(الحوثية صنيعة النظام دعوى بحاجة إلى برهان) رد على الدكتور ناصر محمد ناصر
ابراهيم الديلمي /ذمار
بادئ ذي بدء أتوجه بالشكر للدكتور ناصر على توضيحه لموقفه من مسألتي الحراك الجنوبي والحوثية كما أود شكره أيضاً لأنه هو الوحيد الذي أستطاع أستفزاز مشاعري للكتابه فما كتبته في السابق للرد عليه هو أول مقال أكتبه في حياتي وها أنذا أعاود الكتابه للرد عليه كذلك .
_فيما يخص توضيحه لموقفه من الحراك الجنوبي فأتفق معه فيما ساقه لمنطقيته وإن كنت غير محيط بجميع المراحل التي سبقت الوحدة أو التي تلتها إلى ما بعد حرب (94) ولكني فيما يخص الحديث عن مسألة الزيدية والحوثية فأني أجد نفسي مضطراً لتوضيح بعض الأمور باعتباري زيدياً أزعم أني متابع لما جرى و يجري في صعدة منذ بداياته.
_لقد تكلم الدكتور ناصر أن النظام هو الذي صنع الحوثية لرغبته في موازنة الأصولية وكذلك لرغبته في أن تكون (المليشيا الحوثية) رديفاً مسانداً للجيش في أي مواجهة محتملة مع السعودية .
_وهنا أقول من أين تولد لديه هذا الاعتقاد؟ وكأكاديمي، على ماذا استند؟ وما هي الادلة التي يمكن التدليل بها على صحة ما ذهب إليه فالسيد بدر الدين الحوثي كان خارج اليمن كلاجئ بعد حرب 94 نتيجة تعرضه لعدة محاولات اغتيال، قبلها وأثنائها، كما أن ابنه حسين كان نائبا في مجلس النواب عن حزب الحق وكذلك رفيق دربه الأخ عبدالله الرزامي, ومعروف موقف السلطة من حزب الحق ورموزه حيث تم اتهامهم بالتحالف مع الحزب الاشتراكي قبل وبعد حرب94 فكيف يمكن اتهامهم بأنهم صنيعة النظام.؟ وكيف تمت موازنة الأصولية . هل بانشاء معهد دماج السلفي ودعمه تتم الموازنة ؟ أم بالتضييق على الزيدية وقتلهم في صعدة وغيرها يتم دعمهم ؟ وهل تم إنشاء معاهد للحوثية أم تم إنشاء معاهد لغيرهم ؟ هل انشئت جامعة للزيدية (وهو ما يرفضه و يحذر منه الدكتور ناصر إلى يومنا هذا) أم كان حملة شهادات التخرج غيرهم ؟. ومن هو اليوم المتواجد على الساحة التعليمية الدينية أهم الزيديه والحوثيه أم من لا تجهلون .؟
_أما دعوى أنشاء (مليشيا الحوثي) لتكون رديفاً مسانداً للجيش في أي مواجهة مع السعودية فهذا إدعاء واهٍ وواهن لأن الجيش اليمني بعد خروجه منتصراً في عام94 وبمن معه من المليشيات القبلية والمذهبية والحزبية – والتي ليس من بينها الحوثيون- بطبيعة الحال – لم يقوَ على استعادة أرخبيل حنيش عندما أحتلتها أرتيريا فكيف كان يمكنه مواجهة السعودية ؟ وهل الزيدية هم من يجب عليهم التصدي للسعودية وتدخلها السافر في الشأن اليمني دائما بينما غيرهم يستلم مرتباته منها ؟ هذا شرف لا ندعيه.
أشار الدكتور ناصر إلى أنه ساند ودعم كل من أعتقلوا على ذمة الحرب في صعدة باعتبارهم مارسوا حقهم في التعبير بالكلمة والرأي ولذا فهو مع حرية التعبير من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار دون تمييز أو قيود , نشكره أيضاً على موقفه ذاك ولكن خانته ذاكرته فهو ليس مع حرية التعبير لأنه سمح بها للجميع وحظرها على الزيدية برفضه لتعليم الفكر الزيدي ولفكرة إنشاء جامعة زيدية ( كانت إشاعة كاذبة) وراء تحديد موقفه الصريح منها ومن الفكر الزيدي ككل , فما بالنا إن تحولت إلى حقيقة واقعة.
