنة (122) بعد ثورته التي قام بها ضد الحكم الاموي ضد هشام بن عبد الملك ، وكان عمره آنذاك (عند استشهاده) (46) سنة ، الشهيد زيد كان زاهداً عابداً مجاهداً يحيي الليل بالعبادة ، يصوم يوماً ويفطر يوما ، وله مؤلفات عديدة منها مسند زيد بن علي في الحديث وله كتاب في تفسير غريب القرآن وكتاب في تثبيت الإمامة وكتاب في مناسك الحج ، وكان عالماً وكثير المناظرات يتفوق في مناظراته بمختلف الاديان والملل ، وكان زيد ( ) اذا رأيته رأيت اسارير النور في وجهه . تخرَّج على يد والده زين العابدين ( ) واخذ عن الصادقين الباقر والصادق وافحم العلماء واكابر المناظرين في كثير من المناظرات من سائر الملل والاديان . قال عنه ابو حنيفة : ما رأيت في زمانه افقه منه ولا اسرع جواباً ولا ابين قولاً . ذكره علماؤنا في كل خير وذكروا فضله في العلم والمناظرة وممن ذكره ابو اسحاق السبيعي والاعمش والمفيد وابو الحسن العمري والحر العاملي والمحدث النوري ، هؤلاء اعترفوا بفضله بالعلم والزهد والعبادة وتبصره في المناظرات ، اخرج كتاباً حول القلة والكثرة بعد مناظرة وبين وفد دمشق وكان على رأسهم كبيرهم ، ذكر الحديث : يد الله مع الجماعة ، وكيف ان الكثرة هي الممدوحة على وجه الاطلاق لا بقيد من القيود ، فزيد ( ) اخرج كتاباً في القلة والكثرة وبين ان كثيراً من الآيات المباركة امتدحت القلة ولم تمتدح الكثرة ، وقال عنه في هذا الموضوع خالد بن صفوان كيف انه دخل عليه ، ودخل عليه نفر من اهل الشام وعلى رأسهم هذا العالم منهم ، وناظره واخرج هذا الكتاب على اثر تلك المناظرة . الإمام زيد جمع له ابو حيان النحوي قراءاته في كتاب اسماه (النير الجلي في قراءة زيد بن علي) وذكر له الزمخشري في كشافه الكثير من القراءات ، ذكر السيوطي في الجامع الكبير في مسند حذيفة بن اليمان عن حذيفة ان النبي ( ) نظر يوماً الى زيد بن حارث فبكى وقال : المظلوم من اهل بيتي سميُّ هذا واشار الى زيد بن حارث الصحابي والمقتول في الله والمصلوب من امتي سميُّ هذا (اخرج هذا الحديث ابن عساكر) .
عبد الباقي الجزائري : شكراً فضيلة الدكتور ، نتحول الان الى فضيلة الدكتور زهير غزاوي في دمشق بالسؤال التالي : زيد بن علي (عليهما السلام) يعلم ان الإمام علي ( ) خُذل في الكوفة وايضاً مسلم بن عقيل خُذل في الكوفة ، والإمام الحسين ( ) خُذل في الكوفة ومع ذلك اختار الكوفة منطلقاً لثورته ، برأيكم فضيلة الدكتور لماذا ؟
فضيلة الدكتور زهير غزاوي : بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين . في الواقع نحن نتحدث عن حقائق التأريخ ، علينا ان نصنف المرحلة التي كان فيها ، ولماذا خرج على هشام بن عبد الملك الذي كان ملكاً في زمانه ، هناك مسألة مهمة احاطت بالقضية كلها ، وهي ان الهاشميين انقسموا الى ثلاثة اقسام ، القسم الاول كان في ظلال الائمة خط الائمة خط اهل البيت (عليهم السلام) ، القسم الثاني كان الاسرة العباسية التي قامت للتحضير لثورة والتحشيد لها ، القسم الثالث كان اسرة عبد الله بن الحسن بن الحسن المثنى ، وهؤلاء كانوا ينافسون خط العلم ، بالنسبة لخط العلم (عليهم السلام) فقد قرروا (وهذا قرار اثبته التأريخ فيما بعد) بعدما استولى الثوار على السلطة الاموية ، تحطمت الدولة الاموية ، اثبته بان : رفض الإمام الصادق (سلام الله عليه) تولي قيادة هذه الثورة . لهذا استطيع القول ان الفرع الهاشمي الذي هو في ظلال الإمام الباقر ( ) ابن الإمام علي السجاد ( ) هذا القسم قد انشق ايضاً ، استطيع من تحليل الموضوع وقراءة التأريخ ان اقول : ان الإمام زيد بن علي (رحمه الله) هذا الشهيد ، قام بثورة من اجل اثبات وجهة نظر ، حتى انني استطيع ان اقول ، انه رفض نصائح الإمام الباقر ( ) بان لا يذهب الى الكوفة ، في الواقع