ومنهج أهل السنة (مذهب الجمهور) لا يرى الخروج على الحاكم الظالم إن سبب الخروج عليه مفسدة أكبر لما صح عندنا من حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الصبر على ظلم الحكام ابتعاداً من الفتنة الأكبر المتمثلة في تفريق كلمة المسلمين وسف الدماء.
تذكرني بما قاله شيخ النواصب ابن تيمية ان خروج الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام هو مفسده
لما صح عن النبي لا تفتري على النبي وتقول انه يقول الصبر على الظُلم المناقض للقرآن
شيخ الإسلام ابن تيمية أو كما سميته شيخ النواصب
يقول
وأما من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضى بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا
وقال شيخ النواصب ابن تيمية
ومن ذلك أن اليوم الذي هو يوم عاشوراء الذي أكرم الله فيه سبط نبيه، وأحد سيدي شباب أهل الجنة بالشهادة على أيدي من قتله من الفجرة الأشقياء، وكان ذلك مصيبة عظيمة من أعظم المصائب الواقعة في الإسلام. وقد روى الإمام أحمد وغيره عن فاطمة بنت الحسين وقد كانت شهدت مصرع أبيها، عن أبيها الحسين بن علي رضي الله عنه، عن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من رجل يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وإن قدمت، فيحدث لها استرجاعا إلا أعطاه الله من الأجر مثل أجره يوم أصيب بها)( ).
فقد علم الله أن مثل هذه المصيبة العظيمة سيتجدد ذكرها مع تقادم العهد، فكان من محاسن الإسلام أن روى هذا الحديث صاحب المصيبة والمصاب به أولا، ولا ريب أن ذلك إنما فعله الله كرامة للحسين رضي الله عنه، ورفعا لدرجته ومنزلته عند الله، وتبليغا له منزل الشهداء، وإلحاقا له بأهل بيته الذين ابتلوا بأصناف البلاء، ولم يكن الحسن والحسين حصل لهما من الابتلاء ما حصل لجدهما ولأمهما وعمهما، لأنهما ولدا في عز الإسلام، وتربيا في حجور المؤمنين، فأتم الله نعمته عليهما بالشهادة، أحدهما مسموما، والآخر مقتولا، لأن الله عنده من المنازل العالية في دار كرامته ما لا ينالها إلا أهل البلاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد سل: أي الناس أشد بلاء؟ فقال: (الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقة خفف عنه، وما يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة)( ).
وشقي بقتله من أعان عليه، أو رضي به، فالذي شرعه الله للمؤمنين عند الإصابة بالمصاب وإن عظمت أن يقولوا: إنا لله وإنا إليه راجعون، وقد روى الشافعي في مسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات وأصاب أهل بيته من المصيبة ما أصابهم، سمعوا قائلا يقول: يا آل بيت رسول الله، إن في الله عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا من كل فائت، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإن المصاب من حرم الثواب.. فكانوا يرونه الخضر جاء يعزيهم بالنبي صلى الله عليه وسلم.
فعلاً شيخ النواصب
ويقول شيخ النواصب ايضاً
فكما أن غالب الأنبياء كانوا من ذرية إسحاق، فهكذا كان غالب السادة الأئمة من ذرية الحسين، وكما أن خاتم الأنبياء الذي طبق أمره مشارق الأرض ومغاربها كان من ذرية إسماعيل، فكذلك الخليفة الراشد المهدي الذي هو آخر الخلفاء يكون من ذرية الحسن
.
أنظر إلى نصب شيخ النواصب
أما قولك لا أفتري على النبي
فمعاذ الله أن أفتري على سيدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
سامحك الله
قال العلامةُ الحجةُ / مجدُ الدين المؤيدي حول بُغض ابن تيمية للإمام علي وايضاً آل بيت النبي في كتابه "مجمع الفوائد".في قتال علي عليه السلامُ
> قال ابنُ تيمية كافاه اللهُ في الجزء الثاني من منهاجه (ص230) مالفظه: وعلي يقاتلُ ليطاع ويتصرفُ في النفوس والأموال، فكيف يجعلُ هذا قتالاً على الدين؟، وأبو بكر يقاتل مَن ارتد عن الإسلام ومَن ترك ما فرض اللهُ ليطيع اللهَ ورسولـَه فقط...الخ.