_أورد الدكتور ناصر كذلك أنه لم يتعرض لنقد المذهب الزيدي وإنما تحدث عن العداء بين الزيدية والسلفية – إنها لإحدى الكبر- لقد نسي الدكتور ما كتبه في مقالين سابقين لقد تحدث عن الأفكار والشعارات الزيدية إلاًمامية بل وركز نقده على التراث الزيدي واعتبره متخلفا ولايناسب العصر وطالب برميه في النفايات ....الخ مااورده.
وبالنسبة للعداء بين الزيدية والسلفية فرغم وجوده إلاً ان هذا العداء هو موجود أيضا بين الدكتور والسلفية والزيدية والحوثيين والسلطة والجنوبيين( الذين نعتهم بدعاة الانفصال) وغيرهم.كما أن السلفية لهم عداوات مع الجميع وليست الزيدية استثناءا .
_كما أورد ان نقده تركز على الحوثية في بعدها السياسي بدعوى (البطنين)!!! فهذا لم تأت به الحوثية وليس طارئاً على المذهب الزيدي فهو من تراثه واصوله. فما هو هذا البعد السياسي الذي نسبته للحوثيين؟ فلم نسمع بادعائهم الامامة إلا من اعدائهم فالسيد بدر الدين الحوثي ، في مقابلته مع صحيفة الوسط تحدث عن نوعين للحكم هما الامامة والاحتساب ولم يحصرالحكم ككل في سلالة معينة ولم يدع إلى تغيير نظام الحكم القائم ولا شيء. ثم ان حزب الحق الذي كان قادة الحوثيين أنفسهم بما فيهم السيد بدر الدين من اكبر مؤسسيه جاء في ادبياته ومن ابرز اهدافه الحفاظ على النظام الجمهوري نوعا للحكم فكيف ندعي رفضهم للنظام القائم؟! كما أنهم هم من تبنى الدعوة للاستفتاء على الدستور داعين مع غيرهم من علماء الزيدية للتصويت بنعم للدستورولم يرد فيه أي نص بدعوى (البطنين) بل ان الدستور يحاربها ، كما ان مشاركتهم في ذلك الحزب وفي انتخابات متتالية آخرها الانتخابات النيابية 2003م والتي فاز فيها النائب يحي بدر الدين الحوثي . كلها دلائل على قبولهم بالنظام الجمهوري كنظام يحتكم اليه المواطنون جميعا عند التنازع . فماذا تريدون بعد ذلك كله أتريدون نصب المشانق لتنفيذ أحكام محاكم التفتيش .
_ ومع ذلك تم إنتهاك الدستور وأهداف وقيم الجمهورية والنظام والقانون و بمسوغ الدفاع عنها تم قتلهم وشرعت ابادتهم.واصبحت الحوثية جريمة تستوجب الاعدام والسحل وصب الاسيد على الوجوه .كما حدث ولن ننسى. باعتبارذلك وصمة عار في جبين دستور لايحمي وقانون لايجدي و في جبين كل راض بتلك الجرائم وإن لم يمارسها.
_كذلك تحدث عن أن إنشاء مليشيا للحوثية على غرار حزب الله في جنوب لبنان بحجة مقاومة الظلم سيدمر الوطن ولن يغير الظلم وهذا ما حدث خلال أربع سنوات .كما زعم أن مسألة البطنين فيها دعوى صريحة لعودة الامامة واستعباد واستبعاد وتهميش لليمنيين!!
_ أود السؤال أيضا: من طالب بذلك كله وماهي الدعوى الصريحة لعودة الامامة ومن تبناها ودعا لها ونسبها إلى الحوثيين الذين أنكروا صدورها منهم. لقد تم الكذب عليهم حتى اتهموا بادعاء النبوة فما بالكم بالامامة, ومتى كانت الحروب المتتالية التي خاضوها فيها دعوة لتغيير النظام بالقوة كما تزعمون , لقد اقتصرت من جانب الحوثيين على الدفاع عن أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ولم يكن غير هذا وأتحدى اثبات عكسه ,ثم إنه قيل أن الحوثيين ليست لهم أي مطالب فكيف تم قتال اناس لايطلبون شيئا مما ذكرتم ؟! . ثم من هو الذي يستعبد الشعب اليمني وسواده الأعظم ؟ ومن هو الذي يقوم على ارض الواقع باستبعاد وتهميش اليمنيين ويحتكر الوظائف والمال والسلطة والنفوذ ؟ أهم الحوثيين والزيدية والبطنين ؟ .نبئني أيها الدكتور الهمام.
