الامامة كسبية (ردا على اخوتنا الامامية )

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

الامامة كسبية (ردا على اخوتنا الامامية )

مشاركة بواسطة حميدان »

يعتقد اخوتنا الامامية ان الامامة لا تكون الا بالنص , و لكن الامامة كما تفيد نصوص القران الكريم كسبية
قال تعالى :"وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" الفرقان
و لقوة هذا المعنى قام المحرفون بتحريف النص كما ورد فى تفسير القمى ناسبين ذلك الى الامام الصادق حيث قال حسب الرواية : لقد سالوا الله عظيما ان يجعلهم للمتقين اماما .. انما انزلت ..( و اجعل لنا من المتقين اماما )
و مثله النص القرانى :
"وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ"
حيث المعنى الكسبى للامامة ظاهر فى هذه الاية كسابقتها
و تامل ما ورد فى كتاب الله عن الامامة يفيد ان الامامة فى عقب ابراهيم عليه السلام , و ال محمد صلى الله عليه و اله هم الصفوة من ال الخليل , لكن الامامة كما سبق هى فى الاصل كسبية , فالائمة هم السابقون للخيرات و المقتصدون من ال محمد صلى الله عليه و اله
و لم يثبت النص الا فى حالة امير المؤمنين و السبطين الشهيدين صلوات الله عليهم
و يحضرنى ما رواه فرات فى تفسيره عن أبي خالد قال: كنا عند زيد بن علي عليهما السلام فجاءه أبو الخطاب يكلمه فقال له زيد: اتق الله فاني قدمت عليكم وشيعتكم يتهافتون في المباهاة، رسول الله صلى الله عليه واله وسلم جدنا والمؤمن المهاجر معه أبونا، وزوجته خديجة بنت خويلد جدتنا، وبنته فاطمة الزهراء أمنا، فمن أهله إلا من نزل بمثل الذي نزلنا، فالله بيننا وبين من غلا فينا ووضعنا على غير حدنا وقال فينا مالا نقول في أنفسنا، المعصومون منا خمسة رسول الله وعلي والحسن والحسين وفاطمة عليهم الصلاة والسلام، وأما سائرنا أهل البيت فيذنب كما يذنب الناس ويحسن كما يحسن الناس، للمحسن منا ضعفي الاجر وللمسئ منا ضعفين من العذاب لان الله تعالى قال: (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين) [ 30 / الاحزاب ]، أفترون ان رجالنا ليس مثل نساءنا
إلا أنا أهل البيت ليس يخلو أن يكون فينا مامور على الكتاب والسنة لان الله تعالى قال: (وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون) فإذا ضل الناس لم يكن الهادىإلا منا )

و الله الموفق
آخر تعديل بواسطة حميدان في الأربعاء إبريل 09, 2008 12:31 am، تم التعديل مرة واحدة.
لو نزلت راية من السماء لم تنصب الا فى الزيدية

راعي الإبل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 12
اشترك في: السبت إبريل 05, 2008 5:59 pm
مكان: البادية

مشاركة بواسطة راعي الإبل »

الأخ الكريم حميدان
إلفتاته طيبة وجهد مشكور بارك الله فيك ..
ولدي هنا بعض الإشكالات أرغب برؤية جوابكم عليها ولكم الشكر :

الأول : أن الإمامة ليست كسبية بالمفهوم الذي ذكرتموه ، وإلا لأصبح قوله صلى الله عليه وآله للحسن والحسين أنهما " إمامان قاما أو قعدا " مشكلاً .. لأنه عليه الصلاة والسلام قلدهما الإمامة وهما صغيران في عهده .. فكيف تحلون هذا الإشكال ؟

الثاني : قوله تعالى في سورة البقرة ( ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب ) فهو مشابهة لمعنى " الجعل " في قوله تعالى (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) والذي بموجبه جعلتَ الإمامة كسبية .. لأن هذا يعني أن قوله ( ربنا واجعلنا مسلمين ) يستلزم أن يكونا غير مسلمين قبل ذلك إن أخذنا بطريق توجيهك للآية المباركة المتقدمة .
فما هو جوابكم رعاكم الله ؟

الثالث : قوله تعالى لما طلب سيدنا إبراهيم الإمامة لذريته ( ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) وهذا مشعر أن الإمامة غير كسبية بدليل المنع ، والمنع مرتبط بالله تعالى ، فهذا يدل أن العطاء والمنع للإمامة منه تعالى وإلا لما أصبح للآية معنى واضح .

ولعل هناك إشكالات أو أسئلة أخرى أطرحها لاحقاً .. ولكم التحية الطيبة وخالص الود والحب .
يقول جدنا العارفة فيلة بن ظاهر العائذي القحطاني ::
ما ينفع الجوعان كثر الدخاخين .. ولا ينفع العطشان كثر السبوحي !!

حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

مشاركة بواسطة حميدان »

الاخ الكريم
مرحبا بكم , و العبد الفقير يرى ان الواجب على الباحثين و المفكرين المخلصين ان يهتموا بالتقريب بين امة محمد صلى الله عليه و اله , و فى هذا السياق ياتى هذا الموضوع , فهو محاولة للتقريب بين الزيدية و الامامية تحديدا , كما انه حصيلة معاناة عشتها فى الترجيح بين المذهبين و قد يخالفنى بعض الزيدية فيما اقول
و احب ايضاح امور :
اولا - العبد الفقير يعتقد ان الامامة التى اثبتها القران لابراهيم ع و ذريته شىء منفصل عن الحكومة الزمنية و الامارة

فالامامة التى يشير اليها الكتاب العزيز هى مرتبة روحية و مقام معنوى ,
و هو ما اشار اليه الامام زيد ع فى قوله الذى نقلته :
(الا أنا أهل البيت ليس يخلو أن يكون فينا مامور على الكتاب والسنة لان الله تعالى قال: (وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون) فإذا ضل الناس لم يكن الهادىإلا منا )

و كما نلاحظ لم تتات الامامة الا بعد احراز فضائل معينة فامامة ابراهيم انما جعلت له بعد نجاحه فى الامتحان الالهى و اتمامه لكلمات الله , و امامة من بعده جعلت لهم (لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)
لكن قد تكون الامامة بجعل تشريعى اى بنص كما فى حالة الحسنين صلوات الله عليهما فلا اقصد بان الامامة كسبية انها لا تكون فى بعض الحالات بنص بل اقصد ان الاصل فيها انها كسبية
ثانيا - الامامة قد تكون احيانا بجعل غير تشريعى , اى ان الامام لا يتم تعيينه باسمه و صفته بالوحى الالهى , بل يصبح فى الواقع مقتدى للناس
حيث يوفق الله الانسان المؤمن للتقوى و الاستقامة , فتنشد قلوب اهل التقوى اليه و يتخذونه اماما و مرشدا
و هذا هو ما يشير اليه قوله تعالى :
"وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا"

اذن الامامة الثابتة قى عقب ابراهيم ع سواء كانت حاصلة بالنص او بالتوفيق و ميل المؤمنين دون تدخل التشريع هى مقام معنوى بحت

و عليه فانا اعتقد ان ائمة الامامية عليهم السلام كانوا ائمة نالوا هذا المقام المعنوى و تلك المرتبة الروحية , و هو مقام منفصل عن الامارة كما سبق
و يظهر ان هذا كان موقف سلف الزيدية , لذا ترى الامام يحيى بن الامام زيد عليهما السلام يقول - كما فى مقدمة اخت القران - :
"(كُلُّنَا لَهُ عِلْمٌ غَيْرَ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ كُلَّمَا نَعْلَمُ، وَلاَ نَعْلَمُ كُلَّمَا يَعْلَمُونَ ))
فقد كان ائمة الزيدية يعترفون بامامة ائمة الامامية باعتبارها امامة علم , او كما ورد على لسان بعضهم : جعفر امامنا فى الحلال و الحرام , فيثبتون لهم الامامة بمعنى المقام المعنوى لا بمعنى الامارة