أقول: بالله عليك أيها المطلع انظر كيف جعل جهادَ علي عليه السلام للكفار والمشركين، وهو وعمُّه أسدُ الله الحمزة بن عبدالمطلب وابن عمهما عبيدة بن الحارث عليهم السلام أول مَن برز للجهاد في سبيل الله تعالى، وجهادُه في بدر وأحُد والخندق وخيبَر وحُنين، وقتالُه للناكثين والقاسطين الذين هم الفئة الباغية الداعية إلى النار القاتلة لعمار رضوانُ الله عليه، وللمارقين الذين هم الخوارج المارقون عن الدين، وهو الجهادُ والقتالُ الذي ثبت اللهُ به قواعدَ الإسلام، جعل ذلك كله ليطاعَ ويتصرفَ في النفوس والأموال، تأمل بالله عليك هل يقولُ هذا مَن يؤمن بالله تعالى ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَآلـَهُ وَسَلَّمَ واليوم الآخر، وصدق الرسولُ الأمينُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَآلـَهُ وَسَلَّمَ: ((لايحبه إلا مؤمن ولايبغضه إلا منافق ).
في مقتل الحسين عليه السلامُ
> قال ابنُ تيمية (ج27 ص471) من الفتاوى الطبعة الأولى في سياق قصة الحسين عليه السلام ما لفظه:
ووقع القتل حتى أكرم اللهُ الحُسينَ ومَن أكرمه من أهل بيته بالشهادة رضي الله عنهم وأرضاهم وأهان بالبغي والظلم والعدوان مَن أهانه بما انتهكه من حُرمتهم واستحله من دمائهم ((وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء)) [الحج:18] وكان ذلك من نعمة الله على الحسين وكرامته له لينالَ منازلَ الشهداء، حيث لم يجعلْ له في أول الإسلام من الإبتلاء والامتحان ماجعل لسائر أهل بيته لجده صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَآلـَهُ وَسَلَّمَ وأبيه وعمه وعم أبيه رضي الله عنهم فإن بني هاشم أفضلُ قريش وقريشاً أفضلُ العرب والعربَ أفضلُ بني آدم، كما صح ذلك عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَآلـَهُ وَسَلَّمَ مثل قوله في الحديث الصحيح: ((إن الله اصطفى من ولد إبراهيم بني إسماعيل واصطفى كنانة من بني إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة واصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم )) وفي صحيح مسلم: أنه قال يوم غدير خم: ((أذكركم اللهَ في أهل بيتي أذكركم اللهَ في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي )) وفي السنن أنه شكى إليه العباس أن بعضَ قريش يحقرونهم، فقال: (( والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنةَ حتى يحبوكم لله ولقرابتي )) وإذا كانوا أفضلَ الخلق فلاريب، أن أعمالـَهم أفضلُ الأعمال وكان أفضلهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَآلـَهُ وَسَلَّمَ الذي لاعدل له من البشر ففاضلهم أفضل مَن كل فاضل من سائر قبائل قريش والعرب بل ومن بني إسرائيل وغيرهم، ثم علي وحمزة وجعفر وعُبيدة بن الحارث هم من السابقين الأولين من المهاجرين فهم أفضلُ من الطبقة الثانية من سائر القبائل، ولهذا لما كان يوم بدر أمرهم النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَآلـَهُ وَسَلَّمَ بالمبارزة لما برز عُتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة فقال النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَآلـَهُ وَسَلَّمَ: قم ياحمزة قم ياعبيدة قم ياعلي فبرز إلى الثلاثة ثلاثةٌ من بني هاشم، وقد ثبت في الصحيح أن فيهم نزل قوله تعالى: ((هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ..)) [الحج:19]، وإن