انه ذهب الى الكوفة والتقى في الرصافة بالخليفة هشام بن عبد الملك ، وكان هناك وقد عامله الملك بقسوة ، مما جعله يزداد عزماً على الثورة ، ثم يجب ان اقول ان الشهيد زيد بن علي (رحمه الله) استطاع ان يجمع حوله عدداً كبيراً من الناس ، هذا العدد الكبير التف حوله لسبب انه اخو الإمام الباقر . واعتقد ان هذا الجمع الكبير (لان المؤرخين يقولون بان هناك بيعة له تمت حتى في خراسان وغيرها) استفاد منه العباسيون للقيام بثورة باسم الائمة (اهل البيت الشرعيين) بطرح شعار الرضا من آل محمد ، اما زيد بن علي (رحمه الله) فقد استخدم شعاراً آخر هو : اخرجوا من الذلِّ الى العز والى الدين و الدنيا . هذا شعار ورد في مقاتل الطالبيين ، في الواقع لا استطيع القول ان الإمام الباقر قد اجاز هذه الثورة ، لانه نصحه بعدم الذهاب الى الكوفة وقال له : ان الذهاب الى هناك يعني قتلك ، وانك مقتول ومصلوب في الكناسة . هذه وثائق التأريخ تقول هذا ، ومع ذلك فقد اصرّ الإمام زيد على الذهاب والخروج وينقل عنه بيتين من الشعر يقولان :
أذل الحياة وعزّ المــات وكلاً اراه طعامـا وبيـلا
فان كان لابـد من واحد فسيري الى الموت سيراً جميلا
هو عملية (اقتداءاً بكربلاء) وهو عملية استشهادية ، لهذا استطيع القول هنا ان الشهيد زيد بن علي (رحمه الله) قد خرج عن خط اخيه الإمام الباقر (هذا من زاوية) ، من زاوية اخرى ، فقد اعطى تنازلات في المذهب بمعنى انه اصبح اقرب الى (لنقل بتعبير الان) السنَّة منه الى التشيع ، الذي كان قد بدأ يتحرك فكرياً في زمن الإمامين الباقر والصادق ، وكان الإمام الصادق شاباً عندما خرج عنهم ، ويقال انه قد نصحه بعدم الخروج ولكن عندما استشهد الإمام زيد بسهولة ، عندما تركه الكثير من اصحابه وهربوا ، بقي معه القليل ، كما هو الحال مع الإمام الحسين ( ) ، قاتل قتالاً مريراً ثم استشهد ودفن ، فقام هشام بن عبد الملك بطلب نبش قبره واخراجه منه ثم صلبه في منطقة اسمها الكناسة ، ثم حرقه وذر رماده في الهواء . هنا اعود بالحديث عن مسألة التنازلات الفقهية التي اعطاها الإمام زيد ، الان هناك فرقة تسمى الزيدية وهي في اليمن وقد انقسموا بعد وفاته الى فرق كثيرة مثل الجارودية وغيرها ، وهذه الفرق الان يقولون انه اقرب الى اهل السنَّة منها الى التشيع ، وانها تعطي احقية للإمام او الخليفتين الاول والثاني بالخلافة وهذا طبعاً يخالف تماماً مذهب اهل البيت الذي يقر بمشروعية خلافة الإمام علي تبعاً لحديث الغدير . لهذا انا اعتبر ثورة الإمام زيد (رغم ان الإمام الصادق قد شرعها فيما بعد بقوله ، وهنا اقرأ من كتب التأريخ : (اشركني الله في تلك الدماء ، مضى والله زيد عمي واصحابه شهداء مثلما مضى عليه علي بن ابي طالب واصحابه) . هذا الواقع لا يعني تشريع الثورة وانما يعني انهم كانوا على حق في الخروج على النظام الاموي الغاشم ، ومع ذلك ان هذه الثورة قد مهدت عملياً (لم تفد مذهب اهل البيت لا في الاجتهاد الفكري ولا في الموضع العسكري) للعباسيين ابناء عمومته ، بمعنى انها كانت فاتحة لخروج كثير على الامويين وخاصة انقطاع خراسان ، التي استطاع ابو مسلم الخراساني فيها ان يمهد للثورة لاهل البيت ايضاً ، ولكن العباسيين استطاعوا استغلالها والاستيلاء عليها من خلال حنكة سياسية . علماً ان الائمة (عليهم السلام) لم يكونوا طلاب سلطة ، واكرر هنا : الإمام الصادق والإمام الباقر (كما تقول كتب التأريخ) كانا على الحياد رغم انهما لم يمانعا في الخروج على النظام الحاكم ، ولكنهما لم يشتركا اطلاقاً (كونهما كانا ملهمين ويعلمان بمصير هذا الخروج ، ويعلمان بالواقع الذي سيحدث فيما بعد) ، في ثورة زيد بن علي ضد النظام العباسي فيما بعد . هذا باختصار استطيع ان الخص فيه الاحداث واكمل فيما بعد اذا احببتم .