_كماأريد طمأنتك ليس الحوثيون أو الزيدية من يريد التسيد عليك . وليسوا من يتمنى ان يحكموك أو غيرك إنما يريدون الحياة في ظل نظام يحترم الجميع ولا يعمل على إشاعة الفرقة والعداوات بين المواطنين ولا يستضعف طائفة منهم ولا يكون له علو في الأرض ولا فساد . هذا مايجب ان تفهمه أنت وتعيه ولسنا نوظف نصوصاً دينية ولا غيرها ولن نطالبك ولا غيرك ,لا بعد ألف وأربعمائة عام ولاحتى بعد عام إلا بالمساواة والعدالة فهذا موقف الزيديه والحوثية وإن كان الدكتور ناصر يطالب الحوثيين فقط بتحديد هذا الموقف إلا أنني أجبت عليه باعتبار مسألة البطنين زيدية صرفة. هم جميعاً لهم الحق في تحديد موقفهم منها وقد حددوه والحوثيون جزء لا يتجزأ منهم.
_أما فيما يخص مسألة التمويل فأقترح على الدكتور الذهاب إلى الحوثيين وسؤالهم بنفسه واعتقد أنهم قد أجابوا على مثل هذه التساؤلات واعتبروا تمويلهم ذاتياً ثم أنهم جماعة لم ينخرها الفساد حتى تحتاج لتمويلات هائلة وغير معقولة وأذكر أن الأستاذ/محمد البخيتي قد كتب في مقال سابق له إن تمويل الحوثيين بزكاة المعجبين وتبرعات المؤمنين.
_كما إن شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل يندرج تحت مبدأ حق التعبير الذي أشار الدكتور ناصر إلى أنه حق للجميع دون استثناء ودون تمييز من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وكما أسلفنا فحق التعبير من وجهة نظر الأخ/ناصر مكفول للجميع باستثناء الزيدية بما فيهم الحوثيون.
_أيضا يؤكد الدكتور ناصر انه يدين عربدة الولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل ويدين أيضاً سياسة الهيمنة والغطرسة ويدعم نضال أخواننا الفلسطينيين لنيل حقوقهم المشروعة ....الخ.
_نحن نعرف جميعاً أن الفلسطينيين ليست لهم إلا مطالب وحقوق مشروعة وليست لديهم حقوق غير مشروعة كما يفهم من كلامه ، فواصل شجبك واستنكارك وإدانتك كحق مكفول لك وسيواصل الحوثيون صرخاتهم بشعاراتهم المعروفة كحق مكفول لهم أيضا . وبالنسبة لسؤالك في ما يمكننا فعله هنا من موقعنا في جنوب شبه جزيرة العرب وبإمكانياتنا هذه في مواجهة أمريكا وإسرائيل فالسؤال هنا مردود عليك . ماذا يمكن أن تصنع الإدانات والشجب والاستنكار ؟ومن موقعك في جنوب الكرة الأرضية ماذا ستعمل في مواجهة الدنمرك التي في شمال الكرة الأرضية أتقف مكتوفي الأيدي؟ ألم تعد تجدي أي أسلحة حتى المقاطعة أو التكبير. أم ماذا تريد؟ وماذا ستعملون أنتم يا طلاب النضال السلمي بالمشاريع السلمية في مواجهة سلطة تمتلك كل الامكانيات ؟ وفقا لكلامك أنكم تضحكون علينا في تصويرامكانية التغيير بالكلمة والاعتصام والعصيان المدني؟ ما دامت لاتجدي الكلمة والنضال السلمي, فلماذا تدعونا إلى مشروعك السلمي والحضاري الجامع.الذي سيساعد في تراكم الوعي المدني السلمي كما تدعي .