كان في الآية عموم، ولما كان الحسن والحسين سيدَي شباب أهل الجنة وكانا قد ولدا بعد الهجرة في عز الإسلام ولم ينلهم من الأذى والبلاء ما نال سلفهما الطيب فأكرمهما اللهُ بما أكرمهما به من الابتلاء لترفع درجاتهما وذلك من كرامتهما عليه لا من هوانهما عنده كما أكرم حمزةَ وعلياً وجعفراً وعمَرَ وعثمانَ وغيرَهم بالشهادة.. إلى قوله: وقد علم اللهُ أن مصيبتـَه تذكَرُ على طول الزمان.. إلى قوله: وطائفة من العلماء يلعنون المعيَّنَ كيزيد.. إلى قوله: ويزيد بن معاوية قد أتى أموراً منكرة منها وقعة الحرة... إلى قوله: ولهذا قيل للإمام أحمدَ أيُكتَبُ الحديثُ عن يزيد. فقال: لا ولا كرامة، أوليس هو الذي فعل بأهل الحرة مافعل؟!. وقيل له: أما تحبُّ يزيد؟، فقال: وهل يحبُّ يزيد أحدٌ يؤمن بالله واليوم الآخر. فقيل: فلماذا لا تلعنه؟، فقال: ومتى رأيتَ أباك يلعنُ أحداً؟. إلى أن قال ابن تيمية في ذكر يزيد لعنه الله تعالى: لكنه مع ذلك ما انتقم من قاتليه ولاعاقبهم على ما فعلوا، إذ كانوا قتلوه لحفظ ملكه الذي كان يخافُ عليه من الحسين وأهل البيت رضي الله عنهم...إلى آخر كلامه. وهو كلامٌ نفيسٌ. وفيه رَدٌّ واضحٌ على المخالفين المدَّعين لمتابعة الشيخ المذكور، وإلى الله ترجَعُ الأمورُ، والشيخُ ابنُ تيمية يقولُ: إن إجماعَ أهل البيت حجة. نص عليه في فتاواه.
اعلم أن الذي سبق من النقل عن ابن تيمية مما يدل على موافقته إنما هو من إخراج الحق على ألسنة الخصوم وإلا فهو من أشدهم عناداً وأبينهم فساداً، وسأنقل هنا ما فيه أكبر برهان على ذلك مع بيان الرد عليه وعلى أمثاله بالأدلة القاطعة والحجج المنيرة الساطعة.
في آية الولاية
> قال ابن تيمية في الجزء الثاني من منهاجه (ص74) في سياق جحوده بنزول آيات في أمير المؤمنين عليه السلامُ آية ((إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)) ما لفظه: وصيغةُ الجمع لايُرادُ بها اثنان فقط لاتفاق الناس، بل إما الثلاثة فصاعداً، وإما الإثنان فصاعداً، أما إرادةُ الإثنين فقط فخلافُ الإجماع..
وأقول: إن التكذيبَ للصدق من هذا الشيخ لا ينحصرُ، لكن أريد أن أوضحَ لك هنا أنه مخالف بذلك النص القرآني، فقد أطلق اللهُ صيغة َالجمع وأراد الإثنين فقط، قال تعالى: ((إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا)) فأطلق صيغة الجمع وهي قلوبٌ على قلبين قطعاً، والآية نازلة في إثنتين بلاريب، فهذا نص قرآني صريح، ولقد كنت أعجب غاية العجب من محمد بن إبراهيم الوزير حيث أثنى عليه في الإيثار حتى وقفت على كلامه فيه أنه لم يطَّلِع على منهاجه، فهوَّن ذلك عليَّ، وكذا ابنُ عقيل في النصائح ثم ذكر في كتابه تقوية الإيمان أنه لم يكن اطلع على منهاجه، هذا ورد عليه أبلغ الرد، وحسبُنا الله ونعم الوكيل.
قال ابن حجر الهيثمي في فتاواه ما لفظه: ابنُ تيمية عبدٌ خذله اللهُ تعالى وأضله وأعماه وأصمه وأذله. بذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله، ومَن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام _الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي_ وولده التاج والشيخ الإمام العز بن جماعة وأهل عصره من الشافعية والمالكية والحنفية. إلى قوله: والحاصل أنه لايقامُ لكلامه وزنٌ، بل يُرمى به في كل وعر وحَزَن، ويعتقد فيه أنه
مبتدع ضال جاهل غالٍ عامله اللهُ تعالى بعدله وأجارنا من مثل طريقته وفعله. آمين.