و كل المسلمين يؤمنون بامامة ائمة الامامية بهذا المفهوم و لا استثناءالا الموقف منالامام الثانى عشر الذى لم تثبت ولادته و بقاؤه عند جمهور الامة

و مما يدل على ان الامامة الثابتة فى ذرية ابراهيم ع منفصلة عن الامارة الاية الكريمة :
"أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ "
فهم يطلبون من نبيهم - و هو امام كسائر انبياء بنى اسرائيل الذين جعلهم الله ائمة - ان يعين لهم ملكا يقاتلون تحت رايته , فقد كان النبى و هو امام ليس بملك
و عليه فان اثبات الامامة بمعنى المقام المعنوى لائمة الامامية لا يتنافى مع الايمان بامامة غيرهم بمعنى الامارة
كما ان الامامة بمعنى المقام المعنوى لا يمكن اغتصابها
اما قولكم :

قوله تعالى في سورة البقرة ( ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب ) فهو مشابهة لمعنى " الجعل " في قوله تعالى (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) والذي بموجبه جعلتَ الإمامة كسبية .. لأن هذا يعني أن قوله ( ربنا واجعلنا مسلمين ) يستلزم أن يكونا غير مسلمين قبل ذلك إن أخذنا بطريق توجيهك للآية المباركة المتقدمة .
فاليكم ما قاله السيد الطباطبائى رحمه الله حول ذلك :


قوله تعالى: { ربنا واجعلنا مسلمين لك } ، ومن ذريتنا أمة مسلمة لك، من البديهي أن الإِسلام على ما تداول بيننا من لفظه، ويتبادر إلى أذهاننا من معناه أول مراتب العبودية، وبه يمتاز المنتحل من غيره، وهو الأخذ بظاهر الاعتقادات والأعمال الدينية، أعم من الإِيمان والنفاق، وإبراهيم عليه السلام - وهو النبي الرسول أحد الخمسة أولي العزم، صاحب الملة الحنيفية - أجل من أن يتصور في حقه أن لا يكون قد ناله إلى هذا الحين، وكذا ابنه إسماعيل رسول الله وذبيحه، أو يكونا قد نالاه ولكن لم يعلما بذلك، أو يكونا علما بذلك وأرادا البقاء على ذلك، وهما فيما هما فيه من القربى والزلفى، والمقام مقام الدعوة عند بناء البيت المحرم، وهما أعلم بمن يسألانه، وأنه من هو، وما شأنه، على أن هذا الإِسلام من الأمور الاختيارية التي يتعلق بها الأمر والنهى كما قال تعالى:

{ إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين }
[البقرة: 131]، ولا معنى لنسبة ما هو كذلك إلى الله سبحانه أو مسألة ما هو فعل اختياري للإِنسان من حيث هو كذلك من غير عناية يصح معها ذلك.

فهذا الإِسلام المسؤول غير ما هو المتداول المتبادر عندنا منه، فإن الإِسلام مراتب والدليل على أنه ذو مراتب قوله تعالى: { إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت } الآية، حيث يأمرهم إبراهيم بالإِسلام وقد كان مسلماً، فالمراد بهذا الإِسلام المطلوب غير ما كان عنده من الإِسلام الموجود، ولهذا نظائر في القرآن.

فهذا الإِسلام هو الذي سنفسره من معناه، وهو تمام العبودية وتسليم العبد كل ما له إلى ربه، وهو إن كان معنى اختيارياً للإِنسان من طريق مقدماته إلاَّ أنه إذا أُضيف إلى الإِنسان العادي وحاله القلبي المتعارف كان غير اختياري بمعنى كونه غير ممكن النيل له - وحاله حاله - كسائر مقامات الولاية ومراحله العالية، وكسائر معارج الكمال البعيدة عن حال الإِنسان المتعارف المتوسط الحال بواسطة مقدماته الشاقة، ولهذا يمكن أن يعد أمراً إلهياً خارجاً عن اختيار الإِنسان، ويسأل من الله سبحانه أن يفيض به، وأن يجعل الإِنسان متصفاً به.
--------
اما قولكم :
قوله تعالى لما طلب سيدنا إبراهيم الإمامة لذريته ( ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) وهذا مشعر أن الإمامة غير كسبية بدليل المنع ، والمنع مرتبط بالله تعالى ، فهذا يدل أن العطاء والمنع للإمامة منه تعالى وإلا لما أصبح للآية معنى واضح .

فكما سبق فان الامامة قد تكون بجعل تكوينى لا تشريعى
و الجعل التكوينى هو كما سبق ان يوفق الله الانسان المؤمن للتقوى و الاستقامة , فتنشد قلوب اهل التقوى اليه و يتخذونه اماما و مرشدا

و انا اعتقد امامة ائمة الامامية بهذا المفهوم انهم ائمة بجعل تكوينى لا تشريعى بل كل المسلمين الا النواصب يؤمنون بذلك
فهم ائمة مقتصدون , بينما ائمة الزيدية صلوات الله عليهم ائمة سابقون للخيرات بتصديهم للدعوة و اشهارهم لسيف الحق
و كما يقول الامام الحسين بن القاسم :
"وإنما معنى ما روي من الحجة الباطنة عن أمير المؤمنين - عليه صلوات رب العالمين()- هو المقتصد من آل الرسول.
وقد رُوي عن النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - أنه ذكر الحجة، ثم قال: ((إما السابق وإما المقتصد)) وإنما سمي المقتصد [مقتصداً]() لاقتصاده عن المراد، وسمي حجة لاحتجاجه على جميع العباد."

و دمتم سالمين
لو نزلت راية من السماء لم تنصب الا فى الزيدية

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

الاخ الكريم الحميدان
بعد اذنك اقول :
اراك تفسر القرآن
لذلك
ممكن تكلمنا عن مستواك العلمى فى القرآن وتفسيره
وفى التاريخ وسيرة الاعلام
لان التفسير الإرتجالى للقرآن الكريم شىء ليس بالسهل
بل من الامور المرعبة التى تؤدى الى الإعتقاد الخاطىء والانحراف عن جادة الحق
ان كان صاحبها من الهواة والمبتدئين وليسوا من اصحاب الإختصاص .

ارجو المعذرة

تحياتى للك

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

الاخ الكريم الحميدان
تقول ان الإمامة كسبية
نرد عليك قائلين :
وهل هناك ثواب وعقاب لمن لايتبع إمامة من إمامتهم مكتسبة
بحيث يكون المرء فى حالة من الاختيار ؟

لان الإمامة الكسبية ليست حكرا على انسان دون الآخر
وبما ان الامر كذلك وان مرد المرء الى الإختيار
فهو ان وفق للإمامة المكتسبة لاهل البيت فهو فى خير حال
وان وفق لإمامة غيرهم المكتسبة ايضا فهو ايضا نوع من التوفيق الذى ليس فيه سؤال عن نوع الاختيار .

حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

مشاركة بواسطة حميدان »

الاخ الفاضل
لست متخصصا فى التفسير لكن ذكرت الدليل على تصورى و ان كنت ترانى مخطئا فاذكر دليلك ايضا على ذلك
ما قلته هو ان الامامة فى عقب ابراهيم ع و هى فى الاصل كسبية , و هذا ظاهر جدا من ايات الامامة ,و ائمة الزيدية و الامامية كلهم هداة من صفوة عقب ابراهيم ع و اهل لان يقتدى المسلمون بهم عوضا عن الاقتداء بغيرهم
و كما روى عن الامام زيد :لا يكون الهادى الا منا
و لا شك ان من اقتدى بالائمة من ذرية المصطفى ص له ثواب , قال تعالى ( فمن تبعنى فانه منى )
اما ان يعاقب الله من لم يقتدى بهم فان كان عن نصب لهم و بغض و نحوه فهو اثم قطعا
و لكن كما سبق كل المسلمين الا الخوارج والنواصب يعتقدون فضل الائمة من ال محمد ص و لديهم استعداد للاقتداء بهم
لو نزلت راية من السماء لم تنصب الا فى الزيدية

راعي الإبل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 12
اشترك في: السبت إبريل 05, 2008 5:59 pm
مكان: البادية

مشاركة بواسطة راعي الإبل »

تعليقاً على كلام الأخ الكريم حميدان وفقكم الله

سيدي الكريم كلامك في غاية الروعة ونظرتك للأمور ثاقبة وأزالت الإشكال في طريقة نصب الإمام جمعا بين الآيات .. وباعتقادي أن هذا لا يخالف الإمامية أيضاً إلا في بعض التفاصيل ، أو أنه لم يتضح لي ..
[ 1 ]
فمثلاً .. وقفت سابقاً على كلام ( لعله للسيد علي نعمان الصدر أو المنار لا أذكر ) أن طريق معرفة الإمام وبلوغه مرتبة الإمامة مختلفه .. فتارة بالمعجزة وتارة بالنص ، لكن النص أو المعجزة ليسا سوى (( كاشفين )) عن بلوغ الإمام للإمامة وليس أن النص أو المعجزة أو العصمة طريق لبلوغ الإمامة لهذه المرتبة ..

وهذا دقيق جدا وكان مطروحا بأسلوب معمقا ودقيقا في تفسير الإمامة و الإمام ..
ويستلزم أن من لم يؤمن بالنص على الإمام الباقر مثلاً لا يضره شيئا إذا كان يؤمن بإمامته بنحو الإجمال دون معرفة التفاصيل .. لأن النص أو المعجزة أو الإجماع القطعي ليس سوى (( أداة )) كاشفة عن بلوغ الباقر لمرتبة الإمامة لأن العبرة بالإيمان الواقعي بإمامة الإمام الفلاني وإن جهل المسلم الشيعي بطريق كونه منصوصا عليه ..

إذاً ..

تعدد بلوغ الإمام لهذه المرتبة أو تعدد طرق بلوغه لهذه المرتبة أمر طبيعي وهو رافع للإشكال المتقدم ، ويبقى خلاف طفيف بين المذهب الزيدي التي رأيت أن القيام بالدعوة والسيف إحدى الطرق الكاشفة عن الإمام من العترة وبين الإمامية التي لا ترى ذلك ، وكذلك الخلاف بين الطرفين في مفهوم الإمامة وحدوده ومراتبه ..

[ 2 ]
وأحب أن أضيف أكثر من هذا وأروع مما وقفت عليه :
يقول الشهيد الثاني ( واسمه زين الدين العاملي من أعلام القرن العاشر ) في بعض كتبه ( وقفت عليه بالواسطة ) أن الاعتقاد بأن الأئمة الاثني عشر علماء أبرار أتقياء مفترضين الطاعة لا يخرج الإمامي من إيمان وإن جهل تفاصيل الإمامة أو العصمة ونحو ذلك ..
( هذا مفهوم كلامه وليس نصه )

وهذا تقدم عظيم في هذا المفهوم لأنه سيشمل كل الشيعة في عصر الأئمة وأنهم ناجون بلا شبهة عن الشهيد الثاني ومنهم الزيدية أيضاً وليس الجعفرية فقط .. لأن الكل يجمع على إمامة أئمة الإمامية وكونهم من علماء آل محمد وفقهائهم ..

[ 3 ]

وأختم بعبارة نقلها الشريف المرتضى ( 430 هـ ) عن الشيخ المفيد ( توفى 413 هـ ) لما سأله رجل من الزيدية : [ ما مذهبك في إمامة زيد ابن علي ؟ فقال له الشيخ : أنا أثبت من إمامة زيد ما يثبته الزيدية، و أنفى من ذلك ما تنفيه فأقول : أن زيداً كان إماما في العلم و الزهد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و أنفى عنه الإمامة الموجبة لصاحبها العصمة و النص والمعجز، و هذا ما لا يخالفني عليه أحد من الزيدية .. ]
وهذا مما أعجبني من الأجوبة وهو في غاية الذكاء !

فإلى الأمام أخي حميدان وإلى المزيد مما تتحفنا به بارك الله فيك ..
يقول جدنا العارفة فيلة بن ظاهر العائذي القحطاني ::
ما ينفع الجوعان كثر الدخاخين .. ولا ينفع العطشان كثر السبوحي !!

راعي الإبل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 12
اشترك في: السبت إبريل 05, 2008 5:59 pm
مكان: البادية

مشاركة بواسطة راعي الإبل »

تعليقاً مداخلة الأخ الكريم عبد المؤمن حفظه الله
توقفت ملياً عند سؤالك لأخينا العزيز حميدان قائلاً :
[ وهل هناك ثواب وعقاب لمن لا يتبع إمامة من إمامتهم مكتسبة ، بحيث يكون المرء في حالة من الاختيار ؟ ]
وهذا سؤال في غاية الأهمية والدقة ..
وأرى أن جواب الأخ حميدان يحتاج لإستفياء بعض النقاط المفهومة من السؤال وهي :

1 = لم يتطرق الجواب إلى تحديد ماهية ( الإتباع / الإقتداء ) لمن هو إمام بطريق الاكتساب ، هل هو واجب أم أنه يقتصر على الاستحباب ؟
فإن كان واجباً : لزم العقاب حتى لو كان الإعراض عن الإمام لسبب آخر غير النصب والعداوة .
وإن كان مستحباً : فهو غير ملزم للتابع ، فله أن يقتدي بإمامٍ آخر من العترة لو أراد ذلك ، وإن كان إتباع الإمام الأول فيه الأجر والثواب .

2 = تطرق الجواب إلى " إثم " من أعرض عن الإمام بسبب العداوة ، ولم يتطرق إلى " حكم " من أعرض عنه لسبب آخر كالجهل به مثلاً أو بسبب إتباع إمامٌ آخر من العترة أو غير ذلك من الأسباب ..
وأرى أن الجواب تطرق لمن أعرض عن الإمام بسبب النصب والعداوة فقط دون غيره .. وهذا غير كافٍ بنظري فهو يحتاج للإستيفاء .
يقول جدنا العارفة فيلة بن ظاهر العائذي القحطاني ::
ما ينفع الجوعان كثر الدخاخين .. ولا ينفع العطشان كثر السبوحي !!

حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

مشاركة بواسطة حميدان »

اخى الكريم راعى الابل

اضيف لما نقلتموه عن الشهيد الثانى ان كثيرا من سلف الامامية ما كان اعتقادهم فى الائمة الا قريبا من ذلك اى كانوا يعتبرونهم من كمل المؤمنين مع نفى العصمة
نقل الشيخ المفيد عن جماعة من القميين انهم يعتقدون بان الائمة كانوا لا يعرفون الكثير من الاحكام الدينية حتى يلهمون فى قلوبهم و منهم من يقول ان الائمة كانوا يلجأون فى الاحكام الشرعية الى الراى و الظنون ( راجع تصحيح الاعتقاد 135-136 )
و كان ابن الجنيد يرى ان الائمة يجتهدون و يعملون بالراى
و كذلك صرح الشهيد الثانى ان جل رواة الائمة و شيعتهم كانوا يعدون الائمة : علماء ابرار افترض الله طاعتهم مع عدم الاعتقاد بعصمتهم (بحر العلوم : الفوائد الرجالية ج3ص220 )

و قد اشدتم بالعلامة على نعمان الصدر الذى يكتب فى هجر و هو من اجل العلماء حفظه الله و يحضرنى قوله فى بعض الحوارات :
(أهم خلاف يراه الكثير من المثقفين خصوصاً الأشاعرة هو مسألة العصمة وقد وجدت أن المشكلة تكمن في معرفة العصمة وتعريفها ، أكثر مما تكمن في طبيعة الدليل فيها .