عبد الباقي الجزائري : ان شاء الله ، شكراً فضيلة الدكتور . ننتقل الى المملكة العربية السعودية الى فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي ، وقبل ان اوجه اليه السؤال اود ان يعلق على ما سمع من كلام الدكتور زهير غزاوي
فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي : بسم الله الرحمن الرحيم ، طبعاً هناك وهم عند الاخ زهير غزاوي يجب تصحيحه في البداية . عندما ذكر ان الإمام الباقر رفض ثورة الإمام زيد بن علي ، الباقر توفي (رحمه الله) عام (114) هجري قبل الثورة بحوالي سبع سنوات ، وانما ما بثه من احداث عن الباقر مع زيد ونصيحته كانت ربما من صوب الإمام جعفر الصادق وزيد عمهم ، ربما لم يتمكن الاخوان الكريمان من استعراض باختصار كيف حدثت الثورة . ما سبب ذهاب الإمام زيد بن علي الى الكوفة ، هو مدني ومن اهل المدينة ، إن ذهابه الى الكوفة أمر اختلف فيه على قولين ، منهم من قال : ان السبب في ذلك ان زيد بن علي ذهب الى هشام بن عبد الملك في الرصافة يخاصم بني الحسن حول صدقات الإمام علي ، عبد الله الحسن ، الحسن بن الحسن ، وجعفر بن الحسن ، اولاد الحسن المثنى ، وتلاسن مع هشام بن عبد الملك ، فزعم هشام بن عبد الملك بانك يا زيد تنكر الخلافة وانك ابن أَمة ، ولك حق الخلافة باذن ابن أَمة . فقال له الإمام زيد : ان الله عز وجل قد جعل في ولد اسماعيل وهو ابن أَمة خير الانبياء ، ورد عليه بهذا ، فخرج الى الكوفة ، وكان قبل هذا سمع في مجلس هشام سب النبي (عليه الصلاة والسلام) سمع من بعض الشعراء في مجلس هشام بن عبد الملك ، فقال له : والله لا استحل بعد هذا الا ان اقاتل هشام بن عبد الملك .
عبد الباقي الجزائري : حينما سمع سب النبي ( ) وانكر على هشام تقول الروايات : ان هشام قال : ما يزيد ؟ هذا جليسنا ، يعني دافع !.
فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي : معروف ان ملوك بنو امية باستثناء عمر بن عبد العزيز يسبون اهل البيت في العلن ويتركون سب النبي في السر (في المجالس) ، هناك راوي مشهور اسمه خالد بن سلمة المخزومي وهو من رواة الكتب الخمسة إلا البخاري كما اظن ، كان ينشد بني امية ويهجو النبي (عليه الصلاة والسلام) ، فهذه الجرائم التي تحدث في البلاط الاموي لم يكن يجرؤ الامويون ذكرها على المنابر ، وانما كان في المنابر يجرؤون على سب الإمام علي والحسن والحسين وغيرهم . المقصود ان هشام بن عبد الملك ارسله الى والي الكوفة يوسف بن عمر الثقفي من اجل دعوة ادعاها خالد الفطري الوالي السابق الذي سجنه يوسف بن عمر فادعى عليه ما لم تزعم خالد الفطري الظالم المشهور ، وايضاً يوسف بن عمر الثقفي هو ظالم مشهور وهشام ظالم ايضاً ، ادعى المسجون بان اموالاً قد اودعها الإمام زيد ولمحمد بن عمر بن علي بن ابي طالب وداود بن علي بن عبد الله ابن عباس ومجموعة ، فارسله الى يوسف بن عمر حتى يقابله لانهم انكروا ، فلما قابل بينه يوسف بن عمر الثقفي الوالي ، قابل بينه وبين السجين الامير السابق خالد بن عبد الله القسري ، لم يقر تراجع عن هذه الدعوة وقال عذبوني ولم استطع الا ان اقول هذا ، فرجعوا جميعهم ، إلا, فاهل الكوفة بقي فيهم سبعة عشر شهراً من عام واحد وعشرين الى الثورة عام اثنين وعشرين ، هذا البقاء في الكوفة لم يرق لهشام فكتب ليوسف بن عمر الثقفي ان يستحث زيد بن علي على ان يعود الى المدينة ، وكان معه في الكوفة داود بن علي ومحمد بن عمر بن علي بن ابي طالب . الإمام زيد تزوج في الكوفة مرتين فكان من باب خص العلم ثم طلبوه ، ولما اصرّ عليه الوالي يوسف بن عمر الثقفي خرج الى ان بلغ الثعلبية وقيل بلغ القادسية فلحقه جمع من اهل الكوفة وقالوا : كيف تذهب وانت اولى بانكار هذا المنكر وهناك اربعون الف يبايعونك ، اين تلقى الله بهذا الخذلان . فاخذ عليها بالعهود والمواثيق وكان نص بيعته : ندعوكم الى كتاب الله وسنّة نبيه وجهاد الظالمين والدفع عن