وانقل الى سيادتكم ما كتبه أحد علماء الشافعيه في الأردن وهو في الحقيقة كتاب ذو قيمة ويتكلم عن ابن تيمية وآراء العلماء فيه وعقيدته والذي ناظراهم وسوف اكتفي بهذا العدد ذكر افترائه على الإمام علي »ع« وتحامله على أهل البيت وبالأعداد القادمه أذكر عقيدتـَه في ذات الله وفي عقيدته مجملاً.
(التوفيقُ الربانيُّ في الرد على ابن تيمية الحراني) - جماعة من العلماء ص85 .
وقد مر أن الحافظ بن حجر ذكر في "الدرر الكامنة" أن ابنَ تيمية خطـَّأ أميرَ المؤمنين علياً كرم اللهُ وجهه في سبعة عشر موضعاً وخالف نص الكتاب، وإن العلماء نسبوه إلى النفاق لقوله هذا في علي كرم الله وجهه، ولقوله أيضاً فيه انه كان مخذولاً، وانه قاتل للرياسة لا للديانة.
فمن شاء فليراجع قول ابن حجر في "الدرر الكامنة" /1 114. وقد ذكر ابنُ تيمية في حق علي في كتابه "منهاج السنة" 2: 203 ما نصه : "وليس علينا أن نبايعَ عاجزاً عن العدل علينا ولا تاركاً له، فأئمةُ السنة يسلمون أنه ما كان القتال مأموراً به لا واجباً ولا مستحباً".
وذكر في نفس المصدر السابق 3 : 156 بعد كلام ما نصه: "فلا رأي أعظم ذمّاً من رأي أريق به دم ألوف مؤلفة من المسلمين، ولم يحصل بقتلهم مصلحةٌ للمسلمين لا في دينهم ولا في دنياهم بل نقص الخيرُ كما كان وزاد الشر على ما كان... ".
قوله: (إنه ما كان القتالُ مأموراً به لا واجباً ولا مستحباً) هذا غيرُ صحيح، وهو مخالفٌ لما رواه النسائي بالاسناد الصحيح في الخصائص عن علي رضي الله عنه أنه قال : (أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين).
فالناكثون هم الذين قاتلوه في وقعه الجمل.
والقاسطون هم الذين قاتلوه في صفين.
والمارقون وهم الخوارج.
وهذا الحديث ليس في إسناده كذابٌ ولا فاسقٌ كما زعم ابن تيمية.
ثم إن علياً خليفة راشدٌ واجبُ الطاعة على المؤمنين لقوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللهَ والرسولَ وأولي الامر منكم ).
وقد ذكر الامام أبو القاسم الرافعي محرر المذهب الشافعي : وثبت أن أهلَ الجمل وصفين والنهروان بُغاةٌ.. وقد أثبتها الحافظ ُابن حجر في "تلخيص الحبير" 4 / 44 فقال بعد إيرادها : هو كما قال. ويدل عليه : أُمرتُ بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.. رواه النسائي في الخصائص والبزار والطبراني..
والقاسطون أهل الشام؛ لانهم جاروا عن الحق في عدم مبايعته.
ومثله ذكر الحافظُ في فتحه 13 / 57 وقد ثبت أن مَن قاتلوا الإمامَ علياً كانوا بُغاةً.
وأما قوله: (إنه لم يحصل بقتلهم مصلحةٌ للمسلمين لا في دينهم ولا في دنياهم) فهو باطلٌ، روى الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه والنسائي في الخصائص أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَآلـَهُ وَسَلَّمَ قال : إن منكم مَن يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلتُ على تنزيله. فقال أبوبكر: أنا يا رسولَ الله. قال : لا. قال عُمَرُ: أنا يا رسول الله. قال: لا، ولكنه خاصفُ النعل - ( وكان علي يخصفُ النعلَ). فالرسول ُزكى قتالَ علي في جميع الوقائع، ومَن قاتله كان عاصياً.