فالعصمة يراها السني بشكل عام هي الألوهية وهي الارتفاع عن البشرية ، بينما يراها الشيعي بخلاف ذلك لأن العصمة عند الشيعي هي الطاعة وهذا مروي عندهم عن رسول الله وهي ما يقابل الخذلان وهي العلم ، وهذا هو فهمهم للعصمة ويعبرون عنا بنفي المعاصي والأخطاء وهو الطاعة بعلم وعدم المعصية بعلم ( أرجو مراجعة الروايات ومنها ما في البحار جزء6 صفحة109 رواية2 و جزء 68 صفحة377 رواية 25 ، وغيرها كثير) .

فالعصمة بالمفهوم السني لا يقبلها الشيعي والعصمة بالمفهوم الشيعي يقول بها السني وزيادة ، وإلا فليأتني السني بمعاصي من يعتقد من علمائه الإجلاء .

وإذا كنت لا تصدق ذلك فأتني بقائمة من المعاصي الموبقات لأحد الخليفتين عمر أو أبي بكر رضي الله عنهما لنرى عند ذلك من يقول بالعصمة ومن يغالي بها فإذا كنت لا تستطيع فهذه هي العصمة عندنا .

والعصمة شرطها التكليف وليس ما تخيلت من سوء المثال على الخروج من الدنيا بلا ذنب على الطفل الميت ، و أما نفيكم للعصمة فهو بما تفهمونه بمعنى الألوهية والتعالي عن البشرية وهذا ما ننفيه نحن أيضا عن أئمتنا .

ولو كنا نقول به لكنا إما مشركين أو نقول بسقوط الثواب عن المعصوم وكلاهما لا نقول به ونحن ملتفتون إلى ذلك جيداً .

وكل ما تنفونه من عصمة في غير ذلك ، فهو مثبت لمن تعتقدون به من أهل العدالة ، ولا تنسى أن من العصمة مسح الأثر وهو يعني الغفران ، وانتم تقولون بنفي الموبقات وإذا ثبت شيء بالدليل القطعي فتقولون بنفي الأثر ومسحه .)

---
اما قضية العقاب لمن لا يقتدى بائمة العترة لغير نصب فلن نكون اكثر تشددا من بعض الامامية انفسهم !
فقد روى المحدث البحرانى فى تفسيره المعروف ب البرهان عن ابن مسكان عن زرارة ان الامام الصادق ع قيل له : ارايت من صام و صلى و اجتنب المحارم و حسن ورعه , ممن لا يعرف و لا ينصب ؟
فقال : ان الله يدخل اولئك الجنة برحمته )
راجع البرهان ذيل تفسيره للاية 159 من سورة الانعام و الحديث رواه المجلسى فى البحار ج60/ص 162
و فى بحار الانوار ج44 ص101ان الامام الحسن السبط صلوات الله عليه قال :
( و رجل اخذ بما لا يختلف فيه و رد علم ما اشكل عليه الى الله مع ولايتنا , و لا ياتم بنا , و لا يعادينا , و لا يعرف حقنا
فنحن نرجو ان يغفر الله له و يدخله الجنة )

و قد قال المحدث الامامى الفيض الكاشانى تعليقا على نحو هذه الرواية :
( من هاهنا يحكم بنجاة كثير من المخالفين الواقعين فى عصر خفاء امام الحق المبين لائمتنا صلوات الله عليهم
و ان لم يعرفوا امامتهم )
الكلمات المكنونة ص237
و الفت نظركم اخى الكريم الى ان عدم الايمان بامامة امير المؤمنين ع نفسه ليست موجبا للفسق عند الزيدية , و هذا ما يدل عليه كلام امير المؤمنين ع نفسه , الا ترى انه عد شهداء صفين و الجمل من اهل النجاة بل عدهم كما فى النهج من اهل الجنة حيث قال :
( ما ضر اخواننا الذين سفكت دماؤهم و هم بصفين الا يكونوا اليوم احياء .. قد و الله لقوا الله فوفاهم اجورهم و احلهم دار الامن ) الخطبة 181
مع انهم كانوا ممن يؤمن بخلافة الشيخين , و كما قال امير المؤمنين فى رسالة لابن هند :
( انه بايعنى القوم الذين بايعوا ابا بكر و عمر )

و لا شك مع ذلك فى ان الاقتداء بائمة الال هو من اداء اجر الرسالة : المودة فى القربى , و لا اعرف من يرفض الاقتداء بهم الا الخوارج و النواصب , و يحضرنى قول العلامة صالح المقبلى تعليقا على صرف السبكى احاديث فضائل اليمن الى الاشعرى و صرف فضائل قريش و بنى هاشم الى الشافعى حتى قال : ما خرج من قريش امام متبوع غير الشافعى ! :
( فيا لله و للمسلمين هؤلاء الائمة من ذرية الحسنين المشهورون بالعلم و الفضل و الاتباع ما لهم
نصيب من بشائر جدهم !
ان هذه لعصبية و ضلالة و خيانة للاسلام
و رفض لاحترام الرسول صلى الله عليه و اله بمعاملة ذريته هذه المعاملة )

و الله المستعان
لو نزلت راية من السماء لم تنصب الا فى الزيدية

راعي الإبل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 12
اشترك في: السبت إبريل 05, 2008 5:59 pm
مكان: البادية

مشاركة بواسطة راعي الإبل »

أخي الكبير حميدان حفظه الله

النص الذي نقلته عن الشهيد الثاني هو ما نقلته أنا بالمعنى لأن النص لا يحضرني وفقدت المصدر ، ونقلك هو الصحيح بارك الله فيك وأشكركم على ذكر المصدر فقد استفدت شيئا جديدا بهذا الموضوع .

و لأول مرة أطلع على هذه الروايات التي نقلتها من كتب الإمامية في حكم غير الإمامي وهذه فائدة لو شكرتك عليها عشرين سنة لم أستوفي حقك أخي العزيز ..فقد أطلعت سابقاً على شيء قريب من هذه النصوص مفرقاً في تراث الإمامية ولم أحفظها في مدوناتي ..
وفي كل الأحوال هذه الروايات الهامة تحتاج لدراسة ومقارنة مع الروايات الأخرى التي فيها حكم " الجحد " و " الإنكار " للإمام والإمامة في التراث الإمامي ..

فالدراسات المفصلة في إعطاء هذه المسائل حقها من التحقيق قليلة في الدراسات الإمامية ، وهي مفصلة في كتب الفقهاء الاستدلالية الكبيرة ، إلا أنهم يطرحونها بالأسلوب الفقهي وهو أسلوب لا يهتم إلا بدراسة هذه الروايات بما تعم به البلوى للمكلف في التعامل مع من يخالفه الدين أو المذهب من الحكم بالطهارة أو الإرث أو تحليل ذبائح المخالفين ونحو ذلك ..

وقد رأيت بعض التحقيقات المتفرقة المعاصرة ومنها كلمات للسيد علي نعمان الصدر الذي أرى أنه أفضل من تناول دقائق مفهوم العصمة والإمام والإمامة ، وكنت أحب أن أوجه أسئلة وإشكالات إلى هذا العالم لأستفيد بما عنده حول هذا الشأن إلا أن التسجيل في ذلك المنتدى شكل عائقا كبيرا أمامي في ذلك الوقت وحتى الآن ..

ويبقى هذا الموضوع هام وشيق ومفيد ويحتاج كل ذلك إلى ممارسة وتتبع وتدقيق لعل الله يوفقنا بالوقوف على ما ينفعنا في ديننا ودنيانا وآخرتنا والحمد لله أولاً وآخراً
يقول جدنا العارفة فيلة بن ظاهر العائذي القحطاني ::
ما ينفع الجوعان كثر الدخاخين .. ولا ينفع العطشان كثر السبوحي !!