المستضعفين واعطاء المحرومين وقسم هذا الفيء بين اهله بالسواء ، ورد الظالمين واقفال المجمر ونصرنا اهل البيت على من نصب لنا وجهل حقنا . فوافقوه وبايعه من اهل الكوفة كثير من العلماء المشهورين ؛ كالإمام ابو حنيفة ، ومنصور بن المعتمر ، ويزيد بن ابي زياد ، وعبدة بن كثير ، وهلال بن سباط ، وزبيد اللامي ، وهارون بن ابي سعد ، وابو هاشم الروماني ، والحجاج ابن دينار ، والحسن بن سعد وابن ابي ليلى وغيرهم . هؤلاء العلماء عندما بايعوه وبايعه اهل الكوفة بعد ذلك ، علم الوالي بساعة الصفر ، فهجم على الإمام زيد ، فتشتت عنه اصحابه واخذ جميع انصاره الذين وجدهم وجمعهم في المسجد فما بقي مع الإمام زيد الا القليل ، فهجم الوالي عليه وانتصر عليه ووصلوا الى جوار المسجد ، ونادى معاوية بن اسحاق الانصاري قائلاً : يا اهل المسجد اخرجوا فنحن قد انتصرنا ، ولكن لم يخرجوا من المسجد فاستمرت المعركة وكان النصر فيها للإمام زيد بن علي الى ان اتاه سهم فقتل ولم يعرف بقتله ، ولما عرفوا اخذوه ودفنوه ليلاً وكان معهم عبد زنجي اخبر الوالي فيما بعد اين الإمام زيد ، فاخذ وصلب للاسف ، صلب عرياناً لمدة ولم ينزله الا ابو مصعب الخراساني
عبد الباقي الجزائري : شكراً فضيلة الشيخ . سمعنا من فضيلة الاستاذ حسن فرحان المالكي حديث عن شعارات الثورة (ثورة زيد) وهي شعارات كلها من صميم الاسلام . ولكن قبل ذلك سمعنا منه ومن الدكتور زهير غزاوي ان هشام بن عبد الملك بعد ان دفن الإمام زيد استخرجه (نبش قبره) واستخرجه وصلبه ثم امر بتحريقه ونسفه ، انا اوجه سؤال الى فضيلة الدكتور حميد النجدي حول هذا العمل بخصوص نبش قبر انسان قد دفن ، علماً بان موقف الفقهاء من نبش القبور (معلوم) ماذا نستطيع ان نستشف من وراء هذا العمل الذي تشرف عليه الدولة وهو عمل مرفوض في جميع الثقافات والملل .
فضيلة الدكتور حميد النجدي : اولاً هذا العمل مرفوض كما تفضلت ، وهذا يدلل على مدى الحقد في بني امية وحكامهم على اهل البيت (عليهم السلام) ، وانهم لا يتركون فرصة الا ونفسوا عن حقدهم ، ماذا فعلوا بجسد ابي عبد الله الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) في كربلاء وفي اهل بيته واصحابه ، فهذا يدلل على انهم لازالوا على ذلك الخط وانهم متى سنحت لهم الفرصة نفذوا مخططهم . وقد صرح معاوية في كثير من الاحيان بكلمة ابن ابي كبشة وانه يرفع اسمه في الاذان ويريد به النبي ( ) ، وكما تفضل اخي فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي بانهم كانوا لا يعلنون سب النبي وانما كانوا يسبون امير المؤمنين علي ( ) والحسن والحسين واهل البيت لانهم تجرؤا على ذلك وربّوا اهل الشام على سب اهل البيت ، ولكنهم سراً كانوا يسبون النبي ولا يرضون بارتفاع الاذان بذكر اسمه الشريف ( ) ، فهذا يدلل على تخطيط هؤلاء هذه الشجرة الملعونة ، يدلل على تخطيطها لاجتثاث اهل البيت واجتثاث الاسلام لانهم يعلمون اهل البيت (عليهم السلام) هم الممثلون الحقيقيون لهذا الدين العظيم وخاتمة الرسالات ، هنا عندي بعض التعليقات على ما تفضل به الدكتور زهير غزاوي واخي الشيخ المالكي ، اولاً بالنسبة لرأي الإمام الباقر ( ) والإمام الصادق في زيد وفي ثورة زيد ، ان زيداً لم يخرج عن خط اهل البيت ، وكان يقر بحجية إمامة الباقر ( ) وبحجية إمامة الصادق ( ) ، وهذا حديث اخرجه الصدوق (رحمة الله عليه) في اماليه في الصفحة (415) عن ابي الجارود وزياد بن المنذر ، قال : اني لجالس عند ابي جعفر (يعني محمد بن علي الباقر عليهما السلام) اذ اقبل زيد بن علي (عليهما السلام) فلما نظر اليه ابو جعفر وهو مقبل ، قال هذا سيد من اهل بيته والطالب باوتارهم لقد انجبت امٌ ولدتك يا زيد . فهذا المدح والثناء وانه طالب باوتار اهل البيت (عليهم السلام) ، هذا تأييد ضمني لثورة زيد من الإمام الباقر ( ) ، اما الإمام الصادق ( ) فهذا ايضاً حديث عن الفضيل ابن يسار يقول : دخلت على الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) فقلت في نفسي ، لا اخبرته بقتل زيد بن علي فيجزع عليَّ فلما دخلت عليه قال لي : ما فعل عمي زيد ؟ قال : فخنقتني العبرة . فقال لي : قتلوه ؟ قلت : (اي والله قتلوه) فقال : فصلبوه ؟ قلت : (اي والله صلبوه) ، قال : فاقبل يبكي ودموعه تنحدر على ديباجتي خده كأنهما الجمان ثم قال : يا فضيل شهدت مع عمي قتال اهل الشام ؟ فقلت : نعم ، فقال : فكم قتلت منهم ؟ قلت : ستة ، قال : فلعلك شاكٌ في دمائهم ! فقلت : لو كنت شاكاً ما قتلتهم ، قال : فسمعته وهو يقول اشركني الله في تلك الدماء ، مضى والله زيد عمي واصحابه شهداء مثلما مضى عليه علي بن ابي طالب ( ) واصحابه . امالي الصدوق الصفحة (431) . اما بالنسبة لدوافع الثورة (نحن نعلم بان هذا الحقد الاموي الذي تفضلت بطرح السؤال في البداية) الحقد الاموي في الظاهر وفي السر يترك اثاراً على المخلصين على الاسلام ولنبي الاسلام ولاهل بيته (عليهم السلام) كزيد الشهيد وغيرهم ، فدوافع ثورة زيد اولاً استشهاد ابي عبد الله الحسين ( ) والعائلة النبوية واصحاب ابي عبد الله الحسين وسبي العائلة النبوية (ثورة زيد هي استمرار لتلك الثورة) ، ثانياً هدفها اسقاط النظام الاموي الظالم . ثم ما تفضل به اخي الشيخ المالكي ، وما تفضلت به في اثناء حوارك مع الشيخ المالكي ، سب النبي ( ) بحضور هشام بن عبد الملك من ذلك الشاعر اللعين ودفاع هشام عن هذا الشاعر الذي سب النبي ( ) ، فثارت ثائرة زيد فهذه شرارة كانت ايضاً من شرارات هذه الثورة ، مع الاسف الشديد الكثير من الناس ونتيجة للتأريخ المزيف وقلب حقائق التأريخ لا يعلمون حقيقة الحكام الامويين هذه الشجرة الملعونة في القرآن ، لا يعلمون انهم لا يكتفون بسب علي والحسن والحسين ، وهل سب علي إلا سب رسول الله : يا علي من سبك فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ، فهل إلا سب رسول الله ! ولكنهم لا يجرؤون على سب رسول الله لان الامة تنبذهم ، فلذلك كانوا يسبون علياً لانه سبٌ لرسول الله ( ) ولانهم يعلمون ان سب علي هو سب رسول الله ، فهم يفرغون حقدهم وهذا افراغ لحقدهم ، علماً ان زيد دفنه اصحابه واهل بيته في ترعة في نهر (اوقفوا ماء ذلك النهر وحفروا قبراً في وسط النهر) ودفنوه ثم اجروا الماء عليه ، مع هذا ذهب احدهم فوشى بقبر زيد وضع الجائزة لمن ينبش قبر زيد ، ويدل على قبر زيد ، ونبشوه . وهذا عمل اجرامي في غاية الاجرام والتمثيل به وصلبه عارياً وقطع رأسه وارساله الى البلدان ليخوفوا به المسلمين ويخوفوا به شيعة اهل البيت (عليهم السلام) . هذا الاجرام من بني امية قليل من كثير وهذا قد استمر . ثم بعد ذلك الذين ساروا بعدهم كالعباسيين ومن جاء بعدهم . واستمرت الثورات كذلك ، كثورة ابنه يحيى بالجوزجان الذي استشهد ، لان زيد ( ) كان له اربعة ابناء منهم يحيى الذي استشهد في ثورته بالجوزجان ، فهذا وغيره يدلل على حقد هؤلاء على الاسلام والمسلمين . اما موقف الإمام الصادق ( ) من ثورة زيد فقد بان من عدة امور ، هنا حديث اختم به كلامي عن معمر قال : كنت جالساً عند الصادق ( ) فجاء زيد بن علي بن الحسين فاخذ بعضادتي الباب فقال له الصادق ( ) : يا عم اعيذك بالله ان تكون المصلوب بالكناسة (هم عندما ينصحونه لا يريدون له الاذى ولا يريدون ان يلحقوا باصحابه لان الذين بايعوه كانوا خمسة عشر الف ولم يبق معه بعد ذلك (خذلوه كما خذلوا من قبله) لم يبق معه الا ثلاثمائة شخص هؤلاء الذين جاهدوا معه) فقالت له ام زيد : والله ما يحملك على هذا القول غير الحسد لابني ، فقال ( ) ، ياليته حسد يا ليته حسد ياليته حسد (ثلاثاً) ثم قال : حدثني ابي عن جدي (عليهما السلام) انه يخرج من ولده رجل يقال له زيد ، يقتل بالكوفة ويصلب بالكناسة ويخرج من قبره نبشا ، فلتفتح لروحه ابواب السماء ليبتهجوا به اهل السماوات ، وهو يسرح في الجنة حيث يشاء (امالي الصدوق) .