ويؤيدُ هذا الحديثَ الذي رواه. أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَآلـَهُ وَسَلَّمَ قال للزبير : " إنك لتقاتلنه وأنتَ ظالمُ له ". فالزبيرُ مع جلالة قدره ظلَمَ ولكنه ندم ورجع.
ثم يرد قوله هذا الحديث المتواتر الذي رواه البخاري : "ويحُ عمار تقتلـُه الفئةُ الباغيةُ يدعوهم للجنة ويدعونه إلى النار". فعمار الذي كان في جيش علي كان داعياً إلى الجنة بقتاله مع علي، فعليٌّ داعٍ إلى الجنة بطريق الاولى، وعمار ما نال هذا الفضل إلا بكونه مع علي، فهو وجيشَه دُعاةٌ إلى الجنة ومقاتلوهم دُعاةٌ إلى النار.
فلو لم يكن إلا حديث البخاري لكفى في تكذيب ابن تيمية. فكيف يقولُ: إن القتالَ لا واجباً ولا مستحباً. والرسولُ زكى قتال علي في جميع الوقائع، وكيف يقول: إنه لم يحصُل بقتلهم مصلحةٌ للمسلمين لا في دينهم ولا في دنياهم. وعلي كان داعياً إلى الجنة ومَن قاتل معه فله أجر ومَن خالفه فهو باغٍ ظالمٌ.
فائدةٌ في الثناء على علي في حروبه الثلاثة : ذكر في كتاب ((الفرْقُ بين الفرَق)) ص350 - 351. ما نصه :
وقالوا بإمامة علي في وقته وقالوا بتصويب علي في حروبه بالبصرة وبصفين وبنهروان.
وقالوا: إن طلحة والزبير تابا ورجعا عن قتال علي لكن الزبير قتله عمرو بن جرموز بوادي السباع بعد منصرفه من الحرب، وطلحةُ لما هَمَّ بالانصراف رماه مروانُ بنُ الحكم - وكان مع أصحاب الجمل - بسهم فقتله.
وقالوا : إن عائشة رضي الله عنها قصدت الاصلاح بين الفريقين فغلبها بنو ضبة والازد على رأيها وقاتلوا علياً دون إذنها حتى كان من الامر ما كان. فائدة ويح عمار بالجر على الاضافة وهو ابن ياسر تقتله الفئة الباغية.
قال القاضي في "شرح المصابيح" يريدُ به معاويةَ وقومَه. وهذا صريح في نفي طائفة معاوية الذين قتلوا عمار رضي الله عنه في وقعة صفين، وان الحقَّ مع علي رضي الله عنه وهو من الإخبار بالمغيبات يدعوهم أي عمار رضي الله عنه يدعو الفئةَ وهم أصحابُ معاوية الذين قاتلوا بوقعة صفين في الزمان المستقبل إلى الجنة أي إلى سببها وهو طاعةُ الامام الحق ويدعونه إلى سبب النار ومقاتلته.
قالوا وقد وقع ذلك في يوم صفين دعاهم فيه إلى الامام الحق ودعوه إلى النار وقتلوه فهو معجزةٌ للمصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَآلـَهُ وَسَلَّمَ وعلم من أعلام نبوته.
وأما قولُ بعضهم: المرادُ أهلُ مكة الذين عذبوه أول الاسلام. فقد تعقبوه بالرد.
قال القرطبي رحمه اللهُ تعالى : وهذا الحديثُ من أثبت الاحاديث وأصحها، ولما لم يقدر معاوية على إنكاره قال: إنما قتله من أخرجه. فأجابه علي كرم اللهُ وجهه بأن رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَآلـَهُ وَسَلَّمَ إذن قتلَ حمزةَ حين أخرجه. قال ابن دحية: وهذا من علي إلزامٌ مفحمٌ لا جوابَ عنه وحجةٌ لا اعتراضَ عليها.
وقال الامام عبدالقاهر الجرجاني في كتاب "الإمامة": أجمع عُلماءُ الحجاز والعراق من فريقي الحديث والرأي منهم مالك والشافعي وأبوحنيفة والاوزاعي والجمهور الاعظم من المتكلمين والمسلمين أن علياً كرم اللهُ وجهه مصيبٌ في قتاله لاهل صفين كما هو مصيبٌ في أهل الجمل وان الذين قاتلوه بُغاةٌ ظالمون له لكن لا يكفرون ببغيهم.