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

يعتقد اخوتنا الامامية ان الامامة لا تكون الا بالنص , و لكن الامامة كما تفيد نصوص القران الكريم كسبية قال تعالى :
"وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" الفرقان

الدعاء يحتاج الى العمل والسعى لتحقيق مايطمح اليه الإنسان ولكن ان لم تجد من يقبل منك ويرفع من شانك بحيث يكون القبول منه بان يجعلك هو لاغيره بمعنى انك لو سعيت واكتسبت ما اكتسبت ولم تجد من يؤيدك ويشد من ازرك ويرفعك الى منزلة اعلى فان هذا الاكتساب يبقى محدودا وبدون تغيير .
الانسان يدعو الله تعالى ليجعله ولكى يجعله الله ويستجيب له لابد له من العمل والاجتهاد فيه وان يكون الله راضى عنه ليتم القبول .
اذا لابد من جعل الله وقبوله والا فلا فائدة من المكتسبات وفائدتها محدودة
انت معى ان الله هو الذى يجعل ولا يجبر على ذلك .
الاكتساب فقط لايفيد ولابد من الامر الإلهى وتدخله .



و مثله النص القرانى :
"وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ"
حيث المعنى الكسبى للامامة ظاهر فى هذه الاية كسابقتها
هؤلاء من جعلهم الله ائمة لاتنسى انه كانوا انبياء وهم اسحاق ويعقوب وابناءهم
ومروا بتجارب وعناء وجهد وتعب فنجحوا ونجاحهم هذا كسب لهم ونتيجة لنجاحهم اعطوا الإمامة .
لاحظ يامن تقول ان الإمامة كسبية فقط وتشدد على ذلك يجب عليك ان توضح ان نتيجة هذا الكسب هو جعل الله واعطاء الله وقبول الله لهذا الكسب ليس الناس من يجعلون ويعطون ولو قبلوا فعلك واستحسنوه .





و تامل ما ورد فى كتاب الله عن الامامة يفيد ان الامامة فى عقب ابراهيم عليه السلام , و ال محمد صلى الله عليه و اله هم الصفوة من ال الخليل , لكن الامامة كما سبق هى فى الاصل كسبية , فالائمة هم السابقون للخيرات و المقتصدون من ال محمد صلى الله عليه و اله
الإمامة فى الاصل لم تكن معلومة لإبراهيم عليه السلام ولم يكن ابراهيم يتطلع اليها
ولم تكن فى باله فكيف تكون كسبية !!!
الإمامة اعطيت لإبراهيم عليه السلام بجعل من الله وعطاءا منه لاتنسى ذلك
لابجعل من الناس وهذا هو خط الزيدية لانه رفع سيفه ومعه العلم فانه اصبح إماما اين جعل الله ؟
ضع هذا فى بالك !

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: الامامة كسبية (ردا على اخوتنا الامامية )

مشاركة بواسطة القاسمى »