_ولا تنسى يا أخ ناصر أنك في كتاباتك الاخيرة قد ذكرت بأن السلطة فاسدة و أن من أسميتهم بالحوثيين والانفصاليين والقرويين متخلفون يعيشون خارج نطاق العصر، كما وصفت المعارضة بأنها عدمية فيا ترى من هي القوى المعول عليها لاحداث التغيير الذي ينشده الشعب وتبشر أنت به؟
_كما أنك تساءلت كذلك هل تريدون (الحوثيون) من أن نعلن على أمريكا وإسرائيل الحرب؟
_أطمئن يا دكتور فقرار الحرب والسلم ليس بيدك ولا بيدي ولا بيد الحوثيين ولا علي عبدالله صالح ولا العرب ولا المسلمين بل بيد أمريكا وإسرائيل فأطلب منهما اولا أن يوقفا الحرب علينا نحن المسلمين جميعاً، أما اعلان الحرب على هذه الامة فقد تم منذ زمن طويل .
_ وأما احتقارك (لعبده) وتصغيرك له وتقليلك من شأنه بأنه لن يتمكن من هزيمة رامبو فإذا كانت هذه نفسيتك فهذا شأنك أما أمتنا العظيمة فلا زال فيها رجال يأبون الضيم ويرفضون الذل والإنكسار سواء حملوا أسم (عبده )أو غيره متوكلين على الحي القيوم الذي لا يموت .
_ وأيضا يقول الدكتور ناصر أن الحقيقة الوحيدة التي يؤمن بها هي أنه لا توجد حقيقة من حيث الاساس وأن الامور نسبية ، فما دامت الرؤية ضبابية فبم يمكن تفسير موقفك الذي حددته ضد الزيدية وانطلقت منه لطرح كل ذلك الكلام الذي أوردته بشأن الزيدية؟ لأن الشائعة وحدها هي التي انطلقت منها وحددت موقفك وهي مجرد شائعة تم نفيها مؤخرا من قبل عبده الجندي وتم نشر اتفاق الدوحة في الصحف ولم يشر الى جامعة زيدية ولا هم يحزنون . أفلا يستحق الامر منك أن تراجع حساباتك أيها الدكتور؟
_فما دمت تستفيد من وجهات النظر الاخرى وهذا شيء حسن يحسب لصاحبه ،فأدعوك دعوة صادقة باعتبارك أكاديميا ومحللا سياسيا للترفع وألا تضع نفسك في اطار مذهبي ضيق يتنافى ودعوتك للمواطنة المتساوية كما أن تسخير قلمك في هكذا مقالات يغاير كتاباتك التي يغلب عليها الوطنية فنتمنى ألا تنجر وراء الحاقدين والعنصريين الذين يسعون للتحريض على الزيدية والهاشميين آملين عودة الحرب الى محافظة أرهقتها أربع سنوات عجاف من التخريب والقتل . فالزيدية بحاجة الى استراحة طويلة للملمة جراحاتهم فلا تنكئوها.
_ بهذا أعتقد أني قد وضعت النقاط على الحروف وأن موقف الزيدية الآن بات واضحاً من جميع تلك التساؤلات التي طرحتها وإن كان هناك مزيد لبس حول موقف الحوثيين من أي شيء ففرزة صعدة أمام ملعب مدينة الثورة الرياضية فأذهبوا إليهم واستمعوا منهم فلسنا نتهم أحداً أنه في جيب سلطة استبدادية ولا معارضة عدمية وليطرح ما يشاء من مشاريع يصفها بأنها وطنية وجامعة. فذلك حقه ولن نحرمه منه وسندافع عن هذا الحق. ولكن شيئا من الإنصاف إن كنتم صادقين.
الحوثية صنيعة النظام دعوى بحاجة إلى برهان(رد لم تنشره الوسط)
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 58
- اشترك في: الاثنين ديسمبر 05, 2005 2:58 pm
- مكان: ذمـــــــــــار
الحوثية صنيعة النظام دعوى بحاجة إلى برهان(رد لم تنشره الوسط)
علام الدمع والحسرات هذي ؟*** فقلت :لكم شفى دمعاً حزينا !
ستسلو ، قلت : لاأسلو دياري *** ستنسى ،قلت لن أنسى القطينا!
عدمت الدمع ، إن لم أنتزفه *** دماً بعد اللواتي . واللذينــا
ستسلو ، قلت : لاأسلو دياري *** ستنسى ،قلت لن أنسى القطينا!
عدمت الدمع ، إن لم أنتزفه *** دماً بعد اللواتي . واللذينــا