وقال الامام أبو منصور في كتاب "الفرق في بيان عقيدة أهل السنة": اجمعوا أن علياً كرم الله وجهه كان مصيباً في قتال أهل الجمل طلحة والزبير وعائشة بالبصرة وأهل صفين.
وقد روى البيهقي في السنن الكبرى 8 / 174 بالاسناد المتصل الى عمار بن ياسر قال : لا تقولوا: كفَرَ اهلَ الشام ولكن قولوا: فسقوا أو ظلموا.
وكذا رواه ابنُ أبي شيبة في مصنفه 15 / 290 بروايات، وفي إحداها: ولكنهم قومٌ مفتونون جاروا عن الحق، فحق علينا أن نقاتلَهم حتى يرجعوا إليه.
تنبيهٌ: ليس من سبِّ الصحابة القولُ ان مقاتلي علي منهم بُغاةٌ. لأن هذا مما صرَّحَ به الحديثُ بالنسبة لبعضهم وهم أهلُ صفين، وقد روى البيهقي في كتاب "الاعتقاد" ص196 بإسناده المتصل إلى محمد بن إسحاق وهو ابن خزيمة قال : "... وكلُّ مَن نازعَ أميرَ المؤمنين علي بن أبي طالب في إمارته فهو باغٍ على هذا عهدت مشايخنا"، وبه قال ابنُ إدريس ــ يعني الشافعي رحمه الله ــ". انتهت بحروفها، فلا يعد ذكر ما جاء في حديث البخاري سباً للصحابة إلا ممن بَعُدَ عن التحقيق العلمي فليتفطن لذلك. ثم هل نترك كلام عمار الذي ورد أن الجنةَ تشتاقُ إليه، ونتبع كلام زائغ جاهل؟!!، وأما مَن يُعارضُ هذا الحديث المتواتر بمثل ما روي أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَآلـَهُ وَسَلَّمَ قال : إذا ذكر أصحابي فأمسكوا. فهو بعيد من التحقيق بُعداً كبيراً؛ لأن هذا لم يثبُتْ، فكيف يُحتـَجُّ به في معارضة حديث ثابت متواتر فقد روى حديث "" ويح عمار "" أربعةٌ وعشرون صحابياً.
ومرادُنا من هذا الكلام تبيين أن علياً هو الخليفة الواجب الطاعة، وأن مخالفيه بُغاةٌ، فكيف يقولُ هذا السخيف أنه ما كان القتالُ مأموراً به لا واجباً ولا مستحباً، وأنه لم يحصل للمسلمين فيه مصلحةٌ لا في دينهم ولا دنياهم. فهذا فيه مخالفةٌ للاحاديث التي أوردناها أليس هذا ذماً لعلي؟!.
وراجع كلام ابن تيمية في منهاجه ص202 من الجزء الثاني يقول فيها : وعلي رضي الله تعالى عنه كان عاجزاً عن قهر الظلمة من العسكرين ولم تكن اعوانـُه يوافقونه على ما يأمر به، واعوانُ معاوية يوافقونه، وكان يرى ان القتالَ يحصُلُ به المطلوبُ فما حصل به الا ضد المطلوب... إلى أن قال : فأئمةُ السنة يعلمون انه ما كان القتالُ مأموراً به لا واجباً ولا مستحباً ولكن يعذرون مَن اجتهد فأخطأ.
وانظر ص204 من الكتاب السابق يقول فيها: فان قال الذابُّ عن علي: هؤلاء الذين قاتلهم علي كانوا بغاةً، فقد ثبت في الصحيح ان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَآلـَهُ وَسَلَّمَ قال لعمار رضي الله عنه (تقتلك الفئة الباغية ) وهم قتلوا عماراً. فههنا للناس اقوال : منهم من قدح في حديث عمار، ومنهم من تأوله على أن الباغي الطالب وهو تأويل ضعيف، واما السلف والائمة فيقول اكثرهم كأبي حنيفة ومالك واحمد وغيرهم لم يوجد شرط قتال الطائفة الباغية.