الامامة منصب الهى
الإمامة عند الشيعة تختلف في حقيقتها عمّا لدى إخوانهم، فهي إمرة إلهية، واستمرار لوظائف النبوة . ومقتضى هذا، إتصاف الإمام بالشروط المُشْتَرَطة في النبي
توضيح ذلك: إنّ النبي الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، كان يملأ فراغاً كبيراً وعظيماً في حياة الأُمّة الإسلامية، ولم تكن مسؤولياته وأعماله مقتصرة على تلقّي الوحي الإلهي، وتبليغه إلى الناس فحسب، بل كان يقوم بالأُمور التالية:
1 ـ يُفَسِّر الكتاب العزيز، ويشرح مقاصده وأَهدافه، ويكشف رموزه وأسراره.
2 ـ يُبَينِّ أحكام الموضوعات الّتي كانت تَحْدُثُ في زمن دعوته.
3 ـ يَرُدَ على الحملات التشكيكية، والتساؤلات العويصة المريبة الّتي كان يثيرها أعداء الإسلام من يهود ونصارى .
4 ـ يصون الدين من التحريف والدسّ، ويراقب ما أخذه عنه المسلمون من أُصول وفروع، حتى لا تَزِلّ فيه أقدامهم.
هذه الأُمور الأربعة كان النبي يمارسها ويملأ بشخصيته الرسالية ثغراتها. ولأجل جلاء الموقف نوضح كل واحد من هذه الأُمور.
هذه هي الأُمور الّتي مارسها النبي الأكرم أيام حياته. ومن المعلوم أنّ رحلته وغيابه صلوات الله عليه، يخلّف فراغاً هائلاً وفي هذه المجالات الأربعة، فيكون التشريع الإسلامي حينئذ أمام محتملات ثلاثة:
الأول: أن لا يبدي الشارع إهتماماً بِسَدِّ هذه الفراغات الهائلة الّتي ستحدث بعد الرسول، ورأى تَرْكَ الأمور لتجري عى عَواهِنِها .
الثاني: أن تكون الأُمّة، قد بلغت بفضل جهود صاحب الدعوة في إعدادها، حداً تقدر معه بنفسها على سدّ ذلك الفراغ.
الثالث: أن يستودع صاحب الدعوة، كلّ ما تلقاه من المعارف والأحكام
بالوحي، وكلّ ما ستحتاج إليه الأُمّة بعده، يستودعه شخصية مثالية، لها كفاءة تَقَبُّلِ هذه المعارف والأحكام وَتَحَمُّلِها، فتقوم هي بسد هذا الفراغ بعد رحلته صلوات الله عليه .
أمّا الإحتمال الأول: فساقط جداً، لا يحتاج إلى البحث، فإنّه لا ينسجم مع غرض البعثة، فإنّ في ترك سدّ هذه الفراغات ضياعاً للدين والشريعة، وبالتالي قطع الطريق أمام رُقيّ الأُمّة وتكاملها.
فبقي الإحتمالان الأخيران، فلا بد ـ لتعيين واحد منهما ـ من دراستهما في ضوء العقل والتاريخ.
هل كانت الأُمّة مؤهلة لسدّ تلك الفراغات ؟
هذه هي النقطة الحساسة في تاريخ التشريع الإسلامي ومهمّتِه، فلَعَلَّ هناك من يزعم أنّ الأُمّة كانت قادرة على ملئ هذه الفراغات. غير أنّ التاريخ والمحاسبات الإجتماعية يبطلان هذه النظرة، ويضادّانِها، ويثبتان أنّه لم يُقَدَّر للأُمّة بلوغ تلك الذروة، لتقوم بسدّ هذه الثغرات الّتي خلّفها غياب النبي الأكرم، لافي جانب التفسير، ولا في جانب التشريع، ولا في جانب ردّ التشكيكات الهدّامة، ولا في جانب صيانة الدين عن الإنحراف، وإليك فيما يلي بيان فشل الأُمّة في سدّ هذه الثغرات، من دون أن نثبت للأُمّة تقصيراً، بل المقصود إستكشاف الحقيقة.
أمّا في جانب التفسير، فيكفي وجود الإختلاف الفاحش في تفسير آيات الذكر الحكيم، وقبل كل شيء نضع أمامك كتب التفسير، فلاترى آية ـ إلاّ ما شذّ ـ اتّفق في تفسيرها قول الأُمّة، حتى أنّ الآيات الّتي يرجع مفادها إلى عمل المسلمين يوماً وليلاً لم تُصَن عن الإختلاف، وإليك النماذج التالية .
أ ـ قال سبحانه: (فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)
فقد تضاربت الآراء في فهم الآية، فمن قائل بعطف الأرجل على الرؤوس، ومن قائل بعطفها على الأيدي، فتمسح على الأوّل، وتُغْسَلُ على الثاني. فأيُّ الرأيين هو الصحيح؟ وأيُّ التفسيرين هو مراده سبحانه؟
ب ـ قال سبحانه: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا) (1).
فاختلفت الأُمّة في موضع القطع، فمن قائل بأنّ القطع من أُصول الأصابع، وعليه الإمامية، ومن قائل بأنّ القطع من المفصل، بين الكفّ والذراع، وعليه الأئمة الثلاثة، أبو حنيفة، ومالك، والشافعي. ومن قائل بأنّ القطع من المنكب، كما عليه الخوارج (2).
ج ـ قال سبحانه: (وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلـلَةً أَوْ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِد مِّنْهُمَا السُّدُسُ)(3).
وفي آية أُخرى يحكم سبحانه بإعطاء الكلالة، النصف أو الثُلُثَيْن، كما قال: (إِنِ امْرِؤٌاْ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهَا الثُّلثَانِ مِمَّا تَرَكَ)(4).
فما هو الحل، وكيف الجمع بين هاتين الآيتين؟.
وأمّا الآيات المحتاجة إلى التفسير في مجال المعارف، فحدّث عنها ولا حرج، ويكفيك ملاحظة اختلاف الأُمّة في الصفات الخبرية، والعَدْل، والجَبْر والإختيار، والهداية والضلالة...
وكم، وكم من آيات في القرآن الكريم تضاربت الأفكار في تفسيرها، من غير فرق بين آيات الأحكام وغيرها.
وأمّا في مجال الإجابة على الموضوعات المستجدة، فيكفي في ذلك الوقوف
على أنّ التشريع الإسلامي كان يشق طريقه نحو التكامل بصورة تدريجية، لأنّ حدوث الوقائع والحاجات الإجتماعية، في عهد الرسول الأكرم، كان يثير أسئلة ويتطلب حلولاً، ومن المعلوم أنّ هذا النمط من الحاجة كان مستمراً بعد الرسول. غير أنّ ما ورثته المسلمون من النبي الأكرم لم يكن كافياً للإجابة عن جميع تلك الأسئلة.
أمّا الآيات القرآنية في مجال الأحكام، فهي لا تتجاوز ثلاثمائة آية. وأمّا الأحاديث ـ في هذا المجال ـ فالذي ورثه الأُمّة لا يتجاوز الخمسمائة حديث.
وهذا القَدَر من الأدلة غير واف بالإجابة على جميع الموضوعات المستجدة إجابة توافق حكم الله الواقعي، ولأجل إيقاف الباحث على نماذج من هذه القصورات، نذكر بعضها:
أ ـ رفع رجل إلى أبي بكر وَقَدْ شرب الخمر، فأراد أن يقيم عليه الحدّ، فادّعى أنّه نشأ بين قوم يستحلّونها، ولم يعلم بتحريمها إلى الآن، فتحيّر أبو بكر في حكمه (1).
ب ـ مسألة العول شغلت بال الصحابة فترة من الزمن، وكانت من المسائل المستجدة الّتي واجهت جهاز الحكم بعد الرسول، وقد طرحت هذه المسألة أيام خلافة عمر بن الخطاب، فتحيّر، فأدخل النقص على الجميع استحساناً، وقال: «والله ما أدري أَيُّكم قدّم الله ولا أَيُّكم أَخَّر، ما أَجد شيئاً أوسع لي من أنْ أُقسّم المال عليكم بالحصص، وأُدخل على ذي حقّ ما أُدخل عليه من عول الفريضة» (2).
ج ـ سئل عمر بن الخطاب عن رجل طلّق امرأته في الجاهلية، تطليقتين، وفي الإسلام تطليقة، فهل تضم التطليقتان إلى الثالثة، أو لا؟ فقال للسائل «لا آمرك ولا أَنهاك»(1) .
هذا، ولا نعني من ذلك أنّ الشريعة الإسلامية، ناقصة في إيفاء أغراضها التشريعية، وشمول المواضيع المستجدة، اوالمعاصرة لعهد الرسول، بل التشريع الإسلامي كان وافياً بالجميع ببيان سوف نشير إليه (2).
والّذي يكشف عمّا ذكرنا، أنّه اضطّر صحابة النبي منذ الأيام الأُولى من وفاته صلوات الله عليه وآله، إلى إعمال الرأي والإجتهاد في المسائل المستحدثة، وليس اللجوء إلى الإجتهاد بهذا الشكل، إلاّ تعبيراً واضحاً عن عدم استيعاب الكتاب والسنّة النبوية للوقائع المستحدثة، بالحكم والتشريع، ولا مجال للإجتهاد وإعمال الرأي فيما يشمله نصٌّ من الكتاب أو السنّة بحكم، ولذلك أحدثوا مقاييس للرأي، واصطنعوا معايير جديدة للإستنباط، وألواناً من الإجتهاد، منه الصحيح المتّفق عليه، يصيب الواقع حيناً، ويخطئه أحياناً، ومنه المُريب المختلف فيه. وكان القياس أوّل هذه المقاييس وأكثرها نصيباً من الخلاف، والمراد منه إلحاق أمر بآخر، في الحكم الثابت للمقيس عليه، لاشتراكهما في مناط الحكم المستنبط. وكان القياس بهذا المعنى (دون منصوص العلة) مثاراً للخلاف بين الصحابة، والعلماء فقد تبنّته جماعة من الصحابة والتابعين، وأنكرته جماعة أُخرى، وعارضوا الأخذ به، منهم الإمام علي بن أبي طالب، وابن مسعود، وأئمة أهل البيت، ثم اصطنعوا بعد ذلك معايير أخرى، منها المصالح المرسلة، وهي المصالح الّتي لم يُشَرّع الشارع حكماً بتحقيقها، ولم يدلّ دليل شرعي على اعتبارها أو إلغائها .