عبد الباقي الجزائري : شكراً فضيلة الدكتور . قبل ان نعود الى فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي معنا مكالمة من المملكة العربية السعودية الاخ ابو عمار
المتصل الاخ ابو عمار من المملكة العربية السعودية : حياك الله الاخ عبد الباقي ، وحيا الله الاخوة الحضور في الاستوديو وخارج الاستوديو ، ارجو ان تتيح الفرصة لاخوانك واحبتك في المملكة العربية السعودية ، اخي الحبيب عبد الباقي : الشيعة والسنّة بحمد الله متفقون ، فقد قيل للإمام احمد بن حنبل (رحمه الله) من الرافض ؟ قال : الذي يسب ابا بكر وعمر ، والشيعة لا يسبون ابا بكر وعمر والحمد لله . وسموا ايضاً بالرافضة لانهم رفضوا زيد بن علي بن الحسين لما تولى الخليفتين ابا بكر وعمر ، اضف الى ذلك ان شُريك بن عبد الله (رضوان الله عليه) وهو من الصحابة الذين كانوا من شيعة عليٍ (رضوان الله عليه) قال : ان افضل الناس بعد رسول الله ( ) ابو بكر وعمر
عبد الباقي الجزائري : نعم اخي الكريم اذكرك بان الحديث حول زيدوثورة زيد
المتصل الاخ ابو عمار من المملكة العربية السعودية : فقيل له اتقول هذا وانت من الشيعة ! فقال كل الشيعة كانوا على هذا ، وهو الذي قال هذا (يعني علياً رضوان الله عليه) ، اما بالنسبة للدكتور حميد النجدي (حفظه الله ووفقه الله لكل خير) فاقول له : ذكر عن الشافعي (رضوان الله عليه) انه قال : لم ار احداً اشهد بالزور من الرافضة ، الكفاية في علم الرواية ، فلذلك هذا شيء مستغرب ان تثور ثائرة الرافضة على زيد بن علي (رضوان الله عليه) لا لشيء الا لانه تولى ابا بكر وعمر ، ألا يدل هذا على خطأ عظيم .
عبد الباقي الجزائري : شكراً اخي وصلت رسالتك وسمعك المشاهدون . معنا ابو عبد الله من السعودية .
المتصل الاخ ابو عبد الله من السعودية : مساء الخير ، احب انوه ان مذهب الإمام زيد قائم على الحديث الذي هو ثلاثة وسبعين شعبة كلها هالكة الا فرقة من كان على كتاب الله وعترة اهل بيتي . العترة هم اهل البيت ، رسالتهم ونورهم الى قيام الساعة ، كل عصر يأتي إمام مجدد لمذهب رسول الله (صلوات الله عليه) فالزيدية (احب ان انوه) لجميع المسلمين قائمة على حديث الرسل .