اقول: السؤالُ في هذا الكلام صحيح منطبق على مذهب اهل الحق، اما جوابه - اي ابن تيمية - عنه فههنا للناس اقوال الى آخره فاسد وكذب، فهل يسمي لنا القادحين في حديث عمار؟!!.
واختتم بما قرأتهُ عن رأيه بحديث الغدير لكي تعلم انهُ شيخُ النواصب بلا منافس، ولكم ان تحكموا ايها المنصفون واعذروني على لـُغتي الركيكة باللغة العربية فلستُ سوى إنسان يبحَثُ عن حقيقة ولستُ متخصصاً، وايضاً تعلمون بواقع التعليم اليومَ وما وصل له من التدهور والإنحطاط، ونسألُ الله َالسلامةَ.
اذكر لكم موقفاً آخرَ لابن تيمية الحراني يدُلُّ على بُغضه الشديد ونصبه الأكيد للإمام علي وهو موقفه من حديث الغدير فقد علق ابن تيمية على الحديث بمنهاجه 4/104فقال:(انه ُحديث كذب مخالفٌ للقواعد الحديثية) هذا أن دَلَّ يدُلُّ على ان تعصُّبَه لفئة معينة جعلهُ ينسى القواعدَ الحديثيةَ؛ لأنه علي فقط لا كما قال.
أما حديث الغدير أو حديث الموالاة هو حديثٌ صحيحٌ بل متواترٌ، هذا ما قالهُ الألباني بـ"صحيحه" 4/ 343 فقد ذكر كلام إبن تيمية السابق وقال: فكلامُ إبن تيمية مردودٌ عليه. يقصد بذلك إبن تيمية.
وكذا قولُ محمد خيل مهراس في تعليقة على كتاب "التوحيد" لابن خزيمة، حيث قال (الحديثُ غيرُ صحيح ويشتبَهُ ان يكونَ من وضع الشيعة).
فالله المستعان إذا رويت منقبة او فضيلة للإمام علي قالوا وضعوها الشيعة وإذا تكلم اهلُ الجرح والتعديل قالوا: صدوقٌ ولكن يتشيعُ.!!!! فلا أعلم ما هذا التخبط الذي يعيشه النواصب.
وأقول: الحديثُ صحيحٌ لا شك بذلك.
بل أن الذهبيَّ في "سير أعلام النبلاء" 5/415 قال عن حديث الغدير (الحديثُ ثابتٌ بلا ريب).
وقال في "تذكرة الحفاظ" 2/713 (ولما بلغ ابنُ جرير ان ابن داوود تلكم في حديث غدير خم عمل كتاب الفضائل وتكلم في تصحيح الحديث، وقد رأيتُ مجلداً في طرق الحديث لابن جرير فأندهشتُ لهُ ولكثره الطرُق).
وقال إبن الجزري في "مناقب الأسد الغالب": ( هذا الحديثُ صحيحٌ من وجوه كثيرة، تواتر عن أمير المؤمنين علي (ع) وهو متواترٌ عن النبي الأعظم (ص) رواه جَمٌّ غفيرٌ عن جَمٍّ غفير، ولاعبرة لمن حاول تضعيفه ممن لا اطلاع له في هذا العلم فقد ورد عن.....) ثم ذكر نحو ثلاثين صحابياً.
قال الألباني في صحيحه 5/ 263 - 264: ( فمن العجيب حقاً ان يتجرَّأَ شيخُ الإسلام إبنُ تيمية على إنكار هذا الحديث وتكذيبه بمنهاج السنه 4/ 104).
أنصحك في الأخير يا أخي الصنعاني ان تقرأ كتب السيد حسن بن علي السقاف علامة الشافعية في الأردن وسوف تحس انك لم تقرأ شيئ عن ابن تيمية
الفرق بين القاعدة وحزب الله مثل الفرق بين الثرى والثريا الله ينصر السيد حسن بن نصرالله بن رسول الله .. واله مقد حد خلى ام يهود يبكوا اللا سيدي حسن الله يحفظه ويحفظ كل من يحبه واللي مايحبه مكانه هناك عند أصحابه في تل أبيب