وهناك مقاييس أخرى، كسدّ الذرائع، والإستحسان، وقاعدة شَرْع من قبلنا، وما إلى ذلك من القوانين والأُصول الفقهية، الّتي اضطرّ الفقهاء إلى اصطناعها عندما طرأت على المجتمع الإسلامي ألوان جديدة من الحياة لم يألفوها، ولم تكن النصوص الشرعية من الكتاب والسنّة لتشمل تلك المظاهر الإجتماعية المستحدثة بحكم، ولم يجد الفقهاء بدّاً من الإلتجاء إلى إعمال الرأي والإجتهاد في مثل هذه المسائل ممّا لا نصّ فيه من كتاب أو سنّة، وتشعبت بذلك مدارس الفقه الإسلامي، وبَعُدَت الشُّقة بينها، وتبلورت تلك المعاني إثر التضارب الفكري الّذي حصل بين هذه المدارس، وصيغت الأفكار في صيغ علمية محددة، بعدما كان يغلب عليها طابع التذبذب والإرتباك.
وذلك كلّه يدلّ على عدم وفاء نصوص الكتاب والسنّة، بما استجدّ للمسلمين بعد عصر الرسالة، من مسائل، أو ما جدّ لهم من حاجة.
وهناك نكتة تاريخية توقفنا على سرّ عدم إيفاء الكتاب والسنّة بمهمة التشريع، وهي أنّ مدّة دعوته ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لا تتجاوز ثلاثاً وعشرين عاماً، قضى منها ثلاث عشرة سنة في مكة يدعو المشركين فيها. ولكن عنادهم جعل نتائج الدعوة قليلة. فلأجل ذلك لم يتوفق لبيان حكم شرعي فرعي إلاّ ما ندر. ومن هنا نجد أنّ الآيات الّتي نزلت في مكة تدور في الأغلب حول قضايا التوحيد والمعاد، وإبطال الشرك ومقارعة الوثنية، وغيرها من القضايا الإعتقادية، حتى صار أكثر المفسّرين يميّزون الآيات المكيّة عن المدنية بهذا المعيار.
ولما انتهت دعوته إلى محاولة اغتياله، هاجر إلى يثرب، وأقام فيها العشرة المتبقية من دعوته تمكّن فيها من بيان قسم من الأحكام الشرعية لا كلّها، وذلك لوجوه:
1 ـ إنّ تلك الفترة كانت مليئة بالحوادث والحروب، لتآمر المشركين والكفّار، المتواصل على الإسلام وصاحب رسالته والمؤمنين به. فقد اشترك النبي في سبع عشرة غزوة كان بعضها يستغرق قرابة شهر، وبعث خمساً وخمسين سرية لقمع المؤامرات وإبطالها، وصدّ التحركات العُدْوانية.
2 ـ كانت إلى جانب هذه المشاكل، مشكلة داخلية يثيرها المنافقون الذين
كانوا بمنزلة الطابور الخامس، وكان لهم دور كبير في إثارة البلبلة في صفوف المسلمين، وخلق المتاعب للقيادة من الداخل. وكانوا بذلك يفوّتون الكثير من وقت النبي الذي كان يمكن أن يصرف في تربية المسلمين وإعدادهم وتعليمهم على حلّ ما قد يطرأ على حياتهم، أو يستجد في مستقبل الأيام.
3ـ إنّ مشكلة أهل الكتاب، خصوصاً اليهود، كانت مشكلة داخلية ثانية، بعد مشكلة المنافقين، فقد فوّتوا من وقته الكثير، بالمجادلات والمناظرات، وقد تعرّض الذكر الحكيم لناحية منها، وذُكر قسمٌ آخر منها في السيرة النبوية (1).
4ـ إنّ من الوظائف المهمة للنبي عقد الإتّفاقيات السياسية والمواثيق العسكرية الهامة التي يزخر بها تاريخ الدعوة الإسلامية (2).
إنّ هذه الأمور ونظائرها، عاقت النبي عن استيفاء مهمة التشريع.
على أنّه لو فرضنا تمكن النبي من بيان أحكام الموضوعات المستجدة، غير أنّ التحدّث عن الموضوعات التي لم يعرف المسلمون شيئاً فشيئاً، أمر صعب للغائة، ولم يكن في وسع المسلمين أن يدركواغ معناه.
فحاصل هذه الوجوه توقفنا على أمر محقق، وهو أنّه لم يقدر للنبي استيفاء مهمة التشريع، ولم يتسنّ للمسلمين أن يتعرّفوا على كل الأحكام الشرعية المتعلقة بالحوادث والموضوعات المتسجدة.
و أمّا في مجال ردّ الشبهات والتشكيكات وإجابة التساؤلات، فقد حصل فراغ هائل بعد رحلة النبي من هذه الناحية، فجاءت اليهود والنصارى تترى، يطرحون الأسئلة، ويشوِّشون بها أفكار الأمّة، ليخربوا عقائدها ومبادئها، ونذكر من ذلك: و أمّا في جانب صيانة المسلمين عن التفرقة والإختلاف، والدين عن الإنحراف، فقد كانت الأُمة الإسلامية في أشدّ الحاجة بعد النبي إلى من يصون دينها عن التحريف، وأبناءها عن الإختلاف، فإنّ التاريخ يشهد دخول جماعات عديدة من أحبار اليهود ورهبان النصارى ومؤبدي المجوس، ككعب الأحبار، وتميم الدّاري، ووهب بن منبه، وعبد الله بن سلام، وبعدهم الزنادقة، والملاحدة، والشعوبيون، فراحوا يدسّون الأحاديث الإسرائيلية، والأساطير النصرانية، والخرافات المجوسية بينهم، وقد ظلّت هذه الأحاديث المدسوسة ، تُخيّم على أفكار المسلمين ردحاً طويلاً من الزمن، وتؤثّر في حياتهم العلمية، حتى نشأت فرق وطوائف في ظلّ هذه الأحاديث.
و ممّا يوضح عدم تمكّن الأمّة من صيانة الدين الحنيف عن التحريف وأبنائها عن التشتت، وجود الروايات الموضوعة والمجوعولات الهائلة. ويكفي في ذلك أنّ يذكر الإنسان ما كابده البخاري من مشاقّ وأسفار في مختلف أقطار الدولة الإسلامية، وما رواه بعد ذلك. فإنّه ألفى الأحاديث المتداولة بين المحدثين في الأقطار الإسلامية، تربو على ستمائة ألف حديث، لم يصحّ لديه منها أكثر من أربعة آلاف، ومعنى هذا أنّه لم يصحّ لديه لديه من كل مائة وخمسين حديثاً إلاّ حديث واحد، وأمّا أبو داود فلم يصحّ لديه من خمسمائة ألف حديث غير أربعة آلاف وثمانمائة، وكذلك كان شأن سائر الذين جمعوا الحديث، وكثير من هذه الأحاديث التي صحّت عندهم، كانت موضع نقد وتمحيص عند غيرهم (1).
قال العلامة المتتبع الأميني: ويُعرب عن كثرة الموضوعات اختيار أئمة الحديث أخبار تآليفهم ـ الصحاح والمسانيد ـ من أحاديث كثيرة هائلة، والصفح عن ذلك الهوش الهائش، فقد أتى أبو داود في سننه بأربعة آلاف وثمانمائة حديث، وقال انتخبته من خمسمائة ألف حديث (2). ويحتوي صحيح البخاري من الخالص بلا تكرار، ألفي حديث وسبعمائة وواحد وستين حديثاً، إختاره من زهاء ستمائة ألف حديث (3). وفي صحيح مسلم أربعة الاف حديث أصول دون المكررات، صنفه من ثلاثمائة ألف (4). وذكر أحمد بن حنبل في مسنده ثلاثين آلف حديث، وقد انتخبه من أكثر من سبعمائة وخمسين ألف حديث، وكان يحفظ ألف ألف حديث (5)، وكتب أحمد بن فرات، المتوفى عام 258، ألف ألف وخمسمائة ألف حديث، فأخذ من ذلك ثلاثمائة ألف التفسير والأحكام والفوائد وغيرها (6).
فهذه الموضوعات على لسان الوحي، تقلع الشريعة من رأس وتقلب
الأصول، وتتلاعب بالأحكام، وتشوش التاريخ، أو ليس هذا دليلاً على عدم وفاء الأمّة بصيانة دينها عن التشويش والتحريف؟.
* * *
هذا البحث الضافي يثبت حقيقة ناصعة، وهي عدم تمكّن الأُمّة، مع مالها من الفضل، من القيام بسدّ الفراغات الهائلة خلّفتها رحلة النبي الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، فلا مناص من تعيُن الإحتمال الثالث، وهو سدّ تلك الثغرات بفرد مثالي يمارس وظائف النبي في المجالات السابقة، بعلمه المستودع فيه، ويكون له من المؤهلات ما للنبي الأكرم، وسوى كونه طرفاً للوحي.
إنّ الغرض من إرسال الأنبياء هي الهداية لبني البشر، إلى الكمال في الجانبين المادي والروحي. ومن المعلوم أنّ هذه الغاية لا يحصل عليها الإنسان إلاّ بالدين المكتمل أصولاً وفروعاً، المصون من التحريف والدسّ. ومادام النبي حيّاً، بين ظهرانيّ الأُمّة، تتحقق تلك الغاية بنفسه الشريفة، وأمّا بعده فيلزم أن يخلفه إنسان مثله في الكفاءات والمؤهّلات، ليواصل دفع عجلة المجتمع الديني في طريق الكمال، كالنبي في المؤهلات، عارف بالشريعة و معارف الدين، ضمان لتكامل المجتمع، وخطوة ضرورية في سبيل ارتقائه الروحي والمعنوي. فهل يسوغ على الله سبحانه أن يهمل هذا العامل البنّاء، الهادي للبشرية إلى ذروة الكمال.
هذه هي حقيقة الإمامة، والإمام عند الشيعة
انّ حقيقة الإمامة الذي تتبناه الشيعة الإمامية، هي القيام بوظائف الرسول بعد رحلته، وقد تعرفت على وظائفه الرسالية والفراغات الحاصلة بموته و التحاقه بالرفيق الأعلى. ومن المعلوم أنّ سدّ هذه الفراغات لا يتحقق إلاّ بأن يكون الإمام متمتعاً بما يتمتع به النبي الأكرم من الكفاءات والمؤهلات، فيكون عارفاً بالكتاب والسنّة على وفق الواقع، وعالماً بحكم الموضوعات المستجدة عرفاناً واقعياً، وذابّاً عن الدين شبهات المشككين، ومن المعلوم أنّ هذه الوظيفة تستدعي كون الإمام مصوناً من الخطأ. فما دلّ على أنّ النبيّ يجب أن يكون مصوناً في مقام إبلاغ لرسالة، قائم في المقام بنفسه، فإنّ الإمام يقوم بنفس تلك الوظيفة، وإن لم يكن رسولاً ولا طرفاً للوحي، ولكنه يكون عيبةً لعلمه، وحاملاً لشرعه وأحكامه، فإذا لم نجوّز الخطأ على النبي في مقام الإبلاغ، فليكن الأمر كذلك في مقام القيام بتلك الوطيفة بلا منصب الرسالة والنبوة.
فالبرهان يثبت مذهب الامامية
و يثبت ان الايمان بالائمة من اصول الدين التى لا يتم الايمان بدونها
لكن الجاهل القاصر معذور عند الامامية
آخر تعديل بواسطة القاسمى في الأحد يونيو 17, 2018 1:04 am، تم التعديل مرتين في المجمل.