عبد الباقي الجزائري : شكراً اخي الكريم ، وان كان الزيدية فيها الصالحية والجارودية والبطرية . نعود الى فضيلة الاستاذ زهير غزاوي ، فضيلة الاستاذ ما هو موقف الإمامية من الشهيد زيد رحمة الله عليه (الإمامية ككل) ؟
فضيلة الدكتور زهير غزاوي : اولاً تحيتي لزميلي في الندوة الدكتور النجدي والدكتور الشيخ المالكي ، احب ان اعلق على قضية ذكرها الشيخ المالكي حول الوهم (هناك وهم لدي) ، في الواقع انا لا ازعم انني اتكلم الحقيقة لانني اقرأ المراجع ، ثم انا استنتج واتابع لدى مختلف الاراء في مسائل كهذه ، مختلف الاراء في مسألة رأي الإمامية في مسألة ثورة الإمام زيد ، انهم مع مشروعية الثورة على النظام الحاكم ، ولكن اذا قرأنا ما جاء في ذلك العصر وموقف الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) من الخروج ونتائج هذا الخروج رغم تعاطف الكثيرين من مفكري مذهب اهل البيت مع الإمام زيد ، ولكن الواقع ان هذه الثورة لم تكن ثورة لاهل بيت رسول الله ، يعني للائمة نعتقد ان هناك خط شرعي ، هذا الخط الشرعي خرج الإمام زيد عنه وهذا من حقه ان يجتهد بما يرى . ولكن ارى ان بعض المؤرخين يعتقدون ان الإمام زيد (رحمه الله) كان يشيع بانه المهدي المنتظر ودليلي على ذلك بيت من الشعر وجدته في احدى المراجع يقول
صلبنا لكم زيداً على جذع نخلة ولم نر مهدياً على الجذع يصلب
في الواقع نظرية المهدية كانت منتشرة في ذلك الوقت ، يعني عبد الله بن الحسن بن الحسن (رحمه الله) كان يقول : محمد النفس الزكية هذا مهدي هذه الامة ، هذا يثبت من ناحية ان النظرية المهدية هي من السنّة النبوية الصحيحة ، ومن زاوية تثبت انها من السنّة النبوية الصحيحة ومن زاوية اخرى تقول ان البعض كان يعتقد انه ممكن ان يكون هذا ، هنا اود ان اقول ان هناك اخطاء نحن نقدس مع الاسف الاخطاء ، لانريد الان ان نعترف ونريد ان نعصم كل الناس في التأريخ ماداموا قد مروا في التأريخ ويجب ان يكونوا معصومين ، الإمام زيد (رحمه الله)قام بعمل لم يرض عنه الإمام الباقر (سلام الله عليه) ولا الإمام الصادق . اقول ليس هذا وهماً لانه غادر المدينة قبل وفاة اخيه .
عبد الباقي الجزائري : كيف لا يرضى عنه اذا كان ثار انتصاراً للنبي فهو قد سمع سب النبي .
فضيلة الدكتور زهير غزاوي : كلا ، تقول كتب التأريخ انه قام بوداعه ونصحه بعدم المغادرة ،الإمام الباقر ( ) نصح الإمام زيد بعدم مغادرة المدينة المنورة وقال له فعلاً انت تصلب في الكناسة ، عندما يتنبأ الإمام الباقر بمصير اخيه وينصحه بذلك فهل هذا يعني انه راض عن هذا الخروج ! في الواقع ان المذهب الذي نسب الى الإمام زيد واصبح فرقاً كثيرة في المسلمين ، لقد ساهم (وهو اجتهاد على كل حال) في اضعاف (لنقل) حركة المعارضة ، ولكنه افاد العباسيين عندما انتشر الموضوع في خراسان وقام ابنه يحيى بالثورة وانتقم له (كما يقول فرهاوزن) يقول انتقم له ابو مسلم الخراساني اقرأ ما يقول المستشرق فرهاوزن : رغم ان كان عصيان زيد قد انتهى مفجعاً فانه مهم . ذلك ان ثورات الشعب التي حدثت فيما بعد والتي ادت الى انهيار دولة دمشق انهياراً نهائياً كانت ذات علاقة بها وسرعان ما ظهر ابو مسلم بعد وفاته أخذاً بثأر يحيى ، فقتل أخذاً بالثأر . ورغم ان المستشرقين يخطئون في موضوع الثأر . كانت حركة المعارضة حركة قوية في المشرق وهذه الحركة ادت الى سقوط النظام الاموي . ولكن في الواقع ، التنظيم الحقيقي الذي كان هو للعباسيين ، والتنظيم والعمل لنقل الايديولوجي والحزبي كان للائمة (سلام الله عليهم) . اذن كان هناك خطان يتحركان في المعارضة ، وهذان الخطان كان لكل واحد منهما اهداف محددة ، الإمام زيد لم يكن من احد الخطين على اية حال ، كان يريد ان يقاتل غضباً لله ، ولكن انا لا اعتقد انه اخذ مباركة الإمامين الصادق والباقر هذا لا اعتقد انه صحيح ، ذلك ان الوثائق واستقراء الوثائق تدل على هذا ، ويجب ان نقول الحقيقة مادمنا نريد ان نكشف حقائق التأريخ.
عبد الباقي الجزائري : شكراً فضيلة الدكتور . ننتقل الان الى فضيلة الاستاذ حسن فرحان المالكي ، قد سمعتم ما قال فضيلة الدكتور وانا استبعد ان يكون الإمام زيد الذي هو ابن اهل البيت اعرف الناس بحديث الاثني عشر إماماً او حتى محمد بن الحسن يدّعون المهدوية ، هذا على كل حال مادام التأريخ كتب بأيدي غير اهل البيت . فضيلة الاستاذ ما هو موقف الإمامية في ثورة الشهيد زيد (رحمة الله عليه) .