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: الامامة كسبية (ردا على اخوتنا الامامية )

مشاركة بواسطة القاسمى »

مذهب الزيدية ليس الا حركة ابناء الحسن المثنى بعد امتزاجها بالكيسانية

الحقيقة عند التأمل قد يجد الباحث أن هذه الحركة السرية كم كانت ستكون مباركة لو كانت بلا هدف سلطوي وهي فعلا مستخدمة لخدمة اهل البيت ع ، ولكن للأسف كانت عكس ذلك من خلال مراقبة المسلك، وافضل ما يمكن ان نصف به هذه المؤسسة السرية هو انها نشأت لأهداف نبيلة في البداية المبكرة ولكن الايدي التي وجدت اللذة في السطوة السرية حرفت الهدف النبيل من نصرة أهل البيت الى السلطة السرية التي تحكمت بالاحداث مئات السنين من دون أن تقدم عطاء فكريا لتثبيت الاسلام.

إن اهم ما انتجه الفكر الكيساني الزيدي كان يصب كليا لصالح مؤسسة الحكم ، ففقه ابي حنيفة هو الفقه الامثل لاعطاء الحاكم الجائر سلطة الله على العباد، والفكر العدلي المزيف المسروق هو اهم بيئة لانتاج فكر سني جديد متعصب ضد أهل البيت ومضيع لحقوقهم، بدعوى حرية التفكير وأن لا قداسة في الإسلام لأحد وأنهم كعلماء يفوقون اهل البيت فى القدرة الفكرية، ولكن حين الامتحان يجدهم يؤجلون القضية لما بعد الآخرة، لأنهم لا يملكون شيئا حقيقيا. وهذه مشكلة حقيقية من الناحية العلمية

و الفرق الجوهرى بين الجعفرية و الزيدية هو كما سبق ان الجعفري يرى الامام معين بالنص الالهى و بتوفيق الله والهامه لان الامام اهم صفاته هو تبليغ دين الله الصحيح عن يقين لا عن ظن كما يذهب علماء الزيدية لان الخطا لا يمكن ان ينسب لدين الله اطلاقا و من هنا اثبت الزيدية التصويب و هو كارثة دينية و علمانية متاسلمة
آخر تعديل بواسطة القاسمى في الأحد يونيو 17, 2018 1:12 am، تم التعديل مرة واحدة.

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: الامامة كسبية (ردا على اخوتنا الامامية )

مشاركة بواسطة القاسمى »

قال سبحانه: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
ما هو المراد من الإمامة في الآية؟
ذهب عدّة من المفسّرين منهم الرازي في مفاتيحه، إلى أنّ المراد من الإمامة هنا، النبوة وأنّ ملاك إمامة الخليل، نبوّته، لأنّها تتضمن مشاقّاً عظيمة
و قال الشيخ محمود عبده: «الإمامة هنا عبارة عن الرسالة، وهي لاتنال بكسب الكاسب»
يلاحظ عليه: إنّ إبراهيم كان نبيّاً قبل الإبتلاء بالكلمات، وقبل تنصيبه إماماً، فكيف يصحّ أن تفسّر الإمامة بالنبوّة على ما في لفظ الرازي، أو بالرسالة، على ما في لفظ المنار؟ ودليلنا على ما ذكرنا، أمران:
1ـ إنّ نزول الوحي على إبراهيم، وجعله طرفاً للخطاب بقوله: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا)، أوضح دليل على أنّه كان نبيّاً متلقياً للوحي قبل نزول هذه الآية. وأسلوب الكلام يدلّ على أنّه لم يكن وحياً إبتدائياً، بل يعرب عن كونه استمراراً للوحي السابق، والمحاورة الموجودة بينه وبين الله تعالى، حيث طلب الإمامة لذريته، تناسب الوحي الإستمراري لا الوحي الإبتدائي. وإن كنت في شكّ، فلاحظ الوحي الإبتدائي، النازل على موسى في طور سيناء حيث خوطب بقوله:
(فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)
2ـ إنّ الخليل طلب الإمامة لذرّيته، ومن المعلوم أنّ إبراهيم كان نبيّاً قبل أن يرزق أيّ ولد من ولديه إسماعيل وإسحاق، أمّا أوّلهما فقد رزقه بعد تحطيم الأصنام في بابل، وإعداد العدّة للخروج إلى فلسطين، حيث وافاه الوحي
بشّره: (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَم حَلِيم ) وأمّا ثانيهما، فقد بشرته به الملائكة عندما دخلوا عليه ضيوفاً، فقالوا: (إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَم عَلِيم)
و على ذلك، يجب أن تكون الإمامة الموهوبة للخليل غير النبوة، وإلاّ كان أشبه بتحصيل الحاصل.
و الظاهر أنّ المراد من الإمامة، القيادة الإلهية للمجتمع، فإنّ هناك مقامات ثلاثة:
ـ مقام النبوة، وهو منصب تحمّل الوحي.
ـ مقام الرسالة، وهو منصب إبلاغه إلى الناس.
ـ مقام الإمامة، وهو منصب القيادة وتنفيذ الشريعة في المجتمع بقوة وقدرة.

ان وصف الظلم لا يعرف فى واقعه و حقيقته الا من قبل الله تعالى فان خفايا الناس و حقيقة ما ينطوون عليه من الاعمال و النوايا لا يعلمها الا الله سبحانه

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: الامامة كسبية (ردا على اخوتنا الامامية )

مشاركة بواسطة القاسمى »

عثرت على رواية طريفة تدل ان ابن الحسين الاصغر كان قاليا للزيدية ورفض البيعة للنفس الزكية وحلف محمد النفس الزكية أن يقتله اذا رآه فانظر وتعجب من الدعاوى الفارغة: من كتاب سر السلسة العلوية

(قال) وعبيد الله بن الحسين بن علي " ع " وفد على أبي العباس السفاح فأقطعه ضيعة بالمدائن يقال لها (البيدشين) تغل في السنة ثمانين الف دينار فكان يأخذها وينفقها، وكان عبيد الله قد تخلف عن بيعة النفس الزكية محمد بن عبد الله المحض فحلف محمد إن رآه ليقتله فلما جيئ به غمض محمد عينيه مخافة أن يحنث.
.............. توفى عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي في ضيعة بذي أوان - موضع - وهو ابن سبع وثلاثين سنة في حياة أبيه، وكذلك عبد الله بن الحسين توفى سنة احدى وأربعين في حياة أبيه. (سر السلسلة العلوية - أبي نصر البخاري - الصفحة 69 )

فاذن هذا هو الواقع وهذه هي الادلة بحيث يستدل بعكس المطلوب ، الحسين الاصغر هو من اسرة لا تؤمن بالمنهج الزيدي ولا بائمتهم وقد وصل امر ائمة الزيدية ان يحلفو بالله في قتل ابناء الحسين الذين تخلفوا عنهم ، وهل هذا اجماع ووفاق ؟
وهذا الموقف يعني ان البيعة اخذت بالغصب والاكراه والتوعد بالقتل فافهم حفظك الله . فلو اتى بالف دليل على ان احد من الائمة او اولادهم بايع النفس الزكية فقد تبين السبب ويعتبر الدليل وجوده وعدمه سواء

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“