فضيلة الشيخ حسن فرحان المالكي : نظرية المهدوية بشكل عام لم يكن المتقدمون يذكرون نظرية المهدية بانه المهدي بآخر الزمان يعني كل من خرج مصلحاً يعد مهدياً ، فكثير من الاطلاقات ما يقصدون بها . طبعاً يشنع الخصوم (من بني امية) اذا خرج رجل من اهل البيت او من غيرهم وقال انا المهدي (المقصود ان الله يهدي على يديه الناس) يقولون هذا يزعم المهدية آخر الزمان (فهذه مسألة) . الاختلاف بين الإمامية طبعاً موجود في مسألة شرعية الإمام زيد ، انا اتفق مع الدكتور زهير غزاوي على ان الخلاف موجود ، ولكنني لا اشترط انا اتفاق الاجتهاد ، الان قد يكون اجتهاد الإمام الحسن غير اجتهاد الإمام الحسين (هذا يقتدي بصلح النبي مع المشركين في الحديبية وهذا يقتدي بقتالهم) ، ربما انا من منطلق لا اؤمن بان هناك ، ان فلان يجب ان يطاع من اهل البيت ، وانما هم اهل فضل وعلم ، وانما الثوار من اهل البيت والفضلاء كلهم اهل فضل وعلم وخير ، عندي تعليق بسيط على الاخ ابو عمار دخل بالتفضيل ، والتفضيل مسألة خلافية بين السنّة والشيعة بل بين السنّة انفسهم (من السنّة من يفضل الإمام علي ومنهم من يفضل ابا بكر ومنهم من يفضل عمر ومنهم من يفضل امهات المؤمنين) ، بينما الاخ ابو عمار نقل لنا رأي المذهب الحنبلي او السلفي ، هذا محل الخلاف في التفضيل . اما مسألة الرافضة فمن رفض الإمام زيد قال: رفضتموني فانتم رافضة ، فكل من رفض الإمام زيد سمي رافضياً . مسألة هل رفضوه من اجل ابا بكر وعمر ومن اجل غير هذا ، هذا محل خلاف ، ولكن محل الاجماع من رفض الإمام زيد كان رافضة ، ولا شك ان معظم المرجئة المتسمين بالسنّة بتلك الايام كانوا لا يهوون الثورة الى اليوم ، بينما ان السنّة حتى وان سبوا النبي في المجالس يسبون الإمام علي على المنابر فيجب ان ننصف يا اخي ابو عمار اذا كان عند الآخرين اخطاء ، فنحن ايضاً عندنا اخطاء فحتى من فضل عليا على الشيخين يعد رافضياً عند ولاة السنّة ، يعني الإمام زيد كان يفضل علياً على جميع الصحابة وعلى هذا فيعده ولاة السنّة على هذا انه رافضياً ، فالمصطلحات والتنابز بالالقاب لا يصلح في مثل هذه الحوارات التي نريد ان نلتقي فيها على الخطوط العامة العريضة من حقائق التأريخ . هناك اختلاف بين الإمامية رأيت اخي عبد الحميد النجدي كأنه يذكر (كأني افهم منه) ان كل الإمامية مجمعة على الثناء على الإمام زيد وثورته ، والاخ الدكتور زهير غزاوي يرى ان ثورة الإمام زيد غير ، انا اتمنى ما ذكره الاخ حميد النجدي هو الاصل وان ائمة اهل البيت كلهم متفقون على شرعية ثورة الإمام زيد على ظلم هشام ، وانما اذا حصل اختلاف فانه يحصل في تقدير الطرف بانهم كثير حتى ممن كان معهم ؛ محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب قال : كيف تتفق باناس قتلوا اباك وخذلوا اخاك . يعني هنا النظرة السياسية اما النظرة الدينية فمتى توفرت الشروط ووجدت الشوكة التي نستطيع بها ان نهزم الظالم فاظن الجميع متفق من اهل البيت على شرعيتها واكبر دليل على ذلك ثورة الإمام الحسين .
عبد الباقي الجزائري : شكراً فضيلة الاستاذ . مشاهدينا الكرام وقت البرنامج داهمنا لم يبق لنا إلا ان نشكر السادة الفضلاء الدكتور حميد النجدي من لندن ، وفضيلة الدكتور زهير غزاوي من دمشق ، وفضيلة الاستاذ حسن فرحان المالكي من المملكة العربية السعودية ، كما نشكر الذين اتصلوا بنا ونشكركم جميعاً بمتابعتكم البرنامج . نلقاكم في حلقات قادمة ودمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه ...
تابعو فى الحلقات القادمه فضيله الدكتور المحظورى على نفس البرنامج
http://www.alkawthartv.ir/nosos/haghaegh/31-10-